رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثانى عشر 12 بقلم جميلة القحطانى

 

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثانى عشر  بقلم جميلة القحطانى


ركلة الباب خلفها كانت أقوى من الصفعة.
وقفت سهير على الدرج، شعرها مبعثر، خدها محمر، وصدرها يعلو ويهبط من الصدمة.
المطر بدأ يتساقط خفيفًا، وكأنه يواسيها بصمته.
ظلت واقفة دقائق طويلة، لا تصدق ما حدث.
كيف انتهت اللحظة من ضحكة خفيفة إلى ضربة موجعة؟
كيف تحوّل فهد إلى هذا الوحش فجأة... دون إنذار، دون تفسير؟
خطت خطوات بطيئة في الشارع، لا تدري إلى أين تذهب.
عقلها مشتت، قلبها يئن، وتلفحها كلمات فهد الأخيرة:اخرجي من بيتي! مش عايز أشوف وشك تاني!
وصلت إلى بناية رهف بعد نصف ساعة، طرقات خافتة على الباب، ودموع لا تهدأ.
رهف احتضنتها دون كلام، وأدخلتها بسرعة.
في صباح اليوم التالي...
سهير كانت في فراش رهف، جسدها مُنهك، عيناها متورمتان.
رهف أحضرت لها شايًا، جلست بجانبها وهمست:فهد اتصل؟ حاول يشرح؟
هزت سهير رأسها بالنفي، وقالت بصوت خافت:أنا مش فاهمة ليه عمل كده... ولا إيه اللي وصله للمرحلة دي.
في ذات اللحظة، كانت رهف تتحقق من هاتفها...
رسالة غريبة وصلت في منتصف الليل:سهير كانت البداية... مش كل اللي ساكن في البيت طاهر. خبيها كويس، اللعبة لسه طويلة.
رهف قرأت الرسالة وارتعشت يدها. لم تخبر سهير.
نظرت إلى صديقتها النائمة، وتمتمت لنفسها:فيه حاجة أكبر مننا بتحصل...
لاحقًا، في مكان آخر...
كاميرا مراقبة قديمة سجّلت دخول فتاة غريبة إلى مبنى مهجور في أطراف المدينة.
الفيديو انتشر على الإنترنت بين بعض الدوائر المغلقة بعنوان:هي دي اللي عندكم؟ لسه فاضل حاجات كتير تنكشف.
في المدينة المزدحمة، حيث تمضي الأرجل على الإسفلت دون أن تتوقف لتسمع تنهيدة، كان كل شخص يعيش عالمًا صغيرًا من الخذلان، دون أن يدري أحد.
في ورشةٍ صغيرة قرب السوق الشعبي،
جلس جاسر فوق مقعد خشبي، تتقشر حوافه من الزمن، يُصلح دراجة نارية لشاب مستعجل.
يداه تعملان، لكن روحه معلّقة في آخر رسالة صوتية وصلته:أنا آسفة يا جاسر... أنا اخترت أعيش، تعبت من الانتظار.
لم تكن هند مجرد فتاة.
كانت أحلامه، خيال ما بعد كل نوبة تعب.
منذ أربع سنوات، وهو يخصم من طعامه ومدخراته ليشتري لها ما تستحق.
والآن؟
ذهبت مع أول من وعدها بحياة جاهزة.
يبتسم للزبون ويُسلّمه الدراجة، ثم يعود ليطفئ النور، ويجلس وحده في الظلمة...
ليس لأنه لا يرى، بل لأنه لا يريد أن يرى ما تبقى له.
في حي آخر، داخل غرفة مزدحمة بالكتب وأوراق المذاكرة.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1