رواية خلف قضبان القلوب الفصل الخامس و الثلاثون بقلم ميمي عوالى
يونس : الخلاصة أن سوزى حركت حاجة جوايا ، و حاجة كبيرة ، و مش عارف لو فاتحتها فى الحكاية دى ممكن يبقى ايه ردها ، تفتكر توافق
زكريا : الحقيقة .. مش عارف 🥴
يونس باستنكار : مش عارف! بقى تبقى انت السبب ان مشاعرى اتغيرت من ناحيتها و جاى دلوقتى تقول لى مش عارف
زكريا بادعاء الجهل : انا السبب .. ازاى بقى
يونس : لان طول عمرى كنت ببصلها على انها سوزى بنت عمنا و اخت نور و بس ، لكن انت اللى فضلت تلعب فى دماغى و لفتت نظرى ليها ، رغم ان فكرة الارتباط و الجواز من بعد نور عمرها مامرت فى خيالى من اصله
زكريا : انت قلبك كان هيتحرك من ناحيتها بيا او من غيرى ، انا بس كنت بديلك مجرد اقتراح مش اكتر
يونس : و اقتراحك ده اللى خلانى انتبهت لها ، و ركزت معاها و مع تصرفاتها و ردود افعالها
خلانى اكنى بدرسها بميولها و كل حياتها ، و فجأة لقيتنى نسيت انها بنت عمى و انها اخت نور ، و ما افتكرتش غير احساسى بيها اللى اتغير من ناحيتها و بس
ثم انت اول مرة كلمتنى قولت لى فكر و سيبها عليا ، و اللا نسيت
زكريا بابتسامة : لا مانسيتش ، و لو فعلا عاوزنى اكلمهالك .. هكلمهالك
يونس بفضول : امتى
زكريا : النهاردة .. بعد ما اوصل زهرة ، هقعد اتكلم معاها
يونس بتردد : طب تفتكر لو رفضت .. ممكن تتعامل معايا طبيعى من تانى ، انا اقدر اتحمل انى ممكن اخسر سوزى كزوجة ، لكن ما اقدرش اخسر ابدا سوزى بنت عمى كشخصية موجودة فى حياتى .. و اللى اتربت معانا طول عمرنا
زكريا : ماتقلقش
يونس : طب تفتكر هى ليه بترفض كل اللى بيتقدموا لها .. تفتكر لسه بتحب الشاب اللى كانت بتحبه زمان و اتجوز و سأبها
زكريا بتحذير : لو عرفت فى يوم انك قلتلها انى قلتلك حاجة زى كده .. هيبقى زعل كبير اوى بينى و بينك
بونس : اكيد مش هقول لها .. انا بسالك انت
زكريا : اجابة سؤالك للأسف مش عندى يا يونس ، بس اعتقد انها لو وافقت عليك .. يبقى لانها عاوزاك زى ما انت عاوزها مش عشان جوازة و السلام ، و الا كانت اختارت حد من الناس الكتير اللى اتقدموا لها قبل كده و وافقت عليه
اما ماجى .. فكانت تزور ابيها فى محبسه الاحتياطى و كانت تقول له : انا اتكلمت مع محامى و قاللى انه هيدرس القضية و هييجيلك يتكلم معاك ، انا مش عاوزاك تقلق خالص لا انت و لا اخواتى
مجدى : ما اقلقش ازاى .. ده انا حاسس ان الدنيا كلها اتهدت فوق نفوخى ، ثم هو سامى فين انا مش فاهم و فين المحامى بتاعه
ماجى بتهكم : سامى ، سامى باع اللى وراه و اللى قدامه و ساب البلد و هج
مجدى : ايه الكلام الفارغ ده ، طب و انتى
ماجى : بعتلى ورقتى
مجدى : عملتيله ايه خلاه يعمل كده معاكى
ماجى : ماعملتلوش حاجة ، و خارج من عندى بشنطة صغيرة على انه مسافر يومين شغل و انه مش هيقدر ياخدنى معاه عشان مالاقاليش مكان معاه على نفس الطيارة
و تانى يوم لقيته باعتلى ورقة الطلاق
مجدى : ااه الواطى .. بعد كل اللى عملتيه معاه
ماجى بضيق : عادى بقى
مجدى : طب و المحامى بتاعه
ماجى : تصدق الحرامى عاوز منى اتعاب مليون جنية
مجدى : طب ماتديله .. ما هو اللى هيعرف يخرجنى من الليلة دى زى ما خرج سامى من الحكاية اياها
ماجى : و هجيب منين المليون جنية دى
مجدى : هو انتى خدتى من سامى شوية
ماجى و هى تكبت غضبها : سامى خد كل المجوهرات بتاعتى قبل مايعمل عملته ، حتى الفيزا اللى كان مديهانى ، لقيته لغاها و قفلها
مجدى : ااه ال 🐕 ، طب و الفيلا
ماجى باحباط : طلع مأجرها
مجدى : يعنى ايه.. كان داخل علينا من الاول و هو ناوى يغدر بينا ، اومال انتى عايشة فين و ازاى
ماجى باحباط : رجعت بيتنا اللى فى الحارة
مجدى : و سمحولك تقعدى فيه
ماجى : انت ناسى انها كانت باسم جدى ابو امى هو و القهوة
مجدى : ااه صحيح ، طب اهى جت بمصلحة ، بس جايبة مصاريفك و فلوس المحامى منين
ماجى و الدموع تتلألأ بعينيها : ادينى بعت شوية الدهب اللى كنت لابساهم و بتصرف منهم ، و المحامى لسه مش عارفة هعمل ايه
مجدى : طب ليه ماروحتيش تقعدى مع حد من نسوان اخواتك
ماجى : مانت عارف اللى فيها ، لا بيقبلونى و لا بقبلهم ، و لولا اخواتى يمكن ماكناش نعرف بعض من اصله ، و بعدين يعنى هو واحدة فيهم حتى فكرت تقوم محامى لجوزها
مجدى باحباط : على رايك ، ده انا لو كنت جوزتكم فى الحارة و حصللنا حاجة زى كده كان زمان الحارة كلها واقفة معانا
ماجى بسخرية : انهى حارة دى اللى كانت هتقف معاك و انت اصلا اشتريت نصها و فضيت بيوتها
مجدى : اقصد يعنى لو زمان ، ماتقفليش على الواحدة زى عادتك مش ناقصة ، بس لازم تفكرى هتعملى ايه لما الفلوس اللى معاكى تخلص
ماجى : ادينى بفكر بس مش لاقية لها حل
مجدى : افتحى القهوة و شغليها
ماجى باستنكار : انت عاوزنى انا ماجى هانم على اخر الزمن افتح قهوة و اشتغل فيها كمان
مجدى باستنكار : مانتى برضة ماجى هانم و روحتى قعدتى هناك .. اومال تموتى من الجوع و تشحتى ، ثم هو انتى يعنى هتقعدى فيها ، شوفى حد يشغلها و اللا ….
ماجى : لا لا لا .. هو انا ممكن ااجرها ، و متهيالى ممكن تجيبلى مبلغ مش بطال كل شهر
مجدى : و امسكى ايدك شوية يا ماجدة ، احنا مش عارفين لسه هترسى على ايه
اما زكريا .. فكان فى الطريق الى منزله صحبة زهرة و كان يضحك بشدة و يقول : انا ماكنتش متخيل ابدا ان شورتك دى ممكن تجيب المفعول ده
زهرة بابتسامة : و لا انا ، بس كنت بدعى انها فعلا تجيب نتيجة ، نفسى اشوف الفرحة فى عينيها بجد
زكريا : بس انتى اكيد كان عندك امل بنسبة خمسين فى المية على الاقل ان كلامى ليه بالاسلوب ده يجيب نتيجة ، و رغم انك لما قلتيلى اعمل كده كنت قلقان انه ياخدها بمحمل تانى
زهرة : انهى محمل تقصد
زكريا : يعنى .. قلت انه ممكن يفكر انى بقول له كده بس عشان يتحرك ، مش ان سوزى مطلوبة و مرغوبة فعلا
زهرة : حتى لو كان فكر كده ، الكلام فى حد ذاته كان لازم هنلاقيله مدلول ، يا سلبى يا عكسى ، و احنا بس كنا عاوزين نعرف هييجى من وراه رجا و اللا لا
زكريا : طب بجد بقى .. تفتكرى سوزى هتوافق
زهرة : هى يمكن تخاف فى الاول ، لكن ان شاء الله توافق
زكريا : طب هتخاف من ايه ، ده حب عمرها كله و اخيرا ابتدى يفكر فيها زى ما هى بتفكر فيه
زهرة : ماتنساش ان هيتبصلها على انها اتجوزت ارمل اختها
زكريا : سوزى عمر ما كانت الناس بتشغل بالها
بكلام الناس
زهرة : بس هى مش هتفكر فى كلام الناس ، هى هتفكر فى نظرة يونس نفسه
زكريا : ازاى هيبصلها كده و هو نفسه اللى عاوزها
زهرة : الموضوع مابييتاخدش دايما من نفس الزاوية يا زكريا ، الزاوية دايما بتختلف مع المواقف و الاشخاص و وجهة نظرهم و رأيهم ، و عاوزاك و انت بتتكلم مع سوزان تبقى حريص جدا و اوعاك تقع بلسانك على اتفاقنا و اللا تعرف انك حكيتلى حاجة
زكريا : هو انا اتجننت ، دى كانت تقاطعنا العمر كله
زهرة : ربنا يستر
زكريا : طب انا مش عاوز اتكلم معاها قدام خالتى .. اعمل ايه
زهرة : بعد الغدا .. اعزمها برة فى اى كافتيريا و اللا كوفى شوب و اتكلم معاها براحتك
زكريا : طب اقول ايه لخالتى
زهرة ضاحكة : انت مالك النهاردة ، الافكار كلها طايرة و اللا ايه و اللا مكسل تفكر
زكريا : بحوش دماغى لسوزى
زهرة : ان كان كده ماشى ، قول لها يا سيدى ان عربيتك مثلا محتاجة حاجة معينة ، و انك هتاخد سوزى معاك عشان تختاروها سوا
و عندما جلس زكريا صحبة سوزان فى احد الاماكن .. قالت سوزان ببعض الريبة : انت جايبنى هنا ليه و كمان بعيد عن ماما و زهرة ، حاسة ان وراك مصيبة
زكريا ببراءة : و انتى برضة تعرفى عنى كده
سوزان ضاحكة : الصراحة لا .. بس برضة مش مستريحالك
زكريا : طب ده انتى اما تعرفى يمكن قلبك يقف من الفرحة
سوزان : طب فرحنى انت بس و ماتقلقش على قلبى لما يقف .. هبقى انزل ازقه
زكريا و هو يراقب جميع ردود افعالها : يونس طالبك للجواز
لتتجمد ابتسامة سوزان على شفتيها لثوان معدودة قبل ان تختفى و تحل محلها رعشة مترددة و هى تقول بتردد : يونس طالب يتجوزنى انا
زكريا : ايوة .. كلمنى النهاردة و طلب منى افاتحك و اخد رايك
سوزان : ليه
زكريا : تقصدى ليه طلبك للجواز و اللا ليه طلب منى انا اللى افاتحك
سوزان : انت فاهم قصدى كويس
زكريا : هو لما حد يطلب حد للجواز يبقى بيطلبه ليه يا سوزى غير لانه عاوز يكمل حياته معاه
سوزان : برضة ماجاوبتنيش يا زكريا
زكريا : عاوزانى اجاوبك على ايه بس مش تفهمينى
سوزان : يونس لما قرر يتجوز نور الله يرحمها .. قرر ده لانه كان بيحبها بجنون ، لكن طلبه ليا انا .. ليه بقى
زكريا : انا فكرت انى لما هقول لك الخبر ده هتتنططى من الفرحة ، و انتى عمالة تسالى فى سؤال اجابته معروفه
سوزان : و لما إجابته معروفة مابتقولهاش ليه ، ثم ايه اللى خلاك تتوقع انى هفرح بالطلب ده
زكريا : انتى عاوزة تفهمينى ان حبك ليونس انتهى
سوزان : عمره ، و انت عارف ده كويس
زكريا : اومال ليه بت/كسرى فرحتك بسؤالك ده
سوزان : فرحتى .. حتى لو فرحت يا زكريا ، عمر فرحتى ما هتبقى كاملة ، لازم هتفضل مشروخة ، اصلك ماتعرفش يعنى ايه تحب بنى ادمة عمرك كله و هى يبقى قلبها مع اخوك
و قبل ما تتكلم .. انا عارفة ان مش ذنبه و لا ذنبها و لا ذنب حد ، و عارفة ان القلوب فى ايد ربنا ، بس تفتكر انى هقدر اتغاضى عن انه مافكرش فيا غير بعد ما نور راحت و اختفت من حياته
تفتكر لو يوم سالنى لو كنت بحبه .. هقدر اقول له انى طول عمرى بحبه و من قبل حتى ما يتجوز اختى
تفتكر سهل عليا انى اخبى عنه حبى ليه طول عمرى ، حتى لو اتجوزته .. مش هيبقى من حقى ابدا انى اصرح له بحبى ده
زكريا بتعاطف : الحقيقة يا سوزى .. انا مش عارف اقول لك ايه
سوزان بمرارة : للاسف يا زكريا .. مافيش حاجة تتقال
زكريا : طب دلوقتى لما اروح هلاقى يونس مستنينى على نا .ر عشان يعرف رايك ، اما يسالنى اقول له ايه
سوزان بوجوم حزين : قول له محتاجة وقت افكر
و بعد ان اعاد زكريا .. سوزان الى المنزل و استأذن للانصراف ، قام بارسال رسالة الى زهرة قص عليها فيها ماحدث ، و طلب منها ان تحاول التحدث مع سوزان
و ما ان فتحت زهرة الرسالة و علمت ما فيها الا و بحثت عن سوزان حتى وجدتها تجلس ارصا بزاوية بغرفتها و هى تضم قدميها الى ساقيها و تحملق فى اللا شئ بشرود تام ، لتجلس زهرة الى جوارها و تقول هامسة : مالك يا سوزى .. راجعة من برة زعلانة كده ليه
لتظل سوزان على وضعها و تقول بهمس مرتجف : طلبنى للجواز يا زهرة ، تفتكرى ليه بعد السنين دى كلها ، طول عمره ماكانش شايف حبى ليه و انشغل بغيرى و حبها ، و غيرى دى كانت اختى ، ليه النهاردة جاى يطلب ده
زهرة : حبيبتى كل شئ باوان و اكيد ربنا له حكمة فى ده ، يونس كان له نصيب يتجوز نور الله يرحمها و يخلف منها همس عشان تفضل ليها ذكرى ما بيننا ، و دلوقتى …
سوزان : دلوقتى طالب يتجوز اختها عشان تاخد بالها من همس ، بعد ما انتى هتبعدى عنها بجوازك من زكريا مش كده
زهرة بذهول : انتى ازاى فهمتيها كده
سوزان و قد بدأت الدموع تطفو على مقلتيها : لو فى سبب تانى فهميهولى انتى ، يوم ما يونس بصلى بعد العمر ده كله باصص لى على انى جزء تعويضى مش اكتر
زهرة بنفى : مش دى الحقيقة صدقينى
سوزان : اومال ايه الحقيقة
زهرة : الحقيقة انه فجأة لقى روحه بيغير عليكى و خصوصا انه عرف حكاية زميلك اياه بتاع برة اللى جه وراكى لحد مصر
و كمان الدكتور زميلك ده اللى كلم زكريا عشانك
سوزان بانتباه : انتى جيبتى الكلام ده منين
زهرة بامتعاض : انا عارفة الحكاية دى من كام يوم بس ماكنتش عاوزة اقول لك الا اما اشوف هو هيعمل ايه
سوزان : طب قوليلى دلوقتى عشان افهم
زهرة : انا عرفت ان يونس كان هيتجنن الفترة اللى انتى قلبتيه فيها
سوزان : قلبته
زهرة ضاحكة : اقصد اما كنتى مش مدياله وش من وقت ما رجعنا من البلد يعنى ، و بقى عمال يحرجم عشان ترجعوا مع بعض زى الاول
و بعدين عرف بالصدفة حكاية زمايلك اللى حفيوا وراكى دول قام اتجنن بزيادة ، و اللى زاد و غطى بقى كمان .. اللى حصل يوم ما عزمتينا على العشا فى المول و حصل اللى حصل
سوزان برجاء : زهرة .. ارجوكى اوعى تكونى بتكذبى عليا
زهرة : ما اقدرش اكذب عليكى .. على الاقل عشان ما افقدش ثقتك فيا بعد كده ، ادى نفسك فرصة حبيبتى انك تعيشى اللى ماعيشتيهوش ، ربنا بعتلك اللى كنتى بتتمنيه طول عمرك .. بلاش بقى انتى تهربى منه
سوزان : بس حتى لو زى ما بتقولى .. تفتكرى ممكن يحبنى الحب اللى حبيتهوله
زهرة : اكيد .. و يمكن اكتر كمان ، مافيش حد بيلاقى الحب و مايقدرش يبادله ابدا بحب زيه و يمكن اكتر كمان
يونس اخيرا انتبه انك لو بعدتى عنه و روحتى لغيره هيخسر خسارة كبيرة اوى ، و لازم تدوا نفسكم فرصة انكم تعوضوا ده
اما يونس .. فكان يجلس بغرفة نومه بمنزله امام صورة نور المعلقة على الجدار و كان يقول : عمرى ما خطر على بالى انى حتى افكر فى واحدة غيرك ، بس صدقينى انا ماعرفش اللى حصل ده حصل امتى و لا ازاى
و مش عارف لو ما كانش زكريا قال لى اللى قاله ده .. كنت برضة هفكر فيها و اللا لا ، بس انا حاسس انى فعلا مشاعرى من ناحيتها اتغيرت ، و مش عارف ازاى فجأة كده احس انى غيران عليها
الاول كنت فاكر انها غيرة عادية زى اى اخ كده لما بيغير على اخواته ، لكن .. لكن وقت ما عرفت بحكاية العرسان اللى بيتقدموا لها و انها ممكن توافق على حد فيهم فعلا حسيت بناا .ر قايدة جوايا
ساعتها بس فهمت انها مابقيتش بالنسبة لى سوزى الصغيرة اللى متربية معايا ، و لا سوزى اختك ، و لا حتى خالة همس .. لأ ، فكرت فيها كأنثى .. ست ، و ده عمره ماخطر على بالى قبل كده ابدا
حتى قلقى من رد فعلها و ردها لما زكريا يفاتحها ، برضة ماخطرليش على بال
انا عارف انك فى حياة تانية و ولا على بالك كل الكلام ده ، بس انا حبيت اقول لك انى ماخنتكيش ، و ان غصب عنى اتعلقت بيها ، و غصب عنى حبيتها
لينتبه على اتصال هاتفى من زكريا ليجيبه بلهفه قائلا : ايوة يا زكريا طمننى عملت ايه
زكريا : انت فين اصلا انا روحت و قلبت عليك الدنيا ، لا لقيتك و لا لقيت عربيتك
يونس : انا عندى فى الفيلا
زكريا : اللا .. طب ليه ماقلتليش
يونس : كنت عاوز اقعد لوحدى هنا شوية ، و شوية كده و جاى ماتقلقش ، بس طمننى الاول .. اتكلمت مع سوزى
زكريا : ايوة ، و طلبت منى فرصة تفكر
يونس : يعنى ما رفضتش
زكريا : و ما وافقتش ، بس طلبت شوية وقت تفكر
يونس : ايوة يعنى الوقت ده اد ايه
زكريا : ما قالتش و انا ما سألتش .. نسيبها يومين كده و هبقى اسالها تانى ماتقلقش ياحبيبى ، ان شاء الله خير
اما حاتم فكان يجلس باحد فنادق المكسيك صحبة سامى الذى كان يقول : الناس بتوعى هيجهزوا كل الاوراق المطلوبة ماتقلقش انت بس
حاتم : و عملت ايه مع ماجى
سامى ضاحكا : نفس اللى عملته مع مريم ، بالميللى
حاتم و هو يطالع بعض الاوراق : عفارم عليك ، بس كده التحويلات اللى عملتهالى لسه ناقصة عشرة مليون عن حقى اللى اتفقنا عليه
سامى : ماتنساش المحامى ، ماهو راخر ما اخدش شوية ، و مصاريف الفرح و الشبكة ..
حاتم باستنكار : شبكة ايه يا سامى .. ده احنا دفنينه سوا ، و بعدين مانت قشطت البت قبل ما تسيبها و ماسيبتلهاش حتى الهوا
سامى باستنكار : انت بتعس ورايا و اللا ايه يا حاتم
حاتم بسخرية : انا اعس ورا ابويا كمان ، خلص و قول فين العشرة مليون
سامى : و هو انا رميتى فى الحبس اسبوعين بحالهم مالهمش تمن
حاتم : لو هنتحاسب على حبسك .. يبقى الاولى نتحاسب على موت ابنى و اللا نسيت
سامى: بس كده مش قسمة العدل
حاتم : احنا متفقين من الاول خالص ، و اللا نسيت مين اللى خططلك تتعرف على مجدى و بنته و جوازكم .. مش انا
سامى : مش هنكر ، بس ماتنساش ان وقت الجد انت و مريم كنتم فى الامان و انا اللى لبست الليلة كلها
حاتم : و هو انا كنت هشم على ضهر ايدى ان يحصل كده من اصله ، لو كنت اعرف اصلا ماكنتش سيبت ابنى راح الكامب من اساسه .. و اللا ايه
سامى : ما اختلفناش ، بس برضة عشرة مليون كتير ، خلينا نقسم البلد نصين
حاتم بحدة : احنا هنستهبل .. هو مين اللى خلى المحامى يقنع ماجى تكلم التجار و مريم نفسها و تلموا منهم الملايين دى ، مش انا ، و اللا ناسى ان مريم كمان دفعت زيها زى الكل ، لا و ماجى الهبلة فكرت انها اشطر الشطار و عملت اللى مايتعملش ، ماتنساش نفسك يا سامى ، الفلوس دى تبقى عندى النهاردة قبل بكرة احسن لك عشان ما ازعلش
سامى بمراوغة : بس انا المبلغ ده مش هقدر عليه
حاتم بغضب و هو يجذبه من ملابسه : يعنى ايه مش هتقدر .. دى فلوسى ، حقى و التخطيط كله كان تخطيطى و احنا متفقين على كل حاجة من اول يوم
سامى و هو يحاول تخليص نفسه من قبضة حاتم : و تخطيطك ده ماكانش هيسوى مليم لولا انى عرفت العب الدور كويس .. اوعى تنكر دى كمان ، يعنى الفضل مش ليك لوحدك
حاتم بترصد : يعنى مش ناوى تدفع الفلوس
سامى : لا .. و اعلى ما فى خيلك اركبه
لتتسع عينا سامى عن اخرها عندما وجد حاتم قد تركه فجأة ، و اخرج سلا .حه النا .رى من ملابسه و صوبه تجاه قلبه ، فيقول بتحذير : بلاش الغدر يا حاتم .. اعقل
حاتم : انت اللى ابتديت و طمعت فى اللى مش ليك ، ابقى خلى طمعك بقى ده ينفعك فى تربتك
ليباغته سامى وقد اخرج من طيات ملابسه هو الاخر سلا .حا ابيض و قام بغرسه فى رقبته ، ليسقط حاتم ارضا مدرجا فى دمائه بعد ان اطلق الرصا .ص على صدر سامى
لتلفت الجلبة رواد الفندق ليقوموا بإبلاغ الشرطة ، و التى وصلت بعد ان لفظ الاثنان انفاسهما الأخيرة
بعد مرور حوالى خمسة ايام على حديث زكريا مع سوزان .. لم يحاول خلالها أن يسألها او يلمح لها و لو بكلمة
حتى صادفها امام منزله و هو يقوم بايصال زهرة بعد العمل ، فقال لها : ازيك يا سوزى .. انتى لسه راجعة و اللا ايه
سوزان : ايوة .. كنت بشترى للولاد شوية حاجات لزوم بداية الدراسة
زكريا : طب و ليه تعبتى نفسك مانا كنت هجيبلهم كل حاجة
سوزان : انا و انت واحد ، و بعدين الولاد طلبوها منى و قلت اجيبهالهم مافيهاش حاجة
زهرة : حبيبتى تعيشى و تجيبى ، اكيد كمان ذوقك يجنن
زكريا : طب و اللى ذوقها يجنن دى مش المفروض تبل ريق الراجل اللى داخل على اسبوع و هو ملطوع مستنى الرد ده
سوزان : انا عارفة و متاكدة ان عمرك ماتفكر ابدا انك تفرق مصلحة حد فينا عن التانى
زكريا : تقصدى ايه
سوزان : اقصد انى اما هسالك عن رايك .. هترد عليا بامانة ، من غير ماتبدى حد فينا على التانى
زكريا : و عاوزة تعرفى رايى فى ايه سوزى
سوزان : فى طلب يونس يا زكريا ، عاوزة اعرف رايك
زكريا : حبيبتى دى حياتك انتى
سوزان : انا بسال زكريا اخويا اللى عارف مصلحتى و مشاعرى كلها كانت قدامه على ورقة مفتوحة .. عن رايه فى انى اوافق على يونس بعد كل اللى فات ده و اللا لا
زكريا بابتسامة دافئة : و اخوكى زكريا .. بيقول لك انه موافق يا سوزى ، بس الراى الاول و الاخير ليكى انتى و لقلبك
سوزان : ماشى يا زكريا .. و انا موافقة
زهرة بتهليل : الف مبروك يا قلبى ، الف مبروك
زكريا : الف مبروك يا حبيبتى ، ربنا يسعدك ، خلونا ندخل بقى نفرح ماما و خالتى ، و نكلم العاشق الولهان نطمنه و تفرحه
سوزان : اللى تشوفه
و ما ان استمعت فاطمة للخبر الا و هبت واقفة لتتلقف سوزان بين احضانها و تقول لها بسعادة غامرة : الف مبروك يا بنتى ، ااه لو تعرفى فرحتى بالخبر ده اد ايه ، و اد ايه دعيت ربنا انه يحققه ، الف مبروك ياحبيبتى ، ربنا يسعدكم ياقادر يا كريم
سوزان : عارفة يا ماما ، صدقينى عارفة
بدر ببهجة : الحمدلله ان ربنا رايد يطمننى عليكى ياقلب امك ، الف مبروك يا سوزى ، و يارب يريح بالك يابنتى و يهدى سرك انتى و اختك قادر كريم
سوزان : يارب يا حبيبتى و مانحرمش منك و لا من ماما فاطمة ابدا
فاطمة بمرح : مين كان يصدق يا بدر ان انا و انتى نعيش لحد ما نجوز ولادنا لبعض
بدر بدموع : و مين كان يصدق يا فاطمة انى اتلم عليكم من تانى بعد العمر ده كله و بعد كل اللى حصل و ربنا يفرح قلبى و يلم شملى من تانى على ضنايا بعد ماكنت سلمت فيهم امرى لله
زكريا : احنا هنقلبها نكد و اللا ايه ، لأ .. احنا عاوزين نفرح و ننبسط
فاطمة بسعادة : كلم يونس و خليه ييجى بسرعة