رواية نبض حياتي الفصل الثالث عشر
أصبحت قاب قوسين أو أدنى من غضب جارف سيحرقها لا محاله، ترددت الكلمات يعفوية ولا تعلم بالجحيم الذي سيفتح أثره بعد بعدا تاما عن عائلته، جعل بينه وبينهم حدود کـه خط يصعب عبوره بعد كرس حياته لـ أخته القعيده وبات اهتمامه منصب عليها هي فقط حاول الكثير معه كي يعود إلى القصر ولكن باتت محاولتهم بالفشل، لا أحد يعلم السبب بين ليلة وضحياها نصب القرار ونفذه غير عابنا بأحد، والآن فتحت شقيقته جرح لم يلتئم بعد...
نظر إليها بعين تحولا إلى حمرة من الغضب لتنكمش الأخرى على نفسها بخوف شدید، اردف من بين ضغط أسنانه يغضب دافين يحرق الأخضر واليابس
آخر تحذير ليك بـ "سارة " اسم الكافي ييجى على لسانك ثاني معاقبك فاهمة ؟
تراجعت "سارة" بخوف من غضبه التي لم تراه سوی مرات معدوده فقط، ولكن بداخلها لم يرحمها من الإلحاح للمتحدث معه .. إلى متى سيظلون أغراب عن عائلتهم ؟، تتذكر جيدا أن عيلتها وجدها بل أفراد العيلة بأكملها لم يسبقوا وأذوهم، إذا لماذا تلك العصبية والغضب المبالغ به ؟!!
رطبت شفتيها قبل أن تقترب منه بهدوء يعكس الخوف بداخلها، أمسكت يديه بين كفيها قائلة بحنان وحذر شديد
"رائد" يـ حبيبي ممكن تتناقش بهدوء من غير زعيق وتخوفني منك علشان خاطري سحب كفيه من يديها ثم مسح على وجهه منحليا الهدوء، يكفى أنه أخافها، سب نفسه على غبائه الذي أوصل شقيقته للخوف.....
عايزة تقولي ايه بـ "سارة "؟؟
رطبت سارة حلقها ثم أمسكت بطرف بيجامتها تتحلى منها بالشجاعة متابعة :
إيه اللي شوفته من عيلتنا علشان تنكرهم وتبعد عنهم وعن صاحب عمرك؟
نظر إلى فيروزتها قبل أن يرد بتهكم واضح که بزوخ الشمس:
من الأفضل متعرفيش بس اللى ممكن تعرفيه أنه نهاية " حمزة الكافي " علي أبدى!
شهقت سارة بصدمة وهزت رأسها برفض :
مستحيل يحصل أنت فاهم هكرهك بـ "راند" جدو لا جدو طول عمره حنين علينا
وبيخاف على دموعنا مستحيل لا
تجمدت تعابير وجهه ولكن ما علمه وسمعه يجعل يتمنى له الموت ألاف المرات، تحى ببصرة تجاه أخته تم جذبها إلى أحضانه بهدوء مريب هاتفا:
اللي أنت عايزاه هعمله حاضر ممكن بقا نفردي وشك وتهدى العصبيه والتوتر غلط على علاجك !
أماءت له بالإيجاب قبل أن تنزلق وتنام زفر "رائد" بحدة ثم دترها جيدا خانما بقلبه على رأسها متمنيا لها أحلام سعيدة .....
" من المؤلم أن أراك تقضي يومك بمزاجا عالي, بينما أنا أتخبط بين حضورك وغيابك و شوقي وكبريائي الطاغي" .
حضر ريان مؤخرا إلى الفيلا مستعدا لـ أعمال أبيه الدنينة، جلس على سريره شاردا في الأحداث الأخيرة قبل أن يفيق على صوتها الغاضب أستمع إلى غضبها بعمل يكاد ينفجر:
حتى هنا كمان سرحان!! مش عيشه دي به ريان.
إقترب منها زبان بعينان كالصفر تستكشفها لأول مرة، يعلم تمام العلم أنه فقصر معها ولكن هي تعلم أسبابه، ترجاها کی تلتمسله العذر وبعد أن ينهى ما يشغل باله سوف يقضيا أجازة بمفردهما سويا، أيعقل أنه كان مخدوع بها، أين تلك " أيه" الهادئه التي تغرق فيه عشقا ؟!!!
أنا ليه حاسس أنى مخدوع فيك حاسس أنه اللي قدامي مش نفسها أيه بتاعة زمان ؟!!
توترت أية قليلاً قبل أن توليه ظهرها وبغصة مؤلمة حاولت أخفاؤها تابعت:
ا أنا متغيرتش ولا حاجة أنت اللي معدتش مهتم واي ست بتحتاج الإهتمام بـ ريان
عمق ينظرة في عينيها وبالأخص يؤبؤ عينيها الذي تحرك لا إراديا وخبرته كه ظابط علم أنها تكذب وتخفي شيء خلفها .....
تركها ودلف إلى المرحاض يسعف عقله الذي بات يؤرقه كثيرا بسبب التفكير في كل شيء. يشعر أن العالم بأجمعه متحالفون عليه بقسوة ..... حتى زوجته وأبيه، إشتياقه لأخته وأمه.
فتح صنبور المياه على جسده بملابسه .....
خرج من المرحاض ليجدها تجلس على الهاتف تراسل صديقاتها نظر لها ببرود تم إتجه إلى غرفة ملابسه ارتدى قميصا وبنطالا وفوقهم جاكيت، تم إتجه إلى الخارج يصفف شعرة تم ارتدى نظارته الشمسيه نظرت هي له لتقوم من جلستها مقتريه منه باستغراب ثم باغتته بسؤال:
أنت لابس كده ورايح على فين؟
نظر لها بطرف عينيه ثم أرتدى نظارته واستدار لها رامها إياها بنظرات متشفيه ويربت على جانب وجهها بصوت قائلاً:
لما تحبى تكدبي متكدبيش على ظابط قابل من الأوساخ كثير، والمجرمين أكثرا
تم تركها وغادر بثبات، بينما هي توترت أطرافها ودب الخوف بأصوالها نبرته تحمل في طياتها الكثير والكثير ........
يتمنى شوقك يـ حبيبي يتمنى لقال بنظرة ...
ي نبض إستعجلى شوية !
أردف مؤنس يتلك الكلمات وهو يحادث نيض عبر برنامج "Duo" کی بعجل من أمرها حتى يذهبوا إلى أتيليه تم حجزه من قبل الأختيار الفستان التي تريده دون قيود أو حرج من أحد...
تابعت نبض ارتداء ملابسها قائله بحنق:
قربت أخلص أهو أهدى بقا !
أغلقت الهاتف ثم استكملت إرتداء ملابسها ........
ظلا جالسين بصمت كلاً منهم يحمل بداخله هما تكفى جبال...
ينظر رحيم بين الحين والآخر إلى رفيقه الذي يسطر الحزن قسمات وجهه بوضوح، اقترب
منه بقلق قائلاً:
مالك بـ رنان مهموم كدا ليه يصاحبي ؟
مسح ريان على وجهه يتعب قائلا:
مش عارف بس تعبان أوى ونفسى أغمض وأفتح الاقي كل حاجه خلصت، حتى آية تكون كابوس وانتهى
تشكلت علامات الإستفهام والصدمة على وجه " رحيم" قائلاً:
أية انت بتهيل تقول ايه بـ زبان، أيه مالها وعملت أية ؟!!
ربان بنفاذ صبر
معرفش به رحیم معرفش انا نفسي معرفش اللي قدامی دی مش أيه بتاعة زمان اللي كانت حكيتلها كل حاجة مضيقاتي علشان يكون بينا نوع من انواع المشاركة بس دى بتضغط عليا أكثر كفاءة بتقولى أنا كمان شاركت عليك أشرب بقا . !!!
صدمة قوية تلقاها رحيم على مسامعه لـ يتابع ريان ودمعه شاردة هبطت على وجنته متابعا:
أنا مبقتش قادر ألاحق منين ولا منين، أبويا اللى كله مخططاطه ازاي يوجع قلب بنته اللي انا نفسي أخدها في حضني وأطمنها، أمى اللى مش قادر ولا عارف أترمي في حضنها زي زمان مراني اللي بقيت حاسس انى مخدوع فيها ومتطلع هيا كمان كابوس صعب أفوق منه ... قولى أعمل إيه بـ صاحبي ؟!!
جذبه رحيم إلى حضنه وكأنهم أطفال يؤنسون وحدة بعضهم البعض، ربت على كتفه يحنو قائلا:
هنتحل بـ صاحبى وانا معاك كله هيعدى وهنرجعهم ليك " ونحن أقرب إليك من حبل الوريد"، إهدى كدا وقومى صلي وأدعى تفرج عاجلاً وليس أجلا ....
أماء له ثم تركه وغادر بعقل شارد في رحيم فقط من يعلم خياياه وأسراره، الوحيد الذي يسمح زبان بنفسه للأنهيار أمامه، صديق طفولته ورفيق أحزانه وشريك فرحه.....
راقبه رحيم قبل أن يختفى إلى داخل الغرفة المخصصه له بشقته، تلك الشقه التي شهدت جدرانها على صداقه تخطت عشق الحبيبين كانوا ومازالوا خير صديقين لبعضهم.... تنهد رحيم بتعب وكأن الحمل هو جمله، تحدث بخفوت
يارب خفف همه وفك كربه
فين أراضيك ياولدي؟
طال غيابك الروح بتروح
باريت مكنوش قالوا.. أعز الولد ولد الولد!
شارد وفي عقله الكثير من الحروب القاسية، منذ أن أسس تلك الأمبراطورية وهو يحرص على الا يفترى على أحد ولا يظلم أحد، صنع مصانع و مشاغل يدويه للنساء الغير متعلمة. وأيضا للرجال الذي لم يملكوا مؤهل للعمل بدون تجريح أو تعالى من أحد..
أسس تلك الأمبراطورية وبها رائحة زوجته الراحله، كما أنه حرص على تقوية رباط عائلته وربطهم ولكن خالف حفيدة كل شيء، حرمه من طلبه المحببة، بات فاسی کـه الزمن عليه...
دلف عليه حفيده "يزيد" الذي فهم سريعا ما يدور خلف شرود جده وعلامات الحزن المسيطرة عليه، قال يزيد بمزح حتى يخفف من توتر الجو:
بقولك ايه يا جدو مبقاش غيرى عانس في القصر ما تجوزني وتكسب فيا صواب وهدعيلك تلاقي أنت كمان عروسة
ضحك حمزة يخفة قبل أن يلتفت إليه قائلاً:
لسه فيه رائد !!
حمحم يزيد بغضب من نفسه قبل أن تتحول نبرته إلى جديه
عايز اقول لحضرتك أنه اللي فيه رائد ده ملعوب كبير بيلف حوالينا وسحبوا رائد أول واحدا
خفق قلب حمزة بينما تابع يزيد
بس متقلقش أنا واثق أنه رائد مش بالغباء اللي يخليهم يتحكموا فيه بالطريقه دي قلبي بيقولى أنه بيجر رجليهم وبيزرع نفسه وسطيهم .... رائد تربية حمزة الكافي مش ممكن
يخذلك في يوم !!
نظر حمزة بعمق تجاه حفيدة، يبدوا أن القدر يريد أن يلعب معهم ويتربص لهم أعدائهم. ولكن يبدوا انهم لم يعلموا حمزة الكافي جيدا ...!
تحرك بخطوات ثابتة ومدروسة جيدا في ذلك القيو العميق ... ظل يمسح بعينيه المكان مع كل خطوة له، وقف أمام أحدى الغرف الذي يخرج منها الصوت وكان أحد يطالب بالمساعدة، هز رأسه برضا قبل أن يتوجه إلى الداخل ......
وقف أمام ذلك الرجل ببرود أطاح بعقل الرجل الذي كا إن رأه حتى هرب الدماء من وجهه.... نطق الرجل بصدمة وخوف شديد
رائد الكافي .............!!!
