رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثالث و الثلاثون 33 بقلم ميمي عوالى

   

رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثالث و الثلاثون بقلم ميمي عوالى


ظل يونس لوهلة يقف مكانه و هو يراقب الجميع من خلف زجاج محل المجوهرات ، و يلاحظ بعض التجهم المصاحب لملامح سوزان و التى كانت تمد يدها بين الفينة و الفينة على عينيها تزيل عبرة هاربة قبل ان يشعر بها احد 
ليدلف الى الداخل مرة اخرى ليسمع زهرة و هى تقول لها : انتى اما كنتى برة فى حاجة دخلت فى عينيكى و اللا ايه يا سوزى ، مال عينك احمرت كده و كمان مدمعة جامد
سوزان بابتسامة و هى تغالب عبراتها : ااه يا حبيبتى ، بس ماتشغليش بالك ، هتروق دلوقتى ، خلينا فى حاجتك و قوليلى عجبك ايه
زهرة : لحد دلوقتى الاسورة الاخرانية اللى انتى اخترتيها دى اكتر حاجة عجبتنى 
زكريا بتأييد : فعلا .. الحقيقة ذوقها يجنن
لتلتفت سوزان الى العامل و تقول : هى الاسورة دى مالهاش كولية
زهرة : لا كولية ايه ، كفاية الاسورة 
زكريا : لا طبعا كفاية ايه استنى بس
العامل : انا هجيب لحضرتك باقى الطقم بتاعها
سوزان بتشجيع : ايوة كده ورينا 
سوزان : انا مابحبش البس كوليهات و كمان عشان الحجاب 
سوزان : حبيبتى حتى لو ماعرفتيش تلبسيه مع الحجاب .. البسيه لتفسك ، و افرحى و انبسطى 
زكريا : البت سوزى بتتكلم صح 
سوزان بسخرية : بت! .. ماشى ، هعديهالك المرة دى بس عشان خاطر زهرة
زكريا و هو ينظر الى يونس الذى كان يولى كل اهتمامه لسوزان : ماقلتش رايك يعنى 
يونس : حلوة .. الف مبروك
زكريا : طب مش لما نشوف الباقى 
يونس : ماهو باين اهو من الاسورة .. اكيد الباقى برضة هيبقى حلو
لينقضى الوقت بين الاختيار والمفاضلة حتى استقرت زهرة على ما تريد لتتم عملية الشراء و يتجه الجميع عائدين الى منزل زكريا وسط سعادة بالغة من زهرة و زكريا و فرحة مكسورة من سوزان و صمت مطبق من يونس 
حتى وصلت مهاتفة ليونس و هم فى الطريق من زينب تخبره بوجود مريم و مطالبتها برامى
ليصلوا الى المنزل بأقصى سرعة و ما ان اقتربوا من الداخل حتى سمعوا صوت مريم عاليا و هى تقول بغضب : يعنى ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده يا ماما ، يعنى ايه لأ ، بقول لك انا عاوزة الولد عشان يقعد معايا يومين
فاطمة : لأ يعنى لأ يا مريم .. كلامى واضح و تحترمى البيت اللى انتى فيه و تحترمى صاحبه حتى لو مش موجود و توطى صوتك ده شوية
مريم : تانى .. يعنى مافيش فايدة ، يا ستى انا اصلا سايبالكم البلد باللى فيها و ماشية و ماحدش فيكم هيشوف وشى تانى عشان كلكم تستريحوا 
فاطمة : اعملى اللى يريحك .. ماحدش هيشيل وزرك غيرك ، لكن برضة لاخر لحظة تحترمى صاحب البيت 
مريم باستنكار : صاحب بيت ايه بقى .. ما شكله اتنازل عنه للضيوف الجداد
بدر : ما اتنازلش ولا حاجة يا بنتى ، احنا فعلا ضيوف عنده لحد ما نلاقى شقة مناسبة لينا ، و زكريا كتر خيره استضافنا عنده على ما ده يحصل 
مريم : ااه طبعا ما هى ميغة ، شوية فى بيت بابا و شوية هنا ، حاجة ببلاش كده ماينفعش تقولوا لا
فاطمة : الزمى حدودك يا مريم
بدر : استنى بس يا فاطمة ، انا بس نفسى اعرف هى واخدة منى الموقف ده ليه رغم ان ماصدرش منى اى حاجة تسئ لها
مريم بسخرية : و انتى بقى مش واخدة بالك ان مجرد وجودك وسطنا بماضيكى المشرف ده وصمة سودة فى حياتنا كلنا 
لتسمع صوت زكريا من خلفها يقول : رغم انك لو فكرتى كويس هتلاقى ان مافيش نقطة سودة فى حياتنا كلنا غيرك انتى و جوزك 
مريم بلجلجة و قد علا وجهها علامات الصدمة : زكريا 🙄
زكريا : و جايلك عين تيجى لحد هنا كمان بدماغك المس /مو /مة دى ، جيتى بيت بابا و سمعتيهم كلامك اللى زى الس .م ده هناك و سابو لك البيت خالص عشان تستريحى ، ايه بقى اللى جايبك هنا وراهم ، عاوزة ايه
مريم : عاوزة ابنى 
زكريا : مالكيش ولاد عندنا
مريم باستنكار : افندم ، انا عاوزة ابنى يا زكريا ، ايه .. هتحرمونى من ابنى ، ده بانهى قانون 
زكريا : قانوننا احنا يا مريم ، و اللى فى قلعك انفضيه
مريم : بلاش كده يا زكريا ، اكيد مش هتحرمنى من انى اشوف ابنى
يونس : يعنى انتى جاية تشوفيه و اللا تاخديه 
مريم : اشوفه
يونس : يعنى هاتشوفيه و تمشى 
مريم : هاخده يقعد معايا يومين و هجيبهولكم تانى 
زكريا : يومين و ترجعيهولنا تانى ازاى و انتى طيارتك معادها بعد اربع ساعات من دلوقتى ، ايه .. هتعملى السكة قياسة رايح جاى ، و اللا هتقضى معاه اليومين دول فى الطيارات 
مريم بصدمة : انت بتتجسس عليا و اللا ايه
يونس : يتجسس ايه و نيلة ايه انا مش فاهم ، هو انتى خلاص مابقيتيش تفكرى و لا حتى تركزى فى تصرفاتك و خطواتك 
مش واخدة بالك انك خليتى سكرتارية الشركة هى اللى تحجزلك تذاكر السفر ليكى و للولد و تدفع تمنهم كمان من حسابك فى الشركة
زكريا : لا مش كده يا يونس .. هى بس مش واخدة بالها ان من بعد عملتها السودة هى و جوزها.. اننا مافيش امر ليها جوة الشركة بيعدى من غير ما يمر علينا فى الاول 
مريم : و افرضوا .. فلوسى  و ابنى ، و انا بس اللى من حقى اقول يقعد فين و يروح فين ، و هاخده ، و ياريت من غير كلام كتير ، ابنى و هاخده
فاطمة : على اساس ايه ، هتاخديه و تعملى معاه ايه ، مش تفهمينا الاول 
مريم بغضب : افهمكم ايه ، واحدة عاوزة ابنها ، انتو باى حق بتمنعوها من ده و بتحرموها منه ، مش كفاية اتحرمت من اخوه
فاطمة : و مين اللى حرمك منه
مريم : هو ايه اللى مين اللى حرمنى منه ، زين مات يا ماما .. مات 
فاطمة بحدة : انتى فاهمة كلامى كويس ، ماتلفيش و تدورى 
مريم : يا ستى لا بلف و لا بدور ، بس ده ابنى ، ازاى تحرمونى منه
فاطمة : انتى اللى بتحرمى نفسك مش احنا ، قلتلك ارجعى لعقلك و ضميرك و هتلاقينا كلنا حواليكى لكن انتى اللى فى دماغك فى دماغك مابيتغيرش
مريم : هو يا اخرب بيتى و اتطلق يا تحرمونى من ابنى 
يونس بغضب : انهى خراب ده يا غبية اللى بتتكلمى عنه ، اللى بتعمليه ده هو الخراب بعينه
مريم : هو انتو عاوزننى ابقى لوحدى زيكم عشان تنبسطوا مش كده ، ما انت مراتك ماتت و التانى طلق مراته و حرم امهم برضة من ولادها ، و عاوز يعمل معايا زى ما عمل معاها مش كده
زكريا : هو ده اللى انتى فهمتيه يا مريم
مريم : اومال افهم ايه تانى يا سى زكريا
زكريا : ماشى .. عاوزة تسافرى مع الف سلامة 
مريم : و ابنى 
زكريا : عاوزة ابنك يسافر معاكى .. تروحى تعملى محضر دلوقتى انى مانع ابنك عنك ، و اوعدك انك لما تعملى ده هجيب ابنك فى ايدى لحد وكيل التيابة و هعترف انى فعلا مانعك عنه و هقول له على اسبابى بالتفصيل ، و طبعا انتى عارفة اسبابى دى كويس .. و ساعتها بقى لو قدرتى تسافرى يا مريم هوصلك بنفسى لحد المطار و معاكى رامى 
مريم باحباط : بلاش كده يا زكريا ، المفروض انك اخويا ، ماينفعش تعمل معايا كده
زكريا بضحكة ساخرة : يعنى يوم ما تعترفى بيا انى اخوكى برضة عشان مصلحتك
مريم لفاطمة : انتى هتسيبيهم يلووا دراعى بالشكل ده 
فاطمة بتنهيدة مثقلة : انتى اللى عملتى فى نفسك كده
مريم : نفسى مرة واحدة تنصفينى 
فاطمة : عمرى ما ظلمتك يابنتى ، بالعكس انتى اللى طول عمرك ظالمة روحك و واهمة نفسك ان احنا اللى ظالمينك 
مريم : هو انتو لما تحرمونى من ابنى اللى باقيلى ماتبقوش ظالميننى
يونس : احنا مابنحرمكيش منه ، احنا بنحاول نلحقه يا مريم ، عاوزينه يتربى على نضافة و بمال حلال ، بمال ابوكى النضيف ، الحاجة البيضا الوحيدة اللى باقيالك
مريم بغل : انا بكرهكم كلكم ، و مش مسامحاكم ابدا على اللى عملتوه و لا اللى بتعملوه معايا 
فاطمة : طول عمرك و انتى مابتسمعيش غير لشيطانك و بس ، رغم انك لو نفضتى شيطانك ده من جواكى .. هتلاقى ان ماحدش حبك فى الدنيا دى زينا 
يونس : و ماحدش خايف عليكى زينا و لا قدنا ، نفسى تقتنعى بده بقى و تشيلى الغشاوة اللى على عينيكى دى
لتنظر لهم مريم بجمود لبرهة ثم تتجه الى الخارج و لكن زكريا يستوقفها قائلا : على فكرة يا مريم .. آن الاوان انك تعرفى سبب طلاقى لماجى 
مريم : مايخصنيش
زكريا : حتى لو عرفتى ان انتى السبب
مريم : و انا مالى و مالكم اصلا 
زكريا : ازاى بقى و انتى مثلها الاعلى و كانت بتقلدك بغبا فى كل تصرفاتك و كلامك 
كنت حاسس انى عايش مع مسخ ، صورة مكررة منك ، ماقدرتش ابدا اتصور حاتم ازاى قادر يتعامل معاكى بطبعك ده ، و ساعات كنت بسال و اقول يا ترى مين فيكم اللى بهت على التانى و اللا مين فيكم اللى ماحى شخصية التانى ، و الحقيقة لسه محتار ، و برضة ما قدرتش اتصور انها تفضل ام لولادى على طول بطمعها و عنجهيتها الفاضية و اللى طبعا كانت نسخة منك
بس خلاص مش مهم ، و مابقيتش فارقة ، انا بس حبيت اقول لك انى لما حبيت ادور على زوجة ليا تبقى سكن ليا بصحيح ، احبها و تحبنى و كمان تبقى ام صالحة لولادى .. مالقيتش احسن من زهرة بنت خالتى ، خالتى اللى بتشرف بيها و باللى حصل منها و ليها ، خالتى اللى دخلت السجن و خرجت منه و هى اشرف من ناس كتير اوى عايشين وسطنا يا مريم 
مريم بسخرية : لايقين على بعض اوى 
ثم تتركهم و تنصرف بخطوات غاضبة ، لتقول بدر ببعض الاعتراض : مهما كان الزعل اللى بينكم .. ماينفعش ابدا تحرموها من ضناها ، دى مهما ان كان لسه مد . بوحة من موت ابنها الصغير
سوزان : معلش يا ماما .. هم ادرى باللى بيعملوه و بمصلحة رامى 
فاطمة و هى تحاول مواراة حزنها : خلونا احنا فى فرحتنا بالعرسان ، ياللا نتغدا مع بعض الاول عشان نلحق نفرح بيكم
سوزان : اومال الولاد فين مش شايفاهم
فاطمة : اول ما مريم جت .. خليت زينب تاخدهم على اوضتها بعيد عشان مايسمعوش حاجة 
يونس : خير ما عملتوا 
زهرة : طيب انا هروح اندهلهم
و اثناء تناولهم للطعام يستمعون لجلبة من اتجاه الباب و حين استطلع زكريا الامر وجد امامه ماجى و هى تقول بحنق حاد : عملتها يا زكريا .. تقدر تقوللى استفدت ايه من اللى عملته ده
زكريا بحزم : وطى صوتك ده و انتى بتتكلمى معايا ،  انتى مش فى سويقة ، و فهمينى ايه بقى اللى انا عملته بالظبط .. تقصدى ايه 
ماجى : انت هتستهبل و تعمل نفسك مش فاهم .. كل ده عشان اتجوزت غيرك ، من امتى و انا فارقة معاك من اصله عشان تعمل كده دلوقتى 
زكريا بحدة : انتى هتقعدي تتكلمي بالالغاز كثير ..  ما تنطقي وتقولي على طول انتى بتتكلمي على ايه 
ماجى وهى تشير اليه بسبابتها باتهام : انت اللي بلغت عن بابى مش كده ، اياك تنكر .. لان محدش ابدا له مصلحه انه يعمل كده غيرك
زكريا بعدم فهم : انا بلغت عن ابوكى انتى .. بلغت عنه في ايه ما تفهميني على طول ايه اللي حصل بدل الالغاز اللي انتى مش عاوزة تتكلمي غير بيها دى
ماجى : بلغت عن الحفر اللي تحت البيوت اللي في الحاره ، انت اللي بلغت يا زكريا مش كده .. انطق واعترف وقول ان انت اللي بلغت 
لينظر زكريا لزهرة و يطلب منها اصطحاب الصغار بعيدا مرة اخرى ، ثم نظر لماجى مرة اخرى و قال بهدوء : لا يا ماجي مش انا اللي بلغت 
ماجى بغضب : ما حدش له مصلحه غيرك 
زكريا : و هو انا مصلحتي ايه مش فاهم 
ماجى : بتنتقم مني عشان اتجوزت غيرك 
ليضحك زكريا ساخرا و يقول : طول عمرك خيالك واسع وطموحك عالي بس اسمحيلى يعنى مش للدرجة دى ،  و ماتزعليش لما اسبب لك بعض الاحباط واقول لك لا يا ماجي .. مش انا اللي بلغت وهقول لك معلومه كمان .. انا ما يفرقش معايا اصلا ان كنتى تتجوزي او ما تتجوزيش من اساسه 
ماجى بغضب : لو مش انت اللي بلغت اومال يبقى مين 
زكريا : ده شيء ما يخصنيش ، و تقدري تروحي تدوري عن اللى بلغ بعيد عن هنا
ماجى : بس انت سبقلك و هد . دتنى بحاجات تحت ايدك تخص بابا 
زكريا : حقيقي و ما انكرش ، بس اللى منعني انى  أأذي ابوكي انه جد ولادي اللي هم اولادك يا ماجي وانا ما اقدرش ابدا انى اكسر عين ولادي ، و لو انتى الحكايه دي ما تفرقش معاكي فهي تفرق معايا كثير اوى
ماجى : لو عاوزنى اصدق ان مش انت .. اقف جنبى و ساعدنى اقوم له محامى كويس يطلعه من الحكاية دى 
زكريا : اااه .. قولى كده بقى ،  بس انتى بقى مين اللى ضحك عليكى و قال لك ان تصديقك من عدمه يهمنى ، و بعدين ما عندك اخواتك و جوزك و المحامى بتاع جوزك مش شوية 
ماجى بامتعاض : اخواتى هم كمان مقبوض عليهم ، و المحامى طالب اتعاب كبيرة اوى ما اقدرش ادفعها .. خصوصا بعد ما كل فلوسنا اتصادرت بالكامل ، حتى الشركة اتحطت تحت الحراسة
يونس : طب و سامى فين من كل ده 
ماجى : انا و سامى اتطلقنا 
زكريا بسخرية : انتو لحقتوا ، ده انتو ماكملتوش كام اسبوع
يونس بسخرية مماثلة : هو انت تايه عن سامى و نزواته
زكريا : على رايك ، رغم انه المرة دى كان صارف و مكلف
ماجى بغضب : هو انتو هتقعدوا تشقطونى لبعض ، انا عاوزة محامى كويس مايطلبش منى أتعاب الا اما بابى يطلع براءة 
زكريا باستنكار : ابوكى مش هيطلع براءة يا ماجى و لازم تفهمى ده كويس اوى 
ماجى : يعنى هتتخلى عنى ، طب على الاقل افتكر انى ام ولادك
زكريا : انا مابتخلاش عنك ، انا بفهمك الدنيا عشان ماتعيشيش فى الوهم ، ابوكى كان بيتاجر فى الآ.ثار و دى غقوبتها الإعد . ام
ماجى بانهيار : ماتقولش كده
فاطمة : اهدى يا بنتى .. ان شاء الله ربنا يطمنك 
ماجى : قوليله مايتخلاش عنى 
زكريا : انتى عاوزانى اعمل لك ايه انا مش فاهم ، عاوزانى اقوم محامى لابوكى و انا عارف انه مدان و كان بيبيع آ . ثار البلد ، انا لا يمكن ابدا اشارك فى حاجة زى دى 
انا المساعدة الوحيدة اللى اقدر اقدمهالك انك لو احتاجتى حاجة اقدمهالك ، و الحاجة دى مش اكتر من مساعدة منى عشان ام ولادى تعيش مستورة و من وجهة نظرى انا مش من وجهة نظرك انتى برضة 
ماجى بامتعاض : انت فاكرنى جاية اشحت منك .. لأ فوق و لو ناسى الصور بتاعة زمان و اللا فاكر انها اتقطعت و خلصت .. فاحب اقول لك انها لسه موجودة و ممكن اعمل اللى اكتر منها و اوزعها على كل حبايبك و العملا بتوعك
يونس بغضب : اما انك انسانة وضيعة ، انتى بتبتزينا كده عينى عينك
ماجى : انا اعمل اى حاجة عشان بابى يخرج من اللى هو فيه و مش انا ابدا اللى انكسر و انذل من تانى بعد العمر ده كله
فاطمة : اهدوا بس يا اولاد .. ماجى برضة عمرها ماتفكر تأذى سمعة ابو ولادها و بالزور كمان
ماجى بتهكم : لا يا طنط .. افكر اوى ، و اعمل اى حاجة عشان اللى انا عاوزاه يحصل 
فاطمة باستغراب من هدوء زكريا : انت ساكت ليه يا ابنى ما تتكلم
زكريا بابتسامة هادئة : ابدا يا ماما .. انا بس بحاول اديها مساحتها انها تضر روحها بعنجهيتها الفاضية دى زى ما ضرتنا كلنا معاها 
ماجى بسخرية : و هضر روحى ازاى بقى يا سى زكريا 
زكريا بهدوء و هو يشير الى عدة مواقع من حوله : اصلك نسيتى يا ماجى انى مركب نظام مراقبة بالصوت و الصورة فى البيت من زمان عشان خاطر الولاد ، و اديكى اهو .. قدمتيلى بنفسك احلى هدية باعترافك ان الصور اللى ابوكى كان بيهددنا بيها زمان كانت متفبركة 
لتدير ماجى عينيها بين اماكن وضع كاميرات المراقبة بذهول ثم تعود بعينيها مرة اخرى الى زكريا و تقول : يعنى برضة مصمم ماتساعدنيش
زكريا بحزم : انا قلتلك اللى عندى ، وقت اما ماتلاقيش مكان تعيشى فيه و لا مورد رزق بالحلال .. انا متكفل بيكى عشان خاطر ولادى مش اكتر
لتنظر له باحباط و تعود ادراجها خائبة ، فيقول يونس : انت فعلا ماتعرفش حاجة 
زكريا : لا اعرف ، بس مش انا اللى بلغت
سوزان : طب و عرفت ايه و امتى 
زكريا : اللى عرفته انه فى بيت من البيوت اللى كان بيحفر تحتها وقع من فترة ، و لما وقع .. مجدى كان متعنت جدا مع اللجان الفنية اللى خرجت من الحى عشان تعمل تقارير عن سبب اللى حصل و عن مدى سلامة باقى البيوت 
و ابتدوا بقى يسمعوا كلمة من هنا على كلمة من هنا فالكلام وصل للمباحث اللى وصلوا للحكاية بسرعة و قدروا يعرفوا طريق المخازن بتاعته 
و من تلت ايام عملوا حملة داهموا المخازن و ظبطوا الاثار و اللى سمعت انها ماكانتش قليلة ابدا ،  و طبعا اتقبض عليه هو و ولاده و جمدوا الارصدة بتاعتهم كلها فى البنوك
يونس : و انت عارف كل ده و ما قلتش
زكريا : عاوزنى اقول ايه يا يونس ، هى دى حاجة تتحكى و اللا تتقال
بدر : ايوة يا ابنى ، بس مهما كان دى برضة ام ولادك و بينكم عشرة فمايصحش تلجأ لك و تتخلى عنها
زكريا : انا ما اتخليتش عنها يا خالتي انا قلت لها ان هي لو احتاجت اي حاجه هتلاقيني في ضهرها احتاجت شغل .. احتاجت بيت .. احتاجت فلوس .. احتاجت تاكل وتشرب انا عمري ما هتخلى عنها وعمري ما هسيبها لكن دي عايزاني اقوم لها محامي يطلع ابوها براءه 
طب اطلعه براءه ازاي وانا عارف انه مدان ومن سنين واللي كان حايشني عنه السنين اللي فاتت دي كلها في الاول ان ما كانش عندي دليل وبعد كده مش هنكر انى كنت خايف على سمعه ولادي لكن دلوقتي خلاص اللي حصل حصل ايه بقى اللي يخليني  اسيب دنيتي وحياتي وعيشتي وكل اللي احنا فيه ده واروح اهتم بحاجه ما تخصنيش ومش مقتنع بيها و كمان سمعتى انا و ولادى تتلط بسببها على الفاضى ، طب ليه
فاطمة : زكريا عنده حق يا بدر وبعدين مهما كان لو حشر نفسه في حاجه زي كده ممكن سمعته وسمعه ولاده فعلا تتلط معاه فما فيش داعي خلاص ومهما كان كل واحد بياخد جزاءه
زكريا : هو ايه اليوم اللي مش عايز يعدي ده هو احنا بقى مش ناويين اننا نلبس الدبل والشبكه في يومنا ده ولا ايه ما تيلا يا ماما حد ينده زهره وخلونا نلبس الشبكه قبل ما حد ثاني ييجي ولا حاجه ثانيه تحصل ده لو حد قاصد يعمل معانا كده مش هيعرف يجيبها بالشكل ده
فاطمة ضاحكة : عندك حق يا ابنى .. روحي يا سوزي ياللا يا حبيبتي اندهي  للعروسه الحلوه هي والاولاد وتعالوا يلا خلونا  نلبس الشبكه ونفرح شويه
و بعد ان عادت زهرة بالصغار قالت ببعض الخجل المخلوط بالتردد : طب ماتخلونا يوم تانى نبقى فى مود احسن من كده شوية 
زكريا باصرار : ابدا .. هنلبس الشبكة النهاردة زى ما كنا متفقين 
سوزان : ياللا يا زهرة يا حبيبتى ، خلونا ننسى كل اللى حصل و نفرح شوية زى ما زيكو قال 
زينب و هى تهل عليهم بالشربات : لولا الملامة كنت مليت البيت زغاريد ، بس ملحوقة ، فى الليلة الكبيرة بقى ان شاء الله 
بدر ببهجة : اكنك زغردتى يا زينب ، تسلميلى ياختى و يسلم لسانك 
ليقوم زكريا وزهره بارتداء الشبكه وسط سعاده وبهجه من الجميع وقامت سوزان بالتقاط الكثير من الصور الفوتوغرافيه وبعد ان تناولوا بعض المشروبات والحلوى قالت سوزان : بقول لكم ايه بقى بما ان الغدا باظ وما عرفناش نكمل اكلنا عدل وبما اننا اكيد خلال ساعه واللا اثنين بالكثير كلنا هنقع من الجوع .. فانا عزماكم كلكم على العشاء بره بالمناسبه الحلوه دي ، ها قلتوا ايه
ليضج الصغار بالتصفيق و التهليل و يقول زكريا : انا عن نفسى ماعنديش مانع
زهرة : طب و لزمته ايه بس يا حبيبتى ، ماحنا كلنا مع بعض اهو و كمان دادة و ماما و طنط فاطمة الصراحة عاملين اكل كتير اوى 
بدر : اخرجوا يا حبيبتى و انبسطوا 
زهرة : طب و انتى يا ماما 
بدر : انتى عارفة انى ماليش فى الكلام ده 
فاطمة : سيبونى انا و بدر هنا مع زينب .. وانتو اخرجوا و انبسطوا و كمان سيبوا الولاد معانا 
زهرة : لأ .. لو خرجنا هناخد الولاد معانا ، انتى ماشفتوش هم فرحوا ازاى 
سوزان : و انا مع زهرة .. الولاد هييجوا معانا و كمان هسيبهم هم اللى يختاروا المكان اللى ياكلوا فيه ، انا مهما كان لسه مادوستش اوى فى البلد و يا دوب من البيت للجامعة و بالعكس 
تولين : خلاص احنا نروح مول … نتمشى و نلعب و ناكل كمان هناك ، احنا بقالنا كتير اوى ماروحناش
زكريا بسخرية : احنا كده رايحين نلعب مش رايحين نحتفل
زهرة : طالما الولاد معانا يبقى لازم ينبسطوا ، ماشى كلامك يا ست تولى 
و كان المكان الذى اختارته تولين عبارة عن مركز تجارى كبير به مساحات للالعاب المحاطة باماكن مفتوحة مخصصة للطعام و المشروبات
و كان الصغار بداخل ساحة التزلج صحبة سوزان التى شاركتهم التزلج بمرح شديد تحت متابعة  زكريا و زهرة و يونس الذى لاحظ اقتراب شخص ما من سوزان داخل حلبة التزلج و وقفا سويا يتبادلان الحديث قبل ان تتجهم ملامح سوزان فجأة و بشدة و تحاول الابتعاد عنه و لكنها تتفاجئ به يمسك يدها مانعا اياها من الابتعاد 🙄
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1