رواية فراوليكا الفصل الرابع بقلم مريم السيد
تـحب مين يا عبيط أنتَ، مريم محبتش غيري!
جُملة خرجت من "النوبي" والد أحمد وهو بيوكز أحمد وبيغمزله وبيقول:
-شكلي قطعت عليكم اللحظه الجميلة دي!
كمّل بإبتسامة خبيثة لأحمد وقال:
-مش هسيبك تاكل بعقل البت يا أحمد، مريومه دي بنتي أنا وأنا إللي هشوف تستاهلك ولا لأ!
أحمد بص لوالده باستغراب وهو مبتسم وقال:
-لا والله؟
وده من إمتي يا حج نوبي وأنتَ ضد إبنك كده علشان مرات إبنك المستقبلية!
النوبي قعد جمبي وهو حاطط إيديه عليا حوالين كتفي وبيقول بأبتسامة:
-ده من النهارده وبكره والأيام والسنين الجاية!
أحمد قال بغيرة:
-علفكره أنا أبنك مش هي!
ضحكت على تصرفه وقلت بطريقة طفولية لوالد أحمد:
-أنـا بحبك أوي يا عمو بجد، ولا أقولك يا بابا!
_قوليلي يا بيبو.
جمله خرجت تلقائيا من والد أحمد وهو بيغمزلي تحت نظرات أحمد المتعصبة، زفر بضيق وقال:
-بتحبيه أوي؟؟
كمل كلامه وهو باصص على والده:
-وتقولك يا بيبو؟ هي الست الوالده سمعت الكلام ده يا حج ولا أيه؟
-آه سمعته يقلب أمك وجيت أخد والدك قطاع الأرزاق!
كلنا بصينا عليها وهي داخله مبتسمه ومسكت إيد والد أحمد وخرجوا، أحمد رجع بصلي وهو بيقرب الكرسي مني وقال بهدوء:
-سمعيني كده كنتي بتقولي إيه من شويه لـ بيبو؟
إبتسمت وقلت بهدوء وأنا باصة لعنيه:
-بحبه!
قال بنفس نبرة هدوءه:
-هو مين؟
ضحكت بصوت خافت لما شوفت سرحان عينيه في عيني فكملت بنفس نبرة هدوءه:
-بيبو!
غمز بطرف عينيه وقال:
-وبالنسبه لأبنه؟
قربت منه همست في ودنه وقلت:
-هـرد عليك الإسبوع الجاي!
لما هي مشيت وقامت من قصاده قعدت مع باقي أطراف العيله، أحمد كان قاعد في البلكونه حاطط إيديه على ودنه مكان صوتها ونَفَسْها إللي هز بدنه كـ راجل!
في مكان تاني قصاد باب بيت مريم، محمد كان قاعد بيقلب تليفونه بملل، وبالمناسبه بيت مريم في الدور الأرضي البلكونه موجهة على الحنينه، وباب البيت كذلك الأمر.
عـائشة قربت من أخوها بهدوء وقالت:
-قدامك وقت يا محمد تكلم مريم!
كان باصص في تليفونه بملل وسرحان، قال بجمود ونظراته لسه على التليفون:
-الوقت خلاص يا عائشه ومريم شافت المناسب ليها، وربنا يكملهم على خير.
طبطبت عائشه على كتف أخـوها وقالت بحزن:
-ربنا يرزقك بالأحسن منها يا حبيبي.
رجع يقلب كالعاده بدون محتوى على تليفونه، شتم في سره لما حد خبطه والتليفون وقع من إيديه، مسك تليفونه وقال بضيق وهو بيتفحصه:
-لو عبيط مبتشوفش إلبس نض...
سكت لما سمع صوت أنثوي هادئ وهي بتقول:
-I'm so sorry I didn't mean to do that "أنا أسفه جدا لم أقصد فعل ذلك!"
بص ليها وقال بضيق:
-أسفك ده أعمل بيه إيه؟
كملت بنفس نبرة الإعتذار:
-I'm really sorry "أنا آسفه حقا" لو حابب تعويض معنديش مشكله جدا!
حط تليفونه في جيبه وقال بضيق:
-مبقبلش تعويض ومتشكر، تقدري تكملي طريقك!
إعتذرت مره تاني وكادت إنها تمشي بس وقفت لما قالت:
-هو ينفع أسألك سؤال وبعدها أمشي!
وقف يسمع سؤالها فهي كملت وقالت:
-أنا مش عارفه الدور الأول بيبقى بعد الدور الأرض ولا الدور الأرضي هو الدور الأول؟
رفع حاجبه بأستغراب وقال:
-أنتِ بتهزري؟
هزت رأسها بنفي وقالت:
-لا والله I really ask "أنا حقا اسأل" لإني جاية لـرفيق ليا هنا تقريبا خطوبته!
شاور بأيديه على جوه داخل بيت مريم وقال ببرود:
-لو إسمه أحمد رفيقك ده فهو جوه مع عروسته!
كُـنت بضحك وبهزر مع بنات العـيله، لحد ما وقفت بصدمه لما لقيت واحده بتسلم على أحمد وبتاخده بالحضن، سبتهم وخرجت وأنا ببعد أحمد بضيق وبقول:
-ده إيه ده؟
أحمد مسك إيديا بإني أهدأ، بصيت على البنت وهي بتبتسم ليا عادي جدا بدون شعور الخبث ولا البرود، لقيتها مدت إيدها ليا وقالت:
-Congratulations "مبروك" بجد اتبسطت جدا لما أحمد حكالي عنك وعن خطوته معاكي!
ممدتش أيدي ليها وبصيت على أحمد بضيق وقلت:
-لأ ده كمان بتحكيلها عني، واو بجد!
رجعت إيدها لما ممدتش أيدي عليها، بصيت عليها وقلت ببرود:
-هو عندك مبدأ تسلمي على الستات بإيدهم، والرجاله بالحضن!
بعدت إيديا عن أحمد وقلت بعصبيه:
-أأنا مش هعمل شوشره دلوقتي وكلامنا بعدين، والبت دي لو فضلت ثانيه هنا، قسما بالله لأقلبها عليكم كلكم أنتَ فاهم؟
مشيت وسبتهم خرجت الجنينه وقفت قدام زرعه صغيره كنت زارعاها، معرفتش أعيط، أو حسيت ده مش الوقت المناسب، بس في دمعه خاينه خانتني، حـاسة بالخنقه، حاسه رجعت أحبه، رجعت أحس بمشاعر من أول وجديد معاه، محبتش شكلها وهي مقربه منه كده!
مسحت دموعي لما حسيت بوجود حد ورايا بصيت ولما شوفت اللي كان واقف ورايا قلت بضيق:
-لأ كمان بجح وجاي ورايا..
بصيت على البلكونه لقيتها لسه واقفه هناك باصه علينا، كملت بنرفزه:
-وكمان مخليها تتابع معانا، انا مش قلتلك البت دي تمشي؟؟
قربت منه بهدوء وقلت بضيق:
-ده أنا طلبت كتب كتاب علشان بس أكون وأنتَ تكون على راحتنا ومنكونش بنعمل حاجه غلط!
كملت بنرفزه:
-تقوم هي حاضناك بالسهولة دي؟
رد عليا وقال بهدوء:
-ييا مريم يا حبيبتي صدقيني هي متعرفش عاداتنا وتقاليدنا، وهي مش مصريه ولا أجنبيه!
بصتله بعدم فهم فكمل:
-دي أسمها آرابيلا، وهي ميكس بين أجبني ومصري، هي كانت شريكه معايا في الشركه اللي كنت بحاول أعملها، وده ليا سنه بخطط ليه، وكنت هعملك مفاجأة لما هي بعتتلي من شهر إنه الخطه نجحت وهنبدأ شغل من الفتره الجايه اللي هو كمان إسبوع، وأنا لما سمعت ده وجه حوار خطوبتنا قلت أخليه مفاجأة يوم كتب الكتاب أكون مديكي ورقة التصريح بتاعت الشركه!
وبمناسبه هي إني بحكيلها، لإني فعلا كنت بحكيلها عنك وكنت أقولها حاسس أنها خساره فيا علشان كده كنت بعاملك ببرود وكنت بخليكي تتضايقي مني علشان أنا مستاهلكيش، فهي اللي شجعتني وقالتلي لو متحركتش وإتقدمت وأتغيرت علشانها بكره هتلاقيها مع غيرك!
كُنت واقفه منبهره ومصدومه ومش عارفه وقتها شعوري كان إزاي، قلت بزعل:
-بس ده ميديهاش الحق تحضنك يا أحمد!
قـرب مني وقال بإبتسامة:
-هي متعرفش، وحقك عليا، تحبي أصالحك؟
هزيت رأسي بأبتسامة فهو خرج علبه من جيبه لونها أزرق متزينه بقماش القطيفه وعليها حرف الـ 𝑴، لقيته فتح العلبه ظهر منها خاتم لونه فضي في المنتصف فيه ألماظ لونه أزرق وحوالين الخاتم محفور بـرسومات عشوائيه كالنجوم والقمر...
لما لبسهولي باس أيديا وقال:
-ده لما شافته آرابيلا إعلان في إيطاليا عندهم فأقترحت عليا، فملقتش صوابع مناسبه ليه غيرك!
كمل بهدوء وهو باصص ليا خاصة عيوني:
-شوفتي بق يا مريوم آرابيلا جات ليه؟
بصيت لآرابيلا إللي كانت بتشاورلي بحماس أبتسمت ليها، بعدها بصيت لأحمد وقلت بـغيرة:
-بـس أنا مش ناسية بردوا الحُـضن يا أحمد!
لقيته سابني وقام قطف ورده وقرب مني وحطها داخل الطرحه وقال بهمس:
-الـورد للورد، حقك عليا يا وردتي!
إتوترت منه فمشيت وسبته وانا باصه على الخـاتم.
" أهواكْ وحبّي لكَ يزداد، لا أرى مخلوقٍ سِواك "
-يا بنتي قومي بقى كفاية نوم خطيبك قرب ييجي وأنتِ ماذلتِ نايمة!
كلمات ماما خرجت منها وهي بتبعد عني الملاية وبتفوقني، قومت من مكاني ودخلت الحمام خدت شاور ولبست دريس لونه لافندر وطرحة بيضا ولبست الخاتم إللي جبهولي "أحمد" .
كنت ببص لنفسي في المرايه بإندهاش خاصة صباعي اللي محاوطه خاتم "حبيبي" حبيبي؟ كلمه كبيره أوي تتقال ، بس بتبسط لما أفكر فيها مع نفسي.
قطع شرودي صوت تليفوني وهو بيرن بإسمه، رديت بأبتسامة وقلت:
-إإيه يا أستاذ احمد مش قادر تصبر يعني؟!
-"أنا أسف ي أستاذه، صاحب التليفون عمل حادث!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
