رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثانى و العشرون22 بقلم جميلة القحطانى

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثانى و العشرون بقلم جميلة القحطانى


بعدما أوحت له زينة أن مها كانت تراه مثل الأخ.
في يوم زفاف زينة، جلست مها في غرفتها تبكي بصمت، تُقلب صورها مع رائد، بينما أصوات الأغاني ترتفع في المنزل.
زينة، حتى بعد الزواج، لم تترك مها وشأنها. كانت تدخل عليها لتقول بسخرية:عارفة، رائد بيحب الحنية... عشان كدا أنا عوضته، إنتي عمرك ما تعرفي تحتضني حد.
ورائد، بعد فترة، بدأ يلاحظ الحقيقة. زينة قاسية، متكبرة، لا تبادله المودة.
وفي لحظة انفعال قال لها:لو كنت تزوجت مها، كان زماني بخير!
كانت مها تتذكر عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، تحمل حقيبتها القديمة بإحكام، وتخفي بداخلها دفترًا مزينًا برسوماتها البريئة. كانت تحب المدرسة، كانت تجد في الحروف ملجأً وفي الأرقام تحديًا، تحلم أن تصبح طبيبة أو كاتبة، فقط لتُثبت لنفسها أنها تستحق الحياة.
لكن في ذلك اليوم، عاد والدها إلى المنزل، وجهه عبوس وصوته حاد:من بكرة ما تروحيش المدرسة. خلّيكي في البيت تساعدي أمك. العلم ما ينفعك، إنتي مش قد زينة.
تجمدت الكلمات في حلق مها، نظرت لأمها، لعلها تتدخل، لكنها فقط هزت كتفيها وقالت:زينة أشطر، وإنتي تعبتي دماغنا. خلي الشطارة لأهلها.
في اليوم التالي، كانت زينة تقف أمام الباب، تمسك بشهادة تفوقها بيد، وباليد الأخرى تمسك قطعة شوكولاتة فاخرة، تضحك وتتفاخر:أنا جبت امتياز! شفتِ الفرق؟ أنا اللي أستاهل أكمّل.
ومها؟
كانت تجلس على الدرج، تنظر إلى الحقيبة الملقاة بجانبها، وإلى الكتب التي لم تُقرأ بعد.
عيناها جافتان من الدموع، وكأن الحزن غطّى حتى قدرتها على البكاء.
سمعت والدتها تهمس لجارتهم:زينة دي حظها حلو، أما مها… خليها في البيت، يمكن تتعلم الطبخ أحسن.
ومنذ ذلك اليوم، ماتت الأحلام الصغيرة في قلب مها، لكنها لم تُدفن… بل كبرت معها، في صمت.
في إحدى الأمسيات، كان مهاب جالسًا مع خطيبته ليلى في مقهى هادئ، يتأملها وهي تقرأ قائمة الطعام بتركيز شديد، فابتسم بمكر وقال:هو إنتي ناوية تطلبي الأكل ولا تعملي عليه دراسة جدوى؟
رفعت ليلى عينيها بحدة، ثم تجاهلته، فقال متصنعًا الجدية: بقولك إيه، لو فضلتي كده هطلبلك شوربة سعادة... يمكن تبتسمي شوية!
ضحكت، فردّت عليه:وسيبك من الأكل، ما تعمل دراسة جدوى على عقلك يمكن نلاقي له استثمار!
ضحك الاثنان، وظل مهاب يغازلها بإشارات خفية أمام النادل، فتضربه بخفة وتقول: هتقلبها فيلم مصر
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1