رواية اللعنة الفصل الثالث بقلم منى حارس
كلام الرجل خلاها تخاف اكتر , وكمان بنته المجنونة دى , وافرض هجمت على ولادها وهما لوحدهم بالبيت الافكار السودا كانت بتطاردها لغاية مدخلت الشقة ,..
الشقة كانت كبيرة وواسعة وفرش غالي ونظيف موديل قديم بس كلة نظيف وجديد , دخلت اتفرجت على الأوض تلت أوض , أوضة نوم كبيرة بسرير من النحاس بعواميد عالية , السرير شكلة من زمن تاني , واوضة كبيرة فيها مكتبة كبيرة ومكتب كبير وصالون مدهب , والأوضة التالته كانت أوضة أطفال وسرير من تلت أدوار ودولاب كبير وتلت مكاتب كل مكتب كان فوقة لعبة من الفرو على شكل دب ومفرش وردى اللون ..
شكلها أوضة أطفال لتلت بنات كل سرير كان عليه رسمة شمس , ,والجدران كانت مليانه رسومات على ورق أبيض ملونه اطفال رسمتها , شكل الاطفال كانت بتحب الرسم , وصالة كبيرة كان فيها اتنين انترية وسفره كبيرة وحمام في الصاله وبعدها طرقة طويلة ومطبخ كبير ليه باب لما فتحوه كان على منور كبير ومفتوح وفي سلم تاني صغير بس كان بينزل على مكان ضيق ..
لما صابرين سألته عن السلم بيودى على فين على الشارع , قالها حاجة زى كدة , مكنتش فاهمه الاجابة , المفروض يقول اه أو لا ولما شاف توترها صاحب الشقة قالها ,
"انت مش هتحتاجى تستخدمى السلم دا يا بنتي , لو فضلتي في حالك متشغليش بالك بيه واقفلي بابك عليك ومتفتحيهوش علشان ميدخلكيش فار ولا صرصار"
كلامه مكنش مريح ولا نظرت عيونه البارزة دى مريحة ابدا , و كان في بلكونة كبيرة على الجنينه كانت في الصاله , الأوض كلها كانت ليها شبابيك كبيرة , الشقة فعلا كانت لقطه وفرصة متتعوضش , بس استحالة تكون بالسعر اللي قال عليه الرجل أبدا .
لما خلصوا فرجة على الشقة كلها , مكنش حد مصدق لا هي ولا صاحبتها وجوزها كانوا مصدقين موضوع السعر و 500ج دول أبدا , في شيء غلط .
صاحب البيت كانت عيونه بدأت تتحرك في اتجاهات كتير , وايدة ترتعش بطريقة باينه اووى , وقالهم وهو بيخرج من باب الشقة وبيحاول يبان قوى بس صوته المرة دى خرج اضعف وكأنه تعبان او بيتألم , قالهم :
- تعالوا نتكلم في شقتى ونشرب الشاي .
- رد حسين بسرعة وقاله :
- اوامرك يا سيدنا يلا بينا , صابرين بصت لروقيه وقالتلها :
- هو في ايه يا روقيه الرجل ماله اتغير ليه كدة ؟
- يمكن يكون تعبان يا صابرين , بس الشقة فعلا لقطة معقول شقة زى دى بالمبلغ دا , بقلك ايه انت شكل امك دعيالك وربنا هيعوضك الخير وكل اللي شوفتيه يا بنتي والله قلبي حاسس.
ردت صابرين بتوتر
- تفتكري يا روقية انا مش مطمنه ابدا
- بقلك ايه لو مش هتاخدى الشقة دي هاخدها انا وخدى انت يا اختي شقتي اسكني فيها , حد يلاقي فرصة زى دى ويرفضها يا صابرين الله يكرمك, متبقيش وش فقر وضحكت هي وصاحبتها ونزلوا ورا الرجل لشقته , بس صابرين قالت لروقية بصوت واطى :
- وبنته المجنونة افرض هجمت على العيال يا روقيه وانا في الشغل ونت عارفه ظروف ولادي هعمل ايه ؟
- بتهزرى يا صابرين ولادك كدة كدة في المدرسة وقت ما انت في الشغل وبيرجعوا في ايدك , يعنى انت معاهم ومش هيقعدوا في البيت لوحدهم متخافيش ربنا الحافظ يا بنتى وعالم بظروفك وحالك انت غلبانه وعمره ما هيضيعك أبدا..
ردت بخوف
- وافرض الظروف حكمت وقعدوا لوحدهم لاي سبب هيعملوا ايه قوليلي ؟
- ابقى اقفلي عليهم بالمفتاح يا صابرين وقوللهم ميفتحوش لاي حد , او اقولك ابقى هاتيهم يومها عندى مع ولادى احنا اكتر من الاخوات , صابرين ملقتش حاجة تاني تقولها قدام حلول صاحبتها الكتير وفعلا ربنا هو الحافظ .
نزلوا شقة الرجل وهناك مكنش في اي صوت كانوا قاعدين في الصالة الواسعة وكان حسين عمال يبصلها كتير , مكنتش فاهمه نظراته معناها ايه يا ترى بيفكر فيها ازاي دلوقتي وبيتمنلها الخير بجد ولا كل دا تمثيل .
اتفقوا على كل حاجة وكانت المفاجاءة ان صاحب البيت اسمه سيدنا , اسم غريب والرجل كان شرطة زى ما حسين قال انها متخرجش من الشقة 5سنين والا هتدفع 3مليون جنيه ,..
كان شرط غريب جدا ويعجز , بس كان مبرر سيدنا إن في مشاكل على الشقة دى ولازم حد يأجرها خمس سنين ميخرجش منها ممنوع يبات برا باب البيت خلال الخمس سنين او هيخسرها ويخسر تمنها اللى يساوى 3 ملاين وحقه انه يأمن نفسه من الخسارة , وقرر انه مينفعش الشقه تبات لوحدها لازم حد يسكنها , يا انت يا اولادك .
الكلمة هزتها اووى لازم حد يبات في الشقة يا انت يا اولادك , وهي هتخلي ولادها يباتوا لوحدهم بظروفهم دى ليه يعنى , وافرض حصل ظرف لاي سبب هتعمل ايه ؟
صاحبتها قالتلها يمكن الرجل خايف الورثة يحسوا الشقة فاضيه يجوا ياخدوها يا صابرين , وانت يعنى هتروحي فين , لو في اي ظرف هاجى انا وجوزى وولادى نبات في الشقة يا ستى دى فرصة يا بنتى والله ولقطة ومتتعوضش ابدا يظهر انك صبرتي كتير والوقت جه علشان ترتاحى يا صابرين وربنا بيعوضك دلوقتي .
هو الكلام مكنش مقنع بس هتعمل ايه الظروف , مهو مفيش حل تاني , وافقت ومضت العقد وكان شرط الرجل تسكن من اول ما يمضوا العقد وقالها :
- عقود سيدنا لازم تتنفذ في التو واللحظة والشقة انا نظفتهالك ملكيش حجة روحى هاتي ولادك وحاجتك واسكني , لان عقدى بيدأ من الليله وعقد سيدنا بشروط .
رغم كلام الرجل الغريب بس راحت صابرين تجيب ولادها من عند صاحبتها علشان تسكن الشقة , سامح جوز روقية مكنش مطمن , سال حسين وهما خارجين :
- حسين انت واثق في الرجل دا مش هيعمل حاجة في صابرين ويدبسها , دى مش حمل صادمة جديدة كفاية هروب جوزها ونهايته معاها ومع عياله
حسين ابتسم بخبث وقاله
متقلقش سيدنا رجل محترم مش بيأذي غير المؤذي ومدام صابرين عمرها ما أذت حد هيئذيها ليه يعني قولي وبعدها ضحك بسخريه وقاله يلا يلا الغدا زمانه برد .
سامح فضل يبصله وهو مش فاهم حاجة , هو عارف ان حسين لسه بيحب صابرين بس يا ترى هو بيساعدها علشان لسه بيحبها , ولا علسان بينتقم منها وعاوز يدبسها مع الرجل دا لأنها رفضته ورفضت حبه الكبير زمان واتجوزت مهاب .
سامح اصر انه لازم يرجع تاني مع صابرين الشقة ويغيرلها كل مفاتيح الأبواب , ويحطلها ترابيس واقفال على الشبابيك والابواب علشان تكون مطمنه في البيت الجديد وهو ومراته يكونوا مطمنين عليها في عماره سيدنا ...
لانه كان بردوا قلقان من بنت سيدنا المجنونة اللي ممكن تتهجم عليها تاني ..
كل حاجة عدت على خير وبأمان , رجعت صابرين مع جوز صاحبتها سامح و حسين وصلهم بالعربية علشان شنط صابرين وحجات ولادها زى ما سامح طلب منه ..
بس رفض يطلع تاني واستئذن ان مراته هتقلق عليه لو اتأخر ولازم يروح البيت حالا كان موقفه غريب حتى رفض يساعدهم في تطليع الشنط والحاجة للشقه زى ما يكون عاوز يهرب منهم وخايف من حاجة , مكنوش فاهمين موقفه , بس كتر خيره انه ساعدهم وجاب الشقه لصابرين وانقذها من النوم في الشارع , وروقية مقدرتش ترجع تاني علشان ولادها الصغيرين ,..
وركب سامح الأقفال الجديدة على الشبابيك وباب الشقه وغير الأقفال القديمة , وعمل لكل باب تربسين من جوه باب الشقة , وعلى البلكونة والشبابيك , كان عاوز صابرين تحس بالأمان في الشقة الجديدة مع أولادها , ومتخافش من بنت سيدنا المجنونة اللي ممكن تتهجم عليها في أي لحظة , وكان بيركب اخر تربسين في باب المطبخ .
وهنا حصلت حاجة غريبة اووى , حسين لما كان بيركب الترابيس في باب المطبخ كان سامع زى صوت همس وشوشه , وكأن في حد بيتكلم وبيوشوش حد ورا الباب المقفول , فتح الباب مرة واحدة علشان يشوف مين واقف ورا الباب , بس مكنش في حاجة الباب كان على المنور الكبير المفتوح من غير أبواب و كان في نهايته السلم اللي كان بينزل لتحت على مكان ضيق وضلمة كان السلم غريب ومفيش مبرر انه يبقى موجود اصلا في المكان دا , سامح قرب من السلم وفضل يبص لتحت كانت الدنيا ضلمة زى القبور ...
فكر بينه وبين نفسه هو السلم دا بيودى على الشارع ولا على ايه بالظبط , وخاف يكون بيودى على شقة سيدنا لانها في الدور اللي تحتهم علطول , المكان كان غريب أووى , دا زى ما يكون أوضة تانية في الشقة او صاله مفتوحة على المطبخ واتسابت مفتوحة من غير باب , وقف لحظات يفكر , اللي يعمل التصميم دا اكيد الشقتين مفتوحين على بعض وبيوصل بينهم السلم , او دا سلم تاني للخدامين زى بيوت زمان ...
كل دا كان شاغل تفكيره ومحيره فكر ينزل يشوف السلم دا بيودي على فين بالظبط علشان يكون مطمن على صابرين وولادها , نزل أول سلمتين بس في اللحظة دي سمع صراخ عالي من جوه الشقة , وكانت صابرين بتصوت بجنون جري بسرعة وكانت صابرين بتصرخ وهي واقفة في البلكونة وحاطة ايدها
على راسها , وبتقول برعب :
- ماتت ماتت العربيات دهستها يا سامح , وكانت بنتها سلمى بتصرخ ومادة ايديها قدامها بتحاول تروح لأمها وهي عمالة تعيط وتصرخ وتقول من بين دموعها :
- انا عاوزة ميشو يا ماما مليش دعوة , انا عاوزة ميشو مقدرش اقعد من غيره يا ماما , واخوها سيف كان واقف في ركن في الأوضة مغطي وشه بايدة وعمال يعيط بهيستريا , سلمى حاولت تروح لأمها اللي بتصرخ وكانت هتتكعبل في الكرسى اللي قدامها لولا سامح لحقها ومسك ايديها وهو بيقول :
- خلي بالك يا بنتى في ايه بس , ومسك ايديها وهي منهارة وبتقوله عاوزة ميشو يا عمو سامح مليش دعوة ماما بتقول انه مات مات مات....