رواية نبض حياتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم الاء صبري


 رواية نبض حياتي الفصل الثاني عشر 

ترجلت من السيارة مودعه كلا من "يزيد" و "رنا" ثم دلفت داخل منزلها بابتسامة هادئه...

دلفت "بدور" إلى الداخل بنزق وألم داخلي جالت ببصرها أنحاء المنزل ..... الذي تعيش فيه وحدها دون أنيس أو قريب يؤنسها ....

وضعت حقيبتها على السرير ثم فتحت هاتفها على سورة البقرة، ثواني حتى صدع الصوت في أرجاء المنزل في هي جعلت من آيات الله خير أنيس وصديق غزلتها ....

توجهت حيث المرحاض ثم اغتسلت وتوضات خرجت بدور ثم عكفت على مصليتها تنتحب بصمت تشكي همها إلى بارئها وخير رقيق لها ....

بدأت في إستذكار محاضراتها ومراجعت المكتب، رغما عنها ابتسمت على ما حدث في الصباح والمشاحنات التي جعلتها تضحك رغما عنها..

إنتهى "مؤنس" و "نبض " من زرع وسقى الورد ثم جلسوا سويا على الأرض حيث

الحشائش الخضراء المتناسقة الطول، نظر مؤنس إلى نبض قليلاً قبل أن يباغتها بسؤال قائلاً:

تقدري في يوم تسامحي حد أذاك؟

شردت "نبض" في ذلك السؤال الغير مسبوق أن تطرحه إلى نفسها من قبل، هل تستطيع يوم أن التسامح ؟ هل بالفعل تستطيع ؟
شردت في ذلك الماضي القاسي، طفولتها التعيسه قسوة والدها، إنكسارها امام زملائها، شعورها أنها منبوذه من الجميع كان قاسي عليها، هل تستطيع أن تسامح حقا ؟!!

فرت دمعه ساخته من سودويتها لتستقر على وجنتها بمرارة، دفنت وجهها قليلاً بين كفيها تستعيد رباطة جأشها، مرت دقائق حتى رفعت وجهها ومسحت وجهها بكفيها ثم نظرت إلى مؤنس قائلاً بـ كلام غير مسبوق التفكير به:

هكدب لو قولتلك لا وأضحك عليك لو قولتلك أن أقدر أسامح ومائه، بس الظروف دايما أقوى مننا اللي مريت بيه مكنش سهل عليا أبداً، كنت يحلم ويتمنى ونفسى في أني أحس بالأمان أحس أنه الشخص اللي المفروض أحن الأشخاص لـ قلبي يكون أقرب حد ليا .... طب أنا أستاهل كدا؟ مهما كنت بالوحاشه أو مهما أذنبت ربنا مش هيعاقبني بالطريقه دي ا..... أنت مفكر أنه ده سهل عليا أن الغريب يكون أحن ومصدر أمان ليا عن أبويا ..... أنا متأكدة أنه ربنا شايلي الخير وهيطبطب على قلبي بفرحة أبكى فيها بقدر الدموع اللي نزلت بسبب أي وجع أو خدلان مريت بيه صح ؟!!

هبطت دموعها بغزارة مع آخر كلماتها، شعور الخذلان والكسرة والعجز بسبب أقرب الناس إلينا شعور يصعب وصفه، ولكن المؤكد أن الله يعطى لنا الخير فيما نظنه شل لنا ....

حاوط مؤنس وجهها بين كفيه بنخزه تضرب صدرة بقسوة، كفكف عبراتها بتوعد دافين

فيبدوا أن الحرب ستبدأ عن مؤنس وليس كامل مؤنس بهدوء مصطنع:

صح بـ نبض، ربنا مبيحطناش في اختبارات صعبة إلا لو لينا مكافأه للصبر دة، مهما كان درجة تحملك وصبرك هيكون بأمر الله واحد درجة فرحتك أكبر من صبرك، وكمان أنثى مش مضطرة تحسسي نفسك إلى مجرد حامي مؤقت ليك أو تصعبى على نفسك الموضوع فاهمة ؟

أبعدت وجهها عن بديه بتوتر وخجل طفيف

ححاضر، ممكن أطلب منك طلب بقا وتوافق بليز ولو مش موافق أرفض بهدوء ومن غير

عصبية وزعيق ممكن؟

ضيق مؤنس عينيه بتوجس ثم أجاب بالموافقه قائلاً:

ممكن تطلبي أي حاجه بدون قيود أو حرج ها عايزه ای؟

أعمل أكونت على الفيس بوك

زفر مؤنس بغيظ ثم أخفاه ببراعه فقد عاهد نفسه أن يغير نظريتها وطريقه تفكير لأبسط

الأمر وتتعامل مع الأمور ببساطة، قال مؤنس

أعملى أكونت وبأسمك بس متحطيش صور حد يتفنن فيها فاهمه؟

كست الفرحة والسعادة ملامحها ثم قامت سريعا تنقض ملابسها:

حاضر شكراً أووى بـ مؤتس على كل حاجه حلوه عملتها ليا

مؤنس ومازال في جلسته قائلاً:

انا عيوني كلها ليك بـ نبض

أسرعت إلى الداخل تزامنا مع جملته الأخيرة المغلفة بالغموض ظل مؤنس كما هو على الأرض ولكن مذد رجليه مستندا على ذراعيه تطلع إلى السماء بشرود فيها، بداخلها طفله تريد أن تحيا وترى الحياه من جديد وخارجها إمرأة تتحمل وتصير من أجل الله وكلا الحالتين هو يريدها بطفوليتها المحببه لقلبه والمرأة معا.....

خرج مؤنس من شروده على صوت جده رفيقه المقرب يهتف بنبرة ساخرة

شوف الدنيا غريبة يأحي شوفت به مؤنس ؟

رفع مؤنس حاجبه لنبرة جدة التي تحمل في باطنها السخرية ليقول بنبرة ساخرة مثل نبرته

شوفت يا جدو، في مثل بيقولك العرق دساس وأنتم السابقون ونحن اللاحقون سمعت عنهم !

ضحك "حمزة الكافي" بصوته كله جعلت جدران القصر المفتقدة لـ ضحكته ترقص فرخا ابتسمت "نبض" التي جاءت مره اخرى حتى تأخذ رأى مؤنس في الصورة ولكن توقفت

على ضحكة ذلك العجوز أردفت نبض بإعجاب شديد

وا او ضحكتك جميلة اووي يـ جدو ويتبقى وسيم أوى بجد!

التقت حمزة إليها وقرر بداخلة أن يشعل النار يقلب مؤنس قليلاً لعبته معه وسخريته، اقترب

منها حمزة هاتفا بمكر:

أممم يعنى لو كنت اتقدمتلك للجواز كنت هتوافقی علیا ؟

طبقا كفاية إنك وسيم وضحكتك جميلة أوي
التفت كلا من حمزة ونبض التي وقفت خلف حمزة بخوف على صراخ مؤتس:

نعم يا عنيا لااا إحنا متفقناش على كده والله العظيم أروح فيكم انتوا الاثنين في داهيه!

أشار له حمزه بجديه أثر تمسك نبض به بخوف

صوتك يعلى ثاني عليا او على مراتك مش هيحصلك كويس إنت سامع ؟!!

غادر حمزة في حين نظرت نبض لـ مؤنس بخوف ودموع تكاد تهبط إقترب منها مؤنس وهو يحاول أن يكبح غضبه داخله ثم تابع بنبرة هادئه مصطنعة :

أسف على علو صوتي بس ياريت تاخدى بالك من كلامك علشان متقلبش خناقه مفهوم؟

هرت نبض رأسها بتفهم ثم رفعت الهاتف أمام عينيه قائله بخفوت

انا مش عارفه أحط أنهى صورة وكمان معرفش اكونتاكم ولا اسمها !

أمسك مؤنس بالهاتف ثم وقع اختياره على صورة فتاه محجبه لا يظهر لها وجهه ومحتشمه كلياً، أعطى لها الهاتف بعدما قام بتعديل الأعدادات الخاصة بالحساب وأرسال طلبات

الصداقة إلى الأقارب وإليه ....

تابع مؤنس بتحذير خفى بين حروف كلماته قائلاً:

الفيس ده عبارة عن شبكة تواصل وعليه ملايين بل مليارات من الناس، فيه الكويس وفيه الوحش مش هقولك متصاحبيش أو تتفرجي بصمت بس يكون كل حاجة يحدود حتى مع البنات لانه أكيد مش هيبقى فيه ولاد صورك متتبعتش المخلوق حتى لو بنت مش كل واحدة هتحبك أو هنتمنالك الخير فيه كدا وفيه كدا وده مجرد أنك تاخدى بالك...... دي ثقه كبيرة يا نبض كون قدها وانا كـ مؤتس واثق فيكي بس مجرد إطمئنان وخوف فاهمة ؟

هزت نبض رأسها بتفهم وامتنان شديد يفيض من عينيها، في حتى الآن ترى الحياه جميلة وترقص لها سعادة ولكن بداخلها كما تعودت دائما أن سعادتها لا تدوم لذلك زرع الخوف بداخلها، ستكون مهمة صعبه لدى مؤنس ولكن الأكيد أنها ستنجح .......

في سيارة يزيد».

تردد يزيد قليلاً قبل أن يبدأ الحديث مع رنا بخصوص بدور خسم أمره وقرر أن يسألها في تلك الفتاه رغم بساطتها إلا أنها أثارت الفضول في نفسه....

التفت إلى رنا القابعة بجواره نص التفاته قائلاً:

بقولك ايه يارنا أنتى تعرفي بدور من زمان؟

استغربت رنا من سؤاله ثم جاوبت بدون تفكير

لا أعرفها من أول يوم ليا بالجامعه ليه ؟

تابع يزيد أسئلته متابعا:

طب عايشه لوحدها ولا ليها أهل ؟

التفتت إليه رنا بسخريه ثم تحولت سخريتها إلى جديه

لا بدور عايشه لوحدها ولو سمحت بـ يزيد بدور مش ناقصه أو حمل علاقات من أي نوع أبعد عنها خالص لأنها نضيفه ومش من حقك تلوثها

تارت كلماتها حنق وغضب يزيد وبكن كبحه في داخله غير معايراً لـ حديثها اهتمام يذكر...

ها بـ دكتور أي الأخبار؟

أردف يحيى بتلك الكلمات على مسامع الطبيب الذي عالج زوجته سابقا قبل هروبها، تطلع إليهم الطبيب لبرهة من الزمن قبل أن يردف بهدوء

طبعاً حضرتك عارف كويس جدا أنه رجوعنا لنقطة الصفر هيصعب علينا حاجات لكن الأكيد بأمر الله وحده من خلال العلاج والجلسات المكثفة هتقدر تتقدم قبل العمليه

يحيى باقتضاب:

الهم أنه يحصل إن شاء الله !

قام یحیی مصافحا الطبيب ثم دلف للخارج بزوجته، سيفعل ما يتوجب عليه حتى تقف مرة أخرى مثلما رأها أول مرة في زهرة شبابها، إصطحبها يحيي إلى احد المطاعم حتى يغير من نفسيتها ويستطيع التحدث معها بهدوء ......

شيماء!
أرسل رحيم تلك الرسالة النصية عبر الواتس إلى إبنة خالته "شيماء"، دارت المحادثه بينهم

كالاتي....

جوز خالتي بيبقي في البيت أمنى ؟ "

"ليه "

رحيم بغيظ وكأنه يكبح غيظه في الكيبورد:

پاستی وانت مالك ما تقولى !!"

أبلغته شيماء بالوقت التي يتواجد به والدها في البيت وبداخلها شعوراً تمنت لو كان صحيحا بالفعل

في إحدى الأبراج.

صنع كوبين من الكابتشينو الساخن لهما سويا .... دلف إلى غرفته حيث تتواجد هي، وضع

الكوبين على الطربيزة الصغيرة التي تتوسط الغرفة معقبا بحديثه:

ناويه تحتلى الأوضة كتيير ؟؟

قالها يمرح لتتذمر هي بطفوليه تخفى وراءها ألم كبير يسع الكون قائلاً:

اه عندك مانع ؟!

جلس "رائد" بجانبها مقبلاً غرة رأسها متابعا:

حبيبتي تعمل اللي هي عاوزاه

" سارة " بعدم تفكير لحديثها :

قصدك "سارة الكافي" تعمل اللي هي عاوزاه وبس....................!!!


تعليقات