رواية انتقام الاناث والجبابرة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شروق حسن


 رواية انتقام الاناث والجبابرة الفصل السابع والعشرون

بعد مرور 3 سنوات:

                      

ثلاث سنوات من العذاب، ثلاث سنوات من الندم، ثلاث سنوات من العتاب والدموع والقهر والكره والبُعد، ثلاث سنوات من البحث....!!!

                      

وفي تلك الثلاث سنوات تغيرت بهم العديد والعديد من الاشياء.

                      

أصبح أدهم بعيد كل البعد عن العالم الخارجي، أصبح أشد قسوة، وأشد كره، أقسم علي الإنتقام ممن قام بإرسال تلك الصور الشنيعة إليه والتي بسببها قام بضرب زوجته وإهانتها وبالأخير قام بطردها، ظل ثلاث سنوات كاملة يبحث عنها بكل مكان وبكل مشفي وبكل مدينة ولكن لم يجد لها أي أثر.

                      

أفاق علي طرقات علي باب غرفة مكتبته، سمح للطارق بالدخول وجده صديقه آدم.

                      

أدهم بهدوء: تعالي يا آدم
آدم بهدوء هو الآخر: هتفضل كده يا أدهم حابس نفسك كده، من الشغل للبيت ومن البيت للشغل؟؟
أدهم بغضب: هفضل كده لحد ما ألاقي مراتي وتبقي في حضني، هفضل كده لحد ما انتقم من اللي عمل فيها وفيا كده، بس يقع تحت إيدي بس والله مش هرحمه ولا هرحم اي حد ساعده.

                      

آدم: هنوصله يا أدهم، صدقني هنوصله، طيب انت متعرفش هو مين، موصلتش لأي معلومات عنه؟؟!

                      

أدهم: لسه موصلتش لحاجة مش عااارف هتجنن يا آدم.
آدم: إن شاء الله هتلاقيها وهترجع ليك تاني.
أدهم بحزن واضح ظهر في نبرة صوته: وحتي لو لقتها تفتكر هي هتسامحني بعد اللي عملته!! هتسامحني علي شكي فيها وضربي ليها بالإهانة دي، وضع يده علي رأسه محاولا لمنع هذا الصداع الذي يفتك برأسه تلك الفترة بكثرة.

                      

آدم بقلق: اهدي يا أدهم عشان خاطري، متعملش في نفسك كده.
حاول أدهم ألا يقلق صديقه محاولا تغيير الموضوع قائلاً: سيبك مني انا دلوقتي وقولي عملت ايه مع مراتك؟

                      

آدم بسخرية: لسه زي ما هي بتخاف تقرب مني وكارهة انها تتكلم معايا، بتعاملني كانها عدوي، ثم أكمل بوجع: عارف يعني ايه مراتك تكون كارهة وجودك وخايفة منك يا أدهم، انا قلبي بيوجعني لما اشوف نظرة خوف في عنيها.

                      

أدهم بمواساه: متقلقش يا صاحبي مراتك بتحبك وده اللي انا واثق منه.
آدم: مانا عارف انها بتحبني لكن خايفة مني وبتحاول متبينش حبها ليا بس في نفس الوقت بتبعد، معتقدش انها هتسامحني، بقالها تلت سنين ولسه مش عارفه تسامحني ورافضة وجودي معاها.

                      

أدهم: هتسامحك يا صاحبي، لو مش علشانك هيبقي عشان بنتك.

                      

ابتسم آدم بسخرية: بنتي!!! بنتي اللي حملت فيها بعد ما اغ..... لم يستطيع اكمال حديثه مغمضاً عينه بألم وكف عن الحديث.

                      

حاول أدهم تغيير الحديث قائلا: انسي علشان تعرف تعيش.ثم تحولت عيناه قائلاً بغل: وكمان علشان تركز في المهمة اللي هنطلعها بعد يومين دي، هعرف أجيب حقي ازاي وهوصل للي عمل كده فيا وفي مراتك.

                                  

              
                    

هز آدم رأسه بانتباه: صح انا نسيت خالص، طيب استأذن بقا انا علشان الحق انام ساعتين قبل ما نروح المديرية بكرة، سيادة العميد عامل اجتماع لينا كلنا وشكله الموضوع مهم وخطير.

اومأ إليه أدهم فتركه آدم ورحل في صمت.

★★★★★★★★★★★★★★★
وصل آدم إلي منزله وجد وعد تجلس مع ابنته ميان وتضحك معها بشدة وتحتضنها بحب شديد كأنها تواسي نفسها.
رفعت نظرها إلي آدم وجدته يقف ويحدق بها بندم، نظرت إليه بحقد ثم أخذت ابنتها ودخلت الي غرفتها ومازال قلبها يؤلمها، تكره قلبها الذي مازال يعشقه بشدة ولكن لا تستطيع أن تغفر له، هي تحبه ولكن لا تستطيع نسيان ما فعله بها، لم تنسي رجائها وصراخها تلك الليلة حتي الآن، تعلم إنه لم يقصد فعل ذلك ولكن روحها قد دُمرت تماماً.

بالخارج.. 
نظر آدم لأثرها وتنهد بألم ولكنه قرر أن يحاول الحديث معها للمرة التي لا يعلم عددها.
طرق علي باب الغرفة فلم يجد أي رد، فتح باب الغرفة قليلا وجدها تستند علي السرير وتقوم بوضع ابنتها علي قدمها ورأسها مائلة للخلف مغمضة عينيها بإرهاق من كثرة التفكير.

ذهب إليها ووقف امامها وظل ينظر الي وجهها بحب واشتياق شديد، فهو قد اشتاقها حد الجنون، ولكنه تمنعه حتي من رؤيتها، ولكن الخطأ ليس خطأها بل هو السبب بهذا الحال الذي وصلوا اليه الآن.

فتحت عيناها وجدته يقف امامها وينظر اليها بحب ولكنها ابتعدت برعب عنه  وأمسكت ابنتها جيداً واحتضنتها بشده كأنها تحتمي بها.
آلمه قلبه بشدة وحبس دموعه التي أبت النزول.

آدم بصوت مبحوح ومتعب: وعد! لازم نتكلم انا وانتي لو سمحتي.
شددت من احتضان طفلتها واغمضت عيناها بشدة ودموعها تنهمر قائلة بصوت مرتعش: أطلع بررره، اطللللع بررررره.

لم يستطيع آدم الحديث بعدما رأي حالتها تلك فخرج مسرعاً من غرفتها.

فتحت عيناها بعدما سمعت اغلاق صوت الباب ووضعت ابنتها جانبها علي السرير وظلت تبكي بقوة، هي تعلم انه لن يفعل لها شئ ولكن تهاجمها الذكريات عند رؤيته.

جلس آدم علي الاريكة بصمت يشعر وكأن رأسه سيفتك من شدة الألم الذي به، اسند رأسه علي الأريكة وشعر بحرارته ترتفع تدريجيا وظل يسعل بشدة فعلم انه قد مرض وذلك لأنهم في فصل الشتاء.

سمعت وعد سعاله من داخل الغرفة قلقت عليه بشدة وارادت الاطمئنان عليه ولكنها لا تثق به، ولكن قد زاد سعاله كثيراً قررت أن تعطيه زجاجة الدواء الخاصة بها التي جلبها لها عندما كانت مريضة فأخذتها من درجها وقامت بفتح الباب بتردد ولكنها حسمت امرها ستعطيه الزجاجة وتعود بسرعة الي غرفتها.

خرجت بخطوات مرتعشة والذكريات تهاجمها بشدة ولكن كل ذلك قد اختفي عندما رات وجهه أحمر بشدة من كثرة السعال وعيونه مدمعة أيضاً.

            

              
                    

جلست بجانبه بخوف وكأنها قد نست الأمر قائلة بخوف: آدم آدم مالك.
لم يجيبها وأسند رأسه علي كتفها بتعب ارتعشت قليلا ولكن وجهها قد لامس جبهته وجدته ساخن بشدة فأنقبض قلبها ووضعت يدها تتأكده من حرارته وجدت حرارة جسده مرتفعة كثيراً، نظرت الي ملابسه وجدته لا يرتدي سواء تيشرت صيفي خفيف، نظرت له بغضب ناهرة إياه كأنه طفل صغير.
وعد بغضب: ايه اللي انت لابسه ده الجو سقعة وانت لابس تيشرت نص كم، انت بتستهبل يا آدم.

نظر اليها ادم بحب قائلا بضعف: أسف.
قال تلك الكلمة بوجع شديد كأنه يعتذر عما بدر منه من قبل.

امسكت يده واسندته حتي يصل الي غرفته ويرتاح بها قليلا.
اجلسته علي سريره وذهبت الي خزانته وقامت بأخذ بيجامة شتوية ثقيلة وجعلته يرتديها بإحكام، تسطح آدم علي سريره بينما هي اخذت الدواء وجعلته يتجرعه وأحكمت الغطاء من حوله جيداً.

كادت ان تذهب فأمسك يدها برجاء قائلاً بتعب: متسبنيش.
رق قلبها اليه خاصة عندما رأته بكل ذلك الضعف، فجلست بجانبه علي الفراش بينما هو أغمض عينه بتعب ويقول كلام غير واضح علي مسامعها، فأقتربت منه قليلاً لتعلم ماذا يقول مما جعل عيناها تدمع بشدة.

آدم بخفوت: اسف.. م. متسنيش.. انا انا بحبك.
نزلت دموعها وهي تستمع إليه، لم تكن تريد أن يصل بهما الأمر هكذا، ولكنه هو الذي صنع حاجز بينهما،.
شدد هو من احتضان يدها خوفاً من ذهابها فرفعت يدها الأخري بتردد لمتسك يده لتطمئنه انها بجانبه، بعد قليل من الوقت ذهب الي النوم ومازال ممسك بيدها وهي مازالت تتطلع إلى قسمات وجهه باشتياق كبير.
غلبها النعاس فمالت عليه دون قصدها ونامت علي كتفه.

★★★★★★★★★★★★★★★

عند عمار ومنار.
كانت حياتهم مليئة بالسعادة والحب فعمار بعد شهور من زواجهم اعترف لمنار بعشقه لها، وقتها منار قد صدمت منه كثيرا وتوترت ملامحها وخصوصاً انه كان يتبقي علي طلاقهم شهر واحد فقط، ولكنها قررت إعطاء نفسها فرصه لتعيش حياتها معه.

فعمار شخص طيب كثيرا ولم تري بحنية قلبه من قبل، وبعد قرارها هذا أصبحت هي الاخري تبادله الحب وعاشوا حياتهم في سعادة وحب وعمار الذي ينهلها من بحور عشقه التي لا تنتهي ابدا وشغف حبه الذي لا يقل.

_كانت منار  تجري خلف ابنها زين الذي يبلغ من العمر عامان ونصف.
منار بغضب: يابني تعالي بقا حرام عليك.
زين بطفولة: انا اهو يا قطة ههههه.
منار بغيظ: قطة!! طيب تعالي يا جذمة علشان تاكل وتغير هدومك .
زين بعناد: لاا اش حايز اغيل هدومي( مش عايز اغير هدومي)
منار: تعاااالي يا معفن، ثم وقفت تأخذ أنفاسها بتعب: يالهوي حرام عليك هتشلني انا مكنتش معفنة كده ....... اه هتلاقي ابوك كان معفن وهو صغير ميغركش النضافة دي.
زين بعدم فهم: با..با تفففف
ضحكت منار: ايوه صح بابا تف، باااباا معفن هههههههه.
وجدت منار من يقيدها من الخلف دافنا رأسه في عنقها قائلاً بمشاغبة: بقا ابوه معفن.
منار بخضة: ع.عماار!! لا مش انا اللي قولت ده هو اللي قال انا مليش دعوة.
عمار وهو يدعي التفكير: اممممم هو اللي قال.. لا ده موضوع كبير ولازم نتناقش فيه، فنظرت اليه منار ثم ضحكت بخفة.

            

              
                    

كاد عمار ان يقترب منها ولكن وجد ضرباات خفيفة من الاسفل، نظر اسفله وجد ابنه زين ينظر إليه بغضب طفولي 

عمار: نعم عايز إيه يا سي زين!؟
زين: ماما امشي .
عمار: وامشي ليه، يلا ياض من هنا.
نظر اليه زين بغضب، اقترب عمار من منار اكثر فوجد اسنان صغيرة تلتصق به فصرخ عاليا بألم.
عمار بغضب: يا ابن الكلب يا حيوان.
ضحكت منار بشدة علي مشاغبتهم الدائمة فمنذ أن رزقهم الله بأبنهم زين، اصبح عمار يشاغبه دائما بسبب غيرة صغيرها عليها.
زين بغضب: ابعد عن ماما.
عمار بعناد : مش باعد، دي مراتي وحبيبتي يا حيوان.
زين بصراخ: لاااا دي بيبتي انا، هي اش تحبك.
حملته منار وقبلته من خده الممتلئ بقوة: طبعاً يا قلب ماما انا بحبك انت.
نظر اليه زين بانتصار طفولي ثم اخرج لسانه لأبيه مما أغاظ عمار كثيراً.

ظل زين وعمار قرابة الساعتين يلعبون معا ويمرحون سويا، بالرغم من عنادهم الدائم إلا ان عمار يعشق ابنه كثيراً فهو أول هدية من زوجته الحبيبة.

نام زين من الإرهاق واللعب حملته منار لتدخله لغرفته ووضعته علي سريره ثم أغلقت نور الغرفة ودخلت إلي غرفتها هي وعمار، حيث شعرت هي الاخري بصداع يفتك رأسها بقوة.

دخلت للغرفة وجدت عمار يخرج من الحمام مبتسما لها بحب، بادلته بسمته ولكن عاد ذلك الصداع مجددا مما جعلها تضع يدها علي رأسها بألم، عندما رأها عمار ذهب إليها مسرعا بخضة.

عمار بقلق: مالك يا حبيبتي، فيكي ايه.
منار محاولة تهدئة قلقه: مفيش يا حبيبي دماغي مصدعة شوية بس، هتلاقي شوية إرهاق.

عمار بقلق: طيب انا هطلب الدكتور يجي يكشف عليكي.
منار: والله يا حبيبي متقلقش شوية إرهاق بس.
عمار بإلحاح: لا هطلب الدكتور يجي يشوفك مالك.
منار: لأ علشان خاطري ملهوش داعي يا قلبي والله، لو مبقتش كويسة بكرة هنروح للدكتور.
وافق عمار علي مضض ثم نظر إليها بحب: تعالي يا حبيبي نامي علشان ترتاحي.

ثم اخذها علي السرير ونام بجوارها وأحتضنها بشده وحب.

ظل قليل من الوقت حتي اتطمئن انها قد ذهبت إلي النوم. ثم قبل رأسها بعشق وذهب في سبات عميق هو الآخر وهما يحتضان بعضهم البعض.

ولكن.... هل سيستمر حبهم ويبقو معاً؟؟! أم سيفرقهم القدر لسبب غير معلوم....؟؟!!!!!

★★★★★★★★★★★★★★★

في فيلا " يوسف الدمنهوري"
نزلت آلاء إلي الاسفل بقلق فيوسف لم يعود حتي الآن وهي قلقة عليه بشده، فمنذ محادثتهم الأخيرة ترك لها المكان بأكمله وذهب.

نزلت دموعها بصمت عندما تذكرت الحديث الذي دار بينهم الليلة الماضية.

Flash Back.

ألاء بصوت عالي: يووووه يا يوسف، ملكش دعوة بياااا بقاااا.
يوسف بغضب : يعني ايه مليش دعوة بيكي، يعني ايه تطلبي الطلاق مني، هاااا لييييه ردي لييييه.
ألاء بغضب ودموع ملأت عينها: علشان انت من حقك تخلف يا يوسف من حقك يكون عندك طفل واتنين وتلاتة، من حقك تكون أسرة وتعيش حياتك، ومن حق مامتك تشوف احفادها.

            

              
                    

يوسف بغضب: وانا كنت اشتكيتلك هاااا كنت قولتلك عايز عيال، كنت قولتلك ردددددي علياااا متسكتيش.
صمت عندما وجد عيونها ممتلئة بالدموع وتبكي بقهر.
اقترب منها ومسح دموعها بحنان ثم قال برجاء: اطلبي اي حاجة يا حبيبتي بس بلاش موضوع الطلاق ده، مش هقدر اعيش من غيرك، انا .. انا بحبك يا آلاء.
رفعت الاء عيونها اليه قائلة بصوت مبحوح: طلقني يا يوسف، انت لازم تشوف ولادك.
ابتعد عنها يوسف قائلا بغضب: عمرك ما هتتغيري. ثم ذهب تاركاً إياها تبكي على مستقبلها الذي تدمره بيدها ولكن ليس بيدها.

Back.

استفاقت الاء من تفكيرها وجدت دموعها تهبط بشده، تعلم أنها اخطأت، ولكن هي تعشقه لذلك تريده أن ينجب اولادا، تعلم انها لن تستطيع رؤية امراة اخري معه، ولكن هي سوف تصلح كل هذا عندما يأتي، فحبهم عاني في البداية بسبب عنادها ولكن لن تكرر ذلك الخطأ مرة أخري وستعود إلي زوجها ومعشوقها.

★★★★★★★★★★★★★★★

في مكااان بعيد عن مصر.
"تركيا"

كانت تجلس في منزلها وتلقي نظرة علي الأوراق التي امامها تدرس تلك القضية بكل النواحي.
بينما هي منهمكة في عملها رن هاتفها فأخذت الهاتف وقامت بمحادثة الطرف الآخر.

_ ألو يا سيادة العقيد.
العقيد عبدالرحمن بعملية: الو يا سيادة الرائد، اخبارك ايه.
_ الحمد لله يا فندم كويسة.
العقيد: تمام، بتصل بس علشان افكرك انك لازم تنزلي مصر بعد بكرة علشان المهمة الجديدة، القضية دي مهمة جداً لازم ميحصلش فيها أي غلط.
_ متقلقش يا فندم، كل حاجة هتبقي كويسة إن شاء الله، وانا راجعت اوراق القضية وكل المستخبي هيظهر، وهيظهر بلاااوي كمان.
العقيد عبدالرحمن: وهو ده اللي خايف منه، وكمان متنسيش هتحصل بينك وبين سيادة المقدم مواجهة كبيرة اتمني تكوني جاهزة لده يا بنتي.

_ جاهزة يا فندم لكل حاجة، السنين دي علمتني كتير وهرد القلم قلمين بس كل حاجة في وقتها.

العقيد عبدالرحمن بحنية: بصي يا عشق انا هكلمك دلوقتي كأب وبنته، انا عارف إن ادهم غلط في حقك وهانك وشك فيكي وفي شرفك لكن هو دلوقتي ندمان، ندمان اوي كمان، انتي مشفتيش الحالة اللي هو فيها، مبطلش إنه يدور عليكي، ده قلب الدنيا كلها.

أغمضت عشق عيونها بتعب وأخذت نفس عميق وتحدثت بجمود: كل ده مبقاش يهمني وكل واحد وله حسابه وزي ما قولت القلم هيترد قلمين والقلمين اقوي من بعض.

العميد: اعملي اللي يريحك بس متظلميش نفسك وكمان فكري في ولادك اللي مشافوش ابوهم من ساعة ما اتولدوا.

عشق بسخرية: هاا ابوهم ااه ابوهم، المهم يا فندم انا هنزل مصر انا وولادي وخلاص هنستقر هناك، وكمان زياد هينزل معايا.

العميد: تمام ربنا معاكي،سلاام.
عشق : سلام.

تنهدت عشق بضيق وقامت بالذهاب إلي غرفة أولادها فتحت الباب بحذر فوجدت مليكة ذات الثلاث اعوام تقف أمام المرآة وتضع لنفسها أحمر  شفاة وتدندن بعض الاغاني، بينما عمرو يقف خلف أخته ويسرح لها شعرها الاشعث قليلاً، ظنت إنه يساعدها علي ترتيب شكلها ولكن صدمت كثيراً عندما وجدته يقول: كده خلصنا يا معلمتشي ها هنعمل ايه.

            

              
                    

مليكة بصوت طفولي: هات التليفون يلا ونشغل عليه اغنية ونرقص يسطاااا.
عشق بصوت منخفض منصدم: يسطااا!! اه يا زياد الكلب بقا انا بسيبك مع العيال تعلمهم الالفاظ دي؟!!

دخلت إليهم وقبل أن يقوموا بتشغيل الاغاني وجدوا عشق تقف امامهم بدون اي تعبير علي وجهها.

مليكة لعمرو: روحنا في داهية يا كبير .
عمرو بثقة: عيب عليكي انا مسيطر.

عشق بجمود: ها خلصتوا؟!! كنتو هتعملو ايه بقاا!
اقتربت منها مليكة بعيون بريئة: كنا هنرقص يا ماما.
جلست عشق علي ركبيتها لتصل إلي مستواهم: هترقصوا!!
اقترب منها عمرو ببرائة: ايوه يا ماما هنرقص.
عشق : ومش عيب عليكو لما تبقوا محترمين كده وترقصوا هااا.
امتلئت عيون مليكة بدموع مزيفة: ما انتي يا ماما مش بتخرجينا خالص واحنا بنفضل محبوسين هنا دايما.

رق قلبها لأطفالها ونظرت إليهم ثم احتضنتهم بحب شديد وقبلت خدهم بقوة قائلة بحماس : طيب إيه رأيكم مروح كلنا سوا بكرة نتفسح شوية هااا

نظر الاطفال إليها بعدم تصديق ثم احتضنوها بفرحة شديدة: هييييي بنحبك يا ماما.
عشق بحنان: وماما بتحبكم يا قلب ماما، بس يلا دلوقتي انتو الاتنين عالسرير علشان متتعبوش بكرة يلا يلااا بسرعة.

نام كل منهم علي سريره المخصص له، فأغلقت مصباح الغرفة ثم ذهبت إلي غرفتها.

جلست علي فراشها تفكر بالمواجهة التي ستحدث بينها وبين أدهم فهي ستذهب بعد يومين فقط إلي مصر، تعلم انه لابد من المواجهة ولكنها خائفة بشدة ان يرق قلبها إليه، تحاول أن تقنع نفسها بأنها قد نسته ولكن ما في القلب سيبقي به، هي اشتاقت لحديثه ومزاحه وحنانه وعشقه وبرغم كل تلك السنوات لم تستطيع نسيانه ولو ليوم واحد، تذكرت ما حدث لها بعدما قام أدهم بطردها.

Flash Back.
ظلت عشق تمشي بلا هدي لا تعلم اين تذهب فالمنزل التي كانت تستأجره هي وعلياء قاموا بتركه عندما علموا بالمهمة.

كانت الرؤية مشوشة امامها ورأسها ينزف بشدة ووجها أيضا آثار الضرب المبرح الذي سببه لها ادهم.

أغمضت عيناها بقهر فلم تعتقد ان خذلانها سيأتي ممن عشقته بشده وأحبته بكل عيوبه وعصبيته.

وجدت بصيص من النور امامها فلم تستطيع السيطرة علي الدوار فقامت بفقدان وعيه.

فتحت عيناها بألم وجدت العقيد عبدالرحمن أمامها، أمسكت رأسها بألم فقالت متسائلة : انا فين!

العقيد: انتي في المستشفي يا عشق.
ثواني وتذكرت ما حدث لها ظلت تبكي بشدة علي ماحدث لها لم تتوقع أن يفعل بها أدهم كل ذلك، كان هو اخر من تتوقع منه الخيانة.

العقيد بعدما هدأت قليلاً: ايه اللي عمل فيكي كده .  استني انا هتصل علي ادهم.

اوقفته بسرعة: لا لا متتصلش عليه انا انا مش عايزة اشوفه قدامي تاني.. انا ..انا بكرههه.

نظر لها آلعميد بصدمة : انتي بتقولي ايه!! ايه اللي حصل ، وايه اللي عمل فيكي كده.

عشق ببكاء انا هحكيلك كل حاجة ............

بعدما انتهت من إخباره بكل شئ، نظرت إلي وجه العميد المصدوم.

عشق بوجع: بس هو ده كل اللي حصل.
العميد: وايه اللي خلاه يعمل كده!!!؟
عشق بألم: معرفش.. معرفش.

ومن وقتها اقترح عليها العميد بأن تسافر إلي تركيا وسوف يسهل الإجراءات ليسهل من سفرها ونقل كل أوراقها الخاصة بالعمل إلي هناك، وأيضا بعث إليها زياد لكي يظل معها بكل وقت وكل مكان ويستطيع حمايتها وهو يصغرها بثلاثة اعوام ولكنه وسيم بشدة.

وبعد فترة من مكوثها تعبت كثيراً وذهبت لفحص نفسها أكد لها الطبيب بأنها حامل في الشهر الثالث .. وبعد انتهاء فترة حملها رزقها الله بتوأم اسمتهم "عمرو ومليكة" فكانوا لها عوض عما حدث لها، لكنها لم تنكر انها كانت تشتاق لأدهم بشدة وحتي الآن ولكنها لم تستطيع مسامحته مهما حدث.

Back.
تنهدت بوجع، ولكن استسلمت لأمرها وذهبت في سبات عميق.

★★★★★★★★★★★★★★★

في الصباح...

استيقظ عمار وجد وجه منار شاحب كثيرا انقبض قلبه وقام بإيفاقتها فتحت عيونها بتعب ومازال الصداع يفتك برأسها.

عمار بخضة: منار.. مالك يا حبيبتي.
منار بتعب: دماغي.. دماغي مش قادرة.

عمار:  قومي يا حبيبتي بسرعة نروح للدكتور انا مش متطمن.
حاولت منار الوقوف وحدها ولكن لم تستطيع فساعدها علي الوقوف وارتداء ملابسها ثم ذهب بسيارته الي مشفي متخصصة.

بعد نصف ساعة من فحص الطبيب لها طلب منها تحاليل فقامت بعمل تلك التحاليل، اراد عمار أن يعلم ما في تلك التحاليل بأقصي سرعة فدفع لهم مزيداً من المال.

جاءت نتيجة التحاليل وذهبوا الي الطبيب مرة اخري كي يراجعها، ثم جلسو امامه منتظرين ما سيقول.

كانت ملامح الطبيب قلقة فنظر لهم قائلا: طبعا يا استاذ عمار عارف إن كل شئ قسمة ونصيب.

زاد قلق عمار من حديثه هذا فقال بخوف: حضرتك تقصد ايه يا دكتور.

الدكتور بإشفاق: أقصد إن زوجة حضرتك عندها ضمور شوكي، والمرض ده للأسف لحد الآن ملهوش علاج ويؤدي إلي الوفاة بعد شهور قليلة.

عمار بصدمة: اييييه.....!!!!!!!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1