رواية شهد مسموم الفصل السادس عشر 16 بقلم منال كريم


 رواية شهد مسموم الفصل السادس عشر 

كان يوسف يقود السيارة بسرعة جنونية ، كان شارد الذهن كل تفكيره في شهد ، و لا ينتبه على الطريق ، حتي فقد السيطرة علي السيارة و كان سوف يصطدم بشاحنة ، لكن في آخر لحظة سيطر على السيارة.

أوقف السيارة و أصبح يتنفس بشكل سريعاً ، أخرج هاتفه و قام بالاتصال على حازم ، فهو في حاجة إلى الحديث مع أحد .

جاء الرد من الجهة الأخرى: مرحبا يوسف.

أجاب بصوت حزين : أشعر أن عالمي ينهار و أنا أشاهد في صمت.

ليجيب بخوف: أين أنت؟

أجاب بحزن: أنا خارج المنزل و لا أعلم أين أذهب؟

قال بأمر : يوسف تعال إلى منزلي حالاً.

لم يعترض فهو ضائع.

في منزل حازم 

قال بعصبية: منذ نصف ساعة و أنا أطلب منك  الحديث ، و أنت صامت.

لم يجيب يوسف

سأل بهدوء: ماذا حدث صديقي؟ 

تنهد بحزن ثم قال: أنا متعب و لا أعلم ماذا أفعل؟ أشعر أن الجميع ضدي.

قال بهدوء: كل هذا بسبب الفيديو.

نهض من مقعده و ذهب إلى الشرفة و نظر إلى الطريق و قال: هل تظن أن يوجد احد سعيد في هذه الحياة؟

ليردف بمزح: أظن أنك في حاجة إلى طبيب نفسي.

أبتسم باستهزاء و قال : أنت محقا.

سأل بهدوء: ماذا حدث يوسف؟ هل مازل يوجد مشاكل بينك و بين شهد؟

أومأ رأسه بنعم.

قال بهدوء: يوسف أعذرني في حديثي ، لكن ولادك و أخيك لم يرحموا هذه الفتاة المسكينة ، لذا بعد كل ما مررت بها, بالتأكيد ليس سهل عليها تقبل هذا الزواج ، أعطيها بضعة وقت.

قال بحزن: أنت تظن أني لا أفعل ، لكن كل يوم مشكلة جديدة في المنزل، أصبحت لا أتحمل كل ذلك، أبي يظن  أن شهد المسؤولة عن كل ما يحدث ، و بالتأكيد شهد لا تفعل شيء من هذا القبيل.

قال حازم بهدوء: هي حب الطفولة ، لذا يجب عليك الحرب حتي تفوز بهذا الحب ، لا أريد أن أدخل في تفاصيل حياتك ، لكن اقضي الليلة هنا، و عود في الصباح و أنت معك هدية.

نظر لها باستغراب: لماذا اقضي الليلة هنا؟ ثم أنا غاضب من شهد، لم  أخذ لها هدية.

قال بهدوء: أبتعد عن المنزل اليوم ، حتي هي تشعر بالقلق عليك، و هدية حتي تخبرها كم أنت مستعد تعطيها فرص كثيرة؟

قال بتفكير : حسنا سوف أجرب نصيحتك.

أما شهد 

كانت تشعر بالتوتر و الخوف الشديد ، لتردف بخوف: أين أنت يا يوسف؟ لماذا كل هذا التأخير ؟ 

قامت بالاتصال عليه أكثر من مرة ، لكن لم يجيب.

جلست على الأريكة بتعب.

تفتح عيونها ببطئ ، وجدت نفسها على الأريكة ، نهضت بفزع و ركضت إلى غرفته علي أمل أن يكون عاد.

لكن خاب ظنها و لم يعود.

غادرت الغرفة بياس ، لكن ركضت عندما سمعت فتح الباب ،كان يغلق الباب ، هرولت إلى حضنه و قالت بدموع: أين كنت؟ لماذا كل هذا التأخير ؟  اعتذر عن مبادر مني ، أعتذر.

خرجت من حضنه و قالت بدموع: يوسف أنا لا أقصد ما حدث ، أنا آسفة.

لم يجيب و ذهب إلى غرفته.

ذهبت خلفه و جاءت حتي تدلف إلى الغرفة ، لكن قال بغضب: من فضلك أريد انال قسط من الراحة.

و أغلق الباب في وجهها، وقفت بصدمة كبيرة و قالت بحزن: يوسف.

لم يجيب عليها ، كان يريد أن يذهب إليها و يزيل دموعها ، لكن  كان يشعر بالإهانة الشديدة، لذا قرر أن لا يتحدث معها.

ذهبت الى غرفتها ، و هي مشوشة تماماً ، حتي أنها فكرت أن توقف أنتقام ، و تبدأ حياة طبيعية مع يوسف.

حدثت نفسها و قالت: يوسف زوج رائع و أي فتاة تتمني شخص مثله، و أظن أني وقعت في غرام يوسف ، إذا سوف أبدأ حياة جديدة و طبيعية و أنسي الماضي.

و خلدت الى النوم و هي تبتسم و تخطط ماذا تقول ليوسف؟ 

قررت أنهاء الانتقام، لكن حسين قرر البداية ، و ليس بمفرده بل معه شاهر.

في المكان المخصص لعمل حسين.

قال شاهر بغضب شديد: حسين سوف أجعل حياة شهد جحيم ، لا أسمح لها بالراحة في الليل أو النهار.

سأل بذهول: لماذا الآن تريد جعل حياتها جحيم ؟ 

قال بغضب شديد: لأنها رفضت تكون لي، إذا سوف نتفق معنا ، حتي نجعلها تعاني ليل ونهار.

ليصرخ بصوت عالي جداً:  و أنا معك ، حتي نقضي عليها.

أبتسم شاهر و حسين بخبث.

في منزل يونس 

كان يجلس في غرفته بحزن و هو يستعيد كل الذكريات ، و يتذكر أن دائما ملك كانت تمدح يوسف و تتحدث معه كثيرا.

تدلف بحزن و جلست أمامه و قالت: يونس أقسم لك أن هذا الحديث غير صحيح ، يوسف هو بمثابة أخي فقط، أنا مصدومة لا أعلم كيف استطاع قول ذلك، و الله يونس رغماً عني أحببتك و أتمني أن تبتعد عن هذا الطريق و نبدا حياة جديدة معنا.

نظر لها نظرة ممتلئة بالدموعِ ، و لم يجيب ، أكملت حديثها: انسي امري لكن تذكر الله ، هذا الطريق نهايته الجحيم ، من فضلك أطلب التوبة من الله، قبل أن يأتي يوم لا ينفع في ندم ، حبيبي لأجلي و لأجل ماما عفاف ، و لأجل نفسك أولا.

قرر التخلي عن الصمت سأل: هل تحبيني؟

أومأت رأسها بالموافقة ، تزامنا مع دموعها الشديدة ، لتردف بهستريا: أجل أحبك ، أحبك ، أحبك.

ليردف الآخر بدموع: و أنا اوعدك أني أتوب الي الله ، لكن هل الله يقبل توبتي بعد كل هذه الذنوب؟

قالت بدموع: أن شاء الله ، أن الله غفور رحيم.

ذهبوا إلى عناق ممتلئ بالحب و الدموع الشديدة.

و قرر يونس التوبة الى الله.

 

كانت سعاد تجلس حزينة و  وحيدة و عفاف نفس الشعور .
فكانوا يعتبرون أنهن أخوات.

أما شهد  كانت نائمة و تتمني أن تحلم حلم جميل، لكن تحول إلى كابوس.

كانت تسير في مكان مظلم، الضوء الوحيد في المكان هو النيران المشتعلة في كل أرجاء المكان.

كان الطريق يوجد في صخور كبيرة ، كانت شهد تتعثر في السير و تسقط و تنهض ، حتي أصبحت تنزف من جسدها بالكامل.

كان تنظر يمين ويسار على أمل تجد طريق الهروب من هنا، لكن لم تجد شيء.

سمعت أصوات تسير خلفها ، التفتت إلى الخلف وجدت  ذئاب كثيرة بحجم ضخم تركض في اتجاهه.

هرولت سريعاً و تسقط و تنهض، حتي وصلت إلى  حافة الجبل.

ثم وقفت بصدمة و هي تجد يوسف يقف على جانب آخر ، لكن جانب يوسف كله نور  ممتلئة بالورد و الازهار ، كان المكان جميل جداً و مريح للاعصاب.

ظلت تصرخ : يوسف ، يوسف أنا هنا تعال أنقذني، يوسف يوسف.

ظلت تحاول الصراخ لكن صوتها لم يخرج.

نظرت خلفها كان شاهر يقف وسط الذئاب.

 ليردف بصوت عالى: أمامك ثلاث خيارات 

الاول تكوني لي 

الثاني تكوني طعام الذئاب 

الثالث تسقطين من  على حافة الجبل.

وقفت بصدمة و هي لا تعلم ماذا تفعل؟
لماذا يحدث معها كل ذلك؟

لماذا لم ينتهي كل ذلك؟
تتمني تعود إلى حياتها السابقة ، كانت مظلوم و أصبحت ظالمة و لن تعلم ما المرحلة القادمة في حياتها؟!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1