رواية مداهنة عشق الفصل السابع عشر 17 بقلم اسماء ايهاب

 

 

رواية مداهنة عشق الفصل السابع عشر بقلم اسماء ايهاب

 

ضمت نفسه بذراعيها و هي تجلس علي الارض و قد شعرت ببعض البرودة تتسرب اليها من رطوبة المكان الغير صالحة لأي آدمي بالمرة و أخذت خصلات شعرها الطويلة تضعها علي كتفيها لتحتمي بثقله من البرودة و ملابسها الخفيفة الغير مناسبة للطقس و لسانها لا يكف عن ذكر الله و التوسل لله ان ينقذها و ان يأتي أحدهم من اللامكان ليخرجها من هذا القبر التي اُلقيت به بعد اختطافها و قتل السائق كم بكت و مشهد السائق لا يغادر عقلها مررت يدها علي وجهها تمسح دموعها التي لا تتوقف و حينها استمعت الي صوت الباب يُفتح و يدلف منه أمير الذي ابتسم بوجهها يتقدم نحوها قائلاً بترحاب :
_ اهلاً بـ سيلا حبيبتي 

التفت الي الرجل الذي تبعه الي الداخل قائلاً بتوبيخ :
_ ازاي بس يا حيوان سايب أسيل هانم علي الارض كدا 

اشار الي الباب بيده و هو ينظر اليها نظرات شامتة قائلاً بسخرية :
_ روح هات فرش للهانم 

ابتسمت بتهكم و هي تزيد من ضم نفسها قائلة :
_ و مين غيرك هيطلع منه الحركات دي يا امير 

ضحك بصوت عالي صد صوته في المكان الخالي و هو يدس يده بجيب بنطاله متقدماً منها قائلاً بمكر :
_ في ناس تانية يطلع منها حركات ازبل من دي يا حبيبتي بس انتي اللي عامية 

اخرج يمناه من جيبه و بها هاتفها و مد لها به قائلاً بجدية :
_ خدي كلمي اختك طمنيها عليكي ، عشان دي الوحيدة اللي يتخاف من عمايلها و خدي بالك في حد من رجلتي عندها كلمة واحدة تطلع منك ليها هخليه يصفيها 

انهي جملته بنبرة حادة محذرة حتي تتقين انه سوف يفعل فهو لولا انه يعلم آسيا جيداً و يعلم ما يمكنها فعله اذا احست بالخطر يحاول شقيقتها ما كان ليجعلها تهاتفها ابداً و لكنه لا يريد ان يفسد خطته الآن ، اخذت الهاتف بلهفة و فتحته حتي تهاتف شقيقتها التي ردت عليها سريعاً و كأنها تنتظر مكالمتها :
_ الو ، آسيا 

صرخت آسيا من الطرف الاخر و كان الخوف يلتهمها و الافكار السيئة تتزاحم داخل عقلها :
_ انتي فين يا أسيل حرام عليكي خوفتيني عليكي اوي لية كدا بس 

تساقطت عبرات أسيل و هي تتحدث بهدوء حتي تهدئ شقيقتها :
_ متخافيش يا حبيبتي و الله انا بخير شوية مشاكل من ساعة ما جيت معرفتش افتح الفون غير دلوقتي 

تحدثت آسيا من جديد بقلق و تحذير :
_ اوعي تكوني مخبية عليا حاجة في حاجة حصلت 

نفت أسيل برأسها و هي تمسح دموعها قائلة بهدوء :
_ لا لا متقلقيش انا بخير 

صمتت تستمع الي شقيقتها التي اخبرتها بحماس انها خُطبت و ان عقد قرانها في القريب العاجل ان شاء الله لتتحدث أسيل بذهول قائلة :
_ كتب كتابك انتي !! فجأة كدا و مين هو بقي 

_ زيدان انتي عارفاه شوفتيه يوم الخناقة 

استمعت الي صوت شقيقتها تخبرها عن خطيبها لتتسع اعين أسيل و هي تتسأل بتعجب :
_ بجد هتعمل كدا و كتب كتاب كمان انتي واثقة من اللي بتقوليه ؟

اجابتها آسيا بثقة كبيرة :
_ ايوة واثقة متخافيش عليا ، هينفع تنزلي يوم كتب الكتاب 

رفعت أسيل رأسها تنظر الي أمير الذي ينظر اليها بملل ثم هتفت بهدوء :
_ مش عارفة يا آسيا سيبيها للظروف و هقولك بس انتي افرحي و انا اكيد هكون معاكي في الفرح 

اشار اليها امير ان تتعجل و قد نفذ صبره لتهتف أسيل سريعاً و هي تُنهي المكالمة :
_ طب سلام دلوقتي عشان عندي شغل مهم هكلمك تاني

اغلقت الاتصال مع شقيقتها و نظرت الي أمير قائلة بضيق :
_ عايزة اكلم جوزي اطمنه عليا 

ابتسم أمير بخبث و هو ينحني يجذب منها الهاتف بقوة قائلاً :
_ لا انا اخذت مهمة اني اطمن جوزك الوفي يا حبيبتي 

وقف معتدلاً و دس الهاتف من جديد بجيبه قائلاً :
_ اللي بيلعب من وراكِ 

التفت ليغادر بعد ان رمقها بنظرة حاقدة و لكنه توقف بمحله متجمداً و هو يسمع تهتف بهدوء :
_ انا اللي بدلت الورق مش فارس 

التفت اليها امير من جديد يحدق بها دون أخذ ردة فعل منتظر منها ان تكمل حديثها و التي بالفعل اكملته حين طال صمته قائلة :
_ انا عرفت كل حاجة قبل ما تهدد فارس و تخليه يمضيني علي الورق

اخذت نفساً عميقاً قبل ان تستأنف حديثها قائلة :
_ و لما دخلت اوجهه سمعته و هو بيكلمك و عرفت انك بتهدده و استغليت نقطة ضعفه و استغليت ازمته و لما عرفت بحكاية الورق بدلته

وجدت في عينه نظرة متسائلة لما لم تخبر زوجها انها تعلم و لا توقع علي اوراق مزيفة لتجيبه دون الحاجة لسؤاله قائلة بجدية :
و خليت فارس يفضل فاكر اني مش عارفة عشان ميأثرش علي علاقتنا 

رفع رأسها بثقة تنظر اليه بشماتة قائلة :
_ عشان انا ابيع الدنيا كلها علشانه هو 

فقد أمير السيطرة علي نفسه و هجم عليها كالوحوش يقبض علي خصلات شعرها بقوة يهزها بقوة و هو يصرخ بغضب :
_ و انا هوريكي اللي هتبيعي الدنيا علشانه هو دا شكله اية انا هعرف حقيقته 

جذب خصلات شعرها الي الاسفل لترفع رأسها و تنظر اليه متألمة ليضغط علي اسنانه هامسة من بينهم بتوعد :
_ هخليكي تبوسي رجلي عشان ارحمك انتي و هو يا أسيل

************************************
وقفت آسيا امام البوابة الرئيسية لاحد دور الازياء التي تتعاقد معها و بجوارها جنة صديقتها التي لم تصمت عن الحديث في موضوع زواجها و اقناعها انها مخطئة و تسرعت في قرارها و يجب عليها التفكير مجدداً لتتأفف آسيا باختناق و هي تصيح بضيق :
_ جنة كفاية كلام في الموضوع دا قولتلك واثقة من قراري دا 

و حين كانت جنة علي وشك التحدث من جديد اتي يوسف مقاطعاً حديثهما الذي استمع الي جزء منه بالداخل قائلاً :
_ ازيكم يا بنات 

اجابته آسيا بفتور في حين اشاحت جنة بوجهها عنه ليسأل بهدوء و هو يعدل من وضع قميصه الذي ترك اول ازراره مفتوحة :
_ سمعت انك هتتجوزي يا آسيا 

نظرت في هاتفها لعلها تجد رسالة منه و هي تجيبه مؤكدة علي حديثه :
_ ايوة يا چو ، عقبالك 

صر علي اسنانه بغضب شديد فهي رفضته منذ عدة ايام فقط قبض علي يده محاولاً كبح غيظه قائلاً :
_ و مين بقي سعيد الحظ دا 

جاء صوت قاسم من خلفه و هو يضع يده علي كتفه قائلاً :
_ انا يا كوكو 

التفت يوسف يري من هو و اتسعت اعينه بصدمة غير مصدقاً ان آسيا اختارت ابن الحارة الشعبية و فضلته عليه :
_ انت !! 

التفت اليها يسأل بذهول حتي يتأكد من صحة حديثه :
_ هو بجد !!

اومأت برأسها و هي تبتسم باتساع ثم تحرك نحو قاسم تقف جواره تتمسك بذراعه و هي تجيب يوسف :
_ ايوة هو و انت اكيد معزوم يا چو هبقي ابلغك بالميعاد 

جذب قاسم يدها لتتحرك معه اتجاه الدراجة النارية و التفتت هي تشير الي جنة ان تتبعها قائلة :
_ يلا يا جنة 

تحركت جنة متجهة نحو سيارتها المصفوفة بالقرب منهم قائلة بهدوء :
_ انا هروح و ابقي كلميني 

صعدت خلفه علي الدراجة النارية و التفت برأسه نحوها يسأل بضيق :
_ هو سبونج بوب دا لسة بيلف حواليكِ

ربتت علي كتفه و هي تعدل في جلستها تستعد للانطلاق :
_ دي عادته بس انا بقدر عليه 

صرخ بضيق و قد تناسي نفسه تماماً :
_ و الله انا ما حابب ام الشغلانة دي

تنهدت بضيق و هتفت سريعاً قبل ان يبدأ الحديث في موضوع عملها من جديد قائلة :
_ اتفضل يلا سوق خلينا نشوف القاعة و نبقي نتكلم في الموضوع دا بعدين 

***********************************
فتحت رُقية الباب بعد ان دق الجرس و لكنها لم تجد احد سأل من الطارق لتستمع الي صوت الجرس من جديد لتقترب من الدرج تنظر الي الاسفل وجدت آدم يقف بمدخل البوابة يضغط علي الجرس الموصل للشقة بالاسفل نادت بأسمه حتي ينتبه لها :
_ آدم 

و بالفعل رفع رأسه الي الاعلي ينظر اليها ثم تحدث بجدية و جمود متسائلاً :
_ عمتك موجودة ؟

اشارت اليه ان يصعد مجيبة :
_ ايوة موجودة اطلع 

نفي برأسه و هو يتحاشي النظر اليها قائلاً :
_ لا معلش خليها تقابلني علي السلم تاخد الدوا اللي وصتني عليه 

تنهدت بقوة و نزلت الدرج سريعاً و قد علمت انه غاضباً منها منذ البارحة ، وقفت امامه و هي تتمسك بحجابها حتي لا يسقط تضم شفتيها بأسف قائلة :
_ آدم انا اسفة 

نظر اليها و لم تتغير ملامح وجهه الجامدة و هي يرفع كتفيه الي الاعلي بلا مبالاة قائلاً :
_ علي اية انتي مغلطيش في حاجة 

ضمت شفتيها بضيق و هي تحاول ان توضح له وجهة نظرها في ما حدث امس :
_ انا اسفة انا عارفة اني احرجتك امبارح قدام كريم بس كان لازم اعمل كـ..

بتر جملتها و هو يرفع كفه اليها مانعاً اياها من اكمل حديثها قائلة :
_ عادي مفيش داعي تعتذري كان عندك حق في كل كلمة قولتيها امبارح 

تأففت بغيظ فعناده سيظل كما هو مهما مر عليه ثم هتفت بضيق واضح من تصرفاته اللامبالية مع الامر الذي يزعجه :
_ انا بجد قولت كدا عشان كان هيكبر الموضوع و الناس هتتلم علينا و يعملنا فضيحة علي الفاضي و انـ..

قطع حديثها هذه المرة أيضاً حين سألها فجأة و دون مقدمات :
_ هيردك لعصمته 

صمتت هنيهة تطلع الي عينه المثبتة عليها منتظر اجابتها بلهفة تراها واضحة بعينه ، ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و هي تجيبه بخفوت :
_ عايز ، بس انا مش عايزة ارجعله 

حمحمت و هي تغير دفة الحديث قائلة باعتذار من جديد :
_ متزعلش مني يا آدم 

همس هو بصدق و هو يتذكر كم الغضب الذي كان يتأجج داخل صدره يلعن الظروف التي وضعته لطرف ثالث في علاقة بين حبيبته و طليقها :
_ اكتر حاجة ممكن ازعل عليها هو الموقف اللي اتحطيت فيه انا و انتي و طليقك 

تنهد بحرارة لازالت تسري باوردته منذ البارحة ثم اشار بينهما في حزن قائلاً :
_ اكتر حاجة ممكن تزعلني اللي وصلناله 

كتمت انفاسها للحظات و كأن هناك خنجر اصاب فؤادها و هي اكثر علماً منه عما يوصف ثم اجابته بخفوت تخفي به تحشرج صوتها حين داهمتها نوبة بكاء :
_ كلام فات عليه كتير يا آدم مفيش فايدة من الكلام فيه 

وضع يده بمؤخرة رقبته بضيق و هو يتحدث من جديد :
_ انا عمري ما اتخطيت يومها 

تساقطت اول عبراتها و هي تصيح به بقهر في محاولة فاشلة منها لخفض صوتها حتي لا يصل الي الجيران :
_ و انا عمري ما هتخطي اللي حصلي كله لو انت اتجرحت قراط انا اتجرحت ٢٤ 

ازداد بكائها و هي تشير الي نفسها متسائلة بحيرة :
_ انا نفسي اعرف بس انا عملت اية في مامتك عشان تعمل معايا كدا 

ردد الكلمة التي تكرهها و التي لا تنفع في شئ و لا ترمم اي دمر قد وقع :
_ اسف 

ضغطت علي شفتيها حتي لا تصدر شهقات بكائها قوية هامسة :
_ الكلمة دي عمرها ما هتفرق دلوقتي في حاجة 

بكائها لامس قلبه جعله يشعر بانقباضة قوية لذا وضع يده علي صدره لعله يهدئ و لكن ازداد وتيرة دقات قلبه حين داهم عقله سؤال طرحه لسانه فوراً دون تردد :
_ في امل نرجع زي الاول هتقبلي بيا؟ 

ابتسمت بتهكم و هي تمسح عبراتها بيمناها و اليسري تمدها نحوه متحدثة بهدوء و هي تتهرب من الاجابة عن سؤال يعلم هو اجابته جيداً بل هي من تريد سؤال هل والدته ستقبل بها :
_ هات الدوا يا آدم 

مد يده لها بحقيبة الدواء و هو غير راضي عن ما يحدث لهما يمكنه ان يأخذ تلك الخطوة نحوها و مواجهة اي احد يمكنه التصدي لهما مرة اخري و ان كانت والدته ، رفعت رأسها تنظر اليه و هي تبتسم ببهوت تهتف بهدوء قبل ان تصعد الي الشقة مرة اخري :
_ شكراً يا آدم 

************************************
خرجا من القاعة التي تم استأجرها لمناسبة عقد القران تبتسم باتساع و سعادة و هي تتشبث بيده بقوة اما هو شارد في ملكوت اخر لا تعلم عنه شئ وقفت امامه فجأة لتقطع تسلسل افكاره المتزاحمة و هي تهتف بحماس :
_ القاعة تحفة و بحبها اوي بس مش غالية شوية يعني

هتفت في نهاية جملتها بتوجس و قد شعرت ان صمته من الممكن ان يكون من سعر ايجار المكان و لكنه هو من اصر علي هذا المكان بالتحديد و حين صمت من جديد رفعت يدها تلوح امام وجهه قائلة بتساؤل :
_ مالك في حاجة مضايقاك ؟

ابتسم ابتسامة صغيرة حتي لا يلفت انتباهها لتغيره و قد اصر ان يكون موعد عقد القران في اقرب وقت و اصر ان يكون في ذات المكان الذي اقام به شقيقه عقد قرانه ، مرر يده علي خصلة متمردة من خصلات شعرها لتعود الي الخلف قائلاً بهدوء :
_ مفيش برتب كل حاجة في دماغي خلاص فاضل اسبوع علي كتب الكتاب و بعدين متحمليش هم الفلوس ، معايا و الحمد لله و هدفع باقي الايجار بكرا 

عدلت حقيبتها علي كتفها الايمين قبل ان تسقط و تحدثت بذات الحماس :
_ كل حاجة هنرتبها سوا 

مدت يدها تمسك بكفي يده و هي تهتف بسعادة تظهر علي عينها اللامعة و ابتسامتها الواسعة المشرقة :
_ انا بحب كل لحظة معاك و بحب اوقاتنا سوا و بحبك

اعترفت بحبها له للتو جعلت قلبه ينبض بشكل سريع حتي تعالت انفاسه كان يود له شعر انه مقيد بسلاسل لا يسهل الفكاك منها ابتلع ريقه بصعوبة و كأنه ابتلع نيران لاهبة اكلت جوفه و لا إرادياً ارتسمت ابتسامة هادئة علي ثغره و حاول تغيير دفة الحديث حين مرر يده علي خصلات شعرها و هو يتحدث بهدوء :
_ طب اية مش هتوريني الفستان اللي قولتي انك اشترتيه 

تعجبت من عدم اجابته عليها و تصريحه ان هو أيضاً يحبها و لكنها ابتسمت و هي تشير الي الطريق قائلة :
_ هو في الفيلا تعالي نروح هناك عشان تشوفه و بالمرة تشوف الفيلا 

نفي برأسه و هو يضع يده علي ظهرها لتتقدم من الدراجة الحرارية قائلاً :
_ يلا يوم تاني نبقي نروح لو معاكي صورة وريني 

اومأت اليه و تقدم تقف معه أمام الدراجة النارية ثم اخرجت الهاتف من حقيبة يدها و اخذت تعبث به حتي اخرجت صورة للثوب التي ابتاعته خصيصاً لحفل عقد القران ينسدل علي هيكل صلب ، مد له الهاتف قائلة :
_ شوف اية رأيك 

نظر الي الصورة الفوتوغرافية و رفع حاجبه الايسر في غضب تولد داخله ثم وجه شاشة الهاتف امام وجهها متسائلاً بحدة :
_ دا اية ؟!

نظرت اليه بتعجب و هي تشير الي الشاشة قائلة :
_ الفستان انت شايف حاجة تانية 

نظر من جديد الي الصورة و هو يسأل بتهكم :
_ شوية الشرايط الستان اللي متوصلة ببعضها دي فستان !!

اغلق الهاتف و مد يده لها به و هو يتحدث بجدية :
_ لا لا هشتريلك غيره بلاش مسخرة 

جلست علي الدراجة و لوحت بيدها بوجه بعصبية قائلة :
_ مسخرة اية دا احلي و احدث موديل فساتين لچو

لوح بيده هو الاخر بلا مبالاة لما تقول عن التصميم و هو يجيبها بغيظ و غضب منها :
_ طب ما تغلطيش بس و تقولي عليه فستان دا بدلة الرقص مقفلة عنه دا خيوط بس 

صمت و استوعب للحظة ماذا يفعل هو الآن يختار معها الثوب التي سترتديه في قران ليس له وجود و استوعب أيضاً انه غاضب من كونها ستظهر امام الجميع شبه عارية الم يكن يخطط للانتقام منها و الثأر لاخيه الم يخطط لرؤية انهيارها كما انهار اخيه ماذا يفعل الآن يظن نفسه يرتب لزواج حقيقي و انه يهتم لامرها لكنه لا يظن بالفعل يهتم لامرها و داخله يتأكل و هو يري الايام تمر و يقترب الموعد المحدد لانتهاء كل شئ ، ابتلع حديثه و مجادلته و ترك الحديث معلق معها علي هذا الامر و صعد الدراجة مستعد للقيادة قائلاً بسكون تلبس نفسه :
_ هوديكي علي بيت جدك و نبقي نتكلم في الموضوع دا بعدين يا آسيا 

***********************************
صباح اليوم التالي و الذي قرر فيه قاسم ان يأخذ خطوة الي الأمام في القضية حتي يتنهي منها قبل عقد القران حتي يمكنه الاختفاء عن الانظار بعدها ، اخذ الطلبية المُقدمة من ناجي و توجه ليوصلها و هو يخطط لما سيفعل صعد الدرج حتي توقف امام الباب طرق الباب و انتظر حتي ظهر ناجي امامه بعد ان فتح الباب ليقدم له الحقيبة المطبوع عليها أسم المحل قائلاً بهدوء :
_ الاوردر يا فندم 

اخذ الحقيبة منه و تفحص محتواها قبل ان يتحدث بهدوء :
_ استني اجبلك الفلوس 

غاب ناجي بالداخل ليأتي بالمال و انتظر قاسم و هو يحاول ترتيب افكاره حتي جاء من جديد يمد يده له بالاموال قائلاً :
_ اتفضل 

اخذها منه و بدأ في عد الاموال لتستغل وقفته قائلاً :
_ تسلم يا باشا ، مفيش عندك شغل ليا و يكون فيه سكن احسن انا مش عارف ادفع ايجار الاوضة 

صمت ناجي قليلاً ينظر اليه متفحصاً ملامحه ثم سأل بتفكير :
_ انت منين ؟

وضع قاسم الاموال بجيبه و هو يجيبه مبتسماً :
_ شبرا بس ملقتش ليا رزق هناك قولت اجي هنا استرزق بس الدنيا مأزمة عليا اوي 

ابتسم ناجي و انشرح قلبه و هو يجد صيد جديد طارقاً لبابه و لم يعاني ليأتي به و سأله من جديد :
_ متجوز و لا لسة ؟

نفي قاسم برأسه و هو يتحدث بهدوء و ينظر اليه برجاء :
_ لا يا باشا مش متجوز و مليش حد يعني اي حتة هتاوي فيها 

حمحم ناجي و صمت يدعي التفكير قبل ان يضع يده علي كتف قاسم قائلاً :
_ عندي شغل ليك بس بتوع الشغل بيحتاجه تحاليل عشان يعرفه بس بتشرب مخدرات عندك حاجة معدية كدا يعني 

اومأ اليه بتفهم و هو يتحدث بلهفة :
_ مفيش مشكلة يا باشا انا نضيف و مبشربش حاجة و لا حتي سيجارة 

فتح ناجي باب الشقة علي مصرعيه و اشار الي قاسم ليدخل قائلاً :
_ طب ادخل اسحبلك عينة دم عشان نحللها و اقولهم عليك 

دلف قاسم الي الداخل و بخفة و دون ان يشعر ناجي ضغط علي الهاتف ليفتح الصوت للمكالمة التي بينه و بين احد زمائله الضباط جلس علي المقعد و دخل ناجي الي الداخل لتيجي بما يريد لاخذ العينة و تحدث قاسم علي عجل قائلاً :
_ بس بسرعة يا باشا عشان معايا اوردرات تحت 

خرج ناجي و بيده إبرة طبية و توجه نحو قاسم الذي شمر عن ذراعه و تحمل حتي اخذ منه ناجي العينة مبتسماً بمكر لم يغيب عن قاسم ابداً ثم اعتدل بوقفته غالقاً سن الابرة بالغطاء التابع لها قائلاً :
_ اديني بس رقمك و انا هكلمك عشان الشغل لما تطلع النتيجة 
تعليقات



×