 |
رواية حور الفصل التاسع والثلاثون بقلم يارا البرعي
*بعد أن أكد الطبيب أن مريضهم قد اتسيقظ من غيبوبته و وضعه أصبح جيداً .. كانت هدي تقف ف الخارج لا تعرف ماذا تفعل ! هل تدخل له ام تظل ف الخارج .. قررت هدي أن تتصل بـ حور مرة أخري و تخبرها بما حدث وقررت حور أن تذهب الي المستشفي و ترك اخواتها مع جارتهم ..*
*" " "*
رباب بغضب / يعني أية طلقتها يا عمر ما تفهمني حصل أية ؟
عمر / زي م سمعتي يا ماما انا وحور أطلقنا ولو سمحتي مش عاوز كلام ف الموضوع وياريت متتكلميش معاها ف حاجة .. ولا اقولك متكلميهاش اصلا .
رباب / هو أية اللي مكلمهاش دي بنت اختي ! ما انت مش عاوز تفهمني حصل أية لكل المشكلة دي و حور كانت فين وآية اللي خلاها تهرب منك ف الأساس .
عمر / ماما ابوس ايدك انا مش قادر اتكلم .. ولا عاوز اتكلم اللي حصل حصل و أطلقنا و اصلا جوازنا كان لعبة وليه وقت واهي خلصت ف بلاش كلام كتير .
*ترك عمر والدته و اتجه الي غرفته بغضب و اغلق الباب خلفه بقوة ..*
رباب بحزن / لا حول ولا قوه الا بالله ..
" " " "
بعد أن وصلت حور الي المستشفي وجدت والدتها تجاس بجانب الغرفة ..
حور / ها يا ماما أية الاخبار و دخلتي شوفتيه ولا لأ ؟
هدي / لسة مدخلتش بس هو من ساعة م فاق وكل شوية يطلبك ومحدش فاهم لية وانا خايفة يبنتي انك تدخليله .
حور / متقلقيش اكيد وهو تعبان كدة مش هيعمل حاجة ، هدخل اشوفه و متقلقيش .
*اخذت حور نفس عميق و أخرجته ودلفت الي الغرفة و كانت توجد بها الممرضة فقط ووالدها مسطح علي الفراش و ينظر لها ب نظرة لأول مرة تراها حور في عينيه ..*
محمد بتعب للممرضة : ممك .. ممكن تسي.. تسيبنا لوحدنا لو.. لو سمحتي !
الممرضة : اكيد طبعا .
*خرجت الممرضة من الغرفة و كانت حور مازالت تقف أمام الفراش لا تعرف ماذا تقول ولكن قطع صمتها صوت والدها ..*
– عارف انك مش عاوزة تتكلمي معايا .. بس انا انهاردة عاوزك تسمعيني بس .. هاتي كرسي و اقعدي .
*هزت رأسها بإيجاب وجلست بجانب فراش والدها ..*
محمد بدموع لأول مرة تراها حور / انا اسف يبنتي .. انا عارف ان اسف دي مش هتغفر اي حاجة انا عملتهالك أو اذيتك بيها .. حقك عليا من كل حاجة انا عملتها .. انا كنت غبي لما فرقت بينك و بين اخواتك .. كنت غبي لما عاقبتك علي حاجة انتي ملكيش ذنب بيها .. عاقبتك لما عاملتك كدة طول الوقت بس عشان كان نفسي ف ولد بدالك .. حتي بعد ما ربنا كرمني ب اخوكي فضلت ب نفس طريقتي .. اسف اني اجبرتك تتجوزي عمر ف سنك دة ودي اكتر حاجة عارف انك مش هتسامحيني عليها بس انا كان الشيطان هو اللي مسيطر عليا يا بنتي .. انا عارف انك اول مرة تسمعي مني الكلام دة بس والله بعد الحادثة اللي حصلتلي دي انا فوقت ل حاجات كتير اوي يا حور .. وربنا علمني الدرس و عرفت اني غلطت ف حقك .. و الممرضة اول ما فوقت قالتلي أن انتي اكتر واحدة كنتي خايفة عليا لما سمعتي الخبر .. عارف انك صعب تسامحيني بعد كل دة بس والله انا عرفت غلطي يبنتي .. اوعدك أن من انهاردة انا مش هقصر ف حقك تاني ولا ازعلك .. حقك عليا يـ حور حقك عليا .
*كانت تنزل دموع حور مع كل كلمة قالها لها والدها و كانت لا تستطيع أن تميز ب ماذا تشعر ، لكنها حقاً ولأول مرة تشعر بذلك الاحساس تجاه والدها .. لأول مرة شعرت بالأمان وهي تتحدث معه و ليس بالخوف أو بالشعور بأنه سوف يضربها او يجرحها .*
حور بدموع / بابا .. انا مقدرش اكرهك ولا اقدر اني مسامحكش .. انا اول مرة اسمع منك الكلام دة .. انا دلوقتي لأول مرة احس فعلا اني عندي اب و حاسة اني نسيت كل حاجة رغم اللي حصل دة خلاني ادمر والله و خلتني افكر ف الانتحار بدل المرة مليون ..انا مسامحاك يا بابا بس انت اعذرني لحد ما اتعود علي الوضع دة و ارجع اتقبل الحياه تاني .. اعتذارك ليا دة لوحده كفاية والله و يخليني انسي كل حاجة .
*اقتربت حور من ابوها بدون تفكير وضمته إليها لأول مرة منذ وقت طويل بدون خوف أو شعور بالحزن لأول مرة تشعر حقا بأن لها اب يخاف عليها ويهتم بها ..*
*حاول محمد النهوض و ضم ابنته اليه وكان نادم جدا علي كل مع فعله معها من قبل و شعر بالاحراج كثيراً من نفسه علي ما كان يفعله .*
*- بعد لحظات دلف الطبيب الي الغرفة وطلب من حور الخروج لكي يفحص المريض ، خرجت حور من الغرفة بكل هدوء وهي مازالت لا تستوعب أن الذي كان يحاكيها هو والدها .. وجدت والدتها أمامها وكان يبدو عليها القلق .*
هدي/ اوعي يكون عملك حاجة ي حور .
حور / لا يماما متقلقيش كله تمام .. انا هروح بقي عشان اخواتي اللي ف البيت وانتي كمان يالا روحي .
هدي / هروح يبنتي بس اشوف الدكتور هيقول أية و هدخل اشوف أبوكي واروح .
*هزت حور رأسها بالموافقة و ذهبت من المستشفي و رجعت الي بيتها ..*
*"" "" "" ""*
`عند مروان`
اتصل به وائل من الشركة و أخبره بما يحدث ..
وائل / الوو يا مستر مروان .. سيف اتقبض عليه .
مروان باستغراب/ نعم !! اتقبض عليه ازاي يعني يا وائل .
وائل / اللي عرفته يا فندم أن بعد التسريبات الغلط اللي سربها سيف للشركة اللي باعتاه ، حصلت مشاكل للشركة دي خسرت جزء كبير من أرباحها و اضطرت تلغي عقود مع ناس كتير وطبعا في شرط جزائي م عارفين يدفعوا ف اتقبض علي كل المشتركين ف اللي حصل دة سيف طبعا مكنش ليه علاقة بس كان ماضيلهم كذة وصل امانه و تقريبا كدة قالوا ميروحوش ورا الشمس لوحدهم وخلوا حد من برا يبلغ عنه .
مروان / طب بابا عرف اي حاجة .
وائل / للاسف اه يا مستر مروان عرف اللي حصل كله و عرف كمان انك انت اللي شغلت سيف و بصراحة يـ مستر مروان من غيرك مكانتش شركتنا بقت اعلي حاجة بعد م الشركة التانية اتقفلت .
مروان / دة واجبي ي وائل قبل اي حاجة .. عامة كويس أنه اتقبض عليه وفر عليا حاجات كتير اوي وانا مكنتش فاضيله .. اقفل دلوقتي وانا هشوف أية الدنيا .
وائل / تمام مع السلامة .
*اغلق مروان معه الخط وشعر بارتياح شديد بعد القبض علي ذلك المحتال .. دلف الي المرحاض ليستحم ثم يعود إلي عمله .*
" " " " " "
*مر يومين دون حدوث أي جديد .. كانت حور في بيتها تحاول أن تدرس و تعوض تلك الفترة التي راكمت دروسها فيها .*
*أما محمد ف كان يتحسن ف المستشفي ولكن لا يعرف عندما يخرج الي اين يذهب و خصوصا بعد ما قرر هو و هدي الانفصال بسبب انعدام التفاهم بينهم ولكن قرروا أن تكون علاقتهم جيدة من اجمل أولادهم .*
*كان عمر حالته النفسية سيئة للغاية ليس بسبب بُعد حور عنه ولكن بسبب شعوره أنه خاطئ من البداية ف كان لا يجب أن يبذل كل هذا المجهود علي أشخاص لا تستحق .. قرر عمر قرار و بدأ في تنفيذه ولكن لا يعرف كيف سيخبر والدته .*
*أما مروان ف تغيرت حياته للأفضل قليلا بعد م والده تكلم معه بعد القبض علي سيف و تحسنت علاقتهم وبدأ مروان أن يهتم ب عمله و ابعد تفكيره تماما عن أمر حور ومشاعره المزيفة تجاهها .*
*" " " " "*
*كانت رباب تجهز الطعام لها و لابنها ووجدته يجلس شارداً يفكر في شئ ما ..*
رباب / سرحان ف اي يا عمر تاني .
عمر / هه ! ولا حاجة يماما .. صحيح انا روحت للمأذون و طلقت حور رسمي و زمان ورقة الطلاق وصلتلها .
رباب / انت مرتاح كدة خلاص .
عمر / أيوة .. بصراحة يماما في موضوع تاني عاوز اكلمك فيه .
رباب / قول يحبيبي .
عمر / انا قدمت علي منحه برة البلد و قررت اسافر .
رباب /........
