رواية ابتسامة الشيطان الفصل الخامس بقلم اسماء ندا
داخل الطابق الخامس اسفل الارض
دلف الثلاثة من بعد أن ارتدوا ما يقيهم من برودة الأجواء بالداخل الى ممر ينقسم فى اخرة الى ثلاجة الجثث والتى تشبه مشرحة الموتى، أما الجزء الآخر فهو عبارة عن غرفة زجاجية من جميع الجهات حتى الأرض، محاطة بشبكة تصدر هواء كما يرغب به فيكتور، فيستطيع من خلالها جعل الغرفة فى برودة القطب وايضا يستطيع جعل الغرفة قطعة من الجحيم المشتعل .
عندما دلف فيكتور الى الغرفة كان قد ارتدى نظارة للرؤية الليلية، لشدة الظلام فلا وجود لأي مصدر ضوء، تحرك الى إحدى جوانب الغرفة ممسكا بيده عصى حديدية، يجرها أرضا كى تصدر صوت صرير حاد، ثم جلس على كرسي ينظر لهؤلاء الثلاثة المقيدون من أذرعهم بدون ملابس فى سقف الغرفة تحيط بهم اربع اعمدة تصدر رشاش من الماء كل ساعتين حتى يصبح أجسادهم مغطى بالثلج، فيتحول أجواء الغرفة الى جحيم مشتعل بارتفاع درجة الحرارة الى ان يتم إذابة الثلج فتعود الغرفة بالتدريج لدرجة الثليج ثم تعمل رشاشات المياه على تغطية أجسامهم حتى تتحول الى ثلوج لفترة زمنية، ويعاد تكرار الأمر.
فى الغرفة الاخرى داخل أدراج الثلاجة، فى الظلام الحالك، مقيد كل رجل ومكمم الفم، بعد ان تم كسر معظم اضلعهم وتم وضعهم مثل الطعام لبعض الكلاب الجائعة، ثم كتم الجروح للإيقاف الدماء دون معالجة ، و ما كان يقطع صمت المكان أصوات أنين آلامهم من داخل أدراج الثلاجة، دخلا كلا من دايمون و كوبر الى المكان، ثم توجه دايمون الى احدى الطولات وبدأ يقلب فى السكاكين والمشارط بينما توجه كوبر الى احدي الادراج وفتحها ونظر الى من بالدخل بعد ان نزع عن عينيه العصبة التي كانت تمنع عنه الرؤية، وهمس له قائلا
"جاء وقت الحساب، اعتقد انه كان لديك وقت كاف للتفكير، هل سوف تتعاون بالإجابة ام تترك لنا متعة استخراجها"
كانت نظرات من يرقد باستسلام من الرعب خالصة، لا يوجد بعقله سوى سؤال واحد، اى نوع من الألم لم يتذوقه بعد كي يهدده به؟ فهو يعتقد أن ما مر به لا يوجد آلم يفوقه، حتى جذبه كوبر من كتفيه بعد ان غرر بهم خطفين من الحديد مثبتة بسلسلة مرتبط برافعة متحرك، ثم نقله الى طاولة كان دايمون نثر عليها بعض الماء الذي في اقل من ثانية اصبح لوحا من الثلج، ليصرخ هذا الشخص صراخ مكتوم والذي يميزه فقط رقم قد حفر ينصل حاد على صدره وتم حرقه كما يفعل بالدمغ على جلود الحيوانات ليتم التعرف على مالكها.
ضحك دايمون وهو يقول
" سكوربيون (عقرب وهذا لقب ليوا) ساعد كوبر بإخراج الباقى كى يشاركوا هذا الحفل معنا"
لم ينبث ليو بحرف واحد وانتقل ما بين الادراج يجذب من بهم بيديه ثم يجبرهم على الجلوس أرضا بمكان يجعلهم يستطيعون رؤية دايمون بوضوح، وقد كان كوبر يبدل الاحبال المقيدون بها الى سلسلة حديدية موضوع عليها مادة تتسبب بحروق، ثم قام بتقييد رؤوسهم إلى أذرعهم إلى الخلف مع أقدامهم كي يجبروا على النظر باتجاه دايمون مع وضع عصى بين ارجلهم كى لا يستطيعوا ضمها وتثبيت السلاسل فى عمود متواجد خلف كلا منهم، ثم تحرك كوبر واقترب الى الطاولة التي ثبت بها رقم اربعة بسلاسل موصلة بالكهرباء، ثم ابتسم الى دايمون قائلا
"من سوف يسأل ومن سوف يتمتع"
هسهس دايمون بصوت منخفض نسبيا
"يمكننا تبادل الأدوار، ولكن السؤال الاهم بأيهما نبدأ السؤال أو المتعة"
قال كوبر " ما هو رأيك سكوربيون ؟"
ليوا وهو يبتسم ابتسامة تظهر أسنانه البيضاء
" المتعة اولا، هل لي أن اشارك"
قال دايمون "بالطبع عزيزي تعالى، رقم أربع ملك لك ل عشر دقائق من الأن "
ظل رقم أربعه ينتفض بجسده وهو يحرق رأسه بزعر يمينا ويسارا، بينما يقترب ليو من الطاولة بعد ان امسك بيده اداة تدعى القصافة (وهى تشبة المقص ولكن يقطع بها الاسلاك ) واقترب بها وهو يمررها على جسد الرجل من قدمه الى ذراعة حتى وصل أطراف أصابعه، ثم أمسك بكف بد الراجل ووضعها بعد عقلة واحد من الأصبع الصغير وقبل أن يضغط اقترب كوبر و نزع قطعة القماش التي تكمم فم الرجل ونظر كوبر داخل عينيه وقال
"انتظر يا سكوربيون، الم تكن تعلم نتيجة من يخالف تعليمات لوسيفر "
تحدث الرجل بصورة متقطعة من الفزع
"لا ، لا ، لقد حضرت الى روما حديثا و لا أعلم من هو سيد لوسيفر، رجاءا لن اكرر ما فعلت، بل سوف اعود الى موطني، ولن اعمل هنا، هذا اول مرة لى بالعمل مع كيور ، أقسم لك بجميع آلة التى يعبدها البشر"
سحب دايمون يد ليو ونظر الى الرجل وهسهس "سنتحقق وإن كنت كاذبا فسوف تدعوا أي إله تعبده أن فقط يتم عقابك كما كنا نفعل الآن"
اشار دايمون الى كوبر كي يتبعه بعد ان أمر ليو ان ينتظر فقط لمراقبتهم، ثم خرج من المكان مسرعا واتجه إلى الغرفة الاخرى المتواجد بها فيكتور وفتح الباب قليلا ثم نادى باسم لوسيفر، وقف الاثنين ينتظروا فيكتور بالخارج، بعد ثوانى خرج لهم فيكتور وكان جسده و يديه و وجهه يملأن بآثار الدماء ، لم يتحدث بل نظر فى عين دايمون مباشرة، فتحدث دايمون
"ان الرجال بالداخل لم يعملوا قط بالبلدة سابقا "
قال كوبر "أنهم حضروا الى هنا بوقت قريب، ولا يعلمون من أنت"
قال دايمون "أنهم بيادق فقط "
قال فيكتور " ألقوا بهم فى حديقة منزل آرس الخاصة بنزواته مع رسالة معلقة فى رقبتهم باسمى فقط "
قال كوبر بتعجب "حديقة منزل والدك! ما العلاقة؟"
قال فيكتور " ليس الآن"
تركهم وعاد الى داخل الغرفة التى عندما فتح الباب اتضحت أصوات صراخ وعويل من بالداخل فوضع كوبر يده مانع الباب أن يغلق، والقى نظرة سريع للداخل فبرغم من ان الغرفة من الزجاج إلا أنها لا تظهر شئ بالداخل ، كان ضوء احمر ينير الغرفة، وأجساد أو ما تبقى من أجساد ثلاث اشخاص معلقة ويقطر منها الدماء مع انتشار رائحة حرق لحوم فى الهواء، كان احد هؤلاء الرجال قد نزع منه الجلد تماما من فروة الرأس الي الجزء المتبقى من القدم المبتورة حديثا ويقوم فيكتور بتوجية النيران الى هذه القدم كي يوقف نزيف الدماء بحرق الجزء المبتور
بعد عدت ساعات أمام منزل فخم على الرغم من صغر حجمه، وهو مكون من طابقين توقفت سيارات سمراء عليه شعار الكوبرا الخاص بالمنظمة، فلم يتعرض لها أحد ثم القوا بالأشخاص فى الحديقة الداخلية وكان ليو يقف على رأس رجاله ولم يامرهم بالانصراف حتى خرج لهم ارس بنفسه، فتح السيد ارس رومير أبواب الشرفة الأرضية وطل براسه ناظر لحطام الرجال الملقون بالأرض فوق بعضهم على شكل هرمى، ثم خطي عدة خطوات الى الخارج ونظر فى عين ليو وقال
"مما ارى انكم اتباع أبنى فيكتور، لكن من هؤلاء"
تقدم ليو ورفع يده برسالة موقع عليها اسم لوسيفر وقال
"مرحبا بك سيدي، هذه رسالة من الرئيس لوسيفر، استاذن بالانصراف"
قال أرس"وماذا عن هؤلاء؟"
أجاب ليو " لا علم لى، لقد أمر الرئيس بتسليمهم اليك هنا فقط"
قال أرس " حسنا، انتظر هنا "
ثم استدار السيد أرس وعاد حيث غرفة المكتب التي خرج منها الى الحديقة ثم امسك بسك*ين فتح الأغلفة وبدأ يقرأ بصوت منخفض اقرب للهمس بعد ان ارتدى نظارته
"الانذار الأخير سيد ارس ريمور، لا تقترب من فتاتى، نعم اعلنها لك هي فتاتي، اعتبرها اختي الصغيرة او خليلتي او حتى عروستى المستقبلية، اى يكن، هؤلاء أشباه الرجال الذين اعتمدت عليهم ملك لك أما الثلاثة من عائلة ايفرا سوف يستلمهم كبير اسرتهم أجزاء فى عدة صناديق موقعة بإسمك، عليك مواجهتهم، اعتقد هذا يجعلك تعيد التفكير ان اقتربت فقط منها، ما يمكن أن أفعله
التوقيع لوسيفر "
القى الرسالة داخل نيران المدفأة وهو يجز على أسنانه و يهسهس (تتحداني، انا والدك من أجل عا. هرة، حسنا سترى) ثم خرج الى الحديقة مرة اخرى وامر جميع الرجال بالانصراف ثم استدعى كبير رجال الحراس الخاصين به وأمر بإرسال المصابين الى احدى المستشفيات الخاصة بشركته ثم عاد الى الداخل ورفع هاتفه الخاص محدثا شخص ما
"هل أحضرت البيانات التى طلبتها "
قال المجهول " لا أحد يعلم أصول عائلتها فى الحي التى تقيم به ولكنى استطعت معرفة أنها انتقلت منذ سنوات قليلة بعد موت عمتها وزوج عمتها وبالبحث ايضا بمكان إقامتهم السابقة تبين انهم انتقلوا كثيرا وكانت عائلة زوج عمتها تلقب ب فيرو ولكنه قام بتغيير لقبه هذا مرة بالسابق إلى بردويين "
"احضر لى اسم عمتها كامل وهل لها أقارب، ماذا هل سوف اعلمك عملك، معك شهر فقط "
أجاب المجهول " حسنا ، حسنا"
اغلق الهاتف وهو يتوعد لإنهاء الفتاة التى استطاعة حتى فى جهلها باهتمام إبنه بزرع بذرة التفرقة بينهم،
توجهت أسلين الى قسم الشرطة القريب من المستشفى بعد ان جاءها رسالة استدعاء للتحقيق فى أقوالها، عما حدث فى محاولة الاختطاف، جلست أمام أحد المحققين الذى وضع جهز تسجيل أمامها ثم قال
"هل يمكنك اخباري باسمك ؟ وعملك و ايضا عليك اخبارى تفاصيل اليوم قبل الحادث"
"ادعى أسلين بردويين، طبيبة جراحة وزراعة قلب، كنت اعمل بمستشفى (.....) الحكومية حتى حادث تهجم أحد رجال الأعمال الشهرين على المستشفى بالسلاح فى محاولة لقتلى لانى رفضت إجراء زراعة قلب لسيدة كان جسدها لن يحتمل الزراعة وكانت تحتضر بالفعل، وقام بتهديدي بالانتقام وقتلى، و لأجل سلامتي قامت الحكومة بنقلي للعمل فى احدى المستشفيات الخاصة واخفاء مكان النقل، و كان هذا الشخص قد تم اتهامه بالعديد من القضايا الأخرى ولكنه خرج بعد فترة لعدم وجود أدلة كافية"
"حسنا، ماذا حدث يوم محاولة اختطافك بالضبط"
"لقد كنت أنهيت عملى فى الفترة المسائية بالمستشفى، وخرجت مع بعض صديقاتى من قسم التمريض قبل بزوغ فجر اليوم الجديد، ولكنى تركتهم وتوجهت إلى زقاق ضيق كى اصل ل موقف الحافلات فهو يختصر المسافة، وهناك لاحظت وجود شخص فقير يرتعد من البرد، يطلب بعض المال لشراء طعام، وقفت بجواره و حاولة اخراج من حقيبتى بعض المال، ولكن تفاجأت بظهور شخص آخر خلفى قام بوضع قطعة من القماش على أنفى، ولانى اتدرب للدفاع عن النفس استطعت الفرار منهم وحاولت الهرولة خارج الزقاق قبل أن يعمل مفعول المخدر الذى استنشقت بعض منه من قطعة القماش، وما ان وصلت إلى أول الطريق فقدت الوعي، وعندما استيقظت كنت فى منزلى"
"هل تعتقدين ان هذا الشخص الذي حاول قتلك بالسابق خلف محاولة الخطف هذه "
"لا أعلم ربما ،فجارتى قالت انه كان يتبعنى صباح ذلك اليوم الى متجر البقالة ثم انصرف وهى تعرفت عليه من الصور التى كانت منتشرة له على التلفزيون سابقا ولكن اتسائل لما لم يحاول خطفي وقتها ولم يكن هناك الكثير فى الشارع، لما انتظر لفجر اليوم الثاني، لا أعلم "
"حسنا، سوف نوجه له استدعاء للتحقيق كى نتأكد قبل الأشارة اليه بأصابع الاتهام "
"ماذا عن الرجال الذين تم القبض عليهم ألم يخبروك عن السبب ؟"
"للأسف، لقد انتحروا قبل إجراء أي تحقيق معهم "