![]() |
رواية احتلال محرم الفصل الرابع والعشرون بقلم مريم نصار
ندى بلغت مازن انها عندها شغل اضافي وهو طبعاً اضايق لأنه كان عايز يقضي معاها اليوم لكن حاول يكون متفهم لظروف شغلها، وبردو ما ينفعش كل يوم والتاني يروح هناك من غير ميعاد، سابها ونزل وهي رجعت لشغلها عدى بيها الوقت والساعه كانت 4:30 خرج وليد من مكتبه وشافها لسه شغاله وبلغها انه راجع البيت و ودعته بإحترام وقعدت مكانها بتهالك وكلمت نفسها بإحباط:- يعني حازم وعمو روحوا البيت وكمان نص الموظفين وانا اللي هفضل اشتغل كده لحد امتى؟ انا تعبت وجوعت قوي.
بصت على مكتب أمير اللي قاعد جوه وقافل الباب عليه وكملت بغيظ:- قاعد جوه ولا على بالك إن في واحده هنا هتـ.ـموت من الجوع كان لازم يعني يكون شغل اضافي النهارده؟
اتنهدت وفتحت اللاب توب بتكاسل ورجعت تشتغل بس مش مركزه، بعد لحظات وصل مندوب الدليفري ومعاه اوردر غدا، ابتسمت وقالت:- اكيد ده من مازن؛ أكيد بعتلي الاوردر.
بتاع الدليفري بيناولها الطلب وهي اتكلمت:- انا ما طلبتش، ممكن اعرف مين اللي بعت الاوردر ده لو سمحت؟
رد عليها:- المهندس أمير برهامي؛ وطلبه لفردين اتفضلي حضرتك يا ريت توصلي لحضرته، ولو سمحتي عايز الحساب.
كشرت عينيها وسألت نفسها ببلاها:- أمير! وطالب لفردين!! معقول طالب ليه ولعم عبده الساعي؟
شمت ريحة الاكل وكانت هتعيط من الجوع وقالت له:- طيب ثواني حضرتك وهرجعلك تاني.
اخدت الاكل ودخلت عند أمير، وحطت الاوردر ع المكتب وقالتله:- ده الاودرد اللي حضرتك طلبته،وعامل الدليفري بره ومستني الحساب.
رد عليها بعدم اهتمام وهو بيقلب في الملف:- تمام يا ندى انا مشغول دلوقتي؛ واه على فكره انا ما معيش فلوس فكه يا ريت لو تحاسبيه أنتي من فضلك.
كانت هتنفجر من الغيظ وصكت على أسنانها من غير ما ترد وخرجت تحاسب الدليفري وهي على آخرها منه، قعدت مكانها وكلها شعله غضب واتكلمت بنرفزه:- ما فيش فكه حاسبيه أني من فضلك، لما انت يا بارد مامعكش فلوس بتطلب ليه؟
رد عليها وهو عند الباب:- انا ما قلتش ما معيش فلوس؛ انا قلت ما معيش فكه،انا فاكر أنا قولت إيه كويس.
اتكسفت أنه طلع سامعها وبلعت ريقها وردت بتبرير:- ها ااه، أحم ممكن اكون سمعت غلط، سوري مخدتش بالي.
رفع حاجبه وقالها:- يا سلام ممكن بردو، المهم طيب انا جعان يلا علشان ناكل قبل الأكل ما يبرد.
ردت بإحراج:- لا ميرسي مش جعانه.
كتم الضحكه وأتكلم بمغزى:- واضح؛ معلش تعالي على نفسك واتغدي معايا.
وكمل بمكر:-وإلا بقى الاكل الزياده ده هيروح فين؟ خساره يترمي.
قامت من غير تفكير من الجوع واتكلمت بعفوية:- لا يترمي إيه؟! نعمة ربنا لازم نحافظ عليها.
ضحك عليها وطلع من مكتبه ومعاه الاكل وقعد على الكنبه في مكتبها وقالها:- طيب تعالي انا طالب بيتزا وهتعجبك؛ بصي طلبتها علشانك.
بتحارب إحساسها الداخلي ومش عايزه تعلق نفسها بأي كلمه منه وتفسرها انه إهتمام لأ هو مديرها مش اكتر، لفت انتباها أنه قاعد في مكتبها واتهربت من كلامه وسألته:-انت هتقعد تاكل هنا؟!
هز راسه ورد بمزاح:- ايوه في مكتبك؛ مشي أنتي اللي دافعه وعزماني.
بصتله بشرز لانه دبسها وماينفعش تتكلم، راحت قعدت قصاده ومكسوفه،أمير طبعاً خرج من مكتبه علشان ما يحرجهاش ويكون المكان مفتوح للعامه في مكتبها، حط علبة بيتزا قدامها بإبتسامة:- أتفضلي.
مردتش عليه وعينيها بتفتح وتغمض ومش مصدقه انها هتتغدى مع أمير و لوحدهم، الشخص الوحيد اللي قلبها دق ليه، مش مستوعبه فكرة انه رجع يضحك تاني وفجاءه اتغير للأحسن، قاطع تفكيرها وسألها:-هتفضلي بصالي كده كتير؟ يلا الأكل هيبرد بقولك.
هزت راسها بإرتباك وقالت:- انا مش بصالك ولا حاجه، انا بس مستغربه انك رجعت تضحك.
سألها تاني بمرواغه:- يعني انا قبل كده كنت قفل! مش ده قصدك!
ردت بدفاع:- لا انا ما قصدش كدن والله.
ضحك وقالها:- ولا يهمك اتفضلي.
حاولت تاكل وكانت مكسوفه وحبت تخفف التوتر وتتكلم معاه وسألته:- تخيل يا أمير لو عمتو عرفت باللي حصل النهارده؟ أو انجي مثلاً كانت جتلك البيت؟ بجد بحمد ربنا إن أنجي جتلك الشركه.
انتبه أمير لكلامها وفعلاً لو جنونها وصلها إنها تروحله البيت وأتكلم بإندهاش:- فعلاً دي كانت تبقى لوحدها مصيبه كبيره؛ ما كنتش هخلص من ست الكل وخوفها عليا، دي ما هتصدق وتقولي خايفه عليك ومعرفش إيه وممكن تتوقع كمان إنها ممكن تإذيني.
قلبها دق من فكرة أنه ممكن يجراله حاجه حتى لو مش هيكون من نصيبها هى عايزاه يبقى بخير وبس، وسألته بقلق وصوت مهزوز:- هي فعلاً ممكن تفكر تأذيك.
سكت لثواني يفكر في سؤالها وبعدها أبتسم وهز كتفه وهو بياكل وجاوبها:- مش عارف ممكن اه وممكن لأ.
ندى بقلق واضح ردت بنزق:- يعني إيه كلامك ده افهم منه إيه؟ أمير بجد هي ممكن تعملك حاجه؟
ابتسم ولاحظ خوفها الواضح عليها وحب يطمنها:- اطمني ما فيش حاجه هتحصل.
ردت بخوف:- وأنت إيه اللي مخليك واثق منها قوي انها مش هتعملك حاجه؟
رد عليها بعقلانية:- مش حكاية ثقه، حكاية إني ما بفكرش فيه وأكيد هى مش بالغباء ده انها تأذي شخص، لأن مركزها وبرستيجها أهم حاجه عندها ومستحيل تهز صورتها إعلاميًا.
نفسها تصدقه بس خلاص الفكرة سيطرت عليها، وكمان أنجي ست زي أي ست وقت الهزيمه مابتشوفش قدامها واتكلمت بوضوح:- أيوه يا أمير بس عايزاك تعرف إن تفكير الست غير الراجل وقت الغضب، وخصوصاً لو حبت.
بصلها بتعجب وضحك بصمت وقال:- عايزه تقولي إن أنجي بتحبني؟ تفكيرك كله غلط.
رغم غيرتها المدفونه عليه إلا انها ردت باعتراض:- لأ مش غلط، بنسبة كبيره أيوه هى بتحبك.
بصلها تاني بتعجب على إصرارها وسألها بغموض:- أنتي اللي بتقولي كده؟ بيتهيألي دي عمرها ما حبت ولا هتحب، دي بس بتحب المظاهر لا أكثر ولا أقل.
ردت بتنهيدة:-صدقني يا أمير أنا شُفت نظرة الحب في عينيها، ايوه صحيح بتحبك بس مش....!
سكتت فاجأة وكانت هترتكب غلطه كبيره في حق نفسها و كانت هتقوله بتحبك بس مش قدي، لحقت نفسها في الوقت المناسب بس ياترى أمير فهم مقصدها ولا لأ! حتى ما سألهاش وكمل عادي واتكلم بعملية:- تحب بقى ولا تكره؛ أنجي دي من الماضي وانتهى؛ وبصراحه يا ندى أنا مش حابب انها تتذكر قدامي تاني؛ أنا عايز انسى الماضي كله وأبدأ من جديد ممكن؟
هزت راسها بإبتسامة لأنها ده اللي بتتمناه وعايزاه، رجعت تاكل في صمت، اما أمير المرة دي هو اللي كسر الصمت بينهم وسألها:- هو مازن ما عندهوش قضايا وشغل؟!
ردت بعفوية:- لا عنده بس ليه بتسأل؟
جاوبها:- لا أبدا؛ اصله بيتردد على الشركه كتير، اكتر من شغله.
ردت بإحراج:- فعلاً؛ وانا بصراحه محرجه منك ومن عمو في النقطه دي، انا حاولت ألفت نظرة اني في شغل لكن هو دايما بيقولي بما اني قريبه منكم مش هتضايقوا من وجوده، لكن بما انك مضايق انا هطلب منه ينتظرني في اي مكان تاني.
استغبى نفسه بسؤاله وماينفعش يسألها سؤال زي ده وشاف أنه أحرجها وحمحم وأتكلم بنفي:- لا أبدا أنا عمري ما اضايقت هو كان فضول مني مش أكتر، اوعي تطلبي منه حاجه زي دي، وحازم يجي وقت مايحب ، وانا قلتلك قبل كده ولسه عند كلامي، المكان مكانك يا ندى.
ردت بمجامله:- ميرسي، قطمت قطعة من الأكل وجه على بالها جمال اللي طردوه من الشركه وسألته:؛ هو انت هتعمل ايه مع الباشمهندس جمال.
ساب الأكل ورد عليها بإقتضاب:- إسمه جمال؛ خساره فيه كلمة مهندس، واحد باع تعليمه وشهادته وقيمه مبادئه قصاد شوية ملاليم، خسر كل حاجه بعد ما كان عايش في مستوى كويس.
كمل بنزق:- عموماً أنا مش هعمله حاجه كفايه أن الكل عرف أنه مجرم وبيتهيألي مش هينفع يشتغل في أي شركه تانيه، وبرده أنا ماقدرش اسجنه علشان خاطر والدتة واخته الصغيره،كفايه عليه تأنيب الضمير اللي هيفضل عايش فيه.
وافقته الرأي وقالت بموافقة:- عندك حق قرارك ده في محله.
أمير بتصنع:- ممكن بقى نكمل أكل؟ ولا أنادي لعم عبده واتغدى معاه في شوية هدوء؟
مطت شفايفها وقالت:- اوكي عم عبده هيفتح نفسنا أكتر ع الاكل.
ضحك وسكت، وهى مش قادره ماتتكلمش معاه وسألته:- بس سؤال أخير الساعه دلوقتي 5:15 هنشتغل في ايه بعد كده؟
مسح ايدية بالمنديل ورد عليها من غير ما يبصلها:- احنا خلصنا شغل.
بصتله بتعجب:- بس انت قلت في شغل اضافي للساعه 7:00.
مسح ع شعره بوهن ورد عليها:- بصراحه حاسس اني مش قادر مرهق قوي النهارده؛ خلصي اكل وهوصلك لحد البيت.
سابت الأكل هى كمان و اتنهدت بحب متداري وسكتت.
تاني يوم.
ليله صحيت من النوم وقبل ما تشتغل او تعمل أي حاجه راحت على الحضانه تزور أبنها وقفت قدام الأزاز وشافته نايم عينيها لمعت بدموع وكلمته بقلب أم مشتاق:- صباح الخير يا علي، سامعني يا حبيبي، أنا ليله، أنا ماما يا حبيبي؛ يا نور عيني أنت، أبوس إيدك كمل جميلك معايا يا علي واخرجلي بالسلامه يا حبيبي، نفسي أضمك لقلبي واخدك في حضني، نفسي اشم ريحتك قوي يا علي، عايزه اخدك وانيمك في حضني، اطلعلي بسرعه يا حبيبي.
الممرضه جت وقالتلها:- ممنوع يا ليله الوقفه هنا روحي شوفي شغلك ولما تيجي ميعاد الزياره هبقى ابلغك.
مسحت دموعها ومشيت وخاطرها مكسور وصلت للغرفه ولبست اليونيفورم بتاعها،ودخلت علشان تنضف الحمامات.
في نفس الوقت.
أمير راح الشركه بدري قبل أي حد من الموظفين لأنه عارف اللي هيحصل، مفيش نص ساعه وأنجي راحت لأمير الشركه وداخله عيونها كلها شر وانتقام،فتحت عليه باب مكتبه بقوة، أما هو كان قاعد مستنيها وملامحه كلها هدوء،ما استغربش لهجومها ودخولها بالطريقه دي لانه متوقع جداً انها مش هتستسلم بسهوله ماهي بردو صدمة كبيرة قوي عليها، قاعد على المكتب وهي عند الباب نظراتهم لبعض كفيله انها تحرق بلد بحالها، هي كره وحقد وهو فرحه وانتصار،مشهد انجي وهي واقفه عند الباب وأمير قاعد على مكتبه ومستنيها كان مشهد تحفه خاصة لامير لانه عارف انها مش هتسكت وعندها طاقه أنها تجادل في الباطل حتى ولو على حساب اي حد، المهم انها تكون الصح والباقي غلط، واقفه ساكته بتبص عليه وعنيها كلها توعد لشر كبير، أمير ابتسم بمكر واطرحب بيها وهو قاعد مكانه، واتكلم بطريقه كلها استخفاف وقال:- مين مدام انجي؟ ده إيه النور ده؟ أهلا أهلا بسيدة الأعمال المعروفه.
طبعاً اي حد مكانها مريض بالنرجسيه هيركن كل كبريائه وغروره على جمب، خسارة الشخص النرجسي لمكانته دي بتبقى ضربه كبيره ليه أكبر كمان من خسارة الفلوس نفسها،خلاص ما هو محدش هيعظم مكانتها بعد كده إلا قليل، بقى متاح الاستخفاف بيها في اي مكان وأي وقت، سمعت نبرته وفهمت منها انه بيستخف بيها وشمتان فيها، ضغطت على أسنانها ودخلت المكتب واتكلمت بكل غضب:- أنت قد اللي أنت عملته معايا ده؟
رد ببرود:- صوتك يهدا علشان هتحتاجيه بعدين.
ردت من بين اسنانها:-بتضحك عليا يا أمير!! بتضحك عليا يابن برهامي؟
هز كتفه مع ضمة حواجبه وسألها بتمثيل التعجب:-انا؟ أنا ضحكت عليكي؟ مش فاهم إيه اللي حصل ممكن تفهميني؟
شاورت ليه واتكلمت بقوه:- بلاش الأسلوب ده لأن انا اللي اخترعته، فماتجيش تستخف باللي كانت بتستخف بأي حد.
وقف وحط أيديه في جيبه وأتكلم بعدم اهتمام:- اديكي قولتيها (كانت بتستخف) يعني من الماضي وخلص خلاص، المهم ما علينا قولتلك صوتك يوطه وانتي في مكتبي، ده أولاً، ثانياً بقى قولي اللي عندك لاني ما عنديش وقت.
اتغاظت اكتر وقربت منه ومسكته بإيديها من الجاكيت بقوتها واتكلمت بعنف:- إن كنت فاكر انك ضحكت عليا تبقى غلطااان، اصحى وفوق ده انا انجي الورداني اللي ماتُقعش غير وهي واقفه.
نزل أيديها بهدوء وضحك وأتكلم بسخريه:- ونعم الواقعه؛ بس ليه بتقولي إنك ما بتقعيش غير وأنتي واقفه؟ اللي انا سمعته غير كده خالص.
قرب من وشها وكمل بصوت شمتان:- انك خسرتي صفقة دهب تسوى ملايين، بجد قلبي عندك.
صرخت فيه من طريقته وردت بتهديد:- قلبك ده انا هطلعه من جسمك في يوم من الايام صدقني؛ وهخليك تفرفر قدامي؛ لعبت عليا أنت والكلب مارتن،اخدت الدهب واخدت فلوسي، اخدت فلوسي يا حرامي.
مسكها من كتفها بعنف وهى كتمت ألمها واتكلم بعصبيه:- لحد هنا وفوقي؛ فوقي واعرفي أنتي بتقولي ايه وبتتكلمي مع مين وازاي، الحرام ده طريقك اللي أنتي ماشيه فيه، أما الدهب بقى فأنا مش مسؤول عن غبائك، غبائك يا مدام اللي وداكي في داهيه ومش مخليكي تفكري صح.
زق كتفها ونزل أيده وكمل بتريقه:- بقى سيدة الاعمال اللي اتعلمت في مدارس اجنبيه معقول تصدق ان في صفقه وزن 300 كيلو دهب صافي ب 80 مليون جنيه مصري بس؟ بجد مسكينه.
في اللحظه دي استوعبت الكلمه وفتحت عينيها بصدمه وعايزه تفهم وسألته:- تقصد إيه بكلامك ده؟
ضحك وقرب من وشها وأتكلم من بين أسنانه:- لآخر مرة هقولك، هقولك بس مش علشان ترتاحي؛ لأ علشان كل ما تفكري في طريقة تفكيرك وغبائك تلعني نفسك مليون مرة، اسمعي يامدام الدهب ما هواش صفقة أكل هتفسد ولا بضاعه قابله للصدأ والتلف،بالعكس ده يفضل معاكي ويعيش ملايين السنين وكمان ليه سعره في البورصه يتباع فيها وفي ثانيه، لو مارتن حب يبيع هيبيع بسعر البورصه، إيه اللي كان هيجبره يستنى صفقه من صفقات رجال الأعمال وشروط وبنود ملهاش أول من آخر!! بس أنا بقى اللي طلبت منه كده، علشان أنا عايز كده، و آه أنا اتصرفت لمارتن في المبلغ اللي كان محتاجه وسدد القرض اللي عليه من زمان، ماهو لو سيادتك فكرتي فيها!! إن البنك بيدي ميعاد محدد لوقت السداد أسبوع مثلاً بالكتير مش تلات شهور! وحبينا انا وهو نتسلى شويه ونهزر معاكي ، هزار بيزنس يعني، فانتي بقى صدقتي وفرحتي بالمبلغ وكمان من كرمك الزايد حطيتي 20 مليون من عندك، وده كرم اخلاق منك، من امتى وانتي كريمه بالشكل ده؟
اما بقى حوار اني حرامي وسرقت فلوسك! فده مرفوض لاني دمي مابيجريش فيه عيلة الورداني، أنا يامدام ماخدتش غير حقي وتحمدي ربنا إن فلوسك رجعتلك بعد الضربه دي.
أبتسم وكمل بتشفي:-بذمتك انا مش خصم نادر في الزمن ده؟
حركت راسها يمين وشمال بالرفض وعينيها مش عارفه تقفلها من صدمتها؛وبتسأل نفسها اللي سمعته ده حقيقي؟ من وقت الصفقه لحد دلوقتي والأخبار السيئه نازله على دماغها، حاسه إن روحها بتتسحب منها وهي ازاي فعلاً كانت بالغباء ده؟ فكرة انتقامها من أمير مخلتهاش تفكر صح! لسانها اتلجم وماعرفتش ترد مش لاقيه كلام تقوله، أمير كان مبسوط من صدمتها وشكلها اللي اتغير في ثانيه وعارف أنها مش هتقدر تتكلم خسارتها كبيره من ناحية شغلها وخصمها وكرامتها وكبريائها، ومستحيل تقدر تتكلم هى واقفه بتعيد حساباتها الخسرانه،أمير علشان ينهي المقابله كمل وأتكلم بشماته:- اشربي يا أنجي، اشربي نتيجة شرك وتخطيطك الفاشل وعمايلك السودا اللي ملهاش أول من آخر، مرة تجيبيلي أيمن وتحطيه في قلب الشركه، ومرة تشتري جمال وتخليه العصفوره بتاعتك، ده غير بقى إنك بتراقبيني في بعض الأوقات وفاكره إني معرفش بكل ده! تبقي غلطانه، انا شاغلك قوي يا أنجي، شاغلك لدرجة هتخليكي تنزلي السلم درجه درجه، بعد ما كنتي فوق هتنزلي لتحت وبسرعة البرق.
أخد نفس عميق و اتنهد بتمثيل الزعل وسألها:- تخيلي كده شكلك وانتي رايحه شركتك وكل الموظفين اللي كانوا بيعملولك ألف حساب وبيخافوا منك، يبصوا عليكي دلوقتي ويقولوا انجي الورداني اهي، اللي اتضربت في صفقة دهب فالصو، الست النرجسيه القويه اللي كانت فاكره إن ما فيش حد قدها!
وبصلها بقوة وكمل بثقه:-بس جه أمير باشا برهامي ونزل مناخيرها لسابع أرض،هنصحك نصيحه لآخر مرة.
رفعت عينيها ليه وتايهه من صدمتها وهو أداها ضهره وكمل بعدم اهتمام:- بره مكتبي؛ أخرجي ومش عايز اشوف وشك ولو بالصدفه؛ انتي كنتي بؤرة مرض وحفرت حفره ورميتك فيها وردمت عليها وانتهت.
طبعا أي واحده مكانها مش هتلاقي اي رد تقوله حفاظاً على الباقي من كرامتها، ومفيش تصرف هتعمله غير انها سابت المكتب والشركه كلها وخرجت ركبت عربيتها، السواق قبل ما يتحرك بص لها في المرايه وسألها:- اطلع على الشركه ياهانم؟
جواها نار قايده لدرجة انها ممكن تحر.ق نفسها بالنار دي،باصه قدامها للفراغ وعينيها فيها شر كبير واتكلمت بأمر وغضب:- اطلع على الفيلا.
طلع السواق ووصلها لحد الفيلا نزلت وخطوتها سريعه ودخلت بسرعه وطلعت على فوق قفلت باب الجناح عليها واطلقت لنفسها العنان وصرخت وأنهارت، راحت عند التسريحه وهي بتنهج بتبص على نفسها وكلها شر ومن غضبها وجنونها كسرت كل حاجه موجوده على التسريحه، واقفه في نص الاوضه بتنهج ومش عارفه تعمل إيه؟ مش عارفه تتصرف إزاي! أمير ضحك عليها وشايفه أنه استغلها؛ إستغلال إيه ده اللي بتتكلم عنه؟ هي اللي كانت بتجري وراه، هي اللي كانت بتحاربه مش هو، عينيها تايهه كلها أسئلة من غير إجابات، افتكرت كلامه معاها ونظرت الشماته، افتكرت كل كلمه قالها وخصوصاً عن غبائها أنها إزاي فكرت صفقه كبيره زي دي؟ تكون بتمن زي ده!! صرخت بهستريا بعلو صوتها واتكلمت أخيراً بعد صمت قا.تل وقالت:- الحرب لسه مخلصتش،مو.تك قرب يا أمير.
عدى الوقت بيها وهي قاعده على طرف السرير مشوشة فكرياً،ومش قادره توصل لأي قرار غير انها تشرب، فضلت تشرب كاس ورا كاس والحقد اللي جواها لو كان انسان لكان استغاث ونطق من جبروت نظرتها وهي واقفه قدام المرايه ماسكه الكاس وبتشرب بصت للكوباية ورجعت بصت لنفسها ف المرايه وسألت نفسها بحقد:-معقول!! معقول أمير يا أنجي؟ يضحك عليكي بعد كل ده! فشلتي في كل محاولاتك معاه!! جمالك ومركزك وقوتك ما فيش حاجه فيهم قدرت تأثر عليه؟!
ياترى مين فينا اللي غبي أنا ولا هو؟ ليه كنت متأكده من انه لسه بيحبني وما يقدرش يعملي حاجه ويقرب مني، هزيمتي منه كانت بالسهوله دي؟
شربت كاس كمان وسألت نفسها بهستريا وغيظ:؛ طيب عرف إزاي!! عرف إزاي إن أيمن كان في الشركه وأنه شغال لحسابي؟ وعرف منين اني اشتريت جمال وأنه دراعي اليمين هناك!!! هيكون مين يعني؟ مروان!!! لا لا مروان ما يعرفش جمال من الأساس، وأيمن!!! أيمن مستحيل يخدعني كنت وديته في داهيه، مين اللي بيوصل لأمير كل تحركاتنا؟ وايه اللي كنت ناويه أعمله معاه؟ وايه غرضه من أنه يكشفني لأمير؟!! معقول يا أنجي أنتي كنت بالغباء ده؟
حدفت الكاس في المراية واتكلمت بصوت غضبان:- أمير قدر يعمل منك حجر شطرنج، قدر يخليكي لعبه في أيديه، خسرتي كبريائك يا بنت الورداني ومن مين؟ من اللي كان بيتمنى يلمح طيفك، شفتي كان شمتان فيكي إزاي؟ فاكر إن الموظفين هيقللوا منك!!! لاااا مش هيحصل.
بصت قدامها وكملت بتوعد:- لو فاكر اني هستسلم للهزيمه كده بسهوله تبقى غلطان؛ انا لازم اخطط المرة دي كويس قوي، لازم اشرب من د.مك يابن برهامي.
من غير تردد اتصلت على السكرتيره وكلمتها بأمر:- احجزيلي تذكرة طيران على أول طياره رايحه سويسرا.
قفلت المكالمه وغمضت عينيها واخدت نفس عميق وزفرته بهدوء مصطنع، حاولت تهدي نفسها وتفكر من غير دوشة وفاجأة فتحت عينيها وابتسمت بخبث وقالت:- ايوه ما فيش غير الحل ده؛ لازم اختفي؛ انتي لازم تختفي دلوقتي يا أنجي، لازم تخليه يصدق إنك قبلتي الهزيمه ولازم ضربتك المرة الجاية تكون في مقـ.ـتل.
وكملت بإنتقام:- بس لو أعرف مين اللي بيوصلك أسرار شغلي يا أمير؟ ساعتها هخلص عليه من غير لا شفقه ولا رحمه.
شقة نورسين.
خارجه من الاوضه وهي بتلبس شنطتها علشان خارجه، فتحت باب الشقه لكن اتخضت ورجعت لورا، شافت أمير واقف قدامها رغم انها اتخضت لكن ابتسمت وسلمت عليه بتوتر:- باشمهندس أمير! اهلا بحضرتك.
هز راسه ليها بإبتسامة واتكلم بهدوء:- اهلا نورسين.
ارتبكت ومش عارفه تقوله إيه! فتحت الباب اكتر وقالتله بترحاب:- اتفضل حضرتك؛ مش هينفع تفضل واقف على الباب كده؟
رد عليها بلطف:- لا شكراً مش هينفع لأني مستعجل، وكمان واضح إنك خارجه.
ردت بإبتسامة وقالت:- ايوه كنت رايحه المكتبه؛ لكن مش مشكله ممكن انزل وقت تاني.
وكملت بتوجس:- وبعدين مادام حضرتك جيت لحد هنا بنفسك؟ يبقى اكيد الموضوع كبير ويخص شغلنا مع بعض.
هز راسه ليها بموافقة ع كلامها وهى بصتله بتوجس وبلعت ريقها وسألته بقلق:- ما دام أنجي عرفت إنه أنا؟
هز راسه ليها ورد بنفي:- لا وده مجننها وعايزه تعرف مين المجهول ده اللي يعرف كل حاجه عنها ويبلغني بيها، وخلي بالك مش هتسكت لحد ما تعرف مين اللي ورا كل ده.
فركت ايديها بتوتر وخافت وسألته:-ينهار مش فايت، دي لو عرفت تبقى مصيبه، طيب وبعدين ياباشمهندس؟
طلع من جيبه ظرف وقدمه ليها وأتكلم بعقلانية:- انجي شكت فيكي قبل كده ومظنش أنها هتفكر فيكي لأنك بعيدة تماماً عن الشركه، لكن الإحتياط واجب وأنا مبحبش أعيش ع احتمالات واسيب نفسي للخطر، أنا شايف أنه من الأحسن إنك تسافري فتره يا نورسين.
كشريت عينيها وسألته بإستفسار:- أسافر؟! أسافر فين؟
رد بهدوء:- أي بلد؛ اي مكان المهم تبعدي الفتره دي عن اي طريق يوصل أنجي ليكي، انا مش عايز إنك تتأذي بسببي وخصوصاً إن كل اللي حصل معايا ده بفضلك أنتي، ولولا إنك جيتيلي وطلبتي مني تشتغلي بعد ما انجي قلت باصلها معاكي وطردتك من الشركه بدوب سبب، وانا وثقت فيكي وانتي شرحتيلي كل حاجه وكنتي قد الثقه دي.
ردت عليه بحزن:- أنجي تستاهل أكتر من كده، اتخلت عني بعد كل سنين شغلي معاها وطردتني من الشركه بطريقه مهينه، وقتها عرفت الفرق بينك وبينها وانك متستاهلش الاذية اللي كانت ناويه تعملها فيك، وكمان حبيت اخلص ضميري وشرحت لحضرتك كل حاجه أعرفها عن أيمن وجمال وحضرتك صدقتني لأنك كنت عارف إن أيمن جاسوس عندك من البداية.
اتنهد ورد عليها:- أنا ايوه عارف بموضوع أيمن لكن انتي كشفتي الباقي،وبصراحه انا عايز أشكرك، انتي ليكي دور وفضل كبير قوي.
ردت بحرج:- انا ما عملتش حاجه يا باشمهندس؛ اي واحده مكاني كانت عملت كده واكتر كمان.
ابتسم ليها وقدم الظرف:- اتفضلي الفلوس اللي انا وعدتك بيها بعد تمام المهمة.
اخدت الفلوس مع ابتسامة وسألته:- طيب سؤال أخير يا باشمهندس أمير، هي ممكن تعملك حاجه أكبر من كده؟لانه الحقيقه أنا خايفه.
أبتسم بصمت وقالها:- اطمني مفيش حاجه هتحصل ده شغل وبيزنس يعني حرب شريفه، فكري في نفسك أهم حاجه تكوني بخير لأني مش عايز اسببلك اي خطر بسببي، وحقيقي فكري انك تسافري في اقرب وقت، أهو ع الأقل تغيير جو.
ابتسمت براحه وردت بلطف:-حاضر اوعدك هفكر في الموضوع ده.
هز راسه ليها واستاذن:-بعد أذنك.
سابها ونزل وركب العربيه ورجع بيته مبسوط وفرحان، باس على أيد والدته اللي حست بشعور جميل وفرحة بضحكة أبنها قد معاهم شوية ودخل اوضته حدف نفسه على السرير بأريحية كبيرة وغمض عينيه وهو مبتسم، واول مرة ينام وهو مبسوط بالشكل ده.
بعد أسبوع تقريباً.
انجي سافرت أو نقدر نقول إنها هربت وسابت مروان مابين البيت والشركه لكنه تحت عين موظفيها ، لكن هل هترجع تاني ولا لأ ؟ أما ليله كل يوم والتاني تطمن على ابنها وفرحتها كل يوم بتزيد لان حالة ابنها في تحسن والدكتور رؤوف بيحاول يساعدها على قد ما يقدر، حازم صمم إن أمير يظبط ليهم عزومه كبيره وتكون عزومه على مشويات باربكيو ع مسطح او جنينه زي ما ندى قالت، وبالفعل أمير عزم العيله كلها وكمان مازن خطيب ندى، الكل جهز نفسه وأتقابله في المكان اللي قال عليه أمير، وقاعدين مع بعض كلهم قعده عائليه، حازم وأمير ورامز اخو ندى واقفين على شواية الطعام وبيشوا اللحوم، شمس جريت عليهم واتكلمت بنهم:- إيه يا جماعه خلصتوا ولا لسه!! دي مش عزومه؛ دي عقاب هتأكلونا امتى؟
رد رامز اخوها بجدية:- لما الاكل يخلص هنقولك عيب الكلام ده.
أمير ضحك ووجه الكلام لرامز:- ايه يا عم رامز أنت مالك ومال شمس؟ هي معاها حق إحنا أتأخرنا فعلاً على ميعاد الغدا، وهما مش جايين علشان نعذ.بهم معانا.
شمس بصو لامير بغيظ واتكلمت من بين اسنانها بسخرية:- طول عمرك بتفهم يا أمير.
ضحك عليها وسألها:- يا ستار، ومالك بتقوليها بُحب قوي كده ليه؟
عوجة بُقها واتكلمت بتريقه:- إلا بُحب، ده انا بحبك حب قد كده.
ضحكوا التلاته على تعابير وشها وحازم قال:- يا ستير يا رب؛ ايه يا بنتي كمية الحب اللي هتطق من عينيكي دي، حاسبي بس اوعي كده علشان الحب هيدلدق منك.
ضحكة بسخريه هى كمان:- ايه كمية اللطافه دي؟ هتأكلونا امتى بقى يا جدعان في اليوم ده؟ولا اخد ندى ومازن خطيبها ونروح نتغدى في مكان تاني؟
وكانت قاصده أنها تقول الكلام ده علشان تزود ثقة اختها في نظر أمير وتوصله إن ندى مبسوطه معاه، حازم رد عليها بتحدي:-تقدري تعمليها طب وريني كده؟
رد كمان عليها أمير:- خلاص يا شمس روحي وخمس دقايق والاكل هيجهز.
كمل حازم بمزاح:-روحي يا بنتي ونادي على مازن اللي قاعد جمب خطيبته ولازق ليها على طول ده، انا اول مرة اشوف واحد خاطب وبيحب خطيبتة للدرجة دي.
رد رامز بلطف:- بصراحه يا جماعه انا ما شفتش حد بيحب حد زي مازن وندى؛ بجد بيحبها جداً مهتم بيها وبتفاصيلها وبيشوف هي عايزه إيه من غير ما تطلب، لأ بجد انا كده مطمن على أختي معاه.
حازم بتريقه:؛ يا راجل!! كل ده؟ لا إحنا كده بقى نعمله تمثال.
وكمل بتلميح:- عموماً ندى بنت حلال وتستاهل كل خير؛ وتستاهل واحد بيفهم ويحبها بالطريقه دي واكتر.
مازن قاعد جمب ندى وهمس ليها:- ندى ممكن نتمشى شويه؟
ردت عليه بإستغراب:- ليه بس؟ ما احنا قاعدين مع بعض اهو وكمان القاعده مع العيله جميله قوي، وحتى شمس محليه اللمه، شفت دمها خفيف إزاي ؟
رد عليها بإبتسامة:- شموس دي بنت جميله خالص ودمها خفيف مقولناش حاجه، بس كمان انا محتاج اتمشى معاكي شويه نتكلم ممكن؟ ولا هتعملي زي ما باجيلك الشركه وتكسري قلبي نصين؟
ابتسمت وقالت بلطف:- لأ وعلى إيه؛ اتفضل.
استأذنوا العيله وقاموا اتمشوا شويه واتكلمت ندى وقالتله:- ياااه ده انت قلبك اسود قوي بقى يا مازن، معقول زعلان علشان بعتذرلك اني عندي شغل؟
رد عليها بوضوح:- بصراحه انا فعلاً زعلان؛ لكن انتي عندك حق انا ما ينفعش اجيلك كل يوم والتاني مكان شغلك، بس غصب عني يا ندى اعمل إيه؟ دايما لما بكلمك في التليفون بتتهربي مني مش عارف ليه؟ و عايز اسمع منك كلمه حلوه مابلاقيش، عايز اشوف في عينيكي لهفه عليا برده مفيش، بحاول اقدم كل اللي اقدر عليه علشان اخليكي مبسوطه ورغم كل ده ما فيش حاجه من دي حصلت، ايه اللي مغيرك مش فاهم.
وقفت مكانها وزعلت، زعلت على نفسها وعلى حالها وعلى مازن واللي وصلته ليه، سألها بتعجب :-وقفتي ليه؟ كلامي ضايقك مش كده؟
اتنهدت واتكلمت بوضوح هى كمان:- مازن انا مش هكذب عليك؛ انا فعلا بحاول اتأقلم معاك؛ وبحاول اقدم برده اللي اقدر عليه؛ لكن انت اللي بتصور لنفسك الأمور بطريقه غلط غير كده أنا مفيش اي حاجه مغيراني صدقني.
سألها:- يعني عايزه تفهميني إنك مبسوطه معايا يا ندى؟!
بصت على أمير اللي واقف يتكلم هناك معاهم ونزلت عينيها في الارض وما ردتش، كام كذبه هتكذبيها يا ندى؟ طلبوا منك انك تشتغلي وتحطي نفسك وسط النار علشان تواجيها لكن بالعكس حبيتي وجودك في وسط النار دي، حتى لو هتحرقك، فاقت على سؤاله تاني ايه يا ندى ما ردتيش عليا، انتي فعلاً مبسوطه معايا؟
حاولت تبتسم ماعرفتش واتكلمت بعقلانيه:- هكدب عليك لو قلتلك اني مبسوطه جداً، بس انا إحساسي تجاهك عادي، ماتنساش يا مازن إن إحنا كنا جيران واقصى تفكيري فيك إنك زميل وصديق ايام الدراسه، عمري ما كنت اتخيل في يوم من الأيام إننا نتشارك مع بعض حياتنا واحلامنا لكن صدقني بحاول اتأقلم واكيد هتعود.
كانت بتتكلم وعينيها لسه على أمير ما نزلتش بص هو كمان على مدى بصرها، وهز راسه ليها وقال:- ماشي يا ندى؛ وانا هصبر عليكي لحد ما تتأقلمي لاني يهمني قوي وجودك معايا.
شمس قاعده على الكرسي بطريقه طفوليه وسانده ايدها على خدها ،علا شافتها وضحكة وسألتها:- مالك يا شمس شايله طاجن ستك ليه؟! و زي اللي عندك ست عيال وشايله هم مصاريفهم.
اتعدلت شمس واتكلمت بنزق:- ده إيه الخفه والعسل اللي حط في العيله النهارده ده؟ انا ما ضحكتش كده قبل كده في حياتي.
كلهم ضحكوا وماجده سألتها:- مالك يا قلب عمتك قوليلي مين زعلك بس وهتشوفي هعمل فيه إيه؟
ردت عليها بمزاح:- يخليكي ليا يا عمتو هو انا ليا في العيله غيرك اصلا.
وكملت بتمثيل التوسل:- بس أنا جعانه يا عالم، حسوا فيني، انا بجد جعانه لما قلتوا ان أمير عازمنا؟ قلت بس هانتشبرق وحياتي هتتغير وجيت على هنا من غير فطار، لا أنا كلت! ولا شربت حتى، الشمس كلت دماغي، آنتوا حاسين باللي انا حساه مش كده؟
الكل ضحك وجه حازم من وراها وقال:- خلاص يا مفجوعه هانم الاكل جاهز وتقدري تتفضلي.
اتعدلت بسرعه وشافت أمير ورامز وهما بيحطوا الاكل على ترابيزه كبيره ورفعت ايديها الاتنين لفوق وقالت بهتاف:- يحيت العدل، هي دي عيلة برهامي اللي بجد، يلا كلكم ورايا.
سبقتهم وجريت والكل بيضحك عليها ؛ماجده قامت وشاورتلهم يتفضلوا؛ وبرده وليد قام واخد فهمي والد ندى وكلهم قعدوا إلا مازن وندى، رامز سألهم بتعجب:- اللاه امال فين مازن وندى؟
شمس بتاكل بنهم وقالت:- الظاهر كده خطيبها خدها وخلعوا وراحوا يتغدوا بره.
علا خبطتها على راسها وقالت:- كلي وانتي ساكته. وبصت لرامز وقالت:-ندى ومازن بيتمشوا في الجنينه؛ اروح اناديهم؟
رامز بص من بعيد وقال:- خلاص أمير هناك اهو واقف معاهم.
امير راح عندهم وقال:- مساء الخير.
ندى ومازن وقفوا ولفوا ليه ردوا عليه:- مساء الخير.
امير بص لمازن وبعدها لندى وأتكلم بتكليف:- اتمنى ماكونش قطعت عليكم اللحظه دي!
ردت ندى بنفي وارتباك:- أبدا يا امير ما تقولش كده احنا واقفين بس ما بنعملش حاجه مش كده يا مازن؟
مازن فرك ايديه ورد بغيظ:- حتى لو بنعمل يا حبيبتي؛ انتي خطيبتي ومسموحلنا إننا نتمشى ونتكلم وامسك ايدك كمان ولا إيه؟
فتحت عينيها بدهشه على اسلوبه اللي اتغير، اما امير أبتسم ورد بهدوء:- انا ما سالتكش ايه المسموح وايه اللي مش مسموح! رغم أن آخر حاجه قلتها دي غير مسموح بيها لانكم لسه على البر ويعالم إيه اللي ممكن يحصل، عموماً مش موضوعنا الغدا جاهز يا ريت تتفضلوا.
خلص كلامه و سابهم ومشي من غير ما يتكلم، ندى اتنفست غيظ وسألته بوجوم:- ايه اللي انت قلته ده يا مازن؟!
رد عليها بتعجب:-انا قلت إيه مش فاهم؟
ندى بإنزعاج:- انك ممسوح تمسك ايدي ونتكلم ويا حبيبتي؟ ليه دايما بحس انك قدام أمير بالذات بتقول الكلام ده؟ هو ما قالش حاجه تستاهل إنك ترد عليه الرد ده كله.
رد عليها بسؤال:-يعني انا غلطان! هو انا قلت ليه إيه! انتوا بس اللي بتحبوا تكبروا المواضيع.
نفخت بخنقه وقالت:- ما فيش فايده انا بجد مش قادره افهمك يا ريت تتفضل علشان بينادوا علينا.
مشيت بسرعه وهو جري وراها ومسك ايدها بسرعه وقالها:- ندى انت زعلتي هو انا قلت ايه لكل ده ؟!
ندى حاولت تهدا وسحبت ايدها وردت عليه بتكليف:-ما قلتش حاجه يا مازن؛ حصل خير ،ويلا بقى علشان الغدا.
ضحك وقال:- تمام ده اللي يهمني،و خلي بالك هنقعد جمب بعض زي ما اتفقنا ماشي؟
هزت راسها عليه وما ردتش ومشيت وهي متضايقه من نفسها ونفخت بخنقه وقالت بنزق:- انا ايه اللي عملته في نفسي ده؟! بجد انسان غريب لا يطاق.
الكل قاعد ومستنيهم، وفاضل اتنين كرسي، كرسي جمب حازم وكرسي جمب أمير،مازن معدي جمب حازم مسكه من ايده بضحكة وقال:- ايه يا برو رايح فين؟! تعال اقعد جمبي اصل أنا عايز اتعرف عليك اكتر من كده.
وشده من ايده وقعده، مازن بص لحازم بغيظ وحاول يبتسم، اما ندى شافت الكرسي التاني جمب أمير،و راحت قعدت جمبه بإحراج، في نفس اللحظه وأمير بيقطع قطعة اللحم بالشوكه والسكـ.ـينه ظهرت على وشه ابتسامه خفيفه جداً.
بعد فتره كبيره وايام كتير عدت.
مختار وسعاد راحوا العمره ورجعوا بخير، وسعاد كانت مبسوطه جداً وبتدعي ربنا إن حياتها تفضل مستمره مع مختار في محبه دايمة، وانجي لسه ما رجعتش من السفر وحياة ندى زي ما هي مع مازن وكل ما تحاول تفهمه تتخنق من تصرفاته، مروان يأس من انه يدور على ليله وشاف ان حياته أصلا ما بقاش ليها اي قيمه، وشغال زي حجر الشطرنج لا ليه صوت ولا شخصيه،في المستشفى النهارده ليله بتخرج حالة مريض من الاوضه بتاعته للجنينه وبتزق الكرسي العجل في الطرقه والممرضه جايه تجري عليها واتكلمت بتفاؤل:- ليله الدكتور رؤوف عايزك بسرعه.
استغربت لحماس الممرضه وسألتها:- خلاص ماشي هو في المكتب؟!
الممرضه:-لا هو في اوضة العاملين اللي انتي بتقعدي فيها معانا.
كشرت عينيها واستعجبت وقالت:- مستنيني هناك؟! يا ترى ليه؟
الممرضه اخدت الكرسي منها وقالت بحماس:- انتي لسه هتسألي، روحي بسرعه شوفيه عايز إيه، وانا هطلع بالحاله دي للجنينه.
ليله وقفت مكانها مستغربه وقالت:- يا ترى في ايه والدكتور رؤوف ليه هيستناني في الاوضه؟! لما اروح أشوفه.
راحت وخبطت على باب الاوضه ورد عليها من جوه:-تعالي يا ليله ادخلي.
فتحت الباب بتوتر وكانت متوجسه نوعاً ما وكان واقف وضهره للباب واتكلمت وهي عند الباب:- خير يا دكتور انت طلبتني؟!
لف ليها وكانت المفاجأه، كان شايل ابنها بين أيديه لأول مرة، عينيها على ابنها بصدمه يمين وشمال، ومن غير ادراك رجليها خطت جوه الاوضه واتكلمت بهمس:- علي؟!
ابتسم ليها وقالها:- ايوه علي؛ وجبتهولك النهارده بنفسي لحد عندك.
بصت للدكتور ومش قادره تفهم ولا تستوعب وسألته بلهفه:- قصدك ايه يا دكتور؟!
رد عليها:-قصدي إن علي فاق والرئه اكتملت وبقى تمام؛وكأنه النهارده يوم ولادته بالظبط،وصحته كويسه وزي الفل، تقدري تاخديه لحضنك زي ما كنتي عايزه، مش ده اللي انتي بتتمنيه؟
بصت للدكتور وعنيها مفتوحه ودموعها عرفت طريقها وسألته بصوت متقطع:- أنت بتتكلم بجد؟! علي ابني هيبقى في حضني خلاص!!
ما استغربش لهفتها لانه عارف ومجرب غلاوة الضنا، واتكلم بهدوء:- افتحي ايديكي يا بنتي وخدي ابنك في حضنك.
مد ايديه بإبنها اللي بيتحرك وبيإن زي الاطفال وحطه بين أيديها اللي كانت بترتعش، عينيها عليه ودموعها نزلت، وضحكة واتكلمت بشهقات:- علي أبني حبيبي ونور عيني؛ كنت خايفه امو.ت ومادوقش حضنك يا روحي.
أتأثر الدكتور وربت على كتفها وسابها وخرج وقفل عليها الباب، قعدت ليله على طرف السرير وضمت ابنها لحضنها، شمت ريحته غمضت عينيها ودموعها مغرقه وشها، شمته تاني وفضلت تتنفس باشتياق عيطت وهو كمان بيعيط وقالت:- ما كنتش مصدقه في يوم من الايام يكونلي عيل واشيله في حضني، وحشتني يا حبيبي وحشتني يا نور عيني، مسحت دموعها وضحكت وكلمته:- انت جعان صح؟ تعرف انا مجهزهالك كل حاجه، عارف كمان؟ المرتب اللي انا شغاله بيه جبتلك بيه لبن صناعي وجبتلك الببرونه واشتريتلك هدوم، و واحده واحده هجيبلك اللي انت عايزه، هشتغل ليل ونهار مش هحرمك من اي حاجه، بس أنت أكبر، أكبر قدام عيني وقولي يا ماما، عايزاك تكون سندي وحبيبي، عايزاك تكون دنيتي كلها وانا دنيتك.
حضنته حضن تاني طويل، كل شويه بتشمه ومش مصدقه ان ابنها أخيرا بقى في حضنها، ومرت الشهور وهى على الحال ده، على طول تنيمه في حضنها وتصحيه وهو برضو في حضنها اهتمت بيه لحد ما تم السنه وكان هو بالنسبه لها النهار والليل كل حاجه في الدنيا هو علي، وتخطت كل اللي عمله مروان في وجود ابنها ومتفكرش فيه، وحاولت تفوق واخدت على نفسها قرار انها مش هتغلط اي غلطه في حياتها تاني.
شركه برهامي.
دخل أمير على ندى:- صباح الخير يا ندى.
قامت وقفت وردت عليه:- صباح الخير يا أمير؛ حمد لله على سلامتك.
أمير:- الله يسلمك؛ انا عندي مقابله الساعه 10:30 مع سيدة أعمال، وكنت حابب إنك تكوني موجوده معايا، ايه رأيك؟
ردت عليه بحيره:- مش عارفه اللي انت عايزه لو عايزني اجي معاك ما فيش مشكله! بس هنتاخر؟
بص في الساعه وقال:- لأ، على قبل الضهر إن شاء الله هنكون رجعنا الشركه، يلا بينا؟
لبسة شنطتها وقالت:؛ يلا بينا.
خرجوا مع بعض وراحوا المقابله واتكلموا مع الست دي، وندى كانت لبقه جداً في كلامها وأمير اتبسط منها لانها فهمت الشغل كويس، خلصوا المقابله وسلموا عليها وخارجين من المكان اللي كانوا فيه ؛ندى تليفونها رن وأمير بيفتح باب العربيه وسألها:- تليفونك بيرن شوفي مين يا ندى؟!
طلعت التليفون وقالت:؛ دي شمس ثواني يا أمير هشوفها عايزه إيه؟ علشان دي طلباتها ما بتخلصش.
ردت عليها بإبتسامة:-الو ايه يا شموس! رحتي الجامعه ولا لسه؟
ردت عليها بصوت بيتألم:- ايوه يا ندى الحقيني، انا تعبانه قوي.
ندى بقلق:- مالك يا شمس انتي فين؟
ردت عليها شمس بنفس الألم وماسكه جمبها:- انا في التاكسي مروحه على البيت ما قدرتش اكمل المحاضره وحسيت بتقطيع في بطني، وخايفه يجرالي حاجه وانا في العربيه.
ندى حطت ايدها في جمبها وقالت بشرز:- بت انتي؟ انتي بتهزري صح! ده مقلب من مقالبك اللي انتي بتعمليها فيا.
ردت شمس بدموع وألم أكبر:- الحقيني يا ندى انا حاسه اني هموت.
استشعرت تعبها اللي بجد وعينيها دمعت خوف وسألتها:- شمس انتي فين؟ انتي فين ردي عليا؟
أمير جري عليها:-في ايه يا ندى؟!
بصتله وشاورت على التليفون واتكلمت بخوف:- أمير؛ لازم نلحق شمس، بتقول انها تعبانه قوي.
شد منها التليفون وقالها:- ما تقلقيش، ورد عليها:- ايوه يا شمس قوليلي فين مكانك بالظبط؟
دموعها نازله وردت بتعب:- انا راكبه تاكسي ومش عارفه أنا فين.
اتكلم بصوت عالي:- طيب طيب اديني السواق انا هكلمه.
حاولت توصل للسواق التليفون بصعوبه، ورد عليه:- الو يا بيه!
أمير بجديه:- ايوه لو سمحت اطلع على المستشفى بسرعه، انا هديلك عنوان المستشفى وهقابلك هناك.
السواق:- حاضر يا بيه،البت تعبانه خالص وإن شاء الله خير ربنا يشفيهالك يا رب.
أمير:- قولي رقم تليفونك علشان اطمن عليها منك.
السواق:- ماشي يابيه.
ندى بعياط:-شمس يا أمير انا مرعوبه عليها.
أمير مسك أيدها واتكلم بلطف:-ما تخافيش يا ندى شمس هتكون بخير؛ تعالي بس اركبي واحنا هنقابلها هناك مش عايزين نتأخر عليهم.
ركبوا بسرعه وندى طول الطريق قلقانه وجت تتصل على مامتها لكن أمير رفض وقال:- نشوف بس الموضوع الأول ونطمن على شمس وبعدها نعرف العيله مش لازم نقلقهم من دلوقتي، وافقت على كلامه وكانت ندى بتهز رجليها بتوتر جامد وقلقانه على اختها، وصلوا المستشفى وأمير شاف التاكسي واقف وصوت شمس خارج منه بتتألم جري عليها وفتح الباب وندى عيطت بصوت عالي:- شمس؛ شمس مالك ياحبيبتي،ردي عليا.
أمير شاور للممرضين وجم شالوها واخدوها جوه يكشفوا عليها، ندى قاعده في الطرقه وضمه ايديها تحت دقنها وبتدعي لاختها، أمير راح قعد جمبها يطمنها:- اهدي يا ندى شمس هتكون كويسه دول شوية مغص وهيروحوا إن شاء الله.
ندى:- يا رب يا أمير يا رب.
خرج الدكتور وجريوا عليه وأتكلم بعملية:- الحاله لازم تدخل غرفة العمليات فوراً، لازم نشيل الزايده لكن في مشكله.
رد أمير، وندى قلبها دق بقلق وهمست:- الزايده؟
وسأله أمير:- إيه المشكله يا دكتور فهمني لو سمحت.
الدكتور:- المريضه أثناء العملية هتحتاج لنقل دم، و فصيلة دمها O- سالب، والفصيله دي للأسف ناقصه عندنا في بنك الدم، وأنا لازم حالا اعملها العمليه، لأن ممكن في خلال الربع ساعه اللي جايه الزايده تنفجر في أي وقت.
أمير فرك جبينه وبيفكر، وندى اتصدمت، أمير افتكر و بص للدكتور وقال:- والدتي؛الدتي نفس الفصيله.
الدكتور:- تمام بس أهم حاجه المريضه اللي هتتبرع دي مريضة ضغط او سكر؟ أو عملت عمليات كبيره قبل كده؟ وعمرها قد ايه تقريباً؟
أمير بتوجس:- ايوه والدتي مريضة ضغط وسكر وعندها 57 سنه، لكن مفيش عمليات كبيره أجرتها.
الدكتور هز راسه بأسف وقال:- للأسف صعب اننا نسحب منها الكمية المطلوبة، لأن ده ممكن يأثر على الهيموجلوبين عندها زائد الأمراض اللي بتعاني منها وسنها.
ندى مسكت دراع أمير وسألته بدموع وقلة حيلة:- أمير وايه الحل؟مفيش وقت وحالة أختي ممكن تكون في خطر؛ والزايده تنفجر في بطنها.
صوت من وراهم:- انا فصيلة دمي O- سالب، وهتبرع. ----------