رواية شهد مسموم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم منال كريم


 رواية شهد مسموم الفصل الرابع والعشرون 


و أخيراً تم رفع الستار و ظهرت الحقيقة, بخطأ بسيط من شهد....

كان يشعر بالضياع بعد سماع حديث شهد ، ظل يتذكر كل موقف حدث ، كان يكذب الجميع و يصدقها هي ، كان على استعداد التضحية بالجميع لأجلها هي، كان يتمني فقط يرى ابتسامتها في مقابل اي شيء.

كان يسير في الشوارع بلا هدف.

في المنزل 

حضرت شهد  قالب كيك في إنتظار عودة يوسف حتي تخبره بالحمل، و تنسي الماضي.

تمر الساعات و هو لم يعود ، و الآن الثالثة صباحاً ، تحاول الاتصال عليه، لكن بلا إجابة، توترت بشدة و لا تعلم ماذا تفعل؟ هل تخبر أحد أما تنتظر؟

كانت تقف في الشرفة و رأته  يهبط من السيارة ، ارتسمت الابتسامة على وجهها و دلفت إلى الداخل، عندما دلف ركضت إليه و حضتنه 

و قالت بعتاب: لماذا كل هذا التأخير ؟ لماذا لم تجيب على الهاتف؟ أكاد أفقد صوابي ، اشتقت لك حبيبي ، أريد أخبرك شيء.

أبتعد عنها و قال بفتور: أعلم.

ظنت أنه يتحدث عن الحمل ، لذا 

قالت بحماس و سعادة: هل تعلم أني حا؟

لكن لم تكمل الجملة و أجاب بهدوء: أعلم أنك كاذبة و خادعة و قاتلة و كل الصفات السيئة هي أنت.

نظرت لها بصدمة و قالت: ماذا تقول؟

صفعة قوية منه جعلتها تختل توازنها و تسقط أرضاً، نظرت له بصدمة و دموع و قالت: يوسف.

جلس بمستواها و أمسك شعرها بقوة و صرخ : هل أنا اكذب؟ هل هذا لم يحدث؟

حاولت تخلص شعرها من قبضته و تردف بدموع و ألم : يوسف ماذا حدث ؟ لم أفهم شيء من فضلك أترك شعري.

شد أكثر على شعرها و قال بهدوء شديد: لم تفهمين شي، إذا أخبرني ايتها  الملاك البريئة ، ماذا فعلتي منذ دخولك المنزل؟ حدثني عن أفعالك من قتل و حرق.

و قال بغضب شديد و هو يضغط على أسنانه: و افتراء على اخي أنه قام بالاعتداء عليكِ. 

مجرد أن انتهي من الجملة صفعها صفعة أخرى.

لتردف بدموع: يوسف أعطيني فرصة  أشرح لك ماذا حدث ؟ أنا أعتذر لكن أنا كنت ضائعة فكرة الانتقام كانت مسيطرة عليا ، كلما حاولت الابتعاد كان هذا الحقير حسين يجعلني أعود مرة أخرى.

صفعة أخرى،  و هو يقول بهدوء شديد: أبي ليس حقير أنت الحقيرة.

حاولت الابتعاد عنه ، لكن مازال يقبض على شعرها بقوة، أكملت برجاء و دموع شديدة: هو من فعل ذلك أنا كنت أعيش في سلام ، هو ظلمني و أصبحت شبه مجنونة ، هل تعلم كان يوجد جن اسمه شاهر .

أصبحت تمرر يديها على جسدها و الدموع تسيل بغزارة: كان يلمس جسدي  هنا و هنا و هنا، كان ينظر لي و أنا عارية، كنت أرى خيالات امامي ، كنت أذهب إلى العالم الآخر ، أنت لا  تعلم أن يوم زفافنا ظهر شاهر أمامي و طلب مني أذهب معه في عالم الجن و أنا رفضت، حتي وعدني ينتقم منك حتي أكون له و أنا رفضت، من أخبرك قال لك ماذا فعلت و لم يقول لك ، أن أنا طعنت حسين بالسكين لانه اتفق مع شاهر حتي يحصل عليا، أبيك كان يقدم شرفك قربان للجن ، لكن أنا حرقت شاهر و حاولت قتل  أبيك ، هما يستحقوا ذلك، و أنا لم أخطأ في شي.

سأل بعصبية شديدة: ما ذنب أحمد و ملك و ماما و الخالة و أنا ؟ 

أكملت و هي بحالة سيئة جداً: كنت أظن أن الجميع متفق معه ، كنت أظن أن كل ذلك حدث بعلمك ، لكن الآن أنا أحببتك و لا أستطيع الابتعاد عنك ، سامحني.

نظر لها نظرة غامضة و مخيفة ، ثم قال بغضب شديد:  هل تظنين أني أستطيع السماح؟ بالتأكيد لا.

و نهض من على الأرض و كان يغادر المنزل ، لكن التفتت له و قال بصوت عالي: هذا الزواج انتهي ،  أنتِ طا.

نهضت سريعاً وضعت يدها على فمه و قالت و هي تصرخ بذعر: لا لا ،لا ، لا تقوله ، من فضلك لا تفعل ،لا تفعل ، أنا لا أستطيع البعد عنك.

و اسنتدت مقدمه رأسها على مقدمة رأسه و كانت تتنفس بصعوبة و قالت بدموع: يوسف ، يوسف ، يوسف لا تتركيني  ، أنا أحبك و لا أستطيع الابتعاد عنك ، لا تظلمني أنا لا أستحق ذلك.

أخذ نفس عميق و قال بحزن شديد: لماذا ؟ لماذا فعلتي ذلك؟

لتردف بدموع: كنت غبية ، كنت لا أرى حبك ، لكن الآن أصبح حبك أجمل شيء في حياتي.

قال بهدوء: و أنا الآن لا أستطيع الاستمرار في هذه العلاقة ، هذه علاقة سامة دمرت حياتي.

ابتعدت عنه و صرخت بغضب شديد:  هل أنا الخطأ يقع على عاتقي أنا أو هذا الحقير أبيك؟

مر أخري اقترب منها و ظل يصفعها صفعات متتالية و يصرخ: أخبرتك أن الحقير هو أنتِ ليس ابي، هل تفهمين؟ 

دفعها على الأريكة و قال : لا أريدك في هذا المنزل ، ارحلي من هنا ، أنتِ من الآن خارج حياتي.

نهضت من مقعدها و ذهبت إليه و لفت يدها حوال عنقه و هي تقول بدموع: كلا يوسف لا أترك المنزل ، هذا منزلي و أنت حبيبي، يوسف أنا ، أنا ، أنا ح.

كانت تريد أخبره أنها حامل، لكن ترجعت عن الأمر لأنه لو قرر البقاء سوف يكون لأجل الجنين ليس لأجلها ، لذا قررت الصمت.

لتكمل الحديث بانهيار تام: أنا أحبك، أنا أحبك.

قبض مرة أخرى على شعرها بقوة و عاد رأسها إلى الخلف، كانت مغمضة عيونها و ترتعش من الخوف ، قال بهدوء: الجميع كان يقول أن عيونك ممتلئة بالحقد و الكراهية و أنا مثل الغبي لا اصدق، افتحي عيونك حتي أرى .

أغمضت عيونها أكثر و زادت الرعشة.

صرخ بصوت عالي: افتحي عيونك.

فتحت عيونها من الخوف ، ليردف بعصبية: أرى دموع كاذبة.

لتردف بدموع : ليست كاذبة ، كل ذلك كان ماضي ، يجب علينا نسيان الماضي.

مجرد أن انتهت حديثها ، كانت صفعة اخرى و دفعها إلى الأرض بعنف و قال بغضب شديد: هل تتذكرين يوم زفافنا عندما طلبت منك نسيان الماضي ؟ وقته صرختي أن الأمر ليس بهذه السهولة، أنا معك الأمر ليس بهذه السهولة، أنا و أنتِ انتهت قصتنا.

تشابكت في قدمه بضعف و ذل و لتردف برجاء: كلا يوسف قصتنا لا تنتهي ، أنت ليس يوسف ،يوسف حبيبي لا يتحمل دموعي ، أنظر لي أنا شهد.

نزل لمستواه و قال بهدوء شديد: أنتِ شهد لكن شهد مسموم، دمر حياتي و دمر عائلتي، قطعتي كل الروابط بينا، جعلتني أنا و أخي اعداء، أنا يوسف ، لكن يوسف يرى كل شيء واضح ، عكس السابق كان يرى أن شهد هي ملاك الرحمة، لكن الآن وجد أنها الشرارة التي أشعلت منزلي و عائلتي.

قبض على شعرها مرة أخرى بقوة و صرخ في وجهها : لا أريدك في حياتي ،لا أريدك في منزلي، كل شي انتهي، لم أعود إلى هذا المنزل إلا بعد رحيلك.

صفعة اخرى و دفعها إلى الأرض و كاد يغادر المنزل..

نهضت بقوة و قالت بصوت عالي: يومين ، سوف اعطيك يومين حتي تعود لي، أنت لا تستطيع الابتعاد عني.

اقترب منها خطوتين و أبتسم باستهزاء

 و قال: أوعدك شهد في كل ثانية  و كل  لحظة تمر سوف انسي حبك، سوف يأتي يوما و لا أتذكر أن كان في حياتي فتاة تسمي شهد، سوف تكوني مجرد ذكرى ، ذكرى بشعة في حياتي.

كانت مصدومة و هي تسمع الحديث، هل يستطيع نسيان حبها ، لتردف بحزن: أنت لا تستطيع نسياني ، أنا حب طفولتك.

لم يجيب عليها و غادر المنزل 

سقطت على الأرض و هي تشعر بالهزيمة..

 أصبحت لا تستطيع التحرك أو الحديث ، كانت صفعات متتالية حتي نزف أنفها.

أصبحت تبكي و تصرخ بلا صوت.

أما هو مجرد أن أغلق الباب جلس أمام الباب وضع رأسه على الحائط و أغمض عيونه و دموعها تتسارع في الهطول.

مر دقائق و هبط إلى الأسفل و ذهب إلى عيادته الخاص ثم إلى غرفته اغلق الباب و الشرفة و ظل يصرخ يصرخ يصرخ.

الغرفة عازل للصوت.

ثم جلس على الأرض و يبكي بشدة.

كانت من اسوء الليالي على يوسف و شهد ، كانت الليلة  ممتلئة بالدموعِ و الحزن.

غفت في  النوم و هي نائمة على الارض ، تفتح عيونها ببطئ و تنظر حوالها ، نهضت بتعب شديد و جلست على الأريكة ، و التقطت الهاتف، و قامت بالاتصال عليه ، عدة مرات بلا إجابة، قررت ارسل رساله صوتيه و كان محتواها: يوسف أعلم أنك غاضب مني ، أعلم أني أخطأت في حقك، أعلم أني فعلت أخطاء كثيرة، لكن هذه ليست شهد حبيبتك ، هذه شهد اخرى ، تحولت إلى ذلك ، بسب الظلم الذي تعرضت لها، من فضلك يجب علينا بداية حياة جديدة معنا ، الأمر لا يتعلق بنا فقط، يوجد طرف ثالث في قصتنا.

و أنهت الرسالة و ظلت تنتظر إجابة.

سمع الرسالة و لم ينتبه إلى جملة الأمر لا يتعلق بنا فقط ، يوجد طرف ثالث ، لذا اكتفي بإرسال رسالة مكتوبة محتواها: ارحلي من منزلي و حياتي لا أريدك.

كانت تقرأ الرسالة و هي تبكي بغزارة ، تسأل نفسها, هل هي خسرت حبه؟ ارسلت رسالة إلى سما و رحمة و محتواها: أنا انتهيت.

سجدت و إطالة السجود و هي تتضرع الي الله و تنجي ربها على أن يغفر لها الذنوب، على أن يرد لها يوسف.

دق الباب ، أنهت الصلاة و ذهبت لفتح الباب.

كانوا يقفون بخوف و توتر، لماذا ارسلت شهد هذه الرسالة؟ مجرد ان وصلت الرسالة توصلوا معنا ، حتي يأتون لأجل الاطمئنان عليها.

فتحت الباب  و هي في حالة سيئة ، دلفت بدون حديث و هنن خلفها، جلست و أصبحت تبكي بصوت عالي ، جلست بجوارها سما و حضنتها، و انهارت أكثر من البكاء.

كانت تقف بخوف ، لتسأل بتوتر: شهد ماذا حدث ؟

لتردف بدموع: يوسف.

و لم تسطيع التكملة ، لتردف سما: أنتِ أخبرتي يوسف.

أومأت رأسها اعتراضاً ، و قالت : لم أخبره لكن هو أصبح يعرف بكل الحقيقة ؟

سألت رحمة بتوتر: من أخبره؟

لتردف بدموع: لا أعلم ، لا أعلم، لكن الأكيد أن يوسف أبتعد عني.

جلست رحمة بجوارها من الجهه الاخرى و قالت: ماذا حدث بالامس؟

قصت لهنن ما حدث ،  و لن يجدوا حديث يقال ، كان الصمت سيد المواقف.

في اليوم التالي
هبطت شهد إلى منزل عفاف و أخبرتهم بكل ما فعلتها؟

لم يعد الأمر يهم، طالما يوسف عرف الحقيقة ، إذا سوف تخبر الجميع لتريح قلبها من العذاب..
 

ليجيب يونس:  شهد أنا طلبت منك نسيان الماضي ، لم اعترض أنك مخطئ ، لكن كل هذا حدث بسبب ما فعلنا معك، كان يجب عليك الانتقام، لذا لا نتحدث في ماسبق.

لتردف عفاف بهدوء: شهد لم أكذب و أقول أني لست مصدومة بسبب أفعالك ،  بدل أن يكون انتقامك من حسين و يونس كان الانتقام شامل العائلة ، كذب خدع ، فعلتي أشياء كثيرة ، لكن لم ينسي أحد منا كيف كانت معاناتك؟ كانت صرخاتك يومياً تجرح قلوب الجميع، لذا أنا من رأى يونس سبب كل هذه المشاكل رحل ، إذا يجب تخطي الأمر 

لتكمل ملك بابتسامة: أنا لست حزينة أو غاضبة منك.

و سعاد أيضا أومأت رأسها بالموافقة على حديث عفاف.

لتردف بدموع: لكن يوسف ، أخبرني اترك المنزل.

قالت عفاف بابتسامة: أنا أكثر شخص يعلم يوسف كم يحبك، سوف يعود لا يستطيع البعد عنك.

شعرت بالأمل أن يوسف سوف يعود , لكن مر شهر كامل و هو لم يعود أو يجيب على اتصالات اي شخص، و لا يذهب إلى العيادة او المستشفى.
يبحث حازم و يونس عنه لم يتم العثور عليه.

كانت شهد تشبه الاموات، أصبحت شاحبة الوجه ، لا تتناول الطعام ، كانت لا تغادر المنزل ، حتي لم تخبر محمد و فاطمة شئ.

كانت تتنظر عودتها بفارغ الصبر.

في منزل محمد

رن هاتفه ، نظر إلى الاسم و قال: هذا يوسف ، ابنتك لا تتوصل معنا اطلاقا.

فتح الخط و قبل أن يتحدث قال بعصبية: أنا منذ شهر و أنا تركت  المنزل، لا أريد الرجوع الى منزلي و ابنتك فيه، من فضلك أذهب اليها حتي تغادر منزلي و حياتي ، أنا لا أريد ابنتك في حياتي، سوف نتفرق.

و لم ينتظر إجابة بل اغلق الهاتف ، كان ينظر إلى فاطمة بذهول ، لتسأل بتوتر: ماذا يريد؟

قال بحزن: يريد طلاق شهد.

صرخت بفزع.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1