رواية وصمة قلب أسير الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين


رواية وصمة قلب أسير الفصل العاشر بقلم رباب حسين 


علمت الآن المعنى الحرفي لجملة "توقف الزمن" فلم أشعر بما حولي بعد سماع هذه الكلمات تخرج من فمها
كانت صدمة رجل رأى النور في عين من يحب يُطفأ قسرًا دون أن يملك حق الدفاع عنها أو حتى الصراخ حين وجب الصراخ شعر بالعجز و الذنب.... بالخذلان وكأن جسده لم يكن درعها حين إحتاجته... فلم تكن حبيبته كما عرفها بل كانت شبحًا ناعم الصوت مكسور الروح ذابت معاني الحياة في عينيها فقد شُطِرَت روحها وروحه إلى نصفين بعد سماع هذه الكلمات منها
تجمد وجهه كأن الحياة إنسحبت من ملامحه دفعة واحدة وشعر كأن أحدهم سحب الهواء من الغرفة... من قلبه... من كل شيء فيه.... لم يفهم.... لم يرد أن يفهم كان عقله يرفض ودمه يغلي وقلبه يصرخ في صمتٍ مدوٍّ ووقف أمامها لا يستطيع حتى أن يأخذها بين أحضانه ليطمئن روحها المجروحة وظل ينظر إلى سليم ينتظر أن يهون عليها ما تشعر به ولكن وجد على وجه سليم نظرة مختلفة.... وكأنه ينظر إلى شخصًا أخر لا يعرفه من قبل ولا يحرك ساكنًا وهي تبكي أمامه بدموع قلبها قبل عينيها وتقول : أعمل إيه دلوقتي؟!..... اللي حصل فيا ده بسببكم إنتو ولازم تنقذوني من الوحل اللي وقعت فيه
ثم اقتربت من سليم وتمسكت بذراعه وقالت له في رجاء : أنا لو روحت وبابا شافني كده هيروح فيها..... مفيش غيرك يقدر يحل المشكلة ديه
نظر سليم بعيدًا عنها وقال : وأنا المطلوب مني أعمل إيه؟
ريماس : نتجوز..... مش إنت كنت مستعجل وعايزنا نتجوز على طول
أزاح سليم يدها من عليه وقال : أيوة بس قبل ده ما يحصل.... أنا مقدرش أستحمل اللي حصلك ده ولا أقدر أتعايش معاه..... ده أنا في الأول كنت معترض على الجواز واللي خلاني أوافق إني عرفت إن مفيش حد في حياتك قبلي..... عايزاني أتجوزك في الوضع ده إزاى؟ 
ريماس في غضب : يعني إيه هتتخلى عني؟! طيب أنا أعمل إيه دلوقتي؟ أقول لبابا إيه؟ أقوله الراجل اللي إنت وافقت عليه واطمنت عليا معاه حصل فيا كده بسببه وبسبب عيلته وفي الأخر سابني؟!
لم يجيب سليم فاقترب منه عوني وهمس في إذنه : الدمج كده هيروح مننا
قال سليم بصوت مرتفع : يروح..... مش فارق معايا..... أنا مش هقدر أتجوزها وإنت عارف طبعي كويس..... أنا مقدرش أستحمل وضع زي ده بس عشان الشغل
ثم إلتفت إليها وخلع محبسه من يده وأمسك كفها ووضعه به وهي تنظر إليه في خيبة أمل ثم إبتعد عنها.... ظل ريان ينظر إليها وإليه في حسرة ولم يستطع أن يقف هكذا دون أن يفعل شئ.... اقترب منها ومد يده نحوها ببطء كمن يخشى أن يُلامس جرحًا مفتوحًا وعيناه تتحدث بدلًا من فمه وكأنه يقول.. "أنا هنا لن أترككِ"
قالها لا بوعد أجوف بل بندبة إنغرست في قلبه إلى الأبد فجرحها بهذه الطريقة دمى قلبه قبل قلبها.... أزاح الدموع من على وجهها وهي تنظر إليه في حزن وكسرة ثم أخذ المحبس من يدها وارتداه ونظر لها والدموع في عينيه ثم إلتفت إلى عوني وقال : أنا هتجوز ريماس
نظر له سليم في تعجب وقال : ليه؟
ريان : عشان أنا السبب في اللي حصلها وهي ملهاش ذنب
سليم : هتقبل تتجوزها وهي كده؟!
ريان : اه...لأنها مغلطتش في حاجة ولا يعيبها حاجة
سليم : مش بقولك مثالي زيادة عن اللزوم
زفر ريان ونظر لعوني وقال : أنا خدت قراري ومش هرجع فيه..... وأظن ده في مصلحتك يا بابا صح؟
عوني : يا إبني إنت حر..... وأنا مقدرش أعيب في ريماس..... مبروك..... بس السيوفي باشا هيقبل؟
ريان : أنا هكلمه بس بعد أما أجيب حقها الأول من أسعد
كاد أن يذهب ولكن أمسكت ريماس يده ونظرت له في ضعف وقالت : متسبنيش..... مش هقدر أروح لبابا لوحدي
قبض ريان على يدها وكأنه يطمئنها وقال : هاجي معاكي ولو عايزني أكتب الكتاب النهارده معنديش مانع
ثم سحبها خلفه وخرجا من المنزل ولكن أوقفته ريماس وقالت له : إستنى..... هو إنت بجد مش متضايق إنك هتتجوزني بعد اللي حصلي ده
إلتفت إليها ريان ووضع كلتا يديه على وجنتيها وأزاح دموعها وقال في حزن : إنتي حلمي اللي حلمت بيه أيام وليالي طويلة..... كان كل يوم بيعدي عليا وأنا عارف إنك مش ليا كأنه سنة واللي كان مانعني عنك إني كنت فاكر إن سليم بيحبك بس طلع معاكي حق..... سليم لو بيحبك مكنش إتخلى عنك وخصوصًا في وضع زي ده وأنا مش هسيب حد ياخدك مني تاني..... وبعدين زي ما قلت إنتي مغلطيش في حاجة..... إنتي ضحية لعدواة بينا وبينهم وأنا السبب في كل ده..... مش عايزك تفكري في اللي حصل تاني وأنا معاكي ومش هسيبك
نظرت في عينيه بحب ثم أخرجت من حقيبتها منديل معطر وأزالت به آثار الضرب والدماء التي على وجهها ثم نظرت له في قوة وهو ينظر إليها في دهشة ثم قالت : أنا محصليش حاجة..... أنا بس حبيت أختبر سليم قدامك عشان تعرف إنه مش بيحبني وإن إنت بتضحي بحبنا عشان وهم.... أنا عرفت سليم عايز يتجوزني ليه.... عشان الدمج صح؟.....عايزني أسيبك تضيع من إيدي واحكم على نفسي بالموت وأنا بتجوز أخوك عشان تبقى محرم عليا
ثم اقتربت منه ونظرت له داخل عينيه بقوة وقالت : إنت ليا ومش هسيبك تضيع من إيدي
إبتعد عنها ريان قليلًا والغضب يسيطر عليه وقال : إنتي مجنونة؟!..... إزاى تقولي على نفسك كده وتحطي نفسك في الموقف ده قدامهم؟ مفكرتيش في شكلك قدام أهلي هيبقى إيه؟
ريماس : مش هيقدرو يقولو حاجة زي كده عشان هبقى مرات إبنهم
ريان : ولو.... إنتي كده خدعتي سليم
ريماس : أنا مخدعتوش..... أنا أختبرت حبه ليا وسقط في الإختبار..... مين قاله إن هو الوحيد اللي من حقه يختبرني..... سليم واخدني صفقة يا ريان وأنا لا يمكن أتجوز بالطريقة ديه وخصوصًا وأنا بحبك
ريان في غضب : لا لا..... إنتي تدخلي دلوقتي وتفميهم الحقيقة
ريماس : لا ومش فارق معايا حد يعرف الحقيقة غيرك..... ولو بابا كمان إعترض هقوله نفس الكدبة عشان أبقى معاك
ريان : أنا مش فاهم إنتي إزاى أصلًا فكرتي كده وعملتي كده إزاي؟ إفرضي مكنتش قبلتك أنا كمان كنتي هتعملي إيه؟ 
ريماس : لا ديه أنا كنت متأكدة منها..... كنت متأكدة إنك مش هتتخلى عني.... أنا مش مصدقة إنك واقف قدامي وبتحاسبني كمان..... إنت إختارت سليم وأنا أخترتك إنت ومش هسيبك ولو إنت مش قادر تتمسك بيا أنا هفضل متمسكة بيك.... وعلى فكرة هي أصلًا مش فكرتي
عقد ريان حاجبيه وقال : فكرة مين؟! 
نظرت ريماس عاليًا على أحد الشرفات بالمنزل فنظر ريان أيضًا بنفس الإتجاه فوجد أمال تقف في الشرفة وتنظر إليهما ففتح عينيه في صدمة ثم رفعت أمال هاتفها واتصلت به فتلقى المكالمة على الفور وقال في غضب : إنتي يا أمي!... إزاى تعملي كده؟ 
أمال : هي هتحكيلك.... بس خدها وأمشي عشان مش عايزة حد يسمعكم.... وبراحة عليها يا ريان هي عملت كده عشان بتحبك
نظر ريان إلى ريماس التي تجمعت الدموع في عينيها فزفر في تعب وأغلق عينيه ثم قال : طيب يا أمي
ثم أنهى المكالمة وأشار لها بإن تصعد إلى سيارتها وقاد هو السيارة ثم إبتعد قليلًا عن المنزل وأوقف السيارة وقال : أفهم بقى إنت عملتو كده ليه وإزاي؟
ريماس : هحكيلك
فلاش باك
كانت ريماس تجلس بغرفتها صباحًا عندما تلقت مكالمة من ريهام تخبرها بإن ريان قد ألغى موعدها معه اليوم فأخبرت السيوفي أنها لن تذهب إلى العمل اليوم وبعد قليل تلقت مكالمة من أمال وطلبت منها أن تلتقي بها خارج المنزل دون أن تخبر أحد وبالفعل إلتقتا وجلستا بأحد المطاعم وقالت أمال في جدية : من غير مقدمات وكلام كتير..... أنا شفتك إنتي وريان إمبارح
فتحت ريماس عيناها في صدمة ثم قالت في توتر : أنا.... أنا عارفة إن حضرتك من حقك تفهمينا غلط..... بس صدقيني مفيش أي حاجة بيني وبينه.... أو اللي بينا ميعبش في حق سليم ولا في حقكم
أمال : وإنتي لما تحبي أخو خطيبك ديه مفيهاش إساءة في حقه؟
ريماس : أنا أتعرفت على ريان تاني خطوبتي لما خطفني..... وحسيت بحاجة جوايا ليه محستهاش قبل كده..... حاولت كتير أمنع نفسي عنه وابطل أفكر فيه بس مقدرتش وطلبت من بابا أكتر من مرة ينهى الخطوبة ديه بس للأسف مكنش بيوافق والظروف حكمت عليا أقابل ريان كل يوم..... كان صعب عليا بجد ولما كنت بضعف كان هو بيصدني وبقيت واقفه في النص لا عارفة أقرب من سليم ولا أبعد عن ريان ولا عارفة أخد قرار..... عارفة إني بغلط بس مش لاقية حل ومحدش بيساعدني..... لو ليا أم كان ممكن تفهمني بس أنا مش لاقية حد يقولي أعمل إيه
نظرت لها أمال في حزن وقالت : إسمعي اللي هقولك عليه ده وخليه سر بينا..... سليم وعوني طلبو إيدك عشان الشراكة وبس..... يعني سليم مش بيحبك زي ما هو مبين
ريماس : عارفة.... وحاولت أقنع ريان بكده بس هو مصدقه
أمال : عشان ريان لسه ميعرفش سليم علي حقيقته زيي.... بس بسيطة أنا هخليه يشوف بعينه الحقيقة....سليم مش بيحب يبقي رقم إتنين بيحب كل حاجة تبقي ليه هو وبس..... ودلوقتي عايزة أعرف إنتي مستعدة تعملي أي حاجة عشان تبقي مع ريان؟
ريماس : أي حاجة..... بس أنهي الخطوبة ديه وريان يوافق يبقى معايا
إبتسمت أمال وقالت : يبقى تسمعي اللي هقولك عليه وتنفذيه بالحرف
أخذت أمال تخبرها بالخطة التي وضعتها ثم قالت لها : جهزي نفسك وأول ما يتجمعو كلهم سوا هقولك تدخلي البيت ومترديش على باباكي خالص وتختفي نهائي عشان ميحصلش أي حاجة تخيلهم يشكو في الحوار وأنا متأكدة إن سليم هيسيبك وساعتها هيبقى هو اللي أختار ومفيش لوم على ريان
أماءت لها ريماس بنعم وقررت أن تنفذ الخطة
عودة من الفلاش باك
ريان : فكرة مجنونة وغبية..... لإني مش هسمح أن حد يفكر فيكي كده ولا يقول عليكي كده
ريماس : مش فارق معايا..... كل اللي يهمني إنت وبس ومامتك عارفة كل حاجة..... المهم دلوقتي أنا عملت اللي عليا والباقي عليك
ريان : باباكي؟!
ريماس : اه..... لازم نروح نتكلم معاه ونقوله إني بقيت خطيبتك إنت مش سليم
شغل ريان السيارة وذهبا إلى منزل السيوفي
خرج تيم من قسم الشرطة واتصل بأسعد وقال له : كله تمام..... وقريب أوي هنخلص من سليم
أسعد : تمام برافو عليك..... ومتقلقش أول ما عوني وسليم يقعو مكانك عندي في الشركة
تيم : قريب أوي هتخلص إنتقامك وإنتقامي منهم
أنهى المكالمة وذهب إلى والده القعيد في المشفى وجلس بجواره وقال له بعد أن قبل يده : خلاص يا بابا..... الراجل اللي عمل فيك كده قرب ياخد جزاءه
ظهر الخوف على وجه أبيه وأماء له بلا فزفر تيم وقال : يا بابا كفاية خوف عليا.... مش هيقدر يعملي حاجة خلاص...وقع في إيدي ومحدش هيفهم إني السبب وإذا كان زمان بيهددك بيا فا دلوقتي روحه في إيدي وهندمه على اللي عمله فيك..... وولاده هما اللي هيدفعو التمن زي ما أنا دفعته طول عمري وأنا شايفك مريض قدامي بالشكل ده ولو مكنتش إتفقت مع عبد القادر بيه وأسعد إبنه كان زماني بتفرج عليك وإنت بتموت قدام عينيا..... متخفش عليا يا بابا حقك وحقها هيرجع وهيجي يوم اللي تكتب فيه الحقيقة وتريح ضميرك اللي إتشليت بسبب تعذيبه فيك
أغمض وجيه عينيه ونزلت دمعة حارقة تذكره بما حدث سابقًا
فلاش باك منذ منذ ٢٦ عامًا
يجلس وجيه على كرسي داخل منزل قديم متهالك يظهر على وجهه علامات التعذيب والضرب.... يلهث من العطش ثم اقترب منه عوني والغضب يسيطر عليه وقال : برده مصر متنفذش اللي طلبته منك
وجيه : يا بيه ديه واحدة ست ولحم كتافي من خيرها..... ديه مفيش زيها عايزني أطعن في شرفها بعد ما ماتت..... مكفكش اللي عملته فيها
عوني : هي اللي دخلت شركتي عشان تتجسس عليا...عشان تخرج جوزها من السجن وتلبسني في مصيبة..... إنت عارف لو كانت قالت اللي سمعته كان زماني مكانها هي في التربة وإنت لو قلت كلمة واحدة من اللي عرفته منها هقتلك زي ما قتلتها ولو مش خايف على نفسك خاف على إبنك حازم
فتح وجيه عينيه في صدمة وقال له في خوف : لا إبني لا
عوني : ما أنا عمال أقولك تنفذ وإنت معصلج دماغك..... يبقى هتموت وأخلص على إبنك قدامك الأول.....وبعدين إنت فارق معاك إيه ما خلاص ماتت كلامك مش هيأثر عليها في حاجة..... ها هتنفذ ولا تشوف إبنك ميت قدامك زيها
بكى وجيه وأماء برأسه وقال : حاضر.... هنفذ..... حسبي الله ونعم الوكيل
عوني : حلو..... بعد أسبوعين المحكمة تروح وتشهد باللي قولتلك عليه ونخلص من الحوار كله فاهم
بعد أسبوعين وقف وجيه أمام القاضي وقال : من ساعة ما عبد القادر بيه دخل السجن وهي كل يوم مع واحد شكل وأنا اللي كنت بوصلها بنفسي وبتروح تسكر وتقضي الليل كله مع الرجالة ولما واجهتها وقولتلها إبنك محتاجلك قالتلي ملكش دعوى ويوم ما ماتت وصلتها للبيت اللي إتقتلت فيه وفيه حد فتحلها بس مشفتش هو مين وبعدين قالتلي روح إنت وسيبتها ومشيت
أسعد بصراخ وهو يبكي : كدب..... كل ده كدب..... أمي معملتش كده..... حرام عليك
قول الحقيقة
أمسك العساكر بأسعد وأخرجاه خارج قاعة المحكمة وبعد قليل صدر الحكم ببراءة عوني وخرج أمام أسعد ومشى أمامه بشموخ تحت نظرات الحزن داخل عين وجيه
عودة من الفلاش باك
أمسك تيم يد وجيه وهو يعلم أنه يتذكر ما حدث له وقال : كفاية يا بابا إنت عملت كده غصب عنك..... إذا كان إبنها وجوزها سامحوك
أشار وجيه على صدره بيده ثم أماء بلا
تيم : ما أنا بعمل كل ده عشان تسامح نفسك وضميرك يرتاح يا بابا
ثم قبل يده وبكى على حالة والده
وصل ريان وريماس إلى منزل السيوفي ونزلا من السيارة ولكن أوقفها ريان ووضع معطفه عليها ودخلا معًا..... رأى السيوفي ريماس تدخل من الباب فوقف وقال : إنتي مش بتردي على تليفونك ليه من الصبح..... ومقولتيش ليه إنك هتروحي لخطيبك؟
ثم إنتبه إلى ريان الذي دخل خلفها وقال : معلش يا سليم..... أصلها مقالتليش إنها هتروح عندكم ومن ساعة ما أخوك خطفها وأنا بقلق عليها
لم يجيب ريان ونظرت له ريماس ثم قالت : ده ريان يا بابا مش سليم
ارتبك السيوفي وقال : معلش بقى..... إنت عارف إنها بنتي الوحيدة
ريان : مقدر يا عمي ومش زعلان منك.... حقك تفهمني غلط وتضايق مني بالشكل ده
ريماس : بابا ممكن أتكلم معاك لوحدنا شوية في المكتب
السيوفي : اه طبعًا..... تعالي معايا
نظرت ريماس إلى ريان وقالت : إستناني هنا
ظل ريان يقف بمنتصف البهو ودخل السيوفي وريماس إلى غرفة المكتب وقصت له ريماس ما فعلت اليوم وبعد قليل سمع ريان صوت السيوفي الغاضب ثم خرج من المكتب وقال : وإنت بقى جي طمعان في إيه إنت كمان؟.... ولا فاكر إن لما تتجوزها أنت هكمل الشراكة بيني وبينكم
ريان : أنا لا فارق معايا شراكة ولا فارق معايا الشغل أصلًا..... أنا بحب بنتك وعايز أتجوزها
السيوفي : وأنا مش موافق
ريماس : يا بابا أرجوك إسمعني
نظر لها السيوفي في غضب وقال : إنتي تخرصي خالص وحسابك على عملتك ديه بعدين
ريان : لو عايز تحاسب حد حاسبني أنا.... أنا اللي حبيتها وهي خطيبة أخويا
ريماس : وأنا كمان حبيته..... ومش غلطته لوحده.... الظروف حطتنا مع بعض ومش بإيدينا نوقف الحب ده..... وأنا حاولت أكتر من مرة عشان توقف جوازي من سليم وإنت مسمعتنيش ولا حسيت بيا ولا قدرت أقولك على اللي حاسة بيه لأن ببساطة أتكسفت أقول اللي جوايا ومش بعد اللي عملته ده كله عشان أخرج نفسي وأخرج ريان من الوضع ده تيجي دلوقتي وتقف في طريقنا
السيوفي : ده مش مبرر إنك تعملي في نفسك كده ولا ده سبب كافي إني أوافق إنك تتجوزى ريان وإنتي عارفة هو كان إيه كويس
ريماس : أنا مش هحاسبه على اللي عمله وهو مخطوف يا بابا..... ومش هحاسبه على حاجات عملها غصب عنه
ريان : لا أتحاسب عليها..... عشان مش معنى إني كنت تحت ضغط إني أعمل اللي عملته وعارف إني لازم أتحاسب عليه وبحاسب نفسي عليه كل يوم..... السيوفي بيه معاه حق وأنا لو مكانه هفكر زيه بالظبط
اقتربت منه ريماس وقالت له : برده هتتخلى عني..... برده هتسيبني وتديني ضهرك وتروح..... هتتمسك بيا إمتى يا ريان؟
ثم دفعته بقبضة يدها في صدره وقالت : روح...... أهرب زي كل مرة وأختار الطريق اللي بتعذب نفسك فيه وتعذبني معاك..... بس لو خرجت من الباب ده مش هتشوف وشي تاني ولا هقبل بيك..... روح
أمسك ريان يدها وأخذ الخاتم منها فنظرت له بخيبة أمل وظنت أنه أنهى كل شئ ولكنه وقف أمام السيوفي وقال : أنا ريان عندي ٢٤ سنة خريج كلية تجارة إنجلش وشغال في شركة عوني للآثاث..... أنا مش ريان عبد القادر المجرم اللي الدنيا كتبت عليه يعيش كده..... ولا ريان عوني اللي كان عايز يجوز إبنه لبنتك عشان الشركة..... أنا واحد بيحب بنتك وعايز يتجوزها وهعمل أي حاجة عشان أخليك تثق فيا بس لو سمحت متحاسبنيش على الفات ولا على أخطاء غيري..... أنا وبنتك بنحب بعض وكل اللي طالبه منك فرصة..... إدي لنفسك وليا فرصة تعرفني الأول لأنك كل ده بتحكم عليا بس من برا..... أظن وضعي ووضع بنتك يشفعلنا إنك تدينا الفرصة ديه
جلس السيوفي على الكرسي في حيرة ونظر ريان إلى ريماس التي تقف خلفه وتنهمر الدموع من عينيها ثم اقتربت من والدها وجثت على ركبتيها وقالت : لو ماما كانت عايشة كانت هتقولك وافق عشان ببساطة كانت هتحس بيا..... من ساعة ما ماتت وأنا مبحاولش أعترض على أي قرار إنت بتاخده ولو حتى يخصني وأنا دلوقتي جاية أطلب منك طلب واحد..... خليني أتجوز الراجل اللي حبيته
نظر لها السيوفي وشعر بالحزن عليها فقد حرمت من إمها ولم يستطع أن يقسى عليها خوفًا من خسارتها ثم نظر إلى ريان ووقف وصافحه وقال له : أنا موافق..... ومش هاحسبك على اللي فات بس أتمنى ميحصلش حاجة تخليني أندم إني وافقت
إبتسم ريان وقال : أوعدك يا عمي هحطها في عينيا وهبقى دايمًا عند حسن ظنك
رتب على عاتقه ونظر إلى ريماس وقال : أنا هطلع فوق وهسيبكم لوحدكم شوية
ذهب السيوفي واقترب ريان من ريماس وهو مبتسم في سعادة فا ضربته في ذراعه وقالت : كان لازم تخلع الخاتم من إيدي.... وقعت قلبي
ريان : ده الخاتم بتاع سليم..... خاتمك أنا اللي هجيبه والبسهولك بإيدي بكرة..... بس هاجي لوحدي من غير حد عشان مش عايز أي حاجة تأثر علينا حتى لو السيوفي بيه إعترض على الشراكة أحنا ملناش دعوى
ثم وضع يده على خصلات شعرها بحنان كمان كان يفعل سابقًا عندما أختطفها وجذبها إليه وضمها بين أحضانه وأغلق عينيه في راحة وأخيرًا أصبحت له وملك يده ثم أخذ يستنشق عبيرها وقال : بحبك
رفعت ريماس وجهها لتنظر له وقالت : قولها تاني
ريان : أنا بحبك يا ريماس وهفضل طول عمري أحبك

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1