رواية شهد مسموم الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم منال كريم


 رواية شهد مسموم الفصل الثالث والعشرون 

كان حسين عبارة عن قطعة من نار ، ركض إلى الشارع على أمل المساعدة، كان يركض من هنا إلى هنا و يطب المساعدة، لكن كان الجميع يشاهد بسعادة، فهو لم يساعد أحد، و لم يرحم أحد ، كان الجميع ينظر إليه بشماتة.

كان الجيران يحاولون إطفاء حريق المنزل و تركوا حسين يحترق.

ثم سقط على الأرض و كان يتقلب محاولة لإطفاء النار و صرخاته تهز المنطقة.

و كان الآن يمر أمامه شريط حياته،  و يحدث نفسها ، ماذا يفعل؟ الآن يخشي مقابلة الله، هو ليس مستعد لهذا اللقاء ، الآن خائف من عذاب القبر، الآن يقول ياليت لم ارتكب ذنباً، الآن تذكر كل معصية فعله ، الآن تذكر عدد الأشخاص الذين يعانون بسببه، 

و للأسف هذا حال البشر ، نظل نركض من هنا إلى هنا ، نظل نسعي خلف شهوات الدنيا من مال و سلطة و نعيم ، و نزهد في حب الدنيا، و نسيت ايها الانسان  أنها دنيا فانية ، زرعنا في الدنيا لأجل الدنيا، و نسينا نزرع في الدنيا لأجل الآخرة ، و يوم الحصاد تجد نفسك خالي اليدين ، لا تملك شيئا حتي تحظي بنعيم الآخرة ، أخترت نعيم الدنيا و كان العقاب هو جحيم الآخره.

و عندما يأتي الموت ، نندم و نريد العودة حتي نفعل صالح، و كنا كل ما فاتت لا يكفي.

و هنا نتذكر قول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ﴾99﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾
[ المؤمنون: 100]

لكن الآن لا يفيد الندم، سوف يذهب بمفرده بدون مال و لا أبناء، سوف يترك كل شيء، إلا عمله سوف يكون رفيقه ، و أنت و عملك إذا كان صالح فأنت نجوت.

قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم:

(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)

صدق الله العظيم.

مازل حسين يصارع الموت ، يتمني لو يتركه الله حتي يتوب.

وصل يوسف و شهد و يونس و ملك ، عند رؤية الحريق ، ركضوا  بفزع ، كانت اختفت ملامح حسين ، سأل يوسف بفزع: من هذا الشخص ؟ 

أكمل يونس بصوت عالي: لماذا لم يساعده أحد.

ليجيب شخص بحقد: هذا أبيك.

أكمل الآخر بابتسامة عريضة: هو لم يساعد أحد حتي نساعده.

صرخ يونس و يوسف معنا,و جاء يذهبون إليه لكن منعتهم الناس، و قال شخص آخر: انتهي الأمر.

بعد هذه الجملة ، سقط يونس و يوسف على الأرض ، و فارق حسين الحياة.

كانت شهد و ملك مازالوا في السيارة ، بسبب هول المنظر ، لكن عند معرفتها أنه حسين ، غادرت السيارة و ظلت ملك.

وقفت أمام الجثة و تنظر له بابتسامة و سعادة و حدثت نفسها: هذا هو العدل كل من يخطأ يعاقب ، هل تتخيل أني كنت أتمني لك هذه النهاية ، حتي تكون نار في الدنيا و نار في الاخره،بعد رحيلك من الحياة استطيع العيش في سلام، جيد أنك رحلت لاني كنت لا تركك على قيد الحياة، أني أشهد الله أني لا اسامحك على كل ما فعلته معي.

وصل رجال الاطفاء ، كان المنزل ، أحترق الطابق الاول المخصص لعمل حسين بالكامل، و الطابق الثاني ، شقة عفاف ، و  تمت السيطرة على الحريق قبل تدمير باقي المنزل.

كانت شهد  تقف تنظر له و هي تبتسم ثم جاءت عيونها على يوسف الذي كان منهار و يبكي مثل الطفل الصغير، سقطت دمعة من عيونها حزناً عليه.

ذهبت إليه و قالت بهدوء: يوسف يجب عليك أن تكون قوي لأجل إنهاء إجراءات الدفن ، هيا يوسف انهض.

استجب لها و نهض و ذهب مع عربية الإسعاف و معه شهد.

ذهب محمد الى يونس ، و قال بهدوء: يكفي أبني ، البكاء لن يفيد ، هيا نرى اللازم.

كانت ملك تجلس تبكي في السيارة بهستريا ، ذهبت فاطمة ام شهد لها و ضمتها إلى حضنها.

عفاف مازالت تقف في شرفة منزل عائلة شهد و لا ذرفت دمعة واحدة أو اهتزت كانت تشاهد مثل التمثال.

في غرفة شهد كانت سعاد تأخذ أحمد في حضنها حتي لا يسمع أو يرى اي شيء.

ذهب حازم بعد معرفة الخبر إلى يوسف في المستشفى.

و آدم و رحمة و سما إلى المنزل.

تمت ترتيبات الدفن و اكتفوا بالدفن فقط.

في المساء 
بعد يوم طويل و متعب على الجميع ، تجلس العائلة في شقة سعاد.

أخذ نفس عميق و قال يوسف بهدوء: سوف نبدا في ترميم المنزل من الغد.

قال يونس: هيا ماما تعالي معي.

لتجيب سعاد  باعتراض: ما هذا الحديث يونس؟ اختي عفاف سوف تظل هنا معي ، هذا منزلها أيضا.

قال يونس باعتراض: لكن.

قالت عفاف بمقاطعة: أنا أريد أظل مع سعاد و أحمد و حتي بعد ترميم المنزل ، سوف نظل معنا سوء هنا او في الاسفل، هيا خذوا زوجاتكم و اصعدوا حتي ننال قسط من الراحة ، كان يوم صعب.

لم يعترض أحد ، فكان الجميع في حال سيئة، لذا صعدوا لأجل الراحة.

كانت تجلس على الفراش و تتذكر حالة حسين ، كانت تحاول جاهدة السيطرة على سعادتها أمام يوسف.

ثم تذكرت يوسف الذي يجلس في غرفة أخري و طلب منها أن يكون بمفرده.

نهضت و ذهبت الى الغرفة و دقت الباب ، لكن لا يوجد إجابة ، عادةً الطرقات لا يوجد إجابة أيضا.

شعرت بالخوف عليه، دلفت سريعاً.

أخذت نفس براحة عندما وجدته يقوم بالصلاة ، جلست على الأريكة في انتظاره.

كان هو يبكي و يتضرع إلى الله.

كان ساجد و قال بدموع شديد: يالله أنا لا أعلم ماذا اقول؟ أعلم أن أبي ارتكب ذنوب كثيرة، أنا استحي و أنا أدعوك أن ترحمه ، لكن هو أبي و أشعر بالخوف عليه من عذابك و غضبك.

و هنا لا يستطيع الحديث فأكمل صلاته بالبكاء.
كانت تجلس خلفه ، تبكي لأجله ، هي لا تريد له أن يحزن أو حتي يبكي.

أنتهي من الصلاة و نهض جلس بجوارها وضع رأسه على قدمها ، جاءت تتحدث ، قال :شهد لا أريد حديث ، فقط أريد أنام، أريدك بجواري لا تتركيني.

أومأت رأسها بدموع ، و قرات قران كريم و هي ترتب على شعره بحنان.

أما يونس في حالته تتخطي حالة يوسف بمراحل، فهو كان على حافة الهاوية ، لو لم يتوب بالتأكيد مصيره لا يختلف عن مصير حسين، هو يرى أن شهد سبب من أسباب توبته.

تدلف ملك الغرفة و جلست بجواره على الأرض و قالت بهدوء: يكفي حبيبي ، أنا أعلم أنك تفكر ماذا لو كنت مستمر في هذا العمل؟ لكن  نشكر الله على التوبة، أستمر في الدعاء حتي يغفر الله لك، و أن شاء الله سوف يغفر لك.

مسك يدها و نظر إلى الأسفل و قال بحزن شديد تزامنا مع الدموع التي تسيل مثل المطر: ملك أعتذر ، أعلم أن زواجك مني كان بالإكراه ، اعتذر  عن كل ما فعلت معك، الآن أنا أعطيكي الحرية ، لو لم تريدين تكملة هذه العلاقة أنا مستعد  للانفصال.

رفعت وجهه من الاسفل بيدها و قالت بحب: أنا أحبك و لا أستطيع الابتعاد عنك، و الماضي بالنسبة لي ماضي، يجب نتخطي كل شيء ، لا تنسى أنت الاخ الاكبر يجب الإنتباه على العائلة.

ضمها إلى حضنه بحب ليردف: شكرا أنك في حياتي.

مر أسبوعين على وفاة حسين

بدأت الأمور تتحسن ، تم ترميم المنزل و تم الغاء مكان حسين و تحويله إلى حديقة صغيرة  ، و عفاف و سعاد و أحمد استقروا في منزل عفاف معنا.

كانوا تعيش الأسرة في سلام نفسي، كان يونس و يوسف متفقين أن أمور المنزل تسير بالتشاور بينهم و حتي الامور المادية تسير بالتساوي .

كانت سعاد تشعر أن يوسف و يونس أولادها ، لأن لا يوجد أحد يعامل زوجة الأب بهذه الطريقة.

اقترب موعد و لادة ملك ، و أصبحت لا تفعل شيء في المنزل ، و من تقوم بأعمال المنزل سعاد و شهد التي تعلمت كل أمور المنزل.

في منزل عفاف 

تغادر شهد المطبخ و هي تحمل  صينية طعام.

لتردف عفاف بحب: بارك الله فيك ابنتي.

ابتسمت لها بحب ، و أكملت سعاد: الآن أنت قومي بخدمة ملك، و عندما تصبحين حامل ، ملك ترد لك المعروف.

ابتسمت لكن بحزن و أجابت: هذا ليس معروف، ملك أختي و أنا سعيد و أنا أفعل ذلك.

رفعت عفاف يديها إلى السماء و قالت:  يارب يرزقك الذريه الصالحه يا حبيبتي.

صعدت إلى ملك ، أعطتها الطعام و قامت بترتيب المنزل و صعدت إلى منزلها.

مجرد أن دلفت ، نزعت حجابها سريعاً و هي تشعر بالاختناق ، و جلست على الأريكة بتعب و نزلت دموعها ، وضعت يدها على بطنها ، و قالت: إلى متي استطيع اخفاء هذا الخبر؟ يجب أخبر  الجميع أني حامل، ماذا أنتظر بعد؟ لماذا لا أشعر بالراحة؟ لماذا أريد فتح الماضي؟ حسين فارق الحياة ، يونس لا يخبر أحد بما فعلت، لماذا لا أشعر بالراحة؟ أريد أخبر يوسف بكل شيء ، ثم أخبره أني حامل، لا استطيع السير إلى الأمام ، و أنا اخفي هذه الاسرار، ماذا أفعل ؟

لم تجد إلا صديقاتها طلبت منهن المجيء.

بعد ساعتين:
كانت تجلس سما و رحمة و ينظرون  إلى بعض بذهول ، و هما لا يتوقعون أن شهد فعلت كل هذه الأمور.

لتردف  رحمة بتعجب: أنا لم أصدق شهد هذا الحديث ، أنتِ فعلتي كل ذلك ، قتل  حرق.

أومأت رأسها اعتراضاً و قالت سما: هذا الحديث مجرد مزحة صحيح.

أجابت بدموع : هذه ليست مزحة، هذه الحقيقة ، أنا.

في هذا التوقيت رن هاتفها ، كان يوسف ، و يا للصدفة ، بدل أن تغلق الخط ، فتحت الخط ، حتي و أخيراً تنكشف الحقيقة ، رغم ذكاء و دهاء شهد إلا أن انكشفت الاسرار بخطأ ساذج و بسيط  منها ، و هذا دليل أن حبل الكذب قصير، و يأتي يوماً و تظهر الحقيقة مثل سطوع الشمس.

بدأت شهد تسرد كل شيء منذ دخولها هذا المنزل، لا تترك تفصيلية لم تحكيها.

و أنهت حديثها بتنهيد طويلة و قالت: الآن أنا لم أشعر بالراحة ، أريد أخبر يوسف كل شيء حتي أعيش في سلام.

لتردف سما بعصبية: هل تظنين أن يوسف يستطيع السماح؟

لتردف بعصبية: يجب أن يفعل ، أن أصبحت هكذا ، بسبب أفعال أبيه أنا مظلومة ليست ظالمة ، أنا كنت أعاني و هو لم يكن بجواري.

و انهرت من البكاء ، لتردف رحمة بهدوء: شهد أنا وجهه نظري أن لا نفتح في الماضي ، حسين فارق الحياة ، يونس لا يخبر أحد و أنتِ أيضا  لا تفتحي الماضي، أنتِ كنتِ مظلومة و اصبحتي ظالمة، إذا يجب نسيان الماضي.

لتكمل سما بهدوء: أنا أتفق مع رحمة، يجب الآن تعيشين حياتك الضائعة منكِ، يوسف يحبك و أنتِ تحبه ، إذا حان الآن تعيشون معنا في سعادة دون النظر إلى الخلف.

اقتنعت بالحديث  و قررت عدم أخبر يوسف بشئ ، وضعت يدها على بطنها و قررت إقامة حفل صغيرة لها و ليوسف حتي تخبرها أنها حامل.

أما هو كان يسمع الحديث و ضائع و لا يعلم ماذا يفعل؟ لم يصدق أن كل ما حدث في المنزل هي المذنبة.

و الآن يمر في عقله فلاش باك لكل ما حدث و تذكر جملة حازم أن عيون شهد ممتلئة بالكراهية و الحقد.

و تذكر حديث يونس و حسين أنها ليست بريئة 

يسير في الشوراع و هو ضائع ، يشعر أن هموم العالم تقع على عاتقه.....

تفتكروا  ردة فعل يوسف هتكون  ايه.

و شهد يكون موقفها ايه لما تعرف أن يوسف عرف

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1