رواية ركان الفصل الرابع 4 بقلم حنين إبراهيم الخليل

   


 رواية ركان الفصل الرابع بقلم حنين إبراهيم الخليل


 كان ركان يقف في عزاء والدته جسدا بلا روح
 كان أهل البلد يقبلون عليه بكلمات المواساة و التعازي ولكن هو كأنه في عالم اخر ينظر لهم باستغراب 
 من هؤلاء ما اللذي يتحدثون عنه من اللذي مات اين أمي قالت انها ذاهبة لانهاء موضوع و ستعود، اليوم هو اليوم الثالث من سفر أبي هذا موعد رجوعه لعل أمي ذهبت للسوق لشراء اللحم تعرف ان أبي يحبه سيحب ان تعد معها يخنة هو يحب اكل امي خاصة عندما يعود تعبا من العمل هي لن يهون عليها أن تراه متعبا ولا تسعده بطبق لذيذ من يديها، كم الساعة الأن ركان وقف كمن تذكر شيأً 
 إنتبه له عم محمد رايح فين يا ابني 
 ركان بضياع: عم محمد هي الساعة كام عندك؟ هو مش ده وقت خروج سيلا من المدرسة؟ أنا لازم أكون هناك دلوقتي هي هتكون مستنياني 
 عم محمد شعر بغصة من حالة ركان 
 ركان يا ابني  استهدى الله أنا عارف إن الي حصل مش سهل بس انت لازم تكون أقوى من كده لما هتلاقو سيلا بإذن الله هتحتاجك إنت وأبوها عشان تهونو عليها فقدان والدتها 
 ركان بغضب و هستيريا أنت بتقول ايه أنا ماما كويسة هي راحت للسوق وراجعة عشان بابا جاي النهاردة أنا هروح أجيب سيلا عشان نتلم كلنا على السفرة إنت عارف؟  سيلا بتحب تاكل من إيد بابا مكانتش بتحب لما يغيب 
 كان صوته يبدأ بالاختناق تدريجيا من أثر الدموع أنا هروح أجيبها النهاردة هتفرح اوي لما تعرف إن بابا رجع من السفر 
 اخذه عم محمد في حضنه وهو يبكي ركان كان ساكنا بدون ردة فعل لفترة ولكن فجأة  بدأ بالصراخ مامااا أااه ليه لييه ليه تسبينا وتمشي أنتي قولتي إنك راجعة ليه تعملي كده 
 
 عم محمد حاول مواساته: وحد الله يا ابني إنا لله وإن إليه راجعون خلي إيمانك بربنا كبير 
 
 ركان لم يكن يستمع فقد بدأت كل خلية من دماغه بالإنهيار عقله لم يتحمل كل ما حدث إختفاء أخته سجن والده مو.. ت والدته و أي ميــــــ. تة بدأ بفقدان الوعي ولكن ذاكرته بدأت باستعادة أحداث أخر لحضاته مع والدته 
 السيارة المسرعة ومن كان داخلها لقد كانت ثواني معدودة لكنه يكاد يقسم انه رأى ابتسامة انتصار بعد إصدامه بوالدته الضابط الذي جلس أمامه وقاس نبض والدته لقد نادها باسمها لأنها كانت عنده قبلها بلحظات  التفت إلى أمناء القسم و الضباط ليسألهم عن الفاعل ليشيرو له أن احد زملاءه لحق به ركب سيارته مسرعا وهو يكلم زميله ليخبره بمكانه ليلحق به كان ركان مع والدته في المستشفى يمشي كمومياء بين أطباء و عم محمد وهم يخرجون تصاريح الدفن دخل بعض الضباط الشرطة مسرعين وهم يجرون النقالة مع الممرضين 5 ثواني التي مرو فيها من أمامه كانت كافية ليرى وجهه ويتعرف عليه إنه نفس الضابط الذي إشتكت له والدته و كانت ستقدم له الأدلة فلا حادثها كان عرضيا ولا الضابط قتـ.. ل على يد المجر،، م فقط لينفذ بجلده هذا ما يعرفه وهو متأكد منه 
 
 فقد ركان وعيه بين يدي عم محمد هربا من الواقع بشكل مؤقت ليستيقظ على همسات من عم محمد وهو يقول بحيرة وحزن: أبلغه إزاي بس ده لسا ملحقش يفوق من الصدمات الي قبلها 
 
 لتجيبه زوجته يعني هنخبي عليه مهو لازم يعرف إن أبوه لما سمع بالي حصل لمراته مستحملش وقرر يحصلها كلنا في البلد شاهدين كانو بيحبو بعض إزاي وكانو شايلين بعض في الحلوة و المرة الراجل يا عيني ما إستحملش يوم من غيرها 
 أسكتي شوية ياولية احسن يفوق في اي لحظة ويسمعك  أنا هدخل أطمن عليه و انتي حضريله حاجة ياكلها 
 حاضر يا خويا قالتها العجوز و دخلت للمطبخ تطلب من أحد بناتها اعداد الاكل للضيف 
 بينما محمد دخل للغرفة ليجد ركان ينظر للسقف بملامح جامدة حتى عيونه لم ترمش للحظة أخافه محمد منظره فقد ظن أن قلبه قد توقف من هول ما أصابه فأي طفل سيتحمل ما يمر به ركان 
 إقترب منه بخوف ركان؟ 
 
 التفت له ركان ببطء ملامحه مازالت جامدة عيونه لم يعد فيها اي حياة 
 محمد بصوت حنون: قوم يا ابني تاكل معانا 
 ركان دون ان يلتفت: مليش نفس 
 
 حرام عليك يا ابني الي بتعملو ده مش هيرجع الي راح 
 استمر محمد في الحديث وركان على وضعه لم يتحرك ولا يستمع بعد ان فقد الامل تركه و غادر بعد ان وضع صينية الاكل التي ادخلتها زوجته عله يجوع ويأكل منها 
 
 
 بعد أيام استيقظ راكان من سباته المعتاد الذي يهرب به من واقعه وسمع محمد وزوجته يتناقشان حول وضعه 
 
 وبعدين يا سي محمد هتعمل ايه مع الولد هتشوف حد من اهله ياخدوه؟ 
 محمد بامتعاض اهل مين يا ولية انتي ناسية إن أبو وأم  عدنان متوفين و ندى نفس الوضع و مكانش عندهم إخوات حتى أخو عدنان متوفي من سنين 
 
 سنية: طب معندوش ولاد اخ اي حد من قرايبه ستكفل بيه 
 
 محمد: معرفش حد لان محدش كان بيزورهم 
 
 سنية بعدم رضا: طب و العمل 
 محمد بنفاذ صبر: العمل في ايه إنتي إيه الي مضايقك في وجوده هو قاعد فوق كتافك؟ ما تسيبي الولد في حاله لحد ما ربنا يفرجها 
 
 سنية بنفاذ صبر: و امتى هيفرجها و بعدين إنت ناسي
 إن عندك بنت دلوقتي في سن مينفعش تتكشف على رجالة 
 محمد بطيبة: بس ركان زي اخوها وهما متربيين مع بعض 
 سنية: اديك قولتها زي هو مش اخوها لا أبهاتهم مشتركين ولا راضعين على بعض و بعدين هي من ساعة ما جه وهي مش عارفة تدخل حتى الحمام براحتها غير لما تتأكد إنه في الأوضة و تفضل لابسة الطرحة طول مهي ماشية في البيت كأنها عايشة في بيت مش بيتها 
 
 محمد: بطلو مبالغة الولد لسا صغير 
 سنية: صغير ايه ده داخل ال13 سنة يعني بالغ و الي يمشي على الرجالة الي مش محارم بنتك بيمشي عليه 
 
 محمد بعدم رضا: يعني المطلوب مني ايه دلوقتي ارمي الولد و هو في الوضع ده؟ 
 
 سنية: معرفش بقى الي تشوفو مناسب إعمله انا قولت انبهك إن عندك بنت على وش جواز ولو احنا سكتنا و اعتبرناه من العيلة الناس مش هتسكت و هيطلعو عليها كلام يوقفو حالها 
 
 ركان تحامل على نفسه وسار نحو الباب الخلفي وخرج بهدوء دون اي كلمة ضل يمشي في الطريق دون هوادة عندما سمع صوت من خلفه ينادي باسمه 
 
 التفت لها ليعرف هويتها مدام حياة؟ 
 
 حياة ببعض التعب بسبب حملها: أنا كنت عايزة اجيلك من بدري بس واجهتني ظروف، البقاء لله شد حيلك هما في مكان احسن دلوقتي أنا عارفة إن الإبتلاء الي بتمر بيه ده صعب بس خليك متمسك بايمانك بربنا و تصبر على ابتلاءاته 
 
 نفس الحديث كل مرة كل مرة نواجه أشياء صعبة سيأتي شخص بوجه بشوش يقول لك ابتلاء و ان الله يحبك وعليك ان تحمده 
 
 قاطع ركان كلامها فهو ليس وقته ولن يغير من واقعه شيء 
 
 عاملة ايه مع جوزك؟ طيبتك وصبرك خلته يعاملك كويس زي ما ماما قالتلك 
 
 تفاجأت حياة من سؤاله ولم ترد 
 
 ركان نظر لها بابتسامة ساخرة بعد ان أوصل لها المعنى وراء سؤاله: بالضبط كلنا نعرف ننصح ونقول كلام موزن طالما مش إحنا الي عايشين في المشاكل دي و احنا بنقبل النصيحة و نقعد نصبر نفسنا بالكلام ده 
 غادر وترك حياة لصدمتها ليس لأن معه حق او لأن كلامه جرحها بل لأن إبن اعز صديقاتها التي كانت ترشدها لطريق الصواب و الحق بدأ أول خطوة في الطريق المعاكس بعد موتها ومن يدرى إلى ماقد يرشده ذلك الطريق 
 
 
 دخل ركان الى بيتهم كان المكان موحشا بالنسبة له فلا والدته هنا لتستقبله بابتسامتها المعهودة ولا سيلا تركض وتغني في الأرجاء ولا والده موجود يحتويهم في حضنه بعد كل سفرة يخرج من جيوبهم كل ما إشتهوه و اول من يتذكر بالهدايا والدته  ساقته قدماه إلى غرفة والدته و توجه نحو الخزانة ليفتحها بحث بين الملابس عن مفتاح ليأخذه ويفتح درج سري خلف الملابس مثلما أخبرته والدته ليخرج الة التصوير  شرد في شيء ما للحظات عندما سمع صوت ضجيج في الخارج و.... 
 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1