رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الواحد و العشرون بقلم جميلة القحطانى
واللوحات على الطريق تُشير إلى منطقة شبه صناعية.
توقفت السيارة أمام مبنى متوسط الحجم، لا يحمل لافتات واضحة، لكنه محاط بسياج حديدي وحراس عند البوابة.
نزل فهد، وقال بجفاف:اتبعيني.
دخلت خلفه إلى مكتب أنيق، فيه رجل يبدو في الأربعين، يرتدي بدلة رمادية، ونظرة تقيّمها من رأسها حتى قدميها.
أهلاً، سهير… كنتِ متوقعة تيجي لوحدك، بس ماشي. معانا فهد.
نظرت إليه باستغراب:إحنا فين؟ وده إيه؟
فهد قال ببرود، دون أن ينظر إليها:إنتي شريكة في وحدة عقارية من يومين. وقّعتي على الأوراق.
شهقت:إيه؟! إيه الكلام ده؟!
الرجل ابتسم:الملكية اتنقلت، وانتي دلوقتي مساهمة في مشروع بناء. بس طبعًا اسمك رمزي، مش رسمي. وإحنا محتاجين توقيعك النهائي هنا.
التفتت نحو فهد بصدمة:استغليت توقيعي؟! ده نصب!
فهد قالها ببرود:مش نصب، ده عمل… وده مقابل سكنك عندنا، ورعاية خالك ليك.
عيونها امتلأت بالدموع، لكنها مسحتها بسرعة، وقالت:
يعني أنا مش أكتر من ورقة في لعبتك؟!
ثم نهضت وقالت:مش هوقّع على حاجة تانية… حتى لو طردتني في الشارع.
فهد تقدم خطوة نحوها، لكن عينيه خفت فيهما النار، كأن شيئًا فيها بدأ يهز قناع الجمود.
اعملي اللي يعجبك.
في السيارة، كان الصمت مسيطرًا، لكن قلبها ينبض بغضب وقهر.
مها: فتاة في منتصف العشرينات، طيبة، خجولة، تُحب في صمت، وتُقابل دائمًا بالخذلان من أهلها.
زينة: الأخت الصغرى، جميلة وجريئة، مدللة رغم قسوتها، تُعاني من عقدة تجاه مها وتحب مضايقتها.
الأم والأب: يعاملان مها كأنها عبء، يسخران منها باستمرار، ويُفضّلان زينة في كل شيء.
رائد: الشاب الذي كانت مها تحبه ويحبها، لكن العائلة أصرّت أن يتزوج زينة بدلًا منها.
رائد بعد الزواج: يعيش مع زينة في بيت واحد، لكن قلبه لا يزال معلقًا بمها، ويشعر أنه خُدع.
مها نشأت في بيت بارد، لا يحتويها. كانت دومًا الخادمة الصامتة في عيون أهلها. كل إنجاز تحققه يُقلّلونه، وكل ضعف تبديه يُسخّرون له اللوم والتهكم.
رائد، جارهم، كان نورًا صغيرًا في عالمها المعتم. أحبها بصدق، وكانت تراه رجل أحلامها.
لكن عندما قرّر التقدم لها، انقلب كل شيء.
قالت له الأم بوضوح:مها؟! إنت مجنون؟ دي ما تنفعش حتى خدامة في بيتك. زينة أحسن وأشيك وأصغر!
وبضغط العائلة، وبحيلة دبرها الأب بأن مها لا تريد الزواج الآن، اقتنع رائد مضطراً بالزواج من زينة، خاصة.