رواية احتلال محرم الفصل التاسع عشر بقلم مريم نصار
في المستشفى ماجده فاقت والكل اتجمع حواليها وبعد ما اطمنوا عليها! جه وقت الخروج ،حازم بيساعدها وسندها وأمير سبقهم على العربيه وماجده صممت ان ندى تروح معاها وفعلاً هى ما قدرتش ترفض لعمتها طلب وراحت معاها.
في نفس الوقت تقريباً مروان ما قدرش يرجع على المستشفى او يروح المكتب، نسي كل حاجه وفاكر بس كلام ليله ونظراتها ليه وهجومها عليه، ويستحق أكتر من كده رجع البيت وحابس نفسه في اوضته ومستني إتصال مهم سمع صوت بوابة الفيلا بتتفتح وقام بسرعه بص من الشباك وكانت عربية أنجي راجعه من الشغل، صك على أسنانه بغيظ لانها خنقاه في كل مكان ومش سايباله فرصه يتنفس، وتليفونه رن وجري عليه بسرعه وشاف رقم الحارس ورد عليه بلهفه:- ها طمني عملت إيه؟!
الحارس بإحترام:- زي ما حضرتك طلبت يا مروان بيه؛ مشيت وراها وعرفت هي راحت على فين وساكنه فين.
مروان ضحك بفرحه وسأله:- أنت متأكد عرفت عنوانها بالضبط!! ولا يمكن تكون راحت عند حد في مشوار مثلا؟
الحارس بنفي:- لا يا فندم أنا متأكد؛ و بعد ما حضرتك طلبت مني إني اعرفلك مكانها فضلت وراها ودخلت محل دهب وباعت حاجه وخدت فلوسها وركبت التاكسي، وانا ركبت العربيه وفضلت ماشي وراها لحد ما وصلت حاره وشوفتها داخله عماره قديمه،و وصلت لحد العماره دي وسألت بطريقتي وعرفت كمان أنها ساكنه في أوضة على السطوح.
مروان بصدمه:- إيه!!! السطوح!!
الحارس:- أيوه يا مروان بيه؛ وهي ساكنه هناك من ست شهور تقريباً.
مروان اخد نفس عميق بخيبة أمل وزفره بقوه:- تمام.
وكمل بتحذير:-بس عارف لو أنجي عرفت باللي حصل ده!! صدقني هيكون التمن روحك والمرة دي ما بهزرش.
الحارس بقلق:- يا فندم انا اللي كنت عايز اطلب من حضرتك إن أنجي هانم ياريت ما تعرفش لانها لو عرفت بحاجه زي كده! او اني خالفت أوامرها! وسمعت أوامر سيادتك!! فأكيد هيتقطع عيشي؛ فأنا برجوك أنها ما تعرفش حاجه.
مروان استريح نوعاً ما:-خلاص تمام، بس ابعتلي العنوان بالظبط في رساله.
قفل معاه ووصلته الرساله وشافها وعرف الحي الشعبي،مفيش دقايق و الشغاله خبطت عليه:- مروان بيه الغداء جاهز؛ وانجي هانم منتظراك على السفره.
هز راسه ليها بعمليه، وواقف قدام المرايه وكلم نفسه بتحدي:- مروان أنت لازم المرة دي تحسبها صح ، وزي ما انجي بتلعب بيك! أنت كمان العب بيها لحد ما توصل لليله وابنك؛ إبنك يا مروان اللي بغبائك حرمت نفسك منه وحرمت نفسك من الحياه عموماً.
اخد نفس عميقه ونفخ بتوتر وحاول يكون عنده ثبات انفعالي ونزل ليها ومتأكد انها هتسأله ليه ما دخلش معاها المستشفى! قعد قصادها على السفره من سكات وهي كانت بتاكل ورفعت طرف عينيها ليه وسألته:- هربت ليه!!
حمحم ورد عليها:- هربت من إيه؟!
أنجي بثقه:- أنت عارف كويس انا اقصد إيه؛ خايف يا مروان؟
مروان بترقب:- خايف من ايه بالظبط؟ وضحي كلامك.
ابتسمت بسخرية:- خايف من أمير برهامي!
زاد توتره وحاسس ببروده في اطرافه من إنها تكشف آخر كارت مخبيه عنها وسألها بتوجس:- وهخاف ليه من أمير برهامي!!! هو في حاجه؟
حركت كتفها ورفعت الشوكه واكلت وبصت في عينيه بمواجهة:- خايف من أني اواجهك بصداقتك السريه معاه.
سكتت لحظه وكملت ببرود:-بيبي! أنا عارفه إنك وامير صحاب من زمان إيه رأيك! سبرايز مش كده؟
رفع عينيه ليها بصدمه وكل الكلام هرب منه ومردش عليها، ضحكة بإنتصار:- شفت يا مروان! شفت بعينيك وصدقت أنه يستحيل حاجه تخفى عن أنجي الورداني!! بتحط نفسك في مواقف تخليك صغير قد كده.
بلع ريقه وحاول يبرر الموقف واتكلم بعمليه:- أحم ،ولا مواقف بايخه ولا حاجه ،عادي يعني يا أنجي، أمير رجل اعمال زيه زي غيره.
سكت وشرب ماية وكمل:- وبعدين هو عدوك انتي مش عدوي أنا.
حركت راسها ليه بإعجاب:- أمم فعلاً هو عدوي مش عدوك.
شبكت أيديها على السفره وبصتله بمواجهة:-و عدوي ده بقى راح يشهد على عقد جوازك من الشحاته إياها؟
حقيقي مروان كان في موقف لا يحسد عليه، كأن سطل ماية ادلق عليه قدامها، وانجي كل شويه تعريه قدام نفسه،و اتكلمت نيابة عنه:- أنت لو مفكر ان أمير شاهد على العقد ده محبة فيك! تبقى فاشل يا مروان، أمير شهد على العقد ده علشان مفكر أنه ممكن يكسرني، ولكن بالعكس انا كسرتك أنت، وقريب جداً هكسره هو كمان، واي حد يقف في طريق انجي الورداني بعد النهارده نهايته هتبقى المو.ت فاهم يا،،،!!! يا مرواني!!
بصلها بقلق وهز راسه ليها:- فاهم؛ فاهم يا أنجي.
ليله أول ما وصلت اوضتها قعدت على طرف السرير بتعب وحطت وشها بين أيديها وعيطت بصوت عالي؛ عياط يوجع القلب؛ عياط هستيري وصرخت بكل صوتها:- ليـــه يا مروان ليــــه! عملت فيا كده؛ ليه بتوجع قلبي وتكسرني بالشكل ده ليـــه!! عايزني ابدأ معاك صفحه جديده!! أنا مستحيل أرجعلك تاني؛ مستحيل اسامحك في يوم من الايام، واللي في بطني ده!! أبني مش إبنك؛ أبني أنا مش إبنك؛ أنت فاهم يا مروان!!
في الصيدليه بعد ما مختار طلب منها انها تفكر وترد عليه كل واحد حاسس انه مكسوف من التاني هو بيشتغل في مكان وهي بتشتغل في مكان تاني وكانوا متوترين ومش قادرين يبصوا لبعض من احراجهم يوسف وإيمان بصوا لبعض وأتعجبوا من الصمت السايد في المكان، إيمان سألت أخوها:- هي ماما مالها مش بتتكلم ليه يا يوسف؟!
يوسف بحيره:- مش عارف يا إيمان؛ من بدري وهي ساكته.
إيمان:- طيب وعمو مختار ساكت ليه هو كمان؟!
يوسف بنفس الحيره:- وده برده اللي هيجنني معقول يكونوا زعلانين من بعض؟!
إيمان شهقت بطفوليه:- لا ماما مش بتخاصم حد.
يوسف حك دقنه بتفكير:- أممم انا هتصرف وأعرف في إيه!
قام و راح عند مختار ووقف وراه:- عمو مختار.
مختار لف ليه بإبتسامة:- أيوه يايوسف، خير يا حبيبي.
يوسف بتساؤل:- هو أنت زعلان من ماما في حاجه؟!
سعاد رفعت راسها بصدمه، ومختار كشر عينيه بتعجب وسأله:- زعلان من مامتك؟!! لا مفيش حاجه من دي خالص،بس ليه بتقول كده يا يوسف؟
يوسف بعفويه:- أصل احنا قاعدين من بدري وكل شويه نبص عليكم وانتم بتبصوا لبعض زي الحراميه، فقلت أسأل في ايه بالظبط لو متخاصمين قولولي واصالحكم على بعض.
مختار ضحك من قلبه، اما سعاده اتكسفت جدا لان مشاعرهم واضحه قدام الكل وقربت من يوسف وكلمته بحده:- يوسف انت مش هتسكت غير لما اخليك ما تجيليش الصيدليه دي تاني؛ إيه اللي أنت بتقوله ده؟!
يوسف بتعجب:- هو انا قلت ايه غلط يا ماما؟ انا سألت سؤال وبس.
وبص لمختار وسأله:- هو انا غلطت في حاجه يا عمو؟
مختار بإبتسامة:- لا يا حبيبي ما غلطتش؛ واحب اطمنك إني أنا ومامتك مش متخاصمين ولا حاجه، احنا بس عندنا شغل مهم ومركزين فيه، يلا روح العب مع اختك وانا هخلص شغلي واجي اقعد معاكم.
يوسف راح يلعب مع اخته وسعاد اتكلمت بإحراج:- انا أسفه يا استاذ مختار على كلام يوسف هو صغير مش فاهم حاجه، بس مسحوب من لسانه.
مختار بتكشيره مصطنعه:- صغير! لا طبعاً يوسف مش صغير؛ يوسف ناضج وفاهم؛ ده حتى هو الوحيد اللي اخد باله إن انا وانتي بنبص لبعض زي الحراميه.
ضحك وكمل بمغزى:- شفتي عدم ردك عليا في الموضوع اللي قلتلك عليه!! خلاني بقيت بتصرف تصرفات كأني بعيشها لأول مرة؛ مش حرام عليكي؟
سعاد وشها بقى أحمر وردت بتوتر:- أنا!! احم أنا ما بصتش عليك، قصدي يعني انا كنت ببص علشان لو حضرتك محتاج مني حاجه مش اكتر.
مختار أبتسم لتوترها:-ماشي يا ستي هعمل إن انا مصدقك؛ بس فعلاً انا محتاج حاجه.
بلعت ريقها بتوتر:- خير!
مختار:- عايزك تردي عليا في الموضوع اللي طلبته منك.
سعاد بإحراج:- أحم لسه بفكر.
مختار اتنهد:- سعاد ممكن نتكلم بجد شويه؟
سعاد بتنهيده:- يا ريت!
مختار بتلميح:-انتي خايفه مني او قلقانه؟!
سعاد بصدق:- بصراحه انا مش خايفه منك؛ لكن قلقانه.
مختار سألها بوضوح:- على ولادك مش كده؟!
هزة راسها بالايماء، وبصت على ولادها واتكلمت و عينيها دمعت:- ولادي هما كل حاجه في حياتي يا مختار؛ انا تعبت قوي علشان اخدهم من ابوهم وتعبت اكتر علشان أحاول ألبي كل رغباتهم، أنا من زمان بالنسبالهم الأم والاب، انا ليهم السند وهما ليا كل حاجه في حياتي،هما ثروتي ومستقبلي وما عنديش استعداد أكون أم انانيه وافكر في مصلحتي وانساهم، مستحيل أبني سعادتي على اني اهدم مستقبلهم، اتمنى انك تفهمني.
اخد نفس عميق واتنهد بإبتسامة حنونه:- بجد انتي أم عظيمه جداً؛ وحقيقي بحسد يوسف وإيمان كونهم أولاد لأم بتضحي علشانهم حتى بسعادتها، بتحرمي نفسك علشانهم، ومن حقك تقلقي ومن حقك تخافي كمان ماقدرش الومك لان ده شعور نابع من جواكي ما لوش علاقه بأي حاجه تانيه، لكن اللي انا عايزه اقولهولك وبجد من قلبي إن ولادك أنا دوقت معاهم طعم الابوه اللي بجد، وليهم جوايا مشاعر أول مرة احسها ونفسي اعيش معاهم، نفسي أكون ليهم الأب، نفسي احقق كل احلامي معاهم ومش عايزك تخافي مني او تقلقي انا حقيقي بحبهم فوق ما تتخيلي، وفوق كل ده بحبك يا سعاد وارجوكي ما تحطميش قلبي وتكسري أحلامي اللي بحلم بيها من وقت ما شفتهم وحسيت انهم جزء من عيلتي.
سعاد بتسمعه وكلامه كان صادق ونابع من قلبه لأنه اتحرم من نعمة الابوه وشافت نظرات التوسل والترجي في عينيه ليها، حركت راسها بحيره وردت بلخبطه:- انا بجد مش عارفه اقولك ايه؟ أنا كل همي ولادي وبس.
مختار قدر موقفها ورد فعلها، أي ست مرت بتجربه فاشله أكيد هتخاف تدخل في تجربة جديدة، ورد عليها بتفكير:- ما تقوليش حاجه، يوسف هو اللي هيقول.
كشرت عينيها وبصتله بعدم فهم:-تقصد إيه؟!
مختار شاورلها:- هتشوفي دلوقتي ركزي بس وخلي عينيكي عليا اتفقنا!!
ضمة حواجبها لطريقته ومش عارفه هو ناوي على إيه، مختار اتحرك وراح قعد قصاد يوسف على الكرسي وشال إيمان على رجله وأتكلم بعقلانية:- يوسف انا عايزه اقولك حاجه مهمه!
يوسف:- قول يا عمو أنا سامعك!
مختار حس بتوتر وكشر عينيه لنفسه بتعجب وقال لنفسه:- إيه ده!! هو انا متوتر ليه؟!
سعاد سمعته وضحكت ويوسف استغرب سكوته وقال بضجر:- ايه يا عمو ساكت ليه قول عايز تقول إيه؟!
مختار نفخ بتوتر وقال:- حاضر هتكلم اهو؛ وبص لسعاد اللي كانت بتضحك بصمت على شكله ورفع حاجبه ليها وقالها بغيظ:- عاجبك كده! أنا شايف نظرة الشماته في عينيكي، بس خليني وراكي لما نشوف اخرتها.
وبص تاني ليوسف وحمحم وقال:- بص بقى يا عمي!! احم قصدي يا يوسف انا جاي النهارده؛ لا هو انا مش جاي!! جاي فين بس أنا في مكان شغلي!
ونفخ بتوتر وحاول يكون ثابت وأتكلم بثبات:- بص يا يوسف أنت بتحبني مش كده؟!
يوسف بيتاوب:- قوي قوي يا عمو.
مختار:- لأ صحصح كده يا چو وفوق معايا الله يكرمك، أنت قبل كده قلتلي إنك عايز تعيش معايا على طول صح؟
يوسف هز راسه:- ايوه يا عمو أنا وإيمان نفسنا نعيش معاك.
مختار أبتسم وسأله بمكر:-طيب انا لو وافقت إني اخدك أنت واختك تعيشوا معايا!!مامتك هيكون مصيرها إيه؟
يوسف حط أيده تحت دقنه بيفكر وإيمان ردت ببراءه:- أنت لسه هتفكر يا عمو!! اتجوزها!
سعاد فتحت عينيها وشهقت بصدمه، ويوسف اعجب بفكرة أخته وأكد على كلامها:- أيوه يا عمو أنت تتجوز ماما واحنا كلنا نعيش معاك إيه رأيك؟!
مختار ضم حواجبه بتمثيل وقالهم:- إيه! اتجوزها إزاي ياولاد!! أنا شايف إن الموضوع ده صعب جداً.
يوسف أكتر واحد محتاج لصداقة ودعم وحب مختار ليه،و خاف إن الفكرة متكملش ورد بسرعه:- ولا صعب ولا حاجه هي هتلبس فستان وأنت بدله وتاخدنا كلنا ونروح معاك البيت.
مختار مثل الحيره ونفخ:- والله يا يوسف مش عارف، أنت بصراحه فاجئتني بالكلام ده أنت وإيمان.
سعاد شهقت من رد فعل مختار، و واقفه مذهوله من المشهد اللي قدامها، إيمان بترجي:- لا يا عمو ما تتفاجئش إحنا اصلا عايزين ماما تتجوزك علشان احنا بنحبك.
مختار اتنهد وهز راسه بتمثيل:- هقول إيه بس ياولاد، هوافق وامري لله، انا لا يمكن ارفضلكم طلب، لكن اتفضلوا روحوا اتكلموا مع مامتكم واقنعوها وشوفوا هترضى ولا لأ؟
يوسف بتأكيد:- ايوه هترضى ماما بتحبنا ومش هتقدر ترفضلنا طلب.
إيمان نزلت من على حجره وجريت وقفت قدام مامتها بتوسل:- أرجوكي يا ماما وافقي اتجوزي عمو مختار.
يوسف بتحايل:- ايوه يا ماما اتجوزيه وانا موافق بالله عليكي.
سعاد بصت للتلاته بصدمه ومش عارفه تقفل عينيها من الموقف، ومختار لعبها بذكاء وبدل ماهى اللي تقنع وتحايل في ولادها! هما دلوقتي اللي بيتحايله عليها توافق!بصتلهم و مش عارفه تتكلم.
مختار قرب منهم وربع أيديه بكبرياء:-ايه يا أستاذه سعاد!! الاولاد اقترحوا عليكي اقتراح وبصراحه انا مقتنع جداً، وشايف أنه حل أنسب علشان ولادي حبايبي يعيشوا معايا ولازم نضحي علشان سعادتهم، ولا أنتي إيه رأيك؟
سعاد صكت على أسنانها من مكر مختار وقالت:- هي بقت كده؟! طيب أنا مش موافقه!
مختار هز راسه بخيبة امل وقالهم باستعطاف:- شفتوا ياولاد مامتكم رافضه ان إحنا نعيش مع بعض في بيت واحد.
ايمان مسكت فستان سعاد وقالت بدموع:- أرجوكي يا ماما وافقي تتجوزي بابا مختار.
ودي كانت أول مرة تقولها وكمان هو اول مرة يسمع الكلمه دي، كل الهزار اختفى والضحكه راحت من ملامحه ومصدوم، وفضلت الكلمه دي مركزه على الكل، سعاد رفعت عينيها لمختار شوية شافته واقف مصدوم كأنه مش مستوعب أنه سمع أخيرا الكلمه اللي اتحرم منها سنين، بدون إدارك منه نزل على ركبه قدام إيمان ومسك أيديها الاتنين وعينيه فيها دموع وأتكلم بصوت مبحوح:- قلتي ايه يا إيمان؟
إيمان خافت من رد فعله ورد فعل مامتها وأنها تكون قالت حاجه غلط، لكن مشيت ورا غريزتها وبراءتها وقالت:- بابا مختار؛ انا من زمان نفسي أقولك أنت بابا مختار مش عمه.
غمض عينيه بوجع ودموعه سالت على خده، سعاد كمان دموعها نزلت من المشهد المؤثر اللي قدامها، مختار شد إيمان لحضنه واتمنى يسمعها تاني، وطلب منها بتمني:-قوليها تاني ياحبيبتي، قوليها تاني.
ايمان بنبره حنونه:- بابا مختار؛ مش كده يا يوسف!
يوسف أتأثر للموقف ولانه أكبر من إيمان ومدرك الكلمه اتكلم بصدق:- ايوه يا إيمان؛ على فكره لما بكون انا وإيمان قاعدين لوحدنا بنقول بابا مختار لكن قدامكم هنا بنقول عمه؛ علشان خايفين انك تضايق لما نقولك يا بابا.
شد يوسف هو كمان لحضنه ودموعه نازله بصمت وساكت، يوسف وإيمان حضنوه وساكتين، سعاد اتأكدت في الوقت ده أنها لو رفضت! هتخسر كتير، هتخسر أب صادق وحنون على أولادها، ندهت عليه بدقة قلب:- مختار!
رفع عينيه ليها بدموع وقالها بلهفه:- سمعتي يا سعاد!! سمعتيهم ندهولي بأيه؟!
سعاد مسحت دموعها وابتسمت برعشه وقالت:- أنا موافقه؛ موافقه انك تكون أب ليهم.
مختار أبتسم وسألها:- لآخر العمر؟!
سعاد بتنهيدة حب:- لآخر العمر.
ماجده وصلت البيت ودخلوها على اوضة نومها وعلا وندى معاها بتشد عليها غطا السرير، أمير بيطمن عليها وسألها:-حضرتك احسن دلوقتي يا أمي؟!
ماجده هزت راسها بصمت على انها كويسه، أمير اتنهد بتعب وقالهم:- طيب انا هدخل اخد شاور لاني باللبس ده من امبارح؛ ويا ريت يا علا تقولي لأي حد يحضر العشا لماما ويكون اكل خفيف وانا وحازم هنروح مشوار ساعة زمن وراجعين مش هنتاخر.
ماجده اتغاظت أنه خارج وظنت أنه بيتهرب منها ومن ندى وقالتله بأمر:- ما تتأخرش علشان توصل ندى.
ندى نزلت وشها في الارض لأنها عارفه إنه هيرفض لكن أمير ما قدرش يكسر كلمتها وهز راسه ليها:- حاضر يا أمي، ندى هتقعد معاكي لحد ما ارجع وهوصلها بنفسي.
سابهم ودخل اوضته واخد شاور وكان مصدع جداً ونفسه يتناقش مع مامته وبيتمنى أنها تفهم أنه مش مستعد لأي خطوه حالياً، وغمض عينيه بتعب ونفسه ينام لكن لازم يروح المشوار اللي هيغير مجرى حياته، لبس بدله وخرج وكان حازم جاهز ومنتظرة، وليد شافهم وسألهم بفضول:- ما شاء الله متشيكين كده ورايحين على فين يابشوات؟!
حازم بص لأمير، وأمير رد بعمليه:- عندنا ميتينج مهم يا بابا ومش هنتأخر.
وليد ضم حواجبه وسأله:- طيب ممكن أعرف الميتنج ده مع مين؟!
أمير أبتسم بتصنع:-أكيد طبعاً؛ ده ميتنج يخص شحنة الموبايلات الاخيره.
وليد هز راسه ليهم:-تمام ربنا معاكم؛ بس ما تتاخروش آنتوا لازم تستريحوا اليوم كان طويل والحمدلله اطمنا على ماجده، ومحتاجين للراحه.
أمير هز راسه بالموافقه وخارج وحازم ماشي وراه ونفخ بأريحية ان باباهم صدقهم، وليد دخل يطمن على مراته وحاول يلطف الجو شويه.
في الفندق مارتن قاعد منتظر أمير وحازم وتقابله على الميعاد المحدد، سلموا على بعض وقعدوا يتكلموا ويتعرفوا على بعض اكتر، أمير حب يختصر ويتكلم في الشغل واتكلم بعمليه:- حسناً، انتهينا إذا من التعارف وانا حقا سعيد بمعرفتك سيد مارتن، والان نريد ان نتحدث سويا عن هذه الصفقه.
مارتن أبتسم:- بكل سرور لك هذا.
وشاورله على الملف اللي قدامه:- أمامك ملف كامل ويشمل كل ما تحتويه الصفقه، ثلاثمائة كيلو غراما من وزن الذهب.
أمير فتح الملف وبيقرأ ومط شفايفه:- أمم نحن نعلم جيداً ما يحتويه هذا الملف، ولهذا تمت الموافقة عليه! ولكن علينا أن نتأكد من جودة الذهب الخاص بك.
مارتن طلع من الشنطه اللي جمبه علبه كبيره قطيفه فتحها وكان فيها طقم كوليه دهب شكله جميل جداً وزق العلبه قدام أمير وقاله بثقه:- تفضل هذا لك وأنها نسخة تابعة لعملي، يمكن أن تاتي بخبير ويتفحص جودته هنا ان أردت.
امير أبتسم بتكليف ومعجبوش الطريقه وأتكلم بمرواغه:- هذا لطف منك سيد مارتن؛ ولكن علي الذهاب بنفسي او أخي يذهب بدلا مني مع مجموعه من الخبراء ليكشفوا عن جوده الذهب لآخر غراماً، وليس تلك العُقد فقط، لأنني أحب دائماً أن أنفق أموالي في المكان المناسب وبصورة صحيحه.
مارتن اتضايق لان كده أمير بيشكك في نزاهته وشغله وقاله بوجوم:- أفعل ما يحلو لك.
أمير شكره بتكليف:- أشكرك سيد مارتن
مارتن هز راسه وسكت؛ وحازم رد بإبتسامة وقال بإيجاز:- حسناتك سيد مارتن اتفقنا إذا، ولكن نريد منك أن نعرف متى الوقت المناسب لديك في هذه الاجراءات لنتفق على الصفقه إذا وبالسعر المحدد الذي طلبته من قبل وهو ما يقارب الثلاثة مليون دولار اي ثمانون مليون جنيهاً.
مارتن افتكر كلام أنجي ليه، وبصلهم بتشفي:- حسناً أنا مازلت عند كلامي معك سيد حازم و لكم هذا، وسنبدأ بعد أربعة اشهر من اليوم
حازم كشر عينيه وبص لأمير ورجع سأل مارتن:- أربعة اشهر؟ولكن هذا لم يكن مكتوب في العقد! لأنه يوجد هنا في ملف الصفقه أنه سيتم البدء بعد ثلاثة أشهر من تاريخ أمس.
مارتن هز راسه بثبات:- نعم أعلم؛ ولكن عذراً سنغير هذا البند لانه حدث امرا طارئ خاص بعائلتي.
وسألهم:- يمكنكم الانتظار صحيح؟
حازم نفخ بخنقه وبص لأمير؛ وأمير غمز لحازم بالموافقه لانه مستحيل يضيع فرصه زي دي؛ وحازم رد على مارتن مجبر:- حسناً سننتظر.
علا قاعده مع مامتها وقالت بزعل مصطنع:-شفتي يا ندى ماما أكلت من إيدك أنتي إزاي؟ انا كده أزعل بجد
ندى ابتسمت:- طيب عمتو بتحب تجبر بخاطري؛ انتي بقى زعلانه ليه ياست علا؟
علا بكبرياء مصطنع:- علشان التفرقه العنصريه دي؛ المفروض انتي كمان تأكليني معاها ولا إيه يا ماما؟
ندى ضحكت، و ماجده ابتسمت وقالت بتنهيدة:- ندى دي يا علا انا اللي مربياها مع حازم اخوكي وبعتبرها زيك بالظبط؛و ما فيش فرق بينكم يا بنات
علا حضنت مامتها وقالت:- ربنا يخليكي لينا يا ست الكل.
ماجده اتضايقت من اللقب ده لأنه لقب أمير ليها و زقت علا بنفور:- ما تقوليش ست الكل دي انا لما بسمعها بيتحرق دمي.
علا ضحكة وندى كمان ردت بإندفاع:- انتي لسه يا عمتو بتضايقي من ست الكل دي؟ طيب ده لما أمير بيقولها أنا ببقى..........!
وسكتت لاندفاعها وما كملتش واستغبت نفسها، ماجده معلقتش علشان متحرجهاش وعلا فونها رن و حبة تلطف الجو وقالت بمزاح:- إبن الحلال عند ذكره بيبان، اهو أنتي بتقولي أمير! وأمير بيتصل عليا ثواني هرد عليه؛ ردت وسمعته للآخر وسألت مامتها:-ماما! أمير بيسألك هتحتاجي حاجه؟
ماجده هزت راسها بالرفض،وعلا بلغته أنها مش محتاجه حاجه وقفلت وبصتلهم وكملت:- أمير وحازم جايين في الطريق.
ندى ارتبكت:- يوصلوا بالسلامه.
ماجده بصت قدامها بتنهيدة:- آمين.
بعد شوية حازم وصل وخبط عليهم ودخل يطمن على مامته:- عامله ايه دلوقتي ياماما؟
ماجده بوهن:- الحمدلله يا حبيبي.
علا بصت ورا حازم وكان لوحده وسألته بتعجب:- اومال أمير فين ياحازم؟
حازم:- بيعمل مكالمه مهمه تبع الشغل وبيركن العربيه وطالع.
ندى محبتش تتقابل معاه اكتر من كده لأن تصرفاته الأخيرة كلها بقت تضايقها، بلعت ريقها بتوتر وقالت:- أنا يدوب أمشي دلوقتي.
حازم:- تمشي فين ياندوش؟ إحنا هنسهر كلنا سوا وأمير طالع، وكمان قال هيوصلك في السهره علشان كده هيركن العربية قدام البيت.
ندى قامت وقفت:- لا معلش يا حازم خليها وقت تاني عمتو تعبانه ولازم تستريح، ومش لازم حد يوصلني أنا هاخد تاكسي.
ماجده بصرامه:- متوجعيش قلبي ياندى! أنا قولت أمير هيوصلك ومحدش يعارض كلامي.
ندى بإستسلام:- حاضر يا عمتو بس بلاش تضايقي نفسك إحنا ماصدقنا حضرتك خرجتيلنا بالسلامه.
علا بتحايل:- طيب لو لينا غلاوه عندك اسهري معانا.
ندى بإحراج:- أسفه ياعلا لازم أمشي وبكره هاجي مع ماما إن شاء الله.
بعد محاولات منهم لكن ندى صممت تمشي وعلا اتصلت على أمير تبلغه مايطلعش و إن ندى نازله علشان يوصلها. ندى سلمت عليهم وودعتهم ونزلت شافت أمير مستنيها بره خرجت من العماره و شافها وفتحلها الباب وهي ركبت بصمت، داس بنزين واتحرك وطول الوقت كان ساكت،اتضايقت من تجاهله ليها وافتكرت كلام شمس ليها أنها ضعيفة قدامه، وحبت تثبتله انها مش ضعيفه وانه مش فارق معاها واتكلمت بتمثيل الثقه:- إسمه مازن.
أمير بثبات:-عارف.
اتضايقت اكتر من بروده وبصتله بغيظ:-أنت تعرفه ع فكرة.
أمير كشر عينيه:-مش واخد بالي؛ فكريني بيه!
ندى بنرفزه:-كان صديق ليا من واحنا صغيرين لحد الثانوى وكان جارنا في البيت القديم
أمير هز راسه:-اممم افتكرته كان دايما يجيب شعره على جمب مش كده؟
ندى من بين أسنانها:- اشمعنا شعره اللي ركزت عليه! هو دلوقتي محامي معروف ومجتهد.
أمير بنفس الثبات:- تركيزي في شغلي وبس، إنما المتر مش فاكر منه غير شعره اللي كان دايما يهفهف وفرحان بيه.
ندى نفخت بغيظ:-مستفز.
وبصتله بإبتسامة بارده:-مش هتباركلي؟
أمير أبتسم ليها:-مبروك.
قلبها دق بقوة من الوجع لأن قلبها هين عنده قوي كده؛ بصت من الشباك وشافت إن الصمت أفضل بكتير، وأنها مهما تتكلم وتثبتله قد ايه أنها قويه! بنظرة واحده منه بتعلن هزيمتها قدامه، سايق وباصص قدامه نفسه يسافر لمكان بعيد، عايز يختلي بنفسه ويصفي روحه من شوائب الماضي والغبار اللي غطى قلبه، عايز يعرف هو عايز إيه بالظبط! ليه زعلان ومش فرحان! مش دي الامنيه اللي نفسك تتحقق وندى ترتبط بواحد علشان تنساك! ليه مخنوق دلوقتي! ياترى زعلك ده من إن مامتك متحمله عليك! ولا من ضغط الشغل ولا التفكير في الصفقه!ولا إيه بالظبط اللي قالب كيانك كده! شارد تماماً ومحسش بنفسه غير وهو بيكسر الصمت المميت وبيسألها:- وافقتي عليه!
غمضت عينيها ونفسها تصرخ فيه وتقوله أيوه وافقت بسببك، وافقت علشان أنساك بيه ويارتني أقدر! أخدت نفس عميق وزفرته بوهن وردت:- أيوه.
أمير:- يعني انتي مرتحاله؟
ضحكت بتهكم وقالت بحسره:- مش هتفرق، هو إنسان كويس ومحترم، وكمان عارفين عن كل حاجه من سنين، ومجتهد، مفيش أي سبب للرفض!
قالت آخر جمله بقصد منها يمكن يفهم أنها مجبره عليه ومش لاقيه سبب ترفضه، بصتله مستنيه رده عليها وشافته زي ما هو باصص قدامه و بيهز راسه ليها وقالها:- تمام.
سألته بإستفسار:- تمام إيه؟
أمير بثبات:- مادام مفيش سبب للرفض، يبقى تمام.
هزت راسها مع ابتسامة حزينه وقالت بصوت مبحوح:- آه فهمت.
أمير:- فهمتي إيه؟
ندى:- إنك بتباركلي.
أمير:- بالظبط كده.
حست أنها مش قادره تتنفس وحبت تخرج من الحاله دي وضحكت بتمثيل:- طبعاً أنت هتكون أول واحد موجود في الخطوبه.
بصلها وسألها:- آنتوا حددتوا؟
ندى بضحكة:- أيوة طبعاً، مازن مستعجل جداً، ده كمان عايز نكتب الكتاب في أسرع وقت.
فرمل العربية وبصلها وساكت، ندى قلبها دق لرد فعله وحست ببصيص أمل، وسألته:- وقفت ليه؟
أمير بهدوء:- وصلنا.
بصت قدامها وشافت أنه واقف فعلاً قدام بيتهم، يعني مفرملش غصب عنه! لأ ده بإرادته ومفيش حاجه أثرت على ملامحه، اتنهدت بحزن وحبست دموعها بصعوبه، وفتحت باب العربيه وبصتله بوداع:- تصبح على خير.
هز راسه ليها:- وانتي بخير.
طلعت على بيتها وأمير رجع على بيته، ندى واقفه في شباكها وهو كمان واقف في شباكه، وكل واحد سرحان في مستقبله اللي مش شايفين منه غير ضباب وبس.
بعد يومين.
عند ليله على السطوح قاعده وقدامها طبق غسيل بتغسل هدومها وبعد ما خلصت قامت على مهلها تنشر الغسيل وكان ضهرها لسلم البيت مركزه في شغلها لكن فاجأه فتحت عينيها بصدمه لما سمعت صوته بينده عليها من وراها مباشرة،مشبك الغسيل وقع من ايدها وكانت بتتمنى انها تكون بتحلم،أول ما تبص وراها مش عايزه تشوفه قدامها،بتتمنى تكون بتتخيل، مستحيل يكون مروان!! لا لا لا يا ليله أنتي اكيد بتتخيلي، أيوه مروان عمره ما يعرف يوصلك؛ وعمره ما هيجي هنا أبدا؛ أيوه أنتي بتتخيلي مش اكتر علشان بتفكري فيه كتير بس، لكن سمعت صوته تاني بنبره حنونه:- ليله!
لفت ببطء وكانت الصدمه أنها فعلا مش بتتخيله وان مروان جه علشانها بصتله ومش عارفه تقوله إيه؟اتلجمت مكانها، ياترى تسأله جاي ليه! ولا تطرده ويمشي بعيد عنها! طيب هو جاي علشان يفضحها هنا كمان!!! مش كفايه اللي عمله في الحاره القديمه!
مروان ما صدق إن أنجي تسافر اسكندريه للمصنع وراح علشان يقابل ليلته؛ متأخرش ولا اتردد أنه يجي علشان يشوفها ويتكلم معاها ويحكيلها قد إيه هو عانى من غيرها، عايز يبرر موقفه كالعاده ليها، عايز يتوسل علشان عارف ومتأكد انها هتسامحه علشان واثق انها لسه بتحبه، أيوه بتحبه النظره اللي في عينيها دلوقتي ليه رغم عتابها بس مليانه حب واشتياق، قرب منها خطوتين ونده عليها بهمس واشتياق:- عامله ايه يا ليله؟
قلبها بدأ بالنبض من تاني، مروان حبيبها واقف قدامها مفيش حاجز بينهم، ريحته ملت المكان حواليها، قلبها مليان بالوحده ونفسها ترمي نفسها في حضنه نفسها تطلع كل وجعها فيه والايام القاسيه اللي عاشتها لكن اللوم ما بقاش نافع معاه، ضغطت على أسنانها بغيظ منه ومن طريقته ونظرته اللي كلها توسل وأنه دايما عايش دور الضحيه، حطت أيدها على بطنها وشاورتله على السلم واتكلمت بنرفزه:- أمشي يا مروان؛ امشي من هنا.
مروان بإصرار:-مش همشي يا ليله؛ انا جاي النهارده علشان نتكلم ونوصل لحل.
ليله بعصبيه:- الحل انك تمشي من هنا؛ انت بأي حق تجي برجليك لحد هنا؟ مش كفاك اللي انت عملته فيا هناك عايز تفضحني هنا كمان؟ أنت ايه يا اخي ما بتحسش؟
مروان بندم وعتاب:- لا يا ليله أنا بحس بس انتي اللي مش حاسه بيا، انا بتعذب في بعدك عني.
بصت ليه بغيظ من فوق لتحت واتحركت كم خطوه ووقفت قدام اوضتها واتكلمت بنرفزه:- بعدي عنك!!! مين اللي بعد عن مين يا مروان؟! فوق لنفسك وانت بتتكلم؛ فوق واعرف أنت بتتكلم في ايه وبتقول إيه!! ما تكدبش الكدبه وتصدقها، أنت اللي بعدت عني مش أنا، أنت اللي رميتني واللي بعتني، أنت السبب في كل حاجه بتحصل وهتحصل، وجاي في الاخر بتلوم عليا أنا؟ جاي تقول انك متعذب من بعدي عنك؟ امشي يا مروان امشي وسيبني في حالي كفايه اللي جرالي من تحت راسك.
مروان قرب منها ومسك دراعتها بتوسل:- امشي اروح فين يا ليله!! انتي ليه قلبك ما بقاش فيه رحمه من ناحيتي؟! معقول نسيتي كل حاجه بينا معقول نسيتي كل الوعود اللي فاتت! انا مانكرش اني غلطان؛ وما بنكرش اي حاجه عملتها في حقك؛ لكن كل ده غصب عني؛ الست اللي انا متجوزها! عارفه قد ايه انها متسلطه ومتجبره؟ وهي السبب في اللي انا فيه دلوقتي.
ليله افتكرت آخر موقف معاه وصوته وهو بيرمي عليها يمين الطلاق، ونزلت أيديه بقوه وزعقتله:- بطل كلام الأفلام ده؛ خلاص حفظته تحب اكتبهولك في ورقه؟ ولا أسجلهولك إن الست هي السبب وانك غصب عنك كل اللي حصل! وانك ياحرام ضحيتها، وإن هي اتجوزتك بالغصب، ناقص تقول إنها ممضياك على اوراق علشان تطلقني او يمكن ممضياك علشان تعيش معاها بالاجبار مش كده يا مروان؟مش ده اللي عايز تقوله واللي عايز توصله ليا؟ خلاص يا سيدي الفكرة وصلتلي، أنا فهمت إنك الوحيد ضحية القصه كلها،ممكن بقى تتفضل تمشي؟ انا هنا مش في حارتنا يا مروان لو حد شافك معايا دلوقتي هتبقى مصيبه بجد.
وكملت بقهر:- وانا دلوقتي لعندي أب يدافع عني؟ ولا عندي راجل يقف في ضهري؛ انا أتيتمت واترملت بدري، فياريت تسيبني في حالي، سيبني اعيش في حالي علشان اعرف اربي أبني في المستقبل.
مروان بص على بطنها بحنين:- إبنك!! هو ابني يا ليله؛ وليه عايزاني امشي من حياتك وليه عايزاني أبعد!! انتي عارفه كويس ان اللي في بطنك ده هيتسجل باسمي.
ضحكة بتهكم لعشمه الزايد:- عشم ابليس في الجنه يا مروان يا ورداني، ابني مستحيل يتسجل بإسم واحد زيك، ابقى غبيه لو سجلته باسمك.
مروان كشر عينيه بصدمه:- قصدك إيه يا ليله؟
ردت عليه بهجوم وصوت عالي:- قصدي إنك ما لكش في ابنك ده اي حق من الحقوق؛ انت ما صرفتش عليه جنيه لحد دلوقتي؛ انت ما عشتش يوم من الأيام من اللي كنت بموت فيها علشان اجيب حق العلاج، كنت فين وانا محجوزه في مستشفى علشان ينقلولي دم لما جالي فقر دم من قلة الاكل والغذا؟ كنت فين وانا بنام في الشارع قدام المحل شغل إضافي؟ كنت فين وانا هنا في عز البرد وماية المطر بتدخل عليا من كل حتة في الاوضه دي؟ كنت فين في عز البرد وانا بنام مش لاقيه غطا عدل يدفيني في عز الشتا؟ كنت فين وانا بنام مرعوبه وخايفه حاجه تحصلي ف نص الليل وانا لوحدي؟ أنت ما لكش اي حق فيه ولا فيا أنت خلاص كنت من الماضي وانتهيت، واطلع من حياتي يا مروان، أنت من دلوقتي تنساني زي ما انا نسيتك.
خلصت كلامها ودخلت وقفلت الباب في وشه وقفت ورا الباب ودموعها نازله، مروان قرب من الباب ورفع أيده واتكلم بعاطفه:- ما تقسيش عليا يا ليله ما تبقيش انتي والزمن عليا؛ اليوم اللي انا مشيت فيه من عندك كنت رايح ليها علشان اخلص شغلي وارجعلك زي ما قولتلك، لكن انجي كانت مخططه لكل حاجه، كانت عارفه اللي حصل، عرفت بجوازي منك وده ما ضايقهاش بالعكس!! انجي ما يفرقش معاها اي حاجه غير نفسها وبس، يا ريتها يا ليله قالتلي سيب كل حاجه وروح لحبيبتك،كنت هجري واسيب كل حاجه وانا فرحان واجيلك، لكن بالعكس هي هددتني بيكي قالتلي اني لو ما طلقتكيش هتاذيكي وتنهي حياتك بأي طريقه، انجي انا اعرفها اكتر من نفسي يا ليله صدقيني وقتها خوفت، خوفت عليكي ،عندي اهون اني اطلقك ولا اني اشوفك مأذيه، انا ضحيت بحبي علشان خاطر حياتك انتي يا ليله، عشت في بعدك ولا كأني عايش.
فتحت الباب وبصت في عينيه بعتاب:- هددتك بيا أنا؟!
قرب منها ومسح دموعها اللي نزلت:- غصب عني فراقك بس هي جبروت وتقدر تعمل اي حاجه لو كنت قلتلها لا او ما طلقتكيش صدقيني كنا احنا الاتنين هنبقى ضحيه استبدادها وجبروتها، اوعي تفكري يا ليله اني قادر استغنى عنك او قادر اعيش من غيرك! انا بحبك؛ بحبك اكتر من اي وقت فات.
غمضت عينيها من لمسة أيديه اللي اتحرمت منها، ودموعها نازله نفسها ترمي نفسها في حضنه نفسها ترمي وجعها والايام الصعبه اللي عاشتها في حضنه لكن للاسف ما ينفعش، هو ملك لوحده تانيه هو رماني خلاص بقى انسان غريب عني هو طليقي مش أكتر، كان بيرسم تفاصيلها مسك وشها بايديه واتكلم بصدق:- صدقيني يا ليله هو ده كل اللي حصل وعملت كده علشانك انتي، لو شايفاها انانيه انا موافق اني اكون اناني واضحي بحبي في سبيل حياتك انتي، انا ما عنديش غيرك وما ليش غيرك واللي حصل كله غصب عني، واللي انا عايزك تكوني مقتنعه بيه ومصدقاه ان عمري ما كذبت عليكي في اي حاجه من حبي ليكي، انا حقيقي بحبك وهعيش عمري كله بحبك وهموت وانا بحبك.
ردت عليه بصوت مكسور:- خلاص يا مروان كل حاجه خلصت.
مروان بضعف:- اوعدك اني هصلح كل حاجه.
ليله بوجع:- اللي اتكسر عمره ما بيتصلح
مروان طبع بوسه رقيقه على جبينها خلت قلبها يدق وكلمها باستعطاف:- بكره هصلح كل حاجه بس أنتي متقسيش عليا وحسي بيا.
ليله فتحت عينيها وبصت في عينيه بحنين للماضي واتكلمت بعتاب:- بس انت طلقتني وما سألتش عني وكل حاجه انتهت.
مروان بدقة قلب:- مين قال انها انتهت! مش يمكن دي البدايه لينا.
كشرت عينيها وسألته:- قصدك إيه مش فاهمه!
بيرسم تفاصيلها و قلبه دق بعنف شديد وبص على شفايفها بإشتياق وحن للماضي ومقدرش يتكلم وأفعاله هى اللي اتكلمت، وبدأ في الاحتلال مرة تانيه وليله من عشقها لمروان والعذاب اللي عاشته نفسها تترمي في حضنه وتنسي وجع الماضي ،والمرة دي كانت في احتياج ليه وسلمت نفسها بكل إرادتها ونسيوا هما فين ونسيوا المكان والزمان، وتم الاحتلال لتاني مرة بدون إدارك منهم
سعاد حكت لمامتها وأخواتها عن مختار وسألوها عن رأيها وردت عليهم بالموافقه،وبعدها اتصلت وبلغت مختار إللي يدوبك عرف ومستناش و راح لوحده مؤقتاً أتقدم وطلب أيدها من والدتها واخواتها الرجاله وبعد الموافقه اتفقوا على ان ما فيش خطوبه لانها مطلقه هتكتب الكتاب وتروح على بيت جوزها في نفس اليوم ومختار ما اعترضش وكان مبسوط وقالهم:- والله يا جماعه انا كنت ناوي بالفعل اطلب منكم أنه ما يكونش في خطوبه احنا لسه مش هنتعرف على بعض؟ ولا لسه صغيرين علشان نقضي فتره خطوبة، والحمد لله فيكوا تسألوا عني اهل المنطقه الناس المحترمين وتسالوا كمان عم فرغلي واللي تؤمروا بيه انا هنفذه.
رد اخوها سيد بإبتسامة:- سيرتك وسمعتك اشهر من نار على العلم يا استاذ مختار، وأنت بسم الله ما شاء الله ما تتخيرش عن احمد اخويا وسعاد دي ربنا يعلم معزتها عندي قد ايه، وانها يوم ما تسيب البيت ده هتكون سابت فراغ كبير في قلوبنا، هي اختنا الوحيده ونفديها بعينينا، وبرده هرجع واقولك اللي تقدر تجيبه في بيتك جيبه واحنا اللي هنقدر عليه هنجيبه مش عايزين نعقد الدنيا.
مختار بإبتسامة:- والله يا استاذ سيد انا مش عايز اي حاجه غير سعاد والولاد دي عندي بالدنيا كلها؛ واي حاجه تانيه تتعوض ويا ريت بقى انا شايف ان خير البر عاجله ونكتب الكتاب الخميس اللي جاي ايه رأيكم؟
كلهم بصوا لبعض وسعاد وشها جاب الوان وبصت في الأرض، امال ردت بحيره:- ايوه يا ابني بس لسه في شويه كماليات كده هنجيبها لسعاد.
مختار بتفهم:- يا امي احنا هنكتب الكتاب ان شاء الله وهاخد سعاد والاولاد ونسافر شهر عسل ومفتاح شقتي هسيبه معاكم تكونوا في الوقت ده جبته اللي انتم عايزينه ولو اني والله ما عايز اي حاجه ولولا فاهم و عارف ان سعاد ممكن تزعل وتقول انت هتاخدني بشنطة هدومي بس؟ كنت قلت لكم ما تجيبوش قشايه في البيت وانا تحت امركم في اي حاجه.
سيد بص لسعاد وسألها:- ها يا سعاد ايه رأيك؟ قولتي إيه
سعاد حاسه ان صوتها مش خارج وقالت بصوت خافت:- اللي تشوفه يا سيد.
سيد بتفكير:- وماله انا بقول نفرح وما دام انت هتسافر شهر يبقى هترجع ان شاء الله وتلاقي كل حاجه تمام؛ بس في حاجه كده كنت عايز اتكلم فيها.
مختار بقلق:- خير اؤمرني.
سيد:- الأمر لله وحده بس انا سمعتك بتقول هتسافر شهر عسل والولاد معاك معلش يعني ولا مؤاخذه هتاخد العيال ازاي وأنت عريس؟
مختار بضحكه:- لا ما تقلقش يوسف وايمان هحطهم في عيني وما ينفعش اسافر واسيبهم هنا؛ مامتهم هتبقى قلقانه عليهم.
امال شهقت:- يا ندامه يا ابني وهما العيال هيقعدوا في مكان غريب ما ينفعش يسافروا معاكوا انتوا عرسان سيبهم هنا معايا اهم يونسوني ولما ترجعوا ان شاء الله ابقوا خدوهم وسافروا اي حته تانيه الدنيا ما طارتش يعني.
مختار قلبه دق:- اللي تشوفوه صح انا هعمله؛ وبكره إن شاء الله هاجي أنا وعيلتي ونطلب أيد سعاد رسمي.
أحمد رد بإستعجال وفرحه:- يبقى كده كل حاجه ماشيه زي الفل و على خيرة الله نقرا الفاتحه؟
كلهم رفعوا ايديهم وبيقراوا الفاتحه وعبير زغرطت، وسعاد غمضت عينيها وبتدعي من قلبها ان ربنا يكمل فرحتها على خير.
بعد ما ليله فاقت من اللي حصل بينها وبين مروان اتعدلت في السرير بصدمه ولطمت على وشها من غبائها وأنها لتاني مرة تخسر نفسها وتسلم نفسها، رغم إن العلاقه والاحتلال تم بإرادتها هى، محاولتش حتى تقاوم مروان أو ترفضه؛وبررت أنه احتياج، هل فعلاً هو احتياج ولا تخبط منها ومش عارفه هى عايزه إيه ولا عارفه تحدد ايه اللي جواها! رغم أنها عاشت وقت جميل ومشاعر تواقه بينها وبين الشخص اللي بتحبه إلا إن جواها جزء مش مستريح! وده أكيد لأن اللي يعيش في الضلمه! صعب يحس حلاوة النور، رددت لنفسها بعياط:- يا نهار أسو. يا نهار أسو. عليا واللي بيحصلي!
مروان مسد على ضهرها:- اهدي يا ليله في ايه لكل ده!
بصتله بغيظ وغضب ونهرته:- في إيه!!! انت مش عارف في إيه؟! ولا المصيبه اللي حصلت دلوقتي؟
مروان اتعدل وبيقفل زرار القميص:- هنرجع تاني يا ليله لنفس التفكير ده؟ حبيبتي انا بحبك وقريب قوي هنرجع نعيش مع بعض.
كشرت عينيها:-نرجع نعيش مع بعض؟ يعني انت مش فارق معاك اللي حصل بينا دلوقتي وفي الحرام يا مروان!
مروان رجع شعرها ورا ودنها بهدوء:- ليله أرجوكي بطلي بقى تفكري بالطريقه دي، مادام انا بحبك وانتي بتحبيني! خلاص مافيهاش اي حاجه، وبعدين كلها فتره بسيطه اظبط اموري واخدك واسافر بعيد عن البلد دي، ونعيش هناك براحتنا.
ليله بأمل ونسيت كل اللي حصل؛ مسكت دراعه بثشبث:- انت بتتكلم بجد يا مروان انت ممكن ترجعني ليك تاني ونبعد بعيد عن هنا؟
مروان أبتسم ودفن وشه في كتفها:- زي ما قلتلك يا ليله انا خلاص ما بقتش قادر أعيش من غيرك.
ليله بأمل ردت بتفكير:- طيب مادام أنت مقرر، يبقى رجعني عند أي ماذون وما ليش اي طلبات عندك، المهم تردني ليك.
مروان اتعدل ورد بحيره:- أحم ، دلوقتي حالياً مش هقدر اعمل اي حاجه؛ ومتتسرعيش وتقولي اني بضحك عليكي، أنا فعلاً مش هقدر، لأن ان أنجي لو عرفت! المرة دي مش هتتردد أنها تقتـ.ـلني وتقتـ.ـلك سيبيني بس اظبط كل اموري واليوم اللي هكتب عليكي فيه! هاخدك ونسافر وأطلق انجي واكون استريحت من جحيمها، وزي ما ادتيتيني فرصه المرادي! فخليكي واثقه فيا واعتبرها آخر فرصه ليا.
غمضت عينيها واخدت نفس عميق ومفيش وقت للتفكير لأنها معندهاش حل تاني،حطت راسها على كتفه واتكلمت بإحباط:- انت ما تعرفش انا محتاجالك قد إيه يا مروان! انا تعبت من العيشه لوحدي؛ واتعذبت قوي والدنيا دايما مديالي ضهرها وحالفة ميت يمين ماتضحكلي، وحياة ابنك يا مروان المرادي تخليك جمبي وما تبعدش، ما بقاش فيا حيل لأي صدمات تانيه.
مروان ضمها لحضنه وطبع بوسه على شفايفها:- اوعدك يا روحي اني مش هبعد عنك أبدا؛ انا خلاص عرفت سعادتي فين ولازم اكمل علشان نعيش مع بعض.
خبت نفسها في حضنه عايزه تعوض كل الاحتواء اللي اتحرمت منه، وابتسمت أخيراً واتنهدت:- تعرف من زمان قوي ما غمضتش عينيا براحه وأمان كده.
ضمها اكتر لحضنه وبيلاعب خصلات شعرها:-اوعدك اللي جاي كله هيبقى راحه ليا وليكي؛ بس عايز أعرف منك وتحكيلي كل اللي حصل معاكي، واية اللي جابك في مكان زي ده؟
بدأت ليله تحكيله وهى ساكنه في حضنه كل اللي حصل ليها من وقت ما طلقها ومو.ت أبوها وخبث فتحي طليقها لحد ما هربت من الحاره واشتغلت هنا، وبعد ما سمع منها سألها على الحمل واللي مرت بيه وحكتله، واتفق معاها أنه كل فترة هيجيلها هنا الأوضه وأنه آأمن مكان أنجي مبطتقدرش توصل ليه، وفاجأة حسوا بحركة بره الاوضه وحاجه وقعت على الأرض، وكأن حد كان بيراقبهم، ليله انتفضت من مكانها وقالت برعب:- ينهار أسو. إيه الصوت ده؟ لايكون حد شافنا وبص علينا من الشباك؟
مروان طمنها و قام بخفه وبص من الشباك بترقب ما لقاش حد ولف ليها:-ما فيش حد أهدي أنتي خوفتي ع الفاضي.
ليله:- خوفت على الفاضي إزاي؟ والصوت اللي سمعناه بره ده؟ لأ أنا متأكدة أن حد شافنا، يادي المصيبه.
فتح الشباك على آخرة وبص كويس وشاف كرسي قديم واقع ع الأرض:- ده كرسي قديم وقع من وسط الروبابيكيا متقلقيش بقى.
ليله حطت أيدها على قلبها بقلق مبهم:- لأ؛لا ميقعش لوحده أنا بقالي شهور هنا وزي ما هو، اشمعنى وقع دلوقتي؟ أنا متأكده إن في حد طلع ع السطح، انا هطلع اشوف بنفسي.
وكملت بتنبيه:- اوعى تطلع بره الأوضه دي مش ناقصه فضايح.
لبست فستانها وطلعت دورت على السطح كله ما لقتش حد وظنت إن الكرسي وقع علشان قديم ومتكسر،حطت أيدها على قلبها بأريحية ودخلت عند مروان وهى متطمنه،وما تعرفش إن محمد إبن الست ساميه شافها وهى في حضن مروان و واقف على السلم ومبتسم بخبث:- ما طلعتيش سهله يا ليله.
أمير في مكتبه و وصله كارت دعوه ، وفتحه يقرأه وكانت دعوة خطوبة ندى ومازن.
ندى قاعده قدام التسريحه ولابسه فستان الخطوبه باصه لنفسها في المرايه بضياع ومش قادره تشوف ايه اللي مرسوم ليها، او إيه اللي هي رسمته لحياتها،كل حاجه قدامها فراغ مش حاسه بطعم أي حاجه، الفرحه اللي جواها ما.تت لانها بقرارها ده! خلاص قيدت نفسها بمازن وللابد؛ وندمت إنها وافقت من البداية، فكرت إنها هتنسى أميرها وهتقدر تتخطاه، دموعها نزلت بقهر، غمضت عينيها وحست بإختها شمس اللي دخلت عليها وكانت هى كمان مش مبسوطه، واتكلمت بإحباط:-عريسك وصل يا ندى -----------