رواية شهد مسموم الفصل التاسع عشر
نهضت بفزع و هي تسأل كيف علم يوسف أنها تكذب؟
كان يسير إليها بخطوات بسيطة و قال: شهد لم يكفي خادع.
ارتبكت بشدة ، لكن قررت اكمال الخداع ، لم تستلم أو تقبل الهزيمة.
لتردف بدموع: أنا أعلم أنك سوف تصدق أخيك لكن أنا لم أعني لك شيء.
ليردف بهدوء: هل أنتِ متأكدة من هذا الحديث ؟
صرخت بغضب شديد: أجل متأكدة، و اليوم سوف يكون آخر يوم لي في هذا المنزل، لقد اكتفيت من الظلم و الافتراء ، و أنت لا تفعل شيء تشاهد بصمت كل ما تستطيع فعله أن تصرخ فقط ، أي مشكلة تحدث في المنزل ، من السبب؟ شهد ، لا يوجد اي شي سئ إلا و شهد فعلتها ، إذا سوف انهي هذه المسرحية، أنا من فعلت كل ذلك؟
و ذهبت الى حسين ، و هي متمكنة من ذرف الدموع المزيفة ، لتردف بحزن شديد: هل أنت سعيد بابا؟ لماذا تفعل معي ذلك؟ كل ما أريدها هو العيش في سلام مع عائلتي ، لكن دائما ترى أن سيئة ، لذا سوف اترك المنزل بلا عودة .
كانت تدلف إلى غرفتها ، لكن أمسك يوسف يديه و قال: ما الدليل الذي لديك على برائتك يونس؟
تنهدت براحة أنها مازلت تستطيع أن تسيطر على يوسف...
لم يجيب يونس ،فهو مصدومة من هذا الاتهام الشنيع ، و للأسف صمته دليل على إدانته.
قال بهدوء: هل تملك دليل أبي على إدانته شهد؟
أيضا لم يجيب.
أكمل حديثة بهدوء: و أظن دليل براءة شهد و إدانة يونس ، أمام الجميع ، اولا يونس في منزلي مع زوجتي و هي بهذه الحالة ، إذا لا أحتاج الى دليل حتي أتأكد أن أبي و أخي يسعون إلى دمار حياتي، إذا قبل أن افقد اعصابي الجميع يرحل من هنا.
لم يتحدث أحد ، غادر الجميع.
و أكملت شهد التمثيلية ، دلفت إلى غرفتها و خلفه يوسف
الغرفة كانت مزينة بالورود ، و يوجد طاولة عليها طعام فاخر و شموع ، كانت الغرفة مثل اللوحة الفنية الجميلة.
لتردف بدموع: أنظر يوسف قررت اليوم نسيان الماضي و بداية حياة جديدة معك، حتي اثبت لك حبي ، و أني لا أتحدث فقط
و نظرت له بعيون ممتلئة بالدموعِ و قالت : لماذا أنا حياتي هكذا؟ كل ما أريدها هو حياة هادئة و طبيعية مع زوجي ، أنا حزينة جداً.
احتضن وجهها بيده و قال بهدوء: اعتذر حبيبتي أنك حزينة بسبب عائلتي، لا أعلم ماذا قول؟ لكن أنا اخجل من عائلتي.
سألت شهد بهدوء: هل تحبيني بهذا الحد؟
ليجيب بحب: أحبك بشدة و دقات قلبي تنبض باسمك ، أياك أن تظني أني لا أحبك أو يأتي يوم و يتوقف قلبي عن حبك ، أنتِ حبك يسير في عروقي.
كانت تسمع الحديث و الابتسامة تزين ثغرها بسعادة كبيرة ، و دقات قلبها تنبض سريعاً ، لتردف بابتسامة: ماذا أقول بعد كل هذا الحديث؟
نظر الى الطعام و ذهب إلى الطاولة و قال : نتناول الطعام.
جلست أمامه و بدوا تناول الطعام ، نظر إلى عيون شهد و يتذكر حديث حازم اليوم التالي بعد زيارته.
في المستشفى
أخذ نفس عميق و قال: يوسف كنت أريد قول شيء.
قال و هو ينظر إلى الاوراق المبعثرة أمامه : تفضل.
ليردف بهدوء: بالأمس ، و أنا أتحدث مع زوجتك و أنا أمام المنزل ، بالصدفة جاءت عيونها في عيوني.
نظر له بغضب و قال : هل تختلس النظر الى زوجتي؟
ليردف بهدوء: أنا أنظر إلى الساحرة الشريرة، أنا أقول بالصدفة ، ثم هذا ليس الموضوع.
ليردف بعصبية: تحدث.
قال بهدوء: أعلم أنك لا تصدق الحديث، لكن سوف أقوله ، عيون شهد ممتلئة بالكراهية و الحقد ، زوجتك هذه مريبة ، أنا خشيت النظر في عيونها.
أبتسم باستهزاء و قال : تلاقت عيونكم بالصدفة ، فأنت رأيت كل ذلك في عيون شهد ، أنا أثق فيك صديقي ، و إلا كنت أظن أنك تنظر إلى زوجتي، و لا أصدق الحديث لأنك دائما ترى أنها ساحرة شريرة مثل ما تقول دائما.
قال بهدوء : اشكرك اخي على حسن ظنك ، و كنت دائما أقول ساحرة شريرة لأنك كنت حزين بسببها ، لكن أنتبه يوسف و أنظر في عيونها جيد ، احتمال كل ما يقول ابوك أنها تنتقم لما حدث معها في السابق صحيح، أنا أعلم أنك إذا نظرت سوف تكون الرؤية غير واضحة و هذا بسبب الحب ،لكن كان يجب علي أن أخبرك .
و غادر حازم الغرفة دون انتظار جواب من يوسف.
هو لم ينكر أنه مشوش، منذ دخول شهد المنزل حدثت اموار كانت لم تحدث قط، لم يبتعد يوم عن أمه ، فهو المقرب لها و هي المقربة له، لكن الآن يمر أيام و اسابيع و هو لم يلتقي بها، رغم اعتراضه على عمل أبيه و أخيه لكن كانت يتعامل معهما بكل احترام و سعاد كان يعتبر أنها بمثابة خالته ، و كان يرى ملك أخته ، كان يعامل أحمد مثل إبنه ليس أخيه ، أبتعد كلياً عن عائلته ، و ليس هو فحسب بل انقطعت كل الروابط الأسرية في المنزل.
لكن عندما يفكر أن المتهمة هي شهد لا يستطيع تصديق ذلك، كيف هذه الفتاة البريئة تفعل كل ذلك؟
نفي الفكرة من ذهنه.
عودة
كان ينظر لها في عيونها، سألت بتعجب: لماذا تنظر لي هكذا؟
قال و هو يضع يده تحت ذقنه : أريد قراءة عيونك.
وضعت يدها تحت ذقنها. فتحت عيونها على آخرهم و قالت بهدوء : تفضل اقرأ براحتك.
نظر لها على أمل يرى شئ ، لكن لم يرى إلا الحب و البراءة ، لم يرى إلا أنها شهد حبيبة الطفولة ، لم يرى حقد أو كراهية أو كل هذا الهراء.
تنهدت ثم سألت: ماذا قرأت أيها الطبيب ؟
قال بحب: أرى جمال و طيبة و براءة و عيون سمراء كل ما أنظر لها أقع في غرامهم أكثر و أكثر.
سألت بدموع: كيف أنت هكذا؟ ما كل هذا الحنان؟ يوسف أنا أحبك ، و كنت أتمني أن أشعر بهذا المشاعر من قبل ، كنا لا نصل الى هنا، كانت حياتنا أفضل.
ليجيب بهدوء: هذا وقتنا ، الماضي كان لم يكن وقتنا ، لذا نعيش الآن و نحاول نسيان الماضي.
لتردف بدموع: هل تستطيع نسيان الماضي ؟
أومأ رأسه بالموافقة ، و قال بهدوء: الحياة ممتلئة العواقب ، لو نتوقف عند كل عقبة ، لم تتوقف الحياة عن السير ، لكن نحن من نخسر ، لذا يجب علينا التحدي و تخطي العواقب.
نهضت من مقعدها و قالت بدموع: لكن ليس الجميع يستطيع تخطي الأزمات ، أحيانا ترى نفسك عالق في مكان ضيق لا تستطيع التنفس ، تصرخ تبكي لكن لا أحد يسمعك.
قالت جملتها الأخيرة و هي تمرر يديها على عنقها ، حتي تستطيع التنفس و دموعها تسيل على وجنتيها.
مازال يجلس مكانها و قال بهدوء: يستطيع الإنسان فتح بعض الفتحات في هذا المكان الضيق حتي يستطيع التنفس ، إذا استلامنا بالواقع المرير هذا خطائنا ، يجب علينا المحارب في الحياة و لا نجعل اموار الحياة المحيطة بنا تؤثر علينا بالسلب.
أخذت نفس عميق و لن تجيب.
ثم قال بمزح: شهد من قام بطهي الطعام.
التفتت لها و قالت : هذا جاهز ، أنا لست مستعدة تعليم الطهي، هل تقبل؟
أجاب بابتسامة: أجل أقبل ، هيا لتناول الطعام.
أجابت بابتسامة: حسنا أيها الطبيب.
سأل بهدوء: شهد الامتحانات على وشك البداية ، هل أنتِ مستعدة ؟
أجابت بتوتر: للاسف يوسف في الآونة الأخيرة لم اهتم بالدراسة ، لكن سوف أهتم بالدراسة و أنسي كل شيء.
قال بتشجيع: هذه الروح المطلوبة ، أنا أثق فيكِ ، و أعلم أنك كالعادة متفوقة.
لتردف بغرور: بالتأكيد.
ليردف بهدوء: شهد اقتراب زواجنا ليكمل العام الأول.
لن تجيب و هو لم يتحدث.
بدأت امتحانات آخر عام دارسي و كان كل تركيز شهد في الدارسة ، و أنتهت الامتحانات و ظهرت النتيجة و قررت شهد زيارة يوسف في العيادة الخاصة.
كانت العيادة في حي راقي ، تدلف إلى العيادة كانت ذات طريز حديث و مريحة للأعصاب ، ذهبت الى السكرتيرة، لتردف بانبهار : ما هذا الجمال ؟
ثم واجهت حديثها إلى السكرتيرة و قالت: من فضلك أريد مقابلة يوسف.
لتردف باحترام : هل يوجد موعد سابق؟
أومأت رأسها اعتراضاً و قالت : لا يوجد ، لكن أريد رؤيته حالاً.
أجابت بهدوء: اعتذر مدام يجب اخذ موعد.
و هنا انفعلت شهد ، كيف تأخذ موعد لرؤية زوجها ، لكن هي لم تنبه أنها لم تخبرها أنها زوجة يوسف، رفعت صوتها قليل و قالت : أريد رؤيته حالاً.
قالت بهدوء: من فضلك أخبرتك يجب أخذ موعد، إذا أذهبي من هنا او أطلب الأمن.
قالت بصدمة: تطلبي لي الأمن ، هل فقدتِ عقلك ؟
جاءت السكرتيرة الأخرى من غرفة يوسف و قالت بهدوء: ماذا يحدث سها؟
أجابت بعصبية: المدام تريد رؤية الطبيب ، و أنا أخبرها أنها لا تستطيع رؤية الطيب بدون موعد.
قالت عزة بهدوء: هذه القواعد هنا مدام ، لذا خذي موعد في الغد.
قالت بعصبية: أنا أخذ موعد ، أين غرفة الطبيب؟
قالت عزة بهدوء: من فضلك اخفضي صوتك ، غير مسموح بالصوت العالي هنا، سوف أفعل شئ ، عندما يغادر المريض ، سوف أخبر الدكتور بوجودك.
لتردف بهدوء: حسنا ، أخبري أن زوجتك شهد في الخارج.
نظروا لبعض بصدمة و تقول سها : زوجته.
أجابت بغرور : أجل.
ثم سمعت صوت مألوف عليها ، التفتت و نظرت بصدمة كبيرة لتردف بذهول: مريم.
نظرت لها بحزن و قالت : مرحبا شهد.
لتسأل بغيرة : ماذا تفعلين هنا؟
قالت بهدوء: مريضة.
لتردف بعصبية: من كل الأطباء لا يوجد. إلا يوسف.
لتجيب بهدوء: طبيب ممتاز.
و رحلت و تركت شهد تنفجر غاضباً ، و تحترق بنار الغيرة.
لتردف سها: مدام اتفضلي.
دلفت بعصبية و فتحت الباب بقوة، ظن أنها السكرتيرة ، ليردف بغضب: ما هذه الوقاحة؟
رفع نظره ليجد شهد ، نهض بذهول و قال: شهد هل حدث شيء؟
لتردف بعصبية: ماذا تفعل مريم هنا؟
جاء ليجيب ، لكن هي لم تسمح له بالحديث ، و أكملت : و لا تقول أنك طبيب وهي مريضة.
أشار بيده أن تصمت ، لكن هي لم تتوقف و قالت : تحدث ماذا تفعل هذه هنا؟ لماذا أنت صامت؟
قال بابتسامة: هل تسمحين لي بالحديث؟
أومأت رأسها بالموافقة.
ليردف بهدوء: أنتِ سألت و أجابت ، هي هنا لأنها مريضة.
لتسأل بعصبية :و من بين كل الأطباء تأتي لك أنت ، لماذا ايها الطبيب ؟
قال بابتسامة: لا أعلم هذا السؤال هي من تجيب عليه.
زفرت بضيق ، و قالت: حسنا ، سوف أذهب.
ليردف بهدوء: بهذه السرعة، هيا نجلس أريد أخبرك بشئ.
جلست بتذمر و سألت : ماذا؟
جلس بجوارها و قال بهدوء: حازم .
قالت بعصبية: صديقك المختل.
أجاب بابتسامة: أجل ، هو يريد الزواج من صديقتك.
سألت بعدم فهم: من صديقتي؟
قال بابتسامة: تتوقعي من أيتها العبقرية؟ رحمة مخطوبة ، إذا من يتبقي.
لتردف بابتسامة: سما ، تصدق ثنائي رائع ، كلاهما نصف مجانين و نصف أغبياء..
ليردف بهدوء: أنتِ محقا، إذا ماذا نفعل؟
قالت بهدوء: أنا عندي فكرة ، ندعو آدم و رحمة و سما و حازم على وجبة الغداء، و يتحدث سما و حازم معنا، إذا تم القبول ، يذهب حازم إلى منزل سما.
أومأ رأسه بالموافقة و قال: فكرة جيدة.
في منزل يوسف
كانت سما و رحمة يحضرون الطعام ، و كانت شهد تقوم بالاشراف علي الطعام.
قالت سما بعصبية: هل تظلين هكذا ؟
سألت بغرور: ماذا أفعل؟
قالت رحمة: تأتي لمساعدتنا.
قالت و هي تذهب الى الأريكة و تجلس: أنا لا أفعل شيء، يكفي وجودك معكن.
ابتسمت رحمة و قالت: ما هذا الغرور شهد؟
أجابت سما : هذه شخصية شهد الجديدة.
جاء المساء وصل يوسف مع ادم و حازم ، جلس يوسف مع الشباب في على السفرة و شهد مع الفتيات في غرفة الصالون.
و بعد الطعام جلس حازم و سما معنا.
كان ينظر لها بذهول ، تجلس بخجل و تنظر إلى الأسفل ، مختلفة تماماً عن أول لقاء ، قرر لا يقول اي مقدمات ، ليردف با ابتسامة: أنا وقعت في غرامك من أول نظرة ، هل تقبلين الزواج مني ؟
و لم ينتظر منها إجابة ،قام هو بالإجابة على السؤال: أظن لا يوجد اعتراض أن شاب لا اعوض.
رفعت عيونها من الاسفل ، و قالت بعصبية: ما هذا الغرور ؟ هل أنت شخص طبيعي ؟ حتي تقول هذا الحديث.
ليردف بهدوء: هذا ليس غرور، بل ثقة في النفس.
لتردف بهدوء: أظن أني في حاجة إلى تفكير عميق حتي أقبل الزواج منك.
أبتسم و قال: و أنا سوف أنتظر العمر كله.
ابتسمت بخجل و غادرت.
و تم الخطوبة و عقد القرأن في يوم واحد.
و قرروا الاصدقاء الاحتفال بعقد قرأن حازم و سما و زفاف آدم و رحمة الذي بعد أسبوع.
عاد يوسف و شهد من الخارج و كان أمام المنزل فوضي عارمة، ابتسمت شهد لأنها للمرة التي لا تعلم عددها تنجح عددها ، فهي قررت بعد الانتقام من عائلة حسين ، فقد حان الدور عليه، فقامت بتصوير بعض الفيديوهات و هو يفعل اعمال السحر و ارسلتها إلى الشرطة من رقم مجهول.
ركض يوسف بفزع، و هي تسير خلفه بهدوء.
سأل بخوف: ماذا حدث يونس؟
قال بحزن: تم القبض على أبيك.
ليردف بحزن: لماذا؟!
تظاهرت بالحزن و قالت: ما هذا السؤال يوسف؟ بالتاكيد بسبب اعمال السحر.
لكم الحائط بغضب و قال: لم يتوقف عن فعل هذه الاشياء؟
قال بحزن: هيا نذهب له.
غادر يونس و لم تبقي إلا يوسف و شهد ، كان يغادر ، اعترضت طريقه و سألت ؛ الي أين تذهب؟
نظر لها باستغراب: ما هذا السؤال؟ سوف أذهب إلى أبي.
قالت بغضب مكتوم: دكتور يوسف حسين ، اشهر طبيب نفسي سوف يذهب لأجل مساعدة دجال.
قال بعصبية: هل فقدت عقلك ؟ الدجال هو أبي.
رفعت السبابة في وجهه و قالت بعصبية: لو ذهبت إليه ، سوف أغادر المنزل و لم أعود إلى هنا مرة أخرى.
قال باستغراب: ماذا تقولين شهد هذا ابي؟
لتردف بعصبية: اختار يوسف تذهب خلف ابيك أو أغادر المنزل.