رواية نبض القلوب الفصل الثاني 2 بقلم ايه طه

 

رواية نبض القلوب الفصل الثاني بقلم ايه طه


ليلى كانت قاعدة في الكافيتيريا مع مها، بتحاول تركز في كلامها، لكن عقلها كان في حتة تانية خالص. مها لمحت السرحان اللى هي فيه، فقربت منها وهمست بخبث:

مها:
"شكلك سرحانة في المعيد بتاعنا، مش كده؟"

ليلى فاقت من سرحانها بسرعة وهزت راسها بنفي:

ليلى:
"إنتي عبيطة؟! أنا سرحانة في حاجة تانية خالص!"

مها ابتسمت بمكر:

"آه طبعًا، أكيد حاجة تانية.. هو على فكرة كان بيبص لك كتير في المحاضرة."

ليلى شهقت باندهاش:

"أنا؟! لا لا، متهيألك!"

مها:
"بصي، لو كان حد غيري قالها، كنتي ممكن تكدبي، بس أنا عارفة يعني إيه حد مهتم وحد مش مهتم."

ليلى زفرت بضيق، مش مستوعبة إن مها بتتكلم جد، ولا بتبالغ كالعادة.

ليلى:
"إنتي واخدة الأمور بحساسية زيادة، هو أصلاً مكنش يعرفني قبل المحاضرة."

مها رفعت حواجبها وقالت بدهشة مصطنعة:

مها:
"متأكدة؟ طيب إحنا هنشوف الأيام الجاية."

قبل ما ليلى ترد، صوت وراهم خلاهم يلفوا، واتفاجئت لما شافت آدم واقف قدامهم.

آدم:
"هو إنتي فاضية لدرجة إنك تقضي وقتك كله في الكافيتيريا؟"

ليلى فتحت بقها وهي مش مستوعبة وقاحته، وقالت بدهشة:

"إيه؟! وانت مالك اصلا "

آدم رفع حاجبه وقال بهدوء مستفز:

آدم:
"مفروض المحاضرات أهم من القعدة دي، ولا إيه؟"

مها كانت هتموت من الضحك على وش ليلى اللي احمر من الغضب، لكن ليلى قامت واقفة قدامه وقالت بعصبية:

ليلى:
"أولًا، أنا خلصت محاضراتي، وثانيًا، إنت مالك؟! متابعني ليه؟"

آدم ابتسم بخفة وقال:

"ما تقلقيش، مش متابعك، بس لازم الطلبة يكون عندهم إحساس بالمسؤولية."

ليلى عقدت حواجبها وقالت بحدة:

"هو أنا اللي بقرر إمتى أكون مسؤولة أو لأ، مش حضرتك."

آدم ما ردش، بس الابتسامة الخفيفة على وشه فضلت موجودة، وكأنه مستمتع بعصبيتها. مها قررت تدخل وقالت بخبث:

مها:

"هو إنت كنت جاي هنا مخصوص عشاننا؟"

آدم نقل نظره لمها وقال ببساطة:

آدم:

"لا، أنا جاي أجيب قهوتي."

ثم بص لليلى وقال بابتسامة جانبية:

آدم:

"بس ما توقعتش ألاقي حد بيدافع عن وقته بالشراسة دي."

ليلى كانت هتنفجر من العصبية، لكن آدم خد القهوة بتاعته ومشي قبل ما ترد. مها فضلت تبص له وهو ماشي، وقالت بدهشة:

مها:

"هو شكله مستمتع باستفزازك، يا بنتي!"

ليلى نفخت بضيق وقالت:

ليلى:

"ربنا ياخده، بجد، أنا عمري ما قابلت حد مستفز كده!"

لكن رغم كلامها، كانت حاسة بشعور غريب، وكأنها لأول مرة تقابل حد قادر يخليها تخرج عن شعورها بالشكل ده.

في نفس الوقت، في المستشفى، يوسف كان واقف قدام مكتبه، بيقلب في الملفات، لما الباب خبط ودخلت نيرمين بابتسامتها الهادية.

نيرمين:
"مساء الخير، دكتور يوسف."

نيرمين دخلت وقربت ناحيته وهي بتحط ملف على مكتبه:

نيرمين:
"حبيت أقول لحضرتك إن الحالة اللي عملت لها العملية النهارده بقت أحسن، والدكتور المشرف بيقول إن تقدمها سريع جدًا."

يوسف هز راسه وقال بنبرة عملية:

"كويس، استمروا في المتابعة الدقيقة."

نيرمين فضلت واقفة مكانها، كأنها مستنية حاجة، وبعد لحظة ترددت شوية قبل ما تقول:

"دكتور يوسف.. حضرتك دايمًا بتشتغل زيادة، عمرك فكرت تاخد استراحة؟"

يوسف رفع عينه لها، وبص لها بنظرة باردة:

"الشغل هو الاستراحة الوحيدة اللي عندي."

نيرمين ابتسمت وقالت بنبرة أخف:

"بس حتى الأطباء محتاجين لحظة راحة، على الأقل تغير جو شوية."

يوسف رجع يبص في الورق وقال بحدة:

"أنا مكتفي بالشغل."

نيرمين فهمت إنه قفل الموضوع، لكن رغم كده، كانت مصممة إنها مش هتستسلم. يوسف شخص صعب، لكن هي حاسة إنه مش مستحيل.

ليلى كانت قاعدة في أوضتها، بتحاول تذاكر، لكن كل شويه تفتكر كلام آدم ونظرته اللي فيها تحدي. هي مش عارفة ليه بيستفزها كده، بس الأكيد إنها مش هتسكت له لو حاول يفرض عليها حاجة.

رن جرس الباب، فخرجت من أوضتها وهي بتقول بصوت عالي:

"أنا هفتح!"

فتحت الباب، ووقفت مكانها في صدمة، وهي شايفة آدم واقف قدامها، لابس قميص كاجوال وجينز، شكله مختلف تمامًا عن اللي بتشوفه في الكلية.

ليلى:
"إنت؟!"

آدم ابتسم بخفة وقال:

"أنا."

ليلى عقدت حواجبها وقالت بتوجس:

"إيه اللي جابك هنا؟"

قبل ما يرد، صوت من وراها قال:

"آدم؟ إنت جيت؟"

ليلى لفت ببطء وهي مش مستوعبة، وشافت أخوها يوسف واقف وراها، بابتسامة صغيرة.

آدم حرك حاجبه وقال بهدوء:

"أيوه، قلت أعدي عليك، مشغول؟"

ليلى بصت ما بين الاتنين، وهي مش مصدقة، وقالت بصوت مش واثق:

"إنت.. إنتو تعرفوا بعض؟"

يوسف ابتسم وقال ببساطة:

"ده آدم ياسين، صاحبي من زمان."

ليلى فتحت بقها بذهول، لكن آدم ابتسم وقال بنبرة هادية، فيها لمحة انتصار:

"والمفاجأة الحلوة إننا هنشوف بعض كتير بعد كده، يا ليلى."

ليلى فضلت واقفة مكانها وهي مش مستوعبة، بصت على يوسف، بعدين على آدم، وبعدين رجعت تبص على يوسف تاني:

"إنت بتقول إيه؟ صاحبك من زمان؟!"

يوسف ضحك ضحكة خفيفة وهو شايف الصدمة في وشها، وغمز لآدم:

"واضح إنها مش مصدقة."

آدم كان مستمتع بمنظر ليلى وهي متلخبطة، فرد بذات النبرة المستفزة اللي بتضايقها:

"أنا ويوسف أخوات قبل ما نكون أصحاب."

ليلى لفت بعنف ناحية يوسف وقالت بحدة:

"أخو مين؟! من إمتى؟! وليه عمرك ما قلتلي إن المعيد اللي ناقص يديني محاضرة في الأخلاق هو صاحبك؟!"

يوسف رفع حاجبه وهو بيحاول يمسك ضحكته:

"لأنك ما كنتيش هتسكتي، وكنتي هتقعدي تهري في الموضوع، وده بالظبط اللي بيحصل دلوقتي."

ليلى حطت إيديها في وسطها، وبصت لآدم بنظرة تحدي:

"طب حلو.. بما إنك صاحبه، قول له يسيبني في حالي في الكلية."

آدم ابتسم بهدوء وقال:

"وأنا أسيبك ليه؟ بالعكس، كده مهمتي بقت أسهل."

ليلى رفعت حاجبها وقالت بسخرية:

"مهمتك؟ إنت فاكر نفسك فارس العدالة ولا إيه؟"

آدم ضحك لأول مرة من قلبه، وقال وهو بيبص ليوسف:

"أختك عندها ردود أفعال سريعة، ما شاء الله."

يوسف قعد على الكنبة وهو مستمتع بالحوار، وقال بسخرية:

"أنا مش هتدخل، بس مستعد أراهن إنها مش هتسيبك في حالك برضه."

ليلى زفرت بضيق وقالت:

"ماشي يا يوسف، بس أنا مش هسكت، وهنشوف مين اللي هينتصر في الآخر."

آدم ابتسم وقال بهدوء:

"بما إنك بتحبي التحدي، يبقى خدي بالك، لأن اللي بيتحدى لازم يكون قد كلامه."

بعد ساعة..

آدم كان قاعد مع يوسف في البلكونة، بيشربوا قهوة وبيتكلموا. يوسف بص له وقال:

"إنت ناوي تعمل إيه مع أختي؟ واضح إنك مستمتع بتحديها."

آدم ضحك وقال:

"مش قصدي أضايقها، بس مش عارف ليه بحس إني لازم أخليها تفكر بطريقة تانية، طريقتها في التهرب من المسئولية مش عاجباني."

يوسف رفع حاجبه وقال:

"تحليل عميق أوي، بجد؟ ولا الموضوع فيه حاجة تانية؟"

آدم اتكأ على الكرسي وقال بجدية:

"أنا مش بفكر في كده، هي مجرد طالبة، وأنا معيدها، بس عجباني طريقتها في الجدال، مختلفة عن البنات اللي بشوفهم كل يوم."

يوسف ابتسم وقال:

"خد بالك، ليلى مش سهلة، ولو فكرت تلعب بالنار، ممكن تتحرق."

آدم ضحك وقال بثقة:

"وأنا بحب التحديات، ما تقلقش."

في المستشفى..

نيرمين كانت قاعدة في استراحة التمريض، قاعدة مع زميلتها سلمى، وهي بتحكي لها عن يوسف:

نيرمين:
"مش عارفة، يا سلمى، الدكتور يوسف ده ليه شخصية غريبة جدًا.. بارد، جدي، ومفيش أي حاجة تقدر تخليه يضحك."

سلمى ضحكت وقالت بمزاح:

"باين عليكي معجبة بيه."

نيرمين حاولت تنكر، بس عيونها كانت بتقول حاجة تانية:

"مش عارفة أسميه إعجاب ولا فضول، بس اللي متأكدة منه إنه شخصية تستحق الواحد يقرب منها أكتر."

سلمى رفعت حاجبها وقالت بمكر:

"وإنتي ناوية تقربي؟"

نيرمين ابتسمت وقالت بثقة:

"هنشوف.. بس الأكيد إني مش هقف أتفرج."

في الكلية..

تاني يوم، ليلى دخلت المحاضرة متأخرة، وهي متوقعة إن آدم مش هيعلق، لكنها اتفاجئت بصوته الهادي وهو بيقول:

"الالتزام بالوقت مش اختيار، المرة الجاية اللي هتتأخر تخرج بره المحاضرة."

ليلى قعدت مكانها وهي بتكتم غيظها، وبعد المحاضرة، استنت لغاية ما الكل خرج، وراحت له عند المكتب.

"إنت مستفز جدًا، عارف كده؟"

آدم بص لها بابتسامة جانبية وقال:

"وأنا قولت إني مش كده؟"

ليلى عقدت إيديها وقالت بتحدي:

"ممكن أفهم ليه مصر تتعامل معايا بالأسلوب ده؟"

آدم قرب منها شوية، وقال بنبرة هادية:

"لأنك الوحيدة اللي بتتصرف معايا كأننا في معركة، وده بيخليني مستمتع."

ليلى بصت له بحدة وقالت:

"يبقى افهم حاجة، المعركة لسه ما بدأتش."

آدم ابتسم وقال بهدوء:

"وأنا مستني أشوف نهايتها."

في المستشفى، عند يوسف..

يوسف كان راجع من عملية مرهق، وكان داخل مكتبه لما لقى نيرمين مستنياه.

"دكتور يوسف، كنت عاوزة أتكلم مع حضرتك."

يوسف بص لها وقال بجدية:

"خير؟"

نيرمين خدت نفس وقالت:

"هو حضرتك عمرك ما فكرت تبص للحياة برا الشغل؟ يعني، تاخد وقت لنفسك؟"

يوسف بص لها بثبات وقال:

"أنا حياتي كلها شغل، وده قراري."

نيرمين قربت خطوة وقالت بهدوء:

"بس ده مش طبيعي، حتى الأطباء عندهم حياة برا المستشفى."

يوسف ابتسم ابتسامة حزينة وقال:

"أنا كان عندي حياة، وخسرتها، ومش ناوي أكرر نفس الغلطة."

نيرمين بصت له بتعاطف، وقالت بهدوء:

"يمكن الحياة تكون بتجهزلك حاجة أحسن، بس إنت اللي رافض تشوفها."

يوسف ما ردش، لكنه حس لأول مرة من فترة طويلة إن في حد بيحاول يفهمه، مش بس يحكم عليه.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1