رواية زيغه الشيطان الفصل الثامن عشر
'العاشق ضعيف أما المعشوق فقوي.'
- نجيب محفوظ.
_________
في غرفة غرام..
كانت تجلس أمام توحيدة تقص عليها ما فعلته اليوم من حماقة وغباء مذكرة اسم زوجته المتوفيه أمامه...
ضربت توحيدة على صدرها متمتمة بعدم تصديق لما فعلته وتفوهت به أمامه:
-أنتِ هبلة يا بت...لا هبلة إيه...ده انا اسكت احسن..عشان لو اتكلمت هغلط فيكي وفي اللي خلفوكي...بتحلفيه بـ حسناء... أنتِ فعلًا عيلة ومبتفهميش...بتكلمي وخلاص نجم معاه حق...
تأففت غرام والندم يليح على محياها معلقة على كلماتها:
-يوووه بقى يا توحة...متقوليش عيلة..انا مش عيلة...
لكزتها توحيدة وقالت بغيظ مكتوم:
-هو ده اللي فارق معاكي..طب ايه رأيك أن سندس اعقل منك وبتفهم وبتحسب للكلمة اللي هتخرج من بوقها اكتر منك...يا خيبتك..بس تصدقي حلوة وجديدة..هبقى اجربها مع الحاج رضوان...
انكمش وجه غرام ضيقًا واستنكارًا مغمغمة:
-ما خلاص بقى عارفة أني حمارة وغبية وان مفيش واحدة تعمل كدة..بس دي زلة لسان عشان متعودة من زمان احلفه بـ حسناء ما أنتِ عارفة أنه مبيرفضش طلب للي بيحلفوا بيها...
لوت توحيدة فمها وقالت:
-ومبسوطة اوي.. بجولك ايه أنتِ قومي احسن عشان أنا محلتيش غير مرارة واحدة ومش مستغنية عنها...
-يا توحة قوليلي اعمل ايه..اومال انا كنت بحكيلك ليه ؟!
تنهدت توحيدة ثم ردت:
-وهى دي محتاچة سؤال طبعا تروحي وتجوليله انه مكنش قصدك..وسيرة حسناء متجيش على لسانك تاني....
_________
بعد مضي نصف ساعة...
كان نجم مستعدًا للنوم...بعيناه الحمراء..المتورمة...أثر بكاءه..على ابنه..
كاد يستقل الفراش ويمدد جسده عليه لولا تناهى صوت تلك الطرقات الخافتة له...
وبحركة سريعة كان يتحرك تجاه الباب ويقوم بفتحه.
وجدها أمامه وتقابلت عيناهم..
وكم شعرت بالندم بتلك اللحظة !!
لاعنة غبائها ولسانها الذي لا يكف عن إطلاق السخافات التي أدت إلى تذكيره بما مضى ومر عليه سنوات..
ازدردت غصتها وقالت:
-أنا آسفة يا نجم...آسفة اني حلفتك بيها...
اغمض عيناه متمتم بألم:
-الله يرحمها...
-الله يرحمها...انا بصراحة معرفتش انام...عارفة أني زعلتك بس والله غصب عني..لساني اللي عايز قطعه هو السبب....
تجمدت تعابيره واماء لها متمتم بهدوء وبرود يناقض ما يشعر به:
-خلاص يا بنت عمي حصل خير...روحي نامي وسبيني انام...
شعرت بالغيظ من نعته إياها بـ ابنه عمه...مدركة بأن المسافات والحواجز التي بينهم لا تقل مثلما ظنت..بل تزداد...
اماءت له وهتفت بنعومة:
-تصبح على خير يا نجم..
قالتها مغادرة متوعدة مع ذاتها بإيقاعه في عشقها...وجعله يزحف خلفها..متلهفًا الحصول عليها….
__________
اليوم التالي..
وقف شهاب أمام منزل رفيقتها ثم أخذ نفسًا عميقًا يشجع به ذاته على الأقدام بتلك الخطوة التي لن تكن هينه…
يدرك أنه من المحتمل أن ترفض رؤيته لكنه لن يتنازل عن رؤيتها وقص ما حدث لها...
فهو حقًا ظُلم في هذا الأمر…
ضغط على رنين المنزل...لحظات وكانت فتاة صغيرة تفتح له...
ابتسم لها وهو يراها تقف مذهولة أمامه، ترمقه بنظرات أعجاب...
تحدث بخفوت وهو يجلس على ركبتيه حتى يصبح في طولها:
-ممكن أشوف ريما يا حلوة أنتِ..
انشق ثغر تلك الفتاة التي تبلغ من العُمر أربعة عشر عامًا قصيرة القامة ببسمة واسعة كاشفة عن أسنانها البيضاء مرددة ببلاهة:
-مينفعش مرام، اللي هى انا يعني..
ارتفع حاجبيه وكاد يتحدث فوجدها تتابع حديثها متمتمة:
-أنا حاسة اني هفقد الوعي زي بتوع السيما، وأنك هتشلني وبعدين نقع في حب بعض، هو أنا في حلم ولا علم اقرصني كدة..
كان يتابع حديثها المبهم لا يفقهه شيء من حديثها، غير مدركًا بأنها من إحدى معجبينه ولم تسمح لها الفرصة برؤيته من قبل...
فـ أثناء زفافه هو و ريما كانت خارج البلاد رفقة أهلها…
انقذه مجيء مها من الداخل لرؤية الطارق فوجدته امامها، فصاحت بأسمه جاذبة انتباهه:
-شهاب!
اعتدل بوقفته وتعلقت عينه بها متمتم بلهفة:
-ازيك يا مها، ممكن اشوف ريما عايز اكلم معاها ضروري..
نفت مها برأسها وقالت مبررة:
-أنا آسفة يا شهاب كان نفسي اقولك اتفضل بس بابا وماما مسافرين، انا هدي خبر لـ ريما انك عايزاها ثوانِ.
تركته رفقة تلك الصغيرة الذي عقدت ساعديها أمام صدرها وتحدثت برزانة وهدوء مصطنع فقلبها يكاد يطير فرحًا:
-على فكرة أنا عملالك فولو على الانستغرام والفيس بوك وتويتر ومكنتش مصدقة لما عرفت انك هتجوز ريما..
قالت الأخيرة و وجهها ينكمش اشمئزازًا، فحرك رأسه في استفسار و ردد :
-اشمعنا!
أشارت له حتى ينحني قليلًا لمستواها، انصاع لها فهمست له على الفور بنبرة ماكرة:
-اصلها بت نكدية، اسالني انا بقالها سنين مصاحبة اختي وكل ما اشوفها تبقى معيطة، زي امبارح كدة مبطلتش عياط ودعا عليك، ومفيش على لسانها غير بكرهه بكرهه..
تألم قلبه لاستماعه لتلك الكلمات، فـ لعن ذاته وتمنى أن تعود عقارب الساعة حتى لا يجيب على تلك المكالمة وينهي ما بدأه معها..
عادت مها مرة أخرى والأسف يرتسم على محياها، قائلة بآسف:
-ريما رافضة تشوفك يا شهاب وصدقني حاولت معاها مش راضية....
زفر شهاب عندما تأكد حدسه فها هى ترفض مقابلته مثلما توقع…
رفع يديه ومررها على دقنه النامية وقال بلهجة حاسمة متأسفة وهو يلج المنزل تحت أنظار الاختين:
-معلش بقى يا مها مضطر…والمضطر يركب الصعب...
لحقت به مها، بينما أغلقت مرام الباب بسعادة و فرحة لدخوله ذلك ثم لحقت به هى الاخرى…
وقفت مها قبالته وتحدثت بضيق:
-مينفعش كدة يا شهاب…
-لا ينفع انا عايز اشوف مراتي، هى في انهي اوضة..
صمتت مها ولم تجيبه فأجابته الصغيرة وهى تشير تجاه الحجرة القاطنة بها ريما:
-هناك في الأوضة دي.
ابتسم لها بأمتنان ثم تحرك سريعًا تجاه غرفتها…
رفعت مها يديها ولكزت شقيقتها التي اقتربت منها، متمتمة بتوعد:
-أنا هوريكي يا مفعوصة أنتِ.
تذمرت مرام من فعلتها وصاحت:
-يختي اتوكسي ما لو مكنتيش قولتي كان هيدور عليها وهيلاقيها برضو، فـ أنا قولت اوفر عليه الواد القمر ده..
قالتها وهى تطلق زفره حملت بين طياتها الكثير من العشق والولع، ثم صاحت بهيام طفولي:
-بقولك إيه خلي صاحبتك تخلعه واجوزه أنا.
على الجانب الآخر..
كانت تقف أمام الشرفة المتواجدة بالغرفة لا تفكر إلا بسواه.
كانت تتوقع مجيئه ولكن ليس بتلك السرعة...
رغم اشتياقها له لكنها لم ترغب برؤيته...
مشاعرها متخبطة تشعر بشيء ونقيضة في ذات الوقت..
تحبه...أم تبغضه..!
ترغب برؤيته ...أم لا ترغب!
تشتاق إليه...أم لا تشتاق!
انتشلها من تلك التساؤلات اقتحامه لغرفتها وصوته الذي تردد بأذنيها مقتربًا منها…
التفتت على الفور عندما استمعت لصوت الباب يُفتح بتلك الطريقة الهمجية التي تعلمها جيدًا..
فهو لا يجيد سوى الهمجية و..... الخيانة.
وقف قبالتها وعيناه تجوب عليها متأملًا تفاصيلها بنظرة سريعة ملتاعة ترغب بها..
كبح تلك العاطفة الجياشة وقال بحنق:
-هى مش صاحبتك قالتلك اني عايز اشوفك؟!
عضت شفتيها من الداخل وهى تجيبه بأنفعال مشيرة تجاه الباب:
-وأنا مش عايزة اشوفك اطلع برة، يلا..
-مش طالع ومش بمزاجك ولازم تسمعيني..
كزت على أسنانها وصاحت ثانية:
-لا بمزاجي ومش هسمعك ويلا بقى..
-أنتِ مراتي..
قالها بعصبية وهو يجذبها من معصمها مقربًا إياها منه، امتعضت ملامحها وقالت بسخرية قاصدة إثارة استفزازه محررة معصمها:
-لا يا شهاب مش مراتك، وخد الجديدة بقى مش هستناك تطلقني لا انا اللي هاخد الخطوة دي وهخلعك وهتبقى مخلوع ويقولوا المخلوع راح المخلوع جه، ومش بس كدة لا انا حياتي مش هتقف عندك يا شهاب بعد اللي حصل انا مسحتك بأستيكة…
أراد صفعها على فمها الذي يردد ترهات وسخافات ليست حقيقية، كظم تلك المشاعر والأحاسيس، واؤما لها برأسه بتوعد، قائلًا أمام وجهها وانفاسه تلفح بشرتها البيضاء:
-مش هتقدري يا قلب شهاب، واظن أنتِ عارفة لية كويس افتكري كدة اعترافك بـ حبك ليا…
نجح في أشعالها بتذكيره إياها باعترافها بعشقها له…
رفعت يداها وقامت بضربه ودفعه دفعات متتالية، متحدثة بعصبية مفرطة:
-اطلع برة...برة....
اماء لها موقفًا يديها قائلًا بغموض:
-همشي بس راجع تاني..
_________
في المساء…
يجلس أيمن رفقة صديقه في مكانهم المعتاد اللذان يسهران به كل ليلة، يقص عليه كل شيء، فالغيظ يعتريه لإجباره على تلك الزيجة..
يراها ساقطة...
سلمت له جسدها، دون زواج...
كيف له أن يتقبلها !!!!
-بقى انا أيمن أدبس التدبيسة دي !!!!! اش حال كانت هى اللي مسلماني نفسها، عملالي شريفة عفيفة وهى أصلًا ****
كان صديقه ينصت لكل كلمة تخرج من ثغره بتركيز شديد واعين جاحظة لا يصدق ما يسمعه....
فلو علم النجم ماذا سيفعل بهم؟
سيقتلهم دون تردد…
-أنت بتقول ايه يا أيمن، انت غلطت مع ياسمين؟!
-ايوة اتنيلت، وزفتة اختها المدكره دي هددتني وبسببها عامر اخويا عرف وهددني هو كمان، بس قسمًا بالله لخليها تندم على الجوازة دي، مش هى عايزة تجوز وتستر نفسها انا بقى هوريها بنت رضوان.
هنا وبرق في عقل صديقه فكرة ستجعله يحظى بالعديد من الأموال لا محال، سيصبح واحدًا من الأثرياء فتلك المعلومة لن يضيعها هدرًا..او هباءًا….
__________
في دوار النجم..
تحديدًا في الحديقة كعادة نجم يجلس وأمامه الارجيلة فكان يجلس معه عامر ويتحدثوا في بعض الأشياء الخاصة بالزفاف فـ التجهيزات والتحضيرات قد بدأت وكان عامر بالأخص يحرص على إتمام كل شيء بسرعة شديدة بسبب شقيقة وياسمين
وأثناء جلوسهم سويًا قاطع حديثهم المكالمة المنتظرة، فأجاب نجم بعد أن اخرج الدخان من فمه :
- الو، عملت إيه في حاچة جديدة؟؟
" .................."
- أمجد سافر وأكرم كمان، عال أوي
" ......................."
- عفارم عليك يا واد، وخليك زي ما انتَ، وكل ما يبچى في جديد تتصل بيا طوالي
" ........................"
- سلام
أغلق نجم المكالمة واضعًا الهاتف بجانبه، ليسحب نفس من الارجيلة، وتنطلق منه ضحكة خبيثة وماكرة اثارت ريبة عامر مدركًا أن ورائها شيء كبير...وربما مريب مثل صاحبها..
وما لبث أن يتحدث حتى صدح رنين هاتفه من جديد معلنًا عن اتصال جديد…
انتشل نجم الهاتف واضعًا إياه على أذنيه...مستمعًا لصوتها الأنثوي متمتمة بخوف وخفوت:
-نجم انا رقية...ارجوك متجفلش واسمعني انا عايزة اشوفك ضروري... ينفع اشوفك بكرة…
صمت قليلًا شاردًا بنقطة ما ثم أجابها بتفكير:
-ينفع..كلميني بكرة وهجولك نتقابل فين وميتى…
انتهى مغلقًا معها فأراد عامر الاستفسار منه عن المتصل فلم يسمح له نجم رافعًا يده ينظر إلى ساعة معصمه التي تختفي أسفل أكمام عبائته، وأزاح الكم قليلا، وهتف بخفوت ونبرة حاول جعلها مرحة :
- ده المفروض أخش انام بجى، كفايا اكده علشان مدرسة سندس ومتعاودش تجول مش مهتم بيا لو وصلها الغفير أو راحت عليا نومه…
أما في الاعلى..
تقف غرام خلف شرفتها المطلة على الحديقة تراقب جلوسه مع رفيقه، مغلقة أنوار الغرفة حتى لا تظهر ويعلم بمراقبتها له..
ظلت تتابع انفعالاته وكل شيء به..
تعشقه..بل مهووسة به.
أغمضت عيناها لوهله، رافعة يديها ممررة أناملها على شفتيها تتخيل كيف ستكون قبلتهم الاولي..
تتمنى أن تحظى بها..
فتحت عيناها تناظره مرة أخرى، فوجدت عامر ينهض من مكانه مغادرًا، أما هو فظل جالسًا متحدثا في هاتفه مرة اخرى…
لحظات وكان يبعد الأرجيلة حتى ينهض..
إلتوى فمها ببسمة جانبية عابثة، متحركة من خلف الشرفة مضيئة الأنوار واقفة أمام المرآة، ثم رفعت يديها وسحبت رباط خصلاتها جاعلة إياها تنساب بحرية..
ثم التقطت قنينة العطر الخاص بها ونثرت القليل منها...
لوت فمها متأملة هيئتها وتلك المنامة التي تظهر معالم أنوثتها...
حركت يديها وفتحت زرًا واحدًا من المنامة، كاشفة عن عنقها الطويل...
ثم اخفضت يديها تتأمل صورتها فـ باتت مرضية إلى حد ما…
ابتسمت لذاتها رافعة حاجبيها بمكر ثم هرولت صوب الباب مغادرة حجرتها مغلقة الباب بهدوء تام…
هبطت درجات الدرج بسرعه فائقة متجهه ناحية المطبخ..
ولجته فوقفت تلتقط أنفاسها أثر ركوضها ذلك ...
هدأت أنفاسها قليلًا، ثم استمعت لصوت الباب وهو يغلق...
دنت من أحد الرفوف منتشلة كأسًا، ثم رفعت يديها معلقة إياها بالهواء ثم قامت بأسقاط الكأس عن عمد فتهشم لعدة قطع..
أما بالخارج…
دخل من الباب وصفعه من بعده، عيناه تجوب بالمنزل الهادئ فمن الواضح أن الجميع ذهب في سبات عميق، كاد يخطي خطواته فـ تناهى لمسامعه صوت زجاج يتهشم قادم من المطبخ..
فقام بتغيير مساره متجهًا ناحيته...
فوقعت عينه عليها وهى تجثو على ركبتيها تلملم تلك القطع..
اندفع تجاهها منحني لمستواها يساعدها على النهوض وترك ما تفعله..
-أنتِ بتعملي إيه يا مخبولة هتأذي نفسك..
رمقته من طرف عيناها وقالت بنبرة هادئة حملت من البرود والتلميح ما يكفي لاغاظته:
-متخافش مش هتأذي من ازاز يعني، في اللي بيأذي اكتر من الازاز…
وصل له مقصد كلماتها، فقام بأجبرها على التطلع بعيناه مردفًا:
-قصدك إيه يا بنت عمي.
ابتسمت بتهكم غاضبة من ذلك اللقب:
-قصدي أنت يا نجم، واقرب مثال بنت عمي اللي أنت بتقولها دي، كأنك ناسي أني مراتك مش بنت عمك بس..
وقعت عيناه أثناء حديثها على خصلاتها ومنامتها التي اشعلت جسده وجعلته يثور...
لم يجد نفسه سوى وهو يرفع يديه مطوقًا خصرها بتملك، عيناه تمعن النظر بثغرها الصغير الذي يطالبه بألتهامه…
مال عليها عله يطفئ تلك النيران، وضع ثغره على وجنتيها طابعًا قبلة عميقة عليه...
قبلة...جعلتها تغمض جفونها تستمتع بها...
نزل بشفتاه على عنقها يترك عليه عدة قبلات...
فلم تعترض وتركته يفعل ما يشاء..
حرر خصرها من يديه وسار بيده على جسدها...
كان يراها طفلة والحال أنها امرأة كاملة الأنوثة...
ابتعد بثغره عنها مطالعًا عيناها، بادلته إياها بأخرى ترى رغبته في عيناه..
ارضتها تلك النظرة وجعلت ثقتها تزداد بنفسها فهى تنجح بالتأثير عليه...
أراد التهام شفتيها، لكنها ابتعدت عنه قبل أن يفعلها مقررة استغلال أنوثتها والتلاعب به قليلًا...
جمعت خصلاتها في جانب واحد وقالت بصوت ناعم قبل أن تفر من امامه:
-لا يا نجم بلاش…
_________
اليوم التالي...
يقبع أمجد خلف مكتبه وامامه على سطح المكتب إحدى ملفات القضايا المسؤل عنها...فكان يعطي كامل تركيزه معها...وأثناء انشغاله ذلك صدح رنين هاتفه...المتواجد على المكتب..
فأنتشله واجاب دون أن يري هوية المتصل...
وسريعًا ما تناهى له ذلك الصوت الانثوي الذي يدركه عن ظهر قلب مما جعل ابتسامه شيطانيه تزين وجهه..ويترك ذلك الملف مردد بلهو:
-تعرفي أنك لو مكنتيش كلمتيني كنت كلمتك فينك يا بت.. وحشاني يخربيت امك...
انتهى مستمعًا لحديثها الذي جعل تعابيره تتبدل ويهتف بها بصياح:
-نعم يختي حد قالك اني جمعية خيرية...بقولك إيه أنا مليش دعوة بالحوارات دي كلها... أنا كل اللي يربطني بيكي شوية وقت حلو بننبسط فيه سوا وبتهوني عليا نكد مراتي..والقرف اللي شايفه من امها لكن وجع دماغ من عندك انتي كمان هشوطك برجلي ولا هيهمني..ده انا مستحمل نكد واحدة بالعافية...ومش هتبقي أنتِ التانية واقولك على حاجة اعتبري اللي بينا بح....انا مش ناقص قرف كتك داهية نسوان نكد وغم...