رواية المطاريد الفصل الخامس عشر 15 بقلم رباب حسين


رواية المطاريد الفصل الخامس عشر  بقلم رباب حسين 


كنت صغير وأعيش حياة بسيطة هادئة لا أحمل الهموم داخلي فقط أفعل ما أشاء حتى أنني طلبت من والدي أن أذهب لأدرس في الأسكندرية مع يحيى صديقي المقرب ووافق أبي وعندما ذهبت إلى هناك بدأت بأخذ حصص إضافية بالخارج ولكن يحيى لم يكن مهتم بفصول التقوية فقد كان ذكي جداََ ومتفوق وعندما ذهبت أول مرة إلى المركز العلمي رأيتها أمامي تضحك وتتشاغب مع الجميع شعرت كأنها طفلة تعيش في جسد فتاة جميلة وبدأت أرآها أكثر من مرة وشعرت بأن إعجابي لها يتزايد كلما رأيتها أمامي ولكن لم أحاول أن أفصح عما أشعر به حتى جاء هذا اليوم الذي قرر يحيى فيه أن يأتي معي إلى المركز العلمي بدلاََ من الجلوس وحيداََ في المنزل ومن أول وهلة له داخل القاعة وأنا رأيت نظرات رهف إليه وتعجبت كثيراََ فأنا لم أرآها تهتم بأحدٍ هكذا من قبل ودب في قلبي شعور الغيرة وما جعل ألمي يزداد أنني لاحظت إهتمام يحيى بها وإبتسامته التي تعلو وجهه في كل مرة يراها فيها وأصبح مهتم بالحضور إلى المركز وعندما تغيب لفترة جاءت رهف وتحدثت معي لأول مرة وكنت أشعر بالسعادة بأنها وقفت أمامي وطلبت التحدث إليّ ولكن وجدتها فقط تسأل عن سبب غياب يحيى وبالرغم من الحزن الذي سكن بداخلي إلا أنني قررت أن أخرجها من قلبي فقط من أجل يحيى ولم أُبدي ما أشعر به لأحد حتى جاءني خبر وفاة والدي مقتولاََ وما زاد ألمى أن أمي توفت معه وقد أصبحت يتيم في لحظة واحدة وسافرت إلى أسيوط تاركاََ إختبارات الثانوية العامة ولكن الصدمة التي تلقيتها عندما سمعت أهل البلد يتحدثون أن جدي التهامي هو من قتل والداي كان بمثابة خنجر قطع كل شرايين القلب فأصبح قلباََ ميتاََ ولم أعد أشعر بأي شئ ولا أرى أمامي سوى رغبة الإنتقام التي خلقت في قلبي دون حدود والتي زادت أضعافاََ عندما علمت بأمر الميراث الذي حرمني منه جدي فقررت أن أنتقم أولاََ من يحيى الذي قد أخذ كل شئ مني وقررت أن لا أترك له رهف التي ملكت قلبي وأنا من تحملت رؤيتهما معاََ ودفنت عشقي داخل قلبي لأجله فخططت ونفذت الخطة ولكن عندما رأيتها بين إيدي الرجال لم أستطع أن أراها وهم يسلبوها أعز ما تملك وهي لا حول لها ولا قوة فقررت أن لا يمسوها بسوء وكانت رغبتي وقتها أن لا تكون ليحيى طالما لن تكون لي وظننت أن الخطة نجحت وفرقتهما عن بعض ولكن ما كان يؤلمني هو ما حدث لها فقد هربت وتدمرت حياتها وأعترف أنني لم أحسن التصرف وقتها فغضبي وحزني قد أعماني وبعد كل هذه المدة رأيتها أمامي وقد عادت من جديد بين أحضان يحيى وأصبحت زوجته وكنت أراهما معاََ بالحديقة وأرى نظراتها له التي لم تتغير قط مما زاد غضبي ولم أستمع إلى إعتراضات رماح بعدم النزول من الجبل ومواجهة يحيى ولكن كان هناك شعور بداخلي ورغبة في رؤيتها والتحدث معها ولو لمرة واحدة فهربت من رماح ونزلت من الجبل ودخلت المنزل خلسة بين صفوف المرضى وظللت أنتظر في الحديقة حتى أجد الوقت المناسب

خرجت رهف وعندما رآها عمار جذبها من ذراعها ثم سحبها إلى جانب الغرفة وهو يضع يده على فمها وعندما رأته رهف فتحت عينيها في صدمة أما عمار فنظر في عينيها عن قرب وشعر بنبض قلبه لها فقال في هدوء : متخافيش مش هأذيكي..... هشيل إيدي بس متصرخيش

أماءت له رهف في هدوء فنزع عمار يده عنها وقالت : عايز إيه مني تاني؟ مش كفايه اللي عملته فيا زمان

عقد عمار حاجبيه في تعجب وقال : إنتي بتتكلمي عن إيه؟!

رهف : عن الفيديو طبعاََ

عمار في صدمة : إنتي عرفتي منين أصلاََ؟!

رهف : منك..... كنت بتهلوس وإنت سخن بسبب الرصاصة وعرفت كل حاجة...... ليه عملت فيا كدة؟! إنت دمرت حياتي بجد ودفعت تمن أخطاء معملتهاش بسببك..... ليه؟! عملت فيك إيه عشان تعمل فيا كل ده؟!

إرتبك عمار وقال : أنا..... أنا عارف إني غلطت في حقك ويمكن كان جوايا إحساس إني عايز أشوفك عشان أعتذرلك عن اللي حصل..... إنتي مكنش ليكي أي ذنب في اللي بيحصل وأنا غلطت لما عملت فيكي كدة وانتقمت من يحيى فيكي...... بس غيرتي وغضبي عموني عشان بجد أنا حبيتك ومن قبل يحيى كمان وكنت كاتم كل حاجة جوايا عشانه هو..... عشان كان زي أخويا وكان عندي إستعداد أضحي بنفسي عشانه لكن لما عرفت إني خسرت كل حاجة حتى بيتي إتاخد مني وجدي قتل أبويا وأمي وأنا بقيت زي الآلة..... آلة عايزة تنتقم من كل الناس وإنتي كل ذنبك إنك قربتي من يحيى...... وأنا نزلت النهاردة عشان أنهي العداوة اللى بيني وبينه....... ومش هتنتهي غير بموت واحد فينا يأما أخد حقي وللأسف معنديش غيرك أضغط بيه على يحيى

 اقترب منها عمار فابتعدت عنه رهف في فزع وقالت : لا يا عمار...... إنت فاهم حاجات كتير غلط.... خليني أفهمك كل حاجة

عمار في غضب : مش عايز أفهم حاجة أكتر من كدة.... إنتي السبب..... إنتي اللي اختارتيه وأنا لا مع إني حبيتك وكنت مستني الوقت المناسب عشان أقرب منك وجيه خدك بمنتهى السهولة حتى جدي فضله عليا...... فيه إيه يحيى زيادة عني؟ ليه كلكم بتختاروه وأنا لا ؟! بس خلاص أنا لقيت الحل وهنفذه.... هقتله وأخد كل حاجة منه حتى إنتي هاخدك غصب عنك ولو المرة اللي فاتت مقدرتش ألمسك فالمرة ديه لا مش هسيبك تروحي من إيدي

حاول أن يقيد حركتها ولكن تدخل خالد في الوقت المناسب الذي دخل الحديقة تواََ وسمع صوت عمار الغاضب فاقترب منه ولكمه في وجهه فسقط عمار بالأرض والتفت خالد ليطمئن على رهف التي يظهر على وجهها الفزع وقال : إنتي كويسة؟! 

وقف عمار وأشهر سلاحه واقترب من خالد من الخلف وطرق رأسه فوقع أرضاََ وصرخت رهف في فزع فاستمع يحيى إلى صوت رهف فخرج مسرعاََ واقترب رجلين من أهل البلد ورفعا السلاح بوجه عمار فجذب عمار رهف من يدها وأمسك برقبتها بذراعه ونظر إلى يحيى الذي خرج تواََ وظهرت الصدمة على وجهه ثم تلاه باقي العائلة.... رأت رهف الرجلين وهم يحملان السلاح فقالت في فزع : محدش يضرب.... متخافوش...... محدش يقرب

فأشار يحيى لهما بالتوقف وإخفاض السلاح ونظر إلى خالد الفاقد الوعي بالأرض وشعر بالذعر عليه ولكن لم يستطيع أن يتقدم منه... نظرت رهف إلى عمار الذي لا يعلم ماذا تفعل رهف فقال : إنتي بتعملي إيه؟!

رهف : لازم تسمعني يا عمار عشان عايزاك تعرف كل حاجة..... عدوك واللي طارك معاه مش هنا يا عمار..... جدك التهامي مقتلش مهران..... اللي قتل مهران هو رماح

فتح عمار عينيه في صدمة وقال : إنتي بتقولي إيه؟! إنتي جبتي الكلام ده منين؟ 

ثم صاح في صوت مرتفع ونظر إلى يحيى وقال : هو ده اللي جوزك فهمهولك عشان يطلع هو الملاك البرئ قدامك وأطلع أنا الشرير صح؟!

رهف في غضب : بصلي هنا وأسمع أنا بقولك إيه...... الفترة اللي إنت قعدت فيها في المستشفى كل حاجة أتكشفت

ثم قالت في حزن : إنت مش حفيد التهامي ولا أبوك يبقى إبنه..... ومعايا تحاليل نسب تثبت كلامي...... إنت حفيد الدهشان كبير المطاريد

أخذ عمار يضحك بصوت مرتفع ضحكاََ هيسترياََ كأنه فقد عقله تواََ وقال : يا دكتورة ده مش كلام ناس عاقلين..... خلاص عايزين تخلوني برا العيلة رسمي كدة كمان..... كل ده عشان إيه عشان الفلوس؟!

حاول يحيى أن يتحكم في أعصابه حتى لا تتأذى رهف فصاح قائلاََ : اللي بتقوله رهف هو الحقيقة يا عمار 

ضغط عمار على رقبة رهف وقال في غضب : أنا مش بتكلم معاك إنت..... ولو إتكلمت كلمة تاني هخدها وأمشي

صاح عمر في فزع وقال : لا..... قولنا بس إنت عايز إيه وأحنا نعمله

عمار : حلو كدة بدأ التفاوض اللي أنا عايزه..... أنا عايز حقي في ميراث جدي

يحيى في غضب : ما قولنا إنك مش حفيده أصلاََ

عمار في غضب : وأنا المفروض أصدقك ليه؟!

يحيى : وأنا من إمتى كدبت عليك يا عمار؟.....إنت اللي غلطت في حقنا ومحدش عملك حاجة واستخبيت زي الفيران فوق في الجبل من غير ما حتى تفكر تدور على الحقيقة..... من إمتى جدي كان بيعامل أبوك وحش..... عمرك حسيت إن في يوم من الأيام جدي ممكن يرفع سلاحه ويقتل حد مننا..... نفسي أعرف إنت صدقت إزاى؟!

عمار : كل أهل البلد قالو كدة..... مش ممكن هكذب الناس كلها وأصدقه هو

يحيى : أهل البلد قالو اللي رماح ذرعه في وسطهم

عمار : حتى رماح عايز تشككني فيه؟!..... إنت إيه يا أخي شيطان..... بقولك إيه أنا كلامي واضح

سلط عمار سلاحه على رأس رهف وقال : إدوني حقي وأنا همشي من هنا ومحدش هيعرف طريقي ولا هتشفوني تاني 

يزن : إهدي بس يا عمار..... إهدي ونتفاهم بالعقل..... إنت عايز حقك وأكيد مش هتاخد حقك هنا ولا كدة لازم نقعد ونتكلم ونشوف طلباتك

يحيى : خلاص يا عمار هعملك اللى إنت عايزه بس سيبها وتعالى ندخل جوا نتكلم

عمار في إرتباك : لا..... مش هسيبها لا..... هتفضل معايا لحد ما تكتبلي تنازل عن حقك ليا

يحيى في غضب : عمار أنا لحد دلوقتي بتكلم بالعقل..... سيبها بقولك وأنا هعملك اللي إنت عايزه

رهف : إهدي يا يحيى..... عمار أنا هدخل معاك جوا زي ما أنت ماسكني كدة بس توعدني إنك تسمعنا أنا ويحيى ومتقلقش محدش هيأذيك

عمار : طيب قوليلهم يبعدو شوية عشان أعرف أدخل السرايا وقولي ليحيى متغدرش عشان لو غدر هقتلك وقوليله يبعد الرجاله اللي شايله السلاح

رهف : خلاص يا يحيى عمار هيدخل ونتكلم بهدوء.....وسع الطريق وخلي العساكر يمشو وخليهم يدخلو خالد جوا وحاولو تفوقوه

أماء لها يحيى وقال : سيبوا السلاح برا يا رجالة ودخلو خالد جوا وبعدين أطلعو أقفو عند البوابة ومش عايز حد يدخل

نفذ الجميع أوامر يحيى ودخل عمار المنزل وهو يلتفت حوله فهو يحمل الكثير من الذكريات داخل هذا المنزل ووضع الرجال خالد على الأريكة واقتربت منه أمل في ذعر وحاولت أن تجعله يستعيد وعيه وضغطت على الجرح حتى يتوقف النزيف ودخل يحيى وعزام وعمار ورهف غرفة المكتب ثم أخرج يحيى الأوراق من درج المكتب وقال : خد إقرا ده

وضع عمار الورق أمام رهف وفتحته رهف أمامه وهو يقبض على رقبتها وأشارت له رهف على نتائج التحاليل وشرحت له ماذا تعني ثم فتحت له رسالة جده فنظر لها والدموع في عينيه ثم أخفض سلاحه عنها وتركها وأخد الرسالة وقرأها وركضت رهف إلى يحيى الذي ضمها إليه حتى تهدأ وبدأ عمار يقرأ الرسالة

التهامي : " أنا خابر يا عمار يا ولدي إنك مصدوم دلوك واللي جاهرني إنك مصدج إني جتلت أبوك..... الورق ده صوح يثبت إن مهران مش ولدي لكن ربنا يعلم أنا حبيته أد إيه ولازم تعرف الحجيجة عشان محدش يستاهل يعرفها غيرك إنت حفيد الدهشان اللى إغتصب بت عمي منيرة زمان وأنا أتجوزتها عشان أحميها من كلام الناس ولما طلعت حبلة جولت الولد مني وخلاص جفلنا السيرة ديه بس الدهشان كان عايز أبوك يطلع الجبل ولما أبوك عرف الحجيجة زعل مني وكان عايز يروح يجتله وأنا مخبرش مين جتله بس ععرفه وعجتله بيدي ولو حوصل حاجة ليا جبل ما أخد بطاري منيه يبجى الطار ديه عنديك إنت يا ولدي

جدك التهامي"

إنسابت الدموع من عين عمار ونظر إلى يحيى وقال بصوت ضعيف : يعني إيه؟! يعني أنا حفيد الدهشان مش إبن عمك؟!

زفر يحيى في حزن وقال : إنت هتفضل إبن عمي مهما حصل

اقترب عمار منه والدموع تنساب على وجهه وقال : مين قتل أبويا وأمي؟! مين قتلهم بدم بارد الأتنين؟!

يحيى : رماح.... عزت إعترف بكل حاجة رماح قتله عشان الدهشان كان عايز عمي مهران ياخد مكانه في الجبل ده غير فلوسه

عمار : قتل إبن أخوه عشان الفلوس؟!

لم يتمالك عزام أعصابه أكثر فقال في غضب : ما أنت جتلت جدك عشان الفلوس زيه

نظر له عمار وقال في غضب : أنا مقتلتش حد..... أنا لا يمكن أقتل حد منكم..... أنا كبيري أهدد بس...... رماح هو اللي قتله.... قتل جدي والبلد كلها قالت إن أنا اللي قتلته ولما جيت أقول لرماح أقولهم الحقيقة قالي لا عشان كدة إنت خدت بطارك وتعيش في البلد راسك مرفوعة وكدة كدة محدش هيعرف يوصلك هنا..... أتاريه كان بيسكتني عشان ميتفضحش هو.....بس خلاص أنا اللي هاخد بطاري فعلاََ منه

كاد أن يذهب فأوقفه يحيى وقال : لا يا عمار..... متضيعش نفسك عشانه.... أنت أكيد عارف مكانه وصلني ليه وأنا هقبض عليه وإنت كدة مفيش أي تهم عليك وأي حاجة غلط عملتها هتاخد حسابك عليها وخلاص لكن لو قتلته هتتعدم

هدأ عمار ونظر له في حزن وقال : لسة عايز تحميني يا يحيى..... أنا كنت بكدب نفسي كل مرة تشوفني وتبقى قادر إنك تضربني بالرصاص وتوقف نفسك وأقول لا أكيد يعني مش باقي عليا أوي كدة.... وفضلت أحاول أكدب نفسي كل مرة.... حتى لما أحمد ضربني بالرصاص سمعت صوتك وإنت بتقوله لا عشان تحميني..... متحمنيش تاني عشان أنا بقالي ١٥ سنة مش بعمل حاجة غير إني بفكر في كرهي ليك وبس..... أنا خلاص مبقاش ليا مكان هنا أنا مكاني فوق مكان جدي وهقتل رماح بإيدي

يحيى في غضب : لا..... مش هيحصل..... المرة ديه هتسمع كلامي وهتنفذه وغصب عنك..... أنا هطلب عساكر من القسم وهنطلع الجبل وتدلني على طريقه وأقبض عليه ونخلص منه نهائي فاهم يا عمار

عزام : إنت مكانك وسطنا يا ود أخوي إسمع كلام يحيى عاد..... وكل حاجة عترجع زي ما كانت وبيت أبوك موجود وتجدر تعيش فيه زي ما أنت عايز 

نظر عمار لهما وقال : خلاص أنا هدلك عليه

الفصل السادس عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1