رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون

هاتفه يُدق والاسم الظاهر أمامها هو مارسيليو 
تحركت تنزل إلى القبو بالأسفل هناك حيث نزل قبل قليل يتسلل إلى أذنيها صوت موسيقى هادئة تخرج من هاتفه الآخر ، نزلت أكثر لاسفل حتى وصلت أمام باب الغرفة التي هو فيها ، فتحت الباب فصدمها برودة الغرفة رأته يقف أمامها يضع سيجار رفيع بين شفتيه يرتدي قفازات بيضاء غارقة بالدماء يشر..ح جثة أحد الأعداء الذي تم قتله قبل عدة أيام يبدو مستمتعًا للغاية بما يفعل ، اقتربت منه تتحاشى النظر للمنظر أمامها حمحمت تجذب انتباهه فنظر لها وابتسم يقول بنبرة دافئة :
_ ايه يا حبيبي اللي نزلك هنا ، الجو برد عليكي في الاوضة دي ، يلا اطلعي وهخلص واحصلك
عاد الهاتف يدق في يدها من جديد لتريه له تبتلع لعابها متوترة :
_ مارسيليو ، أنا هخرج عشان ما بحبش الاوضة دي
وضعت الهاتف جواره وتحركت سريعا للخارج أوقفها صوته ينادي باسمها ، التفتت له فرأته يُمسك بقلب ذلك الرجل بين يديه يحادثها وهو يبتسم :
_ الفستان تحفة عليكي ، بس غيريه عشان ما تبرديش يا حبيبي ، اسبقيتي هرد على مارسيليو وأحصلك واعملي لي كاس يا حبيبتي
اومأت تبتسم له ، عادت أدراجها من جديد ارتمت على أقرب أريكة قابلتها تسكب من زجاجة النبيذ في كأسين ، حملت الكأس في كفها تلفه تنظر للنبيذ وهو يلتف داخل الكأس بنظرات خاوية ، سام سيصعد غاضبا بعد ما يعرف ما فعلت وهي حقا لا تهتم ، ذلك ليس الانتقام التي تبغى على أي حال ، وبالفعل ما هي إلا دقائق ورأته يقترب منها يبدو غاضبا مما عرف أنها فعلت ، ارتمى على المقعد بالقرب منها يلتقط كأسه دفعه إلى فمه قبل أن ينظر إليها يقطب جبينه يردد متضايقا :
- عملتي كدة ليه ؟ من أمتى وأنتِ بتمنعي حاجة أنا هعملها 
ابتسمت في هدوء تفتح زجاجة النبيذ تُعيد ملأ كأسه من جديد رفعت كتفيها لأعلى تتحدث بكل هدوء:
- مارسيليو كلمني ، وقالي أن الناس دي لو لمسوا حفيده هيحاسبك أنت ، عشان كدة اتواصلت معاهم بسرعة قبل ما حد يلمسه وخليتهم يبعدوا ويسيبوه ، أنا عارفة أنك عملت كدة عشاني ، بس مش دا انتقامي يا سام صدقني اللي هعمله فيه أسوأ بكتير من أننا نبعتله بلطجية يضربوه ، أنا همسح بكرامته الأرض قدام الناس كلها ، هذله وأهينه وأخليه ما يقدرش يرقع عينه في عين أي بني آدم ، بس مش دلوقتي شغلنا أهم منه دلوقتي 
لم تتغير قسمات وجه سام ، لازال غاضبا مما فعلت فابتسمت له وتحركت بخفة تجلس على ساقيه ، توتر يتنحنح مرتبكًا قبل أن يسألها :
- أنتِ واخدة جرعة؟
حركت رأسها لأعلى وأسفل وابتسمت منتشية تلف ذراعيها حول عنقه ، قربت رأسها من أذنه تهمس له بنبرة خافتة :
- تعرف يا سام ، أنت الشخص الوحيد اللي في العالم اللي ممكن أسلمه نفسي 
وطبعت قبلة على خده جعلته ينتفض ، وقف فجاءة يُبعدها عنه ، رفع يده إلى خصلات شعره يتحاشى النظر إليها يردد بنبرة حادة :
- لا يا مار ما ينفعش 
قطبت جبينها متضايقة من رد فعله الذي أحرجها ، حمحمت مرتبكة اهتز الكأس في كف يدها ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تردد متهكمة :
- ليه يا سام ؟ ، هو أنا وحشة ؟!
حرك رأسه للجانبين سريعا ، يرتشف ما في كأسه تنفس بعنف نظر إليها يردف سريعا :
- لاء طبعا إيه العبط اللي بتقوليه دا ، الحكاية مش كدا ، مارسيليو منعني إني ألمسك 
جعدت جبينها غاضبة العجوز الوغد تبقى أن يتحكم في مواعيد دخولهم للمرحاض دفعت الكأس أرضا بعنف ليتهشم إلى فتات يُحدث صوتا مدويا قبل أن تصرخ غاضبة :
- إيه الجنان دا ، وهو إزاي يمسح لنفسه يتدخل في حاجة زي دي ، ناقص يمنعنا من دخول الحمام ، على العموم براحتك يا سام ، في ألف راجل يتمنوا مار ، عن إذنك
وتحركت لتخرج من القصر فأسرع يُمسك بيدها يمنعها من ذلك ، نظرت إليه غاضبة تحاول جذب يدها من يده فصاح فيها :
- أوعى تكوني فاكرة أني هسمحلك تخرجي تعملي اللي في دماغك ، أنتي أصلا مش في وعيك دلوقتي ،  افهمي مارسيليو عايز يجوزك لطه 
تجمدت توسعت عينيها ذهولا ، احتاجت عدة لحظات لتستوعب ما قال قبل أن تنفجر في الضحك تردد ساخرة :
- لاء الصنف دا حلو لازم نعتمده ونجيب منه كميات كبيرة ، بدأت اسمع هلاوس مش كدة
ولكن النظرة على وجه سام أكدت لها أن ما سمعته حقيقة ، اختفت الإبتسامة من على شفتيها تدريجيا وعلى عكس ما توقع سام من صراخ وغضب وثورة ، إلا أنها عادت تلك المرة هو يعرف تلك الإبتسامة جيدًا ، إبتسامة خبيثة قاتمة ، نظرت ناحية سام تردف سعيدة :
- تصدق فكرة هايلة ، أنا موافقة ، أنا وطه فعلا لازم نتجوز ، هتبقى مفاجأة جبارة لما يعرف مين العروسة ، وهتبقى مفاجأة أكبر لما يعرف اللي ناوية تعمله فيه العروسة 
نظرت ناحية سام فلاحظ كونه غاضبا ، ابتسمت تقترب منه تحط رأسها على صدره تحيط جزعه بذراعيها تعانقه تهمس بكل وداعة :
- سماسيمو إنت متضايق ، صدقني أنا هوريله النجوم في عز الضهر ، هخليه يتجنن ويدخل مستشفى المجانين أو يموت نفسه ، وهرجع لحضنك تاني 
بدا غير راضيا عما يسمع ولكنه رفع يده يمسح على رأسها يسألها فجاءة :
- صحيح يا مار ، هو مين دا اللي كنتي بتتكملي عنه في التاكسي ساعة ما قولتي اتخرست زي ما حصل معايا زمان ، ما قولتش أنه كداب وما حدش صدقني ، كان قصدك على مين؟
شعرت بجسدها ينتفض بعنف بين يديه وكأن كهرباء صعقته ، ابتعدت عنه فرأى مار العابثة صاحبة القلب الجسور ، خائفة !! عينيها ترتجف وجهها شاحب ، تحرك رأسها للجانبين سريعا تتلعثم الأحرف في الخروج من فمها :
- ما كنش قصدي على حد ، ما كنش قصدي على حد ، أنا هطلع أنام 
وفرت تركض من أمامه وهو يقف يقطب جبينه ، يقسم أنه منذ عرف مار لم يرها في تلك الحالة أبدًا ، مار تُخفي أمرا بشعًا حدث لها ولا يعرف ما هو !
_______________
في شقة حسن 
وقفت أمل في المطبخ تُعد الطعام حين دخل حسن المطبخ ، نظرت له وابتسمت فقابل ابتسامتها بنظرة جافة للغاية كتف ذراعيه أمامه يهمس غاضبا :
- أنتِ بتعملي إيه هنا يا أمل هو أنا مش قولتلك ابعدي عني ، قولتلك اخرجي من حياتي ، هو إحنا كل يومين هنعمل فيلم ، أنا مش هردك يا أمل ريحي نفسك 
الوغد القذر الوقح أليس أهو من كان يلتف حولها كالنحلة المزعجة حتى توافق على الزواج منه ، تركت ما في يدها ووقفت أمامها تكتف ذراعيها تتمتم متهكمة :
- دا إن كنتوا نسيتوا اللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرا ، مين اللي حفي ورايا وداخ السبع دوخات وساق عليا خلق الله كلهم عشان أرضى أتجوزه ، ولا ناسي إحنا اتجوزنا إزاي ، طالما ما كنتش عاوزني أوي كدة كنت سيبني اتجوزت الدكتور أيمن ، أهو ساعتها كان دكتور ملو هدومه وأنت كنت حتة بلطجي في حارة

تضايق بشدة مما قالت ، أمل تعرف جيدا كيف تثير غيرته وغضبه في أن واحد ، أقترب منها يردد ساخرا :
- دكتور أيمن اللي حاول يغتصبك وأنا اللي أنقذتك منه ، فعلا دكتور محترم ملو هدومه 
أغضبها لعدة لحظات ولكنها تعرف جيدا الرد المناسب ، ابتسمت في هدوء قبل أن تقترب منه خطوة وأخرى تردد ساخرة :
- شوف مين بيتكلم ، اللي ضحك عليا وأوهمني أنه ماسك عليا صور فاضحة عشان أوافق اتجوزه ، كلنا بنغلط كلنا لازم نسامح ولا إيه ؟!
أشتاط غضبا مما قالت كاد أن يصرخ فيها ولكنه تذكر أن لديهم ضيفة منهارة تبكي خائفة على زوجها ، شردت عينيه يشد كف يده بعنف انتبه حين سمع صوتها مختنق تكاد تبكي وهي تسأله :
- أنت ليه بقيت بتكرهني أوي كدة يا حسن ، أنا عارفة إني غلطت بس أنا اعتذرلتلك كتير ، كل الغضب والكره دا عشان غلطة واحدة ، على كدة أنا ما كنش المفروض أبدا اسامحك ولا إيه 
انهت كلاهما ونزلت الدموع من عينيها ، طحن أصابعه في كفه هي لا تفهم وهو أيضا لا يفهم ولكنه خائف ، خائف من جزء خبيث كان مختبئا في نفسه وأستيقظ فجاءة ، لا يرغب أبدا في أن يستيقظ من جديد ، ابتلع لعابه اهتزت حدقتيه ومعها نبرة صوته حين همس يخبرها بما يجثم على صدره :
- أنتِ مش فاهمة حاجة يا أمل ، مش فاهمة حاجة ، لما عرفت أنك في القسم كنت غضبان ، غضبان بشكل ما مرش على نفسي قبل كدة ،  كان كل اللي قدامي مشاهد لكمال وهو بيضرب جميلة ، في الوقت دا اتغير المشهد وشوفت نفسي مكان كمال وشوفتك مكان جميلة مراته ، عارفة إيه اللي رعبني وقتها ، أني على عكس كل مرة لما بفتكر كمال كنت بقرف من اللي هو بيعمله ، المرة دي أنا كنت عاوز أعمل فيكي كدة ، اترعبت من الفكرة ، طول ما أنتي قدامي في القسم كان صوت كمال في ودني ، صوت خبيث مرعب عمال يوسوسلي ، بعدها كل مرة كنت بشوفك فيها كان بيرجع نفس الصوت تاني ، اكرهيني وابعدي عني ولا إني آذيكي أبدا ، كفاية أذيتك زمان ، عرفتي ليه أنا بحاول أبعدك عني 
نظرت إليه مشفقة حزينة نياط قلبها يتمزق على حاله ، حسن لم يكن يكرهها هو فقط كان خائفا عليها من نفسه ، اقتربت منه خطوة وأخرى نظرت له بكل ثقة قبل أن تردف بهدوء :
- ماشي يا حسن ، اسمع كلامه واضربني !!!
جملتها وقعت على رأسه كصخرة ضخمة ، زلزلت كيانه ، حرك رأسه للجانبين سريعا يرفض ذلك يحادثها محتدًا :
- أمل أنا مش ناقص جنان ، اخرجي من حياتي أحسن ليكي وليا 
والتفت ليغادر ولكنه قبل أن يخطو خطوة واحدة سمعها تسخر منه :
- إيه خايف ، مش هتبطل جُبن بقى ، دايما بتحاول تمثل دور الشجاع وأنت جبان ، لسه بتخاف من كمال بعد ما مات ، بتترعب من اسمه ، اسمع كلامه طالما بتخاف منه ، لو أنت راجل اضربني 
غضب حد الإنفجار من كلماتها السامة تلك لف رأسه لها ورفع يده عاليا ينظر لها غاضبا ولكنها لم تكن خائفة لم تهتز حدقتيها حتى ، النظرة في عينيها أخبرته بأنه الأمان الذي تعرف وتطمأن في وجوده ، ابتلع لعابه ينظر لوجهها مطولا تهتز حدقتيه بعنف قبل أن يقبض كفه ينزل يده ببطء فأسرعت هي تقول :
- أنت مش هو يا حسن ، لا عمري كنت ولا هتكون ، دا كان شخص مريض مؤذي ، أذى الكل إنما أنت لاء ، إنت أكتر شخص حنين أنا قابلته في حياتي يا حسن ، عارف أنا قولتلك اضربني ليه عشان أنا واثقة مليون في المية أنك مستحيل تعمل كدة ، على العموم يا أبو علي أنا هخلص العشا وهمشي وهكلم ميرا تي....
- أنا رديتك لعصمتي يا أمل 
قالها فجاءة يقطع به سيل كلماتها المتدفق ، توقفت الكلمات على حافة شفتيها ، أدمعت عينيها حين أقترب منها سريعا يضمها لأحضانه تمسكت بقميصه تصدمه على صدره ، اختنق صوتها تهمس تعاتبه :
- أنا بكرهك ، إزاي قدرت تقولي الكلام دا ، إزاي هونت عليك تفضل طول المدة دي من غيري 
قبل قمة رأسها يمسح على خصلات شعرها برفق تنهد يهمس حزينا :
- كنت خائف عليكِ من نفسي أوي يا أمل ، عشان كدة كنت ببعدك ، حقك عليا مش هتتكرر تاني أبدا ، أنتِ وحشتيني أوي يا أمل أنا كنت من غيرك تايه وضايع وعمال ألطش يمين وشمال مش عارف ولا فاهم أنا بعمل إيه ، أنا مش مصدق أن أنا واخدك في حضني تاني
رفعت وجهها تنظر إليه ليمد يده سريعًا يمسح الدموع عن رأسها يقبل جبينها :
- خلاص بقى حقك عليا ، على فكرة صحيح في دكتور نسا بيقولوا شاطر جداا يبقى ابن اللوا بتاعنا ، هاخد رقمه من سيادة اللوا ونروحله 
ابتسمت تومأ برأسها موافقة ليعاود ضمها إليه تنهد يهمس بنبرة حالمة :
- أنتِ وحشتيني أوي يا أمل ، وحشني وجودك في حضني أوي
ابتسمت ولكنها لن تستلم له ، ستجعله يدفع ثمن الأيام الماضية جيدا ، ابتعدت عنه فجاءة تتخصر تتحدث بنبرة تملأها الغنج :
- بعينك ، لما أبقى ست وليا دار خصوصي ساعتها أبقى مراتك لكن طول ما أنت أسرني كدة ،لما تدبحني حتى مستحيل هتلمسني
ضحك يحاول ألا يجعل صوته عاليا يضرب كفا فوق آخر يغمغم ساخرا :
- أهي قلبت على فاطنة في الزوجة التانية ، كدة يا فاطنة هتسيبي أبو العلا حبيبك 
رفع رأسها لأعلى بإباء تنظر له بطرف عينيها قبل أن تتحرك تحمل صينية الطعام قبل أن تخرج من المطبخ التفتت له وقالت ساخرة :
- أنت مش أبو العلا ، إنت العمدة عتمان اللي هيتشل ويموت في آخر الفيلم !!!
قالت ما قالت وفرت من أمامه هاربة لتتسع حدقتيه يتمتم مذهولا :
- مجنونة ! ، ابعتيلي هزيم عشان نتعشى سوى ونلعب أنا وهو 
تحركت أمل سريعًا إلى غرفة رُسل دقت الباب ودخلت رأت رُسل تجلس على الفراش تحتضن طفلها الصغير لها تنهمر الدموع من عينيها ، اقتربت منها لترفع رُسل يدها سريعا تمسح دموعها ، تحركت أمل إليها تأخذ الصغير من بين أحضانها تمسح على شعره تحادثه وهي تبتسم :
- هزيم القمر ، يا خلاثي على قطعة السكر 
ابتسم الصغير خجلا يتحدث :
- عيب هزيم يتكثف 
ضحكت أمل عاليا تقبل وجنته قبل أن تبعثر خصلات شعره تحادثه باسمة :
- طب يا عم المكثوف ، روح لعمو حسن عشان تلعبوا على البلايستيشن سوى 
صفق الصغير سعيدا قبل أن يفر من بين يديها يهرول للخارج ، تحركت أمل لتغلق الباب الذس تركه الصغير مفتوحًا ، فأبصرت حسن يحمل الصغير على كتفيه يبتسم سعيدًا :
- زمزوم السكر ، يلا ناكل الأول وبعدين نلعب ، تعالى نخرب وأنا بنحط الأكل 
ضحكت تحرك رأسها يائسة ، تنظر لإبتسامة حسن السعيدة ، تتنهد حزينة ... عادت أدراجها للداخل تجلس أمام رُسل ما أن باتت أمامها ارتمت رسل بين أحضانها تبكي بحرقة تردد بلا توقف :
- أنا السبب ، يا ريتني ما قولتله نرجع مصر ، يا ريتني ما زنيت عليه عشان نرجع ، بيجاد ما عملش حاجة ، والله بيجاد مظلوم ، هموت من القهر وأنا عارفة أنه محبوس ، أنا ما صدقت أن الحياة ضحكتلي ، ليه يحصل كل دا في لحظة
أشفقت أمل على حال المسكينة ربتت على رأسها بخفة تهمس تواسيها :
- اهدي يا رسل ، اهدي يا حبيبتي ، صدقيني بكرة بيجاد هيطلع أكيد في سوء تفاهم ،عشان خاطر هزيم حتى ، صحيح عشان أنا الموضوع هيجنني ولازم أسأل ، اشمعنى اسم هزيم ، ايه الاسم الغريب دا ، دا الواد مُز وهو صغير لما يكبر و يبقى ليه معجبات ، هيستغربوا الاسم جداا
ابتعدت رُسل عن أمل تضحك بخفة رغم دموعها المراقة ، رفعت يديها تمسح الدموع عن وجهها ارتسمت على شفتيها إبتسامة حزينة تردف :
- بيجاد اللي أصر يسميه هزيم ، عشان يا ستي وهو صغير كان بيحب أوي أغنية هزيم الرعد ، ولحد دلوقتي ، والله بيجاد بريء ومظلوم يا أمل
قالتها بحرقة تخفي وجهها بين كفيها تنفجر في البكاء من جديد لتحتضنها أمل لا تجد ما تقوله علها تهدأ قليلا 
__________
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع العذاب ليبتلي 
ليله كان مظلم حزين كئيب ، شعوره بالألم والقهر لا يُوصف لا شيء يوقف ذلك الشعور ، لا شيء أبدا ، جلس على أرض الشرفة الخارجية يسند رأسه إلى الجدار خلفه تنزل الدموع من عينيه بلا توقف وشفتيه لا تتوقف عن نطق كلمة ( زياد) ، وعقله يرفض تصدق فكرة أن شقيقه قد مات ، أن زياد لن يعود ، أن ما يحدث حقيقة وليس كابوسًا بشعًا ، وتر تجلس جواره ولكنه لا يشعر بها من شدة الألم ، انتبه على صوتها تتحدث تتوسله :
- جبران عشان خاطري قوم من هنا ، الجو برد هتتعب يا حبيبي ، عشان خاطري كفاية عياط 
حرك رأسه للجانبين رافضا تتسارع الدموع في النزول من مقلتيه تحشرج صوته يهمس بحرقة :
- أنا السبب في موته يا وتر ، بسبب القرف اللي كنت فيه ، أنا اللي موته يا وتر ، انتقموا مني فيه ، حتى حياة ، حياة اختفت ، وأنا قاعد قدامك أهو زي العيل الصغير لا عارف أجيب حق أخويا ، ولا أحمي مراته ولا أعرف حتى هي فين ، مش بقولك أنا اللي كان لازم أموت
 
رفضت ما يقول وضعت رأسها على صدره تتمسك بذراعها تتحدث بحرقة :
- بطل تقول كدة ، أنت آخر شخص ليا في الدنيا يا جبران ، لو خسرتك هبقى خسرت نفسي ، أنت غلطت ودفعت غلطك كتير أوي ، موت زياد دا قدر ، وحياة أنا واثقة أنهم هيلاقوها في أقرب وقت أرجوك بطل تقول كدة 
أغمض عينيه تنهمر دموعه في صمت يضع كفه على رأسها حين دق هاتفه برقم حسن لم يكن له طاقة ليتحدث بكلمة ولكنه فتح الخط ، حينها سمع صوت أغنية قديمة كانت تُعرض على التلفاز قديما وصوت حسن وهو يحادثه :
  -سامع أغنية هزيم الرعد ، بيجاد مسمي الولد هزيم عشان كان بيحب الأغنية دي أوي ، فاكر أنت قولتلي أنك كنت وأنت صغير بتحب فيلم lion king ، أنا كمان بحبه أوي ، و بحب المشهد اللي أسكار أفتكر فيه أن سيمبا مات بس سيمبا لسه عايش ، أنا كنت متصل بيك صحيح عشان هزيم عايز يكلمك  
توسعت حدقتي جبران ، تسارعت أنفاسه يقبض على الهاتف في يده قبل أن يصرخ في حسن غاضبا :
- أنا عارف أنك ما كنتش بتحب زياد ، بس ما كنتش متخيل أنك ما عندكش دم للدرجة دي ، إنت بقيت مريض ومحتاج تتعالج ومن غير سلام 
وأغلق الخط في وجهه ، وعاد يُغمض عينيه يتنفس بهدوء وتوقفت دموع عينيه !!
________
الغرفة مُظلمة أو شبه مظلمة فارغة إلا من طاولة لها مقعدين ، على أحد المقاعد وعلى المقعد الآخر لا أحد ، تتحرك أعين سفيان في أنحاء الغرفة ينظر لكل ركن فيها قبل أن يرفع عينيه إلى مصدر الإضاءة الوحيد في الغرفة ، انتبه حين فُتح الباب ودخل شاب مديد القامة عينيه زرقاء ، بات يكره أصحاب الأعين الزرقاء جلس أمامه وابتسم يتحدث بكل هدوء:
- عملتها إزاي دي العربية ولعت قدام الكُل 
أثر سفيان الصمت ولم يُجب ، لأنه أن أجاب لم يكن ليصدقه ، ابتسم يتحدث بكل هدوء :
- أنت شبه والدك الله يرحمه أوي 
عقد الشاب جبينه متضايقا مما قال الوغد أمامه يحادثه بنبرة أكثر حدة :
- أنت مالك أنت ، أنا شبه أبويا ولا لاء ، أنت هتصاحبني ، أنت قدامي هنا عشان تجاوب على اللي أنا بسأله ، هببت إيه في السنين اللي اختفيت فيها يا سفيان 
ابتسم سفيان بكل هدوء قبل أن يتنهد بردف :
- أبدًا ، كنت شغال دجال بنصب على الناس وبضحك عليهم ، عملت فلوس كتير كنت أقدر بيها أهرب برة البلد ، بس أنا تعبت وزهقت ، وشوفت الويل عشان كدة قررت أتوب ، أنا مستعد أديكوا عنوان القرية اللي كنت عايش فيها ، ادخلوا البيت هتلاقوا ملايين خدوها كلها أعتبروها هدية مني لمصر 
ضحك الشاب عاليا قبل أن يردف ساخرا :
- لاء وإحنا مستنين هدايا سفيان الدالي ، أنا هتجنن وأعرف أنت لسه عايش إزاي ، على العموم...
قاطعه سفيان قبل أن يُكمل يردف بهدوء :
- أنا أقدر أساعدكوا !!
_____________
في صباح اليوم التالي أستيقظ لا طاقة له في فعل أي شيئ ، ظل مسطحًا إلى الفراش ينظر لسقف الحجرة القديمة ، أغمض عينيه فتجسد أمامه آخر مشهد جمعه بشقيقته 
أمسك بيديها يترجاها ألا تذهب لما هي مقبلة عليه :
- مريم عشان خاطري ما تروحيش ، ما تسمعيش كلامه ، إحنا مش مجبرين نسمع كلامه أصلا
ابتسمت شقيقته ابتسامة لطيفة مثلها رفعت يدها تربت على وجهه بخفة تحادثه باسمة :
- ما ينفعش يا حبيبي أنت عارف أوامر جدك لازم تتنفذ ، وبعدين مش هيحصل ، جدو مأمن المكان كويس ، ما تقلقش هرجع على طول 
ولكنها لم تعد أبدا قُتلت بسبب عمليات جده المشبوهة ، هم السبب في مقتلها ، قُتلت غدرا ولم يستطيعوا إنقاذها ، ولكنه لن يترك ثأرها سيلقيهم جميعا خلف القضبان حتى لو كلفه الأمر حياته لا يُهم ، تنهد يتذكر ما حدث بالأمس كاد هؤلاء الرجال أن يبرحوه ضربا ولكنهم فجاءة ابتعدوا عنه ، عادوا أدراجهم وفروا هاربين ، لا يفهم ما حدث حقا ولكن بالطبع مارسيليو له يد في إيقاف ذلك الهجوم 
انتبه على صوت رنين هاتفه فتح الخط فسمع صوت الجوكر يحادثه ساخرا :
- نموسيتك كحلي يا دكتور ، كل دا لسه ما نزلتش المستشفى ، الوقت أزف وما بقاش عندنا وقت ، المخازن كلها لازم تفضى ، عشان البضاعة وصلت ، وجهز نفسك عشان هنجتمع قريب عشان تاخد نصيبك 
وأغلق الخط في وجهه ، نظر طه لسطح الشاشة يعقد جبينه غاضبا ، أقتربت نهايتهم أكثر مما يظنون 
_____________
جلس في مكتبه الفاخر في شركته بعد أن تلقى هو الآخر إتصال من الجوكر يخبره أن البضاعة قد وصلت بالفعل وأن يستعد لإستلام حصته ، ابتسم ينظر لشاشة الهاتف يتابع ما تفعل حياة وهي لم تكن تفعل شيئا ، فقط تجلس فوق الفراش تحتضن نفسها تلف الغطاء حول جسدها العاري تبكي بحرقة أحيانا ، تلطم خديها أحيانا ، تصرخ تجذب شعرها حتى تمزقه بين يديها قلب عينيه مما تفعل ، كل تلك الدراما لأنها أقام علاقة معها أو كاد يفعل ، فهي أخشي عليها ، ولم يرد أن يلمسها وهي فاقدة للوعي ولكنه تركها تعتقد أنه اعتدى عليها  ، يجب أن تعتاد وجوده ، فبعد موت الحاجز الأخير بينهما لن يتركها أبدًا ، سمع صوت ضجة تأتي من الخارج فأغلق هاتفه سريعا يضعه في جيب سترته وقف عن مكانه قبل أن يتحرك للخارج فُتح باب مكتبه وظهر جبران !! وخلفه مساعدته تحاول منعه ، نظرت لوحيد تغمغم فزعة :
- الحقني يا وحيد بيه ، أنا هبلغ الأمن
رفع وحيد يده يوقفها يتحدث بكل هدوء :
- ما فيش داعي واضح أن في سوء تفاهم ، مين حضرتك وعايز مين ؟
احتدت عيني جبران غضبا تحرك ناحيته قبض على تلابيب قميصه يقرب وجهه منه رفع يده يكلمه فجاءة يتوعده :
- إزيك يا وليد واحشني يا صاحبي ، عاش من شافك يا قذر 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1