رواية شهد مسموم الفصل الرابع عشر
مازلت شهد تحت تأثير شرارة الانتقام ، عيونها لا ترى إلا الانتقام.
نشرت الفيديو دون المبالاة بزوجها ، الذي لم يخطأ معها في شيء ، و رغم أنه ليس مذنب لكن هو من يعاقب.
انتشر الفيديو بشكل سريعاً.
في المستشفى
يدلف حازم بتوتر، و لا يعلم كيف يخبره؟ تنهد بحزن ثم قال: يوسف.
كان يعمل على اللاب توب ، أجاب دون النظر إليه: ماذا؟
سأل بتوتر: ماذا تفعل؟
أجاب بهدوء: أقوم بانهاء بعض الاعمال، ماذا تريد ؟
سأل مرة أخرى: لم ترى شيء غريب؟
نظر له و سأل : شيء غريب مثل ماذا؟
قال بحزن: يوجد فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خطير.
سأل بعدم فهم: إذا ما شأني بذلك؟
أخذ نفس عميق و اقترب منه و رتب على كتفه ، وضع الهاتف امامه.
نظر إلى الهاتف بصدمة كبيرة ، لم يصدق ما يراه ، لم يتوقع أن يصل أبيه لهذه الحقارة ، رأى ما مكتوب على الفيديو ، شعر بعالمه ينهار، سنوات طويلة و هو يدرس باجتهاد كل عمله الشاق ذهب .
كان لا يعلم هل يغادر أما يبقى ، كان مرتبك ، ثم قرر البقاء ، جلس أمامه و قال بهدوء: يوسف أكيد هذا الفيديو مفبرك، و أنت شخصية عامة و يوجد لك اعداء، ما يجب علينا فعله الآن ، هو أنك تخبر الجميع أن هذا الفيديو ليس حقيقي.
نظر له بدموع و قال: لكن هو حقيقي.
صرخ بصوت عالي: ليس مهم، إذا كان حقيقي أو لا ، المهم هو أن حديثك يكون أن الفيديو ما هو إلا لأجل. تشويه سمعتك.
أومأ رأسه يمين ويسار بقلة حيلة و قال: أنا انتهيت يا صديقي.
قال بهدوء: كلا لم يحدث ، و لم و لن أسمح لك بالهزيمة ، أنت قوي و سوف تواجه هذه العاصفة.
نهض بغضب و قال: سوف أذهب إلى المنزل.
قال بهدوء: هيا سوف أذهب معك ، لا تستطيع القيادة بهذه الحالة.
رحل يوسف مع حازم.
في المنزل
كان يونس يتحدث مع حسين ليردف بجنون : كيف حدث ذلك ؟ لماذا تفعل هذا الأمر ؟
قال بغضب شديد: أكيد هي من فعلت.
سأل بعصبية: من ؟
قال بحقد :شهد.
نظر له باستغراب ، ليردف : لماذا شهد تفعل ذلك؟
ليجيب بعصبية: هي مسؤولة عن كل المصائب التي تحدث في المنزل ، تفعل كل ذلك بدافع الانتقام.
ليسأل بشك: هل أنت واثق؟ هي لا تستطيع فعل ذلك.
ليردف: هي ليست شهد السابقة، الآن ما الحل في هذه الازمة؟
قال يونس بعصبية: هذه الأزمة ليست له حل، أنت مخطئا ،و يوسف سوف يتدمر بسببك .
قال بحزن: هذا ما يفرق معي يوسف، لا أهتم بشئ آخر ، و هذه الحقيرة لا تهتم أنه زوجها.
يونس بعصبية: انسي شهد، الآن ماذا نفعل؟
قاطع حديثه صوت يوسف العالي، نظروا لبعض بتوتر.
في شقة عفاف
قال بصوت عالي: أين بابا؟
قالت عفاف بتوتر: ماذا حدث حبيبي ؟؟
صرخ بغضب شديد: أين هذا الراجل؟
قالت سعاد بتوتر: في مكانه المخصص.
صرخ بصوت عالي: بابا ، بابا.
جاء و هو ينظر إلى الأسفل بخجل شديد ، و لا يعلم ماذا يقول
نظر له بغضب و حقد، و قال: لماذا؟ لماذا؟
لم يجيب
سألت عفاف بخوف: ماذا حدث ؟
أخرج الهاتف حتي تشاهد عفاف و سعاد و ملك.
لم تستطيع أي منهن الحديث ، كان المواقف صعبة، كانت الدموع هي التي تتحدث.
قال بهدوء شديد: اتمني لو كنت ميت ، اتمني لو لم يكن لي أب ، لماذا تسير في هذا الطريق ؟ لماذا تسعى لتدمير حياتي؟ لماذا أنت لم تفارق الحياة حتي أعيش بسلام؟
قال يونس بعصبية: يوسف انتبه الي حديثك و أنت تتحدث مع أبيك.
قال بغضب شديد: ياليت هو كان انتبه و أنت أيضا يونس، تسير على نفس الدرب، اتمني التخلص من هذه العائلة التي أصبحت عاق في حياتي.
كانت تسمع الحديث و صرخاتهم العالية و قلبه يرفرف من السعادة و هي كل يوم لها في هذا المنزل كانت تنجح في خطتها.
كان يجب عليها أن تكون بجوارهم و تتصرف كزوجة جيدة ، هبطت إلى الأسفل .
مجرد أن دلفت ركض حسين عليها بغضب و قال: كل ما يحدث بسببك أنتِ.
لن تجيب و هي ليست في حاجة إلى الاجابة، يكفي تنظر إلى يوسف و هو يفعل، ذهب إليها و كان أمامها حتي يحميها ليس من كلمات أبيه ، بل حتي نظرته لا يسمح له النظر لها بغضب، ليصرخ بغضب: إياك تتحدث معها بهذا الاسلوب ، و لا حتي تنظر لها هذه النظرات ، لا أسمح لأي شخص مهما كان أن يزعج شهد.
كان الجميع ينظر له بصدمة، تغير كثير في الآونة الأخيرة ، كان دائماً هادئ و يتحدث بآداب مع الجميع ، لكن الآن يصرخ على أبيه.
كانت تنظر عفاف بتعجب و هي تقسم أن هذا ليس يوسف، حتي أنه أصبح لا يلتقي بها إطلاقا ، تنتظر في شرفتها بالساعات حتي يعود على أمل أن يأتي إليها ، لكن لا يأتي.
سألت سعاد نفسها: لماذا اصبح يوسف هكذا؟ كان دائما يطمئن عليها و على أحمد، لكن هو منذ اسبوع لا يسأل عن أحمد و لا يسأل إذا كانت تريد شيئا مثل العادة، كان هو المتكفل بأمور المنزل، لأن كانوا يرفضون أخذ أموال من عمل حسين، لكن هو أصبح لا يهتم.
أما ملك هي حزينة لأنها كلما التقت به ، و تحدثت معه ، لا يجيب عليها و إذا أجاب يتحدث بغضب و عصبية شديد.
ذهب يونس إليه و تحدث بهدوء: اخي أعلم أنك غاضب، لكن لا تنسي هذا ابيك، و طالما انت كنت تكنن له الاحترام ، ماذا حل بك اخي؟ لماذا أصبحت هكذا؟
و نظر بغضب الى شهد التي تقف خلف يوسف، لكن هي الآن تريد الحديث ، خرجت من خلف يوسف و سألت بدموع مزيفة: حتي أنت اخي، ترى أني مذنبة ، ماذا فعلت أنا لكل هذه الكراهية ؟ أجابني بابا ، و أنت يونس ، بابا أنت تتهمني بما حدث ، هل أنا التي كنت في الفيديو؟ هذا خطاك أنت، أنا لا أريد الحديث لكن لا يوجد أحد هنا سوف يدفع الثمن إلا زوجي ، لذا من فضلكم توقفوا عن اتهامي بالباطل، و إذا المشكلة بسببي سوف أرحل من هذا المنزل.
نظر لها و قال: ماذا تقولين؟ أنتِ لم ترحلين ، من يريد يرحل يفعل، لكن أنت لا تفعلي ، هذا المنزل من أموالي الخاصة، إذا أنتِ هنا صاحبة هذا المنزل، و إذا أحد لم يعجبه هذا الحديث يرحل.
انهى حديثه و أخذ شهد و صعد إلى الاعلي ، و ترك الجميع تحت تاثير الصدمة.
و نجحت خطة شهد بدأت في تقطيع الروابط.
يدلف الشقة و هي خلفها ، قالت بهدوء: يوسف حديثك .
لم يسمح لها التكملة ، عانقها بشدة و قال بحزن: شهد من فضلك لا أريد حديث الآن.
لتردف بهدوء: حسنا حبيبي.
كان يجلس فى غرفته بحزن و يقرأ التعليقات على الفيديو التي تشوه سمعته فهو من أشهر الأطباء يذهب إليه نجوم مجتمع و الآن لا يملك إلا السمعة السيئة.
دق الباب قال بهدوء: تفضل.
دلفت شهد عندما رأته بهذه الحالة الحزينة ، هرولت إليه و ألقت نفسها في حضنها و هي تبكي.
منذ أن دلف الغرفة و هي تشعر بالذنب ، كانت محتارة هل تذهب إليه أما لا ؟ و بالاخير قررت الذهاب ، و هي الآن تبكي على حزنه التي كان بفضلها.
رغم حزنه ، لكن كان سعيد لانها حزينة لأجله ، إذا هي تكنن له مشاعر، كان لا يعلم أن هذه دموع الندم.
قال بهدوء: شهد استرخي أنا بخير لماذا كل هذه الدموع.
قالت وهي تضمه بشده وتبكي بغزاره: هل أنت بخير؟ أعلم أنك حزين، اعتذر, اعتذر عن كل ما حدث.
سأل بابتسامة: ما ذنبك أنتِ بهذا؟ توقفي عن الاعتذار و توقفي عن البكاء ، حتى لا يؤلمني قلبي، دموعك تحرق قلبي.
ابتعدت عنه و جلست أمامه و قالت : حسنا.
قال حتي يخرجها من هذه الحالة ، وهو يظن أنها حزينة بسب افتراء حسين عليها : أنا لم أتناول الطعام اليوم ، ما رايك أطلب طعام من الخارج.
أومأت رأسها بالموافقة.
و بالفعل طلب طعام و تناولوا الطعام. و كل منهما يحاول السيطرة على حزنه أمام الآخر.
بعد الطعام
تجلس على الفراش في غرفتها و تفكر ماذا تفعل حتي تستطيع التفرقة بين عفاف و سعاد؟
هذا هو هدفها الأكبر ، هي تندم بشدة على كل ما تفعلها ، لكن مازال قلبها مشتعل بنار الانتقام ، لذا سوف تكمل الطريق ، و سوف تحطم كل العقبات التي تواجه طريقها.
نهضت وقفت أمام المرآة و تحدث نفسها: شهد هذه المشاعر ليس مكانها هنا، حتي لو قلبك بدأ يدق باسم يوسف ، حتي لو حزنه يكون سبب حزني، حتي لو ابتسامته سبب سعادتي، كل هذا ليس مهم ، المهم هو هدفك ، و تذكري شيء أنتِ لست على خطأ ، هما من بدوا هذه الحرب، لا تندمي شهد ، و لا تسمحي لقلبك يتعلق بيوسف لأن نهاية علاقتنا هي الفراق، بعد كل ما حدث لا يمكن أن نكون معنا ، إذا أنا لا اكنن اي مشاعر ليوسف، هذه فقط مشاعر شفقة ، يجب عليكِ التركيز و التفكير في الخطوة القادمة و قبل أن تمر هذه المشكلة ، يتعرضوا لمشكلة آخرى و هكذا يكون الحزن أكبر و هذا ما تريده، لكن ماذا أفعل ؟
في الصباح
تدق شهد على غرفة يوسف
يجيب : تعالي شهد.
دلفت و رأت أنه لم يجهز بعد لتسأل: لماذا لم تجهز بعد؟
قال بحزن: لم أذهب إلى المستشفى أو الجامعة.
سألت بتعجب: لماذا؟!
نهض من على الفراش و ذهب إلى امامها، و أجاب بهدوء: هل حقاً تسالين؟ لم تتذكرين ما حدث بالأمس.
أجابت بهدوء: أنت محقا ، ما حدث حدث بالأمس ، و الآن لم نذكر ما حدث ، و سوف نخبر الجميع أن هذا الفيديو غير صحيح.
أجاب بعصبية: لكن هو صحيح.
لتجيب بهدوء: هذا ما نعرفه نحن لكن الباقي هذا الفيديو غير صحيح و الهدف منه تشويه سمعة دكتور يوسف.
نظر لها بحب و قال: شهد كيف أنتِ هكذا؟
سألت بتعجب: ماذا تقصد؟
قال بحب: جميلة جداً ، وجودك في حياتي هو سبب سعادتي.
لتجيب بابتسامة: اشكرك ، سوف أنتظر في الخارج حتي تجهز.
غادرت شهد سريعاً قبل أن تنهار و تعترف له انها ليست جميلة بل مشوه تماماً.
كانوا يهبطون معنا، كانت تقف عفاف أمام باب الشقة، لتردف بحزن: يوسف.
لكن للاسف لم يجيب و غادر هو يرى أن سبب ما يحدث معه هو عائلته حتي عفاف التي ليس لها ذنب في شيء.
نظرت شهد له ثم لها بحزن و كانت تلحق يوسف ، قالت عفاف بدموع: شهد.
اقتربت منها و قالت : نعم ماما.
انهارت من البكاء ، حتي لم تستطيع الصمود، أخذتها شهد و قالت: اجلسي ماما من فضلك.
جلست و قالت بدموع: شهد لماذا هو غاضب مني؟ أنا لم أفعل شيء معه، من فضلك شهد منذ جرح يديك و هو لا يأتي هنا و لا يتحدث معي، ما ذنبي أنا؟ هذا ذنب حسين ، هو يعلم أنه المفضل عندي، افعلي شيء.
لتجيب بهدوء: حسنا سوف أتحدث معه.
و غادرت شهد و ذهبت الى يوسف الذي كان يجلس في السيارة بعصبية ، قبل أن تصعد السيارة. نظرت إلى منزلها و هي تتذكر أنها أصبحت لا تزور عائلتها إطلاقا ، بسبب أن يكشفها أمرها بسبب عيونها التي يستطيعون قراءتها.
لم تنتبه إلا على صوت يوسف بعصبية و هو يقول: شهد هل تظلين هكذا أما تصعدين إلى السيارة؟
صعدت و تحدثت بهدوء: حسنا ، لماذا كل هذه العصبية ؟
سأل بعصبية: لماذا كل التأخير ؟
نظرت له و سألت بعصبية: ممكن أفهم ، لماذا أنت غاضب من ماما عفاف؟ ما ذنبه في كل ذلك؟ هي منهارة يوسف، أنت تعلم كم هي تحبك، لماذا تخلط الأمور ؟
انتظرت جواب لكن لم يجيب ، سألت بهدوء: هل تسمعني ؟
مازال محافظ الصمت ، قالت بغضب: يوسف اليوم سوف نجتمع على وجبة العشاء ، هذا الأمر لا يقبل النقاش ، و أنا سوف أساعد ماما سعاد و ملك في الطهي لأجلك.
لم يجيب لكن التفت لها و نظر لها بحب شديد ، لتردف بابتسامة: أعلم أني فتاة رائعة.
ثم قالت : يوسف أريد أن لا يعلم أحد في الجامعة أننا متزوجين.
نظر لها باستغراب و سأل: لماذا؟!
قالت بهدوء: السبب أنت دكتور في الجامعة و تعلم الحديث المعتاد طالبة و زوجها دكتور هكذا.
قال بهدوء : لم أقتنع شهد .
قالت بهدوء: أنا أريد ذلك ممكن التنفيذ دون نقاش.
قال بابتسامة : ما هذا شهد؟ أرى أنك تأخذين القرار و ممنوع النقاش.
لتردف بابتسامة : هل يوجد اعتراض ايها الطبيب ؟
قال بحب : بالتاكيد لا..
هبطت شهد بعيد عن بوابة الجامعة و أكملت بمفردها، ذهبت الى قاعة المحاضرات.
سألت سما : هل شاهدتي الفيديو ؟
أومأت رأسها بنعم.
سألت رحمة: ماذا فعل يوسف ؟
أجابت بحزن: ماذا يفعل بعد هذه المصيبة؟ حزين جدا.
لتسأل سما بحزن: كيف أمور المنزل؟
قالت :ليست جيدة.
قالت سما بحزن: الآن محاضرة يوسف ، و الجميع كان يتحدث عن الفيديو ، لا أعلم يوسف كيف يواجه كل ذلك؟
لم تجيب لكن كانت تشعر بالندم ، و تقول لماذا ذكرت أسم يوسف.
في مكتب العميد
يدلف يوسف و يتحدث باحترام: حضرتك طلبت رؤيتي.
أجاب بهدوء: أجل ، تفضل دكتور يوسف.
جلس يوسف، و سأل: هل يوجد شيء هام، تعلم أن لدي محاضرة الآن.
قال بهدوء: و هذا سبب طلبي لك.
أخذ نفس بتوتر، ظن أن العميد يطلب منه عدم أكمل المحاضرات ، تحدث بهدوء شديد : أي كان قرارك أنا لم اعتراض عليه ، و أكيد قرارك يكون في صالح الطلاب.
قال بابتسامة: و لأجل صالح الطلاب ، نحن مازلنا في حاجة إلى محاضراتك حتي تخرج لنا جيل مثلك في التفاني و الاجتهاد في العمل، دكتور يوسف لا أتحدث عن الفيديو ، و لا أريد معرفة إذا كان هو حقيقي أما لا ، أنا و الجميع يعلم من هو الدكتور يوسف حسين و نفتخر بوجودك معنا، لكن انتبه فهؤلاء الطلاب يوجد منهما لا يتهمون إلا بالفضائح و بل أخلاق.
نهض من مقعده و قال بشكر و امتنان: أشكرك على دعمك و لا تقلق فأنا أعلم كيفية التعامل معهم ، عن اذنك.
في قاعة المحاضرات
طالب : أظن دكتور يوسف لا يأتي اليوم.
قالت مريم باستهزاء: كيف يستطيع مواجهة العالم بعد هذا الفيديو؟
أجاب و هو يدلف بثقة: أنا هنا، و لا أخشي مواجهه العالم ، لاني لست مخطئا أو يوجد شيء يجعلني اخجل.
قالت شهد إلى رحمة : رحمة اطلبي الاذن من يوسف أن نصور المحاضرة.
سألت باستغراب: لماذا؟
قالت بهدوء: لأن بالتاكيد سوف يكون معظم الحديث عن الفيديو، إذا نحن نقوم بتنزيل الفيديو رداً على الفيديو السابق.
قالت سما : اطلبي أنتِ.
قالت بعصبية: لم اتحدث معك سما، هيا رحمة.
رفعت يديها معلنة أنها تريد الحديث، قال بهدوء: تفضلي.
قالت بخجل شديد: حضرتك ممكن أقوم بتصوير هذه المحاضرة.
أبتسم و هو يعلم أنها فكرة شهد أومأ رأسه بالموافقة.
و بدأت شهد في التصوير و صدق المثل( يقتل القتيل ويمشي في جنازته)
و نظر إلى مريم و سأل: هيا آنسة أخبرني، لماذا لا أستطيع مواجهة العالم ؟
قالت بعصبية: لم ترى الفيديو دكتور.
قال بعصبية: أولا و أنتِ تتحدثين مع معلمك يجب عليكِ الوقوف باحترام و التحدث بآداب، ثانياً أنا لا أتحدث عن الفيديو ، إذا كان هو صحيح أما لا.
سوف أتحدث و ليكن هو صحيح ، من كان في الفيديو؟
أجاب طالب: والدك.
أكمل بهدوء: إذا لم أكن أنا ، كان أبي ، لماذا يتم عقابي على أفعال ابي؟ مثلما يتم عقاب الآباء والأمهات على أفعال الابناء؟ كل شخص لديه عقل حتي يفكر ، الآباء والأمهات يضعون الأبناء على الطريق الصحيح من خلال نصائح و مواعظ ،لكن يتبقي الدور الأهم هو أنت ، أنت ماذا تريد أن تكون؟ شخص صالح أو فاسد.
على هذا الأساس سوف تكمل درب حياتك ، لو كنا نريد أن نكون أمة متحضرة و جيدة، يجب أن لا نساعد في نشر الفضائح و نسعى أن نقوم بنشر القيم الصحيحة ، يجب لا نحمل الآخرين ذنوب لا تخصهم ، نفكر بالعقل والمنطق السليم ، لا تسعون في تدمير البشرية ، كونوا أسلحة لنشر ثقافة الواعي و الخير في المجتمع، أنتم جيل المستقبل ، بعد التخرج سوف يبدا كل منكم أخذ طريق لبداية حياته .سوف تكونوا أمهات و آباء يجب عليكم تكونوا قدوة حسنة أمام أبنائكم في المستقبل.
كان الجميع ينصت له باهتمام و استطاع تغير وجهه نظر الجميع في الأمر ، و حديثه رفع من شأنه في عيونهم.
كانت تنظر له بإعجاب شديد ، كانت مستمتعة بحديثه ، كانت تريد توقف الزمن هنا، و تظل تنظر له هكذا.
فاقت من شرودها على تصفيق قوي ، لتردف سما بخبث: عيونك يوزعون فراشات.
نظرت لها بصدمة و قالت : ماذا؟
أومأت رأسها بنعم ، و قالت بابتسامة: اعترفي هل وقعتي في الحب؟
أومأت رأسها اعتراضاً و قالت بنفي: بالتاكيد لا، هذا الإعجاب فقط بالحديث ، لكن أنا أحب يوسف ، هذا لم يحدث.
لتكمل رحمة بابتسامة: لكن سما لم تقصد يوسف بالحديث ، هي فقط تتحدث عن عيونك ، و كانت تسأل لماذا هذه اللمعة الغريبة في عيونك؟
رفضت هذه الفكرة تمام ، هل نسيت الماضي؟ مازال الانتقام لم ينتهي بعد؟ هذه الجملة التي تظل تكرره حتي لا تنسي ، و قررت أنها اليوم سوف تجمع العائلة ، لكن سوف يكون هذا لأجل قطع اخر خيط في علاقتهم.