رواية هجوم عاطفي الفصل الحادى عشر 11 بقلم هاجر عبد الحليم

 

 

رواية هجوم عاطفي الفصل الحادى عشر بقلم هاجر عبد الحليم


في الموتوسيكل، وقفا بالقرب من المستشفى، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر
مالك: يلا، عايزين نخلص اللي جايين عشانه.
رودينا، التي كانت مشغولة في أفكارها الخاصة، نظرت له بعينين ملؤهما الحيرة. كانت تعرف أن هناك شيء غير عادي بينهما، وأن العلاقة بينهما دائمًا محكومة بالقلق. لكنها قررت أن تكسر هذا الصمت الذي بدأ يطبق عليها. تنهدت، وقالت بصوتٍ منخفض، محاولة تخفيف التوتر:
رودينا: لسه زعلان مني مش كده؟
رودينا كانت تعرف أن مالك متوتر، لكن قلبها كان يشعر بحالة من التردد. في هذه اللحظة، مشاعرها المختلطة بين القلق عليه وعلى حياتهم المشتركة جعلتها تشعر بأنها تخوض معركة داخلية صعبة. مالك، الذي يشعر بالضغط الكبير من كل جهة، رد بصوتٍ غاضب لكنه محبط، ليس لأن كلامها أثار غضبه، بل لأن الوضع لا يحتمل أي شيء آخر الآن.
مالك: بذمة أهلك، ده وقت الكلام ده؟ ارحميني، مش كفايا اللي إحنا فيه؟ إحنا داخلين على عصابة ممكن منرجعش غير جثث. وانتي كل اللي فارق معاكي زعلي؟
نظرت له رودينا للحظة، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة، وهي تشعر بمرارة موقفهم. لكن رغم ذلك، كان قلبها ينبض بالكثير من الهمسات العاطفية التي تجعلها تهتم بتفاصيله، حتى لو كانت صغيرة.
رودينا: طبعًا، عشان لما قلبك يكون زعلان حتى لو بسيط، أنا مش بكون على بعضي، وببقى عاملة زي المجنونة اللي مش راسية عَ بر.
ضحك مالك بشكل شبه يائس، ثم نظر لها بنظرة مختلطة بين الاستهجان والتعجب.
مالك: وأيه الجديد؟ انتي فعلاً مجنونة. معرفش ازاي دخلتي كلية الشرطة بدماغك البصلة دي.
رودينا لم تجد ردًا، فقط فكرت قليلاً قبل أن تُجذب نحو الموقف. لكن كانت عيناها تلمع بعناد وتحدٍّ، وكأنها تقول له بدون كلمات: "أنت مش عارف كل شيء عني."
رودينا: لا، حاسب! أنا...
ثم فجأة، مالك أمسك بفمها بيده، موجهًا وجهها نحوه، وقال بحزم، وعينيه مليئة بالتركيز على الهدف:
مالك: مش وقت فتحة دلوقتي، خلينا في اللي إحنا جايين عشانه.
رودينا نظرت إليه بعينين مليئتين بالأحاسيس المتضاربة، وفي تلك اللحظة، اختلط لديها مشاعر الدهشة بالإعجاب، لكنها حاولت أن تُظهر رباطة جأشها. مالك لم يكن قادرًا على إخفاء اضطرابه، لكنه كان في ذات الوقت يشعر بشيء ما في داخل قلبه نحوها.
توقفت رودينا لحظة، ثم وضعت عينيها على يده التي كانت على شفتيها، فتراجع مالك فجأة، وكأن لمسه لشفتيها أخرجته من شرودٍ عميق.
رودينا: بس مينفعش ندخل المستشفى وانت هدومك غرقانة دم بسبب ضربك للراجل. كده هنثير الشبهات.
مالك، الذي كانت كل أعصابه مشدودة الآن، قال بصوت خافت لكنه حازم:
مالك: والعمل؟ إحنا لازم نخش وحالا.
بدأت تفكر بسرعة، تبحث عن حل، وحين خطر لها شيء في رأسها، ابتسمت ابتسامة صغيرة من نوعها، ربما تكون بداية لحل 
رودينا: بااااس... لقيتها! أيوة... بقى يارودي يا جامدة!
.......
في مكان بعيد عن المستشفى، نظرت رودينا إلى مالك بابتسامة رضا وقالت:
"بس كده، الشغل بقى تمام... لوز يا لوز!"
مالك نظر لنفسه في المراية، ثم قال باستفهام:
"إيه لزومه إنك تقلعيني القميص؟"
ردت عليه رودينا بتفكير عميق، ثم قالت:
"حظك كمان إنه كان معايا هدوم مقطعة للضرورات السرية اللي بنحتاجها في شغلنا. هنخش دلوقتي وكأنك شخص مصاب وحالتك حرجة جداً. هتعمل نفسك مش قادر تتنفس، وأنا هعملك شوية خدوش بسيطة في جسمك، كأن حد ضربك أو جرحك، وهنقول إن فلوسنا اتسرقت. هنعمل حوار عليهم  وبااشكل دا هيدخلونا المستشفى وهيركزو معاك، وأنا هخش شوية، أفتش في الورق أو أي دليل. لكن الأكيد إننا مش هنرجع وأيدنا فاضية، يا ننجح في إنقاذ الأطفال ياع الاقل نلاقي دليل وقوي كمان وانا بردو هتنكر عشان محدش يعرفني."
مالِك كان يبدو مترددًا، فقال بعصبية
"وانتي عايزة تعوريني؟"
رودينا ابتسمت ابتسامة مغرية، ثم أمسكت بالسكينة وقالت بصوت هادئ:
"ايوة، انشف كده، ها. أنا بحب راجل يفوت ف الحديد
.......
في مكان بعيد عن المستشفى، مالك نظر إلى رودينا بعينين مليئتين بالخوف والتردد، ثم قال:
مالك:
"بت خفي لبط معايا ها
رودينا ابتسمت ابتسامة مليئة بالثقة، وقالت بصوت هادئ:
رودينا:
"قلب البت."
مالك أخذ نفسًا عميقًا وقال وهو يحاول إخفاء التوتر في صوته:
مالك:
"أنا هروح... كفاية. مش قادر أكمل كده."
رودينا ضحكت بخفة وقالت بنبرة متسائلة:
رودينا:
"خايف يا بيضةولا إيه؟
مالك رد بجدية، كأنه يحاول أن يجد مخرجًا آخر:
مالك:
"فكري في أي طريقة تانية. في حلول تانية ممكن نعملها."
رودينا نظرت إليه بعينين تحدد كل شيء في تلك اللحظة، ثم أجابت ببرود:
رودينا:
"يا مالك، دي مجرد خدوش بسيطة، مش حاجة كبيرة."
مالك:
"يعني هنزل شربات مش دم؟!
رودينا نظرت له نظرة قاسية وقالت بسرعة:
رودينا:
"يا سكر، اخلص بقى، الوقت دا ضدنا مش معانا. لو قعدنا بنقنعك دلوقتي، ممكن ينفذوا المهمّة وأنت قاعد هنا بنقول نفس الكلام. اعتبرها تضحية...."
مالك انفجر في صمت، ثم تمتم بكلمات مليئة بالقهر والألم:
مالك:
"في تضحية أكتر من إني أمي ماتت؟"
رودينا خفضت رأسها للحظة بحزن عميق، ثم قالت بصوت خافت:
رودينا:
"الله يرحمها. خلاص، يا مالك، براحتك. لو مش قادر، أنا هخش لوحدي."
مالك شدها إليه بعنف مفاجئ، وعينيه مليئة بالإصرار والتحدي، وهو ينظر إليها كالصقر. هي سرحت في عينيه للحظة، وعينيه كانت تلاحق شفايفها، اقترب منها قليلاً، لكنهة بعدت عنه بضعف.
مالك، متسمرًا في مكانه، مد ذراعه إليها وقال بهدوء عميق، وهو يضغط على قلبه:
مالك:
"ابدئي، وأنا هستحمل."
......
داخل المستشفى، كان كل شيء يزداد تعقيدًا. رودينا ومالك يمران عبر الممرات الضيقة بسرعة، محاولةً الحفاظ على مظهر طبيعي قدر الإمكان رغم الحالة المتوترة التي يعشيانها. الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت هو صرير خطواتهم على الأرضية اللامعة.
رودينا (همس):
"ركز معايا... لو حد شافك أو سأل،، كل اللي هنقوله إننا ضحية حادثة كبيرة وحالتك حرجة جدا
مالك كان يلهث بصعوبة، ولكن عينيه تراقب كل شيء حوله. كانت أعصابه مشدودة لدرجة أنه كاد ينسى دوره في الخطة. نظر إلى رودينا، ثم بصعوبة، قال:
مالك (بصوت خافت):
"ولو اتشك فينا ولا اتحقق معانا يافالحة؟
رودينا لم تلتفت إليه مباشرة، ولكن كانت عينها على الممرات والأشخاص من حولهم. كان قلبها ينبض بسرعة، ولكنها حاولت الحفاظ على هدوئها قدر الإمكان.
رودينا (مبتهجة لكن بلهجة هادئة):
"متقلقش، لو حصل أي حاجة، هنعرف نتعامل. دلوقتي، فكر في نفسك عايزك تمثل كأنك شخص بينك وبين الموت شعرة"
وصلوا أخيرًا إلى غرفة الطوارئ. دخلوا، وعيني رودينا تراقب كل حركة في المكان. كان الجو مشحونًا بالقلق، والأطباء والممرضات مشغولين بحالات أخرى. وقف مالك على ساقيه بتعب، ولكنه حاول أن يظهر كما لو كان عاجزًا تمامًا، متألمًا بشدة.
رودينا تقدمت نحو الممرضة المتمركزة بالقرب من الباب. بحركات سريعة ومدروسة، قالت بصوت منخفض ولكنه ملح 
رودينا:
"الامؤخذة ياحبيتي اخويا  محتاج مساعدتكم بالله عليكي دخليه يشوفهولي ماله انا قلبي واكلني عليه من الصبح
الممرضة نظرت إليه بسرعة ثم نظرت إلى رودينا، وبدأت تسجل بياناته. قبل أن يسألها أي سؤال، اقترب الطبيب المسؤول عن الطوارئ وأخذ الملف الطبي من الممرضة. رودينا لم تتوقف عن إظهار القلق في ملامح وجهها.
الطبيب (بصوت حاد):
"إيه الحكاية ماله جسمه؟
رودينا شدّت على يده ببطء، محاولةً التأثير عليه بابتسامتها الخفيفة رغم الوضع الصعب.
رودينا
".. كان معانا مبلغ كبير من الفلوس، واتسرق مننا، ده اللي حصل حاولنا نقاوم بس هما عورو وجتله النوبة وانا حتى دواه مش معايا."
مالك زفر بصوت منخفض، محاولةً التظاهر بأنه يفتقد القدرة على التنفس بسببه الألم، وكل خطوة كانت تزداد في صعوبة التنفيذ.
مالك (بصوت مكتوم)
"مش قادر أتنفس، يا ريت.. تسرعو شوية، بجد ما بقاش فيا حاجة،."
الطبيب أشار إلى الممرضة بسرعة.
الطبيب:
"خليه في غرفة الطوارئ فورًا،."
دخلوا إلى غرفة الطوارئ، وكان الجو داخل الغرفة أكثر اضطرابًا. رودينا كانت تتنقل بسرعة بين الأدوات الطبية، مستغلة انشغال الطبيب معه ولكن في الوقت نفسه كانت عيناها تبحثان في الغرفة وفي الأثاث والملفات عن أي شيء قد يفيدها.
بعد لحظات، لم يكن أمامها سوى التقدم إلى المكتب المليء بالملفات الطبية. دست يدها بين الأوراق بسرعة، وبينما مالك كان على طاولة العلاج يحاول أن يتحمل الألم ويلهي الطبيب، سمع صوت خطوات قادمة خلفه.
سريعة، أغلقت رودينا الملف الذي كانت تبحث فيه وابتسمت بوجهها المطمئن، لكنها كانت تحاول إخفاء التوتر الذي بدأ يظهر على ملامحها.
رودينا (بصوت خافت إلى مالك):
"انا لقيت ورق بس معتقدش هنطلع من هنا بسهولة ."
.......
بينما كانت رودينا واقفة بجانب مالك، الذي كان يُلقى العلاج بسرعة على الطاولة، كانت عيونها تراقب كل شيء بحذر. الطبيب كان مشغولًا في فحصه لحالته، والممرضة كانت تتابع التعليمات الطبية. كانت رودينا تزداد توترًا، ولا تستطيع أن تضيّع الوقت أكثر. فكرت في طريقة للخروج دون أن تثير أي شكوك 
فجأة، لاحظت أن الممرضة بدأت تبتعد عنها قليلاً لتجلب بعض المعدات من الغرفة المجاورة. كانت هذه فرصتها. بخفة وسرعة، اقتربت من مالك، همست له بسرعة:
رودينا (بصوت منخفض، ولكن حاسم): "خلي عينك مفتوحة. لو حد سألك، احكي إنك مش قادر تتحمل الألم  وانا هعمل  نفسى هروح اجيبلك اي حاجة تشربها
مالك (بصوت ضعيف): "أيوه... تمام.
رودينا ابتسمت له بشكل مطمئن، ثم اختارت لحظة مناسبة حينما كانت الممرضة قد دخلت في غرفة أخرى. دون أن تُلاحظ، توجهت نحو الباب الجانبي المفضي إلى الممرات الخلفية للمستشفى، حيث يمكنها الوصول إلى الأقسام غير المعلنة أو المشبوهة.
والهدف العثور على المكان الذي يتم فيه تنفيذ عمليات تجارة الأعضاء.
رودينا كانت تتنقل بحذر عبر الممرات، تتجنب الظهور في الأماكن العامة. كانت تتفقد الأبواب والنوافذ المفتوحة، بينما كانت تراقب العلامات أو أي شيء يوحي بمكان العمليات المشبوهة. وصلت إلى منطقة أكثر هدوءًا، ورأت بابًا صغيرًا يؤدي إلى سلالم غير مرئية تقريبًا.
توجهت بخطوات سريعة، ولكن خفيفة، حتى دخلت إلى المنطقة التي بدت كمنطقة عمليات. كانت الأضواء خافتة والمكان يبدو مغلقًا، ولكن هناك صوت خفيف يتسرب من الداخل.
رودينا (همس لنفسها): "ده المكان... انا متاكدة."
بدأت رودينا تقترب بحذر، ملاحظة الباب الذي يقود إلى غرفة عمليات غير مرخصة، تظهر على حيطانها بعض الأدوات الطبية. كان هناك رائحة قوية من المعقمات، لكنها كانت تعرف أنها في المكان الصحيح. بحذر شديد، فتحت الباب قليلًا لكي ترى ما يحدث داخل الغرفة، لكنها تراجعت بسرعة عند سماع صوت خطوات تقترب.
كانت رودينا بحاجة إلى الخروج من هناك بسرعة دون أن تثير انتباه أي شخص، ولكنها كانت قد جمعت ما يكفي من الأدلة حول مكان عمليات تجارة الأعضاء. حاليًا، كل شيء يعتمد على الخروج بأمان والعودة إلى مالك بسرعة.
......
داخل المستشفى، كانت رودينا تشعر وكأن الأرض تهتز تحت قدميها. كانت خطواتها تتسارع، لكن كل خطوة كانت تخفق بها روحها كما لو كانت تُسحب إلى قاع البحر. تلك الأوراق التي اكتشفتها، تلك الحقيقة المريعة التي تكتنفها، كانت تقف أمامها كجبل هائل، وكأنها تجد نفسها في مواجهة وحش مظلم يبتلع كل ما هو عزيز.
لقد مرت بتجارب صعبة في حياتها، لكن ما اكتشفته الآن كان يقذفها إلى عالم لا تعرفه، عالم مليء بالخوف والظلام. تجارة الأعضاء التي اكتشفتها في قلب المستشفى، كانت أبشع من أي كابوس. كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كانت تسأل نفسها مرارًا وهي تسرع في خطواتها، وأفكارها تتسابق معها، تتنقل بين الوجوه التي مرت بجانبها، وأصوات الضجيج في أذنيها كأنها لا تنتمي إليها.
"هذه مكان العمليات؟ هذه الطاولات؟ هؤلاء الذين يُجبرون على الموت؟"
كانت تشعر كأن قلبها ينبض بسرعة كأمواج البحر التي تتلاطم دون رحمة. لم تستطع أن تُنكر هذا الصراع الداخلي، فكل جزء من جسدها كان يتألم بطريقة لا تُحتمل، بينما عيونها كانت تملأها الدموع، ولكنها لم تجرؤ على السماح لها بالخروج.
......
بينما كان الدكتور يقترب أكثر من مالك، كان قلب رودينا يخفق بشدة، لكنها تمالكت نفسها. جاءتها الفرصة. بخفة وسرعة، توجهت نحو الطبيب وابتسمت ابتسامة هادئة، ثم قالت بسرعة:
رودينا (بهمس): "يا دكتور، أنا شوفت أوضة سرية هناك فيها زي إنذارات، بيحصل حاجة غريبة تحت، ولا إيه كفا الله الشر."
الدكتور شعر بتوتر مفاجئ، ارتبكت ملامحه، وصرخ في وجهها: "إنتي روحتي فين؟!"
في لحظة واحدة، اقتربت رودينا منه سريعًا، وضغطت على زجاجة البنج الصغيرة التي كانت في يدها. رشّت البنج على وجهه، فاختل توازنه، وأغشي عليه قبل أن يتمكن من الحركة.
مالك، الذي كان يراقب الموقف بعينيه المليئتين بالتوتر، نهض بسرعة. خطواته كانت متسارعة، جرى إلى جانب رودينا، ورؤيتهما للأشخاص الذين اقتربوا من الغرفة جعلت خطواتهم تتسارع أكثر.
نظرا عبر الباب، ورأوا فريقًا قادمًا بسرعة. لم يكن هناك وقت للتفكير، فاندفعوا معًا إلى الشباك.
مالك، الذي كان يحاول تهدئة نفسه، قال بنبرة مشحونة بالقلق: "المرة اللي فاتت كان بحر، المرة دي عمارة. أنا خايف المرة الجاية ترميني في جهنم."
رودينا نظرت إليه بتركيز، وهمست: "لو نطينا للمسافة دي بشكل مدروس، النطة هتكون بأقل الخساير الممكنة. جاهز؟"
مالك مسك يدها بقوة، ونظر في عينيها، وقال بصوت حازم: "جاهز."
وفي لحظة، اندفعوا معًا. القفزة كانت محكومة بعقلانية، لم يكن لديهم سوى تلك اللحظة للهرب. المسافة التي بين الشباك والأرض كانت مخيفة، ولكن مع التركيز، استطاعا التنقل عبرها بسهولة أكبر مما توقعا.
الهواء كان يعصف بهما أثناء قفزتهما، وكانا يشعران وكأن الوقت قد توقف للحظة. الهبوط كان قريبًا، ولكن مع تلك القفزة، كانا قد تجاوزا الخط الفاصل بين الحياة والموت. بعد أن لامست أقدامهم الأرض، قامت رودينا بلمس يد مالك، وأسرعا بالركض نحو الزاوية المظلمة بعيدًا عن الأنظار.
كان الهروب جزءًا من حياتهم الآن، كل لحظة كانت تعني النجاة أو السقوط.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1