رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثامن والعشرون
الصدمة سيطرت على طه حتى أفقدته القدرة على الكلام ، انتفض حين أقترب جبران منه قبض على ثيابه يصرخ فيه غاضبا :
- أتاريك مختفي بقالك فترة وقافل الورشة ، وأنا بقول هتلاقيه مشغول ربنا يعينه ، طلعت قذر ، عارف يا كلب لو شوفت بتقرب ناحية بنتي ولا أي بنت في الحتة صغيرة كانت أو كبيرة همسح بيك الأرض
حاول طه أن يقل شيئا ولكن ما يحدث لن يبرئه منه شيء ، الفتاة في منزله مشهدها فظيع وهو الجاني أمامهم انتبه حين قبض جبران على فكه بعنف ينهره :
- ساكت يعني ، مش لاقي كلام تقوله تبرر بيه وساختك ، أنا مش فاهم أنت إزاي تعمل كدة ، شايف منظرها عامل إزاي ، لييييه ، عملت فيها كدة ليييه
احتضنت وتر الفتاة المسكينة إليها تحاول أن تطمأنها عينيها معلقة بجبران وهو يصرخ في طه ، لا تصدق أن الشاب المهذب الذي عرفته لفترة طويلة بتلك البشاعة ، الفتاة تنتفض بين يديها مذعورة ، انتبهت حين قال جبران غاضبا :
-يكون في علمك برضاك ، غصب عنك هتكتب عليها ، وبعدين هخليك تطلقها ، أنا مش هحكم على عيلة صغيرة بالإعدام مع كلب زيك
جسد صبا الصغير ربما أوحى لجبران أنها فتاة قاصر ربما ، ربما ذلك ما جعله يتعاطف معها ، دفع جبران طه بعنف بعيدًا ليتأوه متألما حين اصطدم بالجدار خلفه ، تحرك جبران صوب وتر نظر لها حزينا يحادثها :
- خديها جوا ، وحاولي تهديها وتاخدي منها رقم أي حد من أهلها عشان أتصل بيه
حركت وتر رأسها بالإيجاب سريعا حاولت أن تجذب الفتاة فتطوع جبران يساعدها وقفت صبا يُمسك جبران بذراعها الأيسر ووتر بالايمن يتحركان بها صوب الداخل ، فتح جبران أول باب قابله فصرخت صبا مذعورة تختبئ بين أحضان وتر وتجمد جبران ومعه وتر ينظران للغرفة التي بدت أشبه بغرفة من فيلم رعب لمريض نفسي ، السرير عليه بقعة دماء كبيرة ، على أعمدته بقايا الحبال التي مزقتها صبا ، وعلى الحوائط أدوات مخيفة تستخدم للتعذيب ، جذب جبران الباب يُغلقه سريعا ، فتح باب غرفة أخرى صغيرة ، أدخل وتر ومعها صبا إلى الغرفة وخرج غاضبا كل ذرة به تغلي صوب طه ، ودون كلمة واحدة لكمه بعنف يصرخ فيه :
- دا أنت طلعت مريض نفسي بقى ، وعايش وسطنا لابس وش الملاك البرئ ، يا كلب يا قذر يا مريض ، أذيت كام بنت غيرها
ولم يدعه ينطق بحرف أسقطه أرضا يضربه بكل عنف ، أقترب الرجال يجذبون جبران من فوقه قبل أن يقتله ، وقف جبران ينظر إليه غاضبا مشمئزا بصق عليه يتوعده :
- نحل مشكلة البنت دي عشان ما نبهدلهاش في الأقسام وأنا اللي هبلغ عنك يا كلب
أما في داخل الغرفة الصغيرة جلست وتر على الفراش تحتضن الفتاة يصل إليها صوت جبران وهو يصرخ في طه غاضبا ، يتوعده بالكثير ، ولكنها لاحظت شيئا حدث فجاءة على سطح المرآة الصغيرة المقابلة لهم رأت إنعكاس وجه الفتاة وهي تبتسم ابتسامة غريبة ، في اللحظة التالية انفتحت النافذة في الغرفة بعنف وانقطعت الكهرباء توترت تحادث الفتاة :
- خليكي هنا ما تخافيش أنا هجيب موبايلي شنطتي برة ، ثانية وجاية
هرعت للخارج تتحسس طريقها حين وصلت للخارج رأت جبران يفتح كشاف هاتفه أعطاه لها يردف :
- خدي ما تخافيش ، خليكي جنبها
تحركت للداخل من جديد وقفت عند باب الغرفة تحرك الضوء أمامها تجمدت مكانها حين رأت الغرفة فارغة ، بحثت هنا وهناك ولا أثر للفتاة عقدت جبينها قبل أن تعلو بصوتها :
- جبران ألحق
سمعت خطواته السريعة تتحرك إليها دخل للغرفة ليقطب جبينه هو الآخر يسألها :
- هي راحت فين ؟
حركت رأسها للجانبين مدهوشة نظرت إليه تردف مصعوقة :
- ما اعرفش أنا ما خرجتش غير دقيقة و أقل جيت ما لقتهاش ، معقول تكون هربت !!
تحرك جبران يبحث في أنحاء الغرفة قبل أن يتجه ناحية النافذة ، نظر صوب وتر يغمغم :
- نطت من الشباك ، بس هربت ليه ؟ ايه الجنان دا
في اللحظة التالية عادت الكهرباء ، تحرك جبران للخارج ينظر لأحد الرجال يحادثه :
- مصطفى خد الرجالة وأنزل ، الموضوع دا شكله ملعوب ، البت هربت
والدهشة أصابت الجميع بما فيهم طه ، تحرك الرجال ينزلون لأسفل وارتمى طه على أقرب مقعد ترتسم على شفتيه ابتسامة ساخرة ، قبل أن تتحول ابتسامته لضحكات وبدأ يصفق وكأنه قد جُن ، نظر جبران إليه مستنكرًا لحظات وهدأ طه ، نظر لجبران يتحدث بكل هدوء :
- أنا لا مجنون ولا مغتصب ولا مريض نفسي يا معلم جبران ، الحكاية وما فيها إن البنت دي كانت شغالة في المستشفى اللي أنا بقيت مديرها ، وأنا عرفت أنها حرامية ومشيها بطال ، فطردتها فهي عملت النمرة دي عشان تشوه سمعتي قدام أهل الحارة ، ولما لقيتك بتقول إني هتجوزها خافت وهربت ، حتى الحاجات اللي في الأوضة اللي أنت بتقول عليها دي أنا ما أعرفش عنها حاجة
زفر جبران أنفاسه حانقا ينظر إلى وتر يطلب منها :
- وتر روحي ، أو استنيني عند والدتك وأنا هشوف الحوار دا وأحصلك
تنهدت حائرة وابتسامة الفتاة الغريبة لا تنزاح من أمام عينيها حركت رأسها دون كلام ستذهب إلى والدتها حيث تركت كايلا هناك ، غادرت منزل طه تفكر شاردة فيما حدث
أما بالأعلى فجلس طه أمام جبران يشرح له نفس القصة ، أن صبا ما هي إلا ممرضة سيئة السمعة طردها من المستشفى بفضيحة أمام الجميع فجاءت لهنا لتنتقم منه على ما فعل
عقد جبران جبينه يسأله مستنكرا :
- بس دخلت شقتك إزاي ؟ والحاجات اللي في الأوضة دي هتجيبها منين لما بتقول حتة ممرضة ، حتى لو مشيها بطال زي ما بتقول
رفع طه كتفيه لأعلى كأنه يخبره أنه لا يعلم تنهد يمسح وجهه بكف يده :
- ما أعرفش يا معلم صدقني ما أعرفش ، بس أنا مستعد أحلفلك على المصحف عشان تصدقني إني لا جيت جنبها ، ولا الحاجات اللي جوا دي بتاعتي
زفر جبران أنفاسه حانقا ، يتذكر في تلك اللحظة خُدعة الحية روزا التي أوقعته فيها قبلا ، كاد أن يسأله عن شيء آخر حين دق هاتفه برقم حسن فتح الخط يجيب ليسمع صوت حسن يصرخ فيه :
- مصيبة يا جبران ، رُسل وهزيم اتخطفوا من بيتي ، بيجاد لو عرف هتبقى كارثة
هب جبران واقفا يركض للخارج يصرخ في حسن :
- نهارك أبيض وأنت كنت فين يا حسن بيه ، يعني ايه اتخطفت ومين اللي خطفها ، أنا جايلك حالا
___________
تأوهت من الألم تحاول فتح عينيها مرة بعد أخرى إلى أن نجحت ، ما أن فتحت عينيها شهقت مذعورة وانتفضت جالسة تبحث عن هزيم ولكنها لم تجده بل وجدت ملك شقيقة ببجاد ملقاة أرضا جوارها فاقدة لوعيها هرعت إليها تحاول أن توقظها تهز جسدها بخفة :
- ملك ، ملك فوقي يا ملك
فتحت ملك عينيها تنظر حولها مذعورة قبل أن تهب جالسة تصيح مذعورة :
- براءة بنتي فين ؟ ، أنتي ايه اللي جابك هنا ؟ وإحنا فين أصلا ؟!
بكت رُسل مذعورة تنظر لملك تحرك رأسها تردف :
- ما أعرفش ، ما أعرفش ، في عسكري جالي وقالي أن بيجاد طلع براءة وأنه عايز يشوفني فروحت معاه ، لما نزلنا العربية حط منديل على وشي ، آخر حاجة فكراها أني كنت حاضنة هزيم ، ابني فين ؟
وانفجرت في البكاء ، توسعت حدقتي ملك ذهولا تحادثها مدهوشة :
- إزاي صدقتيه أصلا ، عمرك شوفتي عسكري بيروح لوحدها بيقولها جوزك طلع براءة تعالي أوديكي ليه ؟!
قامت ملك من مكانها أول ما فعلت أنها تأكدت من أن حجاب رأسها لايزال مكانها تحركت إلى باب الغرفة تدق عليه بعنف تصرخ بعلو صوتها:
- افتحوا الباب الحقونا ، حد يلحقنا
ظلت تدق على سطح الباب عدة مرات دون فائدة ، توقفت تنظر في أنحاء الغرفة ، غرفة قديمة عليها لا نافذة واحدة بها ، لا مخرج منها سوى الباب المغلق أمامها ، رسل أمامها لا تتوقف عن البكاء والنحيب تنادي باسم طفلها الصغير ، أغمضت عينيها هي الأخرى فنزلت منها الدموع خائفة على ابنتها الصغيرة هي الأخرى ، التي أُخذت منها غدرا ومن غدرت بها لم تكن سوى مربيتها
Flash back
- خلاص يا حبيبي ما تتأخرش هستناك ، مع السلامة خلي بالك من نفسك
وأغلقت الخط مع عُمر ، جذبت « إسدال الصلاة» الموضوع جوارها أرتدته وقبل أن تشرع في صلاة قيام الليل ، سمعت صوت غريب يأتي من الخارج ، خرجت من الغرفة فرأت مشهد غريب ، مربية ابنتها تعطيها لرجل غريب يقف عند باب الشقة صرخت فيها محتدة :
- أنتي بتعملي إيه ؟
تحركت لتأخذ ابنتها فما كان من الرجل ألا إن أخرج مسدس من جيبه سريعا يضعه على رأس الصغيرة يهددها :
- لو خرج منك نفسك هزعلك على البنوتة الصغيرة ، كويس أنك خرجتي من نفسك كنا لسه هنادي عليكي ، روزا الجميلة اتفضلي معايا بكل هدوء
أصفر وجهها أثر سماعها الاسم الذي قاله توًا ، كانت تظن أن الماضي أغلق كل أبوابه ولكن يبدو أنها كانت حمقاء مخطئة ، لم تكن خائفة في تلك اللحظة سوى على طفلتها الصغيرة ، حركت رأسها سريعا توافق ، فنظر الرجل للمربية يضع المسدس في جيبه من جديد :
- اتحركي معاها لحد ما تنزل ، لو حسيتي منها بأي حركة غدر ، قوليلي عشان أكتم نفس البنوتة الصغيرة
انتفض قلب ملك ذعرا تنهمر دموع عينيها تترجاه :
- مش هعمل حاجة والله ما هعمل حاجة ، بس أبوس إيدك هات بنتي في حضني وأنا هاجي معاك ، أو سيبها هنا وأنا هاجي معاك
ضحك الرجل ساخرا يردد :
- ما ينفعش أسيبها أنتي مطلوبة أنتي وهي ، وما تقلقيش أول ما تدخلي العربية هديهالك تاخديها في حضنك ، يلا قبل ما جوزك يجي
تحركت مرغمة عينيها معلقة بطفلتها ، رأت سيارة سوداء تنتظرهم بالأسفل ، فتح الرجل لها السيارة وانحني قليلا باحترام وهو يبتسم ساخرا ، دخلت ملك السيارة وجلس الرجل جوارها يعطيها الفتاة في نفس اللحظة كمم فمها بمنديل مخدر ، حاولت أن تقاومه ولكنها في النهاية سقطتت فاقدة لوعيها
____________
في منزل حسن يقف جبران ومعه حسن ، يشاهدان مقطع الفيديو الذي ألتقطته كاميرا المراقبة أمام شقة حسن ، زفر جبران أنفاسه غاضبا يشد على خصلات شعره يردد غاضبا :
- عسكري اييييه اللي هيروح يقولها جوزك طلع براءة وتعالي هاخدك ليه ، إزاي تصدق الحيلة العبيطة دي أصلا
مسح حسن وجهه بكف يده يزفر أنفاسه يحاول أن يهدأ:
- لازم نلاقيهم ، معانا صورة الواد ، هنزل صورته و....
ولم يكمل حين دق هاتفه ، فتح الخط يجيب فتوسعت حدقتيه يغمغم سريعا :
- أنت بتقول ايه ، طب أنا جاي لعمر ، هديه وأنا جاي
أغلق الخط ينظر لجبران يغمغم سريعا :
- ملك وبنتها اتخطفوا ، عمر هيتجنن ، أنا رايح الإدارة هتيجي معايا
تجمد جبران مكانه واتسعت حدقتيه ذعرا يغمغم :
- خدوا رُسل ، وروزا ، الدور على وتر !!!
ترك بيت حسن ونزل يركض يحاول الإتصال بها ولحظه التعس هاتفها مغلق
_______________
في منزل فتحية والدة وتر
حملت وتر صغيرتها النائمة نظرت لوالدتها التي بالكاد تحاول فتح عينيها من أثر الأدوية الكثيرة التي تأخذها مؤخرا، تودعها :
- أنا مش عارفة جبران اتأخر كدة ليه والموبايل فاصل شحن من بدري ، هروح اشحن الموبايل واتصل بيه اطمن عليه ، طالما اختفى فجاءة كدة يبقى حصل مصيبة ، ارتاحي أنتي شكلك تعبان وعايزة تنامي خالص ، هشوفك بكرة
نظرت لساعة الحائط في منزل والدتها قبل أن تغادر الثالثة ليلا ، لا تعرف أين سيذهب جبران في تلك الساعة ، أخذت طريقها لأسفل ، منزل جبران بالقرب من منزل والدتها ، الحي الهادئ لن يخيفها فالمنزل أمامها مباشرة ، وصلت لمدخل عمارتهم ما أن وطأت قدميها المدخل شعرت بحركة خلفها وقبل أن تلتفت لتنظر شعرت بقطعة قماش توضع على فمها وأنفها ، وأحدهم يقيد حركتها يحاول أن يأخذ الصغيرة منها قصرا ، في تلك اللحظة لم تكن تدري ما تفعل ، تحاول حماية صغيرتها من ناحية وافلات نفسها من ذلك الوغد الذي يقيدها ، وبين هذا وذاك سقطت رغما عنها مغشيا عليها
_____________
وصل جبران للحي ، ركض مسرعا إلى بيت والدة يفتح الباب بالمفتاح يصرخ باسم وتر مذعورًا يتحرك هنا وهناك ، خرجت فتحية من غرفتها على صوته تحادثه قلقة :
- مالك يا ابني ، وتر روحت من يجي نص ساعة ، وقالت هتكلمك
نزل يركض دخل لمدخل عمارتهم فرأى على الأرض قلادة وتر ، وفردة من حذاء كايلا كل منهما في مكان ، توسعت حدقتيه ذعرا صعد لأعلى يركض فتح الباب يصرخ بأسمائهم مذعورًا :
- وتر ، كايلا ، وتررر ، لاء لاء ، وتر
ركض هنا وهناك يبحث عنهم بين الغرف ، لا أثر لهم نزل لأسفل يصرخ بأسمائهم بعلو صوتهم في أنحاء الحي ، صعد لمنزل سيدة والدة أمل يدق الباب بعنف مرة بعد أخرى سمع صوت سيدة يأتي من الداخل تغمغم مذعورة :
- يا ستار يا رب ، خير يا رب
فتحت الباب فأبصرت جبران يقف أمامها ، سألها مذعورًا ما أن رآها :
- وتر عندك ، مش كدة ، وتر وكايلا هنا ؟
حركت سيدة رأسها للجانبين سريعا تردف سريعا :
- لا والله يا ابني ما جم هنا ، في إيه يا معلم حصل إيه
تركها ونزل يركض لأسفل وهو يحادث نفسه ، وتر ، رسل ، روزا ، حياة ، لن يختطفهم سوى الوغد وليد !
________________
- وليد اتجنن شوفت هبب إيه
غمغمت بها مار غاضبة وهي تدخل لمكتب سام ، ابتسم الأخير يحرك رأسه لأعلى وأسفل يردد ضاحكا:
- خليه يتجنن ، أهو بيقدم رقبته للحكومة على طبق من دهب
عقدت مار جبينها مستنكرة ، تحركت تصعد على مكتبه جلست فوقه تؤرجح قدميها تسأله :
- مش فاهمة قصدك إيه؟
ابتسم سام في هدوء رفع يده يداعب خصلات شعرها برفق ، زم شفتيه يردد باسمًا :
- أنا وأنتي واثقين أن طه غدر ، مارسيليو واثق فيه ، ثقة عمياء ومش مصدقني لما بقوله أنه غدر ، عشان كدة أنا عامل حسابي لو طه فعلا غدر زي ما أنا واثق ، هلبس وليد الليلة كلها وبخطفه لكل دول هيأكد التهمة على نفسه ، وهنرجع أنا وأنتي إيطاليا وساعتها مارسيليو هيصفي طه قدام عينيكي الحلوين دول ، وهنبقى إحنا اللي كسبنا ، دخلنا البضاعة من ناحية وخلصنا من وليد من ناحية وصفينا طه من ناحية ، البتاع دا مش نازلي من زور ، قال ومارسيليو عايزك تتجوزيه دا بعده
ابتسمت مار في غنج تلف ذراعيها حول عنق سام قربت رأسها منه تهمس تدلل عليه :
- بتغير عليا يا سماسيمو
ابتسم سام يائسا قبل أن يردف ضاحكا :
- أول مرة أشوف زعيم مافيا اسمه سماسيمو ، وبعدين آه بغير عليكي ، أنتي جوهرة ما ينفعش تكوني لأي حد ، بعد ما مارسيليو يصفي طه ، هطلب إيدك منه ومش هيبقى قدامه أي سبب للرفض ، إلا بقى لو العروسة رفضت
ابتسمت مار في هدوء تنظر لسام تتحرك عينيها على صفحة وجهه للحظات طويلة قبل أن تقترب منه أكثر تقبله بلا مقدمات ، وهو لم يُبعدها بل قربها منه أكثر ، ما أن شعرت بيده يحاول فتح سحاب فستانها تخشب جسدها ، ابعدت نفسها عنه تتنفس بعنف تردف سريعا :
- مش دلوقتي لما مارسيليو يصفي طه الأول
ابتسم لها في هدوء يحرك رأسه لأعلى وأسفل
يردف بكل هدوء :
- هانت يا حبيبتي كلها أيام بسيطة ، وهعملك أكبر فرح في إيطاليا
اضطربت حدقتيها لا تعرف لما ، هي تحب سام ، سام معها منذ سنوات يعاملها كأميرة ، نزلت من فوق سطح المكتب ابتعدت عنه توليه ظهرها قبضت كف يدها تسأله ، تحاول أن يخرج صوتها هادئا :
- سام ، هو أنت هتتضايق لو أنا مش فيرجين
عقد جبينه متعجبا من سؤالها ، ومن ثم ابتسم يريح ظهره إلى ظهر المقعد يرفع ساقه يضعها فوق الأخرى يردد بكل هدوء :
- بس أنتِ فيرجين يا مار ، أنا عيني عليكي دايما ، وعارف أنك ما سمحتيش لحد أنه يلمسك ، ليه بتسألي السؤال الغريب دا ؟!
التفتت له وحاولت أن تبتسم تغير دفة الحديث تقول بنبرة أكثر مرحًا :
-أنت ناسي ولا إيه ، مش طه اغتصبني ، دا المعلم بتاع الحارة دا كله حتة علقة
ضحك سام عاليا قبل أن يشير إليها لتقترب منه فأردف ضاحكا :
- طب كان يعلمها وأنا كنت شرحته بأيدي ، صحيح أنتي نستيني ، الحارس اللي فتن لطه عليكي ، أنا قتلته إمبارح وسيبته في المشرحة تحت ، أنا نازل الأوضة بتاعتي ، عايزة حاجة قبل ما أنزل؟
تقززت ملامح وجهها اشمئزازا، تحرك رأسها للجانبين فضحك بخفة يربت على وجنتها برفق
وتركها ونزل لأسفل ، فارتمت تجلس مكانها وشردت عينيها وصوت خبيث أتى من الماضي يتسلل لعقلها
( بتجري من عمو ليه يا حبيبة عمو !!)
_________________
مع مطلع الفجر تقريبا بدأت تفتح عينيها ، حين وصل لأذنها صوت أذان الفجر يأتي من بعيد ، شهقت مذعورة انتفضت فرأت نفسها في غرفة مع رسل وملك ، نظرت إليهم مصعوقة تصيح خائفة :
- بنتي فين ؟ ، وإحنا فين ؟ وإيه اللي حصل ؟
ولا إجابة سوى البكاء يخرج من كل منهن ، فصرخت فيهن غاضبة:
- أنتي هتفضلوا تعيطوا ما حد يفهمني في إيه ومين اللي جابنا هنا ؟
- أنا!!
انتفض ثلاثتهم مع الصوت وتوجهت الأعين صوب باب الغرفة الذي فُتح وظهر وليد يقف أمامهم ، هبت رُسل واقفة اقتربت منه تسأله مذهولة :
- وليد إنت خرجت من السجن إزاي ؟
ضحك وليد يحرك رأسه يردف ساخرا :
- ياه يا رسل دايما كدة منفصلة عن الواقع عن الواقع أنتي ، دا أنا هربت وزورت حادثة موتي والحكومة افتكرت إني اتقتلت ، وبعدين ظهرت تاني بس بشخصية تانية ، ودلوقتي أنا من أكبر رجال الأعمال ، بس تقريبا بيجاد ما قالكيش عشان ما يخوفكيش ، اللي واقف قدامك وحيد التهامي دكتور في الأدب الإنجليزي
ومن ثم ضحك ساخرا ، اقتربت رُسل منه تقبض على تلابيب بعنف تصرخ فيه :
- أنا مش فاهمة اللي أنت بتقوله ومش عايزة أفهمه أنا عايزة ابني ، إبني فين يا وليد ؟
ابتسم رفع يديه يزيح كفيها عن ثيابه يربت على وجنتها بخفة يردد ساخرا :
- ما تخافيش ابنك معايا ، خايفة مع أبنك وهو مع خاله بردوا ، خليني بس أرحب بباقي ضيوفنا
دفعها أمامه ودخل للغرفة يفتح ذراعيه على اتساعهما يردد ضاحكا :
- أهلا وسهلا نورتوني ، روزا الجميلة شكلك تحفة بالحجاب ، ووتر سفيان الدالي ، خطيبتي اللي ما حصلش بينا نصيب ، ما تقلقوش عيالكوا في الحفظ والصون ، بس انتوا مش متخيلين أنا سعيد قد إيه انكوا ضيوفي ولو أن اقامتكوا هتكون مؤقتة
اقتربت وتر منه خطوة ودون مقدمات رفعت يدها وصفعته بعنف ، صفعة وتر القوية جعلت وجهه يلتف للناحية الأخرى ، احتدت حدقتيه غضبا ينظر إليها ، مد يده يقبض على خصلات شعرها القصيرة بعنف يقربها منه يردد يتوعدها :
- ليه يا وتر ، دا أنا لسه برحب بيكوا
صرخت ملك غاضبة قبل أن تدفعه في ظهره بعنف تصرخ فيه :
- ابعد عنها يا مريض
اختل توازن وليد كاد أن يسقط ، التفت لملك يصفعها بعنف ،لتسقط أرضا قبل أن يُلقي وتر جوارها ، ينظر لهما شرزًا ، نظر لرسل وابتسم في هدوء :
- ما تقلقيش يا روحي أنا مش هضربك أبدا ، أنتي أختي حبيبتي ، أنا بس هحرق قلب بيجاد على إبنه
اندفعت رسل إليه تلطمه على وجهه تصرخ فيه :
- أنت اتجننت دا إبني ، أنا مش هسيبك تاذي ابني ، خرجنا من هنا يا مريض
أحمر وجه وليد غضبا ليقبض على عنق رُسل بكفه بعنف يصرخ فيها غاضبا :
- حتى أنتي يا رسل ، طيب ماشي ، أنا
وقبل أن ينطق بكلمة أخرى اندفعت وتر ومعها ملك من الخلف يسقطانه أرضا ، صرخت رسل ابتعدت مذعورة ، وبدأت وتر وملك كل منهن تركله في بطنه بحذائها ، صوت صراخ وليد جذب حراسه من الخارج ، أسرعوا إلى الغرفة ، أمسك أحدهم بوتر والآخر بملك وقف وليد بتنفس بعنف ينظر لهما غاضبا تنساب قطرات الدماء من فمه ، تحرك ناحية وتر التي ما أن أقترب منها بصقت في وجهه تتوعده :
- هقتلك يا وليد الكلب ، هقتلك على اللي عملته فيا زمان ، وعلى اللي عملته في مراد ، وعلى كل المصايب اللي أنت عملتها ، موتك هيبقى على أيدي أنا يا قذر
ابتسم وليد يحرك عينيه على وجهه قبل أن يومأ برأسه يردف مبتسما :
- ماشي يا قلبي وأنا موافق ، تعالي نطلع نتحاسب أنا وأنتي لوحدنا ، راجل لمزة زي القمر
ومن ثم نظر لحارسه :
- هاتوهالي فوق للاوضة اللي فيها الصندوق ، وهاتوا كوكي معاها
جذبها الرجل بعنف يخرجها من الغرفة وهي تصرخ تتوعد لوليد بالكثير ، جذبها لأعلى رغما عنها صوب أحد الغرف دفعها رأت صغيرتها كايلا ممدة على أرض الغرفة هرعت إليها تحتضنها تحاول إيقاظها تردد مرتعبة :
- كايلا ، كوكي اصحي يا حبيبتي ، كايلا ردي عليا
- ما تخافيش دا مخدر بسيط ، مش هيأذيها ، مخلي دكتور أطفال هو اللي كاتبه شوفتي بقى أنا خايف عليها إزاي
نظرت وتر إلى وليد الواقف أمامها تحتضن الصغيرة إليها تبتعد بها للخلف ارتطم ظهرها بحائط أو زجاج خلفها سمعت منه صوت غريب ، لفت رأسها تنظر فيما ارتطمت لتصرخ مذعورة تبتعد عن صندوق الأفاعي المخيف خلفها ، في حين ضحك وليد عاليا يسخر منها :
- حياة بردوا بتصرخ كدة لما تشوفه ، إيه رأيك ندخل كوكي الصغيرة فيه
زادت من ضم الصغيرة إليها ، توسعت حدقتيها ذعرا تبحث عن مخرج ولا تجد ، تهدجت أنفاسها تسأله مذعورة :
- أنت عاوز ايه يا وليد ، الحكاية اتقفلت من سنين ، كفاية اللي عملته فيا ، دي طفلة صغيرة مالهاش ذنب في اي حاجة ، رجع كايلا لجبران ، ودخلني أنا مكانها ، أنا موافقة صدقني مش هعترض على أي حاجة تقولها
ابتسم وليد في خبث مخيف يومأ برأسه تحرك صوب المقعد الوحيد الموجود في الغرفة يرفع ساقا فوق أخرى يحادثها بكل تعالي :
- ديل موافق ، هرجع كايلا وماليش دعوة بيها دي عيلة صغيرة مالهاش ذنب ، بس بشرط
عقدت جبينها تنتظر شرطه القذر مثله ، لاحت ابتسامة خبيثة واسعة على شفتيه يغمغم بكل استمتاع :
- Take off your clothes, baby