رواية خلف قضبان القلوب الفصل الرابع و الثلاثون 34 بقلم ميمي عوالى

 

   

رواية خلف قضبان القلوب الفصل الرابع و الثلاثون بقلم ميمي عوالى



فى اقل من دقيقة كان يونس قد اقت/حم حلبة التزلج و من ورائه زكريا ، ليصل يونس الى سوزان و يقبض بيده على كف الرجل و يزيحها بعيدا عن سوزان بقوة و هو يقول بحنق : شيل ايدك عنها لا اقطعهالك 
زهرة و هى تحاوط الصغار بين يديها : بالراحة بس يا يونس .. اهدوا لما تفهموا الاول ايه الحكاية
يونس لسوزان بتجهم : انتى تعرفى الافندى ده
سوزان : اول مرة اشوفه 
يونس : اومال كان عاوز منك ايه
سوزان بتردد : كان بيعاكس
الرجل باندفاع : انا مابعاكسش ، انا كنت عاوز اخد رقمها عشان اتقدملها
يونس و هو يمسك بتلابيبه : و هو اى واحدة تعجبك تطلب رقمها ، ايش عرفك انت بيها و بحالتها خالية و اللا متجوزة و اللا مخطوبة عشان تقف تكلمها ، لا و كمان و بتتجرأ و بتمسك ايديها يا سا .فل
كان امن المركز التجارى قد تجمعوا و هم يحاولون قك الاشتباك و كان مسئول الامن يقول : سيبه حضرتك و احنا هنتصرف معاه
يونس بحدة : تتصرفوا بعد ايه ، بعد ما ضايقها و مسك ايديها ، ازاى تسمحوا ان حاجة زى دى تحصل كده و انتو بتتفرجوا 
مسئول الامن : حضرتك ماحدش استغاث بينا و قصرنا معاه
يونس و الغضب يسيطر على خلجات صوته و وجهه بشدة : يعنى مستنيين القت /يل يقوللكم الحقونى عشان تفكروا تتحركوا بعد ما تكون مالطة خربت
سوزان بخوف : خلاص يا يونس اهدى ماحصلش حاجة
يونس و هو لا زال يمسك بتلابيب الرجل : انتى هتجنينينى انتى كمان ، مسك ايديكى و بتقوليلى  ماحصلش حاجة ، كان المفروض يعمل ايه تانى 
سوزان بارتباك : انا اقصد انك لحقتنى على طول ، سيبه لبتوع الامن يتصرفوا معاه و خلاص
يونس بامر لمسئول الامن : الافندى ده يروح القسم
الرجل : حضرتك مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم
يونس : انا هوريك ان كنت مكبره واللا لأ لما ابيتك الليلة دى محبوس
زكريا : خلاص يا يونس .. هنوديه القسم ، بس سيبه لبتوع الامن ياخدوه من الحلبة عشان الولاد الصغيرين خايفين 
يونس بتحذير : مافيش تصالح يا زكريا 
زكريا : مافيش الكلام ده طبعا ، خليك انت بس مع زهرة و الولاد و انا هتصرف
يونس : لا .. انا اللى هتصرف
زكريا و هو يحاول اثنائه : ياحبيبى …
يونس بحزم : خلصنا يا زكريا .. خد انت زهرة و الولاد وديهم على البيت و ارجعلنا 
زكريا : طب ما افضل معاكم 
يونس و هو يحاول كبت غضبه : امشى يا زكريا لو سمحت ، انا لسه مش عارف هترسى على ايه ، و لولا انى عارف انهم هيحتاجوا سوزى فى القسم كنت قلتلك خدها معاك هى كمان
زكريا بقلة حيلة : ماشى ، هوصلهم و ارجعلكم على طول ، بس لو اتحركتوا فى اى مكان تانى بلغنى 
يونس : اكيد .. ياللا انت و انا هكلم المحامى يجينى حالا
كانت سوزان تنظر ليونس بمشاعر متضاربة ، فتلك هى المرة الاولى التى تشعر بتلك الرهبة امامه ، و لم تكن تستطع ان تجزم بان كانت تلك الرهبة من يونس ام عليه و لم تكن تتوقع ان تصل الامور الى تلك الدرجة و هذا التشبث من يونس بان يصعد الامر الى هذة الدرجة ، و فى نفس التوقيت .. كانت تلك المرة الاولى التى تتعرض لهذا الموقف ، فقد كانت دائما تعتمد على التجاهل لتتخطى من يحاولون التودد اليها ، و كان الامر يمر دائما بسلام ، الا تلك المرة و التى شعرت انها قد تجاوزت كل الحدود ، فهى ناقمة على هذا الرجل و بشدة بسبب مافعله ، و لكن اكثر نقمتها كانت بسبب حدوث ذلك الأمر اثناء تواجد يونس 
و كان يونس يقف و عيناه لا تحيد عن رجال الامن المحاوطين بذلك الرجل و كأنه يخشى هروبه ، و كان الرجل من وقت الامساك به .. لم ينفك يحاول تبرير ما فعله و تقليل شأنه و انه لم يكن يقصد التطفل و انه و انه  ، لينظر يونس لسوزان و يقول بجمود : هو كان بيقول لك ايه اصلا فى الاول 
سوزان بتردد : كان بيعاكس يا يونس
يونس : ايوة يعنى .. عاكسك قال لك ايه
سوزان بامتعاض : مش هعرف .. اتكسف اقول لك اللى قاله
يونس و قد اتسعت عيناه : يعنى ايه مش هتعرفى .. ايه يعنى مش فاهم ، هو قال لك كلام قبيح و اللا ايه
و قبل ان ترد عليه سوزان بالتفى وجدا احد ضباط الشرطة يتقدم منهما و يقول : المتهم عاوز يتصالح معاكم و مستعد لاى ترضية تقبلوها ، وبيقول انه ما فيش داعي ان الموضوع يكبر عن كده ، وانه بس كان عايز يتعرف على الانسة عشان كان عايز يتقدم لها 
يونس بحدة : هو لما يبقى واحد عايز يتقدم لواحده يعمل اللى الافندي ده عمله ، وكمان يغازلها بوقاحة وقله ادب واسلوب غير لائق وخارج 
الضابط : معنى كده ان انتم مش موافقين على الصلح 
يونس : لا طبعا مش موافقين و لازم ياخذ جزاؤه على اللي عمله ، عشان يحرم انه يتعرض لاي بنت بعد كده بدون وجه حق
الضابط : تمام .. اتفضلوا معايا عشان المحضر 
بعد مرور حوالي اكثر من ساعه كان يونس يغادر قسم الشرطه بصحبه سوزان وزكريا و المحامى الخاص بالشركة ، و الذى قام بانهاء كافة الاجراءات المطلوبة 
فيقول له يونس : انت متأكد يا متر انهم كده مش هيحتاجوا سوزان تانى فى اى وقت مش كده
المحامى : لا يا يونس بية .. وكيل النيابة لازم هيحتاج يسمع منها لانها بقت قضية ، و كمان لما تتحول للمحكمة لازم هتتواجد
يونس بضيق : بس انت قلت انك هتخلص كل حاجة 
المحامى : و انا فعلا خلصت كل الإجراءات القانونية الخاصة بالمحضر و الواقعة ، لكن فى كمان إجراءات ماينفعش احل محل الدكتورة فيها ، و لا فى النيابة و لا قدام القاضى ، بس انا هعمل كل جهدى انى اقلل الكلام ده 
زكريا : خلاص يا متر ، شوف هتعمل ايه و بلغنا بالمستجدات اول باول 
المحامى : حاضر يا افندم .. بعد اذنكم
لينظر يونس الى سوزان باهتمام و يقول : انتى كويسه 
سوزان هامسة وهي تومئ راسها بوجل : الحمدلله
زكريا : خلاص يا حبيبتي عدت على خير الحمد لله حاولي تنسي كل اللي حصل ده 
لتختلس سوزان النظرات الى يونس ببعض الوجل فوجدته نظر اليها وقال ببعض الترصد : انا نفسي اعرف انتى مالك زعلانه كده ليه ان احنا ربيناه
سوزان بدفاع : لا طبعا ايه اللي هيخليني ازعل من حاجه زي كده 
يونس : اومال مالك ما تفهمينى
سوزان بدموع : ما تنساش ان دي اول مره في حياتي ادخل فيها قسم بوليس 
زكريا : في دى عندها حق يا يونس الموضوع مش سهل برضه 
سوزان : وكمان كسرنا فرحه زهره و زكريا .. بعد ما كنا خارجين نحتفل بيهم ونفرح ونهيص .. اهي قلبت بغم على الكل اهى 
يونس باعتراض : يعنى انا غلطان ، كنت اسيبه يعمل اللى عمله معاكى ده و اقف اتفرج و اسكت
سوزان : انا ما قلتلكش انك كنت تسكت ، بس انا متضايقة انى بوظت فرحة اخواتى 
زكريا : ومين بس يا حبيبتي اللي قال لك ان فرحتنا باظت ، وبعدين حتى لو كان .. هو انتى ذنبك ايه ، هو  انتى روحتي اساسا عاكستيه ولا هو اللي عاكسك ، انتى ما لكيش ذنب في كل اللي حصل ده غير في حاجه صغيره خالص و هي دي الحاجه الوحيده اللي انتى مدانة فيها
سوزان بفضول : حاجة ايه دى
زكريا بمرح : انك حلوة بزيادة و زى القمر كمان ، و كل اللى يشوفك له حق انه يعاكسك ، اضحكى بقى و فكيها كده ، و بعدين هو من اول اليوم و واصح ان حد باصصلى فى الليلة و اللا نسيتى اللى حصل اصلا فى البيت من قبل حتى مانلبس الدبل 
يونس بامتعاض : طب يلا خلونا نروح كفايه كده
سوزان بضيق : ما اتعشيناش و الولاد زمانهم زعلوا
يونس : كلم زهرة كده يا زكريا و شوفهم لو لسه صاحيين اسالهم نطلب لهم اكل ايه
سوزان : و انا اللى هحاسب
زكريا : عيب عليكى هو احنا مش ماليين عينيكى ولا ايه 
سوزان باصرار : انت ناسي ان انا اللي كنت عازماكم من البدايه يعني لولا ان اليوم باظ اصلا كان زماني انا اللي حاسبت اساسا على العشا 
يونس : ومين ضحك عليكى وفهمك اني كنت هسيبك  انتى اللى تحاسبي 
سوزان : هو لعب عيال .. مش احنا متفقين على كده من هناك اساسا من و احنا لسه في البيت 
يونس بسخرية : الكلام حاجه و الفعل حاجة تانيه 
سوزان بغيظ : انت بقيت دكتاتور كده امتى 
يونس بتهكم : اتعلمته منك
زكريا ضاحكا بعد ان اغلق هاتفه : زهرة بتقول ان كلهم لسه صاحيين و عاوزين بيتزا
يونس : كلهم بيتزا 
زكريا : ايوة ، قلتلها تخلى ماما تطلبلنا بقى على مانوصل 
سوزان : ماكنا نعدى نجيبها فى سكتنا
زكريا : ماما اللى عارفة كل واحد هياكل البيتزا بتاعته ازاى 
يونس : احسن برضة و اسرع
اما مريم .. فعندما خرجت من منزل زكريا .. عادت الى الفندق وقامت بمهاتفة حاتم و قالت بغضب جامح لم تستطع تداركه : منعوني اخده .. منعوني اخد رامي يا حاتم 
حاتم بهدوء و كأن الامر لا يعنيه : ايه اللى حصل
مريم بحدة : بقول لك منعونى اخده ، كلهم .. حتى ماما ، وزكريا قال لي لو عايزه تاخديه روحي اعملي لي محضر ، وهددني انى لو عملت كده كمان هييجي لغايه القسم ويقول على كل حاجه  ، قل لي اعمل ايه و بسرعه ، خلاص الطيارة ماقدمهاش كتير
حاتم : ولا حاجة 
مريم : هو ايه ده اللى ولا حاجة 
حاتم : ولا حاجة يعنى ولا حاجة .. هى ليها كام معنى
مريم :  انت عاوزنا بعد ما زين راح مننا نفرط كمان فى رامى و نتحرم منه بقية عمرنا
حاتم : و لا هتتحرمى منه و لا حاجة
مريم : انت مش مركز معايا ، بقولك رفضوا حتى انى اشوفه.. انت مستوعب ، يبقى ازاى مش هنتحرم منه ، و بقول لك خلاص الطيارة ماقدمهاش غير تلت ساعات
حاتم و هو يزفر ببعض الضيق : انتى اللى مش مركزة فى كلامى مش انا ، اسمعى يا مريم .. انا بقول تفضلى عندك وما تروحيش المطار ، ما لوش لازمه ، لانك هتروحي وترجعي على الفاضي
مريم : وايه اللي هيخليني ارجع تاني انا مش فاهمه انت تقصد ايه ما توضح كلامك على طول 
حاتم : طب اسمعي بقى .. عشان انا عايزك تسمعيني وتركزي معايا ومن غير ما تقاطعيني لاني مش عايز اكرر كلامي تاني ، انتى طالق يا مريم 
مريم بصدمة : بتطلقنى انا يا حاتم .. انت بتقول ايه ، بتطلقنى انا مريم الخياط
حاتم ببعض الحدة : قلت لك ما تقاطعينيش ، و ااه بطلقك انتى يا مريم يا خياط ، و بكره الصبح هطلع على السفاره وهطلقك رسمي وهبعت لك ورقتك من هناك بعد ما تتوثق ، لانى مارضيتش اطلقك رسمى غير بعد ما اضمن انك هتبقى بعيد و مش هتعرفى توصليلى و بعد ما كمان استلم كل التحويلات بالكامل  ، ولو كنتى طلعتى على المطار في ميعادك كنتى هتلاقي اني عملت لك منع من السفر 
مريم بذهول : انت اكيد اتجننت
حاتم بحدة : الزمى حدودك و انتى بتتكلمى معايا
مريم : انت باقوللى انا الملام ده ، انا اللى الزم حدودى ، و حدود ايه اللى الزمها .. ده انت خليتنى بعت كل حاجة و بعتتلك فلوسها بالكامل
حاتم بسخرية : وللاسف ما عرفتيش تبيعي اهم حاجه كنت عاوزك تبيعيها .. ورثك
مريم بصدمة : يعني كنت عاوزني كمان ابيع ورثي وابعته لك وبرضه في الاخر تاخده و تكوش عليه لنفسك ، طب ليه
حاتم : لاني زهقت ، زهقت منك ومن عيشتك ومن اخواتك ومن عيلتك كلها ، زهقت من عنجهيتك الفاضية ومناخيرك اللى مرفوعه في السماء 
زهقت من تملكك و غرورك ، زهقت من تحكماتك الفاضية و تملكك اللى مالوش حد ، زهقت من القلم اللى انتى على طول واخداه فى نفسك و مفكرة ان مافيش منك اتنين 
مريم : انت اللى بتقوللى انا الكلام ده ، انت اللى كنت دايما تقوللى دوسى بقلب جامد ماحدش يستاهل ، انتى احق ، انتى احسن ، راح فين كلامك ده 
حاتم ضاحكا بسخرية : ده بزنس يا حبيبتى 
مريم بغضب : بزنس .. و لما اتجوزتنى من البداية كان برضة بزنس ، و لما استوليت على فلوسى كلها برضة بزنس 
حاتم : تؤ تؤ تؤ .. تقصدى فلوسنا .. مش فلوسك لوحدك ، كل الحاجات اللى اتباعت دى انا ليا فيها زيك بالظبط و يمكن اكتر كمان لاننا عملناها سوا ، بس انتى كالعادة مش شايفة اللا نفسك و بس ، انتى اللى كنتى طماعة بزيادة و كل قرش كنا بنكسبه كنتى بتصممى تحطيه باسمك انتى لوحدك ، و عشان حاجة تتكتب باسمى لازم اتزلل و اتحايل و اللا نسيتى ، متهيالى بقى .. آن الاوان  انى اخد حقى 
انا اتجوزتك و كنت فاكر اننا هنتقاسم العيشة سوا و نطلع سوا ، لكن لقيتك عمالة تطلعى لوحدك بزيادة و مخليانى محلك سر 
مريم : انا .. طب و الحاجات اللى كنت بشتريهالك باسمك
حاتم : قصدك اللى كنتى بتمنى عليا بيها بعد ما اقعد اطلب و اتحايل اكنى بشحت منك ، رغم انها كلها كانت جزء صغير اوى من حقى
مريم : و هى الفيلا كمان حقك ، الفيلا اللى بابا كان جايبهالى هدية جوازنا و خليتنى بعتها و بعتتلك فلوسها هى كمان
حاتم : اديكى قلتى هدية جوازنا ، يعنى ليا فيها زيك بالظبط 
مريم : دى فلوس بابا
حاتم : خلاص ماتزعليش ، اعتبرى انى اخدتها على انها مكافأة نهاية الخدمة
مريم : ااه يا 🐕 يا حرامى يا نصاب ، انا هفضحك و هقول للناس كلها انك حرامى
حاتم : و يهون عليكى برضة تفضحى ابو ابنك اللى باقى ، اللى لو فتحتى بقك بكلمة هيشيل عار ابوه و امه ، لان ابوه هو كمان هيفضح امه و يقول على كل عمايلها و اتفاقاتها المشبوهة و يمكن يا حرام البوليس يحبسها لما يعرف كل ده و يفضل عايش و هو موصوم بعار امه رد السجون
مريم بصدمة : ااه يا حقير يا وا . طى ، ياريتنى سمعت كلام ماما و اخواتى اللى ياما حذرونى منك .. ماكانش حصل لى كل ده 
حاتم ساخرا : اهو ده جزاء اللى مايسمعش كلام ماما و بابا ، روحى بقى اعتذرى لهم يمكن يوافقوا انك ترجعى وسطهم من تانى ، و حظك حلو .. لسه عندك شركة بابى اللى كان نفسى تبيعيها هى كمان عشان اخواتك يمنوا عليكى بكرمهم زى ما كنتى بتمنى عليا بكرم ابوكى 
مريم بحقد : لو قدرت اوصل لك .. هق / تلك يا حاتم
حاتم : مش هتلحقى يا حبيبتى ، انا طيارتى بعد بكرة الضهر .. سايب البرازيل كلها و طاير على بلد تانية و اكيد مش هقول لك على اسمها ، يعنى اعتبرى ان دى اخر مرة نتكلم فيها
مريم : انت ناسى ان ابنك هنا فى مصر 
حاتم : بكرة اجيب غيرة او ما اجيبش مش مشكلة ، انا عاوز اعيش حر زمانى ، باى باى سموك
لينقطع الاتصال بعد ان سمعت مريم جلجلة ضحكات حاتم الساخرة ، لتلقى بنفسها فوق الفراش و هى تنظر لحقائبها المعدة و هى تقول بانهيار : يعنى ايه ، خسرت كل حاجة ، نصب عليا و كان بيضحك عليا طول السنين اللى فاتت دى 
يعنى زكريا كان صح ، زكريا كان صح .. من اول يوم شافه فيه و قاللى لى انه مش مرتاح له ، بس انا زى العادة رميت كل كلامة فى الارض و مشيت كلامى 
طب اعمل ايه ، هروح فين دلوقتى ، ده حتى البيت بعته ، و العربيات ، و كل حاجة ، كل حاجة راحت يا مريم يا غبية 
بعد كل ده زكريا هو اللى غلب ، هو اللى طلع صح و هينتهزها فرصة هو و يونس و ماما و يقعدوا يبكتوا و يأنبوا فيا ، طب اعمل ايه .. اقول لهم ايه و هروح فين بعد ما كمان بعت الفيلا
مر يومان على واقعة المركز التجارى كان فيهما يونس دائم الشرود .. حتى انه كان يجلس بمكتبه حين دخل عليه زكريا و هو يقول : المحامى قال لى ان التيابة استدعت سوزى 
فقال يونس ببعض التشتت : قلت حاجة يا زكريا 
زكريا بدهشة : انت حالك مش عاجبنى خالص بقالك يومين ، فيك ايه مخليك على طول سرحان و مش مركز بالشكل ده 
يونس بهروب : هيبقى فى ايه يعنى .. الشغل طبعا
زكريا بترصد : طب عينى فى عينك كده 
يونس بامتعاض : عاوز ايه يا زكريا
زكريا : عاوز اتطمن عليك ، و انت شكلك فى حاجة كبيرة شاغلاك و مش عارف تفكر فيها .. شاركنى معاك و القفة ام ودنين يشيلوها اتنين 
يونس : قفة .. اعوذ بالله من تشبيهاتك ، انت بقيت تجيب الكلام ده منين
زكريا ضاحكا : من خالتى ، انت ناسى انها اصلا فلاحة و اللا ايه ، طب ده انا قعدت معاها امبارح ساعة زمن حكتلى حاجات عمرى ماكنت اعرف عنها حاجة 
يونس بفضول : حاجات ايه بقى دى 
زكريا بمرح : حاجات عن عيشتها هى و ماما الله يرحمها زمان قبل ما يتجوزوا و جدتى كمان ، فتحس انها زرعتنى و روتنى و حصدتنى كمان فى الساعة دى 
يونس بامتعاض : ابتديت تروح هناك من غير ماتقول لى و لا تاخدنى معاك
زكريا بكيد مرح : طب انا كنت عند خطيبتى و حماتى ، هاخدك معايا بمناسبة ايه بفى 
يونس : و هو انا ماليش فى الناس دى زيك و اللا ايه ، و اللا ناسى ان بنتى و سوزى كمان هناك
زكريا بانتباه : اديك نسيتنى سوزى 
يونس : مالها سوزى 
زكريا : مانا بقول لك المحامى بلغنى ان التيابة استدعت سوزى
يونس : امتى 
زكريا : بكرة ان شاء الله الساعة تلاتة
يونس : ماشى .. هبلغها و هنبقى هناك فى المعاد ان شاء الله ، و على الله سوزى تروق شوية من ناحيتى 
زكريا : هو انتو ايه اللى حصل تانى 
يونس : من ساعة ما سيبتها اول امبارح و هى ما كانتش طبيعية معايا و حاسسها زى ما تكون واخدة منى موقف
زكريا : ماتنساش ان الموقف ماكانش برضة لطيف و لا سهل عليها ، بس ماقلتليش كنت سرحان فى ايه و ايه اللى مشقلب حالك كده 
يونس بحمحمة : يعنى .. بفكر فى كلامك اللى قلتهولى قبل كده
زكريا : انهى كلام بالظبط
يونس : يعنى .. حكاية ان انا و سوزى يعنى …
زكريا : ايه .. ما تكمل 
يونس بامتعاض : لو عاوز الحق .. حاسس انى متلخبط
زكريا : اشمعنى 
يونس : طول عمر سوزى بالنسبة لى كانت بنت عمى و اخت نور الصغيرة اللى متربية معانا 
مش هقول انى كنت بعتبرها زى مريم .. لان مريم ببساطة شديدة جدا عمرها ما كانت اخت بالمعنى الحقيقى لحد فينا 
لكن سوزان كانت فعلا قريبة مننا كلنا ، طول عمرها عندها قدرة غريبة على انها تحتوى اللى قدامها بطريقة تخليك مش عارف تستغنى عنها 
وقت ما سافرت بعد الحادثة .. زعلت من جوايا انها سابتنى و سافرت ، كنت شايف فيها ذكرى من نور الله يرحمها 
لما كانت بتتصل .. كان على طول كلامها مع ماما ، و لما كانت تكلمنى .. كانت دايما تخلى ماما تفتح الكاميرا ، و كانت تقعد تعتذر لى انها سابتنى و بعدت عنى 
و لما رجعت .. كنت مبسوط انها هتبقى معانا و نبقى متطمنين عليها ، و مش هقدر انكر ابدا انها ساعدتني كتير و حمستنى اكتر انى اقدر اقف على رجلى من تانى 
و لما كنت بتحسن خطوة بخطوة .. كنت بستغرب لما كنت بلاقى اهتمامها بيا زى ما هو و يمكن كمان بيزيد ما بينقصش ، لدرجة انى لما سافرت لنور و قعدت احكيلها قلتلها ان لولا سوزى و زكريا هم اللى وقفوا جنبى .. يمكن ماكنتش قدرت اقف على رجلى مرة تانية 
بس يومها اما كنا قاعدين بالليل .. غصب عنى دماغى سابتكم كلكم و راحت لذكرياتى مع نور و ما اتحملتش كلام سوزى و سؤالها ليا وقتها و عشان كده اتنرفزت عليها يومها و على ايدك انا قعدت اد ايه على ما قدرت اتصافى معاها و اصالحها 
زكريا : طب و ايه الجديد 
يونس : الجديد جوايا يا زكريا ، وقت ما سوزى زعلت منى فى البلد و كنت بحاول اراضيها و اصالحها اختلف كتير عن اللى جوايا دلوقتى ، ساعة حكاية البلد كنت عاوز اصالح سوزى اخت نور و بنت عمى اللى ليها فضل عليا ، فكنت حاسس بتأنيب من جوايا و حاجة بتقول لى بقى ده جزائها منك بعد كل اللى عملته وياك
انما دلوقتى .. حاسس انى عاوز اصالحها لمجرد انى مش عاوزها تبقى زعلانة منى 
زكريا : طب ما عادى انك ماتبقاش عاوزها هى و لا غيرها يزعل منك
يونس : لا يا زكريا .. مش كده ، اللى عاوز اقوله .. انى حاسس ان سوزى بالنسبة لى مابقيتش مجرد سوزى بنت عمى و بس 
زكريا : و اخت نور 
يونس : مش عارف هتفهمنى صح و اللا لا .. بس حتة انها اخت نور دى حاليا .. اكتر حاجة مضايقانى 
 زكريا : ازاى بقى 
يونس : خايف انى لو اتقدمتلها تعتقد انى بتقدملها لانها اخت نور
زكريا : تتقدملها .. انت فكرت كويس فى كلامك ده و تقصده حرفيا
يونس : ايوة 
زكريا : طب لو انت مش بتتقدم لها عشان هى اخت نور اومال بتتقدملها ليه
يونس : لانها سوزى يا زكريا 
زكريا بترصد : انت بتتكلم جد ، اقصد متاكد من مشاعرك دى كويس
يونس : من وقت ما ماما حكتلى على زميلها اللى كان معاها برة و جه وراها عشان عاوز يتقدملها ده و انا حاسس انى متضايق ، و لما شفتها نازلة من عربية راجل غريب كنت هتجنن و حسيت انى غيران عليها 
لا و جه كمان الجدع بتاع المول ده كمان اللى سوانى على الاخر ، و كنت كل ما اسمعه بيقول انه عاوز يتجوزها اتجنن بزيادة و اصمم بزيادة انى احبسه
زكريا ضاحكا : يعنى بتحبس الراجل لمجرد انه  كان عاوز يتجوزها
يونس : ماتنكرش انه يستاهل الحر . ق
زكريا : مش هنكر .. بس الخلاصة 
يونس : الخلاصة أن سوزى حركت حاجة جوايا ، و حاجة كبيرة ، و مش عارف لو فاتحتها فى الحكاية دى ممكن يبقى ايه ردها ، تفتكر توافق
زكريا : الحقيقة .. مش عارف 🥴
تعليقات



×