رواية حور الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم يارا البرعي


 رواية حور الفصل الثالث والعشرون 




*دلف عمر الي المرحاض اولا لكي يغسل يده وكانت حور في الخارج تنقل الصحون الفارغة الي المطبخ ولكن قطع عملها صوت جرس الباب ، اتجهت لتفتح الباب وتفاجأت بأخر شخص في بالها من الممكن ان يأتي الي هذا المنزل ، نعم وهو مُعلمها مروان*

*كانت الصدمة في ذلك الوقت حليفة الموقف فلم يستطيع أحد منهم ان ينطق بحرف واحد .*

نطقت حور واخيرا بعد صدمتها ممن يقف امامها / مس.. مستر مروان!.

*كان مروان يقف ولا يدرك اي شئ مما يحدث ويدور برأسه الف سؤال وسؤال ، اهذا هو المنزل الذي يوجد به ما يخُصَني؟.. اهذا حقاً منزل حور الجديد ؟.. من هذا الشخص الذي ارسل له عنوان منزلها ؟.. وما مصلحته في ذلك ؟.. واكثر من سؤال يدور بعقله ولا يعرف اجابتهم ، وكأن احد ربط لسانه وعجز تماما عن الكلام !.. ظل هكذا للحظات ولكن بعدها تحدث وكأنه لا يدرك ما يقول .*

مروان بحزن / لية يا حور .

حور بإستغراب/ لية اي يا مستر ؟ انا م فاهمة حاجة .

مروان بحزن أكبر / لية اتجوزتي ! لية تعملي كدة ف نفسك وفيا ، انا...

قاطعته حور غاضبة /
عملت اية حضرتك ! انا م فاهمة حاجة ، حضرتك جاي لحد هنا عشان تلموني ع حاجة انا معرفهاش !

مروان ببعض الغضب / انتي اتجوزتي لية ! مش انتي قولتيلي قبل كدة انك عارفة حدودك كويس ! فاكرة انتي اليوم دة ! اللي قعدتي تديني درس عن انك محترمة نفسك و محترمة السنتر اللي انتي فيه وفضلتي تقولي مش معني اني مع ابن خالتي يبقي حاجة بيني وبينه مش دة كان معني كلامك ، لا وماشاء الله مكملناش كام يوم واتجوزتيه يا حور ! .

حور بغضب/ لا حضرتك كدة زودتها اوي ! انا سايبة حضرتك تتكلم عشان انت المدرس بتاعي لكن حضرتك زودتها ! انا مش فاهمة حضرتك متعصب اوي كدة وانا اخصك ف اية اصلاا عشان تقولي بتعملي اي و مبتعمليش اية ! انا مش هبرر لحضرتك حاجة ومعنديش اصلاا سبب واحد يخليني ابرر لحضرتك اللي حصل معايا دة لأني بصراحة مش شايفة اي سبب لكلامك دة .

- هو مش حضرتك برضة مستر مروان!

*كان هذا صوت عمر ، الذي سمع اصواتهم من الداخل ولكن لم يسمع الحديث جيداً او ماذا يقولون .*

مروان بسخرية/ اهلا ب سي روميو .. والله كنت متأكد ان انت العريس من غير ما حد يقولي !.

عمر بغضب/ هو حضرتك بتقول اي معلش ! ماله دة يحور واية اللي جابة هنا !!.

مروان بحزن ولكن اخفاه بغضب شديد/ انا معنديش حاجة اقولها حتي مش لاقي سبب واحد يبرر جوازك منو يا حور ! انا معرفش انا بعمل اية هنا واللي جابني هنا هيتحاسب كويس ع اللي عمله *ثم تابع بغضب كبير* مش بعيد يكون غلط معاكي اصلا عشان تتجوزيه بالسرعة دي و....

*لم يكمل كلامه حتي تلقي لكمة قوية كدة في وجهه من عمر الذي استشاط غضباً من حديثه .*

عمر بغضب وهو يمسكه من قميصه / امشي من هنا بدل ما اقسم بالله ما هخلي فيك حتة سليمة وهطلبلك الشرطة .

*لم يكن لمروان اي ردة فعل غير انه يذهب من هذا المكان ، ليس خوفاً من تهديدات عمر ولكن لانه تحطم بالكامل ، ذهب لانه لا يتحمل ان يراهم سوياً اكثر من ذلك ، ذهب وهو حتي لا يتذكر اغلب حديثه امامهم فهو كان مثل المغيب تماماً عما حوله عندما وجدها امامه ، ذهب وهو يلعن ذلك اليوم الذي راءاها فيه ويلعن نفسه وقلبه الذي احب طفلة بالنسبة الية وهو يعلم نهاية ذلك الحب ، خرج من المبني بأكمله وركب سيارته وهو متجه الي منزله وبدأت دموعه بالنزول رغماً عنه وهو لا يصدق ، متي احبها بتلك الطريقة وهو مازال لا يعرفها الا منذ أشهر*
*هل حقاً هو يحبها ام متعلق بها لمجرد وهم في داخله ، كان لا يجد اجابة علي اي سؤال ، تابع القيادة الي منزله وهو في اسوأ حالاته .*

*' ' '*

*كان في ذلك الوقت تقف كلا من داليا واصدقائها يراقبون كل شيئ ، فهم كانوا يقفون علي الدرج الذي يرتفع عن شقة حور بدور واحد .*
*نزلوا الثلاثة من المنزل بعد ما ذهب مروان من هناك وجلسوا في احدي الكافيهات .*

داليا بخبث/ مش قولتلكوا هيروح .
ملك بصدمة / انا لحد دلوقتي مش مستوعبة اللي انا سمعته دة واللي شوفته ، دة مطلعش بيحبها بس ! مكنتش متوقعة يلومها دلوقتي خالص .
الاء /عندك حق يا ملك ، انا كنت متوقعة انه هيقول انه غلط ف العنوان ولا حاجة او يتحجج بأي حاجة ويمشي ! مكنتش متوقعة اللي سمعناه دة .
داليا بغضب/انا كان لازم اسجل الكلام دة اكيد كان هيفيدني .
الاء بغضب/ يفيدك ! يفيدك ب اية ! انت مش بتزهقي يا داليا ، كفاية اللي انتي عملتيه انهاردة .. الحقد اللي جواكي دة هيوصل لحد فين .
تابعت ملك/ انا اموت واعرف استدفنا اية من فكرتك دي واحنا اساسا عارفين انه بيحبها ! كل دة عشان بتكرهي حور عشان احسن منك و...

قاطعتها داليا بغضب كبير حتي نظر إليها من حولها من ارتفاع صوتها/ اخرسي بقيي انتييي وهيي ! كل شوية لية لية لية ! هوو اننتتو معايااا ولاا معاهااا ! ممكن افهم ، ايوا بكرهاا وهفضل اكرها كدة طول حياتي ومش هرتاح ولا ههدي غير لما اخليها عايشة ف مشاكل طول عمرها ولا نسيتوا انها ع طول بتاخد مننا كل حاجة ، المفروض انا اللي اكون محبوبة مش هي المفروض انا اللي كل الناس تحبني .. لكن هي واخدة كل حاجة ، حب المدرسين و السكرتارية والناس اللي حواليا حتي الصبيان اللي ف دفعتنا وعشان كل دة يبقي لينا لازم هي تبعد .

الاء بهدوء/ وانتي لما تعمللها مشاكل يبقي كدة هتبعديها !

داليا /انتي بالذات يا الاء المفروض تبقي اكتر واحدة شايلة منها وخصوصا بعد ما الواد اللي كنتي بتكراشي عليه طلع بيحبها هي وارتبط بيكي يومين وسابك عشانها ولا نسيتي .. وانتي يا ملك ، نسيتي كام مرة كانوا المدرسين بيقارنوكي بيها لما كنا ف سنة اولي كنتي كل ما تتكلمي يفضلوا يقوللك ياريتك زي حور ياريتك زي حور ! كل دة ومش عاوزني انتقم منها !.

ملك بهدوء غير مفهوم/ انا معنديش حاجة اقولها انا قايمة امشي ، ولما الموضوع يهدي شوية نبقي نتكلم مع السلامة .

*تركتهم ملك وخرجت من الكافية بأكمله وهي تردد كلمات داليا ذهنها ( ياريتك زي حور).*

ملك لنفسها/ فعلا والله ياريتني زيها .

*ظلت تمشي حتي وصلت الي منزلها وهي عقلها مشوش .*

*ولم يمر الكثير من الدقائق حتي تركت داليا الاء غاضبة لترجع الي منزلها وكذلك الاء الذي رجعت الي منزلها بعدها مباشرةً .*

*' ' '*

*في منزل حور وعمر .*

*لم تتوقف اصواتهم العالية منذ ان رحل مروان ، او بالأدق صوت عمر الذي كان سينفجر غضباً من مجيئ مروان الي منزله والحديث بتلك الطريقة اليه والي حور .*

*اما عن حور فكانت لا تعرف ماذا تقول ان انها حقا لم تنتبه لكلمات عمر الغاضبة بل كان كل تركيزه لما قاله مُعلمها مروان ، كانت غير منتبهة الي لشيئ واحد ماذا كان يقصد بلماذا فعلتي هذا ! كانت لا تسطيع الاجابة علي اي سؤال يدور برأسها من صدمتها مما حدث ، ف ليس من الطبيعي ان يأتي مُعلمك الي بيتك ويتكلم بتلك الطريقة او يقول ما قاله مروان .*

عمر بغضب كبير/هتفضللييي سااااككته كدددة كتييييير ! مااا ترردددي علياااا يا حوررر .

نظرت له حور لم يفهمها وقالت بهدوء/ عاوزاني ارد اقول اية؟

عمر بغضب/ اية اللي جاب الراجل دة هنا يا حور واية اللي عرفو عنوان بيتي ! ردي علياا والكلام اللي قالوا دة كان يقصد بيه اي .

حور بإنفعال / انت لية محسسني ان انا اللي مكلماه وقولتله ونبي تعالي وقول كدة! ما انا زي زيك مش لاقية تفسير واحد لكلامه دة ! مين اصلا مستوعب فينا اللي حصل ولا الكلام اللي اتقال دة معناه اية!

عمر بغضب /والله! مش عارفة كلامو معناه اي! انا هقولك يا حور معناه ايي! الاستاذ بيغير علي حضرتك! الاستاذ مروان طلع بيحبك ومضايق اوي انك اتجوزتي يا هاانم .

حور بغضب/ اية الهبل اللي انت بتقوله دة يا عمر ! انت ناسي انه خاطب يبابا ! ما تفكر ف الكلام وبعدين هو لحق امتي اصلا يحبني ويغير عليا ! انت بتتكلم ف اية دة انا عيلة بالنسبة له ! دة لو خلف يجيب قدي يا عمر ، انت مدرك للي انت بتقوله ؟.

هدأ عمر قليلا ثم قال/طيب فهميني انتي اللي قالو دة معناه اية ! اية اللي يخلي راجل يجي لحد عند واحدة متجوزة ويقولها الكلام دة .

حور بهدوء هي الاخري/ مشيها اي حاجة ، جاي يحرق دمنا، يضايقنا مع اني مش لاقية سبب ، لكن لو سمحت انا فيا اللي مكفيني ومش ناقصة كلامك يا عمر اللي ملوش اي اساس بالصحة دة ، قال بيحبني قال ! .

عمر /طب بصي بقي من الاخر ، مفيش مرواح درس تاني عند الراجل دة سامعة يا حور. 

حور بغضب/والله انا اكيد بعد اللي حصل انهاردة دة مش هاخد معاه تاني ، وكفاية اوي لحد كدة يا عمر عشان منشدش مع بعض اكتر من كدة .

*تركته حور دون ان تسمع منه رد ودلفت الي الغرفة واغلقت عليها جيداً وظلت جالسة تفكر في ما حدث منذ قليل مع مروان ، فحقاً الامر غريب ويستحق التفكير ولكنت لم تريد اظهار ذلك ل عمر حتي لا تحدث مشاكل اكثر من ذلك .*

*' ' ' '*

*رجع مروان الي منزله ووجد علاء صديقة يجلس بإنتظاره ولكن لم يتحدث مروان معه بأي كلمة ، دلف الي غرفته في صمت تام .*
*تعجب علاء كثيراً من ذلك التصرف فهو كان في حال جيد في الصباح وعندما اتصل به فماذا حدث ؟ ربما حدث معه شيئ .*
*ظل علاء يسأل نفسه تلك الاسئلة ولا يعرف لماذا صديقه عاد الي تلك الحالة مجدداً .*

*اتجه علاء الي غرفة مروان والذي وجد بابها مفتوح وليس مغلق كعادة مروان ، دلف الي الغرفة بإستغراب شديد ، وجد صديقة يقف امام شباك الغرفة وهو شارد وعيناه مليئة بالدموع وبالكلام ايضاً .*

علاء بقلق/ في اي يا مروان مالك ؟ .. انت مكنتش كدة الصبح!
مروان بانتباه /هه ! لا مفيش حاجة يا علاء انا بس عاوز ارتاح شوية معلش .
علاء ببعض الغضب/ لا مفيش معلش ! انا مش هسيبك المرة دي .. اية اللي حصل تاني يا مروان ، انت مكنتش كدة الصبح ، اية اللي رجعك للحالة دي تاني .. حصل حاجة بينك وبين أسيل طيب ؟.
مروان /لا .
علاء /اومال في اي يا مروان ؟.
حاول مروان ان يمسك دموعه وقال/ علاء انا مخنوق ، بجد مخنوق وتعبان من كل حاجة ، حياتي اتشقلبت ١٨٠ درجة ف وقت صغير انا معرفش ازاي حصل فيه كل دة .
علاء بهدوء/ انت قصدك علي موضوع حور صح ؟.
مروان / صدقني يا علاء انا كنت خلاص نويت ابدأ صفحة جديدة واقفل علي الموضوع دة بس اللي حصل انهاردة معرفش حصل لية كأنه حصل عشان ارجع افكر فيها تاني و معرفش اطلعها من دماغي .
علاء بإستغراب/ حصل اية انهاردة .
مروان / انهاردة بعد ما روحت لأسيل وصالحتها وروحت علي شركة بابا عشان اطلب منه انه يشغل قريب اسيل وانا طالع من الشركة جالي مسج ع الواتساب و *حكي له مروان كل شيئ منذ استلامه للرسالة الذي يوجد بها عنوان (حور) وعندما ذهب الي هذا العنوان ووجدها هناك وعن الحديث الذي صار بينهم وتدخل فيه زوجها (عمر) وعندما تركهم ورجع الي المنزل بتلك الحالة .*
علاء بصدمة/ انا مش فاهم حاجة ! ازاي دة حصل ومين الشخص اللي وصلك للعنوان دة اصلا !.
مروان /انا مبقتش فاهم حاجة يا علاء خلاص انا لما شوفتها جه ف دماغي الف سؤال ومش لاقيلهم اجابة ، وغير كدة هموت واعرف مين اللي بعتلي العنوان دة و مصلحتوا اي ، واللي هيجنني ان محدش يعرف موضوع حور دة غ.. غيرك!
علاء بصدمة / انت شاكك فيا يا مروان !.
مروان بتوتر/لا طبعا يا علاء انا بس بفكر معاك بصوت عالي بس انا مبقتش فاهم حاجة .
علاء / هات الرقم اللي بعتلك العنوان يا مروان وانا هحاول اجبلك عنو كل حاجة .
مروان/ازاي والتلفون مقفول !.
علاء/اكيد التلفون مش هيفضل مقفول علي طول يا مروان وكمان بعيداً عن كل دة ، مكنش ينفع يبقي دة كلامك معاها لما شوفتها يا مروان ! انت عكيت الدنيا .
مروان ببعض الغضب/ خلاص بقي يا علاء انا برضة معذور انت متعرفش انا كنت حاسس بإية اول ما شوفتها هي وجوزها دة مع بعض ! انا معرفش انا لحقت احبها بالطريقة دي ازاي يا علاء ، دي لو ساحرالي مش هتعلق بيها كدة ، انا خلاص بعد ما كنت قررت ابدأ حياه جديدة بعيد عنها لقيتها ظهرت تاني .
علاء/مجرد صدفة يا مروان ، صدفة وان شاء الله مش هتيجي قدامك تاني .
مروان / بقولك اية يا علاء انا خلاص مش قادر اتكلم ف حاجة ؛ انا هخش اخد دش واطلع ارتاح شوية

*ذهب مروان الي المرحاض ولم ينتظر رد علاء حتي وبعد ان اخذ حمام دافئ رجع الي غرفته ووجد علاء خرج منها ، ثم ذهب في نوم عميق .*

*' ' ' ' ' '*

```بعد ان رجعت ملك الي منزلها دخلت الي غرفتها وجلست علي سريرها وهي تفكر فيما فعلوه مع حور وانهم وضعوها في مشاكل كثيرة لمجرد حقدهم عليها .```

ملك /كدة كفاية اوي ، حور لازم تعرف مين السبب في اللي حصل .


تعليقات