رواية حور الفصل الاربعون
عمر / انا قدمت علي منحه برة البلد و قررت اسافر .
رباب بصدمة / تسافر ! انت اية اللي انت بتقوله دة عمر .
عمر بحزن /ماما ارجوكي انا عارف ان انتي مش هتوافقي بس ارجوكي دي فرصة ومش عاوز اضيعها ، عاوز ابدا حياه جديدة بعيد عن كل المشاكل دي.
رباب بغضب / كل دة عشان حور يا عمر ! لية يبنتي ما انت قولت أن الجواز نصيب و هي كمان لسة صغيرة ! *ثم اردفت بحزن* كمل حياتك هنا يا عمر انا مليش غيرك هنا بعد م ابوك اتوفي عاوز تسيبني لية يا بني .
عمر / ماما انا مش هسيبك والله انا عارف ان دة قرار صعب عليكي بس انا هاجي ف الإجازات والله محتاج اركز ف دراستي اكتر و يبقي عندي فرصة نجاح اكتر .. ارجوكي يا ماما متزعليش ولو انتي حابة انا هسفرك معايا و نفضل هناك انا وانتي .
رباب بحزن / ي عمر انت لية بتعمل فيا و فيك كدة يبني ؟ حاول تكمل هنا و فكر شوية ف الغربة ! الغربة صعبة يا عمر هتكون لوحدك هنا كل صحابك و اهلك هنا .
عمر / انا مليش غيرك ف الدنيا يا ماما ومش عاوز اسافر وانا مزعلك ارجوكي وافقي انتي بس و هنسافر سوا .
رباب بغضب / لا مش هسافر يا عمر ولا انت هتسافر وان شاء الله المنحه دي ميتوافقش عليها و تفضل هنا و دة آخر كلام عندي .
*نهضت رباب و اتجهت الي غرفتها بغضب وحزن كبير يملأ قلبها و أغلقت الباب خلفها بقوة ..*
عمر لـ نفسه / حقك عليا ي ماما بس انا قررت و المنحة هيتقبل عليها عشان قدراتي و تميزي في الكلية و هسافر .. الله يسامح اللي كان السبب و عمل ف قلبي كدة .
*" " " " "*
*عند مروان في السنتر*
*كان مروان يجلس في وقت استراحته ، دلف إليه كريم .*
كريم / مستر مروان البنت اللي حضرتك مستنيها جت .
مروان / تمام خليها تتدخل ي كريم وانت شوف المجموعة اللي بتيجي .
كريم/ حاضر .
*خرج كريم ل ينادي تلك الفتاه ، وبعد لحظات دلفت فتاه بهدوء شديد و خطوات ثابتة و تظهر عليها الثقة الشديدة بالنفس وأكثر ما يقال عنها جميلة كانت تمتلك عيون بُنية داكنة و قوام ممشوق وشعر بني قصير يصل الي عنقها و تظهر علي وجهها ابتسامة هادئة و جذابة للغاية و تدعي ' ليلي '.*
مروان بإبتسامة / ليلي صح !
ليلي / مظبوط مستر مروان .
مروان / اتفضلي ، علاء قالي انك مستعدة تشتغلي سكرتيرة معايا بإذن الله ، هل اشتغلتي سكرتيرة قبل كدة عند مدرسين ولا اول مرة ؟
ليلي / لأ اشتغلت مع مدرس قبل كدة بس مرتحتش معاه بصراحة كان أسلوبه مش احسن حاجة معايا وانا مبحبش العوجان .
*نظر لها مروان بإعجاب ثم اردف*/ اتمني ترتاحي معايا ف الشغل ، عامةً انتي مش لوحدك معايا في كريم اللي دخلك دلوقتي تقعدي معاه و هو هيفهمك كل حاجة بخصوص شغلك و المرتب وكل الحاجات دي و تقدري تبدأي شغلك من بكرة .
ليلي بابتسامة / تمام يا مستر مروان شكرا لحضرتك جدا ، مستر علاء قالي أن أنا مش هندم اني اشتغلت مع حضرتك .
مروان / العفو يا ليلي وانا شايفك كويسة وكمان من كلام علاء عنك انا حاسس انك هتكملي معانا ... يالا عن اذنك عشان ادخل حصتي و تقدري تستني هنا ودقايق وكريم هيجي يفهمك كل حاجة .
ليلي / تمام
*خرج مروان من الغرفة و دلف الي قاعة الحصص و بدأ في عمله .. و دلف كريم الي ليلي لكي يخبرها تفاصيل عملها .*
*" " " " " " "*
*كانت نرمين تجلس عند حور عندما وصلتها ورقة الطلاق من عمر ..*
حور / الحمدلله بجد هم و انزاح .
نرمين / هم و انزاح ! انتي والله العظيم يا حور ما كنتي عارفة عمر دة بيحبك قد اية وكان مستعد يعمل معاكي أية .
حور / عمر مكانش بيحبني يا نرمين .. عمر كان عاوز يتملكني .. مكنش شايف غيري ، كان شايفني بنته اللي كل م تزعل أو تعمل حاجة غلط تجري عليه مكنش متقبل فكرة أن ممكن حد ياخد مكانه دة بس صدقيني هو لو بص حواليه كويس هيعرف أنه كان غلطان ف الوقت اللي ضيعه عليا وهيبص ل مستقبله و حياته احسن .
نرمين / أيوة ي حور بس انتي مديتهوش فرصة حتي !
حور / فرصة لـ اية يا نرمين بعد اللي عملوا معايا و الأذي اللي كان هيعملوا ل مستر مروان هو و الحرباية اللي اسمها داليا دي !
نرمين / والله مادام انتي مرتاحة كدة محدش هيقولك تلت التلاتة كام .
حور / عارفة يا نرمين ، عيبنا أن احنا شايفين أن لازم راجل ، لا يا تعليم يا جواز !! الواحد يقدر يتبسط من غير جواز و حب و الحاجات دي اساسا بتيجي ف وقتها .. الواحد لو اهتم ب مستقبله و كريره زي م بيركز ف الحب و الجواز و الحاجات دي كان زمان كل واحد بقي حاجة كبيرة اوي صدقيني و دة اللي أنا قررته .. معنديش حاجة دلوقتي اهم من حياتي و مستقبلي وفكرة اني احب دلوقتي دي مستحيلة خلاص .
نرمين / ماشي يا فيلسوفه ، انا همشي دلوقتي وبعدين نشوف حوار فكرة الحب المستحيل بتاعتك دي .
حور بضحك/ ماشي يختي .
*خرجت نرمين من عند حور ورجعت الي بيتها ..*
*' ' ' ' '*
*بعد أن خرج محمد من المستشفي و قرر الذهاب الي أحد أقاربه و الجلوس عنده ..*
*اتصلت رباب ب هدي و أخبرتها بما يريد أن يفعله ابنها و يتركها .. حاولت أن تهدئها كثيراً و أخبرتها أن تأتي و تجلس معهم في تلك الآونة .*
*" " " "*
مر عشرة أيام .. وافقت جامعة عمر علي المنحة و قرر عمر السفر بعد محاولات كتير من إرضاء والدته ولكنه فشل في ذلك .
أما مروان ف كانت علاقته ب مساعدته الجديدة جيدة للغاية ف لأول مرة يقترب من أحد لهذه الدرجة ، كانوا يتحدثون كثيراً بين الحصص و كان يوصلها احيانا الي بيتها عندما تكون تبحث عن مواصلات حتي بدأت ' ليلي ' أن تشعر بمشاعر تجاه مروان ولكن تحاول أن تخفيها لانه لا يظهر عليه شئ واضح .
كانت حور قد بدأت في امتحانات نهاية العام الدراسي لها .. وكانت منشغله كثيرا ب دراستها ولم تهتم كثيرا ب سفر عمر .
*" " ' "*
كان عمر قد جهز شنطة سفره و خرج من غرفته لكي يودع والدته و يذهب من البلد بأكملها .
عمر بحزن / انا عارف انك زعلانة مني ووالله مش عاوز اسيبك و امشي وانتي زعلانة .. انا والله هفضل علي تواصل معاكي وهنزل اجازات كتير ارجوكي يماما متخلنيش اسافر وانا قلقان عليكي .
رباب ببكاء وهي تضم ابنها / خد بالك من نفسك يا عمر .. خد بالك من نفسك انا والله مش بكرهلك النجاح بس مش عاوزاك تبعد عني انا مليش غيرك والله ف الدنيا دي بعد ربنا .
عمر / متقلقيش والله ما تقلقي هفضل اكلمك كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة كمان كأني معاكي بالظبط ومش هحسسك ب اي فرق والله ، متزعليش مني ، بس عشان ابدا حياتي صح محتاج اني انسي اللي فات .
رباب / هنزل اوصلك طيب .
عمر / لا يحببتي خليكي مرتاحة زياد مستنيني تحت و هو يوصلني متقلقيش .. اشوف وشك علي خير يا ماما .
*ضمت رباب ابنها بقوة شديدة و ظلت تبكي و هو أيضا ظل يبكي في حضنها من خوفه عليها .. بعد دقائق تركها عمر و خرج من المنزل بأكمله .*