رواية انتقام الاناث والجبابرة الفصل الثامن والعشرون
نظر عمار الي الطبيب الماكث أمامه بصدمة، شعر وكأن العالم من حوله يقف تماما رافضاً الحراك.
بينما منار كان حالها لا يقل عنه فهي وبعد شهور طويلة ستترك زوجها ومعشوقها والأكثر ألما من ذلك هو ابنها زين الذي لم يتعد الثلاثة أعوام.
بينما الطبيب كان ينظر اليهم بشفقة وحزن.
تحدث عمار بعد فترة من الصمت قائلا بنبرة مرتعشة: ي.ي..يعني ايه الكلام ده.
الطبيب بعملية: للأسف يا استاذ عمار التحاليل اللي قدامي بتأكد أن زوجة حضرتك عندها ضمور شوكي وحتي الآن مفيش ولا علاج للمرض ده، وغالباً المريض بيتوفي بعدها بشهور قليلة جداً.
وقف عمار وتحدث بعصبية شديدة: انت كداااااااااب.. هي معندهاش حاجة، هي.. هي كويسة.. مستحيل تموت لااا انت كدااب.
الطبيب بتهدئة: اهدي يا استاذ عمار انا مقدر حالتك دي جداً وعارف انت حاسس بإيه.. الحل الوحيد اللي قدامنا انها هتاخد علاج يطول من مدة انتشار المرض مش اكتر..
جلس عمار مكانه بينما قدميه لم تستطع حمله أكثر واضعاً يده علي رأسه لا يستطيع التصديق، كيف بإمكان هذا أن يحدث، كيف ستتركه زوجته وترحل، كيف سيعيش دونها.، لاا لن استطيع فعل ذلك، بالتأكيد هناك حل آخر.
تذكر هو منار الجالسة بجانبه، نظر لها وجد وجهها شاحب بشدة مما تسمع، فهي ستفارقهم وتذهب للأبد.
وأخيراً أومأ عمار بصمت ثم أمسك بيد منار الباردة بشدة ثم خرج من المشفي بالكامل ذاهبا الي منزلهم.
•وصلوا الي منزلهم ودخلوا بصمت جلست منار علي الاريكة ولم تبدي أي ردة فعل مما أخاف عمار كثيراً، وخوفه الأكبر أن تسوء حالتها أكثر.
جلس بجانبها وجذبها لأحضانه بشدة وهنا فقط سمحت لدموعها بالانهيار.
تبكي علي فرحة لن تعيشها مع زوجها وابنها، تبكي علي ما أصاب حياتهم السعيدة، فبعد أن تحولت حياتهم للأفضل ستذهب، ستكون فقط ذكري عابرة في حياتهم، لن يتذكرها ابنها كثيرا عندما يكبر فهو سيكون صغير بشدة علي تذكرها.
وبينما هي تبكي شعرت بسائل علي رقبتها فعلمت أن زوجها أيضا يعاني من مرضها ولكن معاناته في قلبه، فهو لن يستطيع العيش بدونها، ولا بدون مزاحها وضحكاتها ومشاكستها، لا يستطيع تهيل حياته بدونها، فكيف ستصبح كئيبة، بالإضافة إلى زين الذي سيحرم من والدته في طفولته.
حاولت منار تهدئة نفسها والتخفيف عن عمار فمسحت دموعها وخرجت من بين أحضانه قائلة بدموع: ده قدرنا ومش هنقدر نغيره، اللي ربنا كاتبه هو اللي هيحصل، ولو مكتوبلي أموت يبقي أكيد في حكمة من كده.
هز عمار رأسه بالرفض علي حديثها فهو لن يعيش بعيداً عنها ابدا.
عمار بدموع: لا.. لا.. اكيد مش هتسيبني ولا هتسيبي زين ابننا، زين أول فرحة لينا، زين اللي هيتحرم منك.
منار ببكاء: مش بمزاجي وانت سمعت الدكتور قال ايه، مفسش علاج.
عمار بعصبية: يعني ايييه مفيش علاج، هاا لا أكييد في علاج. اكييييد.
أخفضت منار رأسها بضعف فما كان عليه سوا أن يحتضنها هو الآخر.
★★★★★★★★★★★★★★★★★
ذنبي و إن ملأ البحار فإنه في بحر عفوك يا كريم قليلُ.💛
★★★★★★★★★★★★★★★★★
*في الصباح*
استيقظت عشق وجدت أطفالها أمامها مباشرة، جلست بفزع علي الشرير قائلة بخضة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
عمرو بسخرية: ايه يا ماما شوفتي عفاريت.
عشق: دي عفاريت أرحم يا عين أمك.
مليكة بتهكم: ايه الالفاظ دي ماما.
عشق بغضب: ولااا انت وهي اتكلموا عدل يإما والله العظيم ألغي الخروجة النهاردة.
تحولت ملامح عمرو ومليكة الي ملامح البرائة من مجرد حديثها عن نزهتهم.
عمرو بسرعة: لا يا ماما والله انتي حبيبتي.
عشق بسخرية: كتكم الهم دانتو حيالله 3 سنين وبتتكلمو ولا كأنكم عندكم خمسين سنة مش عارفه جايبين البرود ده من مين.
مليكة بمزاح: أكيد زي بابا يا ماما.
نظرت لها عشق بصمت وتذكرت أدهم وطباعه التي ورثها أولاه عنه فهم يشبهونه لدرجة كبيرة.
أفاقت علي فرقعة أصابع أمام عينها فما كان سوا ابنها.
عمرو بإلحاح: هااا يا ماما هنخرج امتي.
عشق بإستعجال: يلا هنفطر ونكلم زياد وبعدين نخرج زي ماحنا عايزين.
مليكة بفرح: هييي عمو زياد هيجي معانا.
عشق بضحك: اه ياختي هيجي يلا بقا نفطر قبل ما يوصل..
جلسوا أمام سفرة الطعام وشرعوا في تناوله، بعد وقت قليل سمعوا صوت جرس الباب فذهبت مليكة بسرعة لفتحه فوجدت زياد واقف أمامها فذهبت لأحتضانه بسرعة.
مليكة بفرح: زيزووو
زياد بحب: قلب زيزوو يا مليكتي.
ثم قام بالدخول بعدما أذنت له عشق بذلك بالحفاظ علي باب المنزل المفتوح.
ارتدت ملابسها وكذلك عمرو ومليكة ثم ذهبوا لقضاء يوم اجازتهم.
كما ان الغد هو يوم حافل بالأحداث، فغداً هو يوم رجوعها لمصر ويوم المواجهة أيضاً.
★★★★★★★★★★★★★★★★★
يبدو أن الأرض تتهيأ لأمر لا يعلمه إلا الله فالتوبة التوبة.
★★★★★★★★★★★★★★★★★
في الصباح.
في منزل محمود ومريم.
كان محمود قادم من الخارج وعرقه يغرق جبهته، قابلته مريم في طريقه وابتسمت برقة ثم جلبت له منشفة حتي يمسح بها العرق المتساقط من جبهته.
تناولها منها وبادلها الابتسام هو الاخر ثم قبلها من جبتها قائلا بحنان: شكراً يا قلبي.
نظرت اليه مريم بحب ولم تتكلم.
نظر اليها محمود قائلا: صحيح الواد معتز فين مش شايفه.
اجابته مريم بهدوء: معتز نايم في اوضته بعد ما غلبني وطلع عيني علشان ينام.
تحدث محمود ضاحكاً: هههههه معتز ده حكاية
ضحكت معه مريم ثم سألته: انت هتروح الشغل دلوقتي؟؟!
محمود: اه هطلع اغير وهروح، ادعيلي.
لم يكن يريد إخبارها عن مدي خطورة تلك المؤامرة لعلمه بخوفها الشديد عليه، فهو وبعد ان عادوا من الخارج احبها بجنون ولم يكن يريد ان تبتعد عنه، فبادلها بمشاعره وما يشعر به نحوها، في البداية كان التردد ظاهر علي وجهها ولكن أعطت لنفسها فرصة أخري لنسيان عاصم وبدأت حياة جديدة معه وبادلته الحب هي الأخري ورزقهم الله بطفلهم ذو العامين، والتي بدورها قامت بالاستقالة من عملها للإعتناء بزوجها وابنها
تحدثت مريم بقلق بعد أن لاحظت شروده: مالك بتفكر في ايه؟
محمود : مش بفكر في حاجة يا حبيبتي متشغليش بالك، بس عايزك تخلي بالك من نفسك ومن ابننا معتز كويس اوي.
زاد القلق في قلبها وتحدثت بخوف: بتقول الكلام ده ليه دلوقتي.
ابتسم حتي يخفف عنها القلق البادي علي وجهها قائلا بمزاح: مفيش بحب اعمل جو اكشن كده.
فنظرت له بشك وحاولت التخفيف من هذا التوتر الذي يحتلها.
تركها محمود ودخل عرفته ليرتدي ملابس عمله والذهاب اليه.
★★★★★★★★★★★★★★★★★
"من أماتَ شهوتَه، أحيا مروءتَه" 🌻
★★★★★★★★★★★★★★★★★
استيقظ ادم من نومته وجد وعد غافلة بجانبه فتطلع بقسمات وجهها بإشتياق شديد، فهي كانت تحرمه من رؤيتها له دائماً، رفع يده ولمس بها وجهها ثم قبلها من جبينها واغمض عينه مستنشقا عبيرها.
في ذلك الوقت احست وعد بشئ يلامس وجهها ففتحت عينها وجدت امامها معشوقها ومعذب قلبها، في البداية ابتسمت براحة ولكن اضطربت وابتعدت بعيدا عنه.
حاول ادم تهدئتها وهو يغمض عينه بألم: اهدي اهدي والله مش هعملك حاجة.
حاولت وعد الثبات وبالكاد نجحت في ذلك.
فهي تحاول ألا تخاف منه مرة اخري ستجعله يتعذب في البداية مثلما فعل هو ولكن ربما لن يطول هذا العذاب وسيعود كل شئ كما كان وأفضل، ولكن لتلقنه درساً لن ينساه ابدا.
وعد بكبرياء زائف: ومين قالك اني خايفة اصلا؟
ادم: بجد؟؟؟ يعني مش خايفة مني.
استشعرت فرحته في حديثه فحاولت أن تمنع ابتسامتها وقالت بجمود: ايوه عادي يعني.
ثم أكملت حديثها لتجعله يندم علي ما اقترفه: وانت عملت ايه يعني مجرد واحد اغت...، لم تستطيع اكمال حديثها وتذكرت ماحدث للحظة أحست انها ستوشك علي البكاء ولكن حاولت التحكم في نفسها وإكمال ما بدأت ان تخطط له.
نظر اليها ادم بحزن وندم وأحس بغصة في قلبه، فحبيبته لن تنسي ما مرت به وكان هو السبب في ذلك.
اقترب منها بحزن ثم امسك يدها قائلاً بندم وغصة مريرة في حلقه: والله اسف، انا عارف لو فضلت العمر كله اتأسفلك مش هعرف اعبر عن غلطي والذنب اللي انا عملته، سامحيني، والله العظيم انا كل يوم بموت مليون مرة لما بشوفك خايفة مني، اديني فرصة واحدة اصلح اللي عملته، فرصة واحدة علشان خاطري؟!
رفعت عليها نظرها ونظرت في عينه وجدته يحاول جاهداً أن يمنع دموعه من النزول، فأحست بالشفقة تجاهه وخصوصاً انها مازالت تعشقه ومازال قلبها يحبه وبجنون.
حركت رأسها دلالة علي موافقتها لإعطاءه فرصة لإصلاح ما فعله، فزادت ابتسامته ثم احتضنها بحب وفرحة عارمة.
ابتعد عنها ناظرا اليها بابتسامة فخجلت هي منه وحاولت تغيير الموضوع قائلة بصوت منخفض: هتروح الشغل النهاردة.
هرول ادم فجأة الي خزانته مهرولا بتذكر: يختاااي يختييي يختييي العقيد هيعلقني انا اتأخرت، ثم نظر للساعة مرة اخري قائلا بفزع: يا خرااب بيتك يا ادم يختااااي.
ضحكت وعد علي معالم وجهه قائلة وهي تضحك بقوة: ايه مالك؟
ادم وهو يقوم بتغيير ملابسه: في ان النهاردة في مأمورية مهمة جداً وخطيرة ولازم اطلعها واتأخرت علي العميد.
نظرت اليه بفزع :مأمورية
انتهي ادم من ارتداء ملابسه بسرعة واقترب منها مسرعاً وقبل جبهتها قائلاً بحنان: متقلقيش يا حبيبتي ادعيلي انتي بس كتير لأن المهمة دي مستنيها بقالي كتير اوي.
وعد باستفسار: واشمعنا المهمة دي يا ادم؟!
ادم بحقد: علشان النهاردة بس هجيب حق عاصم من الكلاب اللي قتلوه.
وعد بخوف: لا يا ادم معنديش استعداد اخسرك.
ادم بحنان : متقلقيش يا حبيبتي، ان شاء الله خير، سلام دلوقتي بقا علشان الحق اوصل، لا إله إلا الله.
وعد بخوف وحب: سيدنا محمد رسول الله.
★★★★★★★★★★★★★★★★★
{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ}💛
★★★★★★★★★★★★★★★★★
وصلت الطائرة القادمة من الخارج الي مصر ونزلت منها أيضاً عشق واولادها ومعهم زياد.
نظرت عشق حولها نظرة كلها حنين وشوق الي تلك البلد التي قضت جميع مراحل عمرها بها، اغمضت عينها لتشعر بلفحات الهواء تضرب وجهها ثم ابتسمت برقة وشردت وعادت بها الذكريات الي الماضي.
لاحظ زياد شرودها وعلم انها تفكر فيما حدث سابقاً فحاول أن ينسيها هذا لبعض الوقت.
زياد بمشاكسة: ايه هنفضل واقفين في المطار كتير يبشا ولا ايه؟!
نظرت اليه عشق بنصف عين: اسكت انت خالص انت حسابك معايا بعدين.
زياد بخوف: يا ستير، هو انا لسه عملت حاجة.
نظرت اليه بكامل وجهها: هو انت ده كله لسه معملتش حاجة؟! هتبوظلي العيال ولسه معملتش حاجة.
زياد بفهم: ااااه العيااال قولتيلي، انا معملتش حاجة هما ولادك اللي بيتعلموا بسرعة.
ردت عليه مليكة ببرائة: ايوا يا زيزو احنا اللي بنتعلم بثرعة.
عشق لمليكة: بس يام نص لسان انتي مش عايزة اسمع صوتك.
مليكة: يا ماما انتي مكبرة الموضوع ليه مانتي لسه كنتي بتقوليلي اعلمك الرقص.
وضعت عشق يدها علي فم مليكة بسرعة محاولة كتم حديثها، فنظر اليها زياااد: اااه انا اللي هبوظ العيال بردو هههههههه.
عشق بعصبية محاولة اخفاء الخطأ الذي فعلته مليكة: وبعدين هنفضل نتكلم هنا كتير يلا علشان لسه ورايا شغل يا استاذ انتي وهي.
ثم جاء السائق الخاص بهم وصعدوا الي السيارة ثم توجهو الي وجهتهم.
بعد مرور ساعة:
توقفوا أمام المركز مباشرة فأمرت عشق السائق بأن يذهب ومعه الاولاد الي الشقة التي استأجروها وأن تعطيهم للخادمة لتري متطلبات اطفالها.
ثم صعدت الي الاعلي ومعها زراعها الايمن زياد.
كان بالداخل العقيد سجلس علي طاولة ومن حوله الظباط يعطي اوامره لهم وكان من بينهم بالتأكيد ادهم وادم ومحمود وبعض زملائهم.
سمعوا طرق علي الباب من الخارج فسمح العميد للطارق بالدخول وبالتأكيد كانت هي عشق مرتدية ملابس العمل.
في البداية لم ينتبه أدهم للطارق ولكن جذبته صاحبة هذا الصوت.
عشق بتحية: السلام عليكم يا فندم.
العقيد بتحية: وعليكم السلام، اتفضلي يا حضرة الظابط.
نظر ادهم بسرعة الي صاحبة الصوت فجلس متصنما مكانه لم يستطيع الحراك من شدة المفاجأة.
اهذه هي؟؟! أم إنه يتخيلها في كل مكان كعادته؟؟ اهذه معشوقة قلبه؟! اهذه معذبة فؤاده؟! اهي حقا الواقفة مكانه؟!
افاق من صدمته ووفق بسرعة وتقدم منها ولكنه توقف بصدمة عند رأي زياد يدخل خلفها ويبتسم لها وهي كذلك تبادله الابتسام.
العقيد: اتفضلي يا عشق انتي وزياد وتعالو نكمل الخطة اللي احنا كنا بنتكلم عنها من شوية.
بدأ العقيد في شرح خطته وما سيفعلونه وكيف سيقومون بالهجوم علي تلك المغارة التي توجد في الصحراء والتي من خلالها سيصلوا الي اكبر تجار المخدرات والرأس الكبيرة التي يعملون لصالحها وسيأخذون حقهم ممن قتل صديقهم.
انتهي العقيد من الحديث ثم قال موجها الحديث اليهم جميعا: هااا في اي حد عنده سؤال؟!
امائوا بالرفض فسمح لهم العقيد بالذهاب للتجهز لتلك العملية التي تعتبر مهمة بالنسبة لهم كثيراً.
خرجوا جميعا التفت ادهم برأسه ليري عشق فوجدها تقف مع زياد ومن الواضح انه امرا مهم وذلك لتحول تعابير وجهها الي الجدية، ولكن ما جعل رأسه ينفجر غيظا عندما وجد زياد يضحك هو وعشق ولكن في الواقع قد كانت ابتسامة بسيطة ليحاول التخفيف عنها فهو طوال الحديث معها لم يرفع عينه عليها وكان يكتفي بغض بصره فقط.
ذهب اليهم ادهم غاضباً وقال بحدة: ممكن اعرف واقفين تتودودا في ايه وعمالين تضحكوا وتهزروا مع بعض؟!
نظرت اليه عشق بحدة فهما لم يضحكا او يقوما بأي شئ قال عليه منذ قليل يبدو أن الغيرة اعمت عيناه: وانت مالك انت نتكلم ولا نضحك مين انت علشان تحاسبنا بنعمل ايه ومش بنعمل ايه؟!
ادهم بغضب: انااا جوووزك.
عشق بقوة: كنت جوووزي هاااا كنت حط الكلمة دي في دماغك كويس اوي.
وهمت بالذهاب فأمسك ادهم يدها ثم سحبها خلفه، حاولت هي جاهدة ان تفلت يده ولكن كان يمسك يدها بقوة شديدة كادت أن تكسر يدها.
فتح باب مكتبه ثم ادخلها واغلق الباب مرة أخرى.
وقف ادهم امامها وسألها بهدوء مخيف: مين ده؟!
عشق بتماسك: ملكش دعوة قولتلك وسيبني امشي بقاااا ابعد عني.
امسكها ادهم من كتفيها وثبتها علي الباب قائلا بصوت حاول بقظر الامكان ان يجعله منخفض ولكن غضبه وغيرته كانوا المسيطرين علي الموقف: بقووولك مين دااا اللي واقفة معاااه براااا؟!
عشق بقوة وتماسك اكبر: قولتلك ملكششش دعوووة بيااا.
ضغط أدهم علي كتفيها بقوة كبيرة وسألها مرة اخري ولكن بغضب شديد: بقوووولك مين داااا ردي علييااااا؟! يا إما قسما بالله هخرج اقتله قدامك دلوقتي.
خافت عشق من تهديده وقالت بهدوء: دا زيااد.
ادهم بتهكم: ايه دااا بجد صدقي عرفته، ثم قال بحدة: يطلع مين سي زفت دااا يعني؟!
عشق بحدة: متشتمهووش، الزفت داا هو اللي خد باله مني، خد باله مني لما انت رمتني في الشارع من غير اي رحمة، خد باله مني واعتبرني زي اخته لما انت اعتبرتني كلبة وخرجتني من غير اي حاجة، الزفت داا كان احسن وارجل منك لما انت شكيت فيا ومعملتليش اي قيمة، الزفت دااا احسن منك في حاجاااات كتييير اوي، اي حد مكانه كان هيلاقيني مرمية في الشارع من غير حتي شنطة هدومي كان هيطمع فيا لكن هو راعي ربنا فيا وعاملني زي اخته قعدني في شقة لوحدي وعمره ما شوفت منه تصرف مش كويس وجاي انت وتقول عليه زفت، لااا انت ملكش حق تجيب سيرته على لسانك اصلا.
كان هو يقف ويستمع لها، في البداية عندما رآها تدافع عنه بتلك الطريقة جن جنونه ولكن عندما اكملت علم انها قد عانت كثيراً بعد ما فعله بها، حاول أن يهدئها فأمسك يدها فأبعدت يدها بحدة ونظرت إليه بشراسة قائلة بحدة: ابعد عني ومتلمسنيش وملكش دعوة بيا تاني انت فاهم.
كادت انت تذهب ولكن احكم إمساك يدها جيداً ظلت تقاوم كثيراً ولكن بلا جدوي، ظل ثابتاً هو حتي تهدأ من حالة هيجانها حتي هدأت بالفعل.
نظر اليها بحب وندم واشتياق، فهو ظل ثلاثة أعوام كاملة يبحث عنها في كل مكان ولكن لم يجد لها اي أثر.
تحدث بصوت عاشق: وحشتيني، وحشتيني اوي.
نظرت اليه بصدمة ألم يؤثر حديثها منذ قليل به ليأتي هو ويقول إنه قد اشتاق لها؟!
عشق بذهول: انت بتقول ايييه، ابعد عني.
كاد ادهم ان يتحدث ولكن وجد الباب يطرق من الخارج.
ادهم من الداخل: مين؟!
فرد عليه ادم: يلا يا ادهم هنبدأ نتحرك دلوقتي.
ادهم بهدوء : تمام اسبقني انت وانا هاجي وراك.
ادم: تمام متتاخرش.
ذهب ادم للأسفل فنظر ادهم لعشق التي تنظر اليه بغضب.
فتحدث قائلا: مش لازم تيجي معانا المأمورية دي.
عشق بحدة: وده ليه ان شاء الله وبعدين ملكش دعوة اصلا.
ادهم محاولا التحكم في غضبه: عششششق متعصبنيييش، المهمة دي خطيرة علينا كلنا ومش مستعد اخسرك انتي فاهمة.
عشق بجمود: ومين قال انك مخسرتنيش؟!.
ثم دفعته وذهبت للخارج، تنهد بحزن وعزم علي اتمام مصالحتها بعد انتهاء تلك المهمة علي خير.
★★★★★★★★★★★★
سيُداويـــك اللـــه دائمــاً. .💛
★★★★★★★★★★★★
وصلوا إلى المكان المنشود واختبأوا خلف الصخور، وجدوا ثلاثة من الحراس يقفون امام مكان بعيد وخلفهم يبدوا وكأنها بوابة من حديد.
تقدمت عشق وخلفها أدهم وقاموا بقتل هؤلاء الرجال دون اصدار اي صوت، فقامت عشق بكسر عنق واحداً منهم بغل وقام ادهم بضرب الاخرين بمسدس كاتم للرصاص لعدم لفت الانتباه اليهم وباقي الفريق قاموا بمحاوطة المكان لعدم هروب أي منهم.
اكملوا طريقهم للداخل ولكن هذه المرة انضم اليهم ادم ومحمود ويوسف وكانت معهم الاء أيضاً وفتاتان اخرتان، كانوا يمشون معا لزيادة الخطر كلما اتجهوا للداخل، ظلوا يمشون ومن يقابلهم يقومون بقتله دون اصدار اي صوت، كانوا يمشون بحذر شديد، وعندما وصلوا للنهاية وجدوا عدة رجال جالسون علي طاولة كبيرة وامامهم عدد كبير من الاسلحة والمخدرات ويقومون بتعبئتها، فأمرهم أدهم بالاختباء وامر القوة عن طريق جهاز اللاسلكي بأن لحقوا بهم نظراً لأن عددهم كبير،.
دخل اليهم عدد كبير من الرجال والبعض الاخر يقفون بالخارج يقومون بحراسة المخارج.
أمرهم ادهم بأن يتبعوه وخلفه ادم وعشق والباقون.
عد ادهم لثلاثة ثم قاموا بمحاوطة هؤلاء الرجال وكان ادهم وادم يتقدمان الجنود لأنهم كانوا القادة وعشق والاء ويوسف ومحمود وزياد خلفهم وباقي الجنود خلف هؤلاء الرجال.
تفاجئ الرجال بهذا الكم من الجنود وخافوا أن يتم القبض عليهم، فرفع أدهم مسدسه علي ذلك الذي كان يترأس الطاولة قائلا ببسمة انتصار: اخيرا اتقبض عليك يا مدحت.
ولكن لم يكتمل انتصاره، اذ وجد علي رأسه فوهة مسدس مصوبة اتجاهه أيضاً، لم يعرف بعد من هو صاحبه، ولكن نظر الي ادم وجده ينظر بصدمة والجميع كذلك.
ادم بصدمة: انت؟!!!!!
عشق بتفاجئ: ازاااااي؟؟
بينما يوسف اكتفي بالصمت والذهول في الوقت ذلك، وكل الجنود اصابوا بالدهشة أيضاً.
نظر ادهم الي ما ينظر اليه اصدقائه ففتح عينه بصدمة وتحدث بذهول: عاصم؟!!!!!!
★★★★★★★★★★★★★★★★★★
متى ما أضاءَ نورُ الله قلبك لن تُظلم هذه الدُنيا في عَينيك أبداً مهما أشتدَّت العتمة 💛