رواية زين وزينة الفصل الثالث بقلم منال كريم
لم ياخذ زين وقت في التفكير، ظن أن زينة تشبه جميع الفتيات، و تحاول التظاهر أنها فتاة جيدة أمام الجميع
لكن بالتأكيد لا تستطيع رفضه، فهو حسن المظهر، شخصية مشهورة، يملك الكثير من المال و النفوذ.
و هو الذي لا يعلمه أن زينة لا تشبه أي فتاة هي خلطة غربية، و فريدة من نوعها.
جاء و يظن أنه ينتصر عليها، و لكن لا يعلم من هي زينة يوسف عز الدين ، هذا ليس مجرد أسم.
دق الباب في وقت متاخر، نهضت من فراشها بتعجب، لم يأتي احد لزيارتها و أيضا فهذا الوقت المتاخر.
ارتدت ثوب الصلاة ، و هبطت إلى الطابق الاول ، و ذهبت حتي تفتح.
نظرت بصدمة و سألت بتعجب : من أنت؟
قال و هو ينظر لها بوقاحة و جراءة: مرحبا عزيزتي.
سألت مرة أخرى بتعجب: من أنت؟ ماذا تريد؟
نظر لها بذهول ، من هذا السؤال؟ هل يوجد أحد لا يعلم من هو زين فير سينج؟
ليسأل بتعجب: حقا لا تعلمين من أنا؟
قالت بعصبية: لا أعلم من أنت؟ و لا أريد أن أعلم.
جاءت لتغلق الباب، دفع الباب بقوة و قال: لم أنهي حديثي بعد.
قالت بعصبية: و أنا لا أريد اسمع منك شي، هل فقدت عقلك؟ ارحل من منزلي.
قال بغرور و كبرياء و كأن الفتيات لعبة بالنسبة له:
اسمعي ايتها الفتاة،أنا معجب بكِ و اريد قضاء بعض الوقت معك، و مستعد للمقابل اي كان الثمن.
ابتسمت بسخرية و سألت بهدوء: هل عندما خططت أن تأتي إلى منزلي و تعرض عليا هذا العرض لم تسأل من هي زينة يوسف عز الدين ؟!
لم يجيب ، أجابت هي بهدوء: بالتأكيد لم تسال، لو فعلت لم تكن تقف أمامي.
ظن أنه حديث لتزيد سعرها، قال بوقاحة: أنا مستعد لدفع ثمن قضاء بعض الوقت معك.
سألت سريعاً: هل أنت واثق ؟
أومأ رأسه بالايجاب.
قالت بابتسامة باللغة المصرية: كنت حلفه مش اضرب حد النهاردة ، يلا بقا اصوم ثلاث ايام.
سأل بتعجب : لم أفهم هذه اللغة.
قالت بابتسامة : ليس مهم أن تفهم، المهم أنك ترى.
ركله قوية منها في بطنه جعلته يعود إلى الخلف و يصطدم في باب المصعد المقابل لباب شقة زينة.
لحظات ذهول لم يفهم ماذا حدث ؟
أما هي التقطت الهاتف المعلق خلف الباب، انتظرت دقائق ، حتي جاء الرد، صرخت بصوت عالي: أين أنتم يا اغبياء؟
و لم تنتظر إجابة أو تتحدث شئ آخر ، أغلقت الهاتف.
كان مازل مصدوم ، يقف مكانه كأنه ملتصق في باب المصعد.
ابتعدت عندما شعر بسحب المصعد.
نظر في صدمة و سأل: ماذا فعلتي ؟
قالت بابتسامة: حتي لا تحاول الاقتراب مني.
وصل شخصين مسؤولين عن أمن البناية.
نظروا إلى زين بصدمة و قال أحدهم: ماذا تفعل هنا مستر زين؟
لتجيب هي بسؤال آخر: أين أنتم ؟
أجاب جورج بتوتر: نقوم بحراسة البنائية.
ابتسمت بسخرية و قالت: إذا ، كيف صعد هذا المختل إلى هنا؟
أجاب جورج سريعا: كنت في الحمام.
نظرت إلى توني ، ليجيب برعب: كنت أحضر قهوة.
أومأت رأسها بسخرية و قالت: دائما تخلقون اعذار، حسنا سوف ابلغ الشرطة عن هذا الاستهراء.
جاء جورج يتحدث ، صرخت بصوت عالي: خذوا هذا المختل و ارحلوا من هنا حالا.
و نظرت إلى زين الذي مازال مصدومة و قالت باستهزاء : هل قضيت وقت ممتع.
و أغلقت الباب في وجههم بعنف.
سأل توني: ماذا تفعل هنا؟ ماذا تريد من هذه الفتاة ؟
ليقول توني: سيدي من الافضل لك الابتعاد عنها.
و أخيرا فاق من الصدمة و سأل: ماذا تعلمون عن هذه الفتاة؟
أخذ جوني نفس عميق و قال: الكثير و الكثير، لكن من فضلك هي من هنا.
أما زينة ، تذكرت صديق الطفولة طارق الذي طلب منها تعلم ألعاب القوة حتي تستطيع الدفاع عن نفسها.
ذهبت الى المطبخ و قالت بعصبية: منه لله البعيد اللي معرف هو مين ، يلا فرصة اكل شوية المحشي اللي باقينا ، اصل خسارة يقعدوا في الثلاجة ، بطني امان ليهم.
نظرت إلى الاعلي و قالت : الحمد لله يارب اني باكل و الاكل مش يبان عليا ،و إلا كنت بقيت قد الفيل.
قامت بتسخين الطعام في الميكروويف ، و فتحت التلفاز و جلست تتناول الطعام و تذكرت ولادتها سعاد و قالت : حبيبتي يا سوسو تسلم ايدك ، شوية محشي عجب.
و جلست تتناول الطعام و لم تفكر في أمر هذا المختل ....
أما زين جلس بجوار أفراد الأمن حتي يخبروا عن زينة.
قال زين بعصبية: أعلم كل ذلك ، أنها هنا منذ خمس سنوات و أيضا أنها فتاة عربية، أريد معرفة أشياء جديدة، هل هي هكذا عنيفة مع الجميع؟
وضع جورج يديه بعفوية على خده و قال: عنيفة مع الذي يخطأ معها أو يفكر، أتذكر مرة كنت امزح معها أو بالأحرى أتغزل فيها، و لم اجد الا صفعة قوية منها و هي تصرخ: كيف تتجرأ على قول ذلك؟
أكمل توني: سيدي هو فتاة قوية ، ليست ضعيفة و لا يستطيع أحد العبث معها، ثم هي ليس علاقة بأحد ، تعمل فقط.
جلس معهم وقت طويل ، يخبروا عنها
بعد معرفة أنها فتاة صعبة المنال.
ظل يفكر كيف يستطيع الحصول عليها ؟
ما فعلتها اليوم جعله يقسم أنه يكسر هذا الغرور مهما كلف الأمر.
في الصباح
تستيقظ زينة وتقوم بعمل الروتين اليومي و هو عمل التمارين في المكان المخصص للرياضة في منزلها، ثم إلى الشركة.
وهى تغادر من المنزل
وجدت أن زين يجلس بجوار جورج و توني، هو لم يعود منذ أمس.
نظرت له و ابتسمت بسخرية ، و ذهبت الى السيارة خاصتها.
نهض زين و ذهب خلفها، و هو يقوى بابتسامة:صباح الخير.
لم تجيب و صعدت إلى السيارة ، و أغلقت الباب، وقف أمام السيارة و قال: لم اتحرك من هنا قبل أن أتحدث معك.
رغم ما فعلت أمس معه، و حديث أفراد الأمن ، لم يقدر هو مع من يعبث.
ظن أنها لا تتحرك بالسيارة.
و لكن هي أشغلت المحرك ،و قادت السيارة على اعلي سرعة.
ركض من أمام السيارة سريعاً بذهول من هذه الفتاة.
هرول أفراد الأمن و سال توني: هب أنت بخير؟
لم يجيب ، أكمل جورج: سيدي اخبرتك أنها ليست مثل باقي الفتيات ، لا تهتم بشئ ، و لا تخشي شئ ، أبتعد عنها.
لكن هو كل شي تفعلها هذا الفتاة، تزيد من روح التحدي لديه و يقسم أنه يحصل عليها.
كان مثل الجمرة المشتعلة و لا يصدق كيف فتاة ترفض القرب منه؟
غادر زين متجه الى شركته، كان ينتظر أمير في مكتبه.
يدلف زين إلى المكتب و هو عابس الوجه، وجد أمير ينظر له بذهول و سأل: أين كنت منذ الامس؟
جلس على الأريكة و فرد جسده، و نظر إلى الأعلى و لم يجيب.
سأل مرة أخرى: أين كنت زين؟
أجاب بهدوء: في منزل الفتاة العربية.
نهض بحماس و سأل: هل تم الامر.
أبتسم بسخرية و لم يجيب.
سأل مرة أخرى: اخبرني ماذا حدث ؟
أجاب بعصبية: لم تقبل.
افلت ضحكة عالية و قال: أخبرتك صديقي ابتعد عنها.
نهض بغضب و قال: أقسم لن اتركها بعد ما فعلت معي.
سأل بفضول: ماذا فعلت؟
نظر له زين باحراج و قال بتلعثم: لم يحدث شيء.
قال بابتسامة: ماذا حدث زين؟
قص له ما حدث بعصبية و غضب.
كان امير يبتسم بجنون.
قال : هل تم ضربك من فتاة؟
صرخ بغضب: أمير أصمت من الافضل لك.
قال بهدوء: اعتذر صديقي، سوف أغادر.
تحرك خطوتين و نظر له و قال بحزم.: ابتعد عنها من الافضل لك.
و غادر أمير
صرخ زين: لم ابتعد، لم ابتعد، سوف اكسر غرور هذه المغرورة ثم ابتعد عنها.
كان عصبي جدا، و لا يفعل شيئاً إلا أخرج عصبيته على الموظفين.
أما زينة
في الشركة.
كانت تنظر إلى الاورق التي أمامها و قالت بجدية: حسنا، كل شئ جيد، يجب التجهيز لأجل الفوج السياحي من ايطاليا.
أجابت مايا: يتم تجهيز كل الامور.
نظرت إلى بيطار و قالت: بيطار أنا في حاجة إلى عطلة، سوف أذهب إلى مصر، هل تستطيع تدير كل شيء هنا؟.
أجاب بهدوء: بالتأكيد سيدتي.
قالت بعصبية: بدون مشاكل.
أجاب بهدوء: بدون مشاكل.
قالت بابتسامة: بدون خسائر.
أجاب بابتسامة: بدون خسائر .
قالت بهدوء: اتمني هيا الان الى العمل.
غادروا و بدأت تباشر أعمالها.
في المساء
في المحطة الفضائية
لم يستطيع زين عدم التفكير في زينة، يشعر أنه ينفجر من الغضب بسبب تصرفات هذه الفتاة.
و لا يفعل شيئاً إلا اخراج العصبية على طقم البرنامج.
صرخ بصوت عالى جدا:كيف هذا يحدث؟ يتبقى ربع ساعة على الهواء ولا شىء جاهز؛ ماذا تفعلون؟
أمير : بهدوء صديقي، لما يحدث شىء لكل ذلك؟
نظر له بغضب و قال : أنت صاحب هذه القناة، وايضا مخرج البرنامج ؛ ماذا تفعل بكل هذا التقصير؟
أجاب بهدوء : استرخ زين ربع ساعة كفيلة أن نفعل به كل شىء.
فتاة:مستر زين كل شىء جاهز.
نظر امير له و قال: هل رايت؟ لا يوجد شىء لكل هذه العصبية.
أخذ نفس و أكمل: عقلك مشوش بسب هذه المغرورة.
قال بغضب: كيف تتجرأ هذه الفتاه على فعل ذلك ؟ ليست تعلم من أنا ؛من أين أتت بهذه الشجاعة؟ لكى تستطيع أن ترفض زين.
تنهد أمير بنفاذ صبر و قال :هيا الى الهواء الآن، يكفي حديث على هذه الفتاة.
تمر الأيام زين يفكر؛ كيف تستطيع زينه فعل هذا معه؟
و كيف يستطيع الحصول عليها؟
أما زينه فهى لا تتذكر الموضوع؛ فهى لا يفرق معها شيء.
كل مكان تذهب زينة إليها ترى زين هى لاتعلم اسمه، لأنها ليست من متابعين البرامج.
و لا تتابع اخبار المشاهير...
وبعد شهور لا يحدث فيهم أشياء كثيرة ،غير ملاحقة زين الي زينة لكن لا يتجرأ أن يتقرب منها.
قررت زينة الذهاب إلى أرض الوطن مصر الحبيبة..
وبعد ساعات وصلت الطائرة إلى مصر.
كانت تستند على على زجاج السيارة و تنظر إلى شوارع بشوق كبير
قال السائق: النظرة دي تقول أنك عايشة برة مصر و تجي زيارات.
تنهدت بحزن ثم قالت: فعلا، أنا حاسة أن الهواء غير.
أجاب بابتسامة: اللي سافر هو اللي يعرف قيمة البلد دي، عارفة اللي قاعدين هنا نفسهم فرصة سفر.
قالت باستهزاء: اللي سافروا خدوا ايه ، غير وجع قلب و غربة.
و لم يتحدث السائق ، ترك لها مجال أن تشبع عيونها من شوارع مصر...
بعد وقت وصلت إلى المنزل
في المعادي
في فيلا كبيرة، هنا تسكن عائلة زينة
نظرت إلى المنزل الذي امامهم بابتسامة ، فهو منزل صديق الطفولة ، الذي يعتبر اخ "طارق"
دلفت إلى المنزل ، و تدق الباب.
جاءت سعاد من المطبخ لتقوم بفتح الباب.
مجرد أن فتحت الباب ،قالت زينة بصوت عالي:
وحشتينى يا سوسو.
نظرت لها بصدمة و شوق، و ضمتها إلى حضنها بحب و اشتياق و قالت بدموع :قلب سوسو ،كده تيجي من غير لما تقولى زي كل مرة، عامله ايه؟
زينة بمزح: ايه يا سعاد كفايه احضان هموت.
ابتعدت سعاد عنها بغضب و قالت: بقا كده، ماشي و لا عندك دم و لا قلب.
فتح ذراعيها و قالت بابتسامة: هو القمر زعل ، حقك عليا ، تعالي في حضني
لم تجيب أو تذهب إليها.
جاء يوسف يركض سريعاً : قلب بابا وحشتينى.
أبتسمت و ركضت إليه و ألقت نفسها في حضنه و قالت بحب: وحشتني يا بابا ، عامل ايه.
ضمها أكثر إلى حضنه و كأنه لا يريد أن تغادر حضنه و قال بحب: الحمد لله ، القمر بتاعي عامل ايه.
أجابت بابتسامة: الحمد لله بخير.
قالت سعاد بغيره: والله غوري عند أبوكي ، صحيح شبه بعض.
و ذهبت الى الداخل.
ابتعد عنها و قال بصوت واطي: امك غيران مننا.
أجابت بابتسامة: اه ، اوعي كده اصالح السكر بتاعنا.
ذهبت الى الداخل، جلست بجوارها على الأريكة ، سألت : زياد هنا.
أومأت رأسها اعتراضا
خلعت الحجاب ، و فردت شعرها ، وضعت رأسها على قدم سعاد، وامسكت يديها و قبلتها بحب و قالت : أقسم بالله بحبك يا اجمل ماما.
تداعب خصلات شعرها بحنان و أجابت بعصبية: كاذبة تحبي ابوكي بس.
كانت تجيب لكن جاء أحمد ذو الست أعوام ، يركض سريعاً عليها، اعتدالت في جلستها و أخذته في عناق طويل و قالت بحب:وحشتني ،وحشتني ،وحشتني.
أجاب بحب: انتي اكتر يا ماما.