رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السابع عشر 17 بقلم جميلة القحطانى


رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السابع عشر  بقلم جميلة القحطانى


يحاول أن يشارك في الأحاديث أحيانًا، لكنه يُقاطع قبل أن يُكمل جملته.
لا أحد يسأله: "عايز حاجة يا حاج؟"،
رغم أن ما يريده بسيط جدًا: أن يُشعره أحدهم بأنه لا يزال حيًّا.
في الليل، جلس أمام صور قديمة، يظهر فيها شابًا قويًا وسط زوجته وأطفاله الصغار…
تنهّد وقال:كنت عمود البيت… دلوقتي بقيت قطعة أثاث مهملة.
في اليوم التالي، نزل إلى المسجد باكرًا. جلس طويلًا بعد الصلاة، لا يريد العودة بسرعة.
ففي المسجد على الأقل، يُقال له: السلام عليكم يا حاج… كيف حالك؟
لم تكن سهير قد أمضت أكثر من أسبوعين في بيت رهف حتى بدأت تشعر أن الغربة تتسرب إلى روحها مجددًا. في البداية، بدا الأمر وكأنه فسحة للراحة والهروب من قبضة فهد ونظرته الثقيلة، لكن وجود راكان، شقيق رهف، سرعان ما شوّه هذا الأمان المؤقت.
راكان لم يكن مباشرًا بإساءته، بل كان يختبئ خلف الكلمات المغلفة بالسخرية، النظرات التي تحمل تهكّمًا، والمواقف التي تتركها محاصرة بالحرج والخذلان.
في إحدى المرات، قال لها ببرود وهو يمر بجانبها في المطبخ:بعض الناس ما ينفع لهم بيت غريب... يا يرحلوا برضاهم، يا يندموا.
تجاهلت، مرّة واثنتين... لكن القسوة المتكررة أنهكتها.
حتى رهف، رغم طيبة قلبها، لم تلاحظ كم كانت سهير تنهار من الداخل.
وفي إحدى الليالي، جلست سهير على السرير، تمسك حقيبتها الصغيرة، عيناها حائرتان ويديها ترجفان.
همست لنفسها:أنا مش ضعيفة… بس تعبت. يمكن بيت خالي، رغم كل شيء… أهون.
صباحًا، كتبت لرهف ورقة صغيرة:شكراً على كل شيء. أنتي أطيب من عرفت، بس مش قادرة أكمل هنا. سامحيني.
عادت إلى منزل خالها. لم تكن تعلم ما ينتظرها، لكن رغم خوفها، شعرت براحة صغيرة تتسلل إليها.
على الأقل… تعرف هذا الجحيم.
دخلت بهدوء، قابلتها نظرات الدهشة، ثم الاستفهام…
لكنها لم تنطق بكلمة، فقط صعدت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها، تأخذ نفسًا عميقًا وكأنها كانت تحبسه منذ أيام.
الساعة كانت تقترب من السادسة صباحًا، والبرد يلف جدران الشقة الصامتة.
نهضت ندى من على الأريكة، حيث كانت تنام بجوار ابنها سليم، الذي ضمّته ليلًا وهي تبكي بصمت.
غلت الماء سريعًا، أعدّت الحليب وسندوتشًا صغيرًا بالكاد يكفيه، ثم أيقظته برقة:يلا يا قلب ماما، قوم علشان تروح الحضانة.
سليم لم يفتح عينيه، فقط تمتم:ماما، أنا مش عايز أروح… حضانة زعلتني.
ابتسمت رغماً عنها.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1