![]() |
رواية احتلال محرم الفصل الثالث والعشرون بقلم مريم نصار
في الحاره فتحي واقف على الناصيه وبيشرب سِجار مع كوباية شاي وبص في الساعه ونفخ بخنقه وأتكلم بتأفف:- وبعدين بقى الواحد هيفضل على اعصابه كده لحد امتى؟ فينك يا شعبان الزفت كل ده؟
بعد ثواني جه صاحبه وسلم عليه:- مساء الفل ياسطى فتحي.
فتحي رد بإيجاز:- مساء الزفت يا خويا،ايه يا شعبان كل التأخير ده؟ أمال لو كنت بعتك مرسى مطروح كنت هترجعلي امتى؟ ده المشوار ساعتين صد رد يعني.
رد شعبان بتروي:- حيلك ياسطى فتحي بالراحه عليا انا من الصبح بلف مصر القديمة والجديده على كعب رجلي علشان ارجعلك باخبار حلوه.
فتح عينيه بدهشه و مسكو من كتفه وسأله بلهفه:- ها؟ عرفت توصل لمكانها؟
رد شعبان:- ولا لمحتها حتى، دورت عليها كتير وملهاش أثر.
زق شعبان وصك على اسنانه واتكلم بعصبيه:- يعني إيه الكلام ده؟! هي دي الاخبار الحلوه على دماغك!!
رد شعبان بنزق:- ما بالراحه عليا ياسطى مش كده اللاه، وانا ذنبي إيه يعني! انا قالبتلك عليها سوق الخضار كله والمناطق اللي اعرفها واللي ماعرفهاش والبت فعلاً ما لهاش أثر، وما حدش يعرفها هناك، أنت بس تلاقيك كنت بتتخيل انك شفتها، ولا شوفت واحده شبها.
رمى كوباية الشاي في الأرض و قبض على أيديه وبص قدامه للفراغ واتكلم بتوعد:- فتحي عمره ما يغلط أبدا؛ واللي شفتها دي كانت ليله؛ وإن كانت فاكره انها هربت مني؟ يبقى بتحلم.
أتكلم شعبان بتعجب من رد فعل فتحي:-اللاه؟انا مش فاهم أنت عايز إيه من ليله ولا غير ليله،هو أنت مش طلقتها وراحت لحال سابلها؟ خلاص ياسطى فتحي وحد الله و سيبك منها انت عايز منها إيه؟
بصله بغيظ وزعقله:- أنت هتعملني أعمل إيه؟غور من وشي مش ناقصاك أنت كمان،غوور.
مشي شعبان وفتحي أتكلم بتوعد من بين أسنانه:- ماشي ياست ليله، مبقاش أسمي فتحي إن ما خليتك تبوسي على رجلي علشان ارحمك.
أنجي أول ما سمعت من ايمن إن الصفقه من نصيبها! ضحكت بطريقه مريبه ضحكه كلها انتقام وشماته، خطفت شنطتها ونزلت بسرعه تشوف الدهب بعينيها وقالت لايمن بأمر:- ورايا أنت والجارد ع المخازن.
في شركه برهامي.
ندى بتلم اوراق من على مكتبها بسرعه وباين عليها أنها مستعجله ، حازم داخل بسرعه وسألها:- ندى هو أمير فين؟!
لفت ليه وردت بإستعجال:- عمو وليد طلبه في قاعة الاجتماعات وطلب مني اوراق العدل جروب وطلعت اجيبها ونازله بسرعه.
بص في الساعه واتكلم بتفهم:-طيب تمام انا كمان نازل أحضر الاجتماع هتنزلي معايا؟
حطت آخر ورقه في الملف وهزت راسها بالموافقه وقالت:- تمام خدني معاك، عمو وليد شكله متعصب جداً انهردا.
رد بتفهم:- عارف لا بابا بيهزر في شغله! ولا العدل جروب بيهزروا في شغلهم، حاجه كلها جد الجد يعني مافيهاش هزار.
ابتسمت وسألته:- بس خير مش كده؟
حازم بتأكيد:- اكيد خير؛ يلا بينا علشان منتأخرش.
ندى:- يلا بينا.
في المستشفى الخاص
ليله بتفطر مع مجموعه من زميلاتلها البنات في العمل ، كانت بتاكل ببطء وسرحانه وكل العيون عليها بيسألوا نفسهم ليه هي على طول ساكته وسرحانه؟ ليه ما فيش حد بيسأل عليها؟ ليه ابنها اللي في الحضانه ما حدش بيسأل عليه غيرها وبس؟ اسئله كتيره محاوطه عقولهم وكل الأجوبة اللي عايزينها هي عند ليله وبس، لكن صمتها المستمر ده اللي خلاهم ما يسألوهاش، قطمت لقمه وافتكرت مروان وهو بيأكلها بأيديه وبيقولها:- خدي دي يا ليله مني.
ردت عليه بابتسامة:- لا يا مروان مش قادره انا شبعت قوي.
مروان بتحايل:- علشان خاطري كُليها أنتي حامل ولازم تتغذي انا عايز اعوضك انتي وابني عن كل اللي فات.
رفعت وشها ليه وسألته:- التعويض الحقيقي اللي أنا عايزاه منك إني احط ايدي في ايدك قدام الناس، وتمشي وانت فرحان بيا.
أبتسم ورد عليها:- هيحصل، وحياتك هيحصل.
سألته بتنهيدة:- امتى بس؟
رد بمزاح:- على ما يجي الوقت و تخلفيلنا حتة القمر اللي مستنيه ده، هتكون كل حاجه اتصلحت، واخدك انتي وهو ونسافر.
وكمل وقال:- تعرفي ياليله نفسي اسمي ابننا إيه؟
ليله:- إيه ياحبيبي.
مروان:- إياد،، إياد مروان عبدالرحيم، إيه رأيك حلو الإسم ده؟
بصت قدامها بإبتسامة واتكلمت بحنين:- إياد!! الله إسم حلو اوي يامروان.
ليله، ياليله انتي مش سمعاني؟
كانت دي الممرضه بتكلمها من بدري لكن سرحانه انتبهت وردت عليها بارتباك:- ها! أنتي بتكلمني؟
كلهم بصوا لبعض وبيتهامسوا واتكلمت الممرضه بلطف:- أيوه طبعاً هو في غيرك هنا إسمها ليله؟ الست ثرية بتقولك بعد ما تخلصي الدور الاول اطلعي على الدور التالت والخامس امسحيهم ونضفيهم حلو اوي علشان في دكاترة مهمين جدا جايين زياره للمستشفى، فاهمه ياليله؟
هزت راسها بتنهيدة وردت بإحباط:- فاهمه.
في قاعة الاجتماعات.
حازم واقف قدام شاشة كبيرة بيشرح للمستثمرين وأمير مندمج معاه وندى بتحاول تفهم وتكتسب خبرة، وليد مبتسم وفخور بيهم، لكن ابتسامته اتحولت لتعجب هو والموجودين لأنهم سمعوا صوت هرج برة القاعه، وليد بص لحازم و أتكلم بصرامه:-شوف إيه اللي بيحصل برة ياحازم.
حازم أبتسم بلطف للضيوف ورد بارتباك:- حاضر.
ورايح يفتح الباب وهو مضايق وبيكلم نفسه:- مين غبي اللي عامل الدوشه دي بره! ربنا يستر، فتح الباب واتصدم من وجود أنجي قدامه ومعاها الجارد، وليد مستغرب لوجودها، أمير شافها وقام وقف مكانه ومتكلمش، واقفه قدام الباب مبتسمه بتشفي وعينيها منزلتش من عليه، جايه تشمت فيه وتكسره قدام والدة بعد ما شافت الدهب بعينيها واطمنت وبتتمنى مو.ت وليد برهامي، ودمار عيلته من الصدمه، وسلمت عليهم ببرود:-بونجور , bonjour (صباح الخير)
ندى قامت ببطء وبصت على المستثمرين اللي واضح أنهم مضايقين من التصرف ده، ورجعت بصت على أمير اللي واضح عليه أنه شايط منها.
حازم تماسك نفسه بالعافيه ورد عليها بتهكم:- صباح الخير يا مدام أنجي، ياريت تتفضلي معايا على مكتبي.
رفعت كتفها ببرود ودخلت جوه القاعه وقفت جمب أمير وردت بإبتسامة عريضه:- بس انا مش جايالك أنت يا مستر حازم أنا جايه لأمير.
وكملت بحماس:- بصراحه بقى مقدرتش استنى أكتر من كده، أصله بيوحشني ولازم اجي أسلم عليه بنفسي.
ندى اتصدمت من جرأتها ولمحت أمير قابض على أيديه وملامحه اتغيرت، وليد قام وقف واتكلم بحده:-أظن انتي سيدة أعمال وعارفه إن تصرفك ده غير قانوني وأسلوب غير حضاري،انتي مش شايفه إننا في إجتماع؟ وازاي تدخلي الشركه من غير إذن مني!
ضحكت بسخافه وردت بمكر:- ياخبر! سوري يا انكل شكلي بوظت عليكم الإجتماع مش كده يا أمير؟
أمير بص لحازم أنه يتصرف ويطلعها بره، حازم جه لعندها بسرعه واتكلم بغيظ مكبت:- ياريت تخرجي معايا بهدوء، واضح إنك جايه وعارفه انتي بتعملي إيه؟ لكن شكلك ناسيه إننا نقدر على إيه؟ أمشي معايا يا إما تخرجي برة الشركه كلها وحالا.
عميل من الموجودين قام وبص لوليد وقال:- وليد بيه واضح إن في مشكله، وأحنا مرتبطين بمواعيد.
رد بتبرير:- لا أبدا مفيش اي مشاكل،ده سوء تفاهم وهيتحل وهتخرج حالا ، اتفضل استريح وهنكمل الاجتماع، أنا بعتذر عن اللي حصل وا....
قاطعه المدير التنفيذي هو كمان وقال:- مفيش مشكله يا وليد بيه، نقدر نكمل الاجتماع في اي وقت تاني، لكن حالياً لازم نتحرك بعد اذنكم.
كل المستثمرين خرجوا من القاعه وحازم وندى خرجوا وراهم يعتذروا عن اللي حصل، في نفس الوقت أنجي شهقت بتمثيل وقالت:- اوو شكلي جيت في وقت غير مناسب سوري يا أمير، سوري يا انكل.
وليد زعق بصوت عالي- إيه البجاحه اللي انتي فيها دي؟ هى حصلت تقتحمي الشركه وتدخليها من غير استأذان؟ انتي زودتيها أوى.
مطت شفايفها وهى بتحط شنطتها على الترابيزه واتكلمت بسخريه:- وطي صوتك يا انكل أكيد واحد في سنك مريض ضغط! وممكن تمو......
قبل ما تنطقها أمير رفع عينيه ليها بنظرة غضب وأتكلم بتحذير:- كلمة زيادة وهخليكي تندمي إنك فكرتي تيجي لحد هنا.
حطت أيدها ع خدها بتمثيل الخوف:- يمامي! لأ حقيقي خوفت، ومش بس كده أنا اترعبت من نظرتك ليا.
وكملت بحده:- لسه ماتخلقش اللي يخليني أخاف يا أمير.
حازم وندى رجعوا بسرعه وندى اتفزعت من صوت أمير وهو بيصرخ فيها بصوت عالي:-إيه اللي جااابك!
رفعت حاجبها واتكلمت بمغزى:- جايه اباركلك ع القرض.
ندى شهقت وهزت راسها بالرفض لأن وليد مايعرفش وحازم اتصدم وأمير كمان مش أقل صدمه منهم وكلهم بصوا على وليد اللي مكشر عينيه ومش فاهم حاجه وسألهم:- قرض! قرض إيه؟
حازم جري على والدة ورد بنفي:- مفيش حاجه يا بابا.
وليد بإستفسار:- مفيش حاجه إزاي؟ ماهي بتقول مبروك ع القرض؟ قرض إيه وهباب إيه؟
أمير بجدية:- أنت عارف يابابا أنها طول عمرها واحده سامه واكيد جاية وجايبه معاها مصيبه من مصايبها.
وكمل بوضوح:- وعارف كمان أنها تمو.ت وتشوفنا متفرقين،لكن ده بُعدها.
هزت راسها ومثلت أنها متأثرة بكلامه وقالت:- لأ حرام عليك يا امير بطل تظلمني، أنت عارف اني بتمنالكم...!
وسكتت لثواني وكملت بكرة واضح:- بتمنالكم المو.ت مش تتفرقوا وبس.
وليد اضايق واتخنق ورد عليها بعصبيه:- كفايه لحد كده واطلعي بره، انتي واحده مريضة ولازم تتعالجي.
بصت لهم وقالت:- قولتلك صوتك يا انكل خليه هادي هتحتاجه لبعدين.
وكملت بخبث:- واضح كده إن إبنك بيضحك عليك، أو نقدر نقول إنه خاف عليك من الصدمه! ماهو ٤٠ مليون برده مبلغ كبير جداً و لازم تشيل همه، عموماً يا انكل بتمنى أنكم تقدروا تسددوا القرض في ميعاده، وإلا هتخسر كل حاجه.
أمير بلع ريقه بقلق من والدة اللي واقف مصدوم وقرب منه وسأله بصوت مهزوز:- أنت عملت القرض يا أمير؟
أمير بص بعيد ورد بحيرة:- بابا أناا...!
وسكت معرفش يرد يقوله إيه! وليد فتح عينيه بصدمه وأتكلم بزهول:- عملت القرض، ومش بس كده! من ورايا يا أمير!
حازم جري على والدة ورد بلهفه:- بابا أرجوك حاول تهدا الست دي جايه تهد اللي بنناه، أرجوك يا بابا ماتسمعلهاش.
وليد غمض عينيه وسكت من صدمته فيهم، حازم صك على أسنانه وزعلقها:- أظن رسالتك وصلت، اتفضلي اطلعي برا، خلي عندك دم واخرجي، وإلا هطلعك من هنا بطريقه تستاهليها ومش هتنسيها.
كانت واقفه مبسوطه أنهم مضايقين، قد ايه قلبها مليان حقد على العيله دي، وقبل ما تخرج وقفت قدام أمير واتكلمت بتحدي وثقه:- قولتلك هكسرك يا أمير ومش بس كده! هخليك تيجيلي راكع تتمنى إني اشغلك عندي، و وقتها ردي عليك هيكون، لأ اطلع بره.
قربت من وشه وقالت بشماته:- صفقة الدهب خلصت خلاص يا أمير، الدهب كله تحت أيدي، مبروك عليك الهزيمه وانكسارك قدامي.
خلصت كلامها وشدت شنطتها وقبل ما تخرج شافت ندى عينيها كلها دموع، ضحكت باستهزاء ليها وسابتهم وخرجت، سابت وليد برهامي واقف مصدوم وعينيه تايهه بين ولاده اللي خذلوه.
سعاد ومختار معزومين عند والدتها، مختار في الشغل وهي في المطبخ واقفه بتعمل الاكل ومامتها قاعده في الصاله قريبه منها بتنقي الرز وسألتها:- يعني مبسوطه ياسعاد يابنتي مع مختار؟
ظهرت على ملامحها ابتسامة رضا واتكلمت بحنين:- طبعاً يا ماما، أنا مش بس مبسوطه انا ما بقاش ناقصني اي حاجه مع مختار.
فرحة لكلام بنتها لكن سألتها:- ازاي يعني مش ناقصك اي حاجه معقول يا بنتي الكلام ده؟!
ردت عليها بتأكيد:- ايوه يا ماما معقول؛ مختار حنين وكريم واسلوبه محترم؛ ومش مخلينا محتاجين لأي حاجه وفوق ده كله بيحبني وبيحب أولادي وبيسعى دايما علشان يشوفنا مبسوطين، يبقى انا هحتاج لإيه تاني؟
مامتها فرحت طبعاً بالكلام ده، وابتسمت برضا وقالت:- الحمد لله يا بنتي؛ ربنا عوضك خير بالجوازه دي، مختار راجل من ضهر راجل، ربنا يجعله دايما حدك وفي ضهرك على طول.
ابتسمت سعاد وآمنت على دعواتها، تليفونها رن وامال قالتلها:- دي باينها رتة تليفونك يا سعاد، جايه من جوه، روحي شوفي مين يا بنتي.
راحت وجابت الفون وكان مختار جوزها وردت عليه بإبتسامة:- السلام عليكم.
رد عليها بحنان:-وعليكم السلام؛ لا لا صوتنا اتحسن اهو عن امبارح.
ضحكت وقالت:- البركه فيك يا دكتور؛ العلاج من عندك ليه مفعول جبار بيجيب نتيجه بسرعه.
مثل الغرور وقال:- طبعاً؛ طبعاً أنتي مش اول واحده تقولي كده.
شهقت وردت بغيره:- نعم يا سي مختار!! أنت بتقول ايه سمعني كده؟!
كح وكتم الضحكه وقال بنفي:- أبدا أبدا مقولتش حاجه،انا بقول حمدلله على سلامتك يا حبيبتي.
ردت بغيظ:- اه بحسب.
ضحك عليها وسألها:- الجميل غيران عليا بقى!
ردت بهجوم وغيره:- واللي تقرب منك هاكلها باسناني يا حبيبي، ولو مش مصدق جرب بس واعملها، وشوف ساعتها هعمل فيها وفيك إيه؟
ضحك من قلبه على غيرتها الواضحه وأتكلم:- استهدي بالله انا بهزر معاكي؛ هو في اي ست تانيه تملا عيني غيرك؟
ردت بثقه:- حتى لو في مش هينفع والله؛ انت خلاص سيادتك اتدبست يعني لو فكرت تبص يمين او شمال ما ترجعش تقول سعاد ما قالتش وقتها عن اللي هيحصل ليكوا؟
فتح عينيه لدهشه وقال:- يا ستار يا رب؛ ده ما حدش يهزر معاكي تاني، أنتي يتخاف منك.
ردت عليه وقالت:- لا هزر براحتك طبعا بس ابعد عن سيرة الستات علشان ما اقلبش عليك.
مختار بتعجب:- اللاه انت قلبتيها جد ليه بقى؟ انا بهزر انتي عارفه متأكده انك في قلبي ولا لأ؟
ردت بخجل:- ايوه عارفه.
وسألها تاني:- وعارفه انك روحي وعيني ولا لا؟!
ابتسمت ورجعت شعرها ورا ودنها وقالت:- أحم، عارفه.
مختار:- يبقى خلاص خلينا حبايب كده على طول؛ وتوبه اني اجيب سيرة اي حد تاني، انا اللي يهمني روحي وبس، ها يا حبيبتي راضيه كده؟
ردت عليه بسعاده:- ايوه كده حلو؛ خليك على كده زي ما أنت، انا عايزاك تحبني انا وبس، ودايما تفاجئني بحُبك ليا.
ابتسم وقال بهدوء:- حماتك بتحبك؛ بكره في أحلى مفاجاه ليكي.
سألته بفضول:- ايه هي المفاجأة بالله عليك؟
رد عليها باستسلام:- المفروض ماقولش بس هقول؛ بصي يا ستي انا رُحت النهارده الصبح بدري قدمت اوراقك علشان اعملك جواز السفر،وبكره إن شاء الله هتيجي معايا واحنا بنستلمه، وقريب قوي هنروح انا وانتي العمره زي ما وعدتك.
دق قلبها من الفرحه وسألته بإنبهار:- بجد يا مختار! انا مش مصدقه نفسي، ربنا يخليك ليا؛ ربنا ما يحرمنيش منك يا رب؛ انا بحبك بحبك قوي يا مختار.
رد عليها بتنهيدة:- وانا كمان بحبك يا سعاد.
فيلا الورداني.
انجي رجعت الفيلا بعد ما هدت كل حاجه بين أمير وعيلته، دخلت الليفنج وحدفت شنطتها على الكرسي وقعدت على الكنبه،كلها سعاده وضحكتها على وشها ،بتفكر انها تعمل حفلة كبيرة عندها في الفيلا على شرف خسارة أمير للصفقه، مسكت التليفون وما ترددتش اتصلت على واحده من صديقاتها وكلمتها وقالت:- الو! بنجور ناني! اسمعي بقى انا عايزاكي تكلمي كل الشله بتاعتنا، وتبلغيهم اني هعمل بارتي ما حصلش النهارده وعايزاهم يكونوا موجودين كلهم اوكي؟ ميرسي يا روحي في انتظاركم باي.
قفلت التليفون وسابته على الترابيزه وقامت رايحه في اتجاه السلم وفهمت الشغاله إيه المطلوب منهم، وقبل ما تطلع تاني درجة من السلم تليفونها رن ونفخت بخنقه لأنها مستعجله على الاحتفال وقالت بنزق:- وبعدين بقى انا مش فاضيه النهارده؟!
راحت تشوف مين وكان أيمن اللي شغال عندها وردت عليه بحده:- إيه يا أيمن هو انا مش هعرف استريح من الشغل النهارده؟!
ايمن بتوتر اتكلم بصوت مهزوز:- انا اسف يا انجي هانم بس........!
قاطعت كلامه وما لحقش يكمل واتكلمت بحده:- انا مش عايزه اسمع حاجه؛ النهارده أنا مبسوطه وما عنديش استعداد اسمع لاي حاجه في الشغل.
وكملت بأمر:- اسمع يا أيمن! ادي كل الموظفين نص يوم النهارده والغي كل المواعيد عندي، انا عايزه اتبسط، اتبسط وبس.
خلصت كلامها وقفلت المكالمه، عملت الفون صامت وقالت:- وادي التليفون كمان سايلنت انا عايزه اروق وافكر كويس قوي هعمل ايه؟
خدت التليفون وراحت في اتجاه السلم وطالعه وايمن بيتصل بإستمرار لكن ما فيش رد منها،فتحت الدولاب تختار أحسن فستان عندها واتكلمت بتريقه:- أمير بيعشق اللون الأحمر عليا، والنهارده انا مش هزعله وهلبس كل حاجه بيحبها وعلى ذوقه، ايوه لازم ادوقه طعم الخساره اللي بجد.
ضحكة بإنتصار وسابت فستانها على السرير وقلعت الجاكيت ودخلت الحمام تاخد شاور، اما تلفونها بينور ويطفي من رنات أيمن المتواصله ليها.
شركه برهامي
في مكتب وليد برهامي قاعد على الكنبه ورافض يتكلم مع ولاده وطردهم بره مكتبه، ودلوقتي ندى قاعده جمبه ومسابتوش، بتحاول تلطف الجو بينهم، استنت لما يهدى وناولته كوباية عصير الليمون يشربها لكنه رفض، تفهمت رد فعله وسألته بتروي:- أرجوك يا عمو طمني،حضرتك أحسن دلوقتي؟
اخد نفس عميق ورد بتعب:- الحمد لله احسن يا بنتي.
حطت الكوباية على الترابيزة وبصتله واتكلمت بتروي:-طيب الحمد لله يا عمو إنك بخير، وده اللي يهمنا طبعاً.
وحمحمت وكملت برهبة:- ممكن حضرتك تهدى وتوافق إن؛ إن أمير وحازم يدخلوا يطمنوا عليك؟ من وقت ما حضرتك طلبت منهم يخرجوا من هنا وهما في المكتب قلقانين جداً عليك.
رد عليها بحزن مكبت:- لأ؛ امير وحازم خلاص كسروا الثقه اللي بيني وبينهم، ما بقاش في كلام بيني وبينهم من النهارده.
اندهشت من قرارة وكملت بتوسل:- أرجوك يا عمو، ما تاخدش أي قرار وقت غضبك، أنا معاك إن أمير وحازم غلطوا، لكن أكيد ما يقصدوش انهم يتمردوا على حضرتك ويشتغلوا من وراك، طبعاً ليك حق إنك تضايق منهم،وتثور عليهم كمان لو لازم الأمر، لكن مهما كان دول ولادك اللي طلعت بيهم من الدنيا، وكبروا بيك ومعاك ودايما بتكونوا أيد واحدة في البيت والشركه، فأرجوك اسمعهم وشوف إيه وجهه نظرهم من اللي عملو ه وليه عملوا كده؟
رد عليها برفض:- قلت لأ؛ وده آخر كلام عندي يا ندى؛ وارجوكي ما تضغطيش عليا، اللي عملوه لا يمكن اتهاون فيه.
حطت أيدها على دراعة واتكلمت بعقلانية:- انا مقدره شعورك، ومقدره اللي هما عملوه وليك كامل الحق فإنك تزعل منهم، بس انا عايزه اقولك علشان خاطر عمتو ماجده توافق، تخيل لو عرفت باللي حصل بينك وبين ولادك هيكون رد فعلها إيه؟ ما تنساش انها مريضة ضغط ونقطة ضعفها ولادها وانت كمان، فعلشان خاطرها وخاطري يا عمو انا كمان اسمعهم، لو مش علشانهم يبقى علشان عمتو، وبعد ما تسمع منهم خد موقف زي ما تحب، وأحكم عليهم باللي أنت شايفه صح أرجوك.
خلصت كلامها وهو ساكت وبص قدامه للفراغ ومردش عليها.
انجي خرجت من الحمام وواقفه قدام التسريحه بتنشف شعرها ولسه تليفونها بيرن لكن هي مش شايفاه، الشغاله خبطت عليها ودخلت واتكلمت باحترام:- انجي هانم في واحد تحت بيقول أنه عايز حضرتك ضروري.
سألتها:- مين ده؟!
ردت وقالت:- بيقول إن إسمه جمال.
نفخت بخنقه وقالت:- طيب انزلي انتي.
خرجت الشغاله وهي اتكلمت بنفور:- طبعاً عرف بالصفقه وجاي ياخد باقي فلوسه؛ إنسان جشع.
خلصت تهكمها وفتحت درج الكومود وطلعت دفتر الشيكات، بعدها راحت عند الدولاب وطلعت طقم تلبسه علشان تنزله.
جمال واقف في نص الليفنج منتظر نزولها وشافها نازله على السلم واتكلمك بتهكم:- إيه يا جمال اللي جابك دلوقتي؟! المفروض عندك شغل في شركة برهامي! سايب شغلك وجاي علشان مستعجل على فلوسك؟!
كان زي ما هو واقف ساكت وباصص للأرض مردش عليها،نزلت وقفت قدامه ورفعت أيدها بالشيك واتكلمت بسخريه وتكبر:- أمسك باقي فلوسك اهي؛ ما تخافش انجي الورداني مادام وعدت لازم تنفذ.
ابتسمت بشماته وكملت بتشفي:- زي ما وعدت اني ادمر عيلة برهامي وعلى رأسهم أمير نفذت وعدي وزمانهم دلوقتي قاعدين زي الستات اللي بيدوروا على حل يخرجوا بيه من المعضله دي إزاي؟ واكيد مش هيلاقوا، انجي دايما التوب؛ انجي دايما اللي لازم تفوز في كل خطوه تخطيها برافو عليكي يا أنجي.
جمال بلع ريقه واتكلم بإنكسار:- غلط.
بصتله وما فهمتش إيه معنى الكلمه اللي قالها وسألته بتعجب:- غلط إيه؟ هو اللي غلط!
جمال بحزن:- أيوه غلط؛ كل تفكيرك ده غلط.
ضحكت بسخرية وهى بتحط الشيك في جيب بدلته وقالت بتريقة:- وايه هو بقى اللي غلط؟!
وكملت بدهاء:- كل حاجه انا مخططتلها صح، قدرت العب بأمير زي ما أنا عايزه.
جمال بصلها بتوجس وأتكلم بصوت مهزوز:- بصراحه أمير هو اللي كان بيلعب بيكي مش أنتي اللي بتلعبي بيه.
أمير في مكتبه وحازم واقف جمبه وسأله بقلق:- انت واثق في جمال انه يوصل الامانه لأنجي بسهوله من غير ما يطمع فيها؟
أمير أتنهد وحط ايديه ورا رقبته وفرد رجليه على المكتب واتكلم بإبتسامة:- ما تقلقش انا حاسب حساب كل خطوه كويس قوي.
سأله تاني:- طيب ممكن افهم حسبتها إزاي؟!
رد أمير وقال:- جمال عايش مع والدتة واخته الصغيره ومالوش غيرهم واكيد قاعدين مخنوقين فأنا بقى حجزت لوالدته واخته يومين في شرم مع حراسه خاصه، يوصل الامانه لأنجي بأمان؟ امه واخته هيكونوا عنده بسلام.
حازم بدهشه:- أمير!! أنت إزاي بتفكر بالطريقه دي؟ ومن امتى إحنا بنأذي حد؟
أمير بثقه:- إيه الافورة اللي أنت فيها دي؟ أنا بقولك حجزلهم في شرم مش حابسهم في مخزن! و دي احسن طريقه؛ انا بلوي دراعه بس مش اكتر لكن عمري ما هفكر اأذي اي حد.
حازم اطمن لكن مسح وشه بأيديه واتكلم بقلق متداري:- انا بصراحه خايف إن بابا يفضل زعلان مننا كده على طول وياخد موقف.
في الوقت ده ندى خبطت على الباب ودخلت وقالتلهم:- تقدروا تتكلموا مع عمو؛ هو مستنيكم في مكتبه.
حازم بفرحه:- بجد يا ندى!! انا مش عارف اقولك ايه! شكراً يا ندوش يا قمر.
ابتسمت:- العفو يا حازم وإن شاء الله كل حاجه هتتحل؛ أنت بس ما تقلقش.
حازم بتأكيد:- إن شاء الله بعد اذنكم.
خرج حازم بسرعه وأمير قام واقف قدام ندى وابتسم ليها واتكلم بعرفان:- مش عارف اشكرك ازاي!
بصت في الارض وقالت:- تشكرني انك تصلح علاقتك مع عمو في أقرب وقت.
أمير بتأكيد:- هيحصل؛ زي ما عرفتي من حازم واطمنتي أكيد بابا هيسمع مني ويفتخر بيا، لكن بجد مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه؟ لولا تدخلك الموضوع كان هيتأزم اكتر لكن اخد منحنى ثاني خالص، بجد شكراً يا ندى.
رجعت شعرها واتكسفت من نبرتة الحنونه وردت بحرج:- انا ما عملتش حاجه لكل الكلام ده، ويلا بقى عمو في انتظارك وحازم سبقك، روح واشرحله كل حاجه وأنا واثقه أنه هيكون فخور بيك.
انجي بعد ما سمعت كلمة جمال إن أمير اللي بيلعب بيها مصدقتش، و ضمة حواجبها بتعجب من تغييره المفاجئ واتكلمت بقلة صبر:- إيه التخريف اللي انت بتقوله ده؟! امير عمل القرض من فتره وصرف على الاقل نص الفلوس، وانا استلمت الصفقه النهارده وشفت الدهب بعيني، والخبير موجود هناك،وكمان رحت لأمير واديتله درس عمره ما ينساه، وكان واقف قدامي مش قادر يتكلم كلمه واحده، لاني فزت عليه؛ وجاي تقولي في الآخر كلام ما لوش لازمه؟ ولا أنت الفلوس اللي في الشيك آثرت على عقلك وجننتك؟
جمال هز راسه بالنفي من كلامها ومتكلمش لأنه مهما يتكلم مش هتصدق ، فلازم تشوف بعينيها افضل يمكن تستوعب،اتحرك خطوتين علشان تشوف الشنط اللي وراه، شافتهم واتعجبت وسألت نفسها ايه ده؟ وكشرت عينيها وسألته:- إيه الشنط دي يا جمال؟!
رد بتلكؤ وتردد:- دي....! دي!
زعقتله بقلة صبر:- أنت هتنقطني بالكلام؟ أخلص وقولي ايه الشنط دي؟ وجايبها هنا ليه؟
ما ردش عليها وراح فتح الشنط وكان جواها فلوس كتيره وسألته بإستغراب:- ايه الفلوس دي يا جمال؟
رد عليها بتنهيده:- دي فلوس الصفقه بتاعتك.
صكت على أسنانها واتغاظت من جمال لانها مش قادره تفهم إيه اللي بيحصل بالظبط وجابت آخرها منه وسألته بعصبيه:- انا مش فاهمه حاجه ما تتكلم كلام مفهوم؛ إيه الفلوس دي وجبتها منين!! وصفقة ايه اللي انت بتتكلم عليها؟
قام وقف واتكلم بندم:- أمير برهامي يا مدام أنجي، أمير برهامي كان عارف كل حاجه من البدايه، وكان واخدني طُعم وسلّمة في مكتبه علشان اوصلك المعلومات اللي عايزك تعرفيها وبس.
عينيها مفتوحه ورايحه يمين وشمال و اتنفست بسرعه ورفضت الكلام اللي هي سمعته دلوقتي وسألته بتوجس:- أنت؛ أنت بتقول إيه؟!
كمل وقالها:- بقول الحقيقه اللي انتي رافضه تصدقيها، الصفقه دي كانت من ترتيب أمير، والمفاجأة بقى ان الدهب مش دهب حقيقي كله مغشوش.
فتحت عينيها بصدمه أكبر وهزت راسها بالرفض وحاسه أنها هتتجنن واتكلمت بهستيريا:- أنت كذاب الدهب في خبراء عاينوه ودهب سليم وصافي 100%
وبعدها سكتت لثواني وبصتله واتكلمت بشر:- أنت اشتغلت لحساب أمير؟ أكيد هو بعتك تلعب عليا وعايزني اتضايق بعد ما خسرته نفسه قدام أبوه مش دي الحقيقه؟
رد عليها بنفي:- كدب كل اللي انتي بتقوليه ده غلط في غلط مافيش حاجه من دي حصلت، ولا بعت نفسي وضميري لحد غيرك، ودي كانت أكبر غلطه صدقيني أمير كان بيلعب بينا والصفقه دي من اختراعه هو والدهب اللي اتعاين كان فعلاً دهب حقيقي لكن الحاوية اللي كان فيها الدهب الأصلي اتبدلت في المينا بحاوية تانيه بدهب مزيف.
و سكت لثواني واخد نفس عميق وكمل بغيظ مكبت:- يا مدام أنجي مارتن يبقى صديق أمير المقرب وهما طبخوها سوا، وامير اخد الصفقه الاصليه النهارده واللي أنتي لسه ما تعرفهوش إن ما فيش قرض من الأساس.
كانت في موقف لا تحسد عليه، عينيها تايهه يمين وشمال من صدمة اللي سمعته من جمال كفيل أنه يخليها تنهار تماماً، لكن نا.ر الانتقام جواها كانت أكبر من اي انهيا.ر، عقلها رافض فكرة الانهزام ورافض انها تكون الخصم الخسران في اللعبه كلها، واقفه شبه ضايعه لا هي سرحانه ولا شارده مش عايزه تنهار وتخسر كبريائها ومكانتها وبتجاهد علشان بتثبت لنفسها انها لحد دلوقتي صح وشكها مليون المية! إن في لعبه بتدور من وراها دلوقتي ومش مصدقه ان الدهب مزيف، اكيد دي لعبه من أمير والفلوس اللي موجوده دلوقتي مزوره، أيوه ملهاش تفسير غير كده، في وسط ما هيا متشتته، دخل الحارس الخاص ليها وفي ايده تليفونه واتكلم بسرعه:- انجي هانم! الاستاذ ايمن اتصل بحضرتك أكتر من مرة وما ردتيش عليه، فاضطر أنه يتصل عليا علشان عايز سيادتك في أمر مهم وضروري.
بصتله بشك،و حست ان الأمر المهم ده هيكون مصيبه وكارثه كبيره لكن بتكابر، خدت التليفون وردت على أيمن وحاولت تكون ثابته:-ايوه يا أيمن؟!
أيمن اتكلم بصوت مسموع:- ايوه يا انجي هانم الحقينا؛ مصيبه؛ مصيبه كبيرة وحطت على دماغ الشركه ودماغنا كلنا.
بلعت ريقها وضمت ايدها وردت بإرتباك متداري:- اتكلم وقول اللي عندك.
رد عليها وقال:- بعد ما سيادتك خرجتي من المخزن وطلبتي اننا نجيب خبير الدهب علشان تتاكدي من جودتة، جبناه زي ما أمرتي بس هو بيقولي كلام مستحيل تصديقه.
انجي بشك:-قالك إيه؟!
ايمن بصوت مهزوز:- قال إن الدهب ده مغشوش ولا فيه ريحة الدهب أصلا، كله مغشوش ومضروب يا هانم، واتاكدت بنفسي البضاعه بتتكسر في أيدي هنعمل ايه؟
صوت نفسها كان مسموع وصدرها بيعلى ويهبط وعينيها بتلمع من الكره والحقد واتكلمت بصوت ضايع:- حصلوني كلكم على المخزن.
وقع من ايدها التليفون على الأرض من صدمتها، هى دافعه 100 مليون في الصفقه دي يعني خساره مليونيه باحته، مش سامعه صوت حد حواليها غير صوت ناقوس خطر بيقرب منها، في نفس اللحظه دي مروان رجع من المصنع وداخل الفيلا ومش عارف ولا داري بأي حاجه بتحصل حواليه، شاف جمال واقف ودي اول مرة يشوفه فيها وشاف انجي واقفه بتنهج والحارس باصص في الارض لكنه ما توقعش ان يكون في كارثه حقيقيه بالحجم ده، انجي فاقت على صوت خطوته وصوت جمال في نفس الوقت وهو بيسألها:- صدقتيني دلوقتي؟!
همست بصدمه وصوت ضايع:- ال 100 مليون!! مستحيل!!
جمال طلع الشيك من جيبه وحطه على الترابيزه واتكلم بصدق:-انا ماعرفش؛ كل اللي اعرفه ان أمير باعتلك الفلوس دي؛ وبعتلك رسالة اوصلهالك ،بيقولك دي فلوس الصفقه لكن معلش هي ناقصه شوية بس...! بس أنتي تقدري بجبروتك تعوضيهم.
قربت على الانفجار من رسالة أمير ليها وماكانتش طايقه نفسها ولا طايقه أي حد حواليها، مروان قرب منهم وشاف الفلوس سألها بغباء:- مين ده يا أنجي؟ وايه كل الفلوس دي!! انتي عملتي قرض ولا كسبتي صفقه جديده؟
رفعت عينيها ليه بكره واضح وزود غضبها بالأسئلة دي، ومن غير ادراك منها ضربته بالقلم على سلبيته في كل الأمور واتكلمت بغضب:-لسه فاكر ترجع بعد ما كل حاجه خربت!! غور من وشي.
وبصت للحارس ومشيت وكلمته بأمر:- كل الحرس ورايا على المخزن؛ يلا بسرعه.
خرجت بسرعه وجمال وراها والحرس، اما مروان واقف مصدوم ومش قادر يصدق اللي حصل وانها ضربته بالقلم على وشه، لكنه شك ان في حوار كبير بيحصل وقرر يروح الشركه علشان يفهم ايه اللي حصل، اما الفلوس الشغالين طلعوها على جناحها الخاص.
حازم بيشرح كل حاجه لأبوه وأمير واقف ساكت وده ضايق وليد وقاطع حازم بغلظه:- مش عايز اسمع مبررات يا حازم؛ انا عايز الحقيقه واسمعها من أمير.
وكمل بتهكم:- أبني الكبير العاقل اللي كنت فاكره خليفتي في كل حاجه بس طلعت غلطان للأسف.
أمير غمض عينيه وزعلان من أنه وصل أبوه للمرحله دي، اخد نفس عميق وزفره بقوة وأتكلم:- حاضر يا بابا؛ انا هقولك على كل حاجه، حضرتك أنجي ونارها اللي مش هتخمد غير لما تاخد درس يفوقها، انجي مش ساكته، بتنخور ورايا في كل صفقه بعملها، حقدها بيزيد علينا لما نكسب قصادها، كرهها لينا وصلها انها دست جواسيس جوه شركتنا، وانا عرفت كل حاجه هي بتعملها والدراع اليمين ليها قبل أيمن هو جمال؛ جمال اللي شغال معانا من سنين جت واشترته بفلوسها وكل صور مقابلته معاها كانت بتوصلي.
سكت لثواني وبصله وكمل بإستعطاف:- يا بابا انا انتقامي لأنجي ما كانش مدروس غير لما هي اللي قررت تعلن معايا الحرب دي، جاتلي هنا الشركه برجليها وهددتني بطريق غير مباشر، ومن جرأتها بتطلب مني اني ارجعلها من تاني ونبدأ صفحه جديده.
قبض على أيديه وكمل بغيظ:- ومش بس كده، دي كانت مبسوطه انها لهفت مننا هي وابوها ال 25 مليون، بشوف الشر في عينيها وهي شايفاه خير ليها، يا بابا انا كل هدفي ارجع حقي منها مش أكتر ،انا ما ليش في شغل المحاكم والاثبتاتات لأن ما فيش اي اثبات على انهم خدوا الشرط الجزائي ظلم، حرقوا اي دليل يثبت شراكتنا مع بعض، فعملت خطه وطلبت من حازم ينفذها والقدر كان في صفنا دايما، شيماء السكرتيره طلبت اجازه مفتوحه علشان والدتها مريضه ومن هنا بدأنا تنفيذ خططنا وجمال بقى سكرتير وده زود ثقة أنجي في نفسها، وبيوصلها اللي انا عايز اوصلوليها وبس.
نفخ بخنقه وكمل بتنهيدة:- اما مارتن صديقي زي ما حضرتك عارف وقع في مشكلة الدين والقرض وعرض صفقه الدهب وتواصل معايا انا وحازم وجيتلك انا وحازم قبل كده وشرحنالك الصفقه دي لكن حضرتك رفضت لأنك قلقان إننا منقدرش على ميزانيتها، بس أنا كنت واثق إني هدبر كل مليم، وقتها انجي رحت لمارتن وقررت تلعب من تحت الترابيزه وبدل ما تدفع ٨٠ عرضت عليه تدفع 100 مليون قصاد انها تخليني أخسر وعملت المستحيل علشان تاخد الصفقه دي مني، لكن انا مستحيل اخليها تتمادى اكتر من كده.
كان بيتكلم وفي وسط كلامه انفعل جداً، افتكر كل حاجه عملتها فيه ونهاية العلاقه وازاي كسرته قدام الناس، المشكله انه كان بيحبها وبيكن ليها مشاعر حقيقية، لكن مع الوقت الحب والمشاعر ده اتحولوا لنار قايده خلته مش شايف غير انه يهزمها ويرجع حقه اللي اختلسوه منه، بس وليد ما انكرش أنه كان متعاطف معاه لان نبرة صوته كانت كلها قهر وغضب من البنت اللي حبها وطعنته بسبب المناصب والفلوس، لكن تغاضى عن كل اللي حصل ده وسأله السؤال اللي يهمه وحب يتأكد إبنه عمل ايه:- طيب والقرض؟
كمل امير كلامه وحاول يهدى وقال:- انا قولت لندى اني هعمل قرض بالمبلغ ده لأننا محتاجينه ضروري ،وطبعاً ندى حاولت تنصحني وتقولي بلاش القرض علشان منتورطش في السداد، لكن انا قلتلها خلاص الاجراءات خلصت وهستلم القرض بكره، وأكدت عليها ان حضرتك ما تعرفش بأي حاجه من دي علشان السيوله قليله معانا، نزلت في الاستراحه وكانت متضايقه من موضوع القرض ده، نزل حازم وقعد معاها على الغدا اتكلموا عن القرض وطبعاً جمال كان قاعد في الترابيزه اللي وراهم وسامع كل كلمه قالتها وجمال وصل اللي انا عايزه يوصله لأنجي، واهم حاجه ان حضرتك ما تعرفش علشان انت نقطه ضعفنا وانا كنت واثق إن أنجي هتستغل النقطه دي وزي ما حضرتك شايف النتيجه كانت في صفي.
رغم أنه مبسوط من تفكير إبنه إلا أنه خايف عليه و اتنهد وسأله بعتاب:- وال 25 مليون خدتهم يا أمير؟
رد عليه بهدوء:- ايوه يا بابا مارتن حولي ال 100 مليون اخدت منهم حقنا ال 25 وتمن شحن الحاويه وتمن كل حاجه من غير ما اظلم حد.
وليد سأله بلوم:- متأكد انك ما ظلمتش حد يا أمير؟
رد بدفاع:- ايوه يا بابا ما ظلمتش حد؛ انا خدت حقي اللي نهبوه مننا، كنت عايزني أعمل إيه؟ اسيبها تتهنى بفلوس مش بتاعتها وتقولنا سرقتكوا ومحدش فيكوا قدر ياخد حقه من واحده ست؟!! وبعدين هي اللي ابتدت، هي اللي كانت بتدور ورايا مش أنا، هي اللي سرقتنا وقبلت على نفسها هي وابوها فلوس مش من حقهم، واحد غيري كان خد الفلوس بالأرباح تعويض عن كل السنين اللي فاتت دي، لكن انا ما عملتش كده؛ انا خدت حقي وحقك وبس، لا ظلمتها ولا جيت عليها، انا بس اديتها الدرس ده علشان تعرف اني اقدر اعمل اكتر من كده وما تتهاونش ابدا مع فرد من أفراد عيلة برهامي، لكن هى مش في حساباتي، انا برجع حقي، حقي وبس وحضرتك عارف من زمان اني مش هستريح اللي مرجع كل مليم خدته مني.
أمير ملامحه اتغيرت واتخنق وكان غضبان أكتر من أي وقت فات،حازم بص لأبوه بترجي أنه يسامح أمير علشان مانرجعش للنقطة الصفر من تاني، وليد تفهم تصرفهم وهز راسه بتنهيدة وأتكلم وقال:- يعني أنت دلوقتي مستريح يا أمير؟
رفع راسه وأتكلم بثقه:- انا خدت تاري وراضي عن نفسي دلوقتي أكتر من أي وقت فات يابابا.
وصلت المخزن ونزلت قبل ما حد يفتحلها الباب وجريت على المخزن، دخلت وفتحت اول صندوق ومسكت علب الدهب بأيديها وبصتلهم جامد واتكلمت بهستريا:- مش معقول يكون ده دهب مغشوش! مستحيل.
الخبير أتكلم بأسف:- للأسف يا مدام انجي الدهب كله مغشوش، وممكن اثبتلك ده دلوقتي وعن تجارب عاديه جداً تثبتلك جودة الدهب الحقيقي من المضروب، جاب مغناطيس وقربوا من الدهب التصق بيه وقالها:-شفتي يا مدام أنجي؟ الدهب المغشوش لزق في المغناطيس بسرعه إزاي؟ الدهب الحقيقي معدن ما بينجذبش مع المغناطيس، وبصي الطبق ده انا جبت فيه مية وحطيت فيه آسوره، والآسوره طفت على وش المية وزي ما انتي شايفه لو الدهب ده كان اصلي كان هيسقط في المية، اما المغشوش لا، وعلشان اؤكدلك اكتر من كده وتصدقيني هنحط قطعة دهب تانيه في شوية خل طعام او ليمون ولو لونها اتغير يبقى فعلاً مغشوش،للاسف يا مدام أنجي ما فيش اي قطعه من اللي موجود ده دهب حقيقي وسط ال300 كيلو اللي انتي اشترتيه، خساره كبيره بجد.
شافت كل حاجه بعينيها وما فيش اي اختبار نجح يثبت الخساره اللي هي فيها، وقتها صدقت بس انها خسرت قصاده، وف لحظة جنون اتحولت من أنجي النرجسية والمتكبره لانجي الثايره وثارت في المكان كله وصرخت بصوتها كله ودخلت في حالة هستيريا وهي بتكسر في كل الصناديق الموجوده واغلب الدهب المزيف بيقع ويتكسر على الارض لو داست عليه وده ذاد جنونها وفضلت تصرخ وتقول:- لا مستحيل اخسر قصاده؛ لأ انا عملت كل حاجه علشان يخسر؛ عملت كل حاجه علشان انتقم منه وفي الاخر يبعتلي دهب مضروب!!! لاااااا.
الحرس حولوا معاها انها تهدى ويمنعوها لكن محدش قادر يسيطر عليها،فاجأة بصت ولمحت المسدس اللي متعلق في جيب الحارس وفكرة قـ.ـتل أمير سيطرت عليها، شدت المسدس منه وخرجت من المخزن بسرعه.
ندى في المكتب رايحه جايه متوتره ونفسها تعرف إيه اللي بيحصل جوه، عايزاهم يتصالحوا بسرعه وتفاجئت بمازن خطيبها اللي جالها من غير ميعاد وقالها بإبتسامة:- مساء الخير يا ندى.
حاولت تبتسم وردت بتكليف:- حازم! مساء الخير.
مازن بص في الساعه وقالها:- انا يا دوبك خلصت الجلسه وقفلت من المكتب وجيتلك بسرعه.
ردت بتعجب:-طيب ليه؟! في حاجه مهمه!!
رد عليها:-لا ما فيش حاجه مهمه غيرك طبعاً،وجاي اخدك علشان عازمك على غدا حلو قوي.
ردت بتردد:-سوري يا مازن النهارده حقيقي مش هينفع.
كشر عينيه وسألها:- ليه مش هينفع يا ندى؟!
ردت بصدق:-علشان عندنا شغل مهم جداً؛ واليوم النهارده كان صعب وعمو وليد متعصب جداً؛ ومش هعرف استأذن منه.
ضحك واتكلم بمزاح:- يا سلام بسيطه خالص استاذني من أمير؛ هو مش قريبك؟!
ندى اتضايقت من اصراره وقالت:- ايوه بس ده شغل؛ ومش كل يوم والتاني هستأذن، معلش يا مازن خليها ليوم الاجازه.
رفض اقتراحها ورد عليها:- مش هينفع انا مخطط النهارده لبرنامج هايل وهيبسطك جداً.
حاولت تفهمه و ردت عليه:- يا مازن انا شغاله في الشركه ومش معقول كل يوم والتاني تيجي تقولي عازمك على الغدا، خليها طيب لبعد ميعاد الشغل ما ينفعش اسيب شغلي واقولهم بعد أذنكوا انا رايحه اتغدى.
أستغرب لرد فعلها وسألها:- انتي متضايقه ان انا بجيلك كل يوم والتاني على الشركه!
ردت بتبرير ودفاع:- مش القصد يا مازن حاول تفهمني أرجوك، اي شغل في الدنيا ليه مواعيد وانت بتجيلي قبل ما اخلص ميعاد شغلي، يعني بذمتك ينفع اجيلك في وسط الجلسه وانت بتدافع عن المتهمين وقاطع شغلك واجي اقولك سيب الجلسه وتعالى نتغدى دلوقتي؟ مش معقول طبعاً ومش منطقي.
ضحك وأتكلم باقتناع من وجهة نظرها:- تصدقي عندك حق! مش هينفع فعلاً، خلاص يا ستي انا هقعد هنا واستناكي لحد ما تخلصي شغل، أهو حتى اخدك بالعربيه.
غمضت عينيها من إصراره وردت بإقتضاب:- اللي يريحك يا مازن.
خرج حازم وأمير من المكتب بيتكلموا وباين على ملامحهم انهم مبسوطين وندى شافتهم وجريت عليهم وسألتهم بفضول:- ها!!طمنوني عملتوا ايه؟
حازم بإبتسامة عريضه:- اطمني يا ستي كان حمل على قلبنا وانزاح.
سألت أمير:- يعني عمو مش زعلان منك دلوقتي يا أمير؟
ضحك ع لهفتها وأتكلم برحابة صدر:- لا مش زعلان؛ في الاول كان متعصب مني شويه؛ لكن انا حاولت اقنعه وافهمه وجهة نظري والحمد لله اقتنع تماماً.
فرحت من قلبها لأنهم مبسوطين ومن فترة كبيرة مشافتش أمير مبسوط بالشكل ده، واتكلمت بفرحه:- بجد طب كويس قوي انا كنت قلقانه خالص ان يحصل مشكله وعمتو ماجده لو عرفت كان هيبقى يومكم مش معدي.
شهقت من كلمتها وحطت أيدها على بُقها واتكسفت، وحازم وأمير بصوا لبعض وضحكوا وأمير قال بتلميح:- فعلاً تصدقي كان يومنا هيبقى بلاك على رأي البنت علا.
حازم:- والله انا مبسوط ان إحنا رجعنا نضحك تاني، بقولك ايه بقى يا عم أمير! بالمناسبه الحلوه دي وانك كسبت الصفقه وانتصرت على انجي تعزمنا عزومه ما حصلتش، إيه رأيك ياندى بزمتك فكره جامده مش كده؟
ندى بموافقه:- بصراحه أنا موافقاك ياحازم والعزومه تكون باربيكيو على شرف الصلح بينكم وبين عمو.
اميره ابتسم ليهم وقبل ما يوافق لمح مازن قاعد على الكنبه ف الإنتظار وابتسامته اختفت ورد بتكليف:- آه؛ ماشي شوفوا اللي آنتوا عايزينوا ورتبوا للعزومه وتبقى بلغني في أي وقت بعد اذنكم.
سابهم وسلم على مازن بتكليف وراح على مكتبه، ندى كشرت عينيها ومش قادرة تفهم تصرفات أمير وسألت حازم:- هو ماله قلب وشه ليه؟
حرك كتفه بعدم اللامبالاة وقال:- مش عارف يمكن شاف العزومه كبيرة عليه، يلا مش مشكله انا هبقى أسلفه لو أحتاج مني.
ضحكة ندى وقالت:- خلاص ماشي ولو احتجت اي حاجه كلمني انا بردو سدادة و ممكن اسلفك.
ضحكوا ومازن بصلهم هما الاتنين وأتضايق من طريقتها معاهم، حازم كمل بضحكه:- طيب ضمنت اني مش هفلس، بقولك ايه ؟
ندى:- قول.
حازم بدهاء:- انا هسلم ع خطيبك وهطير أنا ع البيت.
ندى بدهشه:- إيه! طيب والشغل؟
حازم بتمسكن:- ماله بس الشغل، ياعالم أنا مراتي والده بقالها أسبوعين ومش عارف اقعد مع بنتي ساعه ع بعض؟ والله حرام، وبعدين ماهو البركه فيكي بقى ياندى، كملي انتي تمام! ولو أمير سأل عليا قوليلة اي حاجه إلا أني في البيت، يلا سلام.
خلص كلامه وسابها ومشي وهى فاتحه عينيها بزهول من تصرف حازم وهما في المشكله دي، وحكت شعرها وحست بالغباء، ولمحت مازن اللي كانت تقريباً ناسيه وجوده، وشهقت وراحت عنده بسرعه ولسه هتتكلم وتقوله تشرب إيه! لكن أمير فتح باب المكتب ونده عليها:- ندى تعالي أنا عايزك.
ودخل وساب الباب مفتوح، ندى ابتسمت لمازن بلطف وقالت له:- ثواني يامازن هشوف أمير عايز إيه وارجعلك حالا.
مازن بإقتضاب:- مفيش مشكله روحي أنا هفضل مستنيكي، فاضل قد إيه وتخلصي؟
بصت في الساعه وقالت:- أنا بخلص ع الساعه تلاته يعني قدامي ساعه بالكتير.
مازن بتفهم:- الساعه بتعدي بسرعه هستناكي.
هزت راسها ليه بإبتسامة ومشيت، دخلت مكتب أمير واستغربت بعد ما كان مبسوط مش شوية لحد دلوقتي قالب وشه! حمحت وقالت له:- خير يا أمير.
حمحم هو كمان وسألها بتردد:- أبدا ، أنا ، أحم قصدي انتي بعتي اعتذار رسمي للمستثمرين زي ما طلبت منك؟
هزت راسها ليه وردت:- أيوة من بدري، وردوا عليا أنهم اتقبلوا الاعتذار وطلبوا تخصيص ميعاد لاجتماع جديد.
هز راسه بإعجاب وقالها:- طيب تمام حلو اوي.
وحك جبينه وسألها:- هو حازم راح مكتبه؟
فتحت عينيها بصدمه ومش عارفه ترد عليه، قفل عينيه نص قافله ومط شفايفه وقالها:- إيه سؤالي صعب؟ ولا حازم راح في مكان تاني وعايزك تغطي عليه؟
بلعت ريقها وهزت راسها بالرفض وقالت بارتباك:- أحم مع، معرفش، أنت ممكن تتصل عليه وتشوفه فين، هو مقاليش رايح فين؟
أبتسم ليها وقال:- تمثيلك ٣ من ١٠ عموماً انا هعرف بطريقتي.
اتهربت من عينيه وسألت:- في حاجه تاني أعملها؟
سألها بعدم اهتمام:- هو مازن جاي بالصدفه؟
هزت راسها وقالت:- لأ جاي علشان هنخرج ع الغدا.
كشر عينيه وقال:- بس كده هيفضل منتظر كتير اوي ياندى.
سألته بتعجب:- ليه؟ أنا باقي ساعة وشغلي يخلص.
قام وراح يحط مجموعة كتب ع الرف وقالها:- يخساره ده في شغل اضافي انهاردة؛ والمفروض تفضلي للساعه ٧ وعلشان كده حازم سابك وخلع.
تنحت وقالتله:- إيه؟ شغل إضافي؟ محدش قالي.
بصلها وقالها بإبتسامة:- أنا قولت أهو، ولا عايزه تخرجي وتسيبي شغلك؟ لو كده مفيش مشكله تقدري تخرجي وانا هسهر هنا وأكمل.
ردت عليه بعفوية:- لأ خلاص خليني معاك.
حطت أيدها على بُقها وصححت كلامها وقالت:- قصدي يعني خليني شغل اضافي مفيش مشكله.
مساءا في فيلا الورداني أنجي نايمه في الجناح بتاعها ومتعلق في ايدها كانيولا لأبرة مهدىء ومروان والحارس موجودين، مروان عرف باللي حصل و أتكلم وقال للحارس:- فعلاً اللي حصل ده كارثه كبيره وكانت هتبقى كارثة اكبر لو ما كنتش اتصلت بيا ولحقنا انجي في الوقت المناسب.
الحارس بقلق:- احنا لحقناها بأعجوبة، ما حدش كان قادر عليها يا مروان بيه واخدنا منها المسدس بالعافيه، انا خايف لما تفوق مش عارف ايه اللي ممكن يحصل، وهتعمل إيه؟
مروان بحيرة:- مش هيحصل حاجه الدكتور عطالها ابرة مهدئ وقال بكره هتكون كويسه.
تاني يوم الصبح.
أنجي راحت لأمير الشركه وداخله وعيونها كلها شر وانتقام،فتحت عليه باب مكتبه بقوة، أما هو كان قاعد مستنيها وملامحه كلها هدوء.-------