رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثامن و الثلاثون بقلم ميمي عوالى
فاطمة : مافيش حاجة تتفهم اكتر من اللى سمعته يا ابنى ، و ياريت تقدر تعوضها عن اللى فاتها واقفل على الحكاية دى و ماتجيبيش سيرتها من تانى
يونس : زكريا كان عارف .. مش كده
فاطمة بتنهيدة صغيرة : هتفرق معاك فى ايه بس يا ابنى ان كان يعرف و اللا مايعرفش
لينظر اليها يونس دون تركيز نظرة مطولة .. نظرة شاردة و كأنه لا يراها ، ثم فجأة التفت عنها و انصرف ، و عندما حاولت اللحاق به و جدته اتجه الى الخارج دون الحديث مع اى من كان
لتهمس فاطمة قائلة : لا حول و لا قوة الا بالله ، ياترى ايه اللى فى دماغك بس يا ابنى .. ربنا يستر
لتسمع زكريا من خلفها قائلا : ازيك يا ماما ، انا كنت لسه بسالهم عليكى .. مالك يا حبيبتى واقفة كده ليه ، فى حاجة
فاطمة بضيق : تعالى ورايا على برة فى الجنينة و انا هحكيلك ، بس نبه على بدر و زهرة مايجيبوش سيرة قدام سوزى ان يونس كان هنا ، و قول لهم ان انا و انت رايحين مشوار
زكريا : قلقتينى
فاطمة : ياللا بس بسرعة قبل ما سوزى تنزل
و فى سيارة زكريا .. قصت عليه فاطمة ما حدث ثم قالت : انا خايفة لا يكسر بقلب البنت من تانى يا زكريا ، و هى اصلا قلبها لسه مكسور و ما اتعافاش من وقت جوازه
زكريا : و ايه بس اللى هيخليه يكسر قلبها يا ماما ، ثم يونس برضة مهما كان عمر ما هيهون عليه انه يكسر سوزى و كمان بعد ما سمع اللى سمعه
فاطمة : طب فسرلى انت ليه مشى بالطريقة دى بعد ما سالنى ان كنت تعرف بالحكاية دى قبل كده و اللا لا ، و اديك اهو لما بتساله انت فين قاللك انه رايح على بيته ، ايه اللى موديه هناك دلوقتى .. تقدر تقوللى
زكريا : ادينا رايحين له و هنشوف اللى فى دماغه
اما يونس .. فكان جالسا بغرفة نومه امام صورة نور و هو يراقب ملامحها فى صمت مطبق حين دخلت عليه فاطمة و زكريا و عندما وقع بصرهما على جلسته المتأملة لصورة زوجته الراحلة قالت فاطمة بعتاب : ممكن افهم انت ايه اللى بتعمله فى نفسك ده ، و ايه اللى حصل خلاك تعمل كده و تجيبنا وراك لحد هنا بالشكل ده
يونس بجمود : انا ماطلبتش من حد فيكم انه ييجى ورايا
زكريا : و تفتكر اننا كنا هنقدر نسيبك و انت متلخبط بالشكل ده
يونس : لما قلتلى ان سوزى كان فيه فى حياتها حب قديم و اتجوز و سابها .. كنت تقصدنى انا
زكريا بتنهيدة قصيرة : ايوة
يونس : و انتو عرفتوا ازاى .. هى اللى قالتلكم
لتجلس فاطمة الى جوارها قائلة بحنان : لا يا ابنى ، عمرها ، بس هى الام يا ابنى بتتوه عن مشاعر ولادها ، انا كنت حاسة بيها من زمان ، من قبل ما انت حتى تطلب نور
يونس لزكريا : و انت كمان حسيت بيها زى ماما كده
زكريا : لا .. بس زمان .. كنت قريت مذكراتها بالصدقة و هى ما كانتش حاسة بيا
يونس و مازالت عيناه مثبتة على صورة نور : و نور
فاطمة : مالها يا ابنى نور
لينظر يونس الى عينا فاطمة و كانه يبحث بهما عن ضالته و يقول : نور كمان كانت تعرف
فاطمة : الله اعلم يا ابنى
يونس : ماهى كانت بنتك زى سوزى ، و المفروض تكونى فهماها هى كمان زى ماقلتى من شوية
زكريا : انت دماغك راحت لفين يا يونس
يونس : راحت ليوم مافاتحت نور فى الجواز ، و صممت يومها ان سوزى بالذات ماتعرفش الا اما هى اللى تقول لها ، انا فاكر اليوم ده كويس ، و كنت مستغرب من طلبها ده و مش فاهمه ، بس سيبتها تعمل اللى هى عاوزاه
فاطمة : طب افرض انها كانت عارفة .. هتفرق معاك فى ايه بس يا حبيبى دلوقتى
يونس بتيه : مش عارف ، بس فجأة لما سمعتك بتتكلمى معاها .. مش عارف ليه افتكرت الحكاية دى فجأة كده ، هو احنا كده نبقى ظلمناها يا ماما
زكريا : و ليه تشيل نفسك وزر ماعملتوش ، انت اصلا مانشغلتش بيها من الاساس ، و كان كل تركيزك مع نور و بس وقتها
يونس بالحاح : طب و نور
زكريا : ما اعتقدش ان نور كانت عارفة ، و بعدين افرض انها كانت عارفة .. كنت هتنبسط لو كانت رفضت جوازكم عشان خاطر سوزى ، تفتكر ماكنتش هتكره سوزى وقتها لانك كنت هتعتبر ان هى السبب ان حبيبتك ضاعت منك ، كنت هتقدر تتحمل ان نور تضيع منك وقتها بسببها
يونس باقرار : عمرى
زكريا : يبقى لزمته ايه بقى كل ده
فاطمة : اسمع يا ابنى ، احنا لو هنقعد نحلل هنتوه و هندخل فى دوامة يمكن مانعرفش نطلع منها تانى ، نور الله يرحمها خلاص مابقيتش معانا و عمرنا ماهنقدر نعرف ضميرها وقتها كان شكله ايه ، و بدل ماتفكر ترمى اللوم عليك و اللا عليها لازم تفتكر انك حار.بت عشانها و اكيد هى كمان حار .بت زيك عشانك
كل اللى انا عاوزاه منك دلوقتى انك ترمى كل ده ورا ضهرك و ماتفكرش غير فى دنيتك الجديدة اللى انت داخل عليها
يونس : يا ماما انا .. انا بس حسيت انى اتوجعت عشانها
زكريا : معنى كده ان قلبك مال لها بصحيح .. و دى حاجة كويسة ، و عليك بقى انك تحسسها بده
فاطمة : بس اوعاك يا ابنى تجيبلها سيرة انك سمعت حاجة و اللا عرفت حاجة
زكريا : و بعدين هو انت مش ناوى تجدد حاجة فى الفيلا و اللا ايه
يونس : مش عارف .. ماجاش فى بالى حاجة زى دى ، هو المفروض اعمل كده
فتطمة : طبعا يا ابنى .. انا فكرتك هتعمل كده من نفسك و تتفق مع سوزى على اللى هتعملوه فماحبيتش اتدخل ، شور عليها و اشركها معاك على الاقل تحس انها عروسة زى اختها
يونس لزكريا : انت هتعمل كده
زكريا : انا و زهرة اتفقنا اننا هنغير كام حاجة كده بس بعد مانرجع من شهر العسل
يونس : طب و انا المفروض اعمل ايه
فاطمة : زى ماقلتلك خد راى عروستك و اتشاور معاها على اللى هى عاوزاه ، حسسها انها عروسة و داخلة على دنيا جديدة بتاعتها لوحدها ، و انا اتفقت مع بدر ان بعد جوازكم ، انا و هى و الولاد هنقعد عندى فى البيت على ما كل واحد فيكم يقرر هيعمل ايه
زكريا : على فكرة عم سعداوى شافلى الحاجات اللى طلبتها منه و فهمته على كل اللى احنا عاوزينه
فاطمة : و مريم .. كلمتوها النهاردة
يونس : انا كلمتها و طلبت منى فلوس و حولتهالها النهاردة الصبح
فاطمة : فلوس ايه تانى و هتعمل بيها ايه هناك ، ماهى خدت عربون المحصول و كمان انا كنت سايبالها فلوس تانية من معايا
يونس : قالت انها عاوزة تاخد شقة عشانها هى و رامى
فاطمة : و لازمتها ايه الشقة .. ماترجع تقعد معايا فى بيت ابوكم بدل ماتقعد لوحدها
يونس : بس انا شايف ان كده احسن لها ، انتى و مريم عمركم مابترتاحوا مع بعض اصلا
فاطمة : يعنى هتقعد لوحدها يا ابنى
يونس : احنا اكيد مش هنسيبها يا ماما ، بس برضة اكيد كده هيبقى اريح للكل
فاطمة : طب و هى شافتها فين الشقة اللى هتاخدها دى و مين جابهالها
يونس : مش عارف يا ماما .. و ما سألتهاش
زكريا بضيق : و ماجى هى كمان جاتلى الشركة الصبح
يونس بذهول : ماقلتليش يعنى
زكريا : انشغلت بكذا حاجة و نسيت
فاطمة : طب ماتقول كانت عاوزة ايه
زكريا بتأفف : عرفت بالحادثة بتاعة سامى و حاتم
يونس : و بعدين
فاطمة: اهى قعدت تهرتل بشوية كلام خايب ، بس الخلاصة انها وصلت ان حاتم و مريم كانوا مسلطين سامى عليها قال و ايه بقى .. ان انا كمان اللى كنت زاققهم كلهم عشان اعاقبها
فاطمة و هى تضر .ب كفا بكف : الله يسامحك يا مريم يا بنتى
يونس بتفكير : و تفتكر كلامها ده ممكن يكون فعلا صح و ان مريم و حاتم هم فعلا اللى زقوا سامى عليها
زكريا : الحقيقة انا مابقيتش استبعد اى حاجة
فاطمة : بس اختكم حلفت انها ماتعرفش حاجة
يونس : و ممكن يكون حاتم بس اللى اتفق مع سامى و مريم ما تعرفش
زكريا : برضة ممكن
يونس : طب عملت معاها ايه
زكريا : و لا حاجة ، كل اللى عملته ده كان لانها كانت عاوزة فلوس
فاطمة : كنت اديها يا ابنى
زكريا : اديها لو كانت عاوزة فلوس تعيش يا ماما ، لكن دى جاية عاوز فلوس تتمنظر بيها ، فلما تيجى تهد. دني و تحاول تكرر معايا اللى ابوها عمله زمان يبقة لأ و الف لأ كمان
يونس : و بتهد. دك بايه بقى ان شاء الله
زكريا بسخرية : قال ايه هتروح تعترف بكل حاجة و تودى مريم فى داهية
فاطمة برهبة : و هى ممكن فعلا تعمل كده
يونس : يا ماما يعنى تفتكرى انها ممكن تدخل السجن برجلها ، ثم اصلا مابقاش فى دليل واحد على اللى عملوه و ماجى بنفسها اللى قضت كل دليل بايديها
فاطمة : طب برضة عملت ايه معاها
زكريا : قلت لها ان لو فى دليل واحد فى ايدى على اللى عملوه انا اللى هسجنهم هم الاتنين بنفسى و اتهمهم بق/ تل زين الله يرحمه
فاطمة : طب و سكتت على كده
زكريا : بعد ما كانت عمالة تهد .د قعدت تتحايل و تتمسكن و ام ولادك و عشرتنا ، المهم فى الاخر اديتها عشرين الف و قلتلها ان ده بس عشان خاطر تولى و اياد
يونس : ربنا يبعدها عننا
فاطمة : طب قوموا ياللا خلونا نمشى ، زمان بدر و البنات قلقانين علينا
ليقول يونس : انا حاسس انى مرهق و محتاج انام ، هرجع انا على بيت بابا ، و انت وصل ماما يا زكريا
زكريا : طب و لما يسالوا عليك
يونس : قول لهم الحقيقة .. انا فعلا مرهق اوى ، و انا هحاول اكلم سوزى قبل ما انام عشان ماتاخدش على خاطرها
فاطمة : ماشى يا حبيبى .. اللى يريحك بس ماتنساش تكلمها زى ما قلت
و فى سيارة زكريا اثناء عودته مع فاطمة يقول زكريا : ياترى يا ماما انتى فعلا ماتعرفيش اجابة سؤال يونس زى ما قلتيله
فاطمة : انهى سؤال ده
زكريا بمكر مرح : يا ماما .. اطلعى من دول انتى عارفة كويس اوى انا بتكلم عن ايه ، نور كانت عارفة ان سوزى بتحب يونس
فاطمة بامتعاض : هو انتو بتقلبوا فى القديم ليه بس انا مش فاهمة
زكريا بذهول : يعني كانت فعلا عارفة ، و قدرت توافق عادى كده .. انا مش مصدق
فاطمة بامتعاض : ما انا كنت لسه بقول لاخوك انها لو حتى كانت عارفة .. تبقى عشان بتدافع عن حبهم ، ايه بقى
زكريا : انا قلت بتريحيه بكلمتين .. لكن ماتصورتش ابدا انها فعلا كانت عارفة
فاطمة : نور الله يرحمها ايامها قالت فى عقل بالها ان حب سوزى ده مجرد حب مراهقة و هيروح لحاله ، ماجاش فى بالها انها هتفضل تحبه طول الوقت ده ، و بعدين ماحدش يقدر ينكر ان يونس كمان ماكانش شايف غير نور و بس رغم ان نور فى البداية ما كانش باين عليها اى حاجة
زكريا : طب برضة كون انها صممت تخبى عنها موضوع الخطوبة بيأكد فعلا انها كانت عارفة ان سوزى لسه بتحبه ، بس هو انتى اتكلمتى معاها فى الحكاية دى
فاطمة : عمرى ، و على اد ماكان قلبى واجعنى على سوزى .. كان قلبى واجعنى برضة على نور بسبب حيرتها اللى كنت شايفاها بعينى ، بس لما وافقت على يونس .. حسيت ان موافقتها دى قللت الخساير ، و بدل ما كان تلت قلوب ينكسروا بقى قلب واحد بس
تعرف يوم ماسوزى راحت جابتلهم الهدايا و قدمتهالهم .. لما بصيت لنور يومها و هى بتحضنها و بتعيط .. مابقيتش عارفة وقتها ان كان عياطها ده عياط راحة من الحيرة اللى كانت فيها و اللا عياط اسف على وجع قلب سوزى ، و ان كانت بتحضن سوزى عشان تشكرها انها شالت من على اكتافها حمل تقيل و فجأة نزلته من على اكتافها و اللا بتحضنها و هى بتعتذرلها على حاجة مش فى ايديها
زكريا : اقول لك انا كمان على سر
فاطمة ضاحكة : ياريت
زكريا : يونس لحد فترة قريبة اوى كان فاكر ان انا و سوزى كنا بنحب بعض
فاطمة بذهول : انت بتتكلم جد ، اومال ما اتجوزتهاش ليه بقى
زكريا : و كان معتقد ان جوازى من ماجى هو اللى حرمنا من بعض
فاطمة : يمكن عشان انت و سوزى كنتم و مازلتم قريبين من بعض اوى
زكريا : انا كنت قريب منها و من نور لانى كنت بحس فيهم بريحة صلة رحمى يا ماما ، و لاد خالتى اللى باقيين لى ، بس كنت مع سوزى اكتر شوية بحكم برضة ان سنها صغير عنى شوية و وقت ما جتلنا البيت كانت تعتبر لسه بيبى و كانت بتدلع علينا و الحقيقة كانت صعبانة عليا اكتر من نور شوية عشان سنها وقتها
فاطمة : عندك حق يا ابنى
زكريا : المهم انك اتطمنتى على يونس ، لانه وقت ما خرج من عندى .. مخك كان راح لحتة بعيدة اوى
مر بعد هذا اليوم عدة ايام اخرى كان يونس خلالها يحاول التعامل مع سوزان كالماضى ، و كان يحاول اشراكها الراى فى كل خطواته الخاصة بزواجهما و هو يلتزم الرقة و الرقى
ليقترب موعد ذهاب فاطمة و بدر الى البلدة .. فقد تبقى على موعد عقد القران مالا يزيد عن اسبوع فقط ، و كانت فاطمة تهاتف يونس و تقول : يا ابنى بحاول اكلم اختك من امبارح عشان اقوللها ان احنا خلاص مسافرين بكرة .. تليفونها على طول مقفول
يونس : طب خلاص يا ماما .. سهلة ، هكلم عم سعداوى و اخليه يبلغها تتصل بيكى ، يمكن تليفونها فاصل شحن و اللا الشبكة وحشة و اللا حاجة
فاطمة : ماشى ، بس اوعى تنسى
و ما ان اغلق يونس الهاتف مع امه حتى هاتف سعداوى و بعد حديث قصير قال له : معلش يا عم سعداوى بقى .. انا عارف اننا تاعبينك معانا على الاخر ، بس عاوزك تروح لمريم تقوللها تكلم ماما ضرورى احسن الظاهر تليفونها فاصل شحن و ماما مش عارفة تكلمها
سعداوى بدهشة : ايوة يا ابنى .. بس دى الست مريم سابت البلد اديلها فوق التلت ايام اهو يا يونس يا ابنى ، هو انتو ماكنتوش تعرفوا برضة و اللا ايه
يونس بصدمة : سابت البلد و راحت فين
سعداوى : و هو انا يا ابنى كنت استجرى اسالها برضة
يونس : طب مشيت ازاى و مع مين
سعداوى : انا كنت مع النقاش و هو شغال فى واجهة البيت و لقيت عربية ملاكى جت وقفت قدام البوابة و لما بسال اللى كان سايق هو جاى لمين و عاوز مين ، لقيت الست مريم خرجت و ندهت على الغفير عشان يشيل شنطها يحطها فى العربية و ركبت و مشيت من غير و لا كلمة
يونس : طب يعنى ماتعرفش مين اللى كان سايق العربية و لا راح على فين
سعداوى : اللى فهمته من اللى شفته انه سواق بالاجرة ، بس ما اعرفش راح بيها على فين
يونس بعدم رضا : ماشى يا عم سعداوى .. مع السلامة
ليتجه على الفور الى مكتب زكريا و يدخل عليه قائلا بانفعال : شفت اختك و عمايلها .. برضة مافيش فايدة
زكريا : عملت ايه تانى
يونس : اختفت و قفلت تليفونها
زكريا : يعنى ايه اختفت يعنى .. انت جيبت الكلام ده منين
يونس : كلمت عم سعداوى عشان اساله عليها اكمن تليفونها مقفول و ماما مش عارفة توصللها من امبارح ، و اللى فهمته انها تقريبا جابت عربية اوبر و اخدت شنطها و سابت البيت ، و بقالها اهو تلت ايام ماشية من هناك و مافكرتش حتى تعبر حد فينا و لا تقول هى ناوية على ايه
زكريا : يمكن خلاص لقت الشقة اللى كانت عاوزاها و نقلت فيها
يونس : و افرض .. ماتقول
زكريا : طب حاولت تبعتلها ايميل او رسالة على الواتس او على اى تطبيق
يونس : لأ
زكريا و هو يلتقت الى حاسوبه : انا هبعتلها ايميل و نشوف هترد و اللا ايه
و ما ان ارسل زكريا الرسالة الإليكترونية الى مريم ، الا و قال يونس : و انا بعتتلها على كل حساباتها كلها ان ماما هتتجنن من القلق عليها ، اما نشوف هترد و اللا ايه
و بعد مرور دقائق قليلة .. يسمع يونس صوت اشعار على هاتفه .. ليجدها رسالة من مريم ليقرأها بصوت مسموع قائلا : للاسف لعبتكم انكشفت و كشفت كدبكم عليا و عشان كده قررت انكم ماتستاهلوش انى حتى اقوللكم ، عرفت ان حبس مجدى بعيد تماما عنى و انكم اتفقتوا عليا تخوفونى بالكدب عشان تذلونى يا اخواتى 😏
و طلع حاتم كمان كداب زيكم و ماكانش عامللى منع من السفر و لا حاجة
عموما .. انا حاليا فى اسبانيا هقضى اسبوع استجم فيه و بعد كده هطلع على المكسيك عشان استلم مالى و مال ابنى ، ميراثنا اللى انتو شايفينه حرام بس انا اكيد مش هسيبه لانه مالى و تعبت فيه
ااه .. و على فكرة ، قول لاخوك ان ماجى معايا و هى كمان رايحة تدور على اللى ليها
ليضر. ب يونس بغضب على ظهر المكتب و هو يقول : مش هتتغير ابدا .. مافيش فايدة
زكريا بامتعاض : دى حتى مافكرتش تسال على ابنها اللى بتقول عاوزة ترجع ماله
يونس و هو يزفر انفاسه : و بعدين
زكريا بضيق : و لا قبلين ، للأسف مافيش فى ايدنا حاجة تتعمل
يونس : ماما هتتقهر لو عرفت
زكريا : ماينفعش نخبى عليها يا يونس
يونس : طب و الهانم دى .. ارد عليها اقول لها ايه
زكريا : انا عن نفسى لو مكانك .. مش هرد ، انا واحد جوازى بعد اسبوع و عاوز اعيش اللى ماعيشتوش قبل كده .. عاوز افرح يا يونس ، عاوز ارمى كل حاجة ورا ضهرى و افرح
ليحتضن يونس اخاه بحب قائلا : من حقك يا حبيبى .. من حقك
زكريا : و انت كمان .. ارمى كل حاجة ممكن تعكنن عليك و را ضهرك و افرح يا يونس ، كلنا محتاجين نفرح
ماما محتاجة تفرح ، و خالتى محتاجة تفرح ، انا و انت محتاجين نفرح ، زهرة و سوزى كل واحدة فيهم تعبت بما فيه الكفاية و آن الاوان انهم يفرحوا
حتى الولاد .. ميسو و ولادى و رامى .. محتاجين شوية بهجة تمسح على قلبنا و تنسينا بقى كل الاوجاع اللى عيشناها دى .. و اللا ايه
يونس باقرار : عندك حق
زكريا : يبقى نبلغ ماما باللى مريم قالته و نطلب منها انها تردم على كل ده و تركز فى الفرح و السفر
يونس : عرفت ان البنات هيسافروا معاهم
زكريا : ايوة يا سيدى
يونس ضاحكاً : طمعانين فى اكل خالتك حسنية يا سيدى
زكريا بخبث : طب و ماله .. خليهم يتغذوا كويس عشان يرموا عضمهم
اما فاطمة .. فقد قابلت خبر سفر مريم بجمود شديد رغم حزنها الشديد الذى اطل من عينيها ، و نظرت الى يونس قائلة : خلاص يا ابنى .. هى حرة .. احنا عملنا اللى علينا ، خلينا احنا فى اللى ورانا
يونس : انتو خلاص جهزتوا حاجتكم كلها
فاطمة : ايوة .. و وصيت محمد يحط الحاجة اللى هتبقى معاه فى العربية و انتو بقى قسموا الباقى على باقى العربيات ، و لو احتاجنا اى حاجة بعد كده هكلمكم تبعتوهالنا
يونس : ماشى .. ان شاء الله
فاطمة : طب و انتو .. هتوصلونا و ترجعوا فى نفس اليوم و اللا هتعملوا ايه
زكريا : للاسف لازم .. محتاجين نخلص حاجات كتير فى الشركة قبل الفرح عشان نعرف ناخد الاجازة
فاطمة بامتعاض : اللى يسمعك و انت بتقول اجازة كده بالفم المليان .. يقول هياخدوا شهر ، اشحال ان ماكانش حتة اسبوع يتيم
زكريا ضاحكا: لا عندك .. اسبوع قبله خميس و جمعة و سبت يعنى عشر ايام بحالهم
فاطمة بسخرية : بتتعبوا 🥴
يونس : مانتى عارفة انه غصب عننا .. ماينفعش احنا الاتنين نسيب الشركة اكتر من كده
زكريا : و بعدين يا ستى انا و يونس اتفقنا اننا بعد كده نبقى نبدل مع بعض انا اسبوع و هو اسبوع
ليتجه الجميع الى بلدتهم فى الصباح الباكر بنفس توزيعهم فى المرة السابقة مع اختلاف الاحاسيس
و كان يونس فى تلك المرة هو من يتولى قيادة سيارة سوزان .. و كان يقول : ما كنتى سيبتينى جيبت عربيتى .. اكبر شوية .. على الاقل ما كانتش الشنط هتزحمها بالشكل ده
سوزان : مانا قلتلك عشان لو احتاجتها هناك تبقى موجودة
يونس : طب مانا كده كده هرجع برضة مع زكريا ، يعنى كنت ممكن اسيبلك عربيتى عادى
سوزان : لا يا سيدى .. عربيتك كبيرة و مش متعودة على سواقتها و كمان هتعمل زحمة فى شوارع البلد ، انما عربيتى صغننة و بتعدى من اى حتة
يونس بمرح : صغننة زى صاحبتها
سوزان : اراك بتتريق عليا ، طب لعلمك .. الاحجام دى ناقصة فى السوق
يونس : طب الحمدلله انى لحقتلى حاجة ، على كده بقى المفروض اطلع حاجة لله انى لحقتك
سوزان : اتتريق اتتريق
يونس : و مين بس اللى قال انى بتتريق ، انا فعلا عاوز اطلع حاجة لله عشانى انا و انتى و همس ، عشان ربنا يحفظنا لبعض
سوزان : طب همس و مفهومة انك طبيعى تبقى خايف عليها ، لكن انا كمان خايف عليا
يونس بابتسامة : لدرجة لا يمكن تخطر فى بالك
لتنظر اليه سوزان بتمنى حزين ، فتجده قد بادلها نظراتها و قال : أرمى كل حاجة ورا ضهرك و افرحى ، زكريا كان عنده حق لما قال اننا محتاجين نفرح
و عندما اقتربوا من مدخل البلدة توقف الركب بجوار مدفن العائلة ، و ترجل منها الجميع و قاموا بالدلوف كما المرة السابقة ليلقوا التحية و يرددوا الدعاء ، لتتفاجئ سوزان بيونس و هو يهمس امام قبر نور قائلا : انا و سوزان خلاص هنتجوز .. انا عارف انك اكيد هتفرحيلنا و هتطمنى علينا و احنا مع بعض ، ليعيد قراءة الفاتحة و الدعاء و عندما هم الجميع بالانصراف .. التفتت إليهم سوزان و قالت برجاء : ممكن تسيبونى مع نور خمس دقايق لوحدنا
زهرة : تحبى افضل معاكى
سوزان : لا يا حبيبتى .. هحصلكم على طول ماتقلقيش
يونس : انا قريب .. لو احتاجتينى اندهى عليا هسمعك
لتومئ سوزان برأسها امتنانا ، و عندما تأكدت من مغادرة الجميع التفتت الى قبر نور و قالت : اوعى تفكرى انى خلفت وعدى ليكى ، اقسملك انى فضلت مخلصة لك طول حياتك و قطعت املى فيه زى ما وعدتك ، حتى بعد ما روحتى منى .. عمر ما جه على بالى ابدا ان ممكن يبقى لى تصيب فيه ، و اقسملك انى اتفاجئت لما يونس طلبنى للجواز .. بس غصب عنى وافقت ، ما انتى عارفة انى ماحبيتش غيره و ماقدرتش احس بغيره لحد دلوقتى ، و لقيت ان كلام ماما فاطمة صح ، و ان اكيد ربنا كان له حكمة فى كل اللى حصل و انى ان الاوان انى اعيش ، بس اوعدك انى اصونه و اصون همس زى ما صنت وعدى ليكى طول السنين دى ، و اوعدك كمان ان عمرى ما هحاول ابدا انى اشيل حبك من قلبه او حتى اخد منه حاجة ، و انك هتفضلى فى قلبى انا كمان لحد ما اجتمع بيكى فى الاخرة
لتعيد قراءة الفاتحة و تتمتم ببعض الادعية و تلقى سلام الوداع و تعود الى الخارج ليبدأوا التحرك فى اتجاه بلدتهم