![]() |
رواية حور الفصل الثامن عشر بقلم يارا البرعي
هدي بتوتر / استني .
حور / نعم ؟!.
هدي / انا هحكيلك كل حاجة ، اول م كنت حامل فيكي كنت مفهمة ابوكي انه انتي ولد عشان كان ضاغط عليا اوي اني اخلف ولد ولو كنت قولتله انك بنت كان هيخليني انزلك عشان كدة خبيت عليه ويوم ولادتك لما عرف انك بنت ، من ساعتها وهو بيعاملني كدة و مش .. ومش بيحبك رغم ان جاله ولد بعد كدة بس هو فاكرهالي من ساعتها ، بس للأسف مرضاش يتقبلك عشان انا اللي كدبت عليه ف الاول ومن ساعتها وهو عاوز يعاقبني بيكي و ما صدق لقي فكرة جوازك من عمر عشان ينتقم مني .
حور بدموع تحاول كتمها / يعني انا كان عندي حق كل دة لما كنت بقول ان ابويا مش بيحبني ! كان عندي حق لما كنت بقول انه فعلا بيفضل اخواتي عليا ! وانا كنت بفضل اقول لأ يا حور دة ابوكي ، يكرهك ازاي ! مفيش اب يكره بنته ! دة طلع ما شاء الله مكنش عاوزاني اجي الدنيا اصلاا !!! ياريتك يا ماما كنتي قولتيله ان انا بنت وانتي حامل فياا ع الاقل كان زمانك موتيني بدل م انا موجوعة دلوقتي ، طب انا وانتي ذنبنا اية ؟ ربنا عاوز كدة ، ربنا هو اللي اراد اني اكون بنت ! هو ازاي يفكر كدة و ازاي اصلا جايله قلب انه يتعامل معايا كدة ! انا ذنبي اية فكل اللي بيحصل دة !!
*ثم انهارت حور من البكاء وظلت تبكي بغزارة علي تلك الحياه المؤلمة التي تعيشها ، فهي كل يوم تتألم اكثر مما قبله ، كل يوم تكره الحياه و نفسها اكثر مما قبله ، كانت تبكي وكانت هدي ايضاً تبكي ولا تعرف ماذا تقول لها فهي حقاً تعبت كثيراً مما يحدث لها ..*
هدي بدموع وهي تقترب من ابنتها/ حقك علياا انا يا حور ، ابـ .. ابوكي بيعـ بيعمل كل دة عشـ .. عشان ينتقم مني انا ، انا السبب يبنتي حقك عليا ، والله لولا ان انا عاوزة ارحمك من تحت ايدو و ابعدك عن قسوة قلبه دي ! مكنش زماني وافقت اني اجوزك ف السن دة يـَ حور و انتـي عارفـة كدة ، عمري مـَا كنت اتمنـي اني اجوز بنتـي وهي لسـه قاصر ، طول عمري بقولك شهادتك اهم حاجة ، اتخرجي الاول و خدي شهادتك وبعد كدة فكري ف الكلام دة ! بس حسبي الله ونعم الوكيل بقي ! والله يبنتي هريحك من كل دة قريب بس والله عمر كويس وهيحافظ عليكي وانا بحمد ربنا ان ابوكي قرر يجوزك لـ عمر مش لحد تاني من الاشكال اللي يعرفها .
حور بدموع / مفيش حاجة عدلة ف الموضوع كلو يا ماما ، الموضوع ملوش علاقة بعمر كويس ولا مش كويس ، انا مفيش حاجة مدمراني قد ان ابويا يبقي كدة معايا .
هدي / كله هيعدي والله ، و بعدين اكيد ربنا قادر يصلح كل دة .
حور / ونعم بالله ، انا...
*قطع حديثهم صوت هاتف (هدي) الذي احضره لها حسن ثم عاد الي الغرفة مرة اخري .*
هدي بإستغراب / دي خالتك !.
حور بقلق وهي تمسح دموعها / ردي اما نشوف في اي .
*اجابت هدي عليها ولكن لم يتحدثوا كثيراً بل اطمئنت عليهم و اخبرتها بمعاد كتب الكتاب و حاولت ان تواسيها ، وبعدها اغلقت معها الخط .*
حور / قالتلك اي .
هدي / كتب الكتاب بعد بكرة .
حور بصدمة/ بسرعة كدة !
هدي / بتقول اننا لازم نخلص بسرعة عشان نخلص من زن ابوكي .
حور / تمام ، انا هخش اوضتي اريح شوية .
هدي / احنا طبعا هنعزم الجيران عشان محدش يتكلم لما تمشي و انتي لو عاوزة تعزمي حد اعزميه .
حور بسخرية / هعزمهم علي ايي ! ع خيبتي .
*ثم تركتها حور و دخلت الي غرفتها وحاولت ان لا تبكي لكي تعرف ان تنام ، وبعد لحظات كانت غارقة في النوم .*
*" " " " " " " "*
*بعد مرور يوم الثلاثاء و الاربعاء ( يومين تقريبا )*
*لم يتغير شيء مع احد ، سواء حور الذي مر عليها اليومين في حزن شديد و بدأت في الدخول في حالة اكتئاب ووالدتها كانت تحاول ان تخفف عنها ولكنها فشلت .*
*أما عمر فكان يحاول دائما الاطمئنان علي حور ولكنه دائما يجد هاتفها مغلق فيتصل بوالدتها .*
*كانت نرمين تذهب من وقت لأخر لحور لكي تطمئن عليها ولكنها تشعر بخيبة امل كبيرة عندما تراها في هذة الحالة .*
*كان مروان متعجب كثيراً من عدم حضور حور دروسها وكان لديه فضول يعرف ماذا بها ، ايضاً كان يحاول ان يفهم طريقة اسيل و يعرف ما ورائها .*
*لم تختلف حالة ( ملك و الاء وداليا ) عن مروان لانهم كانوا متعجبون بشدة من عدم حضور حور لأنها ليس من عادتها عدم الحضور ، ولأنهم تأكدوا انهم سوف يعرفوا السبب مهما طال الوقت .*
*كانت اسيل في حالة ضيق شديد بسبب سيف الذي لا يتوقف من الاتصال بها وابتذاذها ، وكانت غاضبة كثيراً من مروان فهو لم يسأل عنها منذ اخر مقابلة .*
*واخيراً محمد الذي كان ينتظر يوم عِرس ابنته اكثر من اي شيئ وكان سعيد ولأنه اخيرا سوف ينتقم من هدي في ابنتها .*
*" " " " " " " " "*
*آتي يوم الخميس علي الجميع ، في بيت حور ، كانت والدتها ترتب المنزل من اجل كتب الكتاب ، اما حور فلا تخرج من غرفتها ، اتت لها نرمين لتجلس معها وتكون معها من اول اليوم .*
نرمين / هتفضلي قاعدة كدة كتير يا حور ، قومي يبنتي جهزي نفسك يالا .
حور / مش عاوزة اجهز .
نرمين / يعني اي يا حور مش عاوزة تجهزي هتحضري كدة !.
حور بدموع / مش عاوزة احضر كتب الكتاب اصلا با نرمين ، مش عاوزة اتجوز .
نرمين بحزن/ انتي بتقولي اية يا حور ، انتي عارفة كويس ان الكلام مش هيغير حاجة و خصوصاً بعد م عزمنا الناس و الجيران ، هيقولوا اية الناس لما متحضريش كتب الكتاب ، استهدي بالله يحببتي كدة و قومي اغسلي وشك عشان تلحقي تلبسي وتجهزي نفسك و الميكب وكل الحاجات دي ، الساعة بقت اتنين ، وانا معاكي ومش هسيبك والله يالا .
*شعرت حور في تلك اللحظة باليأس الشديد لأن نرمين علي حق ، ف دموعها لم تغير شيئ وهي الآن في الامر الواقع ويجب عليها التقبل ، خرجت من غرفتها ودخلت الي المرحاض لتغسل وجهها و خرجت وبدأت نرمين في مساعدتها في الميكب و الشعر وكل هذة الأمور .*
*" " " " " " " " " "*
- في السنتر `.
مروان بقلق في داخله /وبعدين بقي دي بقالها ٣ ايام تقريبا مش بتيجي ! انا مش مرتاح مش عارف لية ، حاسس انه حاصل معاها حاجة ، ربنا يستر .
يوسف السكرتير/ مستر مروان ، الطلاب كلهم جم و الساعة داخلة علي ٢ ونص ، حضرتك هتبدأ امتي .
مروان بشرود / كريم بيشوف معاهم الواجب و هدخل .
يوسف بإستغراب / تمام ، هو في حاجة ولا اي يا مستر مروان .
مروان بإنتباه / لا مفيش بس كنت حابب اسألك علي حاجة .
يوسف / اتفضل .
مروان / هي .. هي حور مش بتيجي لية هي صفت ؟.
يوسف / لأ مصفتش ، احنا اتصلنا بمامتها امبارح و قالتلنا انهم عندهم ظروف الفترة دي ف عشان كدة بتغيب ، بس لي .
مروان / لا مفيش بس هي من الطلاب اللي ملتزمة من اول السنة ومش بتغيب ف عشان كدة سألت .. انا هدخل الحصة بقي .
*دخل مروان ليبدأ حصته ، وترك يوسف في رأسه الف سؤال و سؤال عن تصرفات مروان .*
*" " " " " " " " " "*
*كان عمر في منزله وكان معه والدته و صديقه زياد*
زياد / اية دة انت مش هتلبس بدلة ؟
عمر / بدلة اي يعم هو البنطلون و القميص حلوين وعليهم جاكت .. كتب الكتاب مش فقاعة يعني .
زياد بغمزة/ لا بس اية الجمدان دة ، في عريس قمر كدة !
عمر بضحك / ما تظبط يالا في ايي ، انا ابتديت اخاف منك .
زياد بضحك/ و تخاف لية يعم انا غلطان اني بقولك كلمتين حلوين .
عمر / لا يا اخويا متقولش ، انا مش ناقص ، خش عشان نجهز يالا .
زياد / أجهز من دلوقتي لي هو انا العروسة !.
عمر / يبني ف الناس بتجهز بدري ف الافراح !
زياد / البنات بس يحبيبي انما احنا قبل النزول بنص ساعة و شكراً .
عمر / اي دة بجد ! معلش استحملني ما انا اول مرة اتجوز برضة .
زياد بضحك / قال يعني انا اللي متجوز اربعة ، خلينا نجهز اللبس بس و كمان ساعة كدة ولا حاجة نلبس .
عمر / طيب .
زيااد / قال نجهز من دلوقتي قال .
عمر بضحك / ما خلاص يا زفت .
*دخلت رباب '.*
رباب / صوتكوا عالي لية !
زياد بضحك / ابنك يطنط عاوزنا نجهز من دلوقتي .
رباب/ لي يخويا هو انت العروسة وانا معرفش .
عمر بضحك / في اي يماما حتي انتي ، اومال نجهز امتي يعني .
رباب/ يحبيبي الرجالة بتجهز قبلها بساعة ، بساعة الا ربع مش اربع ولا خمس ساعات ، انما الستات لازم يبدأوا بدري عشان الميكب و الشعر و الحاجات اللي انت عارفها دي .
عمر / خلاص طيب ، دة انتوا اتفقتوا عليا بقي .
رباب بضحك/ لا اتفقت عليك ولا حاجة ، انا نازلة اجيب حاجات وجاية ، ربنا يهديكو .
*خرجت رباب من المنزل .*
عمر / ارتحت كدة !.
زياد بضحك / اه .
عمر / طب وسع يا اخويا لما ارن علي حور .
زياد / رن يا اخويا رن .
*ابتعد عمر عن زياد و دخل الي شرفة المنزل ، رن علي هاتف حور واجابت عليه .*
عمر / اية يحور عاملة اي .
حور / بخير الحمدلله .
عمر /انتي بتجهزي ولا اي .
حور / اه ببدأ اهو .
عمر / تمام ، لو عوزتي حاجة كلميني ؛ انا بس بطمن عليكي .
حور / حاضر .. مع السلامة .
عمر / مع السلامة .
*دخل عمر و القي الهاتف علي سريره وهو يبدوا عليه الضيق الشديد .*
زياد / في اي يبني مالك .
عمر / مخنووق يا زياد .. مخنوق ، مكنتش عاوز اتجوزها بالطريقة دي ! مكنتش اتمني اني لما اكلمها ف اليوم دة تبقي حزينة كدة او بترد عليا كدة ، كنت عاوز اليوم دة يجي وانا مبسوط وهي كمان مبسوطة اكتر مني ، مكنتش عاوز نتجوز وهي مغصوبة علي الجواز مني .
زياد /يعم فك كدة ، والله كل حاجة هتتحل و اه الايام دي صعبة و محدش فيكوا اتمني حاجة زي دي بس انت بقي حاول تصلح كل دة لما تتجوزوا ان شاء الله ، هي والله بس مخنوقة من اللي حصل من ابوها لكن لما تلاقي انك احن شخص عليها هتحمد ربنا ان اللي حصل دة حصلها و انكو اتجوزتوا .
عمر / يارب يا زياد يارب .
*ظل زياد يحاول ان يمزح مع صديقه حتي لا يحزن اكثر ، حتي استجاب عمر معه .*
*" " " " " " "*
*كانت في ذلك الوقت نرمين تساعد حور في الميكاب و الشعر ولكن تفاجئو بدخول والد حور (محمد).*
حور بصدمة و دموع/ خير !
محمد بغضب/ اتكلمي عدل يبت انتي وانا جاي اقولك كلمتين ملهوش تالت ؛ حسك عينك حد من المعازيم ياخد باله ان الجوازة بالغصب ، فاهمة ! وشك دة يتفرد طول الاقعدة ولحد م كتب الكتاب يخلص وتغوري .
حور بتماسك/ واحدة ف سني بتتجوز طبيعي الناس هتفهم ان الجوازة بالغصب .
محمد بخبث /لا يحببتي ما انتي متعرفيش ان لو حد اتكلم انا هقول ان انتي وهو كنتوا بتحبوا بعض و لحقناكو قبل م تغلطوا .
حور بمدوع/ انت اي بقي ! حرام عليك اللي بتعملوا فيا دة ! هو مش من بنتك ! لية عاوز ترميني الرامية دي !.
محمد بمقاطعة/ اسمعي يبت ، انا مش فاضي للأسطوانه المحروقة بتاعتك دٍ ، ووشك يفضل مفروض بدل ما والله هوريكي ايام اسود من قرن الخروب .
*ترك الغرفة و خرج .*
مسحت حور دموعها وقالت في داخلة / وانا مش هسمحلك انك تدمرني او تدمر امي اكتر من كدة ، انا هوريك مين اللي هيشوف ايام سودة .
ثم قالت بصوت عالٍ/ يالا يا نرمين عشان نكمل .
*اندهشت نرمين كثيرا من رد فعل وأنها لم تبكي بعد ذهاب والدها ولكنها فرحت انها و اخيراً تحاول ان تكون اقوي '..*
" " " " " " " " "
*في السنتر بعد مرور ساعة ونصف '..*
*خرج مروان من حصته وكان يقف خلفه داليا و ملك و الاء .*
مروان / خش يا كريم امتحن المجموعة اللي بعدهم يالا .. عشان الوقت .
داليا بصدمة وصوت مرتفع قليلا وهي تنظر في الهاتف/ الحقوو.
الاء و ملك / اية !
داليا بصوت مرتفع من صدمتها/ حور كتب كتابها انهاردة !
مروان من خلفها / ........!