رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الرابع عشر بقلم جميلة القحطانى
بس دلوقتي، لما مريم مشيت، بدأ يحس إن اللعبة خلصت.
قرر يروح يقابل مريم عند شغلها، وقف مستنيها على الرصيف، شايل ورد أبيض.
أول ما شافته قالت:جاي تعتذر ولا جاي تحور؟
قال لها بنظرة حزينة:أنا كنت بحب واحدة… ماتت مقتولة. ومن ساعتها وأنا ضايع، كل مرة بشوف فيها شبهها في أي بنت، بتطلع الجملة لوحدها… أنا آسف.
مريم بصّت له شوية وقالت:الحادثة دي حصلت كتير؟ لأن واضح إن الشبه بيعدي جنبك كل يومين!
سكت.
قالت له بهدوء:أنا مش البنت اللي تستاهل تبقى محطة في طريقك، ولا تستاهل تبقى واحدة من اللي عدّوا… أنا كنت شايفاك بيت، وطلعت شارع مليان إشارات غلط.
كانت سهير تجلس بصمت، تتصفح هاتفها، لكن عقلها مشتت تمامًا.
البيت هادئ بشكل مخيف، وقلقها الداخلي لا يتوقف. رهف خرجت مبكرًا، وقالت إنها ستتأخر.
كل شيء يبدو عاديًا… حتى طرق الباب.
ارتعشت أصابعها، حدسها ينبّهها أن هناك شيئًا غير مريح.
اقتربت من الباب بخفة، ونظرت من العين السحرية…
شاب غريب، ملامحه حادة وجذابة، لكن نظراته باردة كالسكاكين.
تراجعت للوراء بهدوء، لكن قبل أن تستوعب ما يحدث، فتح الباب من الخارج ودخل!
تجمدت، عيناها تتسعان برعب، همست:مين إنت؟! إزاي دخلت؟
رفع حاجبيه بدهشة واستغراب ممزوج بشكّ واضح، وقال بنبرة جافة:السؤال ده المفروض أنا اللي أسأله... إنتي مين؟
ارتبكت وهي تتراجع، ثم قالت بقلق:أنا... اسمي سهير. صديقة رهف، ساكنة معاها كم يوم بس.
نظر حوله، ثم عاد ببصره إليها وقال بجمود:رهف أختي. وما قالتليش إن في حد غريب في بيتها.
شهقت سهير:أخوها؟!
قبل أن تنطق بشيء آخر، رن هاتف سهير. كان فهد.
أجابت بسرعة:فهد... في شاب دخل البيت، بيقول إنه أخو رهف... أنا خايفة.
رد فهد بنبرة حادة:إياكي تفتحي الباب لأي حد. أنا جاي حالًا.
بعد دقائق، فُتح الباب بقوة، ودخل فهد كالعاصفة.
نظراته مشتعلة، لم ينظر حتى إلى سهير.
حدّق مباشرة في راكان وقال بحدة:إنت مين؟ وبتعمل إيه هنا؟
التفت راكان إليه بثقة، وقال ببرود:أنا راكان، أخو رهف. وأنت؟
رد فهد بصوت خشن:اللي مش مرتاح لوجودك.
اقترب الاثنان من بعض، والجو مشحون بالكامل.
تدخلت سهير محاولة تهدئة الموقف:هو فعلاً أخوها يا فهد…
لكن فهد قطعها بحدة دون أن ينظر لها:اسكتي إنتي.
شهقت بخيبة، وظهر الأذى في عينيها.
تجمّد راكان، ثم قال ساخرًا:واضح إن علاقتكم معقّدة.
رد فهد، بنظرة حادة:أنا