رواية ابتسامة الشيطان الفصل الرابع بقلم اسماء ندا
فى بيت أسلين
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بوهن غير قادرة على النهوض، وهذا الألم الذي يسكن رأسها كأن هناك مئات الآلات تعمل داخل رأسها، مدت يدها بشكل روتينى كى تأخذ مسكن للألم، دائما ما تضعه على الطاولة بجوار الفراش، استقامت فى جلستها وهي تنزع الغطاء ثم نظرت الى الساعة المعلقة لتجدها التاسعة، فقفزت مسرعة وهي تصيح
"تبا لى، هذا اول مرة، سوف اتاخر عن العمل، العمل ! ماذا! كيف عدت الى البيت ولما كنت نائمة؟ سحقا، انا لازلت بملابس الخروج"
جلست مرة اخرى على الفراش تحاول تذكر اخر ما حدث لها، ثم همست
"لقد أنهيت عملي بالمستشفى فى الساعات الاولى من اليوم قبل بزوغ الفجر ، خرجت من المستشفى وأخذت الطريق المختصر كى اصل الى موقف الحافلات، كان هناك شخص فقير جالس يبكى من شدة الجوع فأخرجت بعض من المال لاعطائه، لكن، تبا لقد حاول أحدهم خطفي و استطعت الفرار إلى آخر الطريق ولكن فقدت الوعى! اذا كيف عدت إلى فراشي"
نظرت حولها وهى تتعجب وتحاول تذكر اى شئ قد يساعدها لمعرفة كيف عادت، فوجدت ورقة مطوية موضوعة على الطاولة بجوار علبة المسكن ، امسكتها وقرأت ما بها
(الرسالة )
(صباح الخير، أعتقد أنك الآن أفقت من المخدر الذي تم وضعه لك، لا تخافى لم يحدث لك مكروه،لقد تم القبض على هؤلاء الذين حاولوا خطفك، بالطبع تتسائلين من اكون، انا جار لك بالسكن، اقطن فى البناية المجاورة لك ولكن لم نتقابل مسبقا، بالصدفة أمس كنت عائد من السفر و رايتك تهرولين خارجه من ذلك الشارع الضيق ويتضح عليك عدم التوازن فأوقفت سيارتي واسرعت إليك كى أسألك عما يحدث ولكنك فقدت الوعى بين زراعى، لمحت بنفس الوقت الرجال الذين كانوا خلفك وهم يحاولوا الفرار ولكن امرت اصدقائى الذين كانوا معى امساكهم وتسليمهم الى الشرطة، ثم اخذتك إلى شقتك، مع العلم لم اجد مفتاح الشقة معك لهذا اضطررت لكسر باب الشقة، ولان الوقت كان لازال مبكرا لم استطع استدعاء أحد لإصلاح الباب وتركت اثنين من أصدقائي يجلسون فى غرفة الاستقبال لديك الى ان تاتى الساعة العاشرة فسوف يتصلون بالعامل لإصلاح الباب، فلا تفزعي ان خرجت ووجدتيهم
جارك امبير )
أغلقت الرسالة وهى تبتسم وتحمد الله انه ارسل احد ما لانقاذها وإلا لم تكن سوف تعلم ماذا قد يحدث لها، ثم نهضت وخرجت من غرفتها متجهة الى غرفة الاستقبال فلم تجد أحد ولكن سمعت اصوات عند باب الشقة فتوجهت إلى هناك عبر ممر صغير يفصل باقى الشقة عن الباب، كان هناك رجلان وعامل نجارة، يقوم بتركيب باب كامل للشقة فضحكت قائلة
"أوه، انه لم يكسر القفل بل كسر الباب بالكامل"
تبسم لها الرجال وأجاب أحدهم
"استيقظت الاميرة النائمة، اجل، لقد اضطررنا لكسر الباب بالكامل لكسرة الاقفال التى عليه من الخارج"
الرجل الاخر "هل انت مصاب برهاب الشك والخوف من الاختطاف؟ لماذا كل هذه الأقفال من الداخل والخارج، عذرا انا اسمي سايمون"
الرجل الاول " وانا اسمى راؤول"
"سعيدة بمعرفتكم، شكرا كثيرا لانقاذي، اجل انا اشعر بالخوف كثيرا لهذا استخدم كل هذه الأقفال"
قال راؤول " لا تقلقى من بعد اليوم سوف نقوم انا و سايمون بحراستك، فهذا عملنا من الاساس وقد دفع لنا امبير شهرين مقدم "
"امبير! صديقكم الثالث "
ضحكا الرجلان ثم قالا فى وقت واحد "رئيسنا بالعمل"
تبسمت لهم ثم دعتهم لتناول الفطور معها ولم تترك لهم مجال لرفض حيث أسرعت بالعودة داخل الشقة متجهة الى المطبخ كي تصنع الإفطار ولكنها وجدت أن أحدهم قام بالفعل بتجهيز مائدة من الطعام الشهى، استمعت لصوت راؤول خلفها
"لقد أعددنا الفطار، اتمنى ان ينال اعجابك، سوف ننتظر فى السيارة بالأسفل ان احتجت شئ "
"لا، لا، انتظر اجلسوا لتناول الطعام معى، لا اقبل اى اعتراض، اذهب ونادى سايمون "
تبسم وحرك كتفه باستسلام ثم نادى على صديقة، وجلس امامها ،
فى نفس الوقت فى الطابق الأخير بشركة لوسيفر
أشار دايمون إلى باب زجاجى فى حاجز دائرى من الزجاج يفصل باقى الحديقة عن البحيرة ، فمر الضابط وحده تاركا مساعدية مع دايمون، وبدأ يتجول بوجه ممتلئ بـ الاندهاش والتعجب، حتى انقلبت ملامحه لفزع عارم عندما وجد نفسه فى مواجهة عرين أسود يجلسون بأريحية وما إن رأوه حتى تأهبوا حذرا، لكن سرعان ما هدئوا وعادوا للجلوس مرة اخرى بعد ان صدح صوت قوى يأمرهم بالجلوس، ثم ظهر فيكتور من بينهم ، جالسا وهو متكأ على أحدهم، فهمس الضابط
" الا تخشى ان يغدروا بك "
"الغدر من طبع الإنسان فقط ، اقترب لا تخشاهم فهم قد انهوا طعامهم منذ قليل ويشعرون بالتخمة"
"كيف لك الحصول على عرين كامل من هذا النوع النادر"
انها هواية تجميع النوادر حتى لو من البشر
"وهل يوجد بين البشر نوادر"
"بالطبع، ايجاد امرأة قوية العقل ومرهفة المشاعر هذا نادر، امرأة ناضجة العقل وطفلة المعاشرة، هادئة و مجنونة تثق بك وتغير بجنون ، كل هذه المتناقضات ان تجدها فى أمرأة فسوف تكون نادرة وايضا عندما نجد صديق وافى يحميك بروحه يكون اقرب لك من اخيك فهذا ايضا نادر "
"وايهم حصلت عليه "
"الصديق ، بل وجدت من الصديق اثنان"
"كوبر و دايمون أليس كذلك"
" بالتأكيد صحيح "
" ماذا تقول فى الاتهامات الموجه إليك ، بعد اختفاء أصحاب عشرون ملهى ليلى"
فيكتور ضاحكا " إذا كنت اتيت مبكرا،كان من الممكن ان ترى ابنائى يلتهموا أجسادهم "
" اذا هل على غلق حديقتك وحرز حيواناتك"
نهض فيكتو ومر من جواره وهمس مبتسما
"افعل ان اردت او ان استطعت"
ثم توجه خارج من المكان، فخرج خلفه مسرعا ، ثم قال
"هل لك تصور عن سبب اتهامك من الأشخاص الذين رفعوا القواضي "
نظر اليه مبتسما ، ابتسامة لا تكاد تظهر على شفتاه واجابه
"إن أخبرتني من هم ، يمكننى ان احاول تخمين السبب ، ولكن لا عليك ، ان اعمالى وشركاتي لها منافسين كثر، وفى مجالات اعمالى المختلفة ، فانا اتوقع محولات لقتلى لا فقط اللجوء الى القضاء لمحاولة يائسة الى تشويه صورتى "
"معك حق ، فقد سمعت انك تأسيس شركتك فى جميع مجالات الحياة ، ومما رأيته بعينى هنا ، فمن لا يتمنى منافستك والوصول ل جزء ولو ضئيل من هذا"
استدار فيكتور بعد أن أشار له كى يتبعه وخرج من الصندوق الزجاجي وهو يهمس
"هذا الجزء يسمى محمية الحيوانات المفترسة، غير مسموح لأي أحد بالولوج الى هنا، بالطبع غير دايمون و كوبر ومن اسمح أنا له فقط "
همهم يورو متفهما وهو يتبع "فيكتور" حيث وصلوا الى الدرج كى يتسلقوا هبوطا ، ثم دلف "فيكتور" حيث الطابق الذي يخص المساعدين والسكرتارية واستخدم المصعد الداخلى للطابق و كان الضابط يورو لازال يتبعه ولكن باقى الضباط التابعين له تم ايقافهم قبل المصعد فأومأ لهم "يورو" برأسه أن ينتظروا في الأسفل، ارتفع المصعد ولقد ظهر فى المؤشر انه صعد طابق واحد ولكن فى الحقيقة لقد صعد طابقان وتوقف بالثالث داخل مكتب فيكتور وما أن فتح الباب حتى دلفوا الى داخل المكتب، انبهر "يورو" بفخامة المكتب، وما يحتويه من أثار من شتى بقاع الأرض، فكان فيكتور حقا مهتم بكل ما هو نادر ليس فقط بين الحيوانات او الطيور بل ما هو نادر على وجه الأرض .
داخل بيت اسلين
بعد أن تناولوا الإفطار وتبادلوا الأحاديث عن عملهم فى الحراسة واخبرها راؤول ان سبب استئجارهم لحراستها هو ان احد الذين كانو سوف يقوموا باختطافها يعمل كتابع لأحد كبار رؤساء المافيا، وبما ان رئيسهم لا يعلم السبب لقدوم هؤلاء على اختطافها فقرر ان يؤجر حراسة خاصة لها حتى ينتهى التحقيق ويتبين سبب محاولة الخطف، ثم استأذن الرجلان بان يذهبا للجلوس فى السيارة لان وجودهم داخل الشقة غير صحيح، وبالفعل بعد ذهابهم دلفت أسلين إلى المرحاض بعد ان اخذت ملابس منزلية مريحة، وبعد ما يقرب من النصف ساعة، كانت قد انتهت من تنظيم بعض الملفات لحالات المرضى التى تعمل عليها كي تراجع التقارير وتحدد من سوف يحتاج لإجراء جراحات ومن يمكنه الانتظار حتى ايجاد قلوب متبرع بها فى بنك التبرعات بالأعضاء، فهى تعمل فى جراحة القلب و زرع الأعضاء.
رن هاتف محمول بصوت منخفض، حاولت ان تجد من اين يصدر الصوت، وبدأت بالبحث على الطاولة اسفل الملفات ولم تجده، نظرت حولها على الأريكة و المقاعد ولم تجد ايضا، انستط للصوت جيدا، حتى اكتشفت أنه أتى من أسفل الأريكة، فانخفضت لترى أين هذا الهاتف، مدت يديها واخرجت هاتف صغير الحجم، فابتسمت لنفسها وهى تقول
"انه هاتف مارجريت، هذه الطفلة الشقية لقد أوقعته أمس عندما اتت لزيارتي بالتأكيد"
ذهبت إلى الشرفة الصغيرة الموجودة بالقرب من غرفة الاستقبال، ثم نادت على جارتها فى البناية المقابلة لها
"سوزان، يا سوزان "
فتحت الشرفة المقابلة طفلة صغيرة بعمر الخامسة وهى تبكى
"اجل ، عمة اسلين "
"لماذا تبكين؟"
"ان هاتفى الذى اشتراه أبي فى عيد ميلادى لا أجده وامى تقول لن تحضر لى غيره لانى مهملة "
"لا تبكي صغيرتي، ها هو هاتفك لقد سقط منك أمس، تعالى كى تأخذيه وحافظى عليه جيدا"
ضحكت الفتاة وهى تمسح دموعها، ثم قالت
"عمة اسلين انت اجمل عمة فى العالم، لقد نسيت اخبارك أمس، بمجئ رجل بعد أن خرجتي للعمل يتبعك لقد رأيته سابقا فى التلفزيون ولكن لا اتذكر اسمه "
خرجت ولدت الفتاة وقالت
"هاى، اسلين، اجل انه ادريان أحد رجال العصابات وقد كان تم القبض عليه بالماضى ولكنه خرج لعدم وجود أدلة، انا متاكده انه هو من كان يمشي خلفك، ولكن لا اعتقد انه كان بتبعك ربما كانت صدفة فعندما دخلت انت دكان البقالة، انصرف بسيارة سوداء، فلا تلقين بالا لهذا ربما كانت مجرد صدفة"
"بالتأكيد صدفه فما دافع رجل كهذا ان يتبعني انا، على العموم ارسلى مارجريت كى تأخذ هاتفها"
اومأت لها بالإيجاب ثم عادوا إلى داخل شققهم، ولكن أسلين بدات تفكر فيما اخبرتها به جارتها وربطة الأمر بمحاولة أختطافها وكلام راؤول وكى تقتل هذا الشك داخلها، فتحت الحاسوب وبدأت بالبحث عن اسم هذا الشخص فى الجرائد القديمة، ومن خلال البحث ظهرت لها صورة له بملابس رياضية وهو خارج من احدى الصالات الرياضية، لمحت وجود هذا الوشم على ذراعه، انه نفس الوشم الذي كان على يد وأجساد الذين قتلوا ابيها وأخذوا أمها، أنها لم ولن تنساه أبد، بدأت بقراءة الأخبار المكتوبة عنه وعن القضايا التى اتهم بها وخرج لعدم وجود أدلة عليه،كما ظهرت لها العديد من الصور له بصحبة سيدة ما، وكتب انه يخطط للارتباط بها، ولكن هذه السيدة أصيبت فى حادث وتم نقلها إلى مستشفى (.....) همست وهى تنظر لوجه السيدة جيدا
"إنها هي، اجل لقد رفضت إجراء عملية زراعة قلب لها، وكان السبب ان جسدها لن يحتمل بالأساس إجراء العملية، وقد توفت بعد لحظات من رفضي، تذكرت الآن، لقد هددنى يومها انه سوف يكون سبب موتي بأفظع الطرق"
أغلقت الحاسوب ثم قامت لفتح الباب واستقبال مارجريت كى تعطيها الهاتف بعد ان سمعت دقات على الباب، عندما فتحت الباب وجدت راؤول و سايمون يجلسون على الدرج والفتاة تقف امام الباب، قامت الفتاة بجذب يد أسلين وهمست
"لماذا هؤلاء الوحوش يجلسون أمام شقتك؟ لقد سألنى لماذا أريدك ولم اخبره "
تبسمت لها وقالت
"انهم هنا كى يحرسوني فهم ليسوا وحوش بل ضباط "
عادت الفتاة تجاه راؤول ونظرت فى عينيه عن قرب، فضحك راؤول حتى ظهرت اسنانه ثم قالت
"هذا وحش وليس ضابط، ارأيت له انياب سوف يأكلك مثل الثعلب "
قال راؤول " لكنها لا ترتدى الوشاح الاحمر، بل انت من يرتدى فستان احمر "
جريت الفتاة واختبأت خلف اسلين وهم يضحكون عليها ولكن اسلين نهرت راؤول
"لا تخيفها، انها طفلة، سوف تصدق انك وحش"
قال راؤول " بل أنا الثعلب وهى ذات الرداء الأحمر"
وبدا يقلد الثعلب ويقترب على أربع ليتفاجأ الجميع بالفتاة الصغيرة تجرى اتجاه وتضربه بالحقيبة وهى تضحك
"سأقتلك وأخرج الماعز الثلاث من بطنك"
وقع راؤول من كثرة الضحك على ظهره وهو يحاول حماية وجهه من الحقيبة، أما أسلين فقامت بحمل مارجريت وأبعادها وهي تقول
"يكفى، يكفى، كان لدي طفلة واحدة شقية، اصبح الان لدى طفل كبير شقى ايضا"
ثم دلفت بها إلى الداخل وهى تقول لهم
"إما أن تدخلوا تجلسوا داخل الشقة، او تذهبوا إلى السيارة سوف تفزعون السكان هكذا"
-بمكان آخر بنفس الشركة لكنه بعيد كل البعد عن أعين الناس
صمت فقط صمت يسود المكان الذي يتسم بشدة البرودة، ظلام دامس تكاد ان لا ترى حتى يديك سوى لحظات عندما ينير هذا الشعاع الأحمر الذى يدور بشكل منتظم فى جميع أنحاء المكان، صمت يتخلله صوت الهواء، اجل، هذا المكان الوحيد الذي تستمع به إلى صوت للهواء، فقط هواء بارد وليس رياح، بارد جدا يصل الى درجة الثليج وينتشر خلاله هذه الروائح الكريهة للمطهرات القوية التي يعقم بها المكان، هذا المكان الموحش الذي يخشى التواجد به الجميع أثناء الليل، ما عدا شخص واحد فقط، ملزم بالتواجد هناك فهذا عملة تنظيف وتعقيم هذه الأدراج الضخمة، التى داخلها يكون الجو ابرد كثيرا من الجو العام للمكان، وهذه الطولات الحديدة فى المنتصف التى فقط مظهرها يوحي بشدة صقيعها و بجوار كل طاولة، منضدة مستطيلة يرص عليها ادوات التشريح المعقمة مختلفة الاشكال والاستخدامات، اجل كما قلت لا يبقى هنا غير شخص واحد ليلا، الحارس وهو من مهامه حفظ أسرار المكان .
هذا الحارس الذى يختارة فيكتور بنفسه، ولا أحد يعرف هويته أو ماذا يفعل؟ أو ما يوجد خلف هذا المكان المظلم؟ الذي يدل على مدى برودته ملابس الحارس التى يرتديها بأوقات متفق عليها،ولا يمكن أن يدخل لتنظيف المكان إلا بعد منتصف الليل، هذه هى قوانين فيكتور الخاصة بالمكان المتواجد بالطابق الخامس اسفل ارض المستشفى الخاص بالشركة، والعجيب ان مصدر الهواء الوحيد لهذا المكان عامة يكون عبر مواسير متصلة بأجهزة لسحب الهواء و توزيعه هناك بهذا المكان يختلط الليل والنهار فلا يوجد ساعة كى تشير الوقت إلا الساعة التى فى يد الحارس، الذي يبدل مع حارس آخر دون أن يتحدثا سويا.
بعد انصراف الضابط يورو مع قواته متأكد من كذب البلاغ وقد انهوا خلال ساعتين تصليح ما تم تدميره أثناء الهجوم، انتظم العمل فى المبنى وكأن لم يكن شئ قد حدث حتى مر اليوم بالكامل وقد أنهى الثلاثي فيكتور وذراعية كوبر و دايمون جميع الأعمال المتعلقة وأحدثوا نجاح في صفقة تعتبر عالمية فى صناعة دواء جديد، وبعد أن انتصف الليل توجهوا الى المستشفى الرئيسي التابعة للشركة، ثم استقلوا مصعد خاص متواجد خلف لوحة خاصة كبيرة لا يعلم به أحد، ضغط كوبر على زر النزول للأسفل ليبدأ المصعد للنزول بعمق الأرض.
نزل المصعد الى الطابق الخامس أسفل سطح الأرض، وبعد دقائق توقف المصعد وانفتحت الأبواب بمواجهة باب من الحديد الفولاذي، يقبع خلفه نمران من النمور السوداء الضخمة، يجلس بينهم حارس ضخم الجثمان ملثم الوجه بزى رسمى مدجج بالسلاح، وما أن رأهم يخرجون من المصعد حتى هب واقفا و تأهبت النمور للهجوم ولكن سرعان ما هدأت ما ان رات فيكتور، الذي تحدث بصوت رخيم وهادئ
"استرح ، كيف الحال يا ليو"
قال ليو " كما امرت سيدى ثلاثة فى الجناح الأول والبقية بالادراج بعد حفلة الاستقبال "
علق كوبر مبتسم " سوف احصل على تدريب مجانى الليلة"
قال دايمون " هل نتحدث قليلا لوسيفر قبل أى شئ؟"
نظر فيكتور الى ساعة يده ثم قال "ليو، جهز الجناح الاول"
اتصرف ليو و تبعه النمور الى داخل الغرفة بعد ان ارتدى البالطو الثقيل،واختفى خلف باب جانبى من الحديد المصفح، فجلس فيكتور على الكرسي الجلد الضخم المواجه لباب المصعد ثم اشار الى دايمون كي يتحدث، فجلس كوبر على حرف المكتب و تمتم ببعض الكلمات
"الا تستطيع التأجيل يا رجل "
تجاهل دايمون تمتمت كوبر وقال
"جميعهم خالفوا تعليماتك افهم ذلك، كما أفهم انك تعاقبهم حيث يترك اثر ليكونوا عبرة لغيرهم ولكن ما لا افهمه، لماذا تختص هؤلاء الثلاثة بالعذاب الى الموت، ماذا فعلوا أكثر من الباقى "
قال كوبر " تعلم جيدا أنهم قاموا بخطف الفتاة"
قال ديمون "من هذه الفتاة ولماذا هى مميزة؟ الست تعتبرنا اخوتك، هل نخفى عنك شئ، الم نتعاهد على عدم اخفاء اي شي عنا نحن الثلاثة ، اجب يا فيكتور"
قال فيكتور " اجابك كوبر عن سؤالك الأول، أما عن الفتاة، تخصنى وحدى، وأنت تعلم هذا أليس لكل منكم فتاته"
قال دايمون " وانت تعلم كل شئ عنهن، بل تعرف كيف التقينا اما نحن فلا نعلم شئ عن فتاتك عزيزى، إلا أنها تعمل على جراحة القلب والزرع وكان رفضها لإجراء عملية زرع قلب لفتاة تخص هذا المجنون أدريان سبب في موتها سابقا ثم تدخلت لنقلها كى تعمل بمستشفى الخاصة بنا بعد موضعها مع…. "
أومأ فيكتور برأسه ثم قطع حديثه قائلا "وما بذلك ؟"
قال دايمون "ان كنت تنوى التسلية، نحضرها لك لوسيفر، ولكن انت تتبعها وتحميها بل وتنتقم من جميع قادة العصابات الصغيرة من اجلها، وهى ليست من العائلة، و لن يوافق والدك بالارتباط بها وأعتقد هذا سبب دفعه لهم كى يخطفوها"
قال كوبر " هذا ما أخبرتك به، باى حق تنتقم لها منهم ولا أحد يعلم أنها تابعة لك"
قال فيكتور " الم احذرهم سابقا، لقد كنت متواجد ذك اليوم "
قال دايمون " اجل أتذكر هذا جيدا عندما رفضت هي إجراء عملية زرع قلب حبيبة ادريان وقام هو بتهديدها وانت تعرضت له فى حفل جمع الغلة ونبهت الجميع ، ان لا يتعرض أحد لها وانها تخصك، ولكن ايضا اتذكر غضب والدك بعد الحفل، وأخباره لك انه يمكنك التسلية بها كما تشاء ولكن زواجك منها لا، فهى ليست من العائلة وانت تعلم انه يجب عليك الزواج من ابنة الأسرة المنافسة لك ولابيك فى السلطة"
قال فيكتور " وماذا فعلت انا ؟ "
قال كوبر " نقلتها الى العمل بالمستشفى الخاصة بنا ودفعت لتغيير التقرير بأسم طبيبة اخرى، ثم حذرت ادريان مرة اخرى من محاولة الاقتراب منها هو او اى احد من رجاله، بل نشرت خبر حمايتك لها للجميع أمام والدك مرة اخرى أيضا"
قال فيكتور " ومر احدى عشر شهر، و كانوا يخالفون أوامري و يخطفون الفتيات والأطفال رغم انى اصدرت قرار بتحريم هذه التجارة بين أسرتنا، ولكن وصل بهؤلاء الثلاث التفكير بخطف الفتاة وإجبارها على العمل كعاهرة، وانت تعلم ماذا ايضا "
قال دايمون "لكنهم فعلوا ما طلبه والدك الذي أبرم اتفاق مع ادريان مقابل صفقة سلاح، حتى وان فعل ذلك دون أن يظهر للعلن، لوسيفر "
ضرب فيكتور المكتب بيديه بقوة والغضب ينهمر من نظراته وقال بصوت يتردد فى المكان بفعل صدا الصوت
"الم احذرهم، الم ارسل لهم تحذيرات باشكال مختلفة انها تخصني وتعد من ممتلكاتى ولا احد له الحق بالاقتراب منها حتى وأن كان والدى "
رفع دايمون يده بشكل استسلام وقال "اهدأ يا رجل، لم اكن اعلم انك حذرتهم بشكل مباشر مرة ثالثة ، حسنا هل تريد ان اقطع قبل ان انزع الجلد او انزع الجلد اولا "
كوبر بابتسامه تكاد ان تصبح ضحكة " انت ! هل تستمع لوسيفر من يتحدث هنا؟ الذى يبكى على عصفور كسر جناحه "
قال فيكتور "أجل ، يحب الطيور ولكن لا تنكر عندما يغضب يمكنه انهاء جيش بأكمله وهو يتلذذ باصوات ألامهم"
نهض فيكتور وهو يكمل كلامه "اريد منكما ترك علامة خاصة على الباقى ثم القوا بهم أمام النوادي الخاصة بهم ، أما هؤلاء الثلاثة لى فقط "