رواية احتلال محرم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم مريم نصار


رواية احتلال محرم الفصل الثاني والعشرون  بقلم مريم نصار


#بقلم مــــريـــــم نصـــار.


الست ساميه قاعده قدام المحل وشكلها محبط ،حاطه ايدها على خدها،بتفكر في ليله وياترى إيه سبب أنها اختفت مرة واحدة من غير سبب؟ وياترى راحت فين ولمين؟ محمد ابنها راجع من الشغل وهي شافته معدي من قدامها من غير ما يكلمها وندهت عليه بسرعه وسألته بلهفه:- عملت ايه يامحمد؟

وقف مكانه ونفخ بخنقه رجع ليها خطوه و رد عليها بنزق:-عملت إيه في إيه يما؟

 ردت وهي محتاره:- دورت على ليله يابني؟! أو حتى ما سمعتش عنها اي خبر؟

 رد بزهق:- يوووه ما وراناش غير ليله ومصايبها، اسيب شغلي بقى وأكل عيشي واقعد ادور على الست الهربانه!

 ردت عليه بإستعطاف:- البنت غلبانه وملهاش حد غيرنا وبقالها تلات ايام مش باينه في الحته، يا عالم إيه اللي حصلها ولا إيه اللي جرى ليها؟

 مقدرش يتحمل قلق والدته عليها وخصوصاً أنه مقدرش عليها يومها وعورته في راسه وجبينه من الازازه، وافتكر لما شاف دمه سايح على وشه وهو بيلم كسر الازاز من الاوضه علشان محدش يلاحظ إنها هربت بسبب حد اتهجم عليها، جز على أسنانه وقالها بنرفزه:- هيكون جرالها إيه يعني؟ أنتي اللي بتفكري كتير وشاغله بالك على واحده مش تمام، وبصي من الاخر كده علشان ما تاكليش دماغي بالبت دي! البنت دي ماشيها شمال ومش مظبوط، ومن الاخر كده ليله هربت.

 شهقت ساميه وخبطت على صدرها:- أنت بتقول ايه يامدهول على عينك، هى الخبطه على نافوخك من صحابك أثرت عليك!! ياخي حرام عليك تفتري على بنات الناس كده.

 حط ايده على الجرح وصك على أسنانه بغيظ واضح واتكلم بإقتضاب:- افتري على مين؟ عيبك يما إنك مش فاهمه حاجه، ودلوقتي أنا الوحش، علشان انا ساكت وقلت إن الله حليم ستار طلعت انا في الاخر اللي بفتري على بنات الناس؟! آه لو تعرفي البت دي بتعمل إيه من ورانا؟!

كشرت عينيها بعدم فهم:- أنت بتقول ايه انا مش فاهمه من كلامك حاجه؟! ماتجيب الخلاصه ياواد أنت أنا مش فاضيالك.

 طلع سِجاره وبيولعها واتكلم بجديه:- بصي بقى و من الاخر كده! أنا شوفت واحد بيطلع للبت ليله على السطوح يوماتي وما رضتش أتكلم وحطيت جزمه في بوقي.

 فتحت عينيها بصدمه ومصدقتش كلامه وقالتله:- واحد بيطلع لليله؟! أنت قصدك!!!! انت واعي للي انت بتقوله؟ دي تبقى مصيبه، لا لا لا انا ما صدقش مستحيل ليله تعمل كده.

 رد عليها بسخريه:- ومستحيل ليه هو انتي أصلا تعرفي عنها حاجه؟

 ردت ساميه بتأكيد:- ايوه اعرف عنها كل حاجه هي قالتلي على اللي عاشته كله.

ضحك بصوت مسموع ورد بتريقه:-تحبي أألف ليكي قصه دلوقتي؟ واقولك إن ابويا كان راجل غني وخسر فلوسه في القمار؟ انتي بتصدقي مين يما؟ طب هسالك على حاجه صغيره! هي قالتلك انها متجوزه صح كده؟

 ردت ساميه:- ايوه صح.

 محمد بدهاء:- طيب أنتي شوفتي قسيمة جوازها بعنيكي؟

فكرت في كلامه لحظات و ردت:- لأ؛ بس هى قالت نسيت تجيبها بعد ما طليقها طردها وحلفتلي على كده.

 ضحك وقال:- قالوا للحرامي احلف، فوقي يما وفكري بالعقل كده، دي لا معاها قسيمة جواز ولا معاها حتى صورة بطاقه لجوزها ولا حتى صوره ليهم مع بعض علشان نصدقها، ولا معاها اي حاجه تثبت انها كانت متجوزه أصلا.

وكمل بمكر:-اسمعي يما علشان تريحي دماغك وتريحيني معاكي، البت دي من الآخر شكلها حامل في الحر.ام ولما أهلها شموا خبر!! طفشت علشان ما يخلصوش عليها، ودلوقتي شافت واحد ولفت عليه وهربت معاه.

سكتت ساميه شوية وحطت أيدها تحت دقنها وبتفكر في كلام أبنها، واقتنعت تماماً بتحليله للأمور وفعلاً ليله جت لوحدها وما معهاش اي ورق يثبت انها متجوزه ولا في حد دور عليها ولا حد جه يسأل عليها في يوم من الأيام، معقول يا ليله؟! معقول تكوني خاطيه وهربانه واستغفلتيني!!! اااه ياناري بس لما اشوف وشك حسابي معاكي بعدين إن ما جرستك في الحته كلها ؟ مايبقاش اسمي الست ساميه ام محمد! 


في مستشفى خاص.


 الدور الرابع غرفه 122 موجود دكتور في سن ال 50 تقريباً، قاعد في استراحة الغرفه على الكنبه وواضح عليه الإرهاق، الممرضه جريت عليه وقالت بلهفه:-دكتور رؤوف المريضه فاقت.

 قام بسرعه وجري عندها يتأكد بنفسه وبص عليها، كانت ليله نايمه في السرير وموجود جرح في جبينها ملفوف بشاش، ايدها الشمال ملفوفه في جبيره وباقي جسمها فيه كدمات بسيطه أثر الحا.دثه،فتحت عينيها ببطء وحاولت توضح رؤيتها لكل حاجه حواليها وبصت يمين وشمال وشافت نفسها في مكان غريب وهمست بتعب وبتسأل بصوت ضعيف:- أنا فين!

 ابتسم الدكتور ونفخ بأريحية أنها فاقت أخيرا وقال:- الحمد لله؛ حمد لله على سلامتك يا مدام ليله.

 بصت في إتجاه الصوت وشافت راجل متعرفوش وهمست تاني:- أنا فين؛ وأنت مين؟!

 اتنهد ورد عليها:- انا الدكتور رؤوف، وانتي موجوده هنا معانا في المستشفى.

 كشرت عينيها بتعب وردت بإستفسار:- مستشفى!!

 وافتكرت الحا.دثه وخافت على الجنين، فتحت عيونها بخوف وحطت ايدها على بطنها لكن ما لقتش بطنها عاليه وكانت في مستواها الطبيعي ،قلبها دق برعب وخافت، حاولت تتعدل لكن الدكتور والممرضه منعوها، وسألته بصوت منحور وترجي:- الحا.دثه و أبني، أبني يادكتور ده آخر أمل فاضلي في الحياة علشان أعيش علشانه، اوعى تقول إنه خلاص راح هو كمان.

 الدكتور طمنها:- اهدي يا مدام ليله، اطمني إبنك بخير وكل حاجه تمام، و اللي عايزه منك بس انك ما تتوتريش وتكوني هاديه لأن الكلام الكتير والمجهود غلط عليكي، وخصوصاً إنك بقالك تلات أيام في غيبوبة من وقت الحادثه لحد دلوقتي، وفاتحه قيصرية كمان فارجوكي أهدى و اطمني.

رجعت مكانها بهدوء بعد ما سمعت منه إن أبنها عايش وبخير، غمضت عينيها واخدت نفس عميق وهى بتفتكر رد فعل مروان آخر مرة، وهزت راسها واتكلمت بحزن:- ابني فين ارجوك يا دكتور؛ عايزه اشوفه. 

بص للممرضه تجيب حقنه وقالها:- صدقيني ابنك بخير وهاتشوفيه، بس انا عايز منك دلوقتي تكوني هاديه خالص، وهننقلك غرفه عاديه وبعدها هفهمك على كل حاجه اتفقنا؟

هزت راسها بالموافقة من غير رد منها،بعد شويه في الغرفه العاديه، متعلق ليها المحاليل، كانت قاعده في السرير غصب عنها بكت بندم على موقف مروان ليها والمرة الكام؟ اللي خذلها فيها وعمرها ما احتاجته ولقته جمبها، عمر ما حد خذلها غير أقرب حد ليها الشخص اللي حبته وغفرت كل اخطائه رجع واذنب في حقها من جديد، ياترى لو رجع تاني هتسامحه؟ دخل الدكتور وهى حست بيه مسحت دموعها بسرعه، وهو محبش يبين ليها أنه شافها،قعد على الكرسي اللي قدامها وحب يطمن عليها:- ها عامله إيه دلوقتي يا مدام ليله؟

 ردت بإنكسار وحزن:- عايشه.

 ضم حواجبه بإستغراب من نبرة صوتها وشاف حزن كبير في عينيها وواضح انها عانت في حياتها هز راسه ورد عليها:- كلنا عايشين؛ المهم يانعيش الحياه دي صح او نتعلم علشان نعيشها صح.

ردت بيأس:- وايه لازمتها الحياة طول ما هي ضدك؟.

رد عليها بأمل:- الحياه عمرها ما كانت ضدنا احنا اللي ضد الحياة،لأن الحياة دائماً بتاخدنا في المسار الصحيح، لكن احنا بتصرفاتنا وتوجيهاتنا وتفكيرنا الغلط بنمشي عكس الريح وده اللي بيخلينا نتخبط ونقع في شر أعمالنا، وبنعلق دائماً أخطائنا على شماعة الحياة يامدام ليله.

 بصتله وسكتت كأن كلامه منطبق تماماً عليها ، دايما كانت بتمشي عكس التيار، دايما بتعمل اللي هى شايفاه صح من وجهة نظرها وبس حتى لو كان للعالم غلط، بس هيفيد بأيه الندم ياليله!! لكن كشرت عينيها أنه طلع عارف إسمها طيب عرفه إزاي ومنين؟ وسألته:- أنت عرفت اسمي إزاي؟

 شال النضاره الطبيه وأتكلم بأسف:- أحب أعرفك بنفسي انا الدكتور رؤوف دكتور جراحه عامه ومناظير ولما جيتي هنا المستشفى شوفت في شنطتك الاوراق بتاعتك وعرفت منها أسمك.

سكت لثواني وبصلها وحمحم بحرج وكمل:- وعلى فكرة أنا الشخص اللي خبطك بالعربيه.

 وكمل بتبرير:- بس صدقيني الحا.دثه دي حصلت غصب عني انا ما تسببتش فيها بقصد مني أو حتى إهمال، فاجأة أنتي ظهرتي في طريقي مرة واحده وحبيت انبهك مره واتنين وما لحقتش حتى أني افرمل وأنتي زي ما انتي ما تحركتيش كأنك كنتي في دنيا تانيه أو تمثال واقف مابيتحركش.

هزت راسها بتفهم وردت بإحباط:- عادي يا دكتور بس ياريتك ما انقذتني،كان هيبقى كتر خيرك قوي لو سبتني امو.ت.

 الدكتور طبطب على ايدها وأتكلم باحتواء:- وحدي الله؛ ليه بس التشاؤم ده! وليه عايزه تنهي حياتك بأيدك؟ حياتنا غاليه قوي وتستاهل اننا نحافظ عليها.

خرجت منها تنهيدة وجع وافتكرت شريط حياتها والأسى اللي عاشته وطريقها الغلط اللي مشيت فيه بإرادتها وقالت:- لما يبقى في حياة اصلا نبقى نحافظ عليها.

رد عليها:- واضح إنك مصممه متخرجيش من حالة الحزن اللي انتي فيها دي! بس أنا متأكد مع الأيام هتتحسني.

وبصلها وقلق أنها تقدم فيه بلاغ بسبب الحادثه وكل ده هيعمل شوشرة على إسمه وسمعته وكمل بحيره:- مدام ليله انا عايز أقولك إن مركزي وسني وشرف مهنتي لايتحمل إني اتبهدل في أقسام الشرطة بسبب اللي حصلك، وخصوصاً إني حاولت أعمل اللي أقدر عليه تجاهك وتحملت كل علاجك على حسابي الشخصي ولحد آخر يوم في المستشفى، صدقيني الحا.دثه دي حصلت.....!


فهمت قصده وقاطعت كلامه قبل ما يخلص:- اطمن يادكتور رؤوف أنت مالكش أي ذنب في اللي حصل، دي غلطتي أنا، أنا اللي كنت ماشيه تايهه ومش حاسه أنا فين ولا ماشيه إزاي، وحرام عليا بعد اللي أنت عملته معايا وعالجتني وانقذت ابني وتحملت مصاريف علاجنا! إني اورطك في حاجه مالكش ذنب فيها، واحد غيرك كان سابني ومسألش وقال دي غلطتها هى، أنا كل اللي يهمني أبني يادكتور،ابني وبس.

اتنهد براحه واطمن ورد بإبتسامة:- متشكر جداً على تفهمك، و إن شاء الله هتطمني على إبنك ويكون بخير.

 بصتله بنظرة ترجي وقالت:- عايز اشوف ابني يا دكتور الله يخليك؛ كمل جميلك معايه وخليني أملي عيني منه.

 هز راسه ليها مع ابتسامه واتكلم بعمليه:- حاضر، بس قبلها لازم اشرحلك ايه اللي حصلك بالضبط وحصل لابنك وايه هو وضعه دلوقتي وبعدها تقدري تشوفيه.

اتعدلت بتركيز وهو كمل وقال:-طبعا حملك كان في الشهر السابع وده بعد الفحوصات، ولكن بعد الحا.دثه كان صعب جداً اننا نحافظ ان حملك يكتمل لأنك نزفتي كتير، زائد إن كان عندك فقر دم شديد واحتاجتي لنقل كمية كبيرة من الدم، و لكن الحمد لله المتخصصين والمساعدين قدروا انهم ينقذوا طفلك بس لازم يكون في الحاضنه لمده لا تقل عن شهرين ودي أقل حاجه لان وزن الطفل ضعيف جدا واعضائه غير مكتمله زي الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وعدم اكتمال الرئتين، وعلشان كده لازم يبقى في الحضانه اطول وقت ممكن علشان نساعده على التغذيه والتنفس بانتظام كأنه لسه بطن الأم بالظبط.

 لليله حطت ايدها على قلبها اللي بيدق بخوف وسألته بتوجس:- يعني!! يعني في خطر على حياته يا دكتور؟ ابوس ايدك انا ما ليش في الدنيا دي غيره.

 تفهم رد فعلها وحب يطمنها وقال:- اطمني إبنك إن شاء الله هيكون بخير؛ لكن لازم تسمعي الكلام وما تقربيش منه هتشوفيه بس من بعيد وانا طلبت من الممرضه انها تجهزك علشان تشوفيه ويا ريت تحافظي على هدوءك.

رضيت بالأمر الواقع وقامت ودموعها على خدها وراحت مع الممرضه علشان تشوف ابنها وقفت قدام الحضان ومش مصدقه ان هو ده ابنها، حجمه صغير جداً، ضعيف لاحول له ولا قوة ،اول ما شافته حطت ايدها على بقها ودموعها نزلت، عيطت من الألم و وجع قلبها، مفيش حد معاها ولا جمبها ترمي وجعها عليه، مفيش حد جمبها يطمنها ويقولها اطمني يا ليله إبنك هيكون بخير وهتضميه قريب لحضنك؛ مسحت دموعها واتحايلت على الممرضه بذل وترجي:- والنبي خليني ادخل اشوفه؛ خليني المس أيده بس والنبي أبوس إيدك.

الممرضه برفض:- ممنوع حضرتك المكان معقم ولو دخلتي جوه هتاذيه وتأذي أطفال كتيره غيره.

وشاروت على باقي الحضانات وقالت:- شوفي في كام طفل غير مكتمل غيره؟ ولازم نحافظ عليهم كلهم، ارجوكي تعالي ارجعي معايا أوضتك وإن شاء الله إبنك هيبقى كويس.


أنجي في المكتب شغاله على اللاب توب وجمال في النادي واتصل عليها وردت وهو كلمها بضحكه وقال:- صباح الفل يا انجي هانم، مع إني زعلان منك.

 ضمة حواجبها وقفلت اللاب وضحكت بسخريه وقالت:- خير يا جمال متصل ع الصبح علشان تقولي زعلان؟ ماتتفلق المفروض اعملك إيه؟

 ضحك واتكلم بمجامله:- زعلانه علشان عرفت إن عيد ميلادك كان يوم الجمعه اللي فاتت؛ وعزمتي كل الحبايب إلا أنا، طيب كنتي اعزميني ده انا حتى كنت هجيبلك هديه حلوه، أي نعم مش مقامك بس أهو حاجه أعبر بيها عن اللي جوايا.

ضحكه بصوت مسموع وردت بثقه:- مش معقول يا جمال هديه مرة واحدة؟ وانت ياترى بقى!! هتقدر على هديتي؟

 جمال بإعجاب:- اديكي عمري كله يا هانم بس أنتي ترضي عليا.

حطت رجل على رجل وقالت بشر دفين:- هرضى عليك يوم ما الصفقه تبقى في جيبي غير كده انسى رضايا ده يا جمال.

 رد عليها بتنهيدة ومكر:- بصراحه انا بحسد مروان بيه عليكي، بجد بايضاله في القفص.

رفعت حاجبها من إعجابه الظاهر بيها ومطت شفايفها وردت بتكبر:- مش لوحدك اللي بتحسد مروان عليا؛ تؤ في كتير غيرك.

 رد بتأكيد:- أكيد يا هانم؛ اكيد اللي يقرب بس من انجي الورداني يبقى نال شرف كبير؛ ما بالك بقى باللي متجوزها! حقيقي يا بخته.

 قاطعته بنبرة حادة:- أظن انت مش متصل تغازل فيا على الصبح!قول سبب اتصالك وجيب من الآخر.

 هز راسه ورد بمغزى:-الاخر ده عندك أنتي يا هانم، مارتن كان عندك أنتي واكيد اتكلمتوا واتفقتوا على كل حاجه.

أنجي بسخرية:- وانت بقى عايز تعرف اتفقنا على إيه؟!

 جمال بثقه:- من حقي؛ علشان انا اللي في وسط النار مش أنتي ؛ اوعي تكوني فاكره إن امير برهامي سهل! لأ ده بحره غويط ومتعرفيش إيه اللي جواه، ولو اكتشف في يوم إنك بتعرفي المعلومات عن طريقي يبقى فيها نهايتي ومن غير ما يسمي عليا، و وقتها بقى انتي مش هتقري عليا الفاتحه حتى، ومستكتره عليا اعرف اتفقتوا على إيه؟

مهتمتش لكلامه وردت بسخريه واضحه:- والله إن أمير يكتشفك دي مش مشكلتي، ده يبقى من غبائك أنت فامتلومنيش عليه، وبعدين يا حبيبي انت بتقبض تمن خيانتك لأمير بمرتب شهري مني ما تحلمش بيه طول عمرك، ومش من حقك تطلب مني إني أقولك على أي حاجه تخصني لكن عموماً هريحك يا جمال واقولك ان خلاص مارتن اكدلي إن كلها عشر أيام والدهب يكون معايا و وقتها هتبقى ضربه قاضيه لأمير.

جمال رد بضجر:- عارف أنها مش مشكلتك يا هانم، بس ماعلينا نشوف مصالحنا أحسن.

وكمل بحماس:- ودي هتبقى احلى ضربه لأمير؛ ياما نفسي اشوفه وهو بيندب حظه وخسارته للصفقه دي.

في الوقت ده وهى بتسمعه، مروان خبط ودخل عندها وشكله متوتر ومش على بعضه،هي حبت تنهي المكالمه معاه:- اوكي تمام هكلمك بعدين باي.

 قفلت المكالمه وبصت على مروان اللي من يوم الحفله وهو مخنوق وبيدور على ليله ومش لاقيلها اي اثر وانجي من الوقت ده على طبيعتها خالص وما حاولتش تفتح الموضوع ده معاه،كأنها لا شافت ولا سمعت حاجه، شبكت ايديها في بعض وسألته بهدوء مع ابتسامة خفيفة:- خير! في حاجه يا مروان؟.

كان عايز وقت فاضي علشان يدور عليها، نفسه يلاقيها ويفهمها انه كان خايف عليها من شر أنجي، دايما شايف نفسه أنه صح وشاف ندالته مع ليله خوف عليها وأنه على طول ضحية، بص لانجي، بلع ريقه بتوجس واتكلم بنبرة فيها توسل:- احم، أنتي عارفه إني بقالي مده تعبان وبحاول اتحسن و كنت عايز اسافر اسكندريه علشان اتابع الطلبيه اللي هتيجي كمان يومين، واهو منها أغير جو شوية، ده بعد أذنك طبعاً.

 رفعت حاجبها ولفت بالكرسي تفكر، هي عارفه انه عايز وقت علشان يدور عليها، عايز يهرب علشان يكون في أمان، ابتسمت بتمثيل وردت بلطف:- اوكي ما عنديش مانع سافر يا مروان.

وبصتله وكملت بمغزى:- سافر وارجع وقت ما تحب.

 بص ليها بتعجب من موافقتها السريعه وقالها:- أنتي بتتكلمي بجد يا أنجي؟

 ابتسمت وقالت بتأكيد:- طبعاً يا حبيبي، وأنا من امتى بهزر في الشغل، وبعدين أنت تعبان؛ وف وسط تعبك ده؟ خايف على مصلحة المصنع مش كده؟

هز راسه ليها بالموافقة وقال:- أيوه كده بالظبط.

ردت بدهاء:- سافر يا مروان ومن دلوقتي لو عايز، أنا سبتلك الحريه المطلقه.

 ضحك بأمل واتكلم بعرفان:- متشكر؛ متشكر جداً ياحبيبتي، انا هسافر حالا وهباشرك بكل حركه تحصل في المصنع.

هزت راسها بتمثيل:- اكيد يا مروان طول عمرك هُمام.

سابها وخرج وهي مسكت القلم بإيدها بقوه وشر وبصت قدامها للفراغ.


شركة برهامي.


جمال خبط ودخل لأمير مكتبه وقاله:- أمير بيه في واحده بره عايزه تقابل حضرتك بتقول اسمها ندى فهمي.

 هز راسه ليه وقاله:- تمام خليها تدخل يا جمال؛ واطلبلنا اتنين قهوه مظبوط.

 جمال:- حاضر يا فندم.

 فتح الباب ليها وقالها بإبتسامة:- اتفضلي حضرتك أمير بيه في انتظارك.

وقفت ندى قدام باب المكتب واخدت نفس عميق وزفرته بقوه ودخلت مع ابتسامه وقالت:- مساء الخير ازيك يا أمير؟

 قام وسلم عليها مع ابتسامه هو كمان وقالها:- أهلا، ازيك يا ندى عامله إيه؟

 ردت:- انا بخير وأنت؟

 رد وهو بيشاور ليها تقعد وقال:- انا تمام، يا ترى جايه بالصدفه ولا جايه تسلمي عليا؟

ردت بإبتسامة واتكلمت بلطف:- لا ده ولا ده هههه انا جايه استلم وظيفتي أنت مش قلت وظيفتي مستنياني في اي وقت؟!

 أتعجب من تغيرها المفاجئ لكن أتكلم بمجامله:- يسلام!!الشركه كلها تحت امرك بموظفيها برئيس مجلس الاداره نفسه.

 ضحكت وردت برقه:- كلك ذوق يا أمير ميرسي 

 سألها وحب يعرف إيه اللي غير رأيها وقال:- بس ممكن أعرف ايه اللي غير رأيك بالسرعه دي؟

 بصت بعيد وكانت هتقوله انها فكرت، او شمس هي اللي اقنعتها، بس خلفت توقعاته وبصتله وقالت تلميح:- بصراحه انت عارف إني كنت رافضه اشتغل في أي مجال، لكن مازن بقى يسيدي غير تفكيري خالص، واكتشفت فعلاً انه معاه حق بصراحه اقنعني بوجهة نظره، واني لازم يكون ليا كارير في حياتي، وانا شايفه ان رأيه ده الصح.

 أمير رفع راسه لفوق وقال بتعجب:- اه مازن غير رأيك!! مع أننا على طول بنقول نفس الكلام.

و ابتسم ليها وكمل:- طيب كويس على الاقل جه حد قدر يغير قراراتك؛ وكمان احب اشكر مازن بنفسي لانه بقراره ده هيخلينا نشوفك على طول في الشركه،وكمان انا واثق ان مستوى الشركه هيتحسن على ايديكي.

ضحكه وردت:- مش للدرجه دي يا أمير انا مش جايه استلم منصب مهم انا بقول نبدأ بسكرتاريه وبعدها واحده واحده امسك شغلي.

كشر عينيه وسألها بتعجب:-سكرتاريه طيب ليه؟! أنتي المفروض تستلمي في الحسابات.

بلعت ريقها وخافت تضعف قدامه، هى عايزه تكون سكرتيره علشان تبقى قدامه على طول وتثبت ليه أنها بدأت تتغير، ردت بتردد:- احم ، عادي يعني، و اوكي زي ما تحب.

 سكت لحظات وفكر وقال لنفسه يمكن دي رغبتها وأنها عايزه تبتدي واحده واحده، ورد باقتناع:- خلاص تمام زي ما تحبي أنتي لو عايزه تتدربي في الحسابات تدريجياً لحد ما تتمكني منها ماعنديش مانع، وحالياً تمسكي السكرتاريه زي ما قولتي برده انا ما عنديش مانع وزي ما قلتلك ياندى ودي فعلاً مش مجامله، الشركه كلها تحت أمرك.

 ابتسمت ليه من بين اسنانها على بروده وقالت:- ميرسي كلك ذوق.

 ابتسم ليها هو كمان وقال:- طلبتلك قهوه.

 ندى بغيظ مكبت:- لأ أنا عايزه عصير.

 أمير ملاحظ فيها بتغيير في ردود أفعالها ومش قادر يفهم سر التغيير ده معقول مازن قدر يغيرها في الوقت القصير ده؟ بس رد عليها وقال:- بس كده؟ حاضر يا ستي نجيب عصير.

وبصلها وسألها:- تحبي تستلمي شغلك من امتى؟ لو عايزه من دلوقتي انا ما عنديش مانع.

 ارتبكت و قامت وبصت في الساعه وقالت:- لا مش دلوقتي نخليها من أول الاسبوع؛ أحم لان الاسبوع ده مشغوله فيه جداً، مازن يسيدي مصمم يعزمني كل يوم على الغدا وميعادنا قرب هضطر استاذن دلوقتي اوكي.

 أمير حس بلخبطه وأنها فعلاً متغيره مط شفايفه ورد عليها:- اممم اوكي وإن شاء الله هيكون غدا مميز وماتنسيش تسلميلي على مازن.

 ابتسمت بتكليف:- يوصل أكيد باي.

 امير سألها قبل ما تمشي:- طيب والعصير.

 بصتله وابتسمت بتكليف وقالت:- نشربه في وقت تاني مش عايزه أتأخر على مازن باي.

 وسابته وخرجت وهى بتلعن في شمس أختها وعلى تفكيرها، أما امير رجع بضهره على الكرسي يفكر في مقابلتها وتغيرها اللي كان مفاجأة ليه.


بعد كام يوم.


مروان بيدور على ليله في سرية تامة وكلف الحارس يسأل عليها في الحي اللي عايشه فيه لكن مرجعتش من آخر مرة والجيران بيقوله ليه أنها هربت وده مخلي مروان قلقان أنها تكون بعدت وراحت مكان تاني بعيد وخايف مايوصلهاش، أما ليله في المستشفى بتتعالج هى وابنها وكل يوم تروح تبص عليه في الحضانه من بعيد وقلبها بيتقطع عليه ونفسها تعمل اي حاجه علشان تاخده في حضنها، الممرضه جت وقالت لها:- مدام ليله! دكتور رؤوف عايزك في مكتبه.

مسحت دموعها وهزت راسها ليها ونزلت للدكتور وخبطت على الباب وقالت:- حضرتك طلبتني يادكتور؟

قاعد على المكتب وشاور ليها تدخل:- أيوه تعالي ادخلي يا مدام ليله.

دخلت وقعدت قصاده وسألته بقلق:- خير يادكتور.

رد عليها:- خير إن شاء الله، أنا بعتلك علشان أبشرك واقولك إن حالتك اتحسنت والتحاليل مظبوطه قدامي، ودلوقتي تقدري تخرجي في أي وقت.

بصتله بصدمه وقالت له:- إيه!! أخرج؟ طيب وابني؟

رد بعمليه:- إبنك طبعاً زي ما قولتلك قبل كده مش هينفع يخرج غير لما الرئه تكتمل ويكون على استعداد الخروج و وقتها هنبلغك أكيد، وياريت متنسيش تسجلي إسم المولود علشان يتثبت في الأوراق الرسمية ويطلعه ليه شهادة ميلاد.

خلص كلامه ومخدش باله من صدمتها وتغيير ملامحها وطلع ملف من درج المكتب وقالها:- امسكي يامدام ليله الورقه دي أكتبي فيها كل بياناتك الشخصية وعنوانك اللي موجوده فيه حالياً ورقم التليفون علشان نقدر نتواصل معاكي، واا....

سكت ومكملش كلامه، كانت بتنهج وحاسه إن الدنيا كلها طابقه على قلبها، عيونها كلها حيره وهمست بدون وعي، اسجله؟ اسجله إزاي! وبأسم مين!! 

الدكتور اتصدم من اللي سمعه، وزي أي حد هيسمع كلامها على طول هيفكر أنه ولد غير شرعي وسألها بتعصب:- بإسم مين يعني إيه؟ إيه الكلام ده؟ أنتي...! 

قامت وقاطعت كلامه بسرعه وردت بدموع:- لأ يادكتور لأ متفهمش كلامي غلط، أنا...

سألها بجديه:- انتي إيه؟ وحكايتك إيه؟ اسمعي يا ليله من وقت ما قابلتك وانتي كلك الغاز ومش راضيه تتكلمي؛ مفيش حد سأل عليكي ولا أنتي بتتواصلي مع أي شخص غيرنا في المستشفى.

وسكت لثواني وفكر أنه يضغط عليها علشان تتكلم وقال:- ياريت تعرفيني كل حاجه عنك علشان اقدر اساعدك، غير كده وبعد رد فعلك ده؟ أنا هرفع ايدي عن علاج إبنك و وقتها حياته هتكون في خطر وذنبه هيبقى في رقبتك انتي وبس وهحملك المسؤوليه كاملة.

جريت عليه وردت بترجي:- لأ أبوس إيدك يادكتور ابني مالوش ذنب في أي حاجه، ده أنا كنت بترجاه من الدنيا كلها وجالي بعد صبر، أبوس إيدك متاذيش أبني.

رد بجمود:- يبقى تقعدي وتحكيلي كل حاجه يا إما صدقيني أنا يستحيل هقف جمبك بعد اللي سمعته منك.

مسحت دموعها بإنكسار وقالت:- احكيلك إيه؟

سألها:- كل حاجه لكن قبلها جاوبيني على أهم سؤال عندي! الولد ده إبن حر.ام؟

شهقت وهزت راسها برفض وقالت:- لأ، لأ والله العظيم إبن حلال، أبني إبن حلال بس.....

اتنهد براحه واطمن وشاورلها تقعد وقال:- تمام، اقعدي بقى واحكيلي إيه حكايتك بالظبط؟!


في الحاره اللي اتولدت واتربت فيها ليله وتحديداً في العماره اللي كانت عايشه فيها، قصاد شقتها واقفه سعاد وعينيها منزلتش من على قفل باب الشقه وخيط العنكبوت اللي حواليه والتراب اللي سايب أثر على كل ركن وخط في الباب.

فتحت الجاره بابها بالصدفه وشافت سعاد واقفه زي العاده كل فترة تيجي تسأل وتشوف يمكن تكون ليله رجعت لكن مفيش أمل، الجاره هزت راسها من الزعل على سعاد وسألتها:-أنتي لسه مفقدتيش الأمل ياسعاد يابنتي؟ 

ردت عليها بصوت مهزوز وعيونها بتلمع:-لأ عمري ما هفقد الأمل.

الست ردت برفض:-ليله مش هترجع.

ردت سعاد بنفس الأمل وعيونها على الباب:- لأ هترجع، أنا واثقة أنها في يوم من الايام هترجع.

الست عوجت بقها وردت بسخريه:-دي بقت زي الطير المهاجر يابنتي؛ ماتتعبيش نفسك.

بصلتها ولمعة عينيها زادت وقالت:-مهما كان الطير بيهاجر! لكن بيجيله يوم ويرجع لعشه، وليله هترجع.


شركة برهامي.


جمال خارج من الاسانسير وباين عليه التوتر والقلق،وراح لمكتب حازم ودخل وأتكلم بخوف متداري:- حازم بيه! الساعي قالي إنك عايزني ضروري؛ خير؟

حازم بيرتب الأوراق قدامه ع المكتب واتكلم بابتسامة:- ايوه يا باشمهندس جمال، طلبتك علشان قررنا ترقيتك.

أتنفس بأريحية لأنه كان خايف يكون اتكشف لكن بعد ما شاف الطريقة اللي بيتكلم بيها حازم اطمن إن كل شغله ماشي تمام، لكن كشر عينيه وسأله:- ترقيتي؟ هترقيني في إيه بالظبط؟

رد حازم بعمليه:- بصراحه ياجمال أنت وقفت معايا أنا وأمير واقفه محدش عملها معانا قبل كده.

ارتبك تاني وسأله بتوجس:- ا، أنا؟ واقفة إيه دي يا حازم بيه؟

أبتسم حازم ورد بتعجب:- اللاه؟ مالك ياراجل عرقت واتوترت كده ليه؟ أنت عامل مصيبه من ورايا ولا إيه؟

ضحك جمال بارتباك ورد بتبرير:- أبدا والله، ربنا يبعدنا عن المصايب يا حازم بيه، وبعدين أنا كتاب كل صفحه فيه أبيض من التانيه وعلى أيد سعادتك.

رد حازم بتأييد:- فعلاً وأنا اشهدلك بده، أنت ياجمال من احسن الموظفين اللي اشتغلوا في شركة من شركات برهامي كلها، وأنا يسيدي اقصد بالواقفه دي إنك وقفت معانا في وقت مرض شيماء السكرتيرة وحليت محلها، ولولاك كان كل شغلنا هيتعطل لحين ما نلاقي سكرتيره تانيه.

اتنهد براحه واطمن ورد بإبتسامة عريضه:- يا فندم العفو، أنا كلي ملك للشركه والقائمين عليها، طيب ده أنا بتمنى أقدم أكتر من كده ، وعايز دائماً اكون عند حسن ظنكم فيا.

أعجب حازم من تواضعه الزايد وقاله:- طول عمرك شهم ياجمال، ودلوقتي أحب أشكرك وابلغك إن انهردا آخر يوم لشغلك في مكتب السكرتاريه.

فتح عينيه بصدمه وسأله:- مش، مش فاهم حضرتك بتطردني؟

ضحك حازم ورد وقاله:- أيوه بطردك.

وكمل بعمليه:- بس على شغلك الأساسي يا أستاذ، ولا أنت ناسي إنك مساعد برمجيات؟

مسح جبينه بمنديل من لعب الأعصاب اللي عايشه وخوفه كله على الفاضي، لكن فكر طيب لو ساب السكرتارية! هيعرف منين باقي المعلومات علشان يبلغ بيها انجي؟ أستغرب حازم من صمته الغير مبرر وسأله تاني:- مالك ياجمال؟ ساكت ليه؟ قول اللي عندك.

رد جمال بهدوء:- بصراحه يا حازم بيه أنا اتفاجئت من أنكم هترجعوني قسم البرمجيات بالسرعه دي.

رد حازم بتعجب:- بس ده قسمك الأساسي ياجمال، أما شغلك في السكرتارية مؤقتاً و كانت لظروف وأنت عارفها، وكنت موجود فيها لحد ما نلاقي البنت المناسبة.

جمال بنزق:- ولقيتوها؟

رد حازم بابتسامه:- أيوه وهتستلم شغلها من بكره.

اضايق جمال من اللي سمعه، معنى كده إن خلاص مهمته انتهت، طيب وانجي؟ والصفقه؟ هعرف منين باقي الأخبار؟ اتصرف ياجمال أعمل حاجه.

 في وقت ما جمال واقف سرحان حازم طلع ظرف من درج المكتب وقدمه ليه وقاله:- أمسك ياجمال.

انتبه ليه واخد الظرف منه وسأله بإقتضاب:- إيه ده يا حازم بيه؟

:- دي يسيدي مكافأة مالية ليك صرفها أمير خصيصا ليك على مجهودك الطيب معانا، وأنا بنفسي بشكرك.

اضايق أكتر لانه كده اتحاصر ورد بتردد:- حازم بيه خد المكافأة وخليني في مكتب السكرتاريه، أنا بصراحة اتعودت على الوظيفة دي.

أستغرب من رد فعله ومكنش متوقعه ورد بإستفسار:- معقول يا جمال؟ أنا اول مرة اشوف مهندس برمجيات!! عايز يسيب منصبه الكبير علشان يبقى سكرتير؟

وبصله وسأله بمغزى:- يا ترى ايه السبب يا جمال؟!

اتهرب من المواجهه وخاف أنه يكشف نفسه بنفسه وحاول يبتسم ورد بضحكه:- هه أبدا والله ياحازم بيه كل الحكايه إن الشغلانه دي أسهل بكتير من البرمجيات، وبعدين هو في حد عاقل يرفض أنه يكون شغال تحت إشراف أمير وحازم بيه برهامي؟! 

ضحك حازم وقاله:- مجاملة لطيفه منك ياجمال، ودلوقتي بقى اتفضل على مكتبك، ومن بكره إن شاء الله تنزل على مكانك الأصلي مع المهندس عيسى، اتفضل.

أبتسم ليه بتكليف وخرج من المكتب مش طايق نفسه.


اتكلمت ليله مع الدكتور مجبره وحكت ليه مجمل حياتها واللي عاشته مابين والدها اللي ما.ت قهر وجوزها اللي رماها علشان منصب مراته، وطبعاً وهى بتحكي كانت هى الضحيه الأولى والأخيرة، مسحت دموعها وكملت بصوت مقهور:- هى دي حكايتي يادكتور رؤوف، وده سبب إني مش عاوزه أسجل اسم أبني ب أبوه، لأنه مايستاهلش.

رد الدكتور بتأثر:- لا حول ولاقوة إلا بالله، إيه اللي بيجرا في الدنيا دي؟ أنا معاكي أنه شخص ندل وجبان واتخلى عنك وسابك في قهرك و وحدتك، لكن مهما كان ده أبوه وده حقه، ولازم يتسجل بإسمه.

ردت برفض وصوت غضبان:- بعد كل اللي عمله معايا وتقولي حقه؟ مروان مش من حقه أنه يشوف حتى ضفر من ابني، ده باعني وباع لحمه وسابني ورماني بدل المرة عشرة وتقولي حقه؟ 

وقفت وادتله ضهرها وكملت بوجع:- أنا اتوجعت أوي، واتظلمت من أكتر واحد أمنت بيه أنه هيكون ليا الروح ويقدملي كل الحب اللي كنت بدور عليه، أنا كنت في غفله وقهرتي وصدمتي فيه فوقتني، أنا صحيت، نمت على حلم وصحيت على كابوس منه فوقني، خدت منه قلم قسمني نصين ودلوقتي بحاول الملم نفسي علشان أعرف أعيش علشان أبني ، أنهي حق ده يادكتور اللي يخليك تتمسك بحد مش عايز منك بس غير أنه يشبع رغباته وبس؟ مروان مالوش اي حق من الحقوق.

لمس فيها الوجع اللي بجد، كلامها حزنه عليها أكتر واكتر، دموعها ورجفت صوتها بتدل أنها اتخذلت بدل المرة ألف، سألها بهدوء:- طيب وناويه على إيه ياليله وهتسجلي إسم إبنك بمين؟

مسحت دموعها ولفت ليه واتكلمت بقوه:- أنا عرفت هعمل ايه.

وكملت بتوسل وترجي:- بس أرجوك يادكتور خليني هنا جمب أبني، أنا ماليش مكان اروحه، انشاله تشغلني هنا بلقمتي أنا راضيه بس متبعدنيش عن الحاجه اللي مهونه عليا.

بصلها وقعد يفكر وهى واقفه متوتره ومستنيه رده اللي ممكن يدب فيها الأمل أو يكسر الباقي منها، وأخيرا أتكلم وقال:- خلاص ياليله أنا هتكلم مع مدير المستشفى واشرحله ظروفك الماديه وأنك محتاجه شغل ضروري وهو حبيبي ومستني مني اي خدمه اطلبها منه.

ضحكت بأمل وقالت:- الله يطمنك يادكتور، وجميلك ده مش هنساه طول ما أنا عايشه.

حاول يبتسم وسألها:- سيبك من كل ده، مقولتليش هتسمي المولود إيه؟

ابتسمت بحنين وقالت:- هسمية علي، علي محمود صابر. 


تاني يوم الصبح.


 ندى واقفه قدام التسريحه بتظبط شعرها، دخلت شمس عندها وشافتها لابسه فستان رقيق وواضح أنها مهتمه بنفسها، بصتلها من تحت لفوق وصفرت بإعجاب وحطت أيدها في جنبها وقالت:- ايش ايش؛ إيه الحلاوه دي يا ست ندى!! هو مازن جاي على الصبح بدري كده وانا معرفش؟

 ندى بصتلها وهى بتضحك ولفت للمرايه تاني وقالت:- ومازن هيجيلي الساعه 8 الصبح ليه يالمضه هانم؟ أنتي ناسيه المصيبه اللي أنتي وقعتني فيها؟

 فتحت عينيها بدهشه وقالت:- ايوه ايوه افتكرت النهارده اول يوم ليكي في الشركه.

وابتسمت وكملت بهيام:- أختي ندى هتشتغل سكرتيرة رئيس مجلس الاداره أمير وليد برهامي؛ يا سلام اما حتة منصب؟

 ندى خبطتها في كتفها وردت بغيظ:- مش انتي السبب في فكرة السكرتيره دي؟ ودبستني فيها! انا ايه اللي خلاني اسمع كلامك؟ هو مين الأكبر انا ولا انتي؟

 عوجت بقها وردت بكبرياء:- يا بنتي الذكاء ده نسب؛ مش بالعمر، وانا واحده ذكية واعترفي بده اوكي؟

 ضحكة ندى وقالت من بين أسنانها:- اه ذكيه بسم الله ما شاء الله، معانا واحده من الخوارق ومنعرفش! بقولك ايه سيبيني بقى علشان انا متوتره طبيعي.

 سألتها بتعجب:- وليه متوتره؟!

 ردت عليها:؛ علشان ده اول يوم ليا في الشغل وحقيقي خايفه.

 سألتها:- من إيه؟!

 اتنهدت وبصت لنفسها في المرايه واتكلمت بضعف:- خايفه اني افشل؛ أو إني اثبت لأمير اني لا عايشه بيه ولا علشانه.

 ردت شمس بزعل:- ما تقوليش كده يا ندى أنتي مش هتفشلي انتي قدها صدقيني.

 بصتلها وسألتها بتمني:- تفتكري؟!

 جاوبتها بتأكيد:- اكيد وهفكرك، بكره هتيجي بنفسك وتقوليلي انا قدرت يا شمس، قدرت اتخطى امير بكل مراحله ونسيتيه تماماً.

ردت بتنهيدة:- يا ريت.


قدام شركه برهامي.


 وصل أمير وحازم مع بعض وداخلين الشركه طلعوا في الاسانسير وكل واحد راح على مكتبه، أمير وصل المكتب لكن شاف مكتب السكرتاريه فاضي ونده على عبده الساعي وسأله:- عم عبده! انسه ندى لسه ما جتش!

 رد وجاوبه:- لا يا أمير بيه لسه ما جتش.

 هز راسه بتفهم:- تمام، اعملي القهوه بتاعتي.

عبده:-حاضر تحت أمرك.

 هز راسه بإحباط من انها ماجتش في ميعادها مع انه منبه عليها عندهم شغل كتير وده اول يوم شغل ليها،دخل مكتبه وقفل الباب، قلع جاكيت البدله وقعد على الكنبه وفرك انفه بين عينيه من الإرهاق وساكت تماماً، تليفونه رن وكان اتصال من رجل اعمال صديقه رد على كلامه وقال:-الو اهلا معتز باشا؛ لا كل شغلنا أنت عارفه كويس ، خلاص اوكي الطلبيه هتوصل زي ما اتفقنا وحازم هيتواصل معاك بكل جديد، تمام مع السلامه، قفل المكالمه ورايح على الحمام سمع الباب بيخبط:- ادخل وكمل بأمر حط القهوه عندك ياعم عبده وابعتلي المهندس عيسى.

 دخل الحمام وقفل الباب، كانت ندى واقفه في نص المكتب وقلبها بيدق ريحته معطره كل حاجه حواليها ما قدرتش حتى ترد عليه وتقوله انا ندى مش حد تاني اللي كان بيخبط، لمحة الجاكيت بتاعه على طرف الكرسي قربت منه مشت ايدها عليه بحنين مش قادره تتخطاه، فاقت على اوكرة الباب اللي بتتفتح وكان عم عبده داخل بإبتسامة متواضعه وقالها:- صباح الخير يا أستاذه ندى.

 ردت بتوتر:-صباح الخير.

حط القهوه على المكتب وهو بيقولها:- امير بيه اول ما جه سأل على حضرتك لانك اتأخرتي وده أول يوم ليكي.

 ردت عليه:- يا خبر! طيب والعمل هو مديرك في الشغل صعب ولا إيه؟

 أبتسم وقاله بفخر:- أمير بيه ما فيش اطيب من قلبه، بس ساعة الجد أعوذ بالله مش عايزه اقولك يا بنتي.

وحط ايده على بقه وكمل بقلق:- انا هجري علشان ماخدش جزا.

 ابتسمت على طريقته البسيطه وقالتله:-ثانيه واحده ياعم عبده، أمير!! أحم قصدي أمير بيه افتكر إنك أنت اللي كنت بتخبط من شوية،و طلب منك انك تبعتله الباشمهندس عيسى.

هز راسه:-حاضر من عينيا.

خرج وقفل الباب وراه، أمير خارج من الحمام وبينشف وشه بالفوطه وشافها واقفه وابتسم ليها:- صباح الخير.

ردد بهدوء:- صباح الخير.

 سألها:- واقفه من بدري؟!

 ردت:- لا مش كتير من وقت ما افتكرت اني انا اللي جايبه القهوه وطلبت مني ابعتلك الباشمهندس عيسى.

 ضحك وقال:- إيه ده معقول؟ معلش بقى جت فيكي انا فكرتك عم عبده.

ندى:-ولا يهمك

 سألها:-قوليلي بقى إيه اللي اخرك في اول يوم؟ احنا مش اتفقنا نكون موجودين بدري!

 ردت بإبتسامة وحرج:- معلش سماح المرة دي انت عارف المواصلات.

 شاور ليها تقعد وهو قعد على كرسي المكتب وقال:- لو تحبي ابعتلك عربيه كل يوم وتجيبك في ميعادك.

 هزة راسها بالرفض وقالت:- لا ما لوش داعي انا هحاول بعد كده اجي بدري، هو بس اول يوم مسافة الطريق بعد كده هحسبها وانزل بدري عن كده شويه.

أمير:- فكري كويس؟ وعموما مش هاخد منك حساب المواصلات، وكمان انتي مش لازم تيجي مواصلات كده هتتعبي وهيكون الموضوع مرهق عليكي.

 ردت بعمليه:- معلش سيبني براحتي انا كده هكون مبسوطه.

 هز كتفه ليها:-خلاص تمام اللي تحبيه.

 ابتسمت بتكليف وقالت:- نبدأ الشغل؟!

 هز راسه ليها:- يا ريت.

قام وشاور لها تقعد على الكرسي وهو قعد على الكنبه وفتح اللاب توب وحاول يشرحلها على قد ما يقدر شغلها هيكون ايه بالظبط! هي قاعده قصاده شوية تركز معاه وفي الكلام اللي بيقوله، واحيانا تسرح فيه وفي ملامحه اللي مش قادره تتخطاها، وهي سرحانه فيه شافت خاتم الخطوبه في أيدها، فاقت وانتبهت لتفكيرها وأضايقت من نفسها وحاولت تركز اكتر في شغلها معاه.


 المستشفى


الدكتور رؤوف كان مسافر يومين في مؤتمر ورجع من شويه، ليله كانت بتمسح غرف المرضى وأول ما عرفت راحت عنده بسرعه تسلم عليه:- حمدلله على سلامتك يا دكتور.

 رد بإبتسامة:- الله يسلمك يا ليله قوليلي حد ضايقك في اليومين اللي انا سافرتهم؟!

 ردت برضا وعرفان:- يا خبر يا دكتور! حد ضايقني ده إيه؟ دول بيعاملوني معامله حلوه قوي وكأنك يعني موصي عليا جامد ولا قايلهم إني حته تقيله في البلد.

ضحك وقال:-مش للدرجه دي ياليله أنا بس قلت ليهم الحقيقه.

 ابتسمت بوجع وسألته بإحراج:- ويا ترى ايه هي الحقيقه؟!

 رد بإبتسامة:- إنك شخص طيب قوي وماقبلتيش إني اتأذي في شغلي بسبب الحا.دثه اللي حصلت، و إنك ام عظيمه رفضت تسيب ابنها وقبلت بشغل اقل من العادي علشان تفضل جنبه.

 عينيها لمعت وابتسمت وردت بأمل:- ربنا يجبر بخاطرك يا دكتور؛ هتصدقني لو قلتلك اني من مده طويله قوي ما سمعتش حد بيقول في حقي كلمه حلوه؟! كل اللي بسمعه جلد،و كلام مُر زي العلقم بيسم بدني، بس كلامك زي الدوا يشفي العليل.

 أبتسم:- انا ما بقولش غير الحقيقه وبس يا ليله؛ و المهم سيبك بقى من كل ده وقوليلي شهادة الميلاد خلصتيها ولا لسه؟

 ضحكة بفرحه وقالت:- الحمد لله خلصت و ابني اتسمى علي؛ زي ما قلت لحضرتك قبل كده.

 بصلها وسألها:- وانتي مقتنعه باللي انتي عملتيه؟

 ابتسمت برضا:- أيوه، دي اقل حاجه اعملها واقدر ارد جميل من جمايل بابا الله يرحمه عليا.

 مط شفايفه وهز كتفه وقال:- تمام زي ما تحبي يا ليله؛ ولا تحبي اقولك يا ام علي؟

 ضحكة بدموع وقالت:- اللاه ام علي! حلوه قوي والله يا دكتور وبصتله وكملت بتمني وأمل:- نفسي يتربى ويكبر في حضني؛ واشوفه صاحبي واخويا وابني وحبيبي، ويبقى سندي، عايزاه يبقى سندي في الدنيا مش عايزه حد غيره، تعرف يا دكتور رؤوف؟ ساعات بحس ابني علي ده مكافأة ربنا ليا بعد مُر أبوه اللي سقاهولي.

 ابتسم لكلامها وقال:- إن شاء الله هتشوفي زي ما بتتمني.

 خبطت جبينها وقالت:- يقطعني، المفروض اروح امسح الدور التاني كله، معلش يا دكتور عطلتك عن شغلك انا بس اول ما عرفت انك رجعت بالسلامه حبيت اسلم عليك.

 رد بتفهم:- انا مقدر شعورك يا ليله أنتي زي بنتي بردو، اتفضلي روحي كملي شغلك وانا هطلع اطمن على سي علي اتفقنا.

 اتنهدت بسعاده:- يا رب تطمني يا دكتور ويخرج لحضني بالسلامه.


شركه برهامي.


 ندى قاعده على مكتبها وشغاله على اللاب توب ومركزه في شغلها واتفاجئت بمازن اللي واقف قدامها وماسك التليفون وبيرن عليها سألته بدهشه:- مازن انت جيت هنا إزاي؟!

 رد بمزاح:- جيت بالعربيه.

 ابتسمت هي كمان وقالت:- بجد انا كنت مفكره جاي مشي، لا حقيقي جيت ازاي وخير في حاجه وليه ما اتصلتش عليا قلتلي انك جاي؟

سند ع المكتب و حط التليفون قدام عينيها وقال:- بصي كام رنه رنتها عليكي وانتي طبعاً عامله تليفونك صامت مش كده؟

طلعت فونها من شنطتها وشافته فعلاً رانن عليها بعدد كبير من المكالمات وردت بأسف:- يا خبر! أنت اتصلت كتير وفعلا تلفوني صامت، بعتذر منك يا مازن كنا في اجتماع مهم ونبهوا علينا اي تليفون يتقفل او يتعمل صامت سوري بجد.

 رد بتفهم:- ولا يهمك قبلت اعتذارك.

 ابتسمت بتكليف وسألته:- طيب ممكن اعرف ايه سبب الاتصالات الكتيره دي؟ في حاجه حصلت؟ 

مط شفايفه وليها ورد بتعجب:- هو لازم يكون في سبب عشان اتصل بخطيبتي ولا انتي ناسيه حضرتك انك خطيبتي ومن حقي اتصل في اي وقت؟!

 ردت بإبتسامة:- لا من حقك طبعا ومش ناسيه؛ لكن انا بسأل من باب الفضول مش أكتر.

 رد عليها بإبتسامة وهيام:- يا حبيبتي انا بهزر معاكي وأسالي براحتك وانا بتصل علشان اعزمك النهارده على اجمل عشا رومانسي.

 في نفس الوقت امير بيفتح الباب وسمع اخر جمله وشاف مازن ساند على المكتب بأيديه وباصص في عيون ندى، هى اتخضت وقامت وقفت، مازن اتعدل ببرود وعدل ياقة القميص وابتسم لأمير وقال:- اهلا ازيك يا باشمهندس أمير؟!

 امير بصله وبص لندى بنظره معناها ان دي شركه مش اوتيل، ورد بتكليف:- أهلا مازن، وقرب منهم وحط ايده على المكتب قدام ندى وبصلها وسألها:- أنسه ندى انا طلبت منك فايل العدل جروب! جاهز ولا لسه؟

حاولت تكون ثابته وهزت راسها ليه مع ابتسامه:- جاهز وكنت لسه هجيبه ليك المكتب.

 هز راسه ليها وطرقع صوابع أيديه ورد بإقتضاب:- تمام انا منتظرك في المكتب.

 مشي خطوتين ولف لمازن وقاله:- نورت شركة برهامي يا مازن.

مازن حس إن أمير حرفياً مش طايقه لكن رد بلباقه:- ده من ذوقك يا باشمهندس أمير؛ وبعتذر اني جيت لخطيبتي من غير ميعاد؛ بس انت عارف بقى لسه مخطوبين قريب وبتوحشني وما بقدرش ابعد عنها فسامحني اني جيت من غير ميعاد.

 سكت أمير لثواني وندى اتصدمت من كلام مازن، وبعدها أبتسم وقاله:- لا ما تقولش كده؛ أنت مُرحب بيك في اي وقت.

 وبص لندى وقالها:- ما تنسيش الملف.

 هزة راسها من غير ما ترد، أمير دخل المكتب وهى اتضايقت من اسلوب مازن وقبل ما تتكلم مازن اتكلم بغطرسة:- يا ساتر؛ البني آدم ده انا حاسس كده انه مش طايقني ولا طايق نفسه؛ ده عايش ازاي كده؟ الله يكون في عون مراته.

 ردت ندى بضيق:- ما كانش لازم تقول اللي انت قلته ده.

 كشر عينيه وسألها:- انا قلت إيه ضايقك اوي كده؟

 بصت بعيد وربعت ايديها واتكلمك بتردد وحرج:- انك تقول قدام أمير اني بوحشك والكلام ده!

 رد عليها بعدم اهتمام:- وفيها ايه يعني؟!

 بصتله بتعجب:-فيها انك ما بتقولش الكلام ده بيني وبينك واحنا ما تعديناش حدودنا بالكلام في اي حاجه من دي؛ وفاجاة تتكلم بالطريقه دي؟ وبعدها كشرت عينيها وسألته بإستفسار:- أنت ليه قلت قدام امير كده؟

 نفخ بخنقه وقالها:-بصراحه بقى يا ندى انا بغير عليكي من اللي اسمه أمير ده.

 ردت بنفس النبره:- إيه؟! بتغير عليا!!!

رد عليها بثقه:- ايوه بغير عليكي؛ اظن ما فيهاش حاجه اني أغير على خطيبتي.

 حاولت تكون هاديه وقالت:-الغيره مطلوبه لكن لما يكون في سبب للغيره دي؛ أنت شفت ايه مني ولا من امير ولا من اي حد تاني اي تجاوزات علشان تغير عليا؟

نفخ بضيق:- مش لازم اشوف يا ندى؛ وبعدين يا حبيبتي اي واحد بيغير على الانسانه اللي بيحبها، ولو ما غيرتش عليكي وقتها انتي المفروض تزعلي اني ما بغيرش، لان اللي بيغير بجد هو اللي بيحب بجد.

 خلص كلامه وبص في الساعه وقالها:- انا مضطر امشي دلوقتي وهاجي على البيت اخدك علشان نتعشى زي ما قلتلك، وانا استأذنت عمي بعد أذنك.

 سابها ومشي وندى واقفه مغمضه عينيها ونفخت بخنقه وحاولت تهدا، أخدت الملف وراحت المكتب خبطت على الباب ودخلت حطت الملف قدام أمير وقالت:- الملف اللي طلبته مني حاجه تاني؟

 هز راسه ليها من غير ما يتكلم بلا، اتحركت خطوتين وقبل ما تخرج امير نده عليها:-استني يا ندى!

 وقفت ولفت ليه:-نعم؟!

 فتح الملف وقفله تاني وقالها:- لا خلاص ما فيش حاجه؛ بعدين بعدين اتفضلي أنتي على شغلك.

 خرجت من المكتب ورغم انها مضايقه من اسلوب مازن لكن قعدت تكمل شغلها، أما امير قفل الملف ورجع بضهره على الكرسي وافتكر شكل مازن وهو ساند بأيديه على المكتب وكان قريب من وش ندى غمض عينيه بسرعه وفرك جبينه ورجع يقرأ الملف تاني.


انجي واقفه في تراس الجناح بتاعها بالفيلا وخلصت مكالمتها، بصت للفون والضحكه على وشها، دخلت جوه الجناح وصبت لها كاس و وقفت قدام المرايه وبتقدم التحيه لنفسها وقالت ببطء وشر:- أمير برهامي أخد قرض ب 40 مليون والصفقه هتبقى بتاعتي، ووقتها خسارتك هتكون محتومه يابن برهامي، في صحتك يا انجي هانم يا ورداني.


اليوم العاشر من نهاية الصفقه.


انجي رايحه جايه في المكتب متوتره مستنيه النتيجه كأنها نتيجة الثانويه العامه ولازم تنجح فيه، لانه تحدي بينها وبين نفسها بأن امير برهامي يتكسر ويخسر كل حاجه بسبب القرض اللي عمله ومستحيل انه يعرف يسد القرض في حياته، قطع تفكيرها ايمن اللي فتح باب المكتب من غير ما يخبط وعلى وشه فرحه واضحه وهي بصتله بأمل واضح ومستنيه أنه يتكلم وقالها بانتصار:- ألف مبروك يا أنجي هانم الصفقه رسيت عليكي والدهب هيتحول ع المخازن ---------
 

الفصل الثالث والعشرون من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1