رواية خلف قضبان القلوب الفصل الواحد و الثلاثون بقلم ميمي عوالى
زكريا : و عشان كده كنت دايما بتعاملها معاملة الوصى يا يونس ، و متهيالى ان الاوان انك تغير نظرتك للامور من ناحيتها على الاقل
يونس باستنكار : انا عمرى ما كنت وصى على حد و خصوصا سوزى
زكريا بسخرية : لا بجد ! اومال مين اللى صمم انها ما تدخلش الجامعة الامريكية
يونس بتبرير : نور كانت خايفة عليها من المجتمع اللى فى الجامعة
زكريا : و نور برضة هى اللى كانت رافضة انها تدخل سياحة و فنادق
يونس : ايوة
زكريا : و هى دى ماتبقاش وصاية
يونس : هو عشان كنا خايفين عليها نبقى اوصيا عليها
زكريا : و كنتم خايفين عليها من ايه بقى
يونس : من طيبتها الزايدة ، هو انت يعنى تايه عن سوزى و تعاملاتها مع كل اللى حواليها عاملة ازاى
زكريا : لأ مش تايه ، و عارف كويس اوى انت بتتكلم عن ايه ، بس المفروض لما يبقى فى حد يهمنى بالشكل ده .. واجبى ناحيته انى اوجهه ، مش انى اقف له بالمرصاد قدام احلامه و طموحه
يونس : بس هى كده احسن بكتير من ما كانت عاوزة ، لو كنت سيبتها تدخل اللى هى عاوزاه كانت هتطلع ايه يعنى .. احنا كنا خايفين عليها من التنطيط و الشحططة
يونس : كانت هتطلع الحاجة اللى هى عاوزاها يا يونس ، و كانت هتنجح برضة صدقنى
يونس بفضول : طب و انت يعنى تفتكر انها لسه فاكرالى الكلام ده ، او انها زعلانة منى بسببه لحد النهاردة
زكريا بتهكم : سوزى صدقت لما قالت ان عمرك ما فهمتها صح ، لانك لو فهمتها صح زى ما بتقول ، كنت تعرف انها ما بتعرفش تتعامل مع حد و هى زعلانة منه ، و انت بالذات عند سوزى غيرنا كلنا ، و اللا انت كمان مش واخد بالك من دى راخرة
يونس : انت بتلمح لايه ، ماتتكلم على طول
زكريا : انت عاوزنى اقول لك ايه اكتر من اللى قلته قبل كده
يونس : هو انت قلت حاجة
زكريا : قلت اهم حاجة يا يونس ، قلت انك يوم ما تفكر تكمل حياتك مافيش انسب من سوزى ، و ما تحاولش تفهمنى انك مافكرتش قى كلامى ده و لا قلبتش الحكاية فى دماغك
يونس بتردد : دى اخت نور يا زكريا
زكريا : دى بنت عمنا اللى متربية على ايدينا ، اللى فاهمة كل طباعك و عارفة عنك كل عاداتك ، و اهم حاجة .. تبقى خالة بنتك اللى بتحبها و بنتك كمان بتعشقها ، يبقى مين احسن منها بالنسبة لك
يونس بامتعاض : انت بتتكلم اكنها مالهاش راى
زكريا : ادينى انت الاوكية و مالكش دعوة
يونس : مش وقته ابدا الكلام ده ، احنا فى ايه و اللا فى ايه
زكريا : و احنا يعنى ورانا ايه يمنع ده دلوقتى
يونس : يا ابنى ده زين ماعداش عليه شهر
زكريا : شهر زى سنتين ، اللى راح مابيرجعش ، و بعدين انا الصراحة خايف عليك
يونس : خايف عليا انا .. من ايه بقى ان شاء الله
زكريا : خايف تفضل تأجل لحد ما تيجى فى لحظة ماتلاقيهاش و ترجع بعد كده تندم
يونس : ما الاقيهاش ازاى يعنى ، هى ناوية تسافر تانى و اللا ايه
زكريا : هو انت فاهم ان سوزى دى ايه .. ماوراهاش اللا التعليم و الشغل و بس ، هى مش بنت زى باقى البنات و ممكن ترتبط و تحب و تتحب
يونس بضيق : سوزى مش كده
زكريا : و ايه بقى اللى يخليها مش كده .. ناقصة ايد و اللا رجل ، و اللا ناقصة قلب
يونس بتردد : انا عارف انها مش ناقصة حاجة ، بس انا اقصد يعنى انها …
ليقطع حديثه و هو ينظر لزكريا بترصد و يقول : انت فى حاجة تعرفها و مخبيها عنى
زكريا بمكر و مراوغة : مش حكاية مخبى .. بس الصراحة يعنى …
يونس بضيق : ماتنطق و تتكلم على طول .. فى ايه
زكريا : الصراحة .. فى واحد زميلها كده .. حاسس ان عينه منها
يونس بضغينة : ده اللى كان فى العزا و خلاك تندها له .. مش كده
زكريا بلؤم : انت خدت بالك
يونس : ما ده اللى انا سالتك عليه و قلتلى انه كان عاوز يعزيها
زكريا : تصدق نسيت
يونس : طب و يعنى .. هو فاتح سوزى فى حاجة
زكريا : لحد دلوقتى .. لأ
يونس : و ايش عرفك
زكريا : ما انت عارف سوزى مابتعرفش تخبى حاجة ، و لو كان حصل حاجة زى كده كانت على الاقل هتقول لخالتى ، و خالتى كانت اكيد هتبلغنى
يونس : و مش يمكن حكاية الوفاة خلتها ما اتكلمتش
زكريا : مش هنعرف الا لو خدنا خطوة
يونس : و الخطوة دى ناخدها ازاى
زكريا بحزم : تطلب ايدها
يونس : انت ازاى واخد الحكاية بالسهولة دى
زكريا : لانها فعلا سهلة ، انت اللى مصعبها ، واحد بيطلب ايد واحدة للجواز .. ايه المشكلة انا مش فاهم
يونس : الواحدة دى تبقى اخت مراتى يا زكريا
زكريا : مراتك اللى ماتت من سنين دلوقتى يا يونس
يونس : ماتت بالنسبة لكم انتم بس ، لكن انا لأ ، نور عايشة جوايا ولا يمكن انساها ابدا
زكريا : حبيبى انا مبقولكش انساها ، احنا كمان عمرنا ما نسيناها و لا نقدر ننساها ، لكن الزمن مابيقفش على موت حد يا يونس ، الدنيا بتمشى و بتعدى و الناس بتقدر تتخطى و تتعايش
يونس : انا مش قادر
زكريا بتنهيدى صغيرة : خلاص يا يونس .. اصرف نظر .. انسى ، اعتبرنى ماجيبتلكش سيرة الموضوع ده من اساسه
يونس : تقصد ايه
زكريا باهمال : اقصد انك طالما مش قادر تنسى نور الله يرحمها و لا قادر تتجاوزها ، يبقى انسى حكاية سوزى ، لانه مش هيبقى عدل ابدا بالنسبة لها انها لما تفتكر ترتبط بيك بعد كل السنين دى .. تلاقى نفسها ارتبطت بنص راجل
يونس بصدمة : انا نص راجل يا زكريا
زكريا : ما تاخدهاش بمعنى غير اللى اقصده ، انت فاهم قصدى كويس ، واحدة زى سوزى جمال و علم و اخلاق يوم ما تفكر تتجوز لازم تتجوز راجل مستعد يديها عمره كله ، و لو هى اتنازلت و قبلت انها تتجوزك بماضى مش ليها ، يبقى من حقها على الاقل ان مستقبلك يبقى كله ليها لوحدها
انا اما اقترحت عليك الحكاية دى فلانى شفت انها هتبقى اكتر حد يحبك انت و همس و يحافظ عليكم ، حافظاك و حافظة عوايدك و طبعك ، عارفة بتحب ايه و مابتحبش ايه و كمان همس بتحبها و بتموت فيها ، بس مش معنى كده ابدا اننا نظلمها ، دى مهما ان كانت سوزى يا يونس ، سوزى اللى طول عمرها متربية وسطنا و بتعمل كل اللى بتقدر عليه عشانا وعشان سعادتنا
و انت مش قادر تتخطى نور ، يبقى لو فكرت ترتبط بسوزى فى وضعك ده .. اسمحلى .. ده يبقى منتهى الظلم ليها ، و سوزى ماتستاهلش ده ابدا ، سوزى تستاهل راجل يديها قلبه و عمره كله
و عشان كده .. قلتلك خلاص .. انسى
ليعتلى الوجوم وجه يونس طوال حديث زكريا الذى لاحظ ذلك فقال مستدركا : ايه بقى فى كلامى اللى خلاك تكشر التكشيرة دى
يونس بضيق : مش عارف يا زكريا .. بجد مش عارف
زكريا : هو ايه يابنى اللى انت مش عارفه ، احكيلى على اللى جواك و انا هحاول افهم و اساعدك لو فى حاجة
يونس بتردد : اول مرة اتكلمت معايا فى الحكاية دى حسيت انى لو عملت حاجة زى كده هكون بخون نور خيانة كبيرة اوى ، لكن دلوقتى .. حسيت من كلامك ان خيانتى هتبقى لنور و لسوزى الاتنين
زكريا : و هتخون سوزى ازاى بقى
يونس : مش عارف ، بس حسيت انى زى ما اكون اتجوزتها بجد و ظلمتها زى ما كنت بتقول من شوية ، و انا عمرى ما اقدر اظلمها و لا افكر حتى فى ده
زكريا : مانا عشان كده بقول لك انسى
يونس : طب كنت عاوز اسالك سؤال كده
زكريا : ها
يونس : يعنى .. فرضا .. لو انا طلبتها فعلا للجواز ، هيبقى رد فعلها ايه ، هل برضة هتفكر فى نور زى مانا عملت ، و اللا ممكن تفكر فى الحكاية زيك كده ان عشان خاطر همس ، و اللا هتفكر فيا على انى يونس و بس
زكريا : تفرق معاك
يونس بحيرة : مش عارف
زكريا بتهكم : لو ما كانتش تفرق معاك ماكنتش سالت يا يونس ، بس يوم ما انت تعرف هى هتفرق معاك فى ايه … نبقى نفكر ساعتها سوزى ممكن تاخد القرار بناء على انهى موقف فيهم ، دى لو كانت لسه متاحة وقتها و زميلها ده ما اخدهاش و طار
يونس بحنق : ماشفناش شطارتك انت يعنى يا عم المنصح ، طب ما انت عارف موقفك من زهرة و عارف حبك ليها ، مافاتحتهاش ليه لغاية النهاردة
زكريا بحنق مماثل : لانى مش عارف اتلايم عليها
يا اما مع ماما ، يا اما مع الولاد ، يا اما فى الشغل
يونس : و هو يعنى الشغل مافيهوش عشر دقايق و لا ربع ساعة تفاتحها و تعرف رايها
زكريا بامتعاض : فى طبعا .. بس بتصعب عليا اما بلاقيها ماسكة كوباية النسكافية و هى مغمضة عينيها و كانها بتقول اوعوا حد ييجى يكلمنى ، بس انا بقى على الاقل اتحركت
يونس : عملت ايه بقى اشجينى
زكريا : طلبت من خالتى تعزمنى على الغدا يوم الجمعة بحجة ان الولاد وحشونى و عاوز اقضى اليوم معاهم
يونس : و عزمتك
زكريا : تصدق نسيت اقولك خالص ، دى عزمانا كلنا ، انا و انت و ماما ، و طبعا ماكناش لسه اتفقنا اننا هنوديلهم ماما و زينب
و قلت اهى فرصة كمان ان ماما تخرج من جو البيت شوية ، لان نفسيتها وحشة اوى من ساعة اللى حصل
يونس : خلاص .. انت بعد الشغل وصل زهرة ، و انا هروح اجيب ماما و دادة زينب و اجيلكم على هناك
زكريا : تمام
اما مريم .. فكانت تجلس بغرفة باحد الفنادق و هى تنظر الى بعض الاوراق بيدها و تحدث حاتم على الهاتف قائلة : انا كده خلاص حجزت التذاكر و حولتلك كل الفلوس ، يا دوب سيبت معايا مبلغ امشى بيه حالى على ما اجيلك
حاتم : انتى هتسافرى و انتى سايبة باقى ورثك من غير ماتصفيه برضة ، هتسافرى و تسيبيه لزكريا و يونس يا مريم
مريم : قررت ما اتكلمش فيه غير بعد ما اسافر انا و رامى ، و هخلى المحامى هو اللى يتعامل
حاتم بسخرية : انتى خايفة منهم و اللا ايه
مريم بحدة : حاتم .. بلاش اسلوبك اللى جد عليك ده لانه مش عاجبنى
حاتم بتهكم : طب ماتجاوبينى على سؤالى
مريم : انت عارف كويس اوى انى مابخافش من حد ، كل الحكاية انى مش عاوزة وجع دماغ و مناهدة و لا تصادم مامنوش اى لازمة ، و خصوصا ان لحد دلوقتى رامى لسه عندهم و كمان ماحدش فيهم يعرف حاجة عن اللى بعمله
حاتم : طب و انتى هتجيبى رامى من عندهم امتى
مريم : قبل ما اطلع على المطار ، مش عاوزاه يبقى معايا فى الاوتيل و يقعد بقى يسالنى على البيت و ليه و عشان ايه .. فانا هاخده و اطلع بيه على المطار على طول
حاتم : طب و ماتسيبيه معاهم دلوقتى و ابقى خديه بعدين
مريم : انت رجعت فى كلامك تانى ، مش انت اللى قلتلى ابننا و من حقنا ناخده و ماحدش له حاجة عندنا ، ثم احنا بنتكلم فى اقامة كاملة عندك و هجرة ، يبقى ازاى نبقى احنا هناك و هو هنا
حاتم : يعنى .. مانتى عارفة الدنيا لسه فى الاول محتاجة برضة تتظبط و مش هيبقى فى وقت كفاية ليه دلوقتى
مريم : انت جاى تقوللى الكلام ده دلوقتى بعد ما سحبت اوراقه من المدرسة و اعتمدتها كمان من الخارجية ، ده انا دفعت اد كده على ماوثقت الاوراق دى
حاتم : استعجلتى و ما خدتيش رايى
مريم : اخد رايك فى ايه انا مش فاهمة ، دى اساسيات و مبادئ
حاتم بنبرة سخرية : امممم .. وجهة نظر برضة .. ماشى ، انتى كده هتوصلى على السبت بالليل مش كده
مريم : تقريبا .. الطيارة معادها الجمعة بالليل
حاتم : ماشى .. رغم ان كان نفسى تصفى كل حاجة عندك مرة واحدة
مريم بضيق : ماخلاص بقى يا حاتم ، مش لازم اللى نقوله نعيده كل شوية
حاتم بتهكم : ماشى .. خيرها فى غيرها بقى ، توصلى بالسلامة
اما بسيارة زكريا و هو فى الطريق الى منزله .. كانت زهرة تقول : اسمحلى يا زكريا .. انا حاسة ان الولاد نفسيتهم مش كويسة خالص ، و مهما ان كان محتاجين يشوفوك و يقعدوا معاك ، ماينفعش يبعدوا عنك انت و مامتهم بالشكل ده
و انت كل يوم توصلنى و يادوب تسلم عليهم و مافيش دقايق و تسيبهم و تمشى
و كمان يونس بقاله كتير اوى ماشافش همس و لا قعد معاها ، البعد ده بيأثر بالسلب على نفسية الولاد و بيحسسوهم بالاهمال
زكريا مازحا : ادى اخرة علم النفس
زهرة بامتعاض : ادينا هنتتريق بقى
زكريا : ابدا و الله
زهرة : اومال قصدك ايه يعنى
زكريا : ياستى ماتقفشيش كده انا بهزر معاكى
زهرة : طب و بعد الهزار .. الولاد يا زكريا
زكريا : طب هى خالتى ماقالتلكيش انى طلبت منها تعزمنى اتغدا معاكم يوم الجمعة عشان اقضيه مع الولاد
زهرة بدهشة : لأ ماقالتليش ، بس معنى كده انك خدت بالك ان الولاد محتاجينك ، عقبال يونس
زكريا : لا ماهو يونس كمان هيبقى معايا
زهرة : طب كويس ، و ياريت كمان بقى طنط فاطمة عشان ماتسيبوهاش لوحدها
زكريا : و كمان ماما فاطمة ماتقلقيش ، بس يا ترى بقى بتركزى مع نفسك كده شوية زى مابتركزى مع كل اللى حواليكى
زهرة بدفاع : على فكرة انا مش بركز .. انا بس الولاد طبيعى بيبقوا ….
زكريا بمقاطعة : بس بس .. بالراحة انا مابهاجمكيش على فكرة ، بالعكس انا ممنون لك و بزيادة كمان و بشكرك على مجهودك اللى بتعمليه مع الولاد و مع ماما و معانا احنا كمان ، بس اقصد اسالك ان كنتى بتهتمى بنفسك زى ما بتهتمى بالكل
زهرة بخجل : انا مابعملش حاجة زيادة عن الطبيعى عشان تشكرني
زكريا باستنكار : مين ده .. انتى ، ده انا كنت فاكر ان سوزى حالة شاذة لحد ماعرفتك ، وقتها بس عرفت ان فى منها نسخة تانية ، و لما عرفنا بعد كده انكم اخوات لقيت ان مش لازم الاخوات يبقوا متربيين مع بعض عشان ياخدوا نفس الصفات ، لان سبحان الله طول عمركم ماكنتوش تعرفوا بعض من الأساس لكن فيكم كتير اوى من بعض
زهرة : رغم ان مش شرط ابدا ان الاخوات يطلعوا زى بعض ، يعنى مثلا اسمحلى .. مريم مش زيكم خالص لا انت و لا يونس ، و لا كمان زى طنط فاطمة رغم انها بنتها
بالعكس خالص .. طنط فاطمة أجتماعية و متواضعة و جميلة اوى من جواها زيك انت و يونس تمام ، لكن مريم .. مختلفة تماما عنكم
زكريا بمرح : تقصدى انى جميل
زهرة بخجل : الحقيقة كلكم جمال ، ربنا يبارك فيكم بجد
زكريا : لا لأ .. بس انا جميل ماتنكريش بقى
زهرة : بس انا ما انكرتش
زكريا بصخب : طب ما تقولى
زهرة بدهشة : عاوزنى اقول ايه تانى مانا قلت
زكريا : قوليلى انت جميل يا زكريا
زهرة ضاحكة : و ده هيبسطك يعنى
زكريا : طبعااا .. هتبقى شهادة كبيرة فى حقى
زهرة بمشاكسة : بس دى شهادة تحت التهد.يد و مابتتقبلش فى المحكمة
زكريا : ما انتى لسه قايلة ان كلنا جمال .. هتنكرى بقى
زهرة : ما انكرتش يا سيدى .. انتو فعلا كلكم جمال
زكريا : طب ماتقولى
زهرة : اقول ايه بس
زكريا : قولى انت جميل يا زكريا
زهرة ضاحكة : انت جميل يا زكريا
زكريا بامتنان مرح : دى شهادة اعتز بيها
زهرة : انت كده كويس و مبسوط
زكريا : هنبسط اكتر لو جاوبتينى على سؤال عاوز اعرف اجابته من فتره
زهرة : سؤال ايه ده بقى يا ترى
زكريا : خطيبك السابق .. ياترى كنتو مخطوبين عن حب
زهرة بخفوت : و يا ترى الاجابة تهمك فى ايه
زكريا بتجاهل لسؤالها : كنتى بتحبيه
زهرة : مش عارفة
زكريا : اجابة خاطئة
زهرة : بس هى دى الحقيقة
زكريا : ماينفعش
زهرة : طب ماتيجى نقسم الاجابة عشان تنفع
زكريا : تتقسم ازاى بقى
زهرة : يعنى نعرف الاجابة بصيغة الماضى و الحاضر
زكريا : برضة مش فاهم
زهرة : يعنى لو هتسالنى ان كنت حبيته قبل كتب الكتاب ، هقول لك يمكن
زكريا : الحب مافيهوش يمكن يا زهرة ، ماهو ياحبيتيه يامحبيتيهوش
زهرة : اصلك مش فاهم يعنى ايه بنت متربية طول عمرها فى منطقة شعبية للنخاع ، طول عمر ماما محاوطة عليا هى و بابا الله يرحمه
زكريا باستغراب : تقصدى جوز مامتك طبعا
زهرة ببساطة : عمرى مابصيت له انه جوز ماما ، لدرجة انى كنت تسيت انه مش بابا اصلا
زكريا : كنتى بتحبيه
زهرة : و كان بيحبنى ، و عمره مارفض لى طلب
زكريا : الله يرحمه ، بس كملى .. كانوا محاوطين عليكى و بعدين
زهرة : يعنى كنت زى الألف .. حتى ماكانليش اصحاب ، و حتى بعد وفاة بابا ، فضلت ماما محاوطة عليا يمكن اكتر من الاول ، لدرجة ان فى حاجات كتير اوى ماجربتهاش غير بعد ما اتحبست
زكريا : بس ده مش طبيعى
زهرة : فعلا .. حتى كان ليا زملا كتير ، لكن دايما علاقاتنا كانت بتقف عند الزمالة و بس ، و عشان كده لما محمود اتقدملى و ماما قالتلى انها موافقة عليه .. فرحت
زكريا : معنى كده انه كان عاجبك
زهرة ضاحكة : لو ضحكت عليا مش هحكيلك حاجة تانى
زكريا : مش هضحك بس قولى
زهرة : اصلى بعدها اكتشفت انى مجرد كنت مبسوطة انى لاول مرة بعيش حالة من اللى باقى البنات بيعيشوها .. بس بعد كده
زكريا : ايه .. مشاعرك اتغيرت
زهرة : مالحقتش .. جت الحر. يقة حبست ماما و اتطلقت
زكريا : اكيد زعلتى انه سابك
زهرة : حصل .. بس مش عشان سابنى ، لكن عشان كنت حاسة انى بقيت لوحدى و كل شوية حد ييجى يرزعنى قلم و يجرى ، ماما اتحبست و اتطلقت و وقفت الرسالة بتاعتى
و تعبت أوى على ما قدرت الاقى شغل بظروف ماما دى
زكريا : طب و هم كانوا بيعرفوا منين
زهرة : انا كنت بقول
زكريا : و ليه .. طالما ان كان ممكن ماتقوليش
زهرة : و كان ممكن برضة حد يعرف بعد كده و يمسكها عليا زلة ، و انا لا يمكن اعرض نفسى لموقف زى كده ابدا
زكريا : يعنى كنتى اول ماتتقدمى لاى شغل كنتى بتقوليلهم ان خالتى فى السجن
زهرة : ايوة
زكريا : تعرفى ان انتى اللى جميلة اوى يا زهرة ، و جمالك فى صدقك مع نفسك و بساطتك فى تسيير امورك
زهرة بخجل : ميرسى يا زكريا
زكريا : لأ ميرسى ايه ، انا مش بجاملك ، دى الحقيقة اللى شدتنى ليكى من اول يوم و اللى كانت تانى حاجة فيكى خلتنى اركز معاكى بسببها بعد ما ماما و يونس حكوا لى على بداية تعرفهم عليكى
زهرة : و ياترى كان ايه اول حاجة
زكريا : الشبه اللى بينك و بين نور الله يرحمها ، خلانى اول ما شفتك حسيت احساس غريب مابقيتش فاهمه ، و للامانة .. لفترة كده قلقت من الشبه ده
زهرة : ليه
زكريا : يعنى .. خفت على يونس ، و بعد كده خفت منه
زهرة : خفت عليه ممكن افهمها ، لكن خفت منه دى اللى مش فاهمة سببها
زكريا : اسمعى يا زهرة .. يمكن اكون لفترة من الفترات اعتقدت انى قابلت الحب فى حياتى مرة زمان من قبل حتى جواز يونس ، لكن لما قدرت انى اتخلى عن الحب ده عشان خاطر بابا الله يرحمه .. حسيت انه ما كانش بالقوة اللى كانت فى بالى وقتها
لكن لما اتعرفت عليكى حسيت باحساس تانى ماعرفتوش قبل كده .. مش عارف ان كان المفروض اصرح لك بمشاعرى دى قبل ما اقول لخالتى و اللا استنى و اسيبها هى تتكلم معاكى ، لكن طالما قدرت اتكلم .. هكمل ، انا بحبك يا زهرة ، و اتمنى اكمل حياتى معاكى
كان زكريا قد وصل الى منزله مع اخر جملة ، فاوقف سيارته و قال : و طالما انى قدرت اصارحك بمشاعرى دى ، فانا مش هفاتح خالتى قبل ماتدينى موافقتك ، و هديكى فرصة تفكرى براحتك و تاخدى قرارك بهدوء
و لو لقيتى انى مش الراجل اللى تحبى انك تكملى حياتك معاه هفضل طول عمرى ابن خالتك و اخوكى و مافيش حاجة ابدا من اللى بيننا هتتغير
لكن لو وافقتى عليا .. صدقينى هيبقى اسعد يوم فى عمرى كله