رواية احتلال محرم الفصل الخامس والعشرون
لفوا كلهم للصوت، أمير أول ما شافها حس انه شافها قبل كده ويعرفها، لكن فين! مش فاكر، ندى جريت عليها وسألتها بأمل:- بتتكلمي بجد يعني دم حضرتك نفس نوع الفصيله؟
هزت راسها وردت بتوجس:- ايوه اطمني.
ابتسم الدكتور رؤوف وأتكلم أخيراً:- كنت متوقع منك ده يا ليله.
أمير اسمع إسمها وسأل نفسه:- انا سمعت الإسم ده قبل كده! وشكلها كمان مش غريب عليا؟ قابلتها فين يا أمير ،فين؟ وافتكر فتح عينيه بدهشه وقال:- ايوه هي ليله؛ دي ليله اللي شهدت ع عقد جوازها من مروان.
بصلها تاني لكن شافها بتهرب من نظراته، هي كمان عارفاه وبصت بعيد، أمير ما حبش يتكلم واحترم موقفها وراح لحد عندها وشكرها برسميه على اللي هي هتعمله، اما ليله عرفت أمير اول ما شافته داخل المستشفى راحت وراه وما تعرفش ليه! كان فضول منها مش اكتر وسمعت كل كلمه قالها مع ندى وسمعت كلام الدكتور وضميرها هو اللي اتكلم المرة دي ردت على أمير اللي كان بيشكرها:- العفو أنا ما عملتش حاجه ده واجبي.
ندى حطت أيدها على قلبها ونفخت بأريحية، الدكتور بص ف الساعه:- طيب يا ليله بسرعه علشان ما فيش وقت لازم نعمل العمليه خلال 10 دقايق.
ردت ليله:-انا معاك يا دكتور في اي وقت.
راحت معاه واتبرعت بالدم ودخلوا شمس غرفة العمليات، أمير عايز يروح يتكلم مع ليله ويسألها إيه اللي وصلها لهنا؟ ندى رايحه جايه قدام الغرفه وقالت لأمير:- المفروض اتصل على بابا وماما علشان لو عرفوا متأخر ماما أكيد هتتعصب عليا وبابا هيزعل مننا.
شافها فرصه ورد بموافقه:- عندك حق إحنا أتأخرنا فعلاً، خلاص كلميهم وبلغيهم.
وحك جبينه و أستأذنها وأتكلم بتبرير:- المفروض اروح اشكر الست دي على الموقف الجميل اللي عملته معانا، خليكي هنا واتصلي عليهم وهرجعلك بسرعه.
هزت راسه ليه وبدأت تتصل، أما امير راح وشاف ليله في الغرفه لسه بتقوم من على السرير لكن خبط على الباب وقالها:- ممكن ادخل؟!
شافته وبلعت ريقها بتوتر وهزت راسها من غير ما ترد، دخل كام خطوه وفك زرار الجاكيت وقعد على الكرسي قصادها وأتكلم بوضوح:- أنا هتكلم ع طول، أنتي فاكراني مش كده؟
ردت بإرتباك واتهربت:- لأ؛ مش واخده بالي اول مرة اشوف حضرتك.
أمير بتأكيد:- مدام ليله انا عارف ومتأكد إنك فاكراني كويس قوي، وكمان عارفه اني عرفتك، أنا مانكرش في الاول شبهت عليكي لكن لما الدكتور نده عليكي بإسمك شكي اتحول ليقين بأنك هى ليله، ليله اللي مروان اتجوزها.
اضايقت من ذكر اسمه لأنه بقى وصمة عار ليها من اللي عمله معاها وردت بحده:- ولمعلوماتك طلقني، صاحبك طلقني.
رد بنفي:- مش صاحبي؛ مروان لا هو صاحبي ولا عمره كان صاحبي.
ردت عليه بإبتسامة ساخره:- بجد مش صاحبك؟ أمال إيه؟! ده مكانش ليه سيرة غيرك وأنك بير اسراره.
ابتسم وردت بمغزى:-كان مجرد صديق؛ علاقه عابره زي علاقته بيكي بالظبط، هو ده مروان يشوف الحاجه ولو عجبته؟ يقرب منها ولما تبقى بتاعته يلعب بيها شويه وبعدين يرميها.
اضايقت من اسلوبه وردت بخنقه:- انا مش لعبه علشان يرميني ياريت تاخد بالك من كلامك.
رد باعتذار:- انا اسف في التعبير، بس لو بصينا للحقيقه مش هنلاقي وصف غير الوصف اللي قولت عليه لايق جداً على اللي حصل معاكي، ولا أنا غلطان يامدام ليله؟
هو عنده حق ياليله ليه زعلانه من الحقيقة؟ هو مروان مثلاً حاول يحافظ عليكي؟ لأ، طيب مروان حاول يتمسك بيكي؟ برده لأ، يبقى ليه زعلانه من وصف أمير بإنك لعبه؟ بصت في الأرض بخذلان وردت بصوت مهزوز:- خلاص اللعبه انتهت؛ ومبقاش ليها قيمه، مروان كسرني وباعني.
شاف انكسارها ولمس الندم في نبرتها ورد عليها بوضوح:- ما فيش حد ما بيغلطش؛ هي كانت غلطة من البدايه، هو مشي ورا اللي يريحه و كذب عليكي وانتي بصيتي لفوق وصدقتيه، لكن في النهاية اللي حصل حصل، ومش هنقدر نغير منه حاجه، وكل واحد فيكم راح لحاله، بس اللي أنا مستغربله أنتي مكانك غير هنا خالص في اسكندريه ايه اللي جابك القاهره وايه اللي حصلك بعد ما مروان استندل معاكي؟
ضحكت بسخريه:- دي حكايه طويله مش عايزه اوجع دماغك بيها.
سألها بفضول:- لو مفيهاش تدخل مني، أنا حابب أعرف عملتي ايه بعد الموقف اللي حصلك؟
كانت هتتكلم لكن شكت أنه ممكن يقول لمروان ع مكانها وسألتة:- هو مروان صاحبك ولا لأ؟
رد بتنهيدة:- ليه بتسألي؟ ومصممه أنه صاحبي.
ردت بصدق:- علشان مش عايزاه يوصلي؛ مش عايزاه يعرفني تاني ولا يعرفلي طريق.
رد عليها يطمنها:- اطمني صدقيني من يوم ما عرفت إن مروان طلقك وفضل حياتة السابقه عليكي؟ انا علاقتي بيه انتهت.
ناولها تليفونه وكمل:- ولو مش مصدقه أتفضلي تليفوني اهو ورقم مروان معروف شوفي اخر مرة اتواصلت معاه امتى هتلاقيه اكتر من سنه ونص تقريبا يعني علاقتنا يعتبر خلصت من زمان وانتهت.
رجعت التليفون بإيدها ومردتش، سألها تاني:- هتحكيلي كل حاجه وازاي جيتي من اسكندريه لهنا؟ ولا أعتبر نفسي ماتقابلتش معاكي من الأساس؟
اتنهدت ليله بدموع واتكلمت بصوت مقهور:- هتفكرني ليه بس! انا ما بصدق انسى، مش عايزه افتكر وجع القلب.
رد عليها :- مش عارف ليه عندي فضول اسمع حكايتك! مش يمكن في يوم من الايام اكون طاقة نجاة ليكي؟ مين عارف بكره مخبي إيه؟
استغربت إصراره وبصتله بحزن:- بس انا عمري ما كنت مهمه لحد، ليه انت مهتم بواحده ميـ.ـته من الأساس.
شاور لها:- اقعدي يا ليله، واحكيلي وسيبي الباقي على الله.
قعدت على طرف السرير ودموعها سبقتها، وافتكرت يوم كتب كتابها وحكتله كل حاجه من بداية اليوم ده لحد دلوقتي، الدموع غلبتها وكانت بتحكي بقهر وذل وغيظ، أمير أتأثر للمعاناه اللي هي عانتها ومكنش مصدق إن في ناس قلبها حجر واناني بالشكل ده، استحقر مروان أكتر على تصرفاته و انه كمان رجعلها تاني بالطريقه دي، ورجع يتخلى عنها لتاني مرة وبطريقة أبشع من اللي قبلها، حاول يكون واقعي أكتر وماستغربش تصرفات مروان لأن حقارته ومصلحته مع أنجي توصله لاكتر من كده كمان، في نفس الوقت ندى والدتها قالتلها أنها جايه ف الطريق بسرعه، وقفلت الفون واستغربت ان أمير أتأخر عند ليله وراحت علشان تنده عليه وتشكر ليله هى كمان لكن وقفت عند الباب من صدمتها لعياط ليله بالشكل ده،وسمعت حكايتها ومش مصدقه إن في ناس لسه عايشه بالحقاره والأنانية دي، لمحت والدتها جايه ف الطرقه وراحت بسرعه عندها تطمنها ع شمس وسابت أمير، ليله قاعده ساكته وباصه في الارض وأمير ساند أيديه تحت دقنه بيحاول يستوعب اللي سمعه، مسح وشه بأيديه واتكلم بهدوء:- إبنك علي عنده سنه دلوقتي؟
هزت راسها:- أيوه.
أمير:- طيب وهتفضلي عايشه هنا في غرفة العاملين؟
هزت راسها بيأس:- أيوه.
أمير:- لحد امتى؟
ليله بضياع:- لحد ما أمو.ت، أنا مبقتش متمسكه بالحياة زي الأول.
اضايق من ضعفها وكلمها بحده:- هتفضلي لحد امتى انانيه كده؟
بصتله بصدمه:- أنا انانيه؟
أمير بتعنيف:- أيوه انانيه، بتفكري في نفسك وبس، لما كنتي حابه الحياه ومعندكيش هدف عشتيها بالطول والعرض، ودلوقتي عندك هدف كبير عايزه تموتي نفسك بالحيا وتموتي اللي حواليكي معاكي.
ردت بتنهيدة:- محدش حواليا أنا لوحدي، ومفيش هدف أعيش علشانه.
رد بقوه:- لأ فيه، علي إبنك ده أكبر هدف يخليكي تكوني قويه ومتمسكه بالحياة اكتر من كده، خليكي قوية زي ما كنتي قوية في الأول وقدرتي في الغلط تحاربي علشان مروان، مش قادرة تحاربي في الصح؟
مسحت دموعها:- يعني عايزني اعمل ايه؟ اجري ع مروان تاني ويرميني المرادي أنا وابنه؟
فرك جبينه وأتكلم بوجوم:- أكبر غلطه عملتيها إنك سجلتي إبنك بإسم حد تاني.
ردت بدفاع:- مروان مش من حقه أبني ، ابني من حقي أنا وبس، أنا قولتلك قاسيت في حملي إزاي! يبقى مايجيش هو يشيل إسمه ع الجاهز خصوصاً أنه عديم المسؤولية والنخوه.
هز راسه بالرفض وقال:- انتي مفكرتيش كويس، لو كنتي سجلتي إبنك بإسمه كنتي هتجبيه تحت رجلك وبالمحاكم ويشيل مسؤلية إبنه غصب عنه.
ردت عليه:- وتفتكر مراته هتسكت؟ دي مش بعيد تخلص عليا أنا وابني، أنا اشتريت راحة علي وده أحسن حل لقيته، كفايه إن بابا مات غضبان عليا، كفايه اني خسرت كل حاجه وهو دلوقتي عايش تحت جناحها مبسوط ولا كأنه ظلم واحده ودفنها بالحيا.
سكتوا إلاتنين وأمير بيفكر وقالها:- طيب أنا عندي حل مبدأي، تشتغلي ف المستشفى هنا زي ما انتي عايزه بس لازم يكون ليكي بيت ع الأقل علشان إبنك.
ردت بسخرية من نفسها:- وهدفع ايجاره إزاي؟ أنا يدوبك مرتبي بيكفيني أنا وابني بالعافيه.
رد بتفهم:- أنا مطلبتش منك تدفعي إيجار، أنا بكره إن شاء الله هنقلك لشقه كويسه تعيشي فيها.
استغربت تصرفه وشكت أنه زيه زي مروان وخافت تكرر نفس الغلط زمان وردت:- وأنت ايه اللي يجبرك تدفع تمن حاجه زي دي؟ شفقه بقى ولا حاجه تانيه؟
مط شفايفه ورد بتلميح:- مش كل حد تقابليه يبقى مروان عبد الرحيم يا مدام ليله ، وأنا لو هعمل كده فعلشان انتي ليكي جميل عندي وهو تبرعك وإنقاذ حياة أختي الصغيره.
لعنت نفسها وردت معتذره:- أنا أسفه والله يا باشمهندس أمير ، مروان عملي عقده وبقيت بخاف من الناس.
رد بتفهم:- ولا يهمك أنا مقدر اللي مريتي بيه.
ليله:- طيب أنا بعتذر تاني، وسامحني مش هقدر أقبل عرضك، أنا هنا مبسوطه وكل الممرضات بتحب ابني وبيعاملوه ع أنه ابنهم، وإن كان ع تبرعي بالدم؟ فده واجب عليا مادام في ايدي إني اقف جمب حد، أنا مضطره استأذن.
بعد شوية نقلوا شمس لغرفة عاديه، ندى أول واحده دخلت لعندها بسرعه تطمن عليها وقعدت جمبها واتكلمت بلهفه:- شمس انتي كويسه؟ طمنيني عليكي ياحبيبتي.
شمس فتحت عينيها وغمضت تاني وحاسه إن لسانها تقيل وردت ببطء:- تلاته طعميه و واحد كبسه.
ضحكت غصب عنها من خفة دم أختها حتى وهى فى البنج وردت عليها:- ياشمس فوقي بقى طعمية إيه وكبسة أية دلوقتي، تعبانه وبتفكري في الأكل؟
شمس بتوهان:- الطعميه كانت مشطشطه يختااااااي، آه يابطني وياجمبي وياكُلي، أنا إيه اللي بيجرالي بس.
طبطبت عليها واتكلمت بابتسامة:- طيب أهدى ياحبيبتي هتتحسني إن شاء الله.
مشيره وفهمي دخلوا يطمنوا هما كمان وشمس بتكمل كلامها بدون وعي:-أنا اتحسدت، هى البت شيماء عقارب عينيها رشقت في زايدتي ااه ياني.
مشيره وفهمي بصوا لبعض وبيتهامسوا، فهمي:- مين شيماء عقارب دي يامشيره؟
مشيره:- والنعمه ياخويا معرف بس بتقولك هى اللي حسدتها في زايدتها إن شاله تتحول مطرح ماهي قاعده.
فهمي بوجوم:- أنتي اي كلمه بتصدقيها؟ بنتك تحت تأثير البنج ومش داريه هى بتقول ايه؟
مشيره بعفويه:- يخويا اللي بتقوله البت صح ده كله متخزن في العقل الباطل.
فتح عينيه بدهشه وبصلها:- العقل الباطل؟
مشيره بتأكيد:- أيوه يافهمي مالك مستغرب ليه؟ أنا شايفه إن معلوماتك بقت محدودة الأيام دي.
ضحك فهمي وهو بيخبط كف بكف وقال:- أنا فعلاً معلوماتي محدوده جدا لدرجة اني نسيت إني عندي عقل باطل، إسمه العقل الباطن يامشيره.
شهقت وقالت:- ايهيي؟ والله صح؟ إسمه كده؟
فهمي:- أيوه وخليها في سرك.
شمس ضمت حواجبها وهى مغمضه واتكلمت:- في صوت عرسه جمبي بتتكلم، خلوها تمشي.
مشيره شهقت وخبطت على صدرها وقالت:- نهارك مش فايت، أنا عرسه يابت يا شمس؟
فهمي كتم الضحكه وندى قامت بسرعه واتكلمت بلطف:- لأ ياماما إيه اللي حضرتك بتقوليه ده؟ شمس بتهلوس ومش حاسه بحاجه.
مشيره بتوعد:- بس تقوم بالسلامه وبعدها ليها روقه عندي.
ندى بإرتباك:- طيب ياماما تعالي انتي وبابا نقعد في الإنتظار ونسيب شمس تستريح شوية وتكون فاقت أحسن من دلوقتي.
خرجوا وقابلوا الدكتور يطمنوا عليها وأمير دخل عند شمس وبص عليها وابتسم:- حمدلله على سلامتك ياشموس.
شمس فتحت عينيها نص فتحه ولما شافته عوجت بقها وردت بسخريه:- الله يسلمك ياحضرة الظابط.
أمير بتعجب:- ظابط؟ وظابط إيه إن شاء الله؟ جيش ولا شرطه.
ضحكت بدون أدراك:- ظابط إيقاع هههه.
ضحك هو كمان وقال:- كمان؟ ونعم المهنه يابنتي، الظاهر إن الدكتور متوصي بيكي ف البنج، عارف دماغك طاقه.
همست بنوم:- ندى بتحبك.
سكت ومردش وهى كملت:- وأنت عارف أنها بتحبك.
رد عليها بهدوء:- حاولي تنامي شوية انتي تعبانه.
ردت بنوع من العتاب:- أختي تعبانه أكتر مني، أنت ليه مش حاسس بيها؟
رد عليها بدهاء:- أظن إنك فايقه و واعيه و مش تحت تأثير البنج، فتحي عنيكي وقولي اللي عندك.
فتحت عينيها وردت بصدق:- تعرف! ندى من حبها فيك ويأسها منك، وافقت ع مازن بسببك.
رد بصدمه:- بسببي أنا؟
هزت راسها:- أيوة وكانت فاكره أنها هتقدر تنساك بس محصلش، وللأسف مازن وندى مش قادرين يفهموا بعض.
هز راسه ليها وبيسمعها وهى كملت بحرج:- وفي حاجه كمان، هى كانت رافضه تشتغل وبالذات معاك، في الشركه بس أنا اللي ضغطت عليها علشان تثبت لنفسها أنها تقدر تكمل حياتها من غيرك بس....!
اتنهد وسألها:- بس إيه؟
:- بس كنت غلطانه، هى لا قادره تنساك ولا عارفه تكمل مع مازن، حياتها صعبه كأنها في حرب مابينك وبين مازن وهى الضحيه اللي في النص بينكم.
سكتوا إلاتنين وأمير سرحان في كلامها وشمس سألته بلوم:- أنت ليه مش شايف ندى يا أمير؟ ناقصها إيه علشان تحبها؟ هى ندى وحشه؟
رد بنفي:- ندى عمرها ما كانت وحشه ولا هتكون، بالعكس ندى جميله اوي من جوه ومن بره، كفايه قلبها اللي جواه خير للكل.
سألته بتعجب:- طيب ليه؟
أمير:- ليه إيه؟
شمس:- ليه مش بتحبها؟
مسح ع شعره بوهن وحاول يبتسم وسألها:- هو ينفع أفكر في إنسانة مرتبطه؟ طبعاً ماينفعش.
وضحك بصمت وكمل:- انتي مشكله ياشمس حتى وأنتي تعبانه مش سايباني في حالي.
بصتله بنظرة استعطاف:- ندى بتحبك أرحم قلبها، أنا يمكن كلامي اللي بقوله دلوقتي غلط، بس خوفي وحبي لأختي جابرني إني أقولك الكلام ده لأني عارفاك مش هتستخدمه ضدي أو إنك تقلل منه، وكمان أنا مبقللش من أختي بالعكس أنا بحب ندى ونفسي أشوفها مبسوطه من غير تمثيل، أنا جربت الإحساس ده إني أمثل أكون مبسوطه مع صحابي حسيتها حرب مش ليقالي مش بتاعتي وتعباني، وقتها عذرتها الله يكون في عونها حقيقي.
أخد نفس عميق وأتكلم باستنكار:- وبعدين بقى انتي مش هتغيري الموضوع ده؟ ندى بخير انتي بس بتهيألك كل ده.
بصتله وسكتت وبعدها لفت وشها الناحيه التانيه وهو حمحم وحب يغير الموضوع وقالها:- أقولك ع حاجه، عيد ميلادي قرب عايزك تفوقي كده علشان مش هتنازل عن تورتة عيد الميلاد اوكي؟
عوجت بقها وردت بسخريه:- همك على بطنك.
فتح عينيه بدهشه:- بتقولي ايه؟
بصتله وقالت بتوعد:- وحياتك لاخلي ندى تبعتلك بنفسها تورتة ومكتوب عليها أسمك يكش تحس ويطمر في جتتك.
ضحك من قلبه عليها وقال:- وأنا منتظرها.
بعد لحظات.
ندى سألت شمس بقلق:- بقى كده ياشمس تخضينا عليكي كده؟
شمس بحرج:- أسفه والله ياندى أنا لما تعبت مفكرتش في حد غيرك وقتها.
ربتت على أيدها وردت عليها بحب:- ياحبيبتي أنا فداكي وأنا ليا غيرك ياشموسة؟ بس ليه مفيش حد من أصحابك جه معاكي؟
ردت عليها:- لأني مقولتش لحد، أول ما حسيت بالوجع قولت زي كل مرة شوية وهبقى كويسه وخرجت اتمشى شوية بس الوجع زاد عندي وركبت تاكسي وكلمتك.
ندى:- حصل خير الحمدلله قدرنا نطمن عليكي.
أمير بيتكلم في التليفون بخصوص الشغل وندى ومامتها قاعدين جمب شمس وليله خبطت على الباب وشايلة علي ودخلت عندهم:- مساء الخير.
ندى عرفت قصتها لكن كتمتها جواها ومباحتش بيها حتى لأمير علشان مايقولش كانت بتتجسس عليهم وكمان احترمت خصوصايتها، قامت استقبلتها واتكلمت بابتسامة وترحاب:- اهلا مساء الخير يامدام ليله تعالي أدخلي.
دخلت مبتسمه وبتهرب من أمير لكن حبت تطمن على شمس اللي بصت عليها وشافت واحده شايلة طفل صغير،كشرت عينيها لأنها ماتعرفهاش وظنت أنها زميلة ندى، ندى قدمت ليله وقالت:- ماما اقدملك مدام ليله اللي قولتلك عليها، وهى ياشمس كمان اللي اتبرعتلك وانقذت حياتك في الوقت المناسب.
مشيره قامت سلمت عليها بعرفان:- أهلا يابنتي دانتي ربنا بعتك لينا نجده والله.
ليله بحرج:- متقوليش كده أنا معملتش حاجه.
ندى بلطف:- إزاي بقى معملتيش حاجه؟ إحنا كنا واقفين متكفتين ومرعوبين وكنتي انتي طوق النجاة ليا قبل شمس، حقيقي مش عارفه أشكرك ازاي؟
ابتسمت ليله براحه كبيره وأول مرة تحس أنها عملت حاجه كويسه الناس شايفاها جميل كبير وردت بهدوء:- اي حد مكاني هيعمل اللي أنا عملته، ومفيش بينا شكر ولا حاجه، أنا جيت اطمن عليها، هى عامله ايه دلوقتي؟
شمس ابتسمت وقالت:- أنا كويسه الحمد لله، وبشكرك.
وبصت ع أبنها وسألتها بإعجاب:- الله، إبنك ده؟
ردت بإبتسامة:- أيوه واسمه علي.
ندى باسته وقالت:- قمور أوي ماشاءالله ربنا يخليهولك.
ليله بلطف:- متشكره، أنا شغاله هنا في المستشفى ولو احتاجتوا لأي حاجه كلموني ع طول، بعد اذنكم عندي شغل.
خرجت بسرعه وأمير خرج وراها:- استني يا مدام ليله.
وقفت مكانها ولفت ليه واتكلمت بتوجس:- خير.
أمير عينيه على الطفل الصغير وحزين علشانه، مسح ع شعر أبنها وقال:- أنا سبتلك مبلغ بسيط.
كشرت عينيها بتعجب وسألته:- ليه؟
أمير:- مش هقولك علشان اتبرعتي والكلام ده، بس هقولك لعلي إبنك مش ليكي وياريت مترفضيش.
ردت برفض:- بس أنا مش عايزه حاجه.
أمير:- منا قولتلك مش ليكي دي هديه بسيطه علشان علي.
سابته واتحركت من غير ما تتكلم وقبل ما تبعد لفت ليه وسألتة بخوف:- مروان هيعرف مكاني؟
أبتسم ورد عليها:- وعد مني أنه مش هيعرف مكانك، ولو ف يوم عرف وحاول يقربلك؟
طلع الكارت وناوله ليها وكمل:- اتصلي عليا في أي وقت وده رقمي الشخصي، في أي وقت احتاجتي لأي حاجه ياليله كلميني متتردديش وهتلاقيني جمبك أخ كبير.
تاني يوم في بيت ندى.
شمس خرجت واصحابها في الجامعه قاعدين معاها في الاوضه بيطمنوا عليها، ندى بتعمل العصير في المطبخؤ ومازن جه وقاعد في الصالون مع فهمي بيتكلموا مع بعض في اتفاقهم بميعاد الجواز اللي ندى طلبت من باباها انه يتأجل شوية كمان، مازن طبعاً اعترض ورفض القرار ده وقال:- إزاي ياعمي الكلام ده! دي لتاني مرة ندى تأجل فرحنا، المفروض كنا اتجوزنا من ست شهور فاتت تقريباً واعتذرت وقالت إن هي مش جاهزه ومش مؤهله للجواز دلوقتي نمدها ست شهور كمان، ودلوقتي بتأجلوه سنه؟ انا مش قادر افهم ايه الحجج دي.
رد فهمي بتفهم:- انا مقدر رد فعلك ده يا ابني لأن الجواز مبني على اتفاق؛ لكن في الأول وفي الآخر انا مش هجبرها على حاجه؛ هي مش رافضه فكرة الجواز نفسها، هي بس كل اللي طلبته فترة بسيطه ما فيهاش حاجه يعني.
رد عليه بإقتضاب:- سنه دي فتره بسيطه يا عمي؟! انا شايف إن حضرتك مش معترض على أي قرار ندى بتقوله؛ المفروض انا متفق معاك على ميعاد محدد وادينا كلمه في الموضوع ده.
اضايق فهمي من أسلوبه وأنه يوجه ليه كلام غير مباشر أنه مش قد كلمته في الاتفاق ورد عليه بنفس الأسلوب:- طيب يا ابني ما أنت اتفقت معايا إن ندى هتتجوز في شقة حي الزمالك اللي انت بنفسك قلت إن هي جاهزه على الفرش، ولما دخلت مشروع استثماري مع صحابك اضطريت تبيع الشقة وقلت هتعوضها وأنا معترضتش، ورحت جبت شقه اوضتين وصاله في مكان تاني خالص وبرده انا معترضتش لأن انت اللي هتعيش فيها، ولو هنمشيها بالاتفاق الصح!! المفروض بقى اعمل زيك دلوقتي واقول احنا اتفقنا على شقة في حي الزمالك ومش هتنازل ومش عايزين غيرها، ولا إيه رأيك في الكلام ده يا أستاذ مازن؟
حمحم مازن واتكلم بإرتباك:- ايوه يا عمي انا صحيح اتفقت معاكم اني هعيش في الزمالك لكن ظروفي حكمت عليا اني ابيع الشقه ما فيهاش حاجه يعني.
رد فهمي عليه:- وكمان ما فيهاش حاجه لما ندى تأجل الجواز شويه الدنيا مطارتش، و أولا وأخيرا دي حياه بنتي وانا ما عودتهاش إني اجبرها على اي حاجه.
رد بخنقه وقال:- طيب ممكن أتكلم مع ندى؛ واكيد هنوصل لحل.
وافقوا وقال:- وهو كذلك ما فيش اي مشكله ويا ريت فعلاً توصلوا لحل وسط، انا عن نفسي ما عنديش اي مشكله ونفسي افرح بيها النهارده قبل بكره، ربنا يابني يهدي الحال بينكم، انا هقوم انادي عليها.
جت ندى وقعدت قصاده واتكلمت بجديه:- ايوه يا مازن بابا قالي إنك عايزني.
مازن ابتسم بتكليف وقال:- انا زعلان منك يا ندى؛ المفروض عايزه تأجلي الجواز وفاجأة كده! كنتي اتفقتي معايا انا الأول.
بصتله بتعجب وقالت:- انا ما أجلتش من فراغ يا مازن، وبعدين أنت جاي امبارح المستشفى وأختي تعبانه وف الظروف دي؟ تحدد ميعاد الجواز!! شمس بتمر بظروف صعبه وعامله جراحه بذمتك أنت شايف إن ده وقته لتحديد ميعاد جواز؟ انت اللي ما استنتش لما الظروف تتحسن وبعدها تعالى اتكلم في تحديد الفرح برحتك.
رد بخنقه وهمجيه:- هو انا بقى كل حاجه تحصل لحد من عيلتك هتأجليلي الجوازه؟ هو انا خاطبك أنتي ولا خاطب العيله كلها؟
اتعجبت من رد فعله وردت برفض وحده:- لا أنا ما اسمحش إنك تتكلم بالاسلوب ده، والمفروض احتراماً لعيلتي اني اقدر ظروفها، كنت عايزني أعمل ايه يعني؟ اختي في العمليات وخارجه وتعبانه وانت جاي بدل ما تطمن عليها! تقولي عايزين نحدد ميعاد الفرح؟ بذمتك ده اسمه كلام؟ وبعدين ايه خاطبك ولا خاطب العيله كلها دي!! انا بصراحه لحد دلوقتي مش قادره افهمك يامازن، شويه اسلوبك يكون كويس وهادي وشويه الاقيك منفعل زياده عن اللزوم ومن غير اي سبب.
رد بسخريه:- انتي حتى مش عايزاني اضايق لما اسمع انك اجلتي فرحنا سنه!! اللحظه اللي بيستناها أي واحد في سني تتأجل تاني12 شهر يا ندى!! ومش عايزاني أخد اي رد فعل؟ والله حرام عليكي اللي أنتي بتعمليه فيا ده واحد غيري ما كانش أستحمل.
ربعت ايديها وردت بإقتضاب:- انا ما قلتش سنة،انا قلت لبابا نأجل الفرح فترة لحد ما الامور تتحسن وشمس تخلص امتحاناتها غير كده ما قلتش حاجه زياده، بابا بقى شايف انه عايز يأجلها سنه اكيد هو ليه نظره في قراره ده، وانا مش هعاتبك على كلامك انا هقدر إنك راسم لنفسك حلم معين وما تحققش مؤقتا، وفي الأول والآخر انا عذراك.
خبط كف بكف وضحك بسخريه:- والله عال كلامك كله اعذار وهروب أنتي لو ليكي مزاج كنتي تممتي الجوازه!!
وكمل بتلميح:- ولا شغلك في الشركه نساكي انك مخطوبه واجلا أو عاجلاً مسيرك للجواز في النهاية؟
ردت بشك:- يعني ايه شغلي نساني؟ وليه حاسه في نبرة صوتك شك!! انا عمري لا قصرت معاك ولا عمري اهملتك بسبب شغلي،وقت ما بتحب نخرج بنخرج، ولما بتيجي تزورني في البيت بقابلك بطريقه كويسه عمري ما كشرت في وشك لحظه.
رد بتأفف وتريقه:- اه بنخرج وشمس معانا مرة، ومرة اخوكي رامز يبقى معانا، ومرة والدتك تبقى معانا.
وشاور ليها وكمل:-هاتيلي مرة كده خرجت فيها انا وانتي لوحدنا؟دي عيشه تزهق.
قامت وقفت بإعتراض وردت بتمثيل الهدوء:- انا شايفه إننا نأجل كلامنا في الموضوع لبعدين، انت مضايق دلوقتي وممكن تقول كلام ما ينفعش يتقال، بعد اذنك هندهلك بابا.
سابته ومشيت وصك على اسنانه بغيظ وقال:- كمان الكلام معايا اجلتيه زي جوازنا؟ بقى كده يا ندى! والله عال.
عدت فترة كمان
في المستشفى
ليله في غرفة العاملين بتلبس وراحت لابنها على السرير بتلبسه وكلمته بإبتسامة:؛ ايه يا علي مبسوط النهارده طبعاً؛ عارف إننا خارجين نتفسح صح؟
لبسته وشالته وفضلت تبوس فيه، الممرضه خبطت ودخلت عليها وشافتها وضحكت وقالت:- ايوه بقى يا سيدي يا سيدي النهارده التلات اجازتك يا ست ليله يا بختك يا عم علي أنت كمان.
ابتسمت ليله وقالت:- ايوه انا بستنى يوم التلات بفارغ الصبر، اليوم الوحيد اللي بقدر اخرج فيه وافسح علي برحتي، بقولك إيه! ما تيجي معانا هنتمشى شويه في اي جنينه.
ردت عليها وقالت بوهن:- والله نفسي يا ليله بس انا ورديه النهارده والمريض اللي في اوضه سبعه عامل دوشه ومش ساكت وعايزني واقفه جمبه لحد آخر نقطه في المحلول تخلص، تقريباً عنده فوبيا، روحي انتي واتبسطي.
ضحكت ليله وقالت:-خلاص ماشي بس الاجازه الجايه عايزين نظبط يوم مع بعض ونخرج ماشي؟
ردت عليها بتأكيد:- إن شاء الله أهو حتى الواحد يفك عن نفسه شويه، يلا يا حبيبتي مش هعطلك، سلام يسي علي.
خرجت الممرضه وليله جابت المشايه وحطت فيها علي وخرجت بيه بره المستشفى تفسحوا في الجناين وتتمشى بيه زي ما اتعودت كل يوم اجازه ليها، وصلت لحديقه فيها العاب ودفعت التذكره ودخلت قعدت على الكرسي وهو قدامها وفي ايدية لعبه صغيره بيلاغي وكلمته:- ايه يا علي مبسوط النهارده! يلا بقى أكبر بسرعه عايزاك تمشي وتجري وتتنطط وتركب المراجيح اللي هناك دي! وايه رأيك تركب الزحليقه دي كمان! وبعدها تفضل تتنطط تتنطط في كل الحديقه دي كلها وتيجي تجري عليا وأنت مزرجن تقوللي يا ماما يا ماما البنت الرخمه اللي هناك دي زقتني، وانا اضحك عليك وانت بتزقها وبتاخد حقك منها؟ هههه يلا بقى يا علي اكبر بسرعه عايزه أشوفك راجل قد الدنيا كلها.
خلصت كلامها معاه وهى بتضحك على أحلامها اللي عايزه تحققها معاه وبعد شوية حست أنه عطشان وقالت:-شكلك عطشان ياعليوه ثانيه واحده اجيبلك الميه.
فتحت شنطتها بتدور على ازازه الميه لكن ما لقيتهاش ونفخت بضجر وقالت:- يوه شكلي نسيت ازازه الميه على السرير وأنا بجهز لبسك،وبصت حواليها وشافت كانتين صغير بس زحمه وبصت لابنها بإبتسامة حنونه وقالت:- المكان زحمه هناك وخايفه عليك تزرجن وتعيط أنت مبتحبش الفرهده، خليك هنا وانا هروح اجيبلك بسرعه واجي.
حطت شنطتها جمبه وخدت الفلوس وراحت وقفت عند المحل وكل شويه تبص عليه، جه دورها واشترت الازازه وراجعه وبتضحك وقالت بحماس:- جبتلك الميه يا علي وكمان نايتي من اللي بتحبه. وقفت مكانها بصدمه، العربيه فاضيه وعلي مش موجود فيها واللعبه اللي كانت في ايده واقعه على الأرض، قلبها دق وهمست بقلق مبهم:- علي! علي أنت فين ياحبيبي؟
حاولت تطمن نفسها وبصت حواليها يمكن تشوف أي حد شايله لكن مالهوش اثر ،ساعتها وقعت من أيدها كل حاجه وجريت على الناس، مسكت دراع ست كبيره وسألتها بلهفه وخوف:- أبني؛ أبني كان في العربيه اللي هناك دي ما شفتهوش؟!
هزت راسها بالرفض وقالت:- لا والله ماخدت بالي.
جريت على واحد ومراته وسألتهم بدموع:- ابني، أبني علي كان لابس تيشيرت أحمر وبنطلون جينز كحلي في العربيه اللي هناك دي ما شفتوش أبني؟
ردوا عليها برده إن محدش شافه وسابوها ومشيوا، مسكت راسها وقلبها فضل يدق يدق وجريت على الناس وتساءل عليه بجنون وهستريا وصعبت على الناس ،وهي واقفه بتلف و تصرخ وتنده عليه زي المجنونه واحد قالها:- أنا شوفت واحد شايل عيل صغير بنفس اللبس اللي بتقولي عليه وماشي ناحيه البوابه.
جريت زي المجنونه ولمحت الشخص خارج من البوابه وشايل أبنها، صرخت صرخة عاليه بصوتها كله بإسم ابنها وجريت عليه، فضلت تجري لحد ما حصلته ومسكت الجاكيت علشان تشوفه لكن زقها الخاطف وركب العربيه بسرعه، وهي ما استسلمتش فضلت تصرخ وتجري ورا العربيه لحد ما شافت صورة الخاطف في المرايه، وقفت مكانها بصدمه وتليفونها رن وردت برجفه من غير ما تتكلم وسمعت المكالمه للنهايه وهزت راسها بالرفض ومش قادره تصدق إن أبنها راح من بين أيديها في لحظه، المكالمه اتقفلت و صرخت بصوتها كله وهي بتنزل على الارض وبتستنجد بالناس والناس اتلمت حواليها لكن بدون فايده.
في نفس اليوم مساءا في شركه برهامي
كل الموظفين مشيوا وندى أستاذنت من أمير قبل ميعادها لأنها عندها مشوار ضروري، ودلوقتي مفيش غير أمير في الشركه بيراجع شغل مهم؛ تليفون المكتب رن وكان واحد من أفراد الأمن رد أمير بانشغال:- أيوه؟
فرد الأمن:- أمير بيه، في واحد واقف قدامي دلوقتي ومعاه بوكس هدية وبيقول إن حد بعتها معاه لحضرتك.
كشر عينيه وأتكلم بعملية:- خليه يطلع وأنت معاه.
دخل الشاب ووصل المكتب مع الحارس وحط البوكس قدام أمير على المكتب وقاله أتفضل حضرتك.
أمير سألوا:- مين اللي بعت الهديه دي؟!
الشاب رد:- لا يا فندم هي ادتني العنوان وبلغتني إني اوصلها لحضرتك شخصياً.
أبتسم بلطف:- تمام متشكر.
خرجوا من المكتب وأمير مستغرب مين اللي هيبعتله هديه انهردا من غير مناسبه؟ أصبح جواه فضول يعرف إيه اللي جوه البوكس ده! فتحه وكان جواه قالب كيك صغير بطعم الفراوله ومكتوب اسمه عليها، وجمبه كارت معايده، مط شفايفه وفتح الكارت واسمها كان موجود فيه بين قوسين وقرا المكتوب:- كل سنه وانت طيب؛ انا عارفه إن النهارده اليوم اللي اتولدت فيه وده عيد ميلادك الأساسي غير اللي بتحتفل بيه مع العالم،بس أنا حبيت اكون أول واحده تهنيك بالمناسبة الحلوه دي،( ندى).
ابتسم وافتكر شمس لما قالتله اوعدك إن ندى هتبعتلك تورته عليها اسمك يوم عيد ميلادك، ضحك لأن شمس ما بتستسلمش أبداً وفكر أنه يتصل على شمس وردت عليه:- الو.
رد بإبتسامة:- ما بتستسلميش أبدا، وزي ما قلتي قالب الكيك هيكون عندي و عليه أسمي كمان.
عدلت ياقة الجاكيت وردت بثقه:- طبعاً يابني هو انا اي حد! ياريت بقى تحس شوية على دمك وتشحنلي باقة النت، بنت خالك طالعه من عمليه ومحتاجه إهتمام ورعايه.
رد بضحكه:- والباقه هى الإهتمام؟
ردت بتأكيد:- طبعاً أنت مش عارف تأثيرها ع الزايده ايه؟ دي بتعوض كل نقطة دم فقدتها تحت أيد الدكتور عبرؤوف.
ضحك بصوت مسموع:- عبرؤوف؟ ده لو سمعك هيتنازل عن المهنه.
ردت عليه:- مش موضوعنا يخويا أنت واحد دلوقتي معاك كيك وهتاكل وتشهيص ، وعموماً كل سنه وانت طيب وما تنساش وانت بتاكلها تدعيلي
أمير:- من جهة بدعيلك فأنا بدعيلك ما تقلقيش، يلا سلام.
قفل معاها وساب فونه ع المكتب واخد قالب الكيك وقعد يبص عليها شوية و بعدها كل منها.
ندى رجعت على البيت وشمس كانت مستنياها بفارغ الصبر وجريت عليها وخبتطها في كتفها بهزار:- لما أنتي يا سوسه فاكره عيد ميلاد أمير وبعتيله قالب كيك وعليه اسمه ما بتقوليش ليه ها؟
ندى كشرت عينيها من كلام أختها وردت بإستغراب:- كيك إيه وأمير إيه أنتي كمان؟ انا ما بعتش حاجه.
شمس حكت شعرها و سألتها بتعجب:- اللاه؟ إزاي الكلام ده؟ يعني انتي ما بعتيش حاجه لأمير النهارده؟
نفخت بنفاذ صبر من أختها و هزت راسها وردت بنفي:- لا وهبعتله قالب كيك ليه لوحده؟! وهو قالي أنه مشغول انهردا وعنده شغل كتير في المكتب، فطبعا مش هعمل حاجه زي دي، وبعدين لسه أسبوع على عيد ميلاده اللي متوثق في شهادة ميلاده.
شمس حطت ايدها تحت دقنها وقالت:- غريبه!
سألتها ندى:-هو إيه اللي غريب! أنا مش فاهمه حاجه منك.
شمس بحيره:- أمير اتصل عليا من ربع ساعه، وقالي إنك جبتي ليه قالب كيك هدية عيد ميلاده وعليه اسمه.
سكتت لثواني وكملت بإستنتاج:- بس لو مش أنتي يمكن حد تاني غيرك؟
ندى بصت قدامها بغيرة صامته وردت بنفور:-يمكن ليه لا؛ هو معارفه كتير وزي الرز مالهمش عدد، أنا هدخل اوضتي استريح شوية.
سابتها ومشيت دخلت اوضتها وشمس رقصت حواجبها وقالت:- ياعيني على الغيره وحلاوة الغيره، البت ندى هطرشق من جنابها ياعيني.
ندى رايحه جايه في اوضتها والغيره مجنناها ، وعايزه تنزل تروح الشركه ليه تسأله مين دي ؟ بس رفضت الفكره و مسكت التليفون عايزه تتصل بيه وتقوله انا ماجابتش حاجه ليك! ليه فاكر إني لسه بجري وراك لحد دلوقتي! قعدت على طرف السرير مكانها مضايقه وقالت بضجر:- يعني اي حد يجيبله هديه يفتكر إن انا! هو انا مدلوقه قوي كده عليه!! انا لازم اتصل بيه واقوله أنه فاهم غلط انا اتغيرت عن زمان و ما بعتش حاجه ليه، أيوه أنا لازم اقوله الكلام ده علشان يفوق ويشوف مين ست الحسن اللي جابتله هديتة وكمان في نفس اليوم اللي اتولد فيه! وبصت ع شنطتها وافتكرت مشوارها اللي راحته ونفخت بتذمر و مسكت التليفون واتصلت عليه أول مرة ومردش عليها، اتصلت تاني والمكالمه فتحت لكن محدش رد، واتكلمت هي:- الو؛ أمير أنت سامعني؟! عايزه أوضحلك حاجه مهمه.
كان بيتنفس ببطء وكأن روحه بتتسحب منه، أمير واقع على الأرض عينيه كلها دموع ورد عليها ببطء وعتاب:- ليه يا ندى ليه؟
حاولت تسمع هو بيقول إيه! بس صوته مش واضح ومهزوز، باين عليه تعبان أو مخنوق، متعرفش ليه قلبها انقبض لما سمعت صوت أنفاسه فيها رجفه واتكلمت بصوت خايف:- أمير؛ أنت؛ أنت سامعني انا مش قادره اسمعك كويس، مال صوتك يا أمير رد عليا.
كان بينهج وتعبان جداً وحاول يتكلم بصوت متقطع:- إل،الكيك مسموم، في سم في الكيك يا ندى.
الصوت اختفى وندى قامت وقفت وبتنهج واتكلمت برجفه:- أمير بيقول مسموم! انا مفهمتش حاجه من كلامه، هو إيه اللي مسموم؟!! في حاجه حصلت أمير مش بخير؛ أمير صوته مش بخير. حطت تليفونها ف شنطتها وجريت وخرجت من البيت وشمس بتنده عليها لكن ما ردتش، ركبت اول تاكسي قابلها وقالتله العنوان، وطلبت منه يسوق بسرعه، وصلت الشركه وطلعت الاسانسير قلبها بيغلي من القلق عليه،خرجت منه وبتجري في الطرقه وبتنده عليه، دخلت المكتب لكن وقفت مكانها وشهقت من المنظر اللي شافته، أمير مرمي على الأرض وترابيزة المكتب واقعه والكُتب والملفات مرميه وكأنه كان بيصارع الموت علشان يفضل عايش، صرخت و جريت عليه:- أمير؛ أمير. قعدت على الأرض وشالت راسه على رجليها وهى بتترعش شفايفه زرقه مع لون ابيض وحوالين عينيه أحمر ونفسه بطيء جداً، عيطت أكتر وقالت:- أمير؛ أمير رد عليا إيه اللي حصلك يا أمير.
فتح عينيه ببطء وبص عليها وغمض تاني، فرد الأمن جه وراها وسألها:- في إيه يا انسه ندى؟ وشاف المنظر واتصرفوا بسرعه وطلبوا الإسعاف والدكتور اتواصل معاها لعمل بعض الاسعافات الاوليه ونقلوا أمير لاقرب مستشفى وطلعوه ع قسم معالجة السموم،دموعها مغرقه وشها لأن الدكتور قالهم حالة تسمم وهيحاولوا انهم ينقذوه، رايحه جايه في الطرقه خايفه، لأ دي مرعوبه أنها تخسره، خايفه أنه يروح من بين أيديها، عيطت بكل ما فيها ورافضه فكرة ان حياته ممكن تنتهي في لحظة، قعدت على الكرسي وعيطت بصوت عالي ومش مصدقه واتكلمت بصوت مقهور:- يارب احميلي أمير، مستحيل يا أمير تسيبني مستحيل.
كان معاها تليفونه وباباه بيتصل عليه بإستمرار واحتارت ومش عارفه تعمل إيه تقولهم ولا لأ! مسحت دموعها ووقفت قصاد الشباك واتصلت عليه من تليفونها لانها مامعهاش باسورد أمير، رد وليد بسرعه:- الو ايوه يا ندى ما تعرفيش يا بنتي أمير فين؟بتصل عليه من بدري مابيردش!
بلعت ريقها وحاولت تتكلم بثبات:- ايوه يا عمو انا معايا تليفون أمير.
رد بتعجب:؛ اللاه وتليفونه بيعمل معاكي إيه؟ انتي في الشركه عنده؟
هزت راسها وقالت:- ايوه انا في الشركه، أحم لكن، لكن أمير خرج ونسي تليفونه في مكتبه، وانا قاعده في مكتبي بخلص شوية شغل، سمعت صوت التليفون وما لحقتش ارد على حضرتك ابلغك.
رد عليها:- عجيبه طيب خرج راح فين ما قالكيش؟! المفروض يا بنتي كان رجع من بدري وعمتك قلبها مشغول عليه.
حاولت تضحك وقالت:-عمتو على طول قلقانه كده؟ اطمن يا عمو أمير بخير هو قالي إن في واحد صاحبه راجع من السفر وما شافهوش من زمان فهيروح يقابله في المطار ويخرجوا لكن واضح من لهفته نسي التليفون، على العموم تليفونه معايا ولو احتجت لاي حاجه كلمني، وأنا لو عرفت اي حاجه هبلغك أكيد.
رد عليها:- ماشي يا بنتي الحمد لله انه بخير.
ردت عليه:- وطمن عمتو تمام؟
ضحك وقال:- لا خلاص هي اطمنت ما هي سمعاكي، اصل انا فاتح الاسبيكر، وهى بتسلم عليكي.
شافت الدكتور خارج من الغرفه واستعجلت وردت بإستعجال:- الله يسلمها؛ ماشي يا عمو انا عندي شغل كتير دلوقتي هقفل وهكلمكم بعدين مع السلامه.
قفلت المكالمه وجريت على الدكتور بلهفه وسألته:- خير يا دكتور قدرتوا تلحقوا أمير صح؟!
الدكتور نزل الماسك وأتكلم بإرهاق:- والله اتمنى أنه يتعافى؛ حضرتك جبتيه في الوقت المناسب لو كنت تأخرتي دقيقه واحده كان ممكن يفارق الحياة وربنا يستر على اللي جاي
حطت أيدها على بقها وعقلها رافض اللي بتسمعه وردت بصوت مهزوز:- هيعيش يادكتور أمير هيعيش.
الدكتور بأمل:- إن شاء الله المؤشرات الحيوية عنده استجابت، بس أهم حاجه درجة حرارتة تنزل وساعتها نقدر نطمن.
بعد شوية دخلت لعندو وعينها حمرا من البكا وزاد عياطها لما شافت خرطوم الأكسجين متركب في بُقه، قعدت قصاده ورفعت أيدها برجفه على جبينه ودرجة حرارتة عالية، عيطت بوجع كبير من غير ما تتكلم كلمه واحده، قاعده تتأمله وقلبها بيدعي أنه مايفارقهاش، جابت الكمادات و قعدت طول الليل جمبه تعمله كمادات وهرب منها النوم، واتحدت نفسها إن حرارته لازم تنزل حتى لو هتفضل للصبح جمبه.
فيلا الورداني.
ليله بتخبط ع البوابة بأيديها إلاتنين بتستغيث وندهت عليه بصوت عالي:- مرواااان، أطلع كلمني يامروااااان.
جه الحارس:- جرا إيه ياست! أنتي مين؟ وبتنهدهي ع البيه ليه؟
مسحت دموعها وجريت عليه واتكلمت بتوسل:- عايزه مروان، قوله ليله، ليله مراتك عايزاك بره.
الحارس بصلها من فوق لتحت ومصدقش كلامها وضحك وقال:- آه مراته؟ قولي كده بقى وع كده الفرح كان في أنهي قاعة ياشاطره؟ هههه.
وكمل بتهديد:- يلا يا بت من أمشي هنا وروحي شوفي حد تاني اضحكي عليه.
صرخت فيه بصوت من نار:- قولتلك اندهلي البيه بتاعك، يا إما قسماً بالله افضحكوا هنا، قوله ليله مراتك واقفه بره عايزاك، ايييه ماسمعتش من أول مرة؟
أستغرب قوة كلامها وأتصل ع اللاسلكي وقال:- مروان بيه، في واحده واقفه قدام الفيلا وبتقول أنها مرات حضرتك واسمها ليله.
قفل اللاسلكي وأتكلم وهو مش فاهم حاجه:- استني هنا هو خارج يقابلك.
صكت على أسنانها وفضلت رايحه جايه قدام الفيلا ودموعها نازله على أبنها، سمعت صوت البوابه وشافته أخيراً لكن إحساس الاشتياق قل بكتير مفيش لهفه ولا حب منها ليه، قلبها مبقاش يدق غير لابنها وبس لكن دلوقتي هى محتاجه لمروان محتاجه لمساعدته ويارب يساعدها ولو مرة، جريت عليه وهو جري عليها ومكنش مصدق وكلمها بلهفه:- ليله؟ انتي كنتي فين كل المده دي ياليله؟
مسكت أيديه بترجي وكلمته بشهقات:- مش مهم كنت فين ولا جايه منين، المهم إنك تلحقني أنا جاية استنجد بيك يا مروان الحق أبني يامروان ابني.
رد عليها بقلق:- إياد؟ ماله إيه اللي حصل؟
ردت عليه بعياط:- فتحي، فتحي خطفوا مني، خدوا مني يامروان أبوس إيدك متكسرنيش المرادي، أبوس إيدك فتحي ممكن يعمل لعلي إبنك اي حاجه، هو إبنك برده؟ ألحقه يامروان الله يخليك.
أتنفس بغيظ مكبت وقال من بين أسنانه:- فتحي؟ الحيوان.
ومسك دراعها بقوه ومشي بيها وقالها بغضب:-تعالي معايا انتي عارفه عنوانه؟
وعلشان هي مقهوره ما حستش بالالم بقوة قبضته ليها وردت وهي بتعيط ايوه عارفه بيته بس هو مش هناك يامروان؟
زعقلها وسألها:- يعني إيه مش هناك؟ وانتي إيه اللي عرفك هناك ولا لأ؟
عيطت أكتر وردت بتوسل:- أصله كلمني في التليفون وقالي أني...!
مروان بانفعال:-إنك إيه انطقي ياليله؟
حطت أيديها ع وشها وبتعيط:-أني مدورش عليه علشان مش موجود في الحاره، هو خطف علي علشان...
نفخ بخنقه وقالها:-علشان ايه اخلصي؟
مسحت دموعها وردت بصوت مهزوز:- علشان عايز فلوس، وهددني،لو فكرت أبلغ البوليس هيقتله من غير ما يفكر علشان كده كده هيكون رايح في مصيبه.
صك على أسنانه بغيظ وسألها:- عايز كام؟
ردت بحزن وعياط:- اتنين مليون.
رد بصدمه:- إيه؟ اتنين مليون؟
نزلت على ركبها قدامه واتكملت بذل واحيتاج:- مروان أبوس إيدك رجعلي ابني اديله كل اللي هو عايزه أتصرف يامروان أتصرف.
نفخ بخنقه وحيره وساعدها تقف وسألها:- أنتي قدمتي بلاغ؟
هزت راسها بالرفض وقالت:- لأ لأ ومش هقدم علشان هددني بقولك.
مسح وشه بأيديه و واقف يفكر وهى اتكلمت بإستعطاف:- مروان أنا عمري ما طلب منك حاجه كبيره بس انهردا بطلب علشان خاطر ابننا.
مسك دراعها بقوه ونهرها بغيظ:- دلوقتي ابننا؟ بعد ما هربتي سنه ونص جايه دلوقتي تستنجدي بيا؟
بصتله بصدمه وقالت:- أنا مهربتش أنت اللي طردني من هنا، من نفس المكان ده قولتلي أمشي ياليله، لما جيت استنجد بيك إن واحد حاول يعتدي عليا وأنت مهتمتش وكبرت دماغك، ولا أنت نسيت يامروان؟
مردش عليها وفتح باب العربيه وزقها فيه وركب جنبها وساق من غير ما يتكلم.
تاني يوم الصبح في المستشفى في غرفة أمير.
فتح عينيه والرؤيه مشوشه قدامه وغمض تاني وحس إن حد ماسك كف ايده بص جمب منه وشاف ندى نايمه وهي قاعده على الكرسي وراسها على السرير جمب دراعه وماسكه أيده، بلع ريقه بتعب وبص للسقف وافتكر اللي حصل معاه، وانه بعد ما اكل قطعة من الكيك حس ببداية مغص وبعدها جاله تقطيع في بطنه ومغص شديد أكتر من الأول، وداخ والرؤيه مشوشه وما كانش قادر يقوم يوصل للتليفون، قام بترنح وخبط في ترابيزه المكتب و وقعت والكتب وقعت من على المكتب والملفات وهو بيجيب التليفون، وجه يتصل على حازم أخوه لكن معرفش من قوة الوجع ووقع على الأرض مستسلم والتليفون جمبه وقبل ما يغمى عليه سمع صوت التليفون وحاول يجيبه وشاف رقم ندى وعينيه لمعت بالدموع ورد عليها وسألها ليه سممته، كان سامع صدى صوت للدكتور لما قال حالة تسمم خطيره، غمض عينيه بقوه وسحب ايده من ايدها وحاول يتعدل، ندى حست بيه وصحيت وشافته قدامها بيتحرك من تاني، قلبها رجع يدق للحياه وسألته بلهفه وقلق:- أمير انت كويس دلوقتي، طمني عليك، حاسس بأي وجع!
هز راسه ليها من غير ما يرد، هو أصلا مشتت دلوقتي عايز يفهم ايه اللي حصل، عقله مليان افكار وأسئلة كتير معقول ندى!!! ندى اللي تسممه؟! لا مستحيل بس هيكون مين! الكارت مكتوب عليه اسمها وهي اللي خرجت بدري علشان قالت عندها مشوار ضروري! معقول يا ندى؟! انت تسمميني!!!
فاق على سؤالها تاني:- طيب أنت حاسس أنك كويس! أنا شايفه إن درجة حرارتك نزلت الحمد لله، أنا هندهلك الدكتور يطمني عليك بنفسه.
قامت بسرعه وخرجت ندهت على الدكتور وسابته في بحر افكاره جواه رافض تماماً يصدق إن ندى ممكن تإذيه بالطريقه دي، مستحيل هي عمرها ما تفكر كده، طيب مين!! مين يا أمير اللي حاول يقـ.ـتلك؟ جه الدكتور ومعاه الممرضه وتابع الكشف لأمير، وندى واقفه بره واتصلت على شمس تطمنها شمس ردت بسرعه:- ايوه يا ندى طمنيني أمير فاق ولا لسه؟
ندى بتعب وإرهاق:؛ ايوه يا شمس امير فاق الحمد لله.
نفخت بأريحية وقالت:؛ الحمد لله طمنتيني.
ندى سألتها:- امبارح قولتي إنك هتتصرفي إن محدش يعرف إني مرجعتش البيت،ماما عرفت حاجه؟! قوليلي أتصرفتي إزاي؟
شمس هدتها وقالت:- ما تقلقيش انا قلت لماما إنك عندك شغل ضروري وجيتي تعبانه ونمتي على طول ومش عايزة حد يصحيكي،ودلوقتي قلتلها انك صحيتي بدري ونزلتي علشان تكملي شغلك يعني ما حدش حس خالص بأي حاجه اطمني.
ندى بتعجب:- انتي بتتكلمي بجد؟ معقول يا شمس يعني ماما ما اكتشفتش اني ما جيتش من امبارح لحد دلوقتي؟
ردت عليها بعمليه:- انت عارفه ان ماما مش طيقاكي من ساعة ما أجلتي فرحك ومختصراكي ،وكمان مشغوله بتجهزات فرحك اللي إن شاء الله مش هيتم، وانا قلتلها إنك جيتي ونمتي وحطيت مخده على السرير وغطيتها ما تقلقيش.
ندى اتنهدت وقالت:- الحمدلله.
شمس بحيره:؛ المهم السؤال اللي هيجنني حالة التسمم دي جت إزاي لأمير؟ يكون من الكيك؟
ردت ندى معرفش انا لحد دلوقتي ما اتكلمتش معاه في اي حاجه، يفوق بس كده واسأله واعرف منه التفاصيل وايه اللي حصل.
شمس:- تمام انا هنزل دلوقتي الجامعه ولو في اي جديد بلغيني مع السلامه.
قفلت ندى وخبطت ودخلت عند أمير وسألت الدكتور:- ها يا دكتور طمني أمير بخير؟
ابتسم الدكتور وقال:- اطمني يا مدام جوزك بخير وزي الفل.
ندى ارتبكت وأمير ما علقش والدكتور كمل لأمير بإعجاب ومدح من تصرف ندى:- درجة حرارتك امبارح كانت مرتفعه جداً وده خطر عليك، لكن مراتك فضلت سهرانه جمبك طول الليل وكانت بديل للممرضه، ورفضت اي حد يعملك اي حاجه غيرها، واضح انها بتحبك جداً، انا حتى سألت الممرضه عنك وقالتلي زوجتك لحد الساعه سته الصبح كانت صاحيه جمبك.
ندى اتكسفت و وشها بقى أحمر اكتر ومعرفتش ترد بأي كلمة، أما أمير غير الموضوع واتكلم برسميه:- متشكر يا دكتور.
الدكتور سأله:- المفروض نقدم بلاغ بالواقعه ونشوف حالة التسمم دي جاتلك إزاي مقصوده ولا إهمال من المنصع المنتج وا...
قطع أمير كلام الدكتور وقال:- لا مش مقصوده يا دكتور ولا عيب المُصنع، ده إهمال مني مش أكتر.
ندى فتحت عينيها بدهشه من كلامه والدكتور اعترض:- إزاي مش مقصوده؟! دي حالة تسمم واضحه، أنت كنت هتموت فيها والسم موجود في وسط الأكل.
رد أمير وقال:- زي ما قلت لحضرتك ده إهمال مني مش اكتر، ولو حتى قدمت بلاغ! ما عنديش اجابه لاي سؤال ليهم؛ يعني نقفل على الموضوع ده أحسن من غير سين وجيم.
الدكتور هز كتفه وقال:- والله اللي يريحك؛ انا كده عملت اللي عليا والباقي يرجعلك.
أمير بخنقه:- هقدر اخرج امتى؟!
الدكتور بص في الساعه وقال:- على بالليل إن شاء الله، بعد اذنكم.
خرج الدكتور وندى قعدت بإحراج قصاده من كلام الدكتور عنها،واطمنت عليه:- انت كويس دلوقتي يا أمير.
بص بعيد وسأل نفسه:- مانامتش طول الليل سهرانه للصبح! تعملي الكمادات! يعني ده ما كانش حلم يا أمير وكانت حقيقه؟! ثقتك في ندى كبيره هي مستحيل تعمل كده، أيوه مستحيل.
بعد لحظات
أمير اخد علاجه وندى فتحت الستاير والشباك وقالت:- أمير عمو اتصل عليك كتير امبارح وانا اضطريت اقوله انك مع صديق جاي من بره مصر،يا ريت لو تتصل بيهم دلوقتي وتطمنهم عليك، لان عمتو أكيد قلقانه لأنها اتصلت عليا دلوقتي مرتين وانا تهربت ما قدرتش ارد عليها مش عارفه أقولها إيه؟حججي خلصت بصراحه.
هز راسه بموافقه على كلامها وقال:-بس انا تليفوني مش معايا.
جابته ليه بسرعه وقالت:- هو معايا من امبارح اتفضل.
حاول يتصل عليهم وكلم مامته وباباه وطمنهم عليه ما حبش يشغلهم وبعد ما قفل بص لندى كتير وساكت، استغربت نظرته وسألته:؛ مالك يا أمير! انا حاسه من نظراتك ليا كل شويه كأنك عايز تقولي حاجه ومتردد.
مسح على شعره بتعب ورد برسميه:- مفيش حاجه أنا بس اطمنت إنك ما عرفتش حد باللي حصل وده انا بشكرك عليه، تصرف كويس منك علشان محدش يقلق عل الفاضي.
ابتسمت وقالت:- أنا عارفه العيله بتحبك قد إيه يا أمير، وخوفهم عليك مش جديد، وكمان من قلقي، قصدي من التوتر اللي كنت فيه ما كنتش عارفه اتصرف ازاي! واتصال عمو جه في وقت صعب وما لقيتش رد اقول غير كده.
بص لها تاني وسألها من غير تردد:- انتي جبتي الكيك منين يا ندى؟
افتكرت شمس أختها لما قالتلها وردت بعمليه:- بصراحه انا اتصلت عليك امبارح علشان اقولك أنه....
قبض على ايده ومستني اجابتها وهي كملت:-انه أنا ما جبتش قالب كيك ولا حاجه.
بصلها بدهشه وقالها:-يعني انتي اللي ما جبتيش الكيك امبارح؟
هزت راسها بالنفي:- لا صدقني.
سألها تاني بتعنيف:- أمال مين اللي جابهالي؟ الشاب اللي جابها قالي ان واحده ست اللي اديتهاله يوصلهالي، والكارت اللي جواه مكتوب فيه أسمك انتي.
كشرت عينيها وسألته بتعجب:- أسمي أنا؟!
زعق فيها:- هو أنا اللي بسألك ولا انتي اللي بتسالي؟ وبعدين ما فيش حد عارف عيد ميلادي الحقيقي غيرك أنتي والعيله، واستاذنتي مني وقولتي عندك مشوار ضروري، وسبتي الشركه ونزلتي وبعدها بساعه البوكس وصل.
مسك دراعها وسألها بإتهام:- انا عايزه اعرف منك دلوقتي انت اللي بعتي الكيك المسموم ده ولا لأ ؟! ولو انتي ليه يا ندى ليه عايزه تخلصي مني!!!
فتحت عينيها بصدمه من اتهامه الصريح وقامت وقفت ببطء وسألته بصدمه:- أنت بتشك فيا اني ممكن اخلص منك يا أمير؟!
سحب أيده وبص بعيد ورد بجمود:- مش عارف؛ أنا لحد دلوقتي مصدوم ومش قادر أفكر ،بس عايزك تقنعيني أنه مش أنتي، الكيك جاي معايدة بإسمك أنتي يا ندى، وانتي خرجتي من الشركه وكنتي مستعجله، ممكن اعرف كنتي فين لو حد تاني اللي بعتها؟
دموعها نزلت ومش قادرة تستوعب اللي اتقال ليها دلوقتي،فتحت شنطتها وطلعت منها علبة صغيره ملفوفه لفة هدايا وحاطتها جمبه على الكمود ومسحت دموعها وردت بصوت فيه رعشه:- مهما عشت في الدنيا ومهما كان عمري، عمري ما كنت اتخيل ان تفكيرك فيا يوصل للدرجه دي يا أمير.
خلصت كلامها وسابته وخرجت، وأمير بص عليها وغمض عينيه وبص ع يمينه وشاف الهديه ومسكها وبص عليها وفضل سرحان متكلمش.
قدام المستشفى.
انتي ليله محمود صابر؟
ردت بتوتر:- ايوه انا ياحضرة الظابط خير في إيه؟
الظابط:- أتفضلي معانا على القسم انتي مطلوب القبض عليكي
ليله بصدمه:- يا نهار مش فايت ليه! أنا عملت إيه؟
الظابط:- متهمه بخطف إبن سيدة الأعمال، أنجي صلاح الورداني. ----------