رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الخامس عشر بقلم جميلة القحطانى
لا ليا علاقة بيها ولا تريد أن تكون. هناك دائما مشاكل كثيرة.
نظرت له سهير بدهشة وانكسار، بينما أكمل فهد: كل مكان تكون فيه، لا بد أن يصير فيه توتر. وكل مرة، أضطر أجي لكي أشوف ايه المقررة الجديدة.
قال راكان بابتسامة باردة:غريب… كأنك بتحميها، وأنت بتكرهها بنفس الوقت.
فهد التفت إليه وقال:أنا ما أكره حد، بس أعرف أشوف النية من أول نظرة.
وقفت سهير في منتصف المكان، تحدق في الاثنين.
قلبها ينقبض من كلمات فهد، لكنها تماسكت، وقالت بصوت منخفض لكنها واثقة:أنا ما طلبت منك تحميني يا فهد... ولا حتى وجودك.
رمقها بنظرة طويلة ثم قال:ما كنت جيت لولا رهف طلبت مني أتابعك.
في هذه اللحظة، دخلت رهف، وارتبكت من المشهد.
قالت بتعجب: إيه اللي بيحصل؟! راكان؟!
ابتسم راكان وقال:كنت بس بعرّف نفسي لصاحبتك… الأمور خرجت عن السيطرة شوي.
ثم نظر إليه، وأضاف:وبعدين،واضح إن الكل عنده أعصاب مشدودة.
خرج فهد دون أن ينظر إلى أحد، وترك خلفه سهير مشوشة، وراكان يبتسم بنظرة غامضة.
من بعد آخر لقاء بينهم، ونور قررت تبعد.
ما بعتتش له، ما سألتش، ما لمّحتش.
بقت تنزل صور كتير، ضحكة واسعة، خروج مع صحابها، ستوريهات كلها حياة وألوان.
كأنها بتقول له:بص، أنا تمام… من غيرك.
بس الحقيقة؟ كل ضحكة كانت مستعارة، وكل صورة فيها فراغ جنبه، كانت بتقصّه منه غصب عنها.
مالك لاحظ كل حاجة.
الصور، الستوري، حتى البوست اللي كتب فيه:الناس مش بيبعدوا اختاروا… هما بس بيمشوا لما يحسوا الجميل بيتواجعوا لوحدهم.
قراه أكتر من مرة.
حس بكلامها وهو بيخبط على قلبه اللي مش عارف ينطق، ومش قادر يقول:أنا كنت بحاول أحميك مني.
لكن هو ساكت.
مش لأنه مش حاسس… بس مش متعود يطلب حاجة، خصوصًا الحب.
نور في مرة كانت ماشية لوحدها، شافت واحد لابس نفس جاكيت مالك من بعيد، قلبها ضرب.
قربت بسرعة…
بس طلع واحد تاني.
ضحكت بخفة حزينة، وقالت لنفسها:أنا اللي بعدت… وأنا اللي قلبي لسه هناك.
رجعت البيت، مسكت موبايلها، كتبتله رسالة طويلة، ومسحتها.
كتبت له "لقد اشمئززتني، فمسحتها".
وفي الآخر… ما بعتتش حاجة.
مالك بدأ يكتب تاني.
بس الوقت دي، ما نشرش الكلام.
احتفظ بيه لنفسه.
كتب:كان نفسي أقولك إنك الوحيد اللي ضحكتها بتوجعني لما مش بكون سببها…