رواية ركان الفصل الخامس بقلم حنين إبراهيم الخليل
سمع صوت في الخارج ليأخذ ما في الدرج من نقود كانت امه توفرها و يفتح النافذة ويقفز منها دون إصدار صوت بما ان بيتهم طابق أرضي فالأرض كانت قريبة من قدميه بقي قريب من النافذة ليعرف هوية الشخص الذي دخل الغرفة
سمع صوت مألوفا له يقول: أكيد مخبياه هنا حضرتك
ليرد من معه طب دور عليه هنا و ياريت متخليش حاجة تبان إنها إتحركت من مكانها
ضرغام مش كنت خدت كل الاوراق الخاصة بأقوالها و قفلت المحضر
انت بهـ. يم ولا إيه مهو انا عملت كده و التفتيش الي هيعملوه بكرة بسبب رائد صاحب جواد الضابط الي مات لأنه مصر إن سبب موته المدام ندى لأنها كانت عنده ولما ملقاش ليها اي ملف شك في القسم كله و أمر بتحقيق فوري احمد ربك إني عرفت أأجل تفتيش البيت لبكرة لحد ما ناخد أي دليل يخص ال boss قبل ما المكان يتفتش
تركهم ركان يبحثون وهو إنسحب من المكان بصمت كما دخل
توجه نحو موقف الحافلات ليركب ويجلس في الخلف وهو يردد الضابط رائد ربما سيكون الحل بما انه يبحث عن حق صديقه فقد يقبض على المجر.. م الذي قـ. تل والدته ويحقق انتـ... قامه نظر لالة التصوير لكنهم قد لايصدقون فتى بعمره لذلك ستكون الصور مفيدة سيأخذ (negative) للمصور ليخرج منها الصور وياخذها له
وقفت الحافلة في المحطة لينزل منها وهو عازم على تحقيق طلب والدته الاخير
دخل عند مصور فتوغرافي الذي ابتسم له وبعملية
ركان السلام عليكم
: وعليكم السلام حضرتك جاي تتصور عشان ملف تخلص ملف لتقديم المدرسة؟
ركان وهو يخرج الة التصوير من جيبه لا عايز صور للنيجاتيف الي في الكميرا
اوك هيكون ثمن الصورة الوحدة 2ج
ركان اخرج مبلغ بسيط تمام أنا مش عارف هما كام صورة بس إنت طلع كل الموجود فيها ولما استلمها بكرة هكمل الباقي
المصور اخذ الة التصوير: طب تمام أنا عموما معنديش ضغط شغل فتقدر تستلمهم 5 المسا قبل ما أقفل
ركان: هكون شاكر لحضرتك
خرج ركان متوجها لقسم الشرطة تجمدت قدماه عندما وقف في نفس المكان الذي تركته به والدته رأى السيارات مارة وعادت له ذكرى الحادثة كأنها شريط فلم مر أمامه تذكر كل شيء نوع السيارة ولونها الرمادي حتى رقمها كان سر تفوقه في المدرسة حفظه لما يراه في كتبه لمرة واحدة لكنها اصبحت لعنته وهو يتذكر تفاصيل حادثة والدته سقوطها و صوتها وهي تناديه بتلك الحالة ملامح الألم الذي بدى عليها إلى اخر لحظة عينيها وهما شاخصتان بعد نطق الشهادة
فاق من وضعه ذاك على يد وضعت على كتفه التفت ليجد صاحب المحل المقابل للقسم كان يبتسم بوجه بشوش: مش انت الي كنت هنا من كام يوم؟ حضرتك مشيت و مأخذتش الي طلبته و كمان سبت الفلوس دي
ايوة أنا...
قاطعه صاحب المحل: أنا عارف البقاء لله ربنا يصبرك على من فقدت كنت جاي هنا ليه اقدر أساعدك بحاجة؟
فكر قليلا ليجيب مفيش أنا كنت بدور على مكان أبات فيه عشان معنديش حد اروحله و ابات عنده
إلتمعت عيون الرجل ببريق غريب: واهلك فين
ركان شعر بخطر حول الرجل لكنه اجاب ببرود: ابويا وامي اتوفو ومكانش لينا حد
الرجل بنفس الابتسامة: طب انا عارف مكان هيعجبك اوي ممكن تقعد فيه
فين المكان ده
هو مكان حلو هيبقى عندك صحاب كتير تحب اوديك هناك؟ لا أنا عندي شغل هخلصه و اجي معاك تركه و غادر
اقترب من قسم الشرطة ليدخل ويبحث بعينه في رواق بما انه فتح تحقيق من أجل صديقه لابد أن يكون مقرب جدا بالتحديد ذالك الضابط الذي قلب المستشفى رأسا على عقب يوم وفاته رأه من بعيد و كان سيقترب منه لكن اوقفه ذلك الصوت الذي سمعه من قبل
حضرة الضابط رائد
التفت رائد لصاحب الصوت ليقف باحترام سيادة العميد
وقف امامه وهو ينظر بتوتر حاول إخفاءه في أي أخبار بخصوص قضية زميلك جواد
رائد بحزن : مفيش جديد
العميد داغر بارتياح: أنا قولتلك إن السواق خبط الست بالغلط ولما خاف هرب ولما جواد لحقه ضرب عليه نار عشان خاف يتمسك
رائد نظر له بشك: بالنسبة للست الي ماتت و العسكري كان قايل إنها كانت جاية تقدم بلاغ و لما فتشنا مكتبه ملقيناش حاجة باسمها بلاش دي هو طبيعي بالنسبة لك إن اي حد يكون شايل سلاح معاه و يضرب في الضباط
داغر بتفكير: أنا سألت على الست وعرفت إن جوزها كان في السجن يعني إحتمال العسكري كان غلطان وهي جت تسأل عن جوزها وتزوره بس لما عرفت إن قضيته متخصش القسم عندنا و انه اتمسك في قسم تاني مشيت و السواق كان من الفلاحين وهما طبيعي عندهم يشيلو سلاح عشان يحمو ارضهم و عموما هو اتمسك و هياخد جزاءه
رائد زادت شكوكه لكنه لم يفصح: عموما اما هعمل الي عليا عشان اتأكد إني مسبتش ولا خيط يفلت من إيدي و ان الي غلط هيتحاسب
داغر مظهرا البرود أكيد يا إبني ثم غير الموضوع هي أرملة الشهيد وولاده عاملين إيه؟ إبقى إديني خبر لما تروح تزورهم عشان نعمل الواجب
رائد: حاضر يا فندم، عن إذنك غادر من أمامه بعد ان ادى التحية
وركان كان يجلس في احد الكراسي وهو يستمع لهما و بعد نهاية نقاشهما غادر القسم وهو فاقد الامل فذلك العميد هو نفسه من رافق ضرغام لبيته لإخفاء الأدلة لذلك إن اعطاها لرائد الاحتمال الاكبر ان تكون نهايته هو و الضابط مثل نهاية والدته و جواد
عاد للمصور مرة أخرى و اخذ الصور
ركان: حسابك كام
ليرد المصور: حسابك تمام بس عندي ملاحظة في صور كانت إضاءتهم خافتة و كمان الي اتصورو مكانوش واخدين بالهم إن فيه كاميرة أظن الي صورهم عيل صغير الصراحة اترددت أطلعهم في البداية
ركان بلهفة لا ابوس إيدك دي أخر ذكرى لبابا و عمي قبل وفاته
المصور نظر له بتأثر: ربنا يرحمه على العموم انا طبعت كل الي في الكمرا زي ما طلبت
ركان براحة تسلم إيدك فتح الظرف الذي فيه الصور بداية الصور كانت له و اخته مع والدته و والده في العيد كانت أخر صورة لهم وهم سعداء بلبس العيد و البالونات التي تحملها أخته كانت تريد بالونات اكثر لتطير بها لمحت عيناه بدمعة حنين و اشتياق
قلب الصور إلى ان وصل للصور المضلمة كانت الأضاءة خافتة كما قال المصور لكن ملامح الرجل الذي مع والده ظهرت في إحداها تامله جيدا و الكره يشتعل في قلبه
جمع الصور مجددا وغادر المحل بعد بضع خطوات سمع صوتا خافتا
بسسس إنت يا ولد إلتفت ركان ليجد طفلا يبدو في التاسعة من عمره يحمل علب مناديل كثيرة
تقدم نحوه وهو يلتفت بخوف انا شوفتك واقف مع عم
خميس من ساعتين
عقد حاجبيه باستغراب مين خميس
الولد: صاحب الكشك الي على اول شارع خلي بالك اوعى تروح معاه هياخدك لناس وحشين هيضر.. بوك لو مشتغلتش وجبتلهم فلوس
في تلك اللحظة سمعا صوتا من خلفه يهدر بغضب جلال
سقطت المناديل من يد الولد وعيناه اتسعت من الخوف
