![]() |
رواية تحت سماء بعيدة الفصل الثالث بقلم سيليا البحيري
في أوضتها في الأوتيل – بالليل
ميار قاعدة على سريرها في أوضتها، ماسكة موبايلها، والغضب باين على وشها. بتكلم أختها لينا في مكالمة فيديو.
لينا (بتضحك بحماس): ميار! أخيرًا! كنت هموت أعرف إيه اللي بيحصل معاكي هناك!
ميار (بغضب): بيحصل كوارث! مش قادرة أصدق الحظ اللي عامل معايا كده من أول ما وصلت.
لينا (بفضول): إيه اللي حصل؟ متبالغيش زي عادتك!
ميار (بتشاور بإيديها بغضب): فاكرة الراجل اللي خبطت فيه في المطار؟
لينا (بتضحك): آه، الراجل الوسيم؟
ميار (بصوت عالي): ما تقوليش "وسيم"! الراجل ده أسوأ حد قابلته في حياتي!
لينا (بتضحك أكتر): طب وبعدين؟ عمل إيه تاني؟
ميار (بتنهد): أول حاجة، اكتشفت إنه كان قاعد جنبي في الطيارة طول الرحلة. ما قدرتش أخلص منه!
لينا (مندهشة): إيه ده؟ صدفة غريبة جدًا!
ميار (بغضب): ولسه! لما وصلنا الأوتيل، تخيلي إن أوضتنا جنب بعض!
لينا (بتحط إيدها على بقها): بتهزري! ده كإن الكون بيحاول يخليكي تقابليه!
ميار (بصوت أعلى): ما تضحكيش! الموضوع بقى أسوأ. عارفة شوفته فين النهارده؟
لينا (بفضول): فين؟
ميار (بإحباط): في المؤتمر! مش بس كده، ده معيد في الجامعة وجاي لنفس السبب اللي أنا جاية عشانه.
لينا (بتزقف بإيدها بمرح): بجد؟ يمكن تكون فرصة تتعرفوا على بعض!
ميار (بحزم): أنا مش عايزة أتعرف عليه! الراجل ده مغرور وكلامه كله استفزاز!
لينا (بمكر): ولا يمكن انتي بس متضايقة عشان شايفاه جذاب؟
ميار (بتشهق): مستحيل! كل اللي عايزاه دلوقتي إن المؤتمر ده يخلص وأرجع مصر من غير ما أشوفه تاني.
لينا (بابتسامة): بصي، ميار... بصراحة، القدر شكله بيشتغل شغل معاكِ. يمكن دي علامة؟
ميار (بتلوح بإيديها): علامة على إيه؟ إني قربت أجن؟
لينا (ضاحكة): مش عايزة أحرق المفاجأة، بس عندي إحساس إن اللي بينكم لسه ما خلصش.
ميار (بتغمض عينيها بتعب): أرجوكِ يا لينا، كفاية تخيلات. دلوقتي بقى أنا هحاول أنام عشان أجهز لبكره اللي شكله هيبقى أسوأ من النهارده.
لينا (بتسلية): ماشي، ماشي. بس اوعي تنسي تحكيلي كل التفاصيل بعدين.
ميار (بتنهد): هحكيلك، رغم إني متأكدة إنك هتسمعي كوارث أكتر.
ميار تقفل المكالمة وتترمي على السرير، ولينا تضحك بصوت عالي وهي قاعدة في أوضتها، متحمسة تعرف بقية الحكاية لاحقًا
*******************
في أوضة إياد في الأوتيل – بالليل
إياد قاعد على كرسي جنب الشباك، لابس لبس مريح بعد يوم طويل. ماسك موبايله وبيضحك وهو بيتكلم مع عيلته في مكالمة فيديو. على الشاشة ظاهر والده خالد، والدته سلمى، وأخوه زين، وباقي العيلة قاعدين في الخلفية.
سلمى (بحماس): إياد، إيه الأخبار عندك؟ إحكيلي، استمتعت بالمؤتمر النهارده؟
إياد (بيضحك): المؤتمر كان كويس، بس القصة الحقيقية مش في المؤتمر نفسه.
زين (بفضول): قصة؟ إيه اللي حصل؟ حاجة ممتعة؟
إياد (بمرح): مش عارف أقول ممتعة، بس أكيد حاجة غريبة.
سلمى (بقلق): حصل إيه؟
إياد (بيضحك): من ساعة ما وصلت هنا وأنا بتعامل مع بنت شكله القدر قرر إننا نتقابل في كل مكان.
مريم (من الخلف): بنت؟!
رهف (بابتسامة كبيرة): أوه، القصة دي شكلها شيقة. كمل يا إياد!
إياد (بابتسامة ماكرة): اسمها ميار، وصدقوني، هي شخصية مختلفة تمامًا عن أي حد قابلته قبل كده.
خالد (رافع حاجبه): مختلفة؟ إزاي يعني؟
إياد (يضرب جبهته بإيده): لسانها طويل، عنيدة جدًا، ودائمًا بتحب تكون هي اللي مسيطرة في أي نقاش.
زين (بيضحك): شكلك لقيت حد زيك، يا إياد.
إياد (بيبتسم): يمكن. القصة بدأت لما خبطت فيها في المطار، وبعدها اكتشفت إنها كانت قاعدة جنبي في الطيارة.
مريم (مندهشة): يا خبر! صدفة دي ولا إيه؟
إياد (ساخرًا): أنا مش متأكد إنها صدفة. وبعدين وصلنا الأوتيل، تخيلوا! أوضتها جنب أوضتي!
رهف (بتصقف بإيديها): ده حلو قوي! كإن الكون عايزكم تكونوا مع بعض!
إياد (بيهز راسه): ما تتسرعيش في الأحكام يا رهف. النهارده اكتشفت إنها جاية نفس المؤتمر، وهي طالبة في الجامعة.
سلمى (مندهشة): طالبة؟ وبتحضر مؤتمر علمي؟ شكلها بنت شاطرة.
إياد (بيبتسم): ده صحيح، بس شطارتها مترافقة مع لسان حاد. دايمًا عندها رد يطلعني عن شعوري.
زين (مازحًا): شكلك مستمتع رغم كل حاجة.
إياد (بيضحك): يمكن. بصراحة، ممتع التعامل مع حد ما بيخافش يقول اللي في دماغه.
خالد (بابتسامة هادية): إياد، خلي بالك منها. شكلها بنت تستحق الاحترام.
إياد (بيميل برأسه): حاضر يا بابا. بس مش بوعدك إني مش هرد لو استفزتني!
مريم (بتضحك): إياد، عايزين نسمع أخبار أكتر عن ميار.
رهف (بتبتسم): أيوة، إحكي كل التفاصيل بعدين!
إياد (بابتسامة مرحة): ما تقلقوش، هاحكيلكم كل حاجة. بس دلوقتي خلوني أرتاح شوية، مش عارف بكرة ميار محضرة لي إيه!
العيلة تضحك، وإياد يقفل المكالمة وهو مبتسم، وبيفكر في لقاؤه الجاي مع ميار
********************
بعد عدة أيام ، قضتها ميار في التسوق و كل مرة يطلعلها إياد من حتة متتوقعهاش ، في سوق شعبي في الفلبين - فترة الظهيرة
ميار ماشية في السوق الشعبي اللي مليان ألوان وبضايع مختلفة. شايلة شنطة صغيرة وبتبص على الحاجات المعروضة بعناية، بتحاول تختار هدايا مناسبة لعيلتها. قرب منها بائع مبتسم، وهي بتتكلم مع نفسها وهي شايفة شوية تحف.
ميار (مسكة تمثال خشب صغير): ده هيبقى مثالي لوالدي... بيحب الحاجات التقليدية والمميزة.
البائع (مبتسم): اختيار جميل يا آنسة، محتاجة مساعدة؟
ميار (بابتسامة مهذبة): شكرًا، أنا بس بدوّر على هدايا لعيلتي.
بتروح على طاولة تانية فيها سلاسل معمولة يدوي.
ميار (بتفكر بصوت عالي): أمي بتحب الإكسسوارات البسيطة... السلسلة دي باللولي شكلها هيبقى حلو عليها.
بتاخد السلسلة وتحطها في الشنطة. بعدها بتروح لقسم فيه أساور خشب ملونة.
ميار (بابتسامة): لينا ومازن هيعشقوا الأساور دي. دايمًا بيتخانقوا على كل حاجة، فهاخد لهم نفس اللونين.
بتاخد أسورتين متشابهين. بعدها بتروح ناحية ركن فيه تماثيل صغيرة للحيوانات معمولة يدوي.
ميار (بتضحك بخفة): إيه ده؟ أسد خشب؟ ده هيبقى مثالي لسيف... عامل نفسه دايمًا ملك الغابة!
بتحط الأسد في شنطتها وتكمل لف في السوق.
ميار (مسكة مروحة يدوية مزخرفة): أما أدهم، دايمًا هادي ومتحفظ... أظن المروحة دي هتعجبه.
بتشتري المروحة، وبتروح على قسم تاني فيه عرايس صغيرة معمولة يدوي.
ميار (بابتسامة دافية): وأخيرًا، سما. لازم أجيب لها حاجة مميزة... العروسة التقليدية دي أكيد هتعجبها.
بتحط العروسة في شنطتها، وبعدها بتقف تتأكد إنها جابت هدية لكل فرد من عيلتها.
ميار (بتنهيدة رضا): أخيرًا خلصت. أكيد الكل هيحب الهدايا... يا ترى فين مكان كويس للغدا دلوقتي؟
بتسيب السوق وهي مبتسمة، متحمسة ترجع الأوتيل وتحكي عن يومها في الشوبينج للينا في مكالمة بالليل
**********************
إياد ماشي بين الأكشاك وهو شايل شنطة صغيرة، وعيونه بتتنقل بين البضايع المعروضة. باين عليه إنه محتار، وبيفكر في هدايا لعيلته. بيشيل شوية حاجات وبعدين بيرجعها بسرعة، مش متأكد لو هتكون مناسبة لذوق حد من عيلته.
إياد (بتنهيدة): أجيب لهم إيه؟ أمي بتحب الحاجات الناعمة، لكن سليم؟ بيحب إيه؟
ماشي جنب طاولة مليانة تحف صغيرة، لكن مش مقتنع. يكمل ماشي وسط السوق، وعينيه بتشوف سلاسل مزخرفة معمولة يدوي. يلف في الممر ويسحب شنطته لما فجأة يشوف ميار قدامه.
إياد (مندهش): ميار؟!
ميار ترفع راسها وتشوفه، وملامحها باينة عليها إنها مترددة، بتحاول تحافظ على هدوئها، لكن في حاجة في عينيها بتقول إنها كانت على وشك البكاء.
ميار (بتنهدة عميقة): آه، إنت هنا... مكنتش متوقعة أشوفك في السوق ده.
إياد (مندهش): أنا كمان! مكنتش متخيل ألاقيني معاك هنا. كنت بفكر في الهدايا لعيلتي، وحاسس إن أنا ضايع خالص.
ميار (بابتسامة هادئة): صحيح؟! أنا كمان! كنت بفكر في الهدايا لعيلتي، بس... (تتنهد) مش متأكدة أختار إيه.
إياد (بحذر): حاسة بالحزن بسبب ده؟
ميار (تهز راسها): لأ، مش حزن... بس مش عارفة، عايزة أجيب حاجة مميزة لكل واحد فيهم. وفي نفس الوقت، حاسة بتوتر غريب، كأن مفيش حاجة هتبقى كفاية.
إياد (يبتسم برقة): باين إننا في نفس الموقف. طيب، إزاي نختار لهم حاجة تعبر عن اهتمامنا بيهم؟
ميار تبتسم بلطف، وبعدها تلتفت للأكشاك اللي حواليهم وتبدأ تساعده.
ميار (بحماس): خليني أساعدك. قوليلي عن كل فرد في عيلتك، وأنا هساعدك تختار الهدايا المناسبة.
إياد مستغرب من عرضها، لكن يبدأ يتكلم عن عيلته.
إياد (يفكر بصوت عالي): طيب... أولًا، والدي خالد. هو شخص هادي جدًا، بيحب الحاجات العملية والجميلة في نفس الوقت. مش من نوع الناس اللي بتحب المجوهرات أو التحف... لكن، يمكن حاجة تقليدية تعكس الذوق الرفيع...
ميار (بتبص حواليها): إيه رأيك في الساعة اليدوية المصنوعة يدويًا؟ شكلها أنيق وبسيط في نفس الوقت. أظن والدك هيحبها.
إياد (يبتسم): فكرة ممتازة! طيب، إيه رأيك في والدتي سلمى؟
ميار (بابتسامة عريضة): أمك؟ من كلامك عنها، باين إنها شخص دافئ وبيحب الحاجات المريحة. إيه رأيك في بطانية مصنوعة يدويًا أو سلة مزخرفة؟ أظن هي هتقدر حاجة مريحة وجميلة زي دي.
إياد (موافق): دي فكرة رائعة، هبحث عن واحدة هنا.
ميار (بتفكير): طيب، وسليم، أخوك الكبير؟ إنت قلت إنه صارم، صح؟
إياد (ضاحكًا): آه، هو صارم جدًا! ذوقه كلاسيكي، مش بيحب المبالغة. يمكن حاجة بسيطة وراقية، زي قلم فاخر أو محفظة جلدية...
ميار (موافقة): بالضبط، فيه طاولة في الزاوية فيها محافظ جلدية. هتكون هدية رائعة له.
إياد (بتقدير): وأنتِ؟ إيه عن إخواتك التانيين؟
ميار (بابتسامة خفيفة): أه، إخواتي... مازن بيحب الحاجات الرياضية، أما سيف فبيحب الفن والتصميم. يمكن حاجة من الحاجات دي هتكون مناسبة.
إياد ابتسم، وبدأ يجيب شوية هدايا بناءً على نصائح ميار. مشوا مع بعض في السوق، وبيبدلوا الأفكار عن الهدايا لكل أفراد عائلاتهم.
إياد (بتقدير): شكرًا، ميار. من غير مساعدتك مكنتش هعرف أختار هدايا بالسرعة دي.
ميار (بابتسامة دافئة): على الرحب والسعة. مساعدة حد تاني بتخلي التسوق أكتر متعة.
وهم مبتسمين، اشترو آخر الهدايا وخرجوا من السوق مع بعض، متحمسين من اللحظة الصغيرة دي اللي جمعتهم مع بعض