رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثانى و الثلاثون بقلم ميمي عوالى
كان زكريا قد اوقف سيارته امام منزله و هو يقول لزهرة : لو وافقتى عليا .. صدقينى هيبقى اسعد يوم فى عمرى كله
لتقول زهرة بوجه متورد من الخجل و هى تفتح الباب و تهرب من امامه بسرعة : كلم ماما
زكريا دون استيعاب : اكلم خالتى اقول لها ايه بس .. مش تقوليلى رايك ايه الاول
وظل يراقبها حتى دلفت الى الداخل لينتبه اخيرا الى معنى كلمتها ليضحك بسخرية و يقول : بقى بعد عمرك ده كله مافهمتش الكلمتين دول و عاوزها تفهمك ، ياعينى على الحب و سنينه
ثم اكمل بسعادة .. بس ماهى الحكاية طلعت سهلة اهى ، طلب و قبول ، يبقى قاضل ايه بقى ، فاضل الرسميات و الترتيبات
ليخرج هاتفه و يقوم بالاتصال بيونس ، و ما ان قام يونس بالرد حتى قال زكريا بلهفة تظللها السعادة : وافقت يا يونس
يونس بعدم فهم : هى مين دى اللى وافقت و وافقت على ايه .. انت فين اصلا
زكريا : انا قدام البيت عندى ، و فاتحت زهرة فى الجواز و وافقت
يونس ضاحكا : لا و الله برافو عليك ، الف مبروك يا حبيبى
زكريا : انتو فى الطريق و اللا لسه
يونس : انا فى العربية اهو ، و معايا ماما و دادة زينب ، بس لسه يا دوب هنبتدى نتحرك من قدام البيت
زكريا : ايه اللى اخركم كده
يونس : ماما خلت دادة و البنات عملوا اكل يا سيدى ، و على ماغلفوه و حطوه فى العربية ، و يادوب اهو هنتحرك ، بس قوللى كلمت خالتك كمان و اللا لسه
زكريا : هدخل حالا اهو و هديها خبر على ماتوصلوا ، بس ماتتاخروش بقى عشان جعان
يونس : طبعا يحقلك .. ما انت نفسك اتفتحت
زكريا بترصد : اهو القر ده اللى بخاف منه ، ياسيدى غيران مننا اعمل زينا
يونس بحمحمة : طب اقفل ياللا عشان اركز فى الطريق عشان مانتأخرش عليكم
و بعد ان انهى يونس المحادثة قالت فاطمة بفضول : انا سامعة صوت زكريا مجلجل
يونس : ااه ، و شكلنا هنباركله اما نوصل اهو
زينب : ماتفرحونا معاكم طيب
يونس : زكريا يا دادة طلب ايد زهرة و وافقت
زينب بحبور : يا الف بركة يا ابنى ، يا زين ما اختار ، و الله زهرة دى من يوم ما شفتها و انا قلبى اتشرحلها ، بنت اصول و طيبة و قلبها زى البفتة البيضا ، و اللا لسانها .. لسانها زى السكر
فاطمة : صدقتى يا زينب ، البنت دى من وقت ما عينى وقعت عليها و هى دخلت فى قلبى و ربعت ، و سبحان الله كنا اغراب و بقينا قرايب ، مين كان يصدق و اللا حتى يتخيل كل اللى حصل ده
زينب و هى تمصمص شفتيها : حاقة ، و هو احنا كنا نتخيل ان ام البنات تطلع عايشة و موجودة و ترجع كمان بعد العمر ده كله
بس سيبوكوا انتو من كل ده ، و خلونا فى المهم
يونس : و ايه بقى هو المهم ده يا دادة
زينب بانشراح : ان سى زكريا اخيرا هيخطى عتبة حلوة كده و مزهزهة ، بدل عتبته القديمة اللى كانت عاتمة و تغم
فاطمة : على قولك يا زينب ، ربنا ان شاء الله يعوضه كل الخير عن اللى شافه فى عمره كله
زينب : عقبال مانفرح بسوزى كده و نشوف عدلها
فاطمة و هى تراقب يونس بجانب عينيها : ايوة يا زينب ادعيلها ان دماغها تلين شوية ، نفسى اتطمن عليها
يونس بفضول : عاوزاها تلين دماغها ازاى يعنى
فاطمة : عاوزاها تفهم ان العمر بيجرى بيها ، و مش كل ما يجيلها حد كويس ترفضه
يونس : هو جالها مين يعنى و رفضته ، انا ماحدش قاللى حاجة
زينب : مانت يا ابنى برضة كنت فى حالة غير الحالة الله مايرجعها ايام ، كنت هتعرف ايه بس
يونس : بس هى وقتها كانت مسافرة
فاطمة : و هو سفرها يمنع ان يتقدم لها ناس كويسة ، طب ده كان ليها زميل هناك هيموت عليها لدرجة انها ماصدقت خدت الدكتوراة عشان تسيبله البلد و تيجى ، و حتى بعد ما رجعت مصر مش سايبها لدرجة انه جه وراها و كمان كان عاوز يتكلم مع زكريا بس هى مارضيتش
يونس : طب و هو عمل ايه
فاطمة ساخرة : كلمنى انا ، و حكالى على حبه ليها و على انه مستعد يعمل لها كل اللى هى عاوزاه حتى لو طلبت منه انه ييجى يعيش فى مصر .. هييجى عشان خاطر عيونها
يونس بضيق : امتى حصل الكلام ده ، و ازاى يعنى ماحدش يدينى خبر بكل ده ، و بعدين من امتى يعنى لما حاجة زى دى بتحصل بيبقى الكلام مع الستات مش الرجالة يا ماما ، و من فضلك ما تقوليليش ان حالتى كانت و كانت
فاطمة : يا ابنى الراجل جه من غير معاد ، حتى سوزى نفسها ماكانتش تعرف انه جاى وقتها ، و انت و اخوك كنتم فى الشركة ، كنت عاوزنى اعمل ايه .. اطرده يعنى
يونس : و الهانم بقى كانت فين وقتها
فاطمة : كانت موجودة
يونس : يعنى كمااان قابلته و قعدت معاه .. ماشاء الله
فاطمة بدهشة : هو فى ايه يا ابنى ، هى كانت مواعداه من ورانا و اللا ايه ، ضيف وجه و طلب يقعد مع حد و انا اللى كنت موجودة ، و لما لقته رحبت بيه و رفضت طلبه بأدب و فى وجودى
يونس : يعنى الموضوع اتقفل خالص و اللا لسه له ديل و يقعد ينطلنا بقى كل شوية
زينب : طب ياريته ينط تانى و هى توافق ، ده شاب زى القمر و وشه سمح و شكله …
يونس بحدة : سمح ايه و قمر ايه ، ايه الكلام الفارغ ده ، ده جواز مش لعبة
زينب : يوه .. و هو حد قال انه لعبة ، ماهى بس لو دماغها تلين ابقوا اسالوا عليه
فاطمة بخبث : على رايك يا زينب ، انا نفسى دماغها بس تلين و هى تلاقى بدل العريس الف
يونس : بلاش كلام فارغ و خلونا فى المهم
فاطمة : و ايه بقى هو المهم ده
يونس : رامى يا ماما
فاطمة بحزن : ايوة يا ابنى ، ما انا خلاص فهمت ، احنا بس بنحاول نخرج برة المود شوية
يونس : مش قصدى ازعلك و الله حقك عليا ، انا بس عاوز اوصيكى انك ماتغفليش عنه
فاطمة : طب و هو انتم يعني متاكدين انها ممكن تفكر تحاول تروح تاخدهومن ورانا
يونس : اللى عملته و بتعمله بيقول كده يا ماما ، احنا بس مش عاوزين نتفاجئ بتصرف ماكناش عاملين حسابه
فاطمة : كان عندى امل يا ابنى انها ترجع عن اللى فى دماغها ده
زينب : بس يعنى يا ابنى ما تآخذنيش يعنى .. هتمنعها تشوف ضناها ، مش كفاية عليها انها اتحرمت من التانى
اى نعم طول عمرها بتظرفنى بكلامها كل ما تشوفنى و اللا تتكلم معايا ، بس برضة ماتجيش عليها بالاوى كده
يونس : فى حاجات كتير انتى ماتعرفيهاش يا دادة ، و بعدين رامى عمره ماهيبقى مبسوط لو بعد عننا
زينب : و لا برضة هيبقى مبسوط لو بعد عن امه يا ابنى
فاطمة : لا يا زينب .. هيبقى مبسوط ، يمكن صحيح توحشه .. لكن مش هيحب ابدا انه يبقى معاها لوحده بعيد عننا و عن البلد كلها
زينب : انا مش تايهة عن طبع مريم يا حاجة ، بس برضة امه و عمره مايستغنى عنها
فاطمة بتنهيدة مثقلة : الله لا يسيئك يا زينب .. بلاش كلام فى الحكاية دى تانى عشان خاطرى
زينب : انا ماليش انى اتدخل اصلا يا حاجة ، بس انا قلت اللى يخلص ضميرى
يونس : ماتقوليش كده يا دادة ، ده انتى اللى مربيانا كلنا و غلاوتك كبيرة اوى عندنا ، بس عشان خاطرى انا يا دادة تسمعى كلامنا و تنفذيه
زينب : كلام ايه ده بقى
يونس : لو حصل و مريم جت و حاولت تاخد رامى اوعى تسيبيها تاخده و اندهى لماما فورا لو ماكانتش موجودة ، و تكلمينى انا و زكريا فورا .. مفهوم يا دادة
زينب بامتعاض : اللى تشوفه يا ابنى
فاطمة : خلونا فى المهم .. احنا دلوقتى هنطلب ايد زهرة النهاردة و اللا هنعمل ايه
يونس : مش عارف زكريا ناوى على ايه ، ادينا قربنا نوصل اهو .. ربنا يسهل
اما زكريا .. فبعد ان اغلق الهاتف ، اتجه الى الداخل ، ليستقبله الصغار بشوق و سعادة عندما علموا بمكوثه معهم لبعض الوقت ، فيقول : لو اعرف انكم هتنبسطوا كده كنت جيت من بدرى
اياد : انت وحشتنى اوى
تولين : ما حضرتك كل يوم يادوب بتسلم علينا و بتمشى على طول بعدها
همس بامتعاض : طب انا كمان بابا و تيتا وحشونى اوى و عاوزة اشوفهم
زكريا : بابا و تيتا و كمان دادة زينب زمانهم جايين ، ها .. مبسوطة
همس بسعادة : بجد يا عمو .. دول وحشونى اوى
رامى ببعض التردد : طب و مامى .. هى كمان هتيجى و اللا سافرت تانى
زكريا : لا يا حبيبي ماسافرتش ، بس هى مشغولة شوية و مش عارفة تيجى .. ماتزعلش
رامى بتهكم طفولى حزين : عادى يا خالو
زكريا و هو يحتوى رامى تحت جناحه بحنان : انما يعنى يا رامى كنت عاوز اسالك كده على حاجة
رامى بفضول : حاجة ايه
زكريا : يعنى .. لو حصل و مامى فكرت تسافر تانى و قالت لك تروح معاها .. هتوافق
رامى بعدم فهم : اروح اتفسح يعنى
زكريا : لأ.. مش تتفسح ، تروح معاها و تعيش هناك على طول معاها و مع بابى ، توافق يا رامى
همس باعتراض : لأ طبعا مش هيوافق
زكريا بمرح : هو انتى اسمك رامى
همس : يعنى عاوزه ياعمو يروح مع عمتو و يفضل هناك على طول و مش ييجى عندنا تانى
زكريا و هو ينظر لرامى : مش انا اللى عاوز ، لو مامتك عاوزة تعمل كده .. توافق تروح معاها
رامى بخفوت : لأ
زكريا : لأ عشان انت مش عاوز ، و اللا لأ عشان همس قالت كده
رامى : انا بيتنا وحشنى
بدر : كده يا رامى برضة .. انت زهقت مننا
رامى : لا يا تيتا .. خالص ، انا عاوز افضل معاكم على طول ، بس بيتنا وحشنى
ثم اكمل و عبراته تهدد بالسقوط : و كمان حاسس انى لو رجعت هناك هلاقى زين
زهرة و هى تجذب رامى من احضان زكريا ، و تحتضنه بحنان : زين ان شاء الله روحه موجودة وسطنا فى كل مكان يا رامى و شايفنا و حاسس بينا ، بس مش احنا اتفقنا يا حبيبى ان زين فى مكان احسن مننا بكتير و انه اكيد مبسوط
رامى : بس هو وحشنى اوى
و عندما غطى الحزن على الصغار قالت بدر : على فكرة انا عملالكم النهاردة اكل حلو اوى ، و فى اكلة عملاها مخصوص لرامى
زهرة بمرح و هى تهدهد رامى تحت جناحها : يا سلام بقى يا ست ماما ، اشمعنى يعنى رامى اللى انتى عاملاله الاكلة اللى بيحبها و ماعملتيليش انا كمان الاكلة اللى انا بحبها
بدر : هو طلب منى هو و ايدو و تولي و هموسة انى اعمل لهم فطاير محشية و الصراحة انا كمان بحبها ، انما انتى بقى اللى عاوزاه ده شغلانة تانية
زهرة : عاجبك كده يا سى رامى
رامى و قد اجتاز عبراته : هو انتى عاوزة تاكلى ايه
زهرة بمرح و هى تهرب بنظراتها من الجميع : عاوزة مكرونة بشاميل
زكريا ضاحكا : لا يا خالتى بعد اذنك .. البشاميل لازم يحضر
بدر : انت كمان نفسك فيها يا ابنى و اللا ايه
زكريا و هو ينظر لزهرة بخبث : ده انا بعشقها ، اعمليلى بقى انا و زهرة صينية كده لوحدنا ناكلها سوا
بدر : بس كده ، من عينى يا حبيبى ، تحب اعملهالك دلوقتى
زكريا : لا يا حبيبتى تسلميلى ، خليها يوم الجمعة بقى ، و بعدين مانا قلتلك ماما و دادة زينب جايبين اكل معاهم
ثم نظر لزهرة قائلا : و اعتقد ان الاكل اللى جاى هيبقى فيه مكرونة بشاميل برضة
ثم اكمل : هى سوزى فين اومال
بدر : لسه ماوصلتش ، العربية عطلت منها
زكريا : طب ماقلتيش ليه من اول ماجيت كنت روحتلها .. هى فين
بدر : لا ماتتعبش نفسك ، قالت ان الصيانة بعتوا اخدوا العربية من الجامعة ، و فى ناس زمايلها هيوصلوها
زكريا : ماشى .. طب بقولك ايه ، سيبى الولاد مع زهرة خمسة كده و تعالى معايا عاوزك فى كلمتين
ليصل يونس و قام بصف سيارته و استدعى الحارس لمساعدة زينب فى حمل متعلقاتهم الى الداخل ، و ما ان هم بالدلوف خلف الجميع .. الا و لمح سوزان و هى تهبط من سيارة ليست سيارتها و تقول بابتسامة عذبة لقائدها : انا متشكرة اوى .. تعبتكم معايا
لتمضى السيارة دون ان يلمح من بداخلها ، لتتفاجئ سوزان بيونس امامها بوجه متجهم فتقول : يونس .. انت واقف ليه كده ، فى حاجة و اللا ايه
يونس : هو لازم يبقى فى حاجة عشان اجى اشوفكم
سوزان : لا طبعا مش قصدى ، بس اتفاجئت لما شوفتك ، طب واقف برة ليه
يونس : يا دوب ركنت العربية و كنت داخل ، بس اما شوفتك قلت استناكى
ثم اكمل و هو يشير بعينيه على الطريق : مين ده اللى وصلك و فين عربيتك
سوزان : العربية عطلت و بعتتها التوكيل ، و دول زمايلى .. كتر خيرهم صمموا يوصلونى
يونس : و ما كلمتيش حد مننا يجيلك ليه بدل ماتركبى مع راجل غريب
سوزان بدهشة : اولا انا ماركبتش مع راجل غريب
يونس بمقاطعة : هو عشان يبقى زميلك مايبقاش غريب ، ازاى تركبى معاه لوحدك
سوزان : لو كنت بصيت كويس كنت هتلاقينى نازلة من الباب اللى ورا ، و ده لان مراته كانت معاه
و ثانيا .. مش كل ما العربية هتعطل هقول لكم الحقونى ، و ماتنساش ان انا بقالى سنين عايشة لوحدى برة ، يعنى اكيد هعرف اتصرف و مش هغرق فى شبر ماية
يونس : يعنى ايه كلامك ده ، خلاص هتستغنى عننا
سوزان بتنهيدة صغيرة : اكيد عمرى ما اقدر استغنى عنكم ، بس فى مواقف بتخلى الواحد بيبقى عاوز يتصرف بسرعة من غير خطوات تمهيدية ، العربية عطلت يبقى على طول اكلم التوكيل مش محتاجة مساعدة اكيد فى دى و ماتنساش ان كل تفاصيل العربية اللى لازم ابلغهالهم فى بلاغ الاعطال و مكان العربية معايا انا مش مع حد فيكم
يونس : بس برضة وجودك مع حد فينا اامن لك من اى حد تانى
سوزان : اكيد .. هندخل بقى و اللا هنفضل واقفين كده
يونس : ياللا بينا .. اتفضلى
و ما ان دلفوا الى الداخل حتى وجدوا بدر تحتضن زهرة بشدة و هى تبكى بسعادة و تقول : الف بركة يا بنتى ، و الف مبروك ، انا دلوقتى بس عرفت اد ايه ربنا كان رحيم بيا لما بيتنا اتحر . ق ، لولا الحر . يقة ماكنتش عترت فى اختك و لا فى همس و لا فيكم كلكم ، و لا كان ربنا عوضك بابن سيادة اللى ربنا رده لحضنى هو كمان بعد العمر ده كله
سوزان بذهول و هى لا تفهم ما يحدث امامها : هو فى ايه اللى حصل
يونس بتركيز مع رد فعلها : زكريا خطب زهرة
سوزان بسعادة بالغة : انت بتتكلم جد ، الف مبروك يا زيكو ، مبروك يا زهرة الف مبرووك
زهرة و هى تحتضن سوزان : حبيبتى عقبال ما افرح بيكى انتى كمان
لتلتفت سوزان الى زكريا قائلة بمرح : احنا بقى فينا من اسرار يا سى زيكو ، بقيت تخبى عليا ، ماشى ، هفوتهالك المرة دى بس عشان خاطر هتبقى جوز اختى
زكريا : اختك واسطة يعنى
سوزان و هى تقبل زهرة بحب : احلى واسطة فى الدنيا كلها
بدر : عقبال ما اتطمن عليكى انتى كمان يا بنتى و
افرح بيكى
سوزان بمرح : لااااا .. انا مرابطة معاكى على طول يا بدر البدور و مش هسيبك ابدا ابدا
فاطمة بامتعاض : يابنتى ربنا يهديكى بقى .. دى العرسان كعوبها دابت من كتر المرواح و المجى عشان بس ينولوا رضاكى
سوزان و هى تقبل فاطمة باشتياق : طب ما يوفروا كعوبهم و يبعدوا عنى و يريحونى
زينب : لو هتفضلوا تتكلموا من هنا لبكرة هتوجعوا قلبكم على الفاضى ، ياللا الاكل هيبرد
سوزان بمرح و هى تسوق الصغار امامها : اهى دادة اكتر واحدة عارفة اللى فيها ، ياللا يا اولاد بسرعة عشان نلحق نقعد قبلهم كلهم و نلحق ناكل اللى يعجبنا بسرعة قبل ما حد فيهم ياخده قبلنا
ليتابعها يونس بعينيه و هو يحاول جاهدا ان يلاحظ اى تغيير او حزن على ملامحها ، فهو الى الآن لم يقتنع بان سوزان لا تكن عاطفة خاصة تجاه زكريا ، و لكنه لم يجد غير ضحكاتها و شغبها المعتاد ليردد بين جنبات نفسه .. هل كان زكريا صادقا بالفعل حين نفى حبها له
فقد كان يعتقد ان زكريا يبرئ نفسه ليبرر عشقه لزهرة ، او انه غافلا عن مشاعر سوزان له
و لكنه الان يشعر بالفعل بصدق حديثه و لكنه لا يستطيع ان يسلم بصحة ما يرى و يسمع ، و لكنه انتبه على صوت سوزان و هى تقول بشغب : و ناوى بقى تفرحنا بسرعة كده و اللا هتفرهدنا يا عريس
زكريا : المعاد اللى زهرة تؤمر بيه انا تحت امرها
سوزان : يا زيدى يا زيدى ، ها يا زهور .. الكورة فى ملعبك
زهرة بخجل : لسه بدرى
سوزان بامتعاض : بدرى ليه بس ، عاوزين نفرح شوية الله يباركلك
زهرة : برضة مايصحش دلوقتى خالص ، انا مش عاوزة افسر عشان الولاد ، بس ماتنسوش اننا فى حالة حداد
سوزان : حبيبتى الحداد مش هيرجع اللى راح و اللا ايه يا زيكو ماتتكلم
فاطمة : زهرة كلامها مظبوط يا سوزى ، معلش نصبر شوية
سوزان باصرار : خلاص .. نقرا الفاتحة و نلبس دبل بيننا كده و بين بعض ، و يا ستى ماشى نصبر شوية على الفرح
زهرة : يا خبر .. فرح ، فرح ايه بس
بدر : طبعا فرح ، ده انتى اول فرحتى يا بنتى ، عاوزة افرح بيكى و اشوفك بالفستان الابيض ، مش كفاية النوبة اللى فاتت ….
سوزان بمقاطعة : ماما .. انسى بقى يا حبيبتى اللى فات و كل اللى فيه ، خلونا فى اللى جاى
زهرة و هى تتظر بحذر تجاه اياد و تولين : ايوة بس .. مش يمكن الولاد يتضايقوا ، لازم برضة نراعى مشاعرهم و ناخد رأيهم
سوزان : طب ماهم قدامكم اهو .. مانسالهم دلوقتى ، و مايتهيأليش ابدا انهم ممكن يتضايقوا
زكريا : لأ .. اعتقد ان بينى و بينهم افضل
زهرة : انا برضة رايى كده
تولين و التى كانت تراقب حديثهم من البداية : بس انا موافقة يا بابا
زكريا : موافقة على ايه يا حبيبتى
تولين : انك تتجوز عمتو زهرة .. انا و اياد بنحبها اوى و عاوزينها تفضل على طول معانا
زهرة بحب : حبيبتى يا تولى انا كمان بحبكم اوى
زكريا : طب و انت يا اياد
اباد و هو يرفع كتفيه دون اهتمام : مش عارف
سوزان : يعنى بتخب عمتو زهرة زى تولى كده
و عاوزها تفضل معاكم على طول
اياد : ااه بحبها
سوزان بانتصار : تبقى خلصانة و سهلة اهى
يونس : مبروك يا زهرة ، مبروك يا زكريا
زكريا : الله يبارك فيك يا حبيبى
سوزان : يبقى تحدد دلوقتى معاد تلبيس الدبل
زكريا و هو ينظر لزهرة بفضول : الجمعة كويس .. ايه رأيك
زهرة بخجل : اللى تشوفوه
فاطمة : خلاص .. يبقى تاخدها الجمعة و تنزلوا تشتروا الشبكة و ترجعوا تلبسوها
سوزان : و انا معاكم
زكريا : و طبعا يونس لازم يبقى معانا ان شاء الله
يونس : طبعا يا حبيبى .. معاك
فاطمة ضاحكة : و يوم الجمعة ان شاء الله نتغدا كلنا سوا و بعدين يلبسها الشبكة و نحتفل سوا
و بيوم الجمعة .. و بداخل محل المجوهرات ، كانت سوزان تساعد زهرة فى اختيار ما يناسبها ، و كانت تقول : انا شفت اسورة برة فى الباترينة عاوزاكى تجربيها .. استنى هشاور لهم عليها يجيبوهالك
و عندما توجهت الى الخارج مع موظف المحل خرج ورائهم يونس ، و انتظر حتى عاد العامل الى الداخل مرة اخرى ، و عندما همت سوزان للعودة وراءه .. استوقفها صوت يونس الذى قال : انتى بجد مبسوطة لزكريا و زهرة
سوزان بذهول : اكيد طبعا مبسوطة ، و ايه اللى مش هيخلينى مبسوطة عشانهم
يونس بتردد : اصل يعنى .. فى يوم من الايام اعتقدت انك انتى و زكريا …
سوزان بعدم فهم : انى انا و زكريا ايه مش فاهمة .. ماتكمل تقصد ايه
يونس : يعنى .. اقصد ان انتى و زكريا ممكن يعنى
…..
لتنظر له سوزان لوهلة و هى تحاول استيعاب مقصده ، لتفغر فاهها فجأة ببلاهة شديدة و تقول بعدم تصديق : تقصد ان انا و زكريا …..
و لكنها لم تكمل حديثها و حركت راسها يمينا و يسارا بقلة حيلة قائلة : يوم عن يوم بتأكد فعلا .. انك عمرك ماعرفتنى
يونس : دى تانى مرة تقوليلى الجملة دى
سوزان ساخرة : و اتمنى انها تكون الاخيرة يا يونس
لتتركه وحيدا و تعود الى الداخل مرة اخرى 😒