رواية شهد مسموم الفصل الخامس عشر
في المنزل
طلبت شهد من سعاد و ملك تحضير أطيب أنواع الطعام ، بحجة أنها تريد جمع العائله معنا و أنهاء المشاكل.
كان الجميع سعيد و أخيراً سوف تنتهي المشاكل، و هما لا يعلمون أن هذا التجمع سوف يكون سبب تفريق العائلة و بالأخص نهاية علاقة عفاف و سعاد.
على المساء
كان الجميع يجلس على السفرة و لكن ليس مثل السابق ، في يوسف توقف عن الحديث مع ملك ، و كلما تلاقت عيونهم كان ينظر لها بغضب، و هي تسأل ماذا حدث لكل ذلك؟
و أيضا لا يتحدث مع ابيه، الحقيقة هو كان يسير على خطى شهد، هي خططت و هو ينفذ دون إرادة منه.
قالت شهد بسعادة: لا تعلمون مدي سعادتي و نحن نتجمع مرة أخرى ، يجب نسيان الماضي و نتذكر أننا عائلة، و كل عائلة تمر بمشاكل ، و هذا يكون سبب تقوية العلاقات.
لتردف عفاف بحب: هذا حدث بفضلك حبيبتي.
لتكمل سعاد بابتسامة: الشكر والتقدير لكِ شهد.
لتردف بابتسامة: العفو ، لم أفعل شيء ، أنتم عائلتي و هذا واجبي.
أبتسم حسين و قال: كم أنتِ طيبة القلب يا شهد.
أجابت بابتسامة: اشكرك بابا.
كانت عيون حسين تسأل أن هذه خطة جديدة ، أغمضت عيونها بمعني نعم، نظر لها بخوف ماذا تريد أن تفعل؟
ثم نظر لها برجاء أن لا تفعل شيء ، يكفي مشاكل، لكن هي أجابت بنظرة حقد و غضب شديد، و التفتت إلى عفاف و قالت بذعر: ماما أين القلادة خاصتك؟
وضعت يدها على عنقها ، لتردف بتوتر: لا أعلم أين هي؟
و نظرت إلى يوسف بحزن و قالت: يوسف هذه القلادة غالية على قلبي لأنها منك، من فضلك ابحث عنها.
قال بهدوء: لا تقلقي سوف أبحث.
و نهض الجميع يبحث عنها، لأنها ليس غالية الثمن فقط، بل هي غالية لأنها من يوسف.
بحث الجميع في شقة عفاف و لم يجدوا شيئا.
قالت عفاف بدموع : أين ذهبت؟
قال يونس و هو ينظر إلى شهد بغضب: بالتأكيد تم سرقة القلادة.
ابتسمت شهد لأن كل شيء يسير مثل ما تريد.
سألت ملك بتعجب: من يستطيع سرقتها من المنزل؟
أشار إليها و قال: شهد ، هي منذ دخولها هذا المنزل لم نرى خير.
التفت له و قال بغضب: أنا لا أعلم لماذا دائما تحملوا شهد كل مصيبة تحدث هنا.
صرخ حسين بغضب: لأن هذه الحقيقة ، وأنت لم ترى وجهها الحقيقة ، أنظر في عيونها هي لا تحمل إلا حقد و كراهية ، كانت هي السبب في إصابة أحمد و ملك و حتي نفسها و هي من صورت و نشرت الفيديو.
جاء يتحدث يوسف ، قالت بهدوء: حبيبي إذا بابا يرى أني السارقة ، فأنا اطلب منكم جميعاً تفتيش الشقة.
قال بغضب: كلا سوف يتم تفتيش المنزل بأكمله.
صرخت بحزن: يكفي لا أريد القلادة، لا أستطيع تحمل ما يحدث في المنزل، ياليت لم أتحدث.
قال و هو يصعد : هيا.
نظر حسين و يونس الي شهد التي كانت تجلس بقوة و ثقة، و صعدوا خلف يوسف.
و هي كانت تتذكر كيف نفذت خطة اليوم، هي تعلم أن هذه القلادة شي ثمين عند عفاف، لذا انتهزت الفرصة أمس ، و يوسف كان يتشاجر مع حسين لأجل الفديو، كانت موضعة على الطاولة أخذتها دون أن ينتبه أحد ، و بسبب ما يحدث عفاف لم تنبه .
بعد العودة من الجامعة اليوم ، كانت تصعد الدرج و جدت باب شقة سعاد مفتوح و هي كانت في الاسفل ، دلفت بحذر وضعتها في أغراض سعاد و غادرت سريعاً.
و بدوا من شقة سعاد ، و كانت القلادة بين اغراض سعاد ، و ما هي إلا دقائق و هبط مثل الطور الهائج ، يقف أمامها و تحدث بصوت عالي جدا و هو يلقي القلادة في وجهها: أنتِ من سرقتي القلادة ، و تقفين بصمت و ترى يونس يتهم شهد، هل أنتِ ينقصك شي حتي تفعلين ذلك ؟ أنا التزمت مصاريفك و مصاريف ابنك و لم اشتكي ، و بالآخر تسرقين أموالي.
كانت تسمع الحديث بصدمة و تبكي بهستريا لتردف: أقسم لم أفعل شيء.
صفعة قوية من عفاف جعلتها يهتز كيانها، و سألت : لماذا؟
نظرت لها بصدمة : أقسم أختي لم أفعل شيء ، لا أعلم كيف جاءت إلى أغراضي؟
صرخت بغضب شديد: لم تعلمين ، إذا كيف جاءت إليكِ ، لم تكتفي أنك سرقتي مني زوجي ، حتي أولادي كانوا يتعاملون معك أنت و إبنك معاملة حسنة ، لماذا تنظرين إلى اغراضي؟ لماذا تريدين أخذ كل شيء مني؟
قالت ملك بدموع: لكن ماما هي لم تفعل ذلك ، بالتاكيد حدث سوء تفاهم.
قالت بعصبية: لا أريد سماع شيء من أحد ، عثروا على القلادة في منزلها.
قالت بصرخة ألم : أنا لم أفعل، إذا كنت تريدين التصديق أما لا ، لا يفرق معي، و أنا لم اخذ منك شيء ، كنت لا أريد الزواج من زوجك ، كان الزواج بالإكراه ، و أنا كنت أشفق عليكِ لأنك كبيرة في العمر و كنت خادمة لكِ و لاولادك ، لكن الآن انتهت علاقتي معكِ ، و معاكم جميعاً.
كان الشر يتطاير من عيون حسين و يونس و هما يعلمون أنها المذنبة في كل ذلك ، لكن يقفوا مكتفون الأيدي.
قرر محاولة مع أخيرا مع يوسف و لا يعلم أن بذلك سوف يدمر ما تبقي من هذا المنزل، ليردف بهدوء و رجاء : ابني حبيبي ، من فضلك ، أنظر الى زوجتك بشكل صحيح ، سوف تعلم أنها شهد مسموم ، هذه الفتاة سوف تقضي عليك و على عائلتك ، أقسم لك أنها المذنبة في كل هذا.
أومأ رأسه بالموافقة و قال بهدوء: سوف أصدق هذا الحديث.
و قال بصوت عالي: شهد.
كانت تقف في زاوية ترى و تسمع كل ما يحدث بسعادة لا توصف ، تريد الصراخ و تقول لقد نفذت وعدي لحسين ، نظرت إلى غرفة الطعام و تذكرت عندما قالت لحسين سوف تندم لانك جعلتني عروس ابنك ، و هو بالتأكيد الان يندم ، ثم نظرت إلى يونس بحقد و قالت الدور عليك حتي أنتقم منك ، أقسم أنك سوف تركع أمامي و تطلب الرحمة و أنا لم أفعل ، سوف اجعلك أنت و ابيك تندمون على العبث معي.
فاقت على صوت يوسف و قالت بهدوء شديد: نعم.
سأل بصوت عالي: وقت حادث أحمد ، أين كنتِ؟
لتجيب بهدوء: في شقتي.
و نظر إلى أحمد الذي يقف في ركن يبكي و هو يراهما بهذا الشكل و لا أحد يبالي به و لا حتي يوسف الذي سأله بعصبية: أحمد هل رأيت شهد وقت سقوطك من على الدرج؟
لم يجيب لكن أومأ رأسه اعتراضاً.
ثم نظر لها و أكمل : أين كنتِ وقت حادت ملك؟
أجابت بهدوء أيضا: كنت أجلس معاكم جميعاً.
و نظر إلى ملك و قال : هل المسؤولة عن الحادث شهد؟
أجابت بدموع: لا.
نظر إلى حسين و قال: و الآن يتبقي القلادة ، و جميعا كان هنا و لا نراها فعلت شئ.
لم يجيب حسين .
أكمل حديثة بهدوء: أنت ترى أنها المذنبة فكل شيء ، هي أيضا من كانت في الفيديو صحيح ، ليس أنت ، و هي أيضا من أحببت اخو زوجها صحيح.
أنصدم الجميع من الجملة و سأل يونس بتوتر: ماذا تقصد؟
قال بحزن: أقصد أن زوجتك تكنن لي مشاعر الحب ، ليس حب الإخوة.
قالت بدموع و صدمة: ماذا تقول يوسف؟
صرخ بغضب: أقول الحقيقة ، جميعاً تشبهون بعض ، كنت أشفق عليكِ لأنك ضحية اخي، لكن لم أتوقع أنك تفعلين ذلك.
قالت بدموع و هي تنظر إلي وجوه الجميع حتي تجد أحد يدعمها ، لكن كل منهما في مأزق كبير: هذا لم يحدث.
كانت تعود إلى الخلف حتي اصطدمت بالحائط و هي ترى يونس يقترب عليها بغضب ، لتردف بدموع: لم أفعل ، لم أفعل.
لم يسمح لها بالحديث صفعها صفعه قويه و جذبها بعنف من شعرها و صعد إلى الاعلي.
و حملت سعاد أبنها و صعدت هي الأخرى.
و دلفت عفاف إلى غرفتها و لم تصدق كل ما حدث اليوم.
قال و هو يغادر : هيا شهد.
جلس على الأريكة بتعب و نظر لها بعيون ممتلئة بالدموعِ و قال: لماذا ؟
كانت تنظر له و هو مهزوم و ضعيف و لا يستطيع فعل شي ، أصبحت تنتفس بشكل سريعاً و انحنت إليه و قالت بدموع: كنت دائما اري الهزيمة على وجهه أبي بسبب ما فعلته معي، قال بشكل صريحاً ، أعتذر ابنتي لقد انهزمت و لا أستطيع حمايتك ، قال سوف أخبر حسين أننا مستعدين للزواج من يوسف، هل تعلم عدد المرات التي سقط فيه بضعف؟ هل تعلم شعور أمي و هي لا تستطيع فعل شيء إلا البكاء ؟ هل تعلم شعوري و أنا يتم الاعتداء عليا؟ أنت لا تعلم مدي خوفي و أنا أذهب إلى العالم الآخر ، لم اندم ، أجل لم أندم ، و الخطوة القادمة سوف تكون دمار شامل.
التقطت يديها و قبله بضعف شديد و هو يقول برجاء : من فضلك يكفي ، يكفي .
ابتسمت بانتصار و فرحة و قالت: هل تتذكر عندما انحني أبي و قبله يدك و كنت تريد منه يقبل قدمك؟ لو كنت نسيت أنا لم انسي بعد، و تذكر صديقي الانتقام لم ينتهي بعد.
و غادرت الشقة و صعدت على الدرج بخطوات بطيئة حتي تسمع صوت الدموع من شقة سعاد.
و صوت الصراخ و الدموع من شقة يونس.
كان يدور في عقلها فلاش باك لكل ما حدث منذ رفض طلب يوسف.
حتي وصلت إلى شقتها ، أخذت نفس عميق و ذرفت دموع كاذبة و دلفت إلى الشقة.
كان يجلس على الأريكة بتعب شديد و يظهر عليه الحزن الشديد ، و يشعر بالندم ، لم يكن هكذا ، لماذا تحدث معهم هكذا؟ كيف يخبر يونس أن ملك تحبه؟ كيف يخبر سعاد أنه يشفق عليها و على أحمد؟ كيف لا يهتم بدموع عفاف؟ كيف يتحدث مع حسين بهذا الشكل؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهنه ، لكن لم يأتي إلى ذهنه أن شهد هي سبب ما يحدث ،لم يخطر على باله هذا الشئ ، ليس لأنها يحبها أو أنه ساذج ، لأنه يعلم أنها فتاة بريئة ، هي كانت في السابق هكذا ، لكن تغيرت.
جلست بجواره و قالت بهدوء شديد: يوسف سوف اترك المنزل.
نظر لها بصدمة و قال: ماذا تقولين؟
أجابت بدموع شديدة: الجميع يرى أني سبب كل مشاكل عائلتك ، إذا حتي تنتهي المشاكل سوف ارحل.
أنهت جملتها و دلفت إلى غرفتها، فتحت الخزانة و بدأت تجمع أغراضها.
دلف خلفها و أخذ منها الثياب بعنف و قال: ماذا تفعلين؟
جلست على الفراش بحزن و قالت بحزن: ماذا أفعل يوسف؟ لا أحد من عائلتك يحبني و يرون أني سيئة ، إذا سوف أذهب حتي تعيشون بسلام.
جلس بجوارها و قال بهدوء: لا يفرق معك أي شخص إلا أنا ، هل تفهمين ؟ أنا أحبك و أثق فيكِ ثقة عمياء، لا تهتمي لا أحد إلا لي أنا.
أومأت رأسها بابتسامة ، و قالت بهدوء: هل أنت حزين؟
أجاب بحزن: بالتاكيد شهد، لا أعلم لماذا يفعلون ذلك؟
قالت و هي تداعب شعره: لأن الجميع ليس مثلك ايها الطبيب.
ليردف بحب:هل تعلمين أني أحب هذا الاسم منكِ كثير .
أجابت بهدوء: أعلم لذلك أقوله لك.
قال بحب: الطبيب يحبك بشدة ، و يعتذر لكِ عن كل شيء.
قالت بابتسامة: لأجلك لا أحزن و اسامح الجميع لأجلك ايها الطبيب.
ضمها إلى حضنه و قال بحب شديد : شهد أنا أحبك بشدة و لا أستطيع التفكير في البعد عنك ، من فضلك شهد كوني لي و لا تبعدي عني.
قالت بتوتر و هي تحاول الابتعاد عنه : حسنا يوسف لا أبتعد عنك ، لكن من فضلك أريد أخلد الى النوم ، أذهب الآن.
قال بحب : لا أريد الابتعاد عنك، سوف أظل معك اليوم.
قالت و هي تدفعه بقوة ، و تنهض من مقعدها و لتردف بغضب: يوسف من فضلك غادر الآن ، أريد أخلد الى النوم.
نهض من مقعده و ذهب إليها بابتسامة و قال بحب: لا أريد المغادرة ، سوف أظل معكِ اليوم، تذكري أنك زوجتي.
جاء ليقترب منها ، لم تسمح له و صفعته بغضب و قالت و هي تشير بالسبابة : طلبت منك الابتعاد عني، لا تقترب مني.
نظر لها بصدمة كبيرة ، كان مشوش كلياً و لا يعلم ماذا يفعل ، رفع يديه حتي يرد الصفعة لكن لا يستطيع ، ضم يديه بغضب شديد و غادر الشقة.
أغلقت باب الغرفة بعنف و جلست على الأرض خلفه، و خبطت على الأرض بعنف : لماذا يحدث كل ذلك؟ حتي أنت يجب عليك أن تعاني ، أنا أيضا أعاني؟ أنا عانيت كثيرا ، أين كنت و أنا أتألم ؟
كان يوسف يقود السيارة بسرعة جنونية ، كان شارد الذهن كل تفكيره في شهد ، و لا ينتبه على الطريق ، حتي فقد السيطرة علي السيارة.