رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثلاثون بقلم ميمي عوالى
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
30
#خلف_قضبان_القلوب
الفصل الثلاثون
تقف سوزان و تقول ليونس بسخرية : للاسف يا يونس .. انت عمرك مافهمتنى
يونس بصدمة : انا يا سوزى
سوزان و هى تتركه متجهة للداخل : انا هروح اشوف ماما .. بعد اذنك
يونس بحدة : انا لسه مخلصتش كلامى
لتلتفت سوزان مرة اخرى و تقول بتنهيدة ثقيلة : عاوز تقول ايه تانى
يونس باستنكار : انتى مين ، ايه اللى حصل لك ،
ده انتى عمرك ماكنتى بتتعاملى معايا بالشكل ده
سوزان : انهى شكل يا يونس
يونس بتردد : بالتجاهل ده
سوزان : رغم انى مش بتجاهلك و لا حاجة ، لكن طريقتى الاول كانت خانقاك ، ايه بقى اللى مزعلك دلوقتى و انا يادوب فكيت الطوق اللى كان خانقك
يونس : انتى مش فاهمة حاجة
سوزان : طب ماتفهمنى
يونس : ماهو للاسف مش هتفهمى
سوزان بسخرية : شكرا على ثقتك الغالية
يونس : و مش انتى لوحدك اللى مش هتفهمى ، عمر ماحد فيكم هيفهم احساس العجز اللى كان جوايا كان عامل فيا ايه
يوزان باستنكار : عجز
يونس ببعض الانفعال : ايوة عجز ، انتى فاهمة يعنى ايه ابقى واحد فى عمرى ده و بعد ما كنت انا اللى بساعد الكل و الكل بيعتمد عليا ، فى غمضة عين ابقى حتى مش قادر انى ااكل نفسى و لا حتى اعمل حمام لوحدى ، عارفة يعنى ايه ييجى واحد لا اعرفه و لا عمرى شفته قبل كده يلزقلى لمجرد انه يبقى مسئول عن نضافتى الشخصية
عارفة يعنى ايه ابقى زى اللعبة فى ايديه و هو بيقلب فيا يمين و شمال من غير ما يفكر انه حتى بيوجعنى بايديه دى كل شوية بحجة ان جسمى مايجيلوش قرح فراش
ثم اكمل باحباط : عارفة يعنى ايه اتحرم من لمتى معاكم وقت الاكل لمجرد انى مش عاوز ماما تأكلنى فى بقى زى البيبى و اشوف نظرات همس ليا فى الوضع ده
سوزان : بس ده كان شئ طارئ و خلاص راح الحمدلله
يونس : بس اللى انتى كنتى بتعمليه معايا كان محسسنى انى زى ما انا يا سوزى
سوزان : انا
يونس : انا فاهم ان اهتمامك بيا ده من احساسك ان ده واجب عليكى لكن …
سوزان بفضول : لكن ايه
يونس بحيرة : صدقينى مش عارف ، بس كل اللى اقدر اقولهولك انى ماحبيتش نظرة الشفقة اللى كانت فى عينيكى ليا طول الوقت ، عاوز ارجع فى عينيكى يونس القوى بتاع زمان
سوزان : رغم انى عمرى مانظرتى كان فيها السفقة دى زى مابتقول ، بس انت تقصد من غير مساعدة من اى حد عموما ، و اللا تقصد من غير مساعدة منى انا بالذات 🙄
يونس : هتزعلى تانى لو قلتلك منك انتى بالذات
سوزان بدهشة : طب اشمعنى انا
يونس بتفكير : مش عارف ، يمكن كنت فرحان و مبسوط من اهتمامك ده اول مارجعتى من السفر ، كنت بفرح باصرارك انك تحضرى الجلسات مع دكتور العلاج الطبيعى
كنت بفرح باستفسارك منه و اسئلتك الكتير عن كل كبيرة و صغيرة ، و ما انكرش ان ليكى دور كبير فى التطور اللى حصل معايا ، لكن .. كل ما كنت بتقدم خطوة .. الاقى اهتمامك زى ما هو مابيقلش و كمان خوفك عليا بيزيد ، و ده كان بيدينى احساس بالخوف من انى ما اكملش
و لما سافرنا .. كان جوايا لخبطة كبيرة بسبب كل اللى كان بيحصل حوالينا و تطور حالتى ، و كمان .. كانت اول مرة ازور نور الله يرحمها من وقت الحادثة ، عارف انك وقتها كنتى بتحاولى تساعدينى اطلع من كل ده .. بس انا كنت عاوز اطلع بنفسى من غير مساعدة من اى حد حتى ماما ، لكن انتى وقتها
سوزان : ماديتلكش مساحة
يونس : طول عمرنا كنا بننفعل على بعض و نسامح و ننسى ، اشمعنى المرة دى اللى طولت معاكى بالشكل ده
سوزان بخفوت : لان كلامك جرحنى
يونس : انتى عارفة و متاكدة انى عمرى ما اقدر اعمل كده ، صدقينى ماكنتش اقصد .. سامحينى
سوزان : انت كمان سامحنى ، واضح انى فعلا كنت مزوداها
يونس بمرح : خالص ، ده انا حتى وحشنى جدا اللى كنتى بتعمليه
سوزان : طب انا هدخل اشوف ماما بقى
يونس باستدراك : بس انتى ليه قلتى ان عمرى ما فهمتك
سوزان بحمحمة : ماتشغلش بالك بقى
يونس بالحاح : انا قلتلك كل اللى جوايا ، ليه انتى كمان ماتطلعيش كل اللى جواكى و نبقى اتصافينا صح
سوزان بتهرب : اسمع بقى .. احنا هنقعد نرغى و نسيب كل حاجة لحد امتى ، و بعدين شوية و هتلاقى الناس اللى عاوزة تعزى قربت توصل ، و عاوزة ادى خبر لماما ، و كمان عاوزين نشوف مريم فين و هتيجى امتى .. ماينفعش نسيبها لوحدها كده ابدا
يونس : ماشى .. انا جاى معاكى
اما بالداخل فكان زكريا يتحدث الى فاطمة قائلا : يا ماما الناس هتتكلم و تسال عن سبب عدم وجودها فى عزا ابنها
فاطمة باصرار : اللى يسال عليها نقول له ان اعصابها تعبانة من امبارح ، و انها مش هتقدر تاخد عزا تانى يا زكريا ، احنا اتكلمنا معاها بما فيه الكفاية و ما عنديش اى استعداد انى اكلمها النهاردة و اقول لها تعالى اقعدى وسطنا و خدى عزا ابنك
زكريا : ايوة يا ماما .. بس
فاطمة بحزم : مابسش يا زكريا ، اقفل بقى على الموضوع ده .. انتهينا خلاص ، هى اصلا مش فى دماغها حاجة غير الفلوس و جوزها و بس ، حتى ولادها مش على بالها ، و لا رامى و لا حتى اللى راح الله يرحمه
لتدخل عليهم سوزان قائلة : صباح الخير
فاطمة بتنهيدة صغيرة : اهلا يا حبيبتى صباح الخير
سوزان و هى تدقق فى ملامح فاطمة : انتى كويسة
فاطمة و هى تنفى برأسها : قلبى واجعنى على اللى راح يا بنتى
سوزان بتعاطف : كلنا يا ماما مش لوحدك ابدا ، الله يرحمه ، بس عشان خاطرى حاولى تهدى اعصابك شوية ، بلاش تبقى مشدودة كده عشان خاطر صحتك ، احنا كلنا محتاجينك
فاطمة بتنهيدة مثقلة : ربنا كريم يا بنتى .. طمنينى رامى عامل ايه و بقية الولاد
سوزان بحزن : مش هكدب عليكى .. لولا زهرة بالليل ما كانش بطل عياط ، الحقيقة هى اللى عرفت تتعامل مع الولاد كلهم ، و عشان كده طلبت منها تفضل مع الولاد و ماتجيش العزا النهاردة عشان مانضطرش ان الولاد يحضروا تانى ، كقاية عليهم امبارح
فاطمة : احسن برضة ، كتر خيركم ، و ربنا يبارك لزهرة .. شايلة عننا كتير هى و بدر
سوزان : دول مكسوفين اوى من حضرتك عشان مش جايين
زكريا : زهرة كلمتنى و طلبت منى اعتذر لماما و لمريم
سوزان بانتباه : هى مريم فين صحيح ، و ازاى تسيبوها تخرج لوحدها كده
و عندما لم تجد رد قالت بفضول : انتو مخبيين حاجة و اللا ايه ، ايه الحكاية
يونس : اسمعى يا سوزى .. انا عارف كويس ان اللى هقولهولك ده مش هيطلع منك لاى مخلوق من غير ما اطلب منك ده ، و انتى بالذات ماينفعش نخبى عنك
سوزان بقلق : فى ايه يا يونس ماتتكلم على طول قلقتنى
ليشرع يونس فى سرد ماحدث و بعد ان انتهى من حديثه ، قالت سوزان ببكاء : و هى فين دلوقتى
فاطمة : فى بيتها
سوزان بعتاب : ازاى بس يا ماما تسيبوها لوحدها بعد كل الكلام ده ، افرضوا فكرت تعمل حاجة فى نفسها
يونس بسخرية : مين دى .. مريم
زكريا بقلق : بس برضة وارد ، انا هروح اتطمن عليها
سوزان : خدنى معاك ، و من غير ماتقولوا ، اكنى رايحة اتطمن عليها و خلاص
و قبل ان يعترض يونس .. قالت فاطمة : سيبهم يا يونس ، على الاقل نبقى عملنا اللى علينا لاخر لحظة
اما بمنزل مريم .. فما ان استيقظت صباحا ، قامت بالاستعداد للذهاب الى البنك ، و عندما همت بمغادرة المنزل سمعت رنين الباب ، و عندما ذهبت لاستطلاع القادم ، وجدت امامها ماجى بصحبة مجدى و سامى ، و ما ان راتها ماجى قالت : البقية فى حياتك يا مريم ، احنا مارضيناش نيجى بالليل عشان مايحصلش اى احتكاك بيننا و بين زكريا
مريم : اتفضلوا
سامى : البقية فى حياتك يا مدام مريم
مريم : شكرا يا سامى بية
مجدى : البقية فى حياتك يابنتى ، انا عرفت ان حاتم بية لسه برة
مريم : ايوة .. مالحقش ينزل ، و عنده حاجات كتير هناك لسه محتاج يخلصها
مجدى : الله يكون فى العون ، و يصبركم
مريم : متشكرة
ماجى : لولا ان طنط فاطمة و اخواتك كانوا ممكن يقابلونا بطريقة مش حلوة كنا اكيد سالنا على زين الله يرحمه و هو فى المستشفى ، بس الحقيقة احنا كمان ماعرفناش غير فى اخر لحظة يوم فرحنا ، مانتى عارفة ان ماعداش على فرحى انا و سامى غير ايام
لتومئ مريم راسها ايجابا دون تعليق ، فيقول مجدى بفضول : انا شايفك كنتى بتستعدى تخرجى ، احنا معطلينك و اللا حاجة
مريم بتردد : ابدا .. اصل العزا النهاردة فى بيت بابا و انا يعنى كنت رايحة على هناك
ماجى بدهشة : و اشمعنى يعنى
ليسمعوا صوت زكريا و هو يدخل عليهم قائلا : لان كل اللى موجودين هناك ماحدش فيهم متورط فى موته يا ماجى
ليقف سامى قائلا : اهلا يا زكريا باشا .. البقية فى حياتك
زكريا : البقاء لله وحده
مجدى : ازيك يا زكريا .. عاش من شافك
زكريا : و الحقيقة انا اتمنى انكم ماتعيشوش اكتر من كده
ماجى بحده : هو فى ايه يا زكريا ، ايه الطريقة اللى بتكلمنا بيها دى ، هى برضة دى طريقة تقابل بيها ضيوفك اللى جايين يعزوكم
زكريا بحدة : اولا انتم مش ضيوفى ، ثانيا .. ان دى فعلا تبقى اول مرة اشوف بعينى المثل اللى بيقول يق . تلوا الق.تيل و يمشوا فى جنازته
مريم بغضب : كفاية يا زكريا
زكريا : ايه .. خايفة على مشاعر شركاتك ، و اللا ماكنتيش ناوية تقوليلهم ان قرفكم كله انكشف و ان ابنك راح ضحية عمايلكم الو . سخة
ماجى : هو فى ايه بالظبط .. مين ده اللى راح نتيجة عمايلنا ، انت عمال تتكلم بالالغاز من وقت ما دخلت علينا ليه
زكريا بتهكم : معذورة . اصل الهانم المبجلة اختى من كتر حزنها على ابنها .. نسيت تقوللكم ان موته كان بسبب الس . م اللى كنتوا بتستوردوه
سامى ببهوت : ايه الكلام الفارغ ده
زكريا : مش كلام فارغ يا سامى بية ، اهى قدامك اهى اسالها
مجدى بخوف : الكلام اللى اخوكى بيقوله ده صحيح يا بنتى
مريم بحدة : كفاية بقى كفاية ، انا مش عاوزة اسمع كلام فى الحكاية دى تانى
زكريا : و لما ماتسمعيش يا مريم ، اللى عملتوه هيتمسح و اللا ابنك هيصحى تانى
سوزان برجاء : كفاية يا زكريا عشان خاطرى
مريم بغل و هى تنظر لسوزان : لا بجد ، ايه .. صعبانة عليكى يا ست سوزى و اللا جاية تشمتى فيا
سوزان بصدمة : اشمت فيكى ، واشمت فى ايه .. فى موت زين ، انتى اتجننتى
مريم : لا ما اتجننتش ، و اوعى تفكرى انك لما تعرفى حاجة زى دى ان رايى فى مامتك هيتغير ، هتفضل فى نظرى رد سجون زى ما هى و مافيش حر…
لتصمت مريم فجأة و تضع يدها بصدمة على وجهها بعد صفعة قوية من زكريا و هو يقول بازدراء : لو موت ابنك مافوقكيش و مانزلكيش من عنجهيتك الكدابة دى .. يبقى هتفضلى طول عمرك اللى باقى لك و انتى تايهة عن حقيقتك السودا اللى جواكى
ثم التفت الى سوزان و قال بسخرية : آدى اللى كنتى بتلومينا عشانها و كنتى خايفة لا تعمل حاجة فى روحها ، ماهياش هنا اصلا ، ياللا بينا .. ماعادليناش مكان هنا
ثم التفت اليهم مرة اخرى قائلا بتحذير : تعملوا حسابكم انكم لو طلعتوا منها المرة اللى فاتت الا انكم لو فكرتوا تكرروها مرة تانية .. انا اللى هحبسكم كلكم بايدى و اولكم اختى اللى مسكنة الشيطان جواها و سايباه يبرطع فى دماغها و قلبها لحد ماخلاها ماشية لهلاكها برجليها و هى متغمية
ثم اتجه الى الخارج صحبة سوزان تاركا اياهم فى صدمتهم ، ليقول مجدى : هو ايه اللى حصل بالظبط و خلاهم عرفوا كل ده ، و ازاى ابنك مات بسبب اللحمة و هو كان خرج من المستشفى و بقى زى الفل هو و اخوه
و عندما وجد مريم صامتة ، قال بحدة : مانتى لازم تقوليلنا ايه اللى حصل ، احنا من حقنا نفهم
ماجى : اهدى بس يا بابا و استنى نفهم
مجدى : نفهم ايه ، الا اذا كان لولا زكريا جه و قال اللى قاله ، يمكن كنا مشينا من غير مانعرف المصيبة دى
مريم بامتعاض : اعتبر انك ما سمعتش حاجة
سامى : ازاى بس يا مريم هانم
مريم : الموضوع خلص و اتقفل ، و انتم بنفسكم قولتولى الكلام ده
سامى : بس معنى الكلام اللى زكريا قاله ان الموضوع اتعرف لناس تانية بعيد عن الحكاية ، و ده يخلينا نحط فى اعتبارنا ان ممكن يكون حد تانى عرف و تحصل شوشرة احنا فى غنى عنها
مريم : اكيد اخواتى مش هيعملوا شوشرة عليا انا و جوزى
مجدى : الخوف مش من اخواتك يا مريم ، الخوف من ان حد تانى يستغل الكلام ده و ممكن يحاول انه يساومنا و اللا يهد.دنا
مريم : ماتقلقوش ، هم بس عرفوا بسبب المخازن مش اكتر
مجدى بفضول : هو حاتم بية مارجعش معاكى من برة ليه
مريم : ماقلتلكم .. مالحقش يخلص شغله هناك
ماجى : مالحقش ايه يا مريم ، واحد مكانه كان ساب كل حاجة و نزل فورا
سامى بترصد : و اللا هو ناوى يفضل هناك على طول
مريم بحمحة : لسه ما قررناش
ماجى : لااااا .. ده كده الموضوع فيه ان يا مريم ، انتو كده هربانين من حاجة و مش عاوزين تفتحوا عينينا ، اتكلمى على طول و قوليلنا انتو هربانين من ايه
مريم باستنكار : هنهرب من ايه انتى كمان ، مافيش حاجة نهرب منها ، كل الحكاية اننا مش قادرين نقعد هنا دلوقتى بعد اللى حصل ، هو بالساهل ان ابنى يروح منى كده فى لحظة ، و كمان احس بالذنب فى موته
مجدى : ماهو ده اللى مش فاهمه ، ايه علاقة اللحمة بموته
مريم : زين كان ضعيف ، و التس .مم اللى حصل له كان له تفاعلات تانية اثرت على الكبد و الامعاء و عشان سنه الصغير و مناعته ما اتحملش كل ده .. حصل له نزيف داخلى و ماقدروش يلحقوه
ماجى : طب ما كده بقى .. يبقى موته مش بسبب التس .مم اللى حصل لهم
سامى : كده يبقى التس .مم كان البداية يا ماجى
ماجى : هو اللى مناعته كانت قليلة ، احنا مالناش دعوة
مريم : ده من وجهة نظرك لوحدك ، لكن ماما و اخواتى محملينا كلنا ذنب موته
ماجى : هو فى حد فينا كان عارف ان ممكن يحصل حاجة زى كده
مريم : بس حصلت يا ماجى ، و لما حصلت .. جت فى ابنى انا
مجدى : انا عارف ان خسارتك كانت كبيرة ، بس نصيبك كده
ماجى : يعنى انتى و حاتم قررتوا تسيبوا البلد بسبب كلام اخواتك
مريم : تقريبا .. العلاقات متوترة و ماحدش فينا هيعرف يتعامل مع التانى لفترة مش قليلة
مجدى : طب و ابنك التانى .. هتاخديه معاكى هو راخر
مريم : لسه مش عارفة
مجدى : مش عارفة ده ايه ، هتستغنى عنه يعنى ، هو فى ام تقدر تستغنى عن ضناها
مريم بسخرية لاذعة : لااا يا مجدى بية ، السؤال ده مش فى محله خالص ، ده حتى ماجى سباقة فى الحكاية دى
ماجى بحنق : جرى ايه يا مريم ، لازمته ايه كلامك ده دلوقتى
مريم بامتعاض : مالوش لازمة يا ماجى ، انا بس برد على كلام باباكى
سامى : يا جماعة من فضلكم خلونا فى المهم ، هل كده فى خطر علينا من تانى ، اخواتك ممكن يبلغوا
مريم باستنكار : ماتوزن الكلام يا سامى بية ، هيروحوا يبلغوا عن اختهم و يسجنوها
سامى : اللى اعرفه عن اخواتك انهم مابيماينوش للجن ذات نفسه ، يعنى الصراحة .. ماينضمنوش ، و لما نلاقي حاتم بية مش عاوز يرجع و انتى كمان ناوية تطيرى من تانى .. يبقى الحكاية ماتطمنش
مريم : هى القضية ظهر فيها اى جديد
سامى : ابدا .. القضية اتقفلت من وقت ما طلعت و رسيت على اهمال و مش من طرفنا كمان
مريم : يبقى خلاص ، و الحقيقة انا ماعنديش حاجة تطمنك غير الكلام اللى قلتهولك ، و ماتنساش اننا كلنا فى مركب واحدة ، يعنى لو حد فينا فى خطر . هنبقى كلنا فى نقس دايرة الخطر دى
لينهض سامى و يقول : على العموم .. احنا حبينا نيجى نعمل الواجب ، رغم اننا كنا المفروض مسافرين ، بس اجلنا سفرنا لحد ما تيجى نعزيكى
مريم : ميرسى يا سامى بية .. كلك واجب
ماجى : و انا هفضل على اتصال بيكى على طول ، و لو جد اى جديد ياريت تبلغينا على الاقل عشان كلنا ناخد حذرنا
مريم : اكيد .. و انتم كمان لو حصل اى جديد و انا ما اعرفوش ياريت تبلغونى
مجدى : ماشى .. هنسيبك احنا بقى تشوفى حالك ، و البقية فى حياتك مرة تانية
و بعد انصرافهم .. تقوم مريم بمهاتفة حاتم الذى قال لها على الفور : عملتى ايه .. روحتى البنك
مريم : لسه
حاتم : و ايه اللى مأخرك كل ده
لتقص عليه مريم كل ما حدث منذ ان استيقظت من نومها ، ليقول : معنى كده انك لو عرضتى التلاجات على مجدى و اللا سامى ممكن يقلقوا بزيادة
مريم : مانا كلمتك عشان كده
حاتم : مش مشكلة انا هتصرف فى التلاجات من هنا
مريم : هتتصرف ازاى من عندك
حاتم : ماتشغليش بالك انتى بقى ، انتى بس حضرى ورقهم عشان اما اظبط الدنيا هبعتلك المشتري على الامضا بتاعة العقود
مريم : ماشى
حاتم : و انتى تروحى على البنك تخلصى موضوع الودايع زى ما اتفقنا و تحوليلى الفلوس وقتى قبل ما تتحركى من البنك
مريم : ماشى
حاتم : هتعملى ايه مع رامى
مريم : مش عارفة بس طالما الحكاية وصلت لكده مع ماما و اخواتى ، يبقى اجهز ورقه و اجيبه معايا و انا جاية بس ماما حذرتنى انى اقرب منه
حاتم بحدة : ده ابننا احنا و مافيش مخلوق يقدر يمنعنا عنه ، تطلعى من البنك تاخديه و لو لزم الامر تشوفى مكان تقعدوا فيه بعيد عن الفيلا على ماتخلصى كل حاجة
مريم : يبقى اسيبه معاهم على ما اخلص انا حاجتى كلها و بعدين ابقى اخده ، على الاقل ابقى مركزة فى اللى بعمله
حاتم : و هو هيقل تركيزك فى ايه
مريم : على الاقل ابقى عارفة انى لو خرجت و سيبته هرجع الاقيه مكانه ، ما ارجعش الاقى حد منهم جه اخده من تانى و انا مش موجودة
حاتم : ماشى .. المهم ماتطلعيش برة مصر الا و هو قى ايدك .. مفهوم
مريم بضيق : خلاص ياحاتم خلصنا
حاتم : طب و هتعملى ايه فى ميراثك
مريم بحزم : لأ.. نهدى شوية و مش لازم العداوة تبقى بالاوى كده ، سيب حكاية الميراث دى شوية
حاتم باصرار : بس احنا محتاجين الفلوس ، لازم نبتدى هنا كبار عشان نفضل كبار
مريم : الفلوس بتاعة التلاجات و الفيلا و الودايع مش قليلين ، دول ملايين
حاتم : بس برضة ماتنسيش فرق العملة
مريم : برضة مش قليلين ، انا هقفل معاك عشان الحق اخلص البنك .. سلام
ليمر ما يقرب من الشهر على وفاة زين ، و كان زكريا يجلس بمكتبه بالشركة حين دخل عليه يونس قائلا ببعض الحنق : عرفت اللى الهانم و جوزها بيعملوه
زكريا : تقصد تصفية حساباتهم
يونس بدهشة : انت كنت عارف
زكريا : عرفت امبارح
يونس : و ماقلتليش يعنى
زكريا : ما حبيتش اتكلم قدام ماما ، و النهاردة نسيت و ماجاتش فرصة
يونس : دول حتى بيبيعوا الفيلا ، انت عارف الكلام ده معناه ايه
زكريا : متهيالى
يونس : طب و رامى ، تفتكر هتسيبه فعلا معانا زى ما ماما قالتلها
زكريا بتفكير : مايتهيأليش
يونس : يعنى هتاخده غصب عننا
زكريا : ماتنساش انه ابنها
يونس : و مش امينة عليه و لا على مستقبله لا هى و لا ابوه
زكريا : طب تفتكر هنمنعه عنها ازاى يعنى يا يونس ، هنخبيه مثلا
يونس : ننبه على زهرة و سوزى انها ما تهوبش ناحيته
زكريا : طب و يعنى تفتكر ان زهرة و اللا سوزى يقدروا يقفوا فى وش مريم
يونس : يبقى مافيش غير ماما
زكريا : و الله انا خايف على ماما من كل اللى بيحصل ده لا يأثر على صحتها بعد كده
يونس : للاسف مافيش فى ايدينا حاجة غير كده
زكريا : خلاص .. هبقى اخد ماما و زينب و اوديهم عندى فى البيت يقعدوا مع خالتى و البنات
يونس : ماشى .. و انا هاجى معاك
زكريا : انت اتصالحت مع سوزى
يونس : يعنى
زكريا : يعنى اتصالحتوا و اللا ما اتصالحتوش
يونس : اتكلمت معاها وقت العزا و شرحتلها انى ماكنتش اقصد و اعتذرت لها
زكريا : و هى
يونس بحيرة : مش عارف
زكريا : مش عارف ايه بالظبط
يونس : يومها قالتلى جملة مش قادر اشيلها من دماغى و مش عارف كانت تقصد بيها ايه بالظبط
زكريا : جملة ايه دى يا ترى
يونس : قالتلى انى عمرى ما فهمتها
زكريا : حقيقى
يونس بصدمة : انت كمان بتقول كده ، طب ازاى ، دى متربية على ايدينا
زكريا : و عشان كده كنت دايما بتعاملها معاملة الوصى يا يونس ، و متهيالى ان الاوان انك تغير نظرتك للامور من ناحيتها على الاقل