رواية الخاطبة الفصل الخامس
سمعت ساره صوت اغلاق الباب أغلقت عينيها بغضب ونظرت إلى والدتها بتوتر وابتسمت لها
نظرت لها بأستغراب وقالت بتساؤل
-يوه جوزك راح فين كده يا ساره الراجل تلاقيه زعل لما سبتيه وجيتى تساعدينى قولتلك مينفعش يا بنتى صممتى تنفذى اللى فى دماغك
حركت رأسها بالرفض وقالت بتوتر
ساره :متقلقيش يا ماما امير مزعلش ولا حاجه دول أصحابه اتصلوا عليه عايزين يحتفلوا مع بعض علشان كتب كتابنا وهو استأذن منى وقالى أنه مش هيغيب
نظرت لها بعدم تصديق وتنهدت بألم وقالت
-ماشى يا بنتى أنا هدخل اوضى اريح بقى تصبحى على خير وتركتها
ظلت تتابعها حتى اختفت من أمام نظرها انهمرت دموعها بغزاره وجلست على الأرض وظلت تبكى وتضع يدها على فمها حتى تمنع شهقاتها من الخروج حتى لا تسمعها والدتها وبعد وقت نهضت واتجهت إلى غرفتها تسطحت على فراشها وأغلقت عينيها وذهبت فى سبات عميق.
بعد وقت عاد امير من الخارج وهو يتأرجح بسكر نظر إلى ساره وهى نائمه اقترب إليها ونظر إليها جلس على حافة السرير وحرك يده عليها واقترب بوجه إلى شفتيها حتى يقبلها لكنها شعرت بأنفاسه انتفضت بخوف وابتعدت عنه ونظرت له بتوتر وقالت
-ا ا انت بتعمل ايه هنا
اقترب إليها وقال بصوت هامس
امير :مالك بس يا عروسه هو مش المفروض النهارده دخلتنا ولا ايه
نظرت الاتجاه الآخر بأشمئزاز وقالت بغضب
ساره :ابعد بريحتك المقرفه دى لعنة الله عليك شارب ومش حاسس بنفسك ولا باللى بتعمله
اقترب إليها أكثر وقال بأبتسامه بلهاء
امير: ليه كده بس يا عروسه أنا عملت كده علشان اعرف ابسطك وامتعك
دفعته بغضب أبعدته عنها ونظرت له بتحذير وقالت
ساره :اياك تحاول تقرب منى تانى فاهم
اقترب إليها مره اخرى وأمسك شعرها بغضب شديد وصك على سنانه وقال بصوت غاضب
امير :انتى شايفه نفسك على ايه ده انتى حتة بنت ولا تسوى واحده بيرا بتجرى على كل مكتب من بتوع الجواز شويه علشان تتجوزى ومكنتيش تحلمى انك تتجوزى واحد زي المفروض تبوسي ايدك وش وضهر أن رضيت اتجوزك اصلا
نظرت له بدموع وصفعته بغضب شديد على وجينته وقالت بصوت غاضب
ساره :انت واحد حيوان وقذر انا بكرهك طلقنى يا امير ميشرفنيش أن أكون على ذمة واحد شبهك
وضع يده على وجينته بغضب وقال بتوعد
امير :ماشى يا ساره أنا هوريكى مبقاش أنا لو مكنتش خليتك تيجى راكعه تحت رجلى علشان ارحمك من عذابك
ونهض سريعا وتركها ودلف المرحاض
وضعت يدها على وجهها وظلت تبكى بقهر وحزن شديد حتى شعرت بأنفاسها تقطعت
سمع صوت بكائها من الداخل وقف أمام المراه ونظر إلى انعكاسه حرك أنامله على وجينته يتحسس مكان الصفعه بغضب شديد حرك رأسه بتوعد وقال
-ماشى يا ساره انتى اللى جبتيه لنفسك
وبدل ملابسه وخرج من المرحاض تمدت على الأريكة ونظر لها بغضب واغلق عينه
نظرت له بدموع واغلقت عينيها وبعد وقت ذهبت فى سبات عميق.
..............................................................
مر عدة ايام حاولة ساره تتجنب التعامل مع امير بقدر المستطاع رغم محاولاته الهجومية عليها ترسم الابتسامه امام والدتها وبالغرفه تسمح لعبراتها بالهطول وفى ذات يوم استيقظت ساره من نومها نظرت حولها بالغرفه لم تجد امير متواجد بها تنهدت بأرتياح ونهضت من على فراشها واتجهت إلى غرفة والدتها طرقت على الباب وفتحته اقتربت إليها وربت على يدها بحنو وقالت
ساره :ماما يا ماما اصحى يلا يا حبيبتى علشان تفطرى وتخدى علاجك
لم تجيب عليها شعرت بالقلق وربت على يدها مره اخرى وقالت
-ماما يا ماما ردى عليا يلا يا حبيبتى اصحى
تعالت دقات قلبها بخوف شديد وحركت رأسها بالرفض اقتربت من صدرها واستمعت دقات قلبها ثم اعتدلت مره اخرى وظلت تحرك رأسها برفض والدموع تتسابق على وجينتها ركضت سريعا إلى الخارج ودلفة غرفتها امسكت الهاتف الخاص بها بيد مرتعشه وأجرت اتصالا بأمير وانتظرت الرد ثوانى معدوده وسمعت صوته وهو يقول لها
-نعم متصله بيا ليه انا فى الشغل ومش فاضى ليكى
تكلمت بدموع وقالت بقلق
ساره :الحق ماما يا أمير مش بترد عليا ابوس ايدك تعالى بسرعه
أجابها بعدم اهتمام وقال
امير :قولتلك مش فاضى عندى شغل
تكلمت بتوسل وقالت
ساره :ابوس ايدك تيجى تلحق ماما واللى انت عايزه هنفذه ليك على طول بترجاك يا امير
انتهز الفرصه وقال بمكر
امير :اممم بس اللى أنا عايزه انتى مش هتقدرى تنفذيه
ردت عليه بدموع وقالت
ساره :هقدر والله العظيم هقدر بس تعالى بسرعه ارجوك
تكلم سريعا وقال بتوضيح
امير :هاجى بس متنسيش انك وعدنى انك هتدينى حقى الشرعى
صمتت بصدمه وقالت
ساره :ا ا ايه ح ح حقك الشرعى
ابتسم بتهكم وقال
امير :مش قولتلك اللى انا عايزه انتى مش هتقدرى تنفذيه
ردت عليه سريعا وقالت من بين شهقاتها
ساره :هنفذلك اللى انت عايزه بس اهم حاجه تنقذ ماما انت عارف حالتها كويس وهتقدر تلحقها
تهللت اساريره بسعاده وقال
امير :هوا دقايق وهكون عندك
أغلقت الخط وتعالت شهقاتها بحزن شديد وركضت سريعا إلى غرفة والدتها امسكت يدها وقالت بدموع
ساره :علشان خاطرى ردى عليا اوعى يا ماما تسبينى فى الدنيا دى لوحدى أنا من غيرك ولا حاجه انتى جنتى اللى على الأرض انتى معنى الحياه انا مليش غيرك ابوس ايدك فتحى عيونك وكلمينى
وضعت رأسها على صدر والدتها وظلت تبكى دقائق مرت عليها كالدهر دوى جرس الباب نهضت سريعا وركضت إليه فتحت الباب وقالت من بين شهقاتها
-بسرعه يا امير ارجوك
وامسكت يده ارغمته على التحرك معها إلى غرفة والدتها
نظر إلى يدها الممسكه بيده بأستغراب ثم انتبه لحاله ابعد يدها عنه ونظر إلى والدتها بقلق وطلب منها أن تخرج سريعا
تكلمت بدموع وقالت
-ليه يا امير ماما مالها ارجوك طمنى
هدر بها بغضب وقال
امير :اطلعى بره بسرعه مافيش وقت
ركضت سريعا إلى الخارج وجلست على الأريكة وظلت تبكى بقلق شديد ثوانى معدوده وخرج امير من الداخل وملامح وجه لا تبشر بالخير ركضت إليه وقالت بتساؤل
-ماما عامله ايه فاقت صح أنا قولت برضه مستحيل ماما تسيبنى لوحدى فى الدنيا دى
امسك ذراعها حتى يمنعها من الدخول وقال بصوت مختنق
امير :البقاء لله يا ساره مامتك اتوفت
حركت رأسها بالرفض وابعدت يده عنها وقالت بغضب
ساره :ابعد ايدك دى بلاش كلام اهبل ماما عايشه هى بس كان مغمى عليها زى كل مره من التعب وفاقت
وتحركت إلى الداخل جلست بجوار والدتها على السرير وامسكت يدها بدموع وقالت
-شوفتى يا ماما المجنون ده بيقول عليكى ايه عايز يخضنى مفكر أنه كده بيلعب بأعصابى أنا عارفه انك كويسه واللى حصلك النهارده ده زى اللى بيحصلك كل مره قومى فتحى عيونك ووريه انك عايشه الدكتور الفاشل ده
اغلق عينه وشعر قلبه ينفطر عليها بحزن شديد اقترب إليها ووضع يده على كتفها وقال بصوت مختنق
امير :يا ساره مامتك اتوفت خلاص واللى انتى بتعمليه ده مينفعش لازم تجمدى علشان نخلص إجراءات الدفن ونلحق ندفنها
نظرت له بغضب وهبت واقفه ودفعته بقوه فى صدره وقالت
ساره :قولتلك ماما عايشه بطل شغل الاستفزاز اللى فيك ده بلاش تفول عليها بالكلمه دى احسنلك فاهم
امسكها من ذراعها بغضب شديد وهدر بها قائلا
امير :فؤقى بقى قولتلك امك ماتت ماتت خلاص
ظلت تنظر له بأعين تائهه ثم صرخت بأعلى صوتها وظلت تلكمه بقوه فى صدره وتقول
ساره :انت كداب ماما عايشه ممتاتش عايشه بقولك
وظلت تصرخ حتى خارت قواها وفقدت الوعى داخل أحضان امير
مال بجسده حملها من على الأرض واتجه إلى غرفتها وضعها على السرير واعطاها حقنه مهدأه وتركها وخرج مره آخرى وغادر من المنزل وبدأ ينهى إجراءات الدفن.
...................................................................
مر عدة ايام رافضه ساره تعترف بموت والدتها تتعامل كأنها تعيش معها بالمنزل تتحدث معها وكأنها تجلس أمامها شعر امير بالقلق عليها حاول يتكلم معها لكنها رافضه الحديث معه تماما وفى ذات يوم استيقظت ساره من نومها واتجهت إلى غرفة والدتها لتيقظها مثلما تفعل دائما دلفة إلى الداخل وجدت السرير فارغ خرجت تركض تبحث عنها بالشقه لكنها لم تجدها تحركت بأتجاه غرفتها وايقظت امير وقالت بدموع
-امير اصحى قوم بسرعه ماما مش فى البيت يا أمير رد عليا
انتفض بخضه ونظر لها بقلق وقال
امير :فيه ايه يا ساره مالك
ردت عليه بدموع وقالت
ساره :ماما يا أمير مش موجوده معرفش راحت فين
وضع يده على وجه حتى يهدأ قليلا ثم نظر لها وأمسك يدها وقال
امير :تعالى اقعدى يا ساره
نظرت إلى يده بضيق وابعدتها عنها وقالت بغضب
ساره :اياك تلمسنى تانى ولو سمحت قوم دور معايا على ماما
تنهد بضيق وقال بنفاذ صبر
امير :مش هتلاقيها يا ساره لأن امك ماتت فؤقى بقى وارضى بالأمر الواقع مامتك ماتت بقالها اسبوع وانتى رافضه تصدقى ده
حركت رأسها بدموع وتراجعت إلى الخلف وقالت من بين شهقاتها
ساره :لا انت كداب ماما لسه عايشه د د دى لسه كانت معايا امبارح وبتتكلم معايا بصوتها الحنون ونظرتها اللى بشوف فيها العالم كله انت كداب
وركضت بأتجاه غرفة والدتها
نهض سريعا وركض خلفها وامسكها من ذراعها وقال
امير :يا ساره اللى عندك ده طبيعى عقلك رافض يصدق أنها ماتت فعلا لازم تتقبلى الحقيقه علشان تقدرى تعيشى حياتك
ارتمت داخل أحضانه وتمسكت به بقوه وظلت تصرخ وهى تهتف على والدتها حتى خارت قواها وفقدت الوعى امسكها جيدا وحملها من على الأرض وعاد به مره اخرى إلى الغرفه وضعها على السرير وظل ينظر لها بشفقه جلس بجوارها وحرك يده على شعرها بحنو ومال بجسده وقبل جبينها ونهض مره اخرى وخرج من الغرفه امسك هاتفه وأجرى اتصالا وانتظر الرد وفى ذلك الوقت سمع صوت والدته تقول له
دلال :وحياة امك هى العيشه فى المكان ده عجبتك ولا ايه هترجع امته وراك شغل قد كده وبنات طالبه عريس ومستنياك
زفر بضيق وقال بصوت مختنق
امير :لسه يا ماما مش دلوقتى البنت اللى متجوزها أمها ماتت وحالتها وحشه جدا ومينفعش اسيبها دلوقتى لوحدها
صمتت لحظات ثم قالت بتهكم
دلال :ايه يا ابن بطنى الموضوع، من امته وانت قلبك رهيف كده
تكلم بتوتر وقال
امير :ها ل ل لا مافيش موضوع ولا حاجه كل الحكايه أن البنت ملهاش حد ومدمره خالص من موت امها ولحد دلوقتى مش قادره تصدق انها ماتت وبتتعامل على أنها لسه عايشه
ابتسمت بعدم تصديق وقالت
دلال :امممم قولتلى طيب هعتبر نفسي مصدقه كلامك وهسيبك متجوزها براحتك بس برضه تيجى علشان نشوف مصلحتنا وشغلنا البنات ملت من كتر الانتظار
زفر بضيق وقال
امير :حاضر يا ماما ربنا يسهل أنا هقفل معاكى دلوقتى علشان الحق البس وانزل شغلى
اغلق الخط معها وعاد إلى الغرفه مره اخرى واطمئن على ساره اتجه إلى المرحاض أخذ حماما دافئا وخرج ارتدى ملابسه وتحرك إلى الخارج واوصد باب الشقه بالمفتاح جيدا هبط إلى الأسفل صعد سيارته واتجه إلى عمله.