رواية فراوليكا الفصل الثاني 2 بقلم مريم السيد

 

رواية فراوليكا الفصل الثاني بقلم مريم السيد


-أنا مش موافقة! 
جملة خرجت مني تحت صدمتهم كلهم، ماهو غريبه ي جدعان اللي كنت بحكي لماما عليه دايمًا، إنه إنسان جميل ونفسي يشوف حبي وكنت أتضايق لما والدتي تقولي فوقي لنفسك يا مريم ده مش شبهك... 
دلوقتي أرفضه؟ 
-أنتِ بتقولي أيه يا بت أنتِ؟ 
رد خرج من أحمد بعصبيه، رجع خطوات تاني وغير نبرة صوته لأهدى شويه وقال: 
-مريم فوقي أنا أحمد، أحمد إللي كنتِ بتتمني كلمة منه! 
إبتسمت ببرود وقلت: 
-كُنت... أديك قلتها فعل ماضي مبني على النسيان! 
سبتهم ودخلت أوضتي، بعد خمس دقايق سمعت صوت الباب وهو بيتقفل، بعدها لقيت والدتي داخله عليا بنظرات غريبه وقالت: 
-مُمكن أفهم إللي حصل من شويه ده؟ 
ضميت رجليا عليا وأنا بلف إيديا حوالين رجليا وقلت بمتاهه: 
-مـعرفش يا ماما، لما لقيته واقف وبيتقدملي رسمي، حسيت إني مش مرتاحه، مش مطمنه، مش عاوزاه! 
حسيت إنه مش سعادة البنت إللي بتبقى طايرة من الفرحة وهي شايفه حبيبها بيتقدملها! 
أنا حاسه إني محبتهوش، وإني كنت منبهره بيه مش أكتر، أنا محتاجه إللي شبهي يا ماما، إللي محسش إني ببذل طاقه ومجهود علشان أعرف أتكلم وأتعامل معاه زي ماهو عاوز، أنا عاوزه أعمل كل حاجه على راحتي مش على راحته! 
والدتي طبطبت عليا بحنيه وقالت: 
-كـبرتي وبقيتي بتعرفي تاخدي قرارات، وعامةً أنا فخورة بيكي يا مرمر! 
أبتسمت لما قالت "مرمر" قبل ما تخرج قلت بتساؤُل: 
-ماما تعرفي واحده إسمها خيداوية كانت صديقة ستي الله يرحمها؟ 
ماما وقفت فجأة وقالت: 
-أنتِ شوفتيها؟ 
-أه قابلتها، محمد زميلي في الكليه قالي إنه جدته شافت صورتي مع صور الدفعه وهو بيفرجها وقالتله أنا عاوزه البنت دي ولما حكالها عني أصرت تقابلني، وهي حكتلي إنها صديقة جدتي الله يرحمها. 
-تعرفي توديني؟ 
لما لقيتها بتسألني بتوهان مش مركزه في كلامي ولا تفسيري ليها المزيف إللي بتعرفه من غير ما أتكلم. 

في مكان تاني ووقت تاني، كان بيلبس علشان يخرج زي عادته يجري، بس وقف لبس لما شاف من الشباك طيفها، بس مش لوحدها!، لأ دي مع ست تدل إنها أمها، لبس تيشرت سريعا ونزل بسرعه، وقف قصادها بتعلثم وهي بيلتقط أنفاسه: 
-هو أنتِ جيتي ليه؟ 
بصتله بطرف عينيا بضيق فصحح كلامه وقال: 
-مقصدش مقصدش والله، أقصد يعني غريبه تيجي لوحدك!؟ 
بصيت على ماما وإبتسمت، كمل كلامه هو وقال بتساؤل: 
-دي مامتك صح؟ 
هزيت رأسي بإيجاب، ومحمد رحب بيها وقعدها في الجنينه وقال: 
-أعتقد يا مريم مجبتيش والدتك من فضى كده! 
أكيد هتتقدميلي، بس علفكره أنا أقل من ٥٠٠ جنيه مش موافق على الجوازه دي! 
ماما بصتله بأستغراب وأنا ضحكت وقلت: 
-طيب يلا يا عروسه نادي على عصفورتك علشان ماما عاوزه تكلمها على طلباتك يا عروسه. 
لوح بإيديه بطريقه رسميه وقال بأبتسامة: 
-خمس دقايق وهكون انا والعصفوره والغراب الصغير! 
لما مشي ماما بصتلي بنظرات تساؤل كتير، بعد مدة قصيرة قلت بتنهيدة: 
-مش زميل بس صديق كمان، بطلي تبصيلي كده ي ماما أنا متوتره! 
طبطبت عليا وقالت بطريقه جدية: 
-مش كل حاجه تنفع تبقى عادي وقرارك يبقى لوحدك! 
كنت لسه هتكلم بس قاطعنا صوتها وهي بتقول: 
-بنت الغاليه؟ 
ببص على ماما ملقتهاش بس هي في حضنها دلوقتي، كانت بتعيط، بتعيط جامد وكأنها كانت حابسه دموعها مده كبيره، خيداويه كانت بتطبطب عليها بحنيه وبتقول بهدوء: 
-إهدي يا حبيبتي إهدي، مش هحب أشوفك كده! 

قومت من مكاني لما لقيتهم بدأو يتكلموا، كنت بلف حوالين البيت، شكلة هادي وجميل، حنين، مينفعش أقيم هنا سنه كده ولا إتنين؟، بيت خالي من أي دوشة، صوت النقشبندي واصل لودني من أوضة من أوض البيت. 
حسيت بخيال ورايا، قلت وأنا بمشي بأيديا على القطة: 
-هتفضل واقف ورايا كتير كده؟ 
فرك في فروة شعره وقال: 
-أنتِ جيتي ليه؟ 
حاسس مش علشان والدتك في حاجه تاني مضايقاكي؟ 
قعدت على الجنينة وأنا حاطه القطة على حجري قلت بتنهيدة: 
-إتقدملي وأنا رفضت! 
بص ليا باستغراب فكملت وقلت بتنهيدة: 
-أحـمد إتقدملي، وأنا رفضت من غير ما أسمع منه أي كلمة، كنت مستغربه نفسي إزاي عملت كده وليه؟ 
بس ملقتش غير وأنا بقول لأ!، لأول مره أعرف أقول لأ، مش عارفة كلامك كان صح ولا أنَا صعبت عليا نفسي وقلت أرفضه علشان محسش إنه مليش شخصيه، ولا أنا بحبه وبكابر نفسي. 
كنت بتكلم وأنا بشد في عشب الجنينه بضيق: 
-كل حاجة ضلمت يا محمد، مش عارفة أعمل إيه وأمشي إزاي!! 
إتخضيت لما مسك إيديا وهو بيوقفني من تقطيع العشب، بعدت إيديا بتوتر وقلت بضيق: 
-أنتَ بتعمل أيه؟ 
بصلي بتبرير وقال بهدوء: 
-صدقيني مقصدش، بس انتي بصي إيديكي بقيت إزاي ومش حاسة بنفسي بهدلتي هدومك إزاي؟! 
قمت من مكاني ورتبت هدومي وقلت بضيق: 
-وده مش مبرر يخليك تمسك إيديا يا محمد!! 
قـرب مني بغضب هادي وقال: 
-لـو شايفه ده مش مبرر إمشي من هنا ومتجيش تاني! 
بصيتله بصدمة وقلت بسخرية: 
-أنتَ بتقول إيه؟ 
حط إيديه في جيوبه وقال ببرود: 
-أعتقد سمعتي يا مريم! 
ضحك بسخرية وقلت: 
-مريم؟ لأ وكمان بتأكد أللي سمعته!! 
ده أنتَ فعلا بقى إنسان حيوا**، وأنا غلطت لما سمحت من الأول علاقتي بيك تتعدى حدودها وقابلتك!
إللي صدمني تصرفاته الامبالاة وأبتسامته الغريبه، رجعت لورا لما لقيته بيقرب مني وبيقول: 
-وأنا كمان غلطت لما سمحت لنفسي أكون مع بنت ٣ سنين وهي مش شايفه غير اللي عاوزه تشوفه! 
مكنتش فاهمة إللي بيحصل، وأيه التغير المفاجئ إللي حصل ده؟، مش محمد ولا دي علاقتنا ببعض!، لما عدى شهرين وإحنا مبنتكلمش وقتها حسيت فعلاً إنه مبقاش في محمد تاني، بس هو سابني تايهه، مفهمنيش السبب، خلافي أنا وهو بسبب ماسكة إيديا أكيد مـش كافي يخليه يبعد بالطريقه دي ويعاملني بالطريقه دي. 
كـنت قاعده على الفيس بوك وبتفرج على شويه فيديوهات وبوستات، لما لقيت الأك بتاعه مكتوب فيه "مرتبط" حسيت بثقل على قلبي، ممكن محمد علاقتي بيه مش أكتر من صحاب وأخـوات، بـس عمري ما كنت بفكر أنه في يوم هييجي وتنقطع علاقتي بيه بسبب إنسانه دخلت حياته، وتكون نهاية صداقتنا بالطريقة الغريبة دي! 

مُـمكن الحياة تديك كل حاجه، وتعشمك على إنك إنسان محظوظ، وممكن كَمان تحسسك إنك إنسان شئيم، متستاهلش تعيش زي باقي الناس.
 لا الدنيا بتفيق، ولا حد بيعرف يتغير فينا من أول وجديد، بنفضل رابطين حياتنا بكل كواليس مرينا بيها وناس شافتها فيلم رائع أنتاجه مذهل! 

-مـش معقول مريم هنا؟ 
بصيت على مصدر الصوت وسندت بكوباية القهوة، لما لقيتها بنت جميلة، ملامحها هادية ولبسها بسيط ومحتشم، أستغربت لما لقيتها عارفاني، فأي بني آدم بيبقى رده المعروف: 
-حضرتك تعرفيني؟ 
قـربت مني بهدوء ومدتلي إيديها وقالت بأبتسامة: 
-أكـيد أنا فـيروز إللي قابلتك في المكتبة نسيتي ولا إيه؟ 
كملت بإبتسامة من الودن للودن وقالت: 
-شكلك جميل أوي بالدريس ده، كُـل مره بنبهر من شكلك وأستايلك، بجد يبخت إللي معاكي. 
إبتسمت ليها وحضنتها لما قالتلي انها لازم تمشي، رجعت لترابيزتي ولميت حاجتي وكنت على وشك المغادرة، بس وقفت لما لقيته قعد قصادي وهو بيبتسم ببرود، حطيت حاجتي بغضب ونرفزه، لقيته بيضحك وبيقول: 
-هو للدرجادي خلقتي بقيت بتعصبك يا فراوليكا! 
رميت الكتاب عليه وقلت: 
-مسميش فراوليكا ولا تحاول تناديني بيه، ولسانك لا يخاطب لساني تماما، مش أنتَ خطبت؟ وشوفت حياتك؟ جاي تاني ليه ي محمد؟ 
شقط الكتاب لما رميته عليه وهو باصصلي بضيق، لما سبته ومشيت لقيته ماشي ورايا وهو بيقول: 
-خدي كتابك مبحبش اخلي حاجة حد معايا! 
خدته منه بعنف بس رفض يديهولي وقال بتلقائيه: 
-أنا أسف! 
بصتله بعدم فهم فكمل: 
-أسف إني عاملتك زي أي بنت عادي! 
سبت الكتاب ليه وضحك وقلت بسخرية: 
-أسف؟ 
تعرف أول مره أضحك على كلمة تعني الكثير من القيم، بس أنا المرادي شايفاها لا شئ بالنسبه ليا!! 
أسف على إيه يا أحمد؟ 
على إنك عاملتني معاملة متعبة أوي، ولا على إنك روحت خطبت من غير ما تقولي وكإني مش هكون مبسوطة ليك! 
أنا مستغربة إزاي لحد دلوقتي واقفة معاك بتكلم وبعاتبك، وأعاتبك لي؟؟ 
أنتَ لا أخ ولا صديق كما كنت ولا حتى حبيب! 
" لا ي مريم أنا يمكن مكونش كل ده ويمكن غلطت في اني عاملتك كده... 
بس أنا لو مكونتش أخ ولا صديق ليكي فأنا هكون ومستعد أكون حبيب ليكي! "

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1